مشوه ¦¦ Shapeless

By its_shake_speare

26.7K 1.8K 1.3K

[ يتم التعديل على الرواية ] أول خطوةٍ كانتْ لها و أخر خطوةٍ كانت لهُ في صددِ إرتوائِها منْ قسوتِه، كانت تَرو... More

الفصل الأول ¦1¦
الفصل الثاني ¦2¦
الفصل الثالث ¦3¦
الفصل الرابع ¦4¦
الفصل الخامس ¦5¦
الفصل السابع ¦7¦
الفصل الثامن ¦8¦
الفصل التاسع ¦9¦
الفصل العاشر ¦10¦
الفصل الحادي عشر ¦11¦
الفصل الثاني عشر ¦12¦
الفصل الثالث عشر ¦13¦
الفصل الرابع عشر|14|
الفصل الخامس عشر |15|
الفصل السادس عشر ¦16¦
الفصل السابع عشر |17|
الفصل الثامن عشر |18|
الفصل التاسع عشر |19|
الفصل العشرون|20|
الفصل الواحد و العشرون |21|
الفصل الثاني و العشرون |22|
الفصل الثالث و العشرين |23|
الفصل الرابع و العشرون |24|
الفصل الخامس و العشرون |25|
الفصل السادس و العشرون |26|
الفصل السابع و العشرون |27|
الفصل الثامن و العشرون |28|
الفصل التاسع و العشرون |29|
الفصل الثلاثون |30|

الفصل السادس ¦6¦

882 67 67
By its_shake_speare


¦ ثلاثة ورود ¦

إعتقدت نورسين أنها لم تسمع هيلدا جيدًا، لكن تأكدت من هذا لحظة جملتها التالية :

" فلا أظنه مناسبًا الإنجاب منه حاليًا حتى تتأكدي من زواجك هذا."

إستائت نورسين وبرز واضحا في وجهها لتقول جامعةً يديها عند حضنها تقول :

" أختي أنت واعية لما تقولينه؟"

" أنت لا تتوقعين منه أن يملك عاطفةً ناحيتك فكيف لك أن تثقي أنه سيحب طفلكما، اساسا هل سيسمح لك بالإنجاب؟ "

أرادت هيلدا كسر نورسين و تحطيم ثقتها تلك، لم ترد أن تكون نورسين سعيدةً مع ليث فجاةً

" هيلدا ما هذا الكلام القاسي، لماذا تقولين كل هذا؟"

" أمي أنا أقول الحقيقة، نورسين تعيش لحظتها فقط لكونه دافع عنها أمام العم لوكاس، لكننا نعلم أنه فعل هذا فقط لأنها زوجته و ليس حبًا فيها"

رفعت نورسين رأسها و إبتسمت لهيلدا بطريقة مزيفة

" أنا أريد أن أكون أمًا و الرجل الوحيد هو الذي سيكون والد أطفالي... ليث"

قالت كلماتها الأخيرةِ بحدة و إنزعاج

" سوف أحمل منه و أنجب، إذ لم يرد هذا فسوف أجبره ثم نتطلق، قطعة منه قبل أن تركي أفضل من لا شيئ صحيح؟"

" ومالذي يضمن لك أنه لن يجبرك على إجهاضه؟"

" هيلدا يكفي! "

أوقفت نورسين دييرا عن التدخل وثم قالت :

" لا تقلقي سأكون بخير، إذ لم يحب الطفل فسوف أطلقه أنا ولن يجرأ على لمسي و لا لمس صغيرنا، لدى خطة إحتياطية لكل مناسبةً مثل الان"

وقفت نورسين بعينان منحنية للأسفل

" كي لا أستاء أكثر و يفسد مزاجي سوف أذهب"

" نورسين! إنتظري !"

ذهبت دييرا ورائها

" لا بأس إنني أعلم أن هيلدا قلقة علي، فلست منزعجةً كثيرًا"

" عزيزتي ربما علي التفكير جيدًا إبنتي، إنني أنتظر حقيقةً حفيدًا منك، لكن بنفس الوقت لا يسعني أن أفرط في سعادتك، قد يتضرر الطفل بينكما "

" لا يزال الوقت طويل كي نتحدث عن هذا الموضوع، دعنا نتكلم لاحقًا أمي "

اومات دييرا، لتذهب نورسين إلى السيارة

" سيدتي هل نعود للقصر؟ "

" لا ليس بعد ل..."

