DREAM

By let_juncook

4.8K 319 336

للأحلام وجهين، وجه يبتسم لصاحبه و وجه بائس لم يجد مكانا يتحقق فيه. أي الوجهين سترى ڤيولا معجبة جيون جونغكوك؟ ... More

1~إشعار الأحلام
2~أفضل صديق
3~اليوم المنشود
4~في أحضان الطبيعة
5~إنتماء
6~زوال الشمس
7~أنا و أنتِ
8~تأثير
9~مداعبة النجوم
11~مفاجأة
12~لحضة مبتورة
13~عودة مفاجئة

10~مشاعر مختلطة

396 22 29
By let_juncook

حفلات الزفاف الكورية مختلفة عن بقية دول العالم، لها عادتها و تقاليدها الخاصة، هي عادةً تقام في منتصف الصباح و تتكون من جزأين: الاستقبال و الحفل.

الاستقبال حيث تجلس العروس في قاعةٍ تكون مخصصةً لها حيث يقبل عليها جميع الضيوف ليباركوا لها و يلتقطون الصور رفقتها و تشكرهم هي بدورها على حضورهم، و تكون بضع دقائق كحدٍ أقصى لكل ضيفٍ.

و بالحديث عن ذلك لا أصدق أنني الآن دلفتُ تلك القاعة ليظهر لي هيكل يونغ سون الجالس على الأريكة البيضاء تبتسمُ لي كعادتها، رؤيتي قد أصبحت ضبابية تحت تأثير الدموع التي كنتُ أقاوم تمردها، لا أعلم لِما أنا حساسة و عاطفية بهذا الشكل..

كل عبارت الحسن لا تكفي لوصف جمال و أناقة من أضحت تقفُ أمامي بتوترٍ جليٍ، تقدمتُ نحوها ببطءٍ أتأملها بانبهارٍ لأُمسك يداها التي بدورها احتضنت خاصتي بسرعةٍ. كانت تناظرني منتظرةً أن أقول شيئًا، و بعد لحضات صمتٍ طفيفٍ بادرتُ،

"لقد زينتي الفستان و زدتي في جمالهِ، فرحتي معكِ لا تظاهيها أي فرحةٍ في هذا اليوم الجميل، أنا ممتنة من كل قلبي الذي ينبض بسرور بالغٍ من أجلكِ على جميع الأيام الفائتة و اللحضات الثمينة التي عشتها معكِ و ممتنة أيضًا لكلٍ شيءٍ جعل منكِ صديقتي بغضِ النظر عن صلة قرابتنا. أنتِ بالمختصر إنسانة جميلة قلبًا و قالبًا يونغ سون و أنا سعيدةٌ أنني عرفتكِ حقًا و أتمنى لكِ كل الخير.."

باغتتني بسحبي إلى حضنها تعانقني لأبادلها بسرعة،
"وجودكِ جانبي في هذا اليوم ڤيولا يشكلُ فارقًا عظيمًا في قلبي، أنتِ رفيقتي و عائلتي و بمثابة الحياة لي، لن أنسى وقوفكِ جانبي طوال هذه الفترة و البهجة التي نشرتيها في بيتنا. حتى لو فرَّقتنا الأيام و الأماكن فقلوبنا شواهد على صدق و عمق مشاعرنا"

"تبدوان مثيرتان للشفقة رسميًا و كأنكما حبيبان على وشك الانفصال، ما هذه الكآبة و كأننا في جنازة يا فتاة أنتِ و هي؟"
قطع عناقنا صوتٌ ثالثٌ ساخر و لمن يكون غير هيون سو طبعًا الذي تقدم إلينا بغرورٍ يلبسُ بدلةً زرقاء غامقة و شعرٍ مصففٍ إلى الخلف مع بعض الخصلات المتمردة على جبينه،

"أنتَ حتى لا تراعي زفافي و تسخر من كلتانا في آنٍ واحد" أردفت من تقفُ جنبي تمسح دمعتيها

