حِـيـنَ يَـخْـضَـعُ الــشَـيّ...

By k00_ky

78.3K 4.6K 5.3K

عُـقـود مِـن الـعيشِ وَحيـداً بيـنَ طَـياتِ الـظِلال مُكَـبلٌ بـذكـرياتِ حُـبه الأول حَـتى تَـقـتحمَ حَـياته... More

|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|07|
شخصيات
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|

|06|

3.8K 246 131
By k00_ky

------------------------------------------------
حـيـن يـخـضـع الـشـيـطـان لــقــلــبــه
-----

الانستا: k10ky_10

***

-1867-

(عـصـر جـوسـيون)

-

"جونغـكوك!!! استـيقـظ !! "

كـنت نائماً بعمق حين دخـل والدي غرفة نومـي بــهجمية وصـدره يعـلو و ينخفـض فـسرعان ما أدركـت أن هنالـك أمراً طارئـاً و خـطيراً قـد حـدث ، فـوالدي رجل هـادئ و رزيـن وهذا ليس من شيـمه. رميت لحـافي الحـريري بعـيداً و إستـقمـت مـكـانـي

" جـونغكوك...أنـت في خطـر...يجـب عليـك أن تغـادر لأبـعـد مكـان"

وضـع بـين يديّ ملابـس خـدمٍ رثـة لكـنني قـطبت حاجـباي باِسـتفهام و سـألتـه

"لمـا؟ ماذا حـدث حـتى أهـرب؟ "

زفر والـدي الـهواء بــألم و نطـق

"لقد دبـرت لعائلتـنا مكيدة و الـجنود فـي طريقهـم لـمنزلنا للـقبض علـينا بـتهمة تهـريـب الفحـم "

توسـعت عينـايَ علـى مصرعيـهما و نـفيت بـرأسي ، غيـر مصـدقٍ للأمـر

"لـن أغـادر بـدونك أنتَ و والـدتي "

"جـونـغكوك بنـي!!
ليـس هـناك وقت للـشرح أو الجدال، لـطالما كـنتَ اِبـناً مطيعاً فـأطع أمـر والدك للـمرة الأخـيرة و انـجو بـحياتك ، ولا تقـلق عـلى والدتـك فـلن يُــقبض عليها و سيـهتم خالـك بـها"

إرتعـش ذقنـي وتـجمعت الـعبرات بـداخل عينـيّ

"مـاذا عـنك؟

-أبي أجـبني بـصدق

-هـل التهمة الموجـهة إليـك حـقيقيـة؟"

"أقسـمُ لـك يـا بنـيّ أنني بـرئ من هـذا !

-يـكفي أن تصـدقني أنـتَ فـقـط "

سـادت لـحظة صمـت لـيصرخ بـي والدي آمـراً

"هيـا جونغـكوك !! هـذا أمر !!

-أنت لـن تعصي أمـراً صـادراً من والـدك !!"

أومـأت لـه بـصمت تـزامنا مع تسـاقط دمـوعي . أسـرعت فـي ارتـداء تلـك الملابس الـتي قدمـها لـي وحالـما خـطوت عـتبة باب غـرفتي قابـلت والـدتي ، حامـلة بـين يديــها حـقيبـة قـماشيـة

"خـذ جونغـكوك هـذه الأمـ ـوال ستساعـ ـدك على البقاء حياً لـمدة و حـين تهـدأ الأمور عدّ للمنـ ـزل و خـذ ما تحـتاج مـن الأمـوال المخبأة فـي مـخزننا السـري"

كانـت دمـوع والدتي كـالشلالات الـمندفعة والشـهقات تخـطف الكـلام مـن حديثهـا

أخـذت تلـك الحقيـبة و إرتديتـها على ظـهري

نظـرت نـحو والـديّ طـويلاً قـبل أن أرتـمي بحضـنهما وأنا أبـكي بـمرارة.

كنت نائماً في سلام والآن أقـوم بـتوديع عائلتي التي لا أعلم إن كنت سـأجدها حـية بعـد هروبـي.

والدي سـيعدم لا مـحالة و هذه الفكرة بـحد ذاتـها تسـبب لي القشـعريـرة

"أبـي...أمـي...أرجوكـما لا تمـوتا !!!