أوقف كلامها بعدما أن وردها إتصال

" عزيزي"

أجابت بصوت منتعش حينما تسمع صوت ليث تشعر بالسعادة

" لماذا إتصلت علي هكذا؟"

- أين أنت الأن؟ -

" آه كنت سأذهب لمطعم دوناتي، أظنني سوف أتناول الغداء هناك"

- سوف آتي لهناك-

" م-ماذا ! هل ستأتي للمطعم!"

- الا يعجبك الأمر أم هناك شخص سوف تلتقينه؟-

" أبدا لكنني متفاجأة سوف أنتظرك ليث لا تتأخر"

°
°

تحرك ساقها بينما تنتظر كل ثانيةٍ، لما إبتهجت تعابيرها و أصبحت أكثر إشراقا، دخوله و روعته أسرت قلبها، كان يرتدي ملابسًا رسميةً مع معطف طويل، قفازات جليدية، طوله الفارع، ساقاه

الطويلتان ، جسده المذهل، بينما شعره المصفف بجانب واحد، إحمر وجهها و تشعر بالفراشات في معدتها

[ هذا الرجل وسيم، لو كانت الوسامة جريمة لكان أول شخص يعتقل و يسجن]

جلس ليث مقابلًا إياها، تبتسم بسعاده

" أزيحي تلك الإبتسامة الغبيه عن وجهك"

شابكت أصابعها ووضعت ذقنها فوق سطح كفها

" رؤيتك تجعلني أبتسم ليث، الست تعلم كم أنا أحبك؟"

جاء نادل وهو يحمل معه لائحة الغداء، يتسم بوجه جدي

" بمجرد أن ينتهي السيد و الآنسة من الإختيار يمكنكما مناداتي"

" إنها زوجتي"

صحح ليث المعلومة بنظرة حاده، جعلت النادل يجفل و يحني رأسه

" أعتذر سيدي"

"يمكنك الذهاب "

تأثرت نورسين بفعلت ليث التي كانت خارجةً عن المتوقع لكنه كسر هذا بقول بارد و جاف خالٍ من تعابير عاطفية:

" لا تفسري فعلتي بشكل رومانسي زوجتي"

" بالتأكيد لن أفسره فأيا كان قصدك أعجبني هذا"

كان لليث إلتزام و قناعة بتوضيح نوعية العلاقات الإجتماعية، بصرف النظر عن أي أحد، كان يحب أن يكون لكل علاقة مسماة، علاقته بنورسين علاقة زوجية، موظفينه علاقة عمل.

لذلك لا يحب أن يصنع نظرةً خاطئةً من أي منظور كي لا يساء فهمه خاصةً مع النساء.

" إذا دعنا نطلب عزيزي، ماذا تريد؟"

ظل ينظر إلى القائمة بهدوء، حتى قرر كما فعلت هي مشيرا للنادل الذي أتى ليأخذ الطلب

" لكن ليث لماذا أتيت لهنا، ظننتك تمتلك عملًا عزيزي؟"

"أنهيته مبكرًا"

أجاب

" إنني سعيده، لهي المرة الأولى التي نتناول فيها الغداء معًا خارجا "

" هممم "

جلب النادل الوجبة بينما يعود للخلف ثم يذهب، بدأ ليث في تناول وجبته

" كم أحب هذا المطعم وجباته لذيذه و مكان لطيف و رومانسي، أشعر بالروعه "

كانت تتحدث أثناء تقطيعها للحم وثم تضعه في فمها مسرورةً، هي تحب تناول الطعام و تعشق الأكل، لذلك إختيار المطاعم بالنسبة لها مثل الهواية.