"لأن و بكل بساطةٍ الدموع لا تليقُ بكلتاكما و خاصةً في يومٍ كهذا، لذلك أنا لا أريد إلا رؤية ابتسامتكما الجميلة"
أجابها هيون سو و كنا ننظرُ إليه بامتنانٍ و بالفعل قد نجح في رسم البسمة على شفاهنا

"إن كنتَ ستتحدثُ إلي بهذه الطريقة المهذبة فأنا مستعدةٌ لأقيم حفل زفافٍ كل يوم" تكلمت يونغ سون بسخرية

ليتقدم منها الآخر يكوبُ وجهها بكفيه يناظرها بحنيةٍ أخويةٍ لم أكن أعرفها لولا دخولهم حياتي أو العكس بالأحرى،
"أختي الحبيبة، يا أجمل عروسٍ قد تلمحها عيناي،
أسخر منكِ و أشاغبكِ و أستفزكِ أحيانا لكنكِ تعلمين جيدًا أن تلك طريقتي للتعبير عن حبي لكِ. أنتِ أقربُ إنسانةٍ لي، تعرفين متى أكون سعيدًا فتشاركنني فرحتي و متى أكون متضايقًا تستمعين لي و تفتحين حضنكِ لي حتى، قد لا أعرف كيفية التعبير عن مشاعري في أغلبِ الأحيان لكنني محظوظ حقًا لامتلاكِ أختٍ ذات قلب دافىءٍ مثلكِ. أنا سأظلُ بجانبكِ طوال الوقت و إن تجرأ ذلك الأحمق زوجكِ على إحزانك يومًا فأنا سأحطم وجهه و لن أهتم، لكنني أعلم أنه لن يفعل فقد سبق و هددتُه"

اتسعت ملامح يونغ سون بصدمةٍ بعد أن كانت تصغي إليه بأعين لامعة متأثرةً بكلامه، لتظهر على ملامح الآخر معالم الانتصار بعد أن نجح في جعل أخته تصدق كذبته الأخيرة لتضرب بعد ذلك كتفه بخفةٍ تعبر عن استيائها،
"أيها اللعين، لم تجعلني أتهنى بكلامك حتى"

سحبته إلى حضنها ليبادِلها الآخر بينما يربتُ على ظهرها لتكمل،
"حبيب أختها الذي كبر بسرعةٍ و صار يخاف عليها،
هيون سو أنت ظلي و سكينتي و سندي و ستظل دائمًا.
أنتَ الروح التي تُضحك ثغري حتى في أصعب الأوقات.
أُحبكَ أيها اللعين.."

"و أنا أيضًا أيتها الحمقاء"
أجابها بينما يقبل جبينها ليعود إلى عناقِها مُشددًا عليها أكثر من السابق بينما تبادله هي بكل حبٍ و عطفٍ.

أفقتُ من غفلة تأملي لهم على ذراع هيون سو التي امتدت نحوي و قولِه،
"أنتِ يا من تُحدقين ببلاهة،
هل ستقفين هناك كثيرًا أم أنكِ ستنضمين إلينا"

قلبتُ أعيني بغير تصديق بينما أطلقت ضحكة ساخرة ليقابلني كلام يونغ سون التي كانت تبتسم في أحضان أخيها،
"آسفة ڤيولا لكن معه حق هذه المرة"

"أنتما لا تؤتمَنان حقًا، أُفَضِلُ عندما تكونان كَ توم و جيري على الأقل أجد من يقف في صفي لكن عندما تتحدان ترهقانني، ثم إنني حتمًا لن أفرط في عناقٍ جماعي"
أنهيتُ قولي لترتفع أصوات قهقهات كليهما لأنضمُ إليهم أخيرًا بخطواتٍ سريعة لا أخفي حماسي و فرحتي بمشاركتهم هذا الحضن الأخوي الدافئ..

.
.
.
.
.
.
.

أجلسُ حول الطاولة المزينة بأحدثِ لفات السَتَان السوداء تتوسطها مزهرية بلورية تحوي باقةً جميلةً من الورود البيضاء بجانبي هيون سو و الصغير دانبي الذي كان يرتدي قميصًا أبيضًا فوقه سترة بنية فاتحة و سروال من نفس اللون مع فراشة عنق، منظره اللطيف جعلني أسترق من وجنتيه السكرية القبل كل دقيقة.