-لن أتـحمل الوحـدة "

"توقـف عن ذرف الدموع كـالنساء و أُنفـذ بجلدك بـني...إنتقـم لـي و لـعائلتنا التي تفرقت بـهذه الـطريقة المـريعة "

مسـحت دمـوعي و حـدقت بـعدستا والدي بـشدة

" أخبـرني مـن فـعل هذا أبي "

تحـررت ضـحكة باهـتة من ثغـر والـدي ، قرأت الخـيبة علـى سـماه

" كيم داي جونغ ، الـرجل الـذي لطــالما كان أخــاً لـي "

تزعـزعـت عدسـتاي في صــدمة و رمشــت عدة مرات و كأننـي لم و لن أســتوعب ما صــرّح به والـدي للــتو

صـديق والـدي منذ نعـومة أظـافرهما و والـد صـديق عمـري
لقـد كانت طـعنة الغـدر أشد قسـوة وذلك لأنـها من أقـرب الناس لقـلوبـنا

خـطوت بـضع خطـوات قبل أن ألتفـت نحوهـما و ألقـي عليهما نـظرة أخـيرة
نظـرة إنهـزام و قـهر و خـوف مـن المسـتقبل
ثـم ركضـت نـحو السـور المحـيط بـمنزلنا الفخـم الذي يعـود لـعائلتنا النـبيلة و تجاوزتـه بقـفزة واحــدة لخفـة حركـاتي ، نـحو الشـارع الـذي كان خالياً مـن البـشر.

هربـت نحو أحـد المعـابد المـهجورة للإختباء بصعوبة فقـد كانـت الدوريـات مـنتشرة بـكثرة في أرجـاء العـاصمة هانيـانـغ ، بحـثاً عن أي شـخص من عائــلتنا

وكم شـعرت بالـذّل و الإنـهزام آنـذاك

كم رأيـت نفسـي صـغيراً و جـبانـاً بعـدما هـربت و تركـت عائلتي خلـفي لمـصير مجـهول

لطالما افتـخرت بـأصلي الـنبيل و مـهاراتي القـتالية بين أقـراني ولكـني الآن مـختبئ كـفأر صغـير فـي هـذا المكـان القـذر

-----------

فـي الـيوم التـالي تسـللت للمـدينة مـجدداً حتى ألـتقـط أي أخـبار عن حـالة عـائلتي رغـم أن والدي و بـكل وضــوح قد أمـرني بـمغادرة هـانـيانغ كـلـياً.

سمعـت الكـثير مـن الـناس يـقذقـون أبـي بالسـوء و يتحـدثون عـن خيـانته المـزعومـة ، رغبـت كـثيراً بـتكسير فـمَ كـلّ نـاطقٍ بـأي كلمـة مـسيئة لـعائلتي لكـنني تـراجعت و غـادرت فـي هدوء حـتى لا أثـير مـشكلة و تكشـف هـويتي للعلـن.

اتـجهت نحـو مـنزل خطـيبتي الـتي انتفـضت ذعـراً حـالما لـمحتني واقـفاً بـداخل غـرفة نومـها.

كانـت مينـجي أجمل فتـاة في المدينة وعائلتها من النبـلاء أيضاً. وقـعنا في الحب معاً منـذ الطـفولة و لم يسعد هذا الأمر قلبينا العاشقين فقط بل أسعد عائلتينا أيـضاً "جيـون" و "هيـو"

فـلا شيئ أروع من تصـاهر عائـلتين نبيـلتين لتوحـيد النـفـوذ و السلطـة فـي نـظر أربـاب العائلتـين.

"جونغكوك!! كيـف أتـيـت إلـى هنا ؟"

هَمـست في صـوت صارخ وهـي تلتـفت من حولــها بـخوف

"بصعـوبة بالغـة!!

-أتيت للإطـمئـنان علـيكِ

-خشـيت أن يـتم جـرّكِ أنـتِ و عـائلتـك للتـحقيـق أيضـاً "

"لا يـجب عليـك أن تخـاطر بـحياتك مـجدداً بـهذه الطريقـة. يجب أن تهـرب خارج هانيانغ فأنت مطلوب من طـرف الحكـومة بـاعتبـار أنـكَ
خـ ـائن...كـوالـدك "

نـبست مينـجي تلـك الكـلمة بـتقطع ، نـظراً لـثقل وزنها علـى أذن خطـيبها الـذي انـدفع نحوها لـيجذبها لحضنـه بخـشونة

"لا تقـلقي عزيـزتي...سـأكون بـخير!!

-إعـتني بـنفسك لـ حيـن أثبـت بـراءة عـائلتي من ذمـة هـذه الـتهمة الملـفقة"

"ألـم تسمـع بـالخبر؟ لـقد أُصــدرَ بيـاناً مـنذ قليـل بـخصـوص والـدك
قـرار بـإعـدام والـدك صبـاح يوم غـد "

أجابـت بـقلق

"لا...لا يـمكن !!