[ إنها تحب الأكل]

تبدو مستمتعه

" جرب هذا اللحم إنه لذيذ و شهي عزيزي "

قربت منه قطعة اللحم وهي تريد أن يتذوقه

" زوجتي ليست علاقتنا قريبة حتى تطعميني"

لوت شفاهها مستاءة ثم رفعت كتفيها

"أنت الخاسر، أنا لا أشارك طعامي عادةً"

وضعت الشوكة في فمها مخفيةً حزنها لرفضه هذا، كان من اللطيف أن يوافق، على الأقل لا تريد أن يحرجها هكذا

إنتهت وجبة الغداء

" أستذهبين لمكان آخر قبل أن تعودي للمنزل؟ "

" سأتجول هنا وهناك"

" ألم تطيلي البقاء كثيرا خارج المنزل، قلت لبضع ساعات وليس اليوم بالكل؟"

أمسكت بيده متحمسةً سيكون موعدًا رائعًا:

" دعنا نذهب معًا إذًا، فالنتجول سويًا، سيكون لطيفا تناول مثلجات بعد الغداء"

نظر لها دون مبالاة، لا يهتم لما تريده، عندما إبتعد متجهًا لسيارته ثم يفتحها 

" إشتري في الطريق، فالنعود إركبي السياره"

توقف مخذولةً، إعتصرت قبضتيها

" إذهب بمفردك، سأعود لوحدي"

قالتها مبتلعةً غصتها، رمقها ببرودة ، من ثم صدح صوته الخشن و المنزعج:

" نورسين للسيارة قبل أن أصبح غاضبًا"

صرت على فكيها و صعدت بصمت، قاد ليث السيارة

" أنا سبق و قلت لك، لن أكون ودودًا أو أهتم"

" وما الخطأ في هذا!"

" الخطأ هو انت ومسألة حبك ذاك، لقد نسيت ما قلته لك البارحة صحيح؟"

أراد تذكيرها حقًا، لكنها بدلا عن هذا قالت:

" ما كان عليك المجيء إذ ما كنت سوف تتصرف معي هكذا، على الأقل لم أحرج أمام زبائن المطعم أو في الطريق أمام المارة، فوق هذا فطرت قلبي"

أدار المقود بهدوء بذراع واحدة بينما ينظر للأمام

" تلومينني بينما أنت من توصلين نفسك لهذا المستوى المتدني"

شدت على تنورتها مستاءة

" لا تقل هذا تنعت حبي لك بالهراء و المستوى المتدني، تجاهله و لا تسخر منه"

رمقها بنظرةٍ جانبيه، كان هناك خط من الدم ينساب من شفتها السفلية من قوة قضمها الغير رحيم.

" توقفي عن عض شفتيك هكذا"

" إن جرح قلبي أسوء من هذا فلا داعٍ لتدعي الإهتمام"

عصر المقود و قد بدأ يغضب

" أخبرتك أن تتوقفي عن هذا"

" عندما تتوقف عن معاملتي كإمرأة مذلولة، يسعني تفكير في التوقف عن إيذاء جسدي، أوه! نسيت أنت قلتها، زوجتي ولكن ليس حبيبتي"

أحيانا نورسين تظن أنها قويةٌ و تستطيع التحمل، لكن تفقد زمام الأمور بمجرد لحظة تؤثر فيها

أوقف السيارة لو لم تكن بحزام الأمان لغادرت من زجاج السيارة الأمامي، نظر لها ممسكًا وجهها

" إستمعي لي، قد لا أكن الحب لك ولكن لا يعني أنني أتجاهل أي ضرر يصيبك، حتى لو كان أنت من تسببينه، فتوقفي عن التصرف هكذا، إيذاء نفسك لانك تحبيني ليس له علاقة بالحب"

أكمل ماسحا خط الدم ببرودة

" فقط تظهرين غضب عدم مبالاتي في نفسك و هذا أسوء قرار تفعلينه، تريدين لفت إنتباهي من خلال إستعطاف قلبي ولكنه خاطئ، لأنك سوف تشعرينني فقط بالنفور فلا تحاولي هذا"

أكمل قيادة السيارة، بينما إهتمت بمشاهدة النافذة

" إنها عادةٌ قديمة فقط، أنا لا أريد أن أكون قبيحةً أمامك، أريد أن أبدو لطيفةً حتى تحبني، لكن يبدو أن طريقي سيكون طويل"

" إن تغيير نفسك لأجلي، شيء سخيف، كنت لأكون مرتاحا إن كنت باردة و ساقطه، تنفق المال فقط"

نظرت له بعينان متسعتان

[ لأنه من الصعب إيذائك هكذا]

رفض قول بصوت عالي، فشخصيتها هذه تجعله يريد أن يتجاهلها قدر المستطاع بدل الاخذِ و الرد معها أو محاولة البقاء في نفس المكان

" أتحب هذا النوع من النساء!"