أسترخي على الكرسي أتأملُ الشموع و الإيضاءات الصارخة بالرومانسية التي تبثُ روحًا من البهجة و السعادة في المكان ننتظر بدء المراسم الرسمية، لتنتشلني إضاءة هاتفي الدالة على وصول رسالة كانت مرسلة من جونغكوك و محتواها التالي،
"أتمنى أنكِ تقضين وقتًا ممتعًا الآن و أتمنى أنني لا أقاطع ذلك، فقط أريدكِ أن ترسلي لي لوكيشن القاعة"

عقدت حاجباي باستغرابٍ من طلبه، لِما عساه يطلب ذلك و ما الذي يجري في ذهنه أو ما الذي يخطط إليه..

أخذتُ أنقر الكلمات لاُجيبه بسخرية واضحة،
"ما الذي ستفعله باللوكيشن جونغكوك؟
لا تخبرني أنكَ ستأتي لتغني لنا"

"يجب أن أهتم بحسكِ الدعابي في أقرب وقت،
أما الآن فلترسلي لي ما طلبته منكِ و لتثقي بي"
و كأنني لا أفعل أصلاً، رده كان مبهمًا لكنني نفذتُ ما أخبرني به و شاركته مكان الحفلة.

تركتُ جوالي جانبًا عندما انخفضت الأضواء في الأرجاء لينير الممشى المؤدي إلى خشبة المنصة التي تتوسط الصالة و بدأت ألحان الموسيقى الهادئة تنتشر في الأرجاء..

دخلتْ خالتي الممشى في الهانبوك الوردي الحريري خاصتها تُمسِك يد حماة يونغ سون التي ارتدت هانبوك يحاكي زرقة السماء في لونه تبتسمان للحضور، و عند وصولهما إلى المنصة قامتا بإشعال شمعةٍ مع بعض إعلانًا لبدء مراسم الزفاف.

كنتُ أتأمل جميع التفاصيل بانبهارٍ تامٍ فحفلات الزفاف الكوري لا تقتصر على الاحتفال بالحب فحسب، بل يتعلق الأمر أيضًا بالملكية و العائلة.

ثم ظهر العريس في بدلته السوداء تزين قميصه الأبيض ربطة عنق، يضع في أعلى جيب سترته وردةً بسيطة و جميلة. كان يتقدم في الممشى و ينحني بكل أدبٍ للضيوف إلى أن بلغ آخر الممشى حيث يقف الكاهن الذي سيجمعهما في هذا الزواج المقدّس..

و الآن اللحضة المنتظرة التي جعلت من خافقي يهتاج، كان ظهور يونغ سون في أول الممشى تتقدم ببطءٍ بينما تعانق يد والدها الذي سيسلمها إلى زوجها من يبتسم لها بحبٍ و بأعين لامعة لا يسعه الانتظار أكثر ليرتبط اسمها بخاصته..

و كم كانت لحضةً عاطفيةً اجتمعت فيها دموع الفرحة في مقلتاي رغمًا عني عندما ألقى زوج خالتي خطابه القصير و المؤثر بمجرد تبادل الثنائي عهودهما،
"إن رؤيتي لابنتي و هي سعيدة للغاية ومشرقة تجربة مدهشة حقًا، ولكنها ممزوجة بالقليل من الحزن لأنها أيضًا اللحظة التي أدرك فيها أنها كبرت تمامًا..
الآن تبدأ ابنتي حياة جديدة وسيكون هناك شخص آخر ستلجأ إليه طلباً للحب والحماية، ولكن أريدها أن تعرف أن والدها سيكون موجوداً دائماً من أجلها."

عانقت الفتاة والدها ليضمها إليها بقوةٍ بينما يقبلُ جانب رأسها و قد تأثر جميع الحضور بهذه اللحضة الشاعرية، ليتقدم بعدها العريس و يحضنه بدوره كأنه يخبره بأنه سيصون الأمانة و يحافظ عليها.