-يجـب أن أتحـدث مـع ولـي العـهد حـالاً فهو صديقـي لـربما أحصل عـلى مهـلة لإثبات بـراءة والـدي "

"جونـغكوك...لا تـذهب أرجـوك...ستعـدم أنـت الآخـر ، هـو لـن يصـغي إليـك دون دلـيل دامـغ علـى براءة عائــلتك"

تمسـكت برسـغي بقـوة وهـي تبـكي و سـرعان ما أدركـت صـحة قولهـا. سألقـى نفـس حـتف والـدي إن ظـهرت أمـام الـقصر.
لا خـيار لي سوى الهروب خارج هانيانغ و العودة حيـن تهـدأ الأمـور لأنتـقم من كـل شـخص ساعد على تلفـيق تهـمة الخـيانة هذه لـعائلتـي.

أنا الآن مكـبل بقـيود القــدر ولا خيـار لـي سوى الإنصـياع

مسـحت وجـنتها بـكفِ يدي وتـركت قبـلة رقيقـة عـلى جبـينها

"إعتني بـنفسـِك حبيـبتي!! "

"أسـتغادر للأبـد ؟"

"طـبعاً لا...سأعود يوماً ما لأنتـقم وحين أثبت براءة عـائلتي سـأتـزوجكِ"

"وعــد؟ "

"وعـد صـغيرتي!! لذا انـتظري عـودتي لأنني لن أمـوت قبـل أن آخـذ بـثأري "

-------

وقـفت وسـط الملأ الذي كان محـتشداً أمام منصـة تنـفيذ الإعـدام.

أجل...بـحق والدي!! لم أتـخيل يومـاً أننـي سأشـهد يومـاً أرى بـه والـدي يمـوت ذلـيلاً بـهذه الطـريقة

وقد كانـت صدمتي أشـد حينما لـمحت زوج شقـيقتـي بجانـب والـدي

كانـت العـائلة المالـكة تـقف بـعيداً مـقابل والدي و صهـري حـتى تـشهد مـوتهمـا. أما والـدي ، فـكان واقفاً بـأنف شـامخ و نـظرات شـديدة خـالية مـن الـجُبْـن أو الـتذلل.

لطـالما كـان والدي شـجاعاً حـتى وهو يقف أمـام موتـه الآن، لا يبـدو عـليه الخـوف أبـداً

إلا حـين هـرع لـغرفتي و طـلب مـني الهروب.

فـأنا نقـطة ضعـفه الـوحيدة

أغمـضت عـيني بـضعف حالما أبـصرت الـسيف محـلقاً نـحو عنق والـدي ، لـيضع حـداً لـحياته.

أصـررت رغـم ألـمي عـلى مـشاهدة لـحظة إعـدام عائـلتي حـتى أحـقد أكـثر و يـكون إنتقـامي أعـنف و أقـوى.

---------

غادرت العـاصمة هانيانغ نحـو قـرية أخرى.و أمـضيت بـها ثلاثـة أشـهر في التـدرب بـمفردي و التـجول فـي المـدينة من حيـن لآخر.

جلسـت في أحد المطاعـم الـشعبية لأطلــب وجبة غداء ، وبيــنما أنا أتنـاول من صحـن الأرز خاصـتي لـفت إنتـباهي حديـث الرجـال مـن خلفـي وهـم يتـجادلـون حـول مـوضـوع غريـب

"أقسـم لكـم...هـناك وحـش بـشري يـتجول في المـدينة وهـو مـن قـتل الرجـلين و الإمـرأة"

ضـحك أصدقائه بـصخب وقـد نبـس أحـدهم

"و هـل رأيـته لـتقسم بـذلك؟ "

"أجـل...كنت في طريـق العـودة لـمنزلي ليلاً حيــن رأيــت رجلاً منقــضاً على عنـق إمــرأة. ظننت في الوهلة الأولـى أنـني رأيـت مشهداً مخـلاً في أحد الشـوارع المخـفية ولـكن الرجل غادر و ترك خلـفه تلـك المـرأة جثـة هامـدة دون حـراك."