" هل بدأت تعجنين كلامي طبقًا لما تريدينه؟"

تنهدت نورسين براحة

" أخفتني، لا أستطيع أن أكون شريرةً فهذه الشخصيات لا تليق بي فأنا... لطيفه مثلما يقول الكل، عندما كنت صغيرة مثلت في مسرحية الساحرة الشريرة الكل إنتقدني في هذا الدور

خاصة جوزيف "

"من هذا؟"

سألها

" إنه صديقي جوزيف، كنا معًا منذ الطفوله، الأكثر من وقف بجانبي، يعاملني بلطف و روعه كان يسرق لأجلي الكعك و نهرب من المدرسه، يا لها من ذكريات لطيفه!"

تفاجات لما أوقف السيارة و إستدار

" ليث ماذا هناك!"

" لم نشتري المثلجات نسيت هذا "

" ليس هناك داعٍ لقد تناولت ما يكفي من الكلام البارد خاصتك"

زاد السرعه متفاجأة أكثر

" لسانك طليق اليوم ألا يجدر بك حبسه، لأنك تردين علي كلمة بكلمه، وهذا أكرهه"

توقف عن مقهى يبيع المثلجات ثم رمى البطاقة في فخذيها

" إذهبي و إشتري لا تتأخري أمامك عشر دقائق و بدأت من الأن هيا... "

أخذت البطاقة، إذ لم تشتري فسيصر لذلك ستخرج و تذهب، مسح ليث جانب شفته

" إنها تتحدث عن ذاك الرجل بسعادةٍ بالغه كما لو أنني لست زوجها بل غريب عنها"

كان مستاءً أن نورسين تمدح رجلا غيره دون مبالاة، هو زوجها وليس رجل عاديًا، فالتحدث عن الرجال الآخرين أمامه وقح جائت نورسين لما صعدت و دخلت بدت مسرورةً، لقد تغير مزاجها

[ إذ كان لا يحبني، إذا هو لن يحب طفلنا ]

وردت هذه الفكرة فجأة في طريق لعودتهما

[ أسيجبرني على إجهاضه؟ ]

سيل من الأفكار

" زوجتي مثلجاتك تذوب، تداركي نفسك يا أنت"

إنتبهت لما بدات تسرع في تناولها، لم ترد شراء مثلجات البسكويت، لن تجرأ على تناول المثلجات بشكل مقزز، كوب و ملعقة أفضل لها.

" لماذا لم تشتري المزيد؟"

" لقد شبعت"

وصل للمنزل، إذ يعاني تنزل من السيارة و تغلق الباب ثم تسير لم يكن لليث سوى خيار تجاهلها ثم متابعتها.

===========

إستلقت على العشب ، في بقعة تقع بمنتصف حقول الذرة الفارغه

" لا أعلم إن كان زوجك شريرًا أو طيبًا لكن في كلا الحالتين إحتفظي به جيدًا"

كانت آنابيل تتحدث بينما تتقلب أرضًا و تجلس على جانبها

- كنت مصدومه لأنه فعل هذا دون إخباري-

" هاهاهاها إذ كانت لديكم كميرات المراقبه، رجاءً أرسلي فيديو لحظة كسره ذراع والدي أحتاج لفيديوهات مضحكه"

صمتت نورسين لتكمل آنابيل :

" زوجك رائع عليك عدم التفريط به"

- بالتأكيد لن أفعل، أنا أحبه جدًا، لكن لا يعني أن يستهزء بحبي بتلك الطريقة!-

صدرت قرقرة من معدة آنابيل التي أخرجت من جيب قميصها الرمادي مجموعة من المكسرات و ألواح الشكولاته

" إذا توقفي عن تعبيرك الشفوي قليلًا و تصرفي كبطلة ذي كرامه لا مذلولة "

حرصت على نزع غلاف الشكولاته بشكل حذر لا تلتصق الشكولاته بالغلاف و تضيع هباءً فيبقى البسكويت بمفرده.

-آنابيل أنت مذهلة لأنك حافظت على عقلك طوال السنوات في المصح العقلي-

" هاهاهاها، أنا محظوظة ولكن تاثرت بعض الشيء مثل رغبتي الحثيثة في قتل والدي بطرق لا تخطر على بال مخلوق؟"

-الكل يفكر بهذا عن لوكاس، إنه مكروه من الكل -

كانت آنابيل غامضة المشاعر، قد تظهر عكس ما في جوفها، تستطيع الإقرار أن نورسين و دينيس هم الوحيدان الذان يملكان فكرةً عن ما تعيشه و تفكر به نسبيًا.