بعدها بدأت المراسم الاعتيادية لأية حفل زفاف حيث قامت يونغ سون برمي باقة زهورها و شاركها زوجها رقصتهم الأولى تحت الأضواء الخافتة و في أجواء رومانسية ساحرة، كانوا في عالمهم الخاص فعليًا..

.
.
.
.
.
.
.

"سيارتي مركونة أمام القاعة و أنا بانتظاركِ مع ضيف خاص، سأختطفكِ لبعض الوقت بعد إذنكِ طبعًا"

كنتُ أقف قرب البوفيه لا أزال أحدق برسالتهِ المرسلة منذ عدة دقائق لا أدري ما الذي سأفعله أو كيف سأتهرب و من قد يكون هذا الضيف و أين سيأخذني و بالتفكير في كل هذا أحسستُ باندفاع الأدرينالين في أوعيتي الدموية،

وجدتُ نفسي أضحك في صمتٍ على تناقضه، فهو يخبرني أنه سيخطفني لكنه يطلب إذني في نفس الوقت، سيفقدني عقلي بتصرفاته هذه.

أفقتُ من شرودي عندما لاحظت إنغماس الجميع في مختلف أنواع المؤكلات المحاطة بيهم يضعون في صحونهم كل ما لذّ و طاب، غادرتُ قاعة الطعام و اتبعتُ طريق الخروج حتى تبيّن لي الشارع.

كنتُ بصدد نزول الدرج و معدل دقات قلبي كان في ارتفاعٍ واضحٍ لولا هيكل هيون سو الذي لفت انتباهي، كان يقفُ وحده بعيدًا عن الباب بخطواتٍ يُعطيني بظهره و ينظر إلى الأرض،

غلبني فضولي، و رغبتي في تفقده أخذتني لأقِف خلفه بغية إخافته، لكن قطع فعلتي صدمتي عندما لمحتُ على جنبٍ أعينه المحمرة، أدرته من كتفه ليقابلني و الدهشة التي اعتلت ملامح وجهه كانت تخبرني أنه لم يتوقع قدوم أحدٍ إليه،

"ڤيولا ما الذي تفعلينه خارجًا، ظننتكِ ستنقضين على البوفيه بعد أن أخبرتني أنكِ جائعة سبعٌ و تسعون مرة خلال الحفل" أخبرني بسخريةٍ كنتُ لأرد عليه بأخرى لولا تلك الضحكة المنكسرة التي اعتلت ثغره،

"هل كنتَ تبكي؟" ، سألته بينما أتشبثُ بمرفقه

"ماذا؟ أنا؟
لا أبدًا، فقط دخل شيءٌ ما في عيني لكنني أزلته"

"هيون سو لا يمكنك أن تكذب علي، أستطيع قراءة لغة الأعين جيدًا و الآن أخبرني ما الخطب، هل هو بشأن يونغ سون؟" ربتُ على كتفه أحثه على الحديث.

أطلق زفيرًا ثقيلاً ليرفع رأسه إلى السماء ثم يعيده لتتلاقى أعيننا مجددًا،
"لا أعلم، حقيقة أنها ستذهب عن البيت تجعلني مشتتًا..
كيف ستكون الأجواء بعدها و كيف سنتعود على غيابها التفكير بحقيقة أنني سأدخل إلى المنزل، إلى المكان الذي لطالما انتمينا إليه و لن أجدها لتشاكسني كعادتها تجعلني..."

كان يلوح بذراعيه في الهواء يحاول انتقاء الكلمات المناسبة، حالته هذه جعلتني أتأثر مرةً أخرى و ما كان لي إلى أن أخذه بعناقٍ أربتُ على ظهره،

عند انعدام أجوبتنا في مثل هذه الحالات عناق واحد يظاهي ألف كلمة و كلمة، رفع يديه المعلقة في الهواء يبادلني بحنانٍ، واسيته و أخبرته بأن الأمور ستكون على ما يرام خاصةً و أن يونغ سون لن تسكن بعيدًا يعني سيزرونها و ستأتي إليهم بدورها..