"أواثـق بأنه رجـل وليس ذئـباً هـشم عـنقها؟
لابـد أنـك كـنت ثمـلاً تلـك الليـلة "

حـديثهم حـقاً جذب إنتبـاهي بـشكل غريـب لـيصرخ الرجل مدافعاً عن نفـسه

"أقسـم أننـي لم أذق الخـمر تلـك الليـلة أبـداً"

أضـاف أحـدهم بـصوت خـفيض

"لقد سـمعت أن الحرس قد وجد شيئا غريباً إزاء هذه الـجثث الثـلاث....كلـها كانـت بـدون دمـاء وكأنهـم نزفـوا حتـى المـوت"

أكمـل الرجـال حديثهـم و غـادروا و أمـا أنـا فانشغـل بالـي فـي التـفكير بحـديث الرجـل ، نبـرة صوتـه تـدل علـى الصـدق ولكـن لـما أهتـم أساسـاً !!
يجـب أن أركــزَ عـلى التـخطـيط للإنتــقام فقـط ولـيس بهذه الترهـات التي يتداولــها عامـة الشــعب

------------

أمضـيت ذلـك اليـوم بـأكملـه فـي الـمدينة و عـدّت لمنـزلي مسـاءاً

وبينمـا كنـت منهمكـاً فـي التـدريب علـى المسـايفـة فـي باحـة مـنزلي المستـأجـر تعـالى صـوت صـراخ رجـلٍ في الأرجـاء فـخرجـت مـن منـزلي بـدافع الفضـول لعـله يكـون ذلـك الوحـش البـشري المـزعـوم.

كنـت أقبـض علـى سيـفي بقـوة وأنـا أخـطو في حـذرٍ نحـو مصـدر الصـوت وحـالما إقـتربت ، لمـحت هــيئة رجــل وهـو يقـوم بحـشر وجـهه في عنـق رجـل قد إنقـطعت أنفاسـه بالفـعل و خرّ جثـة هامـدة

ركضـت نحـوه بـخطوات فـي خـفة ريـشة و دون صـوت حـتى ، أُعـد سـيفي لـفـصل رأسـه عـن جـسد ذلـك الـوحـش لكـنه وبـطريـقة غريبـة تـفادى هجـمتي السـريعة دون حتـى أن يلـتفت لمواجـهتي
وكـأنه سـحر مـا
كانـت سـرعـته خيـ ـاليـة

" ليـس من الـلائق الهـجوم مـن الـخلـف!! "

أردف ذلـك الـرجل بـنبرة سـاخرة مـطرقاً لرأسـه تـحت ذلـك اللـحاف الأسـود فـلم أرى وجـهه ولـم أتأكـد بـعد مـن أنـه إنـسان حـتى

لكـنه يتحـدث...لابـد أن رجـل إذن

"يستـحق القـاتل المـوت فـقط...لا تـهم الطـريقـة"

هجـمت مـرة أخـرى عليـه بـسيفي حـاد النـصل لكـنه تفـاداها بـسرعة مـخيفة لـم أرى لـها مـثيـل

"لا تلـعب يـا فـتى...لا أريـد قـتلك فـقد اكتـفيت الـليلة لـذا غـادر بـصمت فـــقط "

"أبـــداً "

لوحـت بسيفـي علـيه فـجرحت وجـهه وقـد تـحول الـرداء الـذي يخـفي ملامـحه لـجزئين كاشـفاً عـنهـا لعيـناي. لقـد جـرحته فـي وجـنته ولـكن لـيس لسـرعة يـدي بـل لأنه وقـف سـاكناً دون حـراك متـعمداً

أبصـرت الـجرح عـلى وجـنته بـأم عيـناي وهـو يلتـئم وكـأنه لم يـجرح أبـداً وقـد كانـت هنـاك إبتسـامة ساخـرة عـلى محيـاه وكأنـه يـقول لـي إضـرب بـقدر مـا شـئت فـلن أمـوت

"ما تـكون أنـت؟ سـاحر أم وحـش؟ "

قـهقـه في سـخرية ، يرمـقني ببــرود من تحـت رمــوشه

"أنا وحـش!!

ولا أجـرح ولا أجـوع ولا حـتى أشعر بالـنعاس. أقتات علـى الدمـاء فقـط بـسبب العطـش المخيـف الـذي يفـتك بـي

أتريـد أن تكـون مثـلي؟ "

سألـني وهـو يعدل خـصلات شعـره مـن علـى وجهـه

"و لمـا سـأود أن أكـون مثلـك؟ ما الـمميز فـي هـذا؟ "

" سـتكون خـالداً...بـقوة جـسدية مخـيفة و سـرعة تنـافس الريـح كـافية لتـحقق حلـمك فـي الانـتقام "

إتسـعت عيـناي فـي صـدمة و إزدردت ريـقي

"كـيف عرفـت؟ "

"أشـعر بذلـك الكـره يتغـلغل بصـدرك "