" علي تقديم الإحترام لزوجك عندما أعود لكن أظنني سوف أمر على المستشفى لأرفع ضغط الدم لوالدي لعل حالته تزداد سوءً"

ضحكت نورسين

- يا لك من شريره يا فتاة! -

" و أفتخر بها حقيقةً، منذ متى دينيس في علاقة من لوسيانا؟"

- آه لا أعرف، لكن يبدو أن زيارتها لك طورت بينها و بين دينيس مشاعر حب-

تثائبت و وقفت لكي تخرج من حقل الذره

- آنا سوف أذهب ،سوف أتصل بك لاحقًـا-

" حسنًا لا تنسي الفيديو"

-شريره للغايه!-

أغلقت آنابيل الهاتف وقد أمسكت ضحكتها بصعوبةٍ و إبتسامةٍ ساديةٍ.

" سأموت ضحكًا اليوم، فيلم اليوم كوميدي للغايه"

=========

ألقى ليث نظرةً على نورسين التي دخلت إلى الغرفة بعد ساعات من وصولهم.

" ظننتك نمت ليث"

" لا يمكنني النوم "

همهمت نورسين، بعدما باشرت بفك الظفيرة، مركزةً بشيء ما

[ كيف سأكون أمًا و هذا الرجل! يرفض أن يكون رومانسيًا!]

كانت عاصفة في داخلها، إنها تدعي الهدوء بعدما قضت اليوم السيء، عائلتها، و ليث الذي لم يتوانى في زيادة وضعها سوءً، أغمضت عيناها متنهدةً بصوت مسموع، لقد بدت في حالةٍ

سيئةٍ، لكن ما أخرجها من هذا هو شيء سقط فوق فخذيها، أنزلت رأسها حينما رأت ثلاث ورود ملتفة بمنديل أسود، وردة بيضاء و وردية فاتحة و زهرة الزئبق

نظرت لليث الذي كان عاقدًا يداه وينظر لها من فوق بجفاء و برودة أعصاب، كان يظهر نظرة غير مكترثة

" هل هذه... لي؟!"

سألته متفاجأةً و قد أخفت فمها خلف كفها الصغير

"وهل هناك كائن حي غيرك هنا؟"

" آه... هذا... هذا...كان غير مألوف، أهو عربون إعتذار؟"

حضنت الورود

" ما بك تبكين؟"

سألها بغضب، لما بدأ ينزعج من تغير مزاجها

" أنا أبكي من السعاده!"

وقفت فوق الكرسي بينما تتمسك برقبته و يدها تحمل باقة الورد الصغيرة، ضحكت ضد رقبته

" أحب أنك منحتني باقة الورد الصغيرة، إعتذارك مقبول عزيزي! "

حركت رأسها لتحفظ ملامح وجهه عن قرب، كانت ستبكي أكثر لو لم تكن قلقة على عيناها التي ستصبح منتفخةً غدًا.

" أنتن أيها النساء قبيحات عندما تبكين"

صمت...

" هل تقول أنني قبيحه!"

نظرت له بعينان غاضبه و قد تجنبت إيذاء الورود خاصتها، كان مظهرها يبدو مضحكًا، أنفها و وجهها محمران، إنتفضت لما مسك وجهها برفق

" صوتك عالٍ بعض الشيء، كما لو انك تصرخين في وجهي أم أنني مخطئ؟ "

هسهست صوته المنخفض و طريقة نظرته لها، أنستها وجودها

" ذاك الفم سيأخذك لبعيد يومًا ما، ربما عليك محاولةُ ترويضه"

وضعت يداها على كتفه و رفعت حاجباها

" ولكن ليث إذ كنت قد روضته من قبل، لما إستطعت البوح بحبي لك، عليك أن تكون شاكرًا لأن زوجتك هكذا كما..."