'من ناحيةٍ أخرى،
كان قابعًا في سيارته يراقبها منذ أن خطت خارج المبنى،
شعر بالسعادة لرؤيتها،
كان منبهرًا بمظهرها الأنيق و الرقيق،
يعانق جسدها الأنثوي فستان طويل بدون أكمام من الستان و بلونٍ أخضر زيتوني،
خصلات شعرها الأمامية المتموجة تتراقص بمفعول نسمات الهواء الخفيفة،
وجدها جميلةً على نحوٍ أخاذ بينما يتأملها،
لن ينكر أنه أحسَّ بالانزعاج لاقترابها من ذلك الرجل و معانقتها لها،
لكنه فقط قرر تجاهل ذلك الشعور'

.
.
.
.
.
.
.

فتحتُ الباب الأمامي لأدلف سيارته أستنشق رائحته و كلي شوقٌ لرؤية ملامح وجهه الوسيم، شهقتُ عندما اخترق سمعي صوت نباحٍ، التفتُ بجذعي إلى المقعد الخلفي لأصرخ بأعينٍ متسعة، "إلهي بااااااام!!!! هل هذا أنت؟؟"

اختلطت أصوات قهقهاتي مع أصوات نباحه و أصبحت السيارة صاخبة، كنتُ لا أزال ملتفةً بجذعي أمدُ بيداي نحوه ألاعبه و أكرس عليه "أنا سعيدة جدًا برؤيتك أيها البطل"

"سعيدٌ لرؤية انسجامكما حقًا لكنني لن أخفي عنكِ أنني أشعر و كأنني طرف ثالث"
انتقلت أعيني من بام إلى من يجلس بجانبي يتكأ بمرفقه على المقود يبتسم لكلينا،

ضحكتُ بخفوةٍ لأرفع حاجبي بسخريةٍ أناظره،
"أهلاً بك أيضًا سيد جونغكوك،
لا أصدق أنني تسللتُ من حفل زفاف ابنة خالتي،
أنا حقًا بسببك صرتُ أفعل أشياء لا تشبهني"

مال برأسه قليلاً يحدق بي بأعين متسعة،
"يااااا تبتسمين و تعانقين كل شخصٍ ترينه حتى الكلاب، لكنكِ دائمًا تعاتبنني، ماذا أفعل لكِ أكثر؟ يعني على الأقل أنا أيضًا أستحقُ عناقًا حسنًا؟؟"

'قرر تجاهل ذلك الشعور؟؟
حسنًا هو بالتأكيد لم يفعل و لم يستطع،
هو لم يكن غاضبًا،
لأنه لم يمتلك مبررًا لذلك،
فقط كان منزعجًا لذلك ألقى بكلماته سريعًا،
بينما هي ظلت تنظر إليه مندهشة لم تفقه شيئًا،
لم تفهم سبب مبالغته في ردة فعله'

طال الصمت في السيارة، حتى بام توقف عن نباحه و كم أردتُ الضحك عندما استرقت النظر إليه لأجده متسمرًا في مكانه ينظر ناحيتنا،

تحمحتُ أنظف حلقي و عندما أردتُ الكلام سبقني،
"تبدين جميلة كعادتكِ"

بعد تأمل وجهه لبضع ثواني طفح كيلي و أمسكتُ كفه دون أن أقطع تواصلنا البصري لأهمس له،
"جونغكوك سأسألك سؤالاً و أجبني بصراحة حسنًا؟"

كان متفاجأً من فعلتي لذلك اكتفى بالإيماء بنعم فقط،
"هل أنتَ مجنون؟"

اتسعت ملامح صدمته فواصلت أوضح له،
"تخبرني أنني أوزع الأحضان و الابتسامات على الناس، عذرًا و على الحيوانات أيضًا،
ثم تقول أنني جميلة و أنك تريد عناقًا أيضًا.."