" ولـما تريـد جعـلي مثـلك بـدل قـتلي كـما فـعلت مـع هـذا الـرجـل خـلفـك؟ "

سـألته وأنا أشيـر بـعيناي نـحو تلـك الجـثة الـمترامية أرضـاً ، فضـحك هـو

" أحـب مساعـدة غيـري عـلى الإنـتقام "

رفـع رأسـه بنـشوة وقـال كلـمات قـد حـرضت الحـقد بـداخـلي

"لـن تعـرف أبـداً لـذة شـرب دمـاء من تـكـره...إنهـا الألـذ دومـاً "

"و مـا المـقابـل؟ "

غرسـت سـيفي وسـط بطـنه ثـم سحـبته للـخلف لكن...لم يحـدث شـيئ...حتـى ابتسـامته لـم تختـف وكأنـني دغـدغتـه لا غـير

"المـقابل هـو أن تـقدم لـي أحـب شخـص لـقلبـك كـقربان حـتى أجـعلـك كائـناً خـارقاً و خـالـداً مـثلي..."

أول مـن تبـادر لـذهـني هـو حـبيبتي "مينـجي"
أقـدمها كـقربـان؟ هـذا مسـتحيـل.
طـال صـمتي كـدليـل علـى تفـكـيري فـي المـوضـوع بينـما الآخـر فـاكتـفى بـرسـم شـبح ابتـسامـة عـلى وجهـه

" لا بـأس فـي الطمـع فـي القـوة و الـخلود ، فكلـها غـايـات البـشـر "

أردف ذلـك الرجـل و عـدل وشـاحه حـول وجـهه وأمـا أنـا فـتجـمدت مكـاني بينـما هـناك حـرب أفـكار قـد شُـنت فـي خـلـدي.

وقبـل أن يـغادر نطـق مـخاطباً لـي

"يبـدو أن إجـابـتك لـن تـكون الـليلـة..سـنلـتقي فـي يـوم آخـر أو بالأحـرى ليلـة أخـرى"

"و إذا أردت مقابلـتك...كـيف سـأجـدك؟ "

" أنـا مـن سيجـدك "

كانـت هذه آخـر جملـة لـه قـبل أن يختـفي بسـبب سرعتـه

-----------

في صبـاح اليـوم الـتالي

جهـزت نـفسي قبـل أن أنطـلق فـي طريـقي نـحو هـانيانـغ، أي العاصمـة فقد مـرّت ثلاثـة مـن الأشهـر منـذ آخـر لقـاء بيـني وبيـن "مينـجي "

أردت الإطـمئنان عليـها و علـى حالـة والـدتـي التـي تمكـث عنـد خالـي  فإتـجهت نـحوهـا أولاً وذلـك لأن شـوقي لهـا قـد أحـرق كبـدي.

إرتمـينا فـي أحضـان بـعضنا البعـض وقـد إسترسلـت فـي ذرف الدمـوع كعـادتها وهـي تغمـغم فـي حضـني لـها كـم أن إشـتياقهـا لـي قـد أتـعبها و أرهـقها

"أنا بخـير أمـي لذا رجـاءاً توقـفي عـن البكـاء"

مسحـت دموعهـا بكـفي قـبل أن تـنبس

" لما عـدّت؟ أنـت بـمجازف علـى حيـاتك بـنيّ"

" أردت تفـقد حالـكِ و حـالَ مينـجي لـم يرتـح لـي بالٌ منـذ وطـئت قـدمي خـارج هـانيـانـغ "

"أنا بصـحة جـيدة، وسـأكون بألـف خـير طالما كـنت حـيٌ تـرزق بـنيّ"

مررت يـدها عـلى وجـهي فأمسكـتها وقـبلتـها لـها

"سأبقـى حـياً لأجـلكِ والـدتي الغـاليـة!!

و لآخـذ بـثأري مِـن مَنْ تسـبب بـموت والـدي "

شعـرت بـسعادتـها تـتلاشـى قـبل تقـول بنبـرة باردة

" هل سمعـت بـخبر خطـوبة مينـجي مـن اِبـن ذلـك الحقيـر كـيم داي جونغ ؟"

توسـعت عيـناي حتى كادتـا على وشـك السقـوط مـن محـجريـهمـا

" مم مـاذا؟ مينـجي قـد خُـطبـت؟ "

أومـأت لـي فـي صمـت مـخيف مضـيفة لـقولـها

"تـقول الشائـعات أنـها أجبـرت علـى هـذه الخـطوبـة ، لكـن لا أظــن هذا فقد لـمحتـها تبـتسم في غايـة الســرور"