أمسكت باقة الورد بيد ورفعت إبهامها بسعادة مغلقةً عيناها

" أنني عاجزةٌ أمامك في التحكم بكلماتي، أنت كافٍ لجعلي أستخدم كل مصطلحات الكون و بالذات عندما أرى عضلات زوجي إنها مبهرة"

وها قد تحرر لسانها، رفع كفها وجعلها تسقط على بطنه، ترتفع فيها صعودًا و هبوطا، تستطيع الشعور بالتعرجات، حرارة جسده كانت تنبعث مثل الجمر، لتحمر وجنتاها وتتسع عيناها

تتزايد نبضات قلبها، قد يتوقف، قد تصاب بنوبة ربو!

" م-ماذا تفعل؟! "

إلتصق بها ليصبح أنفه ملتصق بأنفها و عيناها الحادة مستمتعةً قائلًا بسخريةٍ :

" إذًا فالتتفقدي عن قرب زوجتي"

=========

أصرت هيلدا على ملاقات جوزيف الذي كان ينتظرها في المطعم دوناتي

" ماذا هناك هيلدا؟"

"الا يزال عرضك متاحًا جوزيف؟"

توسعت عينا جوزيف، لقد ظن أنه سمع خطئًا، لكن ما تقوله هيلدا يبدو جديًا

" أنت أخيرًا بدأت تتفطنين لحقيقة مشاعرك صوب ليث هيلدا"

" إن نورسين تريد إنجاب طفل منه"

بصقت هيلدا كلماتها بينما تنظر لجوزيف بعدما سعل من شرب القهوة.

" طفل! "

" نعم جوزيف كما سمعت، طفل! نورسين تريد أن تكوِن عائلةً مع ليث حقًا"

تخلل جوزيف خصلات شعره غضبًا، بينما مسح فمه

" ومتى أخبرتك بهذا القرار؟ "

"صباحًا لقد أتت لزيارتنا أنا و أمي، وكم رأيت عبوسها و إنزعاحها عندما ذكرت مسألة حبوب منع الحمل كما لو أنني طلبت منها تناول الطين"

عصر الاخر قبضتيه.

" كيف لها أن تقرر هذا هيلدا، أخبريني انكم اقنعتموها بعدم إنجاب طفل من ذاك الرجل!"

" غضت البصر و صمت أذناها عن ما قلناه، مصرةٌ على جلب حياة لهذه الدنيا"

سخر منها جوزيف

" عليك أن تعبث بنفسيتها و تحرص على إغداقها بأوهام جمه كي تمنعها من هذه الفكره بما أنك خريج كلية علم النفس كما قلت لي"

" لوى الآخر شفاهه بإنزعاج و إستياء بينما يمسح فكه

" علي الإلتقاء بها كي أتحدث معها بخصوص هذا الأمر قبل أن يتفاقم الوضع، نورسين ليست بحاجة لهذا الرجل، كيف لها أن تفكر بالإنجاب منه!"

ضرب الطاولة بشيء من القوة

" إنه مشوه و مجنون، قد يجعلها تجهضه و قد يقتلها معه!"

" لا تنعته هكذا جوزيف، ليث رائع"

"بالنسبة لك أنت و نورسين، لكن لا يسعني غض البصر عن أفعاله و سمعته، بالرغم من عدم وجود دليل يثبت صحة جرائمه تلك"

إبتسمت هيلدا

" سوف أدعو نورسين لهنا كي نلتقي نحن الثلاثة، هكذا قد نستطيع إقناعها "

" إفعلي هذا "

==========

-صباحًا-

كانت أناملها تسير على ذراعه بينما تحملق فيه عن قرب إستيقضت قبله بفتره

" لماذا لم تذهبي لتناول الفطور؟"

" و أترك مشاهدتك عن قرب! محال هذا!"

" لسانك نشيط جدًا، ظننتك ستكونين متعبةً من البارحة، أنت متطلبهْ"

أخفت وجهها المحمر

" لا تتحدث بهذه الكلمات الخاليةِ من الحياء!"

تحرك بعدما إعتقدت انه سوف يبعدها عنه، كان قد ضمها له أكثر

" أتحدث بما أريده يا زوجتي، تذكري هذا"

" كم أنت دافئ و رائع، ليتنا نبقى هكذا"

" إذ كنت سأبقى هكذا سوف أفلس و يذهب عملي سدًا فأوقفي أحلامك و أمنياتك السخيفة "

نظرت له نورسين و قد إبتسمت

" أحبك ليث، أحبك جدًا"

لمس وجنتها برأس إصبعه قائلًا:

" سوف أذهب لسويسرا، سأمكث بضعة أسابيع حتى أراقب بناء المشروع هناك"

كانت قد قلقت من فترة الأسابيع تلك.