ظللتُ أناظره أرفع حاجباي أنتظر تفسيرًا،
ابتسامة صغيرة اعتلت شفتاه جعلتني أستغرب،

"نعم أنتِ محقة أنا مجنون،
و أعتقد أنه جنون الحبِ أيضًا"

سحبني من يدي يجذبني لأستقر بين أحضانه و تحاوط ذراعه الأخرى خصري يقربني نحوه أكثر،
"عانقيني دومًا ڤيولا،
أحبُ اللحضة التي يجتمع فيها قلبي و قلبكِ"

حاوطت عنقه بدوري أمنحه ما أراد محاولةً تهدئة نبضاتي المتسارعة من تصريحه الفصيح و كلماته الحلوة و أفعاله المباغتة.

....

كانت الأجواء في السيارة مرحة، نستمع إلى أغاني هادئة و نتجذاب أطراف الحديث، أخبره عن استمتاعي بأجواء الزفاف فينصِت لكلامي بانتباهٍ لِيحدثني عن تقاليد أخرى تشتهر بها بعض المناطق،

بعد ربع ساعةٍ تقريبًا أوقف جونغكوك السيارة، كنا قد ابتعدنا عن صخب المدينة و ضوضاء السيارات و أصبح جل مانراه هو المساحات الخضراء المورقة.

كان يحتضن يدي بينما نتوغل في المكان و بام يمشي على جانبه الآخر كالفتى المطيع يمسك كرته بفمه و قد بدا متحمسًا لللعب،

نفسي المحبة للطبيعة و سحرها تتعافى الآن بجمال و بساطة المنظر حولنا، بدا الأمر و كأنه مشهد من بطاقة بريدية.

📍نويل بارك، سيول، كوريا الجنوبية.

الأعشاب الخضراء المورقة، و النباتات الراقصة و الأشجار الطويلة على مسافات صغيرة من بعضها، و الطيورر المغردة التي تصدر موسيقى شجية، كل هذا ساحر للغاية يجعلني أتمنى لو كنتُ أسكن في أحد القرى بعيدًا عن المدن الدخانية و الغبارية، بعيدًا عن ضوضاء السيارات المزعجة و بعيدًا عن رتابة الحياة..

بعد تأمل المشهد الخلاب، أغلقتُ أعيني ككل مرةٍ أشعر فيها بالسلام الداخلي أستنشق الهواء النقي الذي يدخل رئتي، هواء نقي ينعش العقول، يرفع المعنويات و يبهج الأنفس،

فتحتُ أعيني على صوت نباح بام الذي تجاوزني يجري و يقفز بحريةٍ، لم أعي قبلاً على ضخامة بنيته و عضلاته و لم أستغرب أيضًا، أعني اُنظروا من يكون مالكه

لذلك وجدتُني أضحكُ بيني و بين نفسي بما يجول في عقلي و لحسن الحظ أن هذا الأخير لا يستطيع المعرفة،

سعدتُ لكوني لم أرتدي حذاءًا ذو كعب عالي عندما انطلقتُ أجري بحريةٍ نحو بام أشاركه حماسه و لَعِبَهُ..

'سقط نظر جونغكوك عليها تجري و تقفز حول بام،
عيناه ممتلئتان بالإعجاب بسرعة تطور العلاقة بينهما،
ترمي له الكرة بشكل هزلي،
فيطاردها الآخر بلهفةٍ،
ملأ ضحكها المكان يصف سعادتها الخالصة،
الرياح تراقص شعرها،
أحيانًا ترجع بعضًا من خصلاتها خلف أذنها،
و غالبًا ماتستسلم،
ضوء الشمس رسم توهجًا ذهبيًا على وجهها،
احتضنت جمال العالم من حولها،
في تلك اللحظة،
تأكد أنها القطعة المفقودة من قصته،
هي من ستجلب الدفء والسعادة إلى صفحات حياته،
أفاق من شرود تأملها على صوتها الساخر..'

"أنت!! أيها الرياضي المزيف،
اُنظر إليك لا تستطيع حتى الجري معنا أليس كذلك بام؟"
نبح بام دون أن يفهم شيئًا و عندما رأيت الابتسامة الجانبية ترتسم على وجه من يقف بعيدًا عنا بخطواتٍ أدركت حينها أنني سأندم على كل ماقلته و بالفعل،

"سأريكِ من الرياضي المزيف"
قالها متوعدًا و بدأ في الجري نحونا..