عضضـت أسفـل شـفتي بـشدة ، كاتـماً لـجنـوني وقـد أخذت يـدي بالإرتـعاش

" أقسـم أنني سـأشرب مـن دم عائـلة كـيم كلـها...لـن يشـف غلـيل حقـدي إلا بـذلـك"

وقـفت أمام والـدتي فقـد كنـا جلـوساً لكـنها أمسكت رسغـي حالـما شعـرت بـي أنـني سـأقـدم علـى فـعل شيـئ متـهـور
بـل مـجنـون

"تـوقف بنـي...هـذا لـيس وقـت الإنتـقام . لـن تستـفيد شـيئاً سـوى أن تلـقى حتـفك ذليـلاً كوالـدك

-لذا تحـلى بـالصبر و إخـطِ فـي طريـق الإنـتقام خطـوة بـ خطـوة

-إهـدأ و تعـقل...فـالغضـب يعـمي الإنـسـان "

رمقتـها بعينـاي اللاتـي إكـتست بيـاضـهما حمرةً لاذعـة ثم حـررتُ رسغـي مـن قبضـتهـا

" لا تخـافي...فلـن أقدم عـلى فـعل أي شـيئ متـهور الآن ولـكن يجـب عـلي المـغادرة ، إعـتني بنـفسـك"

أومـأت لـي ثـم عـانقـتني لـمرة أخـيرة قـبل أن أغـادر منـزل خـالي فـي سريـة تامـة كمـا أتيـت إليـه. عائـداً نحـو القـرية التـي كنـت أمكـث فيهـا طـوال فتـرة هروبـي وقـد تأكـدت مـن رغـبتي جـيـداً.

------------

" هـا قـد أتيـت أخيـراً "

خاطبـته بنـبرة سـاخرة حـالما إلتـفت خـلفـي و وجـدته جالسـاً فـوق صخـرة عظـيمة مطـلة على بحـيرة مظلمـة لا يُـرى بهـا سـوى إنـعـكاس القـمر عـلى سطـح ميـاههـا العـكـرة.

" هـل إشـتقت إلـي بهـذه السـرعـة ؟ "

سألـني بـنبرة لا تقـل سـخريـة عـلى خـاصتي وهـو يراقـب البحـيرة ، مـتجاهـلاً لوجـودي

" أريـد أن أكـون مـثلـك!!
وحـشاً لا يـعرف الرحمـة!!
لأقــتل كـل مـن سـاهـم فـي تـدمير عائلـتي و مـوتِ والـدي و سـرقة خـطيبتي مـن بـين يـديّ "

" و المـقابـل؟ "

وجـه عدسـتيه نحـوي تفـاجئـت بـلونيهمـا الغـريب
أحـمر قاتـم ، يشـابه الـدم

" المـقابل هـو خـ ـطيبتي مـينـجي ، أعـز شـخـصٍ لـ قـلـبي "

وقـف مكـانه ثـم قفـز مـن عنـده حـتى وجـدته مـاثـلاً أمـامي فـاتضحـت معـالم وجـهه الـحادة و عينـيه الحـمراوتيـن لـي أكـثر

إقتـرب من رأسـي و همـس لـي

" أمـتأكد؟ فـلن ينفـع النـدم حينهـا "

سحبـت عينـاي نحـوه و وضعـتهما علـى عيـنيه دون خـوف ثـم أومــأت إيـجابـاً

أخـذ رسـغي وهـو لا ينـزل عيـنيه مـن خاصـتي شعـرت بـالخـوف و التـردد حيـنها لكننـي طردت تلـك الأفـكار حـالما تـرددت فـي ذهنـي لحـظة إعـ ـدام والـدي

" إفـعلها فـــقط!! فـلست خـائفـاً "

خاطبتـه بـهمس ولـم يلـبث هـو كـثيراً قـبل أن يغـرس أنيـابه الـحادة أسـفل رسغـي
في وريـدي بالـضبـط فأطـلقت صـرخـة قد حاولـت سجـنها بإسـتماتة لكـنني فـشلت ، إثـر ذلـك الألـم القاهـر الـذي إجـتاح جـسدي وكـأنـني تجـرعت سـماً مـا.