" ألا يمكنني الذهاب معك! "

سألته لما نهض و أخذ ردائه، المعلق جوار السرير

" إنها رحلة عمل و ليس رحلة للمتعة زوجتي"

" أرجوك! أريد هذا، أرغب في الذهاب معك ليث، لم أزر سويسرا"

[ قد تكون فرصة لإمضاء شهر عسلنا هناك!]

" زوجتي أنا أخبرتك هذه رحلة عمل، فلا تقومي بالإلحاح"

" حسنًا لن ألح مجددًا"

ضيق عيناه، معتقدًا أن هذا غريب، توقع أنها سوف تلح لكن صمتت

لف رأسه ليجدها تنظر له، لقد كان يشك بها الأن، أفعالها السابقةِ تجعله يوقن أن لديها خطةً ما في رأسها.

" ماذا؟ "

" لا شيء..."

" نورسين أخبريني مالذي تتخطين له زوجتي من المستحيل أن تكوني متقبلةً لذهابي دون قول كلمةٍ أخرى"

" ألم تقل لي أن لا ألح؟"

بدت مقنعةً وهي تقول الحقيقةَ صدقًا

لوى شفاهه للأسفل غارقًا في لون عيناها

" توقفت عن التصرف كشخص مذلول"

قالتها وهي تقاطع ذراعاها أثناء النظر للجانب برفض، تفاجات لما وضع ركبته عند السرير ليظهر صدره

من وراء رداء النوم، توسعت عيناها و إحمر وجهها

" لكن من قال أنني أراك مذلولة زوجتي؟"

رفع ذقنها بينما تكافح لكي لا تنظر لعضلاته، حيث داعب وجنتها وثم ذراعها

" أراك أنثى أستثنائية، أحب انك تكافحين لأجلي فأطلب منك يا نورسين قومي ب... التوسل لأجل حبي"

" آه... آه... هذا يعد ذلًا ليث؟"

لانت عيناه بينما ترفع شفاهها للأعلى بإبتسامة سخيفة جعلتها تتفاجئ بشدة وضاعت لتردف:

" رباه هذا فطور صباح مثالي!"

سينزف أنفها !

" لو كنت أحبك لفعلت المثل، سأكون مذلولا لكي أحصل عليك لكن الأن... إنعكست الأدوار فحاولي الحصول على حبي زوجتي أستفعلين لأجلي؟"

" هل... أذهب معك ليث؟"

نقر على ذقنها لما إبتعد و ظهر بوضوح أنها تأثرت بفعلته

" للأسف إنها رحلة عمل و ليست مناسبةً لشهر عسل زوجتي، كما فكرتِ"

[ يا له من مخادع!!]

=========

هااااي ! ❤️

إن شاء الله بخير؟ ✨✨

البارت؟ 🤔

آسفه لأني تأخرت😔

أعرف أن ليث كان لئيم شوي في الموعد بس ختامها مسك بالورود، إبني لطيف بالنهاية🦄

نورسين يلي ما تعرف تمسك فمها؟

هيلدا و جوزيف؟

تتوقعون واش راح تعمل نورسين؟

تشااااااو!

Continue Reading

You'll Also Like

7K 364 25
Dᴇᴍᴏɴ Wʀᴇᴄᴋᴀɢᴇ تقف وسط المجهول امام خطين يحددون مصيرها املها يتسرب بين شقوق يديها تسقط خائره القوى يائسه لاستكمال طريقها هنا ياتي دوره ليمد لها يده...
13.3K 1.7K 9
فتحتُ عيّناي، ولم أجدك، تألّمت. - Highest ranks:- #22 in shortstory #1 in care #20 in carcrash #116 out of 70k in niallhoran تاريخ النّشر:- 20/1/2020...
2.5M 52.6K 75
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
12.3K 689 37
"متزينين بنعمة الضوء الأول و نربط قلوبنا في هذا الفضاء الهادئ.في حضن الفجر حبنا يتشابك و يدوم عبر الأزمنة الخالدة.في البحر و الشمس تمتزج أرواحنا، و ي...