"أسرع بام!!!"
أشرتُ إلى هذا الكلب الفطن ليتبعني بينما أجري محاولةً الفرار و صرخاتي ملأت المكان، لقد خفتُ على حياتي بحقٍ عندما رأيت عيناه تلمع بخبثٍ،

كانت محاولةً فاشلةً فماهي إلا ثواني و صار أقرب إلينا،
شهقتُ عندما ارتفعت قدماي على الأرض و بذراعه أحاط ظهري، أصبح يحملني في وضعية العروس لتغمرني رائحته النفاذة و دفء جسده،

"إذن، من هو الرياضي المزيف؟"
سألني يقربُ وجهه نحو خاصتي فأضحيتُ أستشعر أنفاسه،

"أنا كنتُ أمزح فقط، لقد شاركت معنا في برنامج الكاميرا الخفية هذا ما في الأمر.."
كان قلبي يدقُ بصخبٍ كمن كان يجري في ماراثون و في الحقيقة لم أبتعد عن ذلك، قلقد كنتُ أجري بحياتي..

"أين الكاميرا أنا لا أرها" ،همس قرب أذني

"هل أصبحتَ دورا الآن؟"
أجبتُه بتهكمٍ أحاول تلطيف الأجواء،

ابتسم بينما يناظر أعمق نقطةٍ في أعيني، سربٌ من الفراشات حلق في معدتي لجمال ابتسامته العذبة التي لا أرتوي منها،

"عندما أكون معكِ، أشعر وكأن الوقت يتباطأ وكل ما يمكنني التفكير فيه هو أنتِ"

مرت لحضة صمتٍ تبادلنا فيها النظرات و كأن العالم توقف عن الدوارن، روحي تتراقصُ فرحًا و قلبي يرفرف،

و عندما أردتُ إجابته، قطع لحضتنا صوت بطني التي أصدرت أصواتها الغريبة معلنةً عن مدى جوعها و كم تمنيتُ أن تنشقَ الأرض و تبلعني،

عندها قهقه جونغكوك بخفوةٍ و أنزلني يحتضن خصري لنتمشى نحو تلك المقاعد الخشبية المظللة،
"يبدو أن أحدهم جائع، لحسن الحظ أنني سبق و أن طلبتُ لنا لحمًا مشويًا و بعض الأطباق الجانبية"

"إنكَ لا تتوقف عن إحراجي"

"كنتُ أتكلمُ عن بام" غمز لي في آخر كلامه لأطلق ضحكة ساخرة،

إن التواجد معه يبدو و كأنه مغامرة جميلة و لا أستطيع الانتظار لأرى أين يأخذنا ذلك..

~يتبع~

حينما تتحدث عن فلسطين و شعبها تجد رأسك مرفوعًا تلقائيًا، و تجف عينك من الدموع آملاً و مطمئنًا لوعد الحق.

فلسطين بلد الشهداء و الشجعان و الصغير فيها بألف رجل.
لا تتوقفوا عن الحديث و النشر عنها، هي قضية لن تموت.
علموا صغار عائلاتكم حب فلسطين و كره العدوان.

"سلامٌ لأرضٍ خُلقت للسلامِ،
و ما رأت يومًا سلامًا🇵🇸"
-محمود درويش-

لا تنسوا تصوتوا و شكرًا♡

Continue Reading

You'll Also Like

781K 46.9K 118
Y/N L/N is an enigma. An outgoing, cheerful, smiley teenage boy. Happy, sociable, excitable. A hidden gem in the rough of Japan's younger soccer pl...
1.5M 25.7K 52
What if Aaron Warner's sunshine daughter fell for Kenji Kishimoto's grumpy son? - This fanfic takes place almost 20 years after Believe me. Aaron and...
2M 57.2K 95
On the twelfth hour of October 1st, 1989, 43 women gave birth. It was unusual as none of them had been pregnant since the first day they started. Sir...
1.4M 31.8K 87
It all began in China, In Qing Qing City. There was news that a baby that gave off light was born. Ever since then, superpowers were discovered in va...