حـرر يـدي مـن بـين قبضـته الـباردة فسـقطـت علـى ركبتـاي ممـسكاً ليـدي
أحاول كتـمان صـراخي حتـى برزت عـروق جبـيني و عنــقي

" أظـننـت أن الأمـر سيكـون سـهـلاً ؟ "

شـخر في سـخريـة ثـم نبـس مـجدداً وهـو يناظـرني مـن الأعلى باِستـحقـار

" هـذا تأثيـر السـم الـذي حـررته فـي عـروقـك!! سيخـتفي الألـم بعـد قليـل لذا تـحـمل نـتائج إخـتيـارك "

صرخـت بكـل مـا أوتـي لـي مـن قـوة وأصـبحت أتلـوى حـول نـفسي أرضـاً حـتى شعـرت بأنـني عـلى وشـك الـمـوت. بـرودة غريـبة إكـتسحـت جـسدي الـذي سكــن عـن حركـته مـثلَ جـثة فـاقـدة للـحـياة . إنهـارت جفـوني ولـم أعـد أبـصـر سـوى الظـلام ثـم فقـدت إحسـاسي بكـل شـيئ بعـدها.

-----------

-2023-

حـالمـا عتبـت آشـا بـاب غـرفتهـا شـهقت بفـزع ثـم حـررت تنـهيدة طـويلة قبـل أن تـنبس فـي عتـاب

"لـقد أخفـتنـي!! "

خاطبـت ذلـك الضخـم الـذي كـان يـناظر إحـدى صـور طفولتـها الـمتـوضعة عـلى سطـح الـمكتـب

" أعتـذر...لـم أقـصد أن أتسـبب فـي إصـابة فتـاتي بـسكـتة قـلبـية"

إبتـسمت بخـفة ثـم خطـت صـوبـه

"لقـد كنـت طـفلـة ظريفة ، أليـس كـذلك؟ "

" بكـل زمـان وبكـل حـالة جـميـلة أنـتِ ، بـل القمر يـموت غيـرة منـكِ"

ضحكـت آشا وقـد تضـرجت وجنتـيّها قبـل أن تحـاوط خصـره بـذراعيـها و تضـع وجنـتها عـلى ظـهـره

" غزلـك رخـيص ولـكن ، أعتـرف أنه يثـير أسـراباً من الفراشــات فـي معـدتي"

طبعـت قبـلة علـى ظهـره فـي آخـر كـلامها ثـم نطـقت مجـدداً و بنبـرة مسرورة

"إن عائـلـتي بـإنتظار قـدومك علـى العشـاء ليـلة غـد "

" عشـاء؟ تعـلمين بـأنني لا أتـناول أي شـيئ! "

"تظـاهر فـقط بـذلـك "

إلتفـت جـونغكـوك نحـوهـا و قيـد خـصرها بـين كـفتـيه الضـخمـتيـن

" سـأحاول أن أكـون طـبيعـياً قـدر الإمـكـان "

أومـأت لـه وهـي تسـهب في تـأمـل منحـنيات وجهـه و عدسـتيه الدمـويـتـين

" أخـفي عيـنيك الـساحـرتـين أيـضـاً "

" طبـعاً...لا داعـي للـقلـق "

" و أرمـش و حـرك كـتفيك وكـأنك تتـنفـس "

ضحـك الأكـبر بـصوت ذو بـحة مغـرية قـبل أن يجـذبها نحـوه أكـثر فـإلتصقـت بـجسـده

" هـل ترينـني طـفلاً صـغـيراً أمامـكِ ؟ "

" أنـا...فقـط خائـفـة و متـوترة...فـأنـت أول رجـل أقـدمه لـعائلـتي بل أنـت الأول فـي حـب حقـيقـي فـي حياتـي كـلها"

" يـا لي من محـظوظ لأنـال الـمرتبة الأولـى في حـياتِـك جمـيلـتي!!"

" أيمكـنني طـرح سـؤال؟ "

"طـبـعاً "

أجـاب وهـو يمـرر إبـهامه عـلى وجـنتها الـدافـئة عـكس بـرودة يـده اللاذعـة

" كـيف أصـبحت هـكذا؟ لا بـد أنـك كنـت إنسانـاً مـثلي فـي مـا مـضى؟ همـم؟"

" أتـريديـن أن أروي لـكِ قصـتي إذاً ؟ "

" أجـل...كـثـيراً !! "

كانـت حـركة أنـاملـه علـى وجهـها فـي إستمـراريـة قبـل أن تتـوقف و ينطـق سالباً الحـماس مـن قلـب صغـيرتـه

" ليـس الليلـة طفـلـتي فـلا أود فـتح سـجلات الـماضـي الآن"

تنهـدت بـصخب وهـي تتـحرك فـي عشوائـية بيـن ذراعـيه الممـتدتـين نحـوها والـتي تحـتجز خـصرها

" فـضولـي ينـهـش قلـبـي "

" فـي الـوقت المنـاسب، لابـد أنـكِ مـرهـقة الآن

-غيري ثيـابك و تـعالي للنـوم فـي أحـضانـي أم تفـضليـن أن أغـادر ؟"

" طـبعاً أود مـنك أن تبـقى لـجانـبي و أسـتـمتع بتـوسـد عضـلات صـدرك المـثيرة و تأمـل عـروق ذراعيـك الـبارزة أو تقـبيل وجهـك كلـما سمـحت لـي الفـرصـة!! "

رفعـها أرضاً مـن خصـرها كـلعـبة بيـن يـديـه فأصبـح وجهـه موازيـاً لـخاصـتها نظـراً لـفرق الطـول بينهمـا ثم قـال رفـقة ضحـكة تـصـف عـدم تصديقـه لمـا نبسـت صغـيرته بـه لـتوهـا

" منـذ مـتى و أنـتِ تتحـدثيـن مـعي بـهذه الجـرأة أيتـها الصغـيرة الشـقـية؟"

أطـرقت رأسـها فـي خجـل وهـي تقـهقه بـخفة فجذبـها نحـو صـدره و عانقـها بـكل حـذر خـشية مـن أن يسـحق عظـامـها بيـن ذراعـيه وبـعد عـناق إمـتد لدقـائق وضـعها أرضـاً

" هـيا غـيري ملابـسك و نـامي "

"حسـناً....الغـوريـلا خـاصـتي!! "

أجابــته بإبـتسامة وقد قامـت بحـركة Twerking صغـيرة فـقهقه جونغـكوك وهو يضـغط علـى أعلـى أنفـه

"آشـا!! ما خطـبكِ الليلـة؟؟ هـل سـافر خـجلـك دون عـلمـي؟"

"أنا فقـط سأحــلق لشـدة الفـرحة"

غـادرت نحـو خـزانـة ملابـسـها دون أن تـنقـطع ضـحكـاتهـا وتـركتـه يبـحلق بـها بـتـعـجب ، ملـجم اللـسان

-----------

بـحذر شـديد أبـعد رأسـها عـن صـدره وهـي تستغـرق فـي نـومهـا واضـعاً لـه عـلى وسـادتـها و أخـذ يمـسح عـلى شـعرها الـليلي النـاعم بيـنما يسهـب فـي تـأملهـا ، يتمـتم مـع نـفـسه بخـفوت

" غاليـتي...أميـرتي....عشـقي...يـا كـل حيـاتي

-إلتـقينا منـذ مـدة قـصيرة و هـا أنـتِ قـد أحيـيتي قلـبي بعـدما مـات منـذ عقـود

-مـا هـو السـحر الـذي تمـارسـينه عـلي؟

-لا أود مـفارقـتكِ للحظـة

-لـولا والـدتك التـي تـتجه صـوب غـرفتـكِ الآن"

أنـزل عيـنيه مـن عـلى البـاب و وضـع شفـيته عـلى بـشرة عـنقها فـي قبـلة طـويلة و بـريئـة تـزامـناً مـع إستنشاقـه لشـذاها المـحبـب لـه الـذي يبعـث الـشوق لـقلبـه رغـم قـربه مـنها ثـم غـادر غرفتها مكرهـاً مجبـراً بسـبب والـدتها الـتي دخـلت الغـرفة بـعد رحـيله بلـحظات لتـتفقد ابنتـهـا.

تـأملـت الغـرفة للحـظات قبـل أن تـتنهد بخـفة و تغــادر

----------------

2888 كـلـمـة ✔️

مصاص الدماء يلي حول جونغكوك

ملابس الخدم يلي لبسها جونغكوك ليهرب

ملابس جونغكوك في زمن 1867

" مينجي " خطيبة جونغكوك

جونغكوك لما كان في غرفة آشا

Continue Reading

You'll Also Like

45.7K 3.8K 39
[ R O M A N T I C C O N T E N T ] هو فتى متنمر وانا اكره المتنمرين! -كيم تايهيونغ. -لي إيفرلي.
16.3K 1.1K 19
"أَنـا لَا أَعلـمُ مَٱلذي يَحـصل،هُنـاكَ رَسائِـل غَريبـةٌ تَـصلِني وَ أَشــعرُ كَما لَو أنّـني مُراقَبَةٌ!!" عِـندمَا تَزور إيمـيلي إِعــلانٌ مُـثير...
28.2K 2.6K 38
عندما تعزفَ الكمان تنبضَ القلوب 🎻🎼