- يومي ...
استيقظ تايهونغ من شروده على حضنها له بشدة ...
- لقد اشتقت لك حقا ..
ابتسم لها ليفصل العناق ...
- لقد تغيرتي كثيرا يومي ...
قال ذلك و هو ينظر لشعرها الذي أصبح قصيرا ... ملابسها التي تضع عليها لمسة مختلفة ... رغم أن ملابس المدرسة موحدة ... التنورة كانت أقصر من العادة ... مئزر بدون أكمام و تحته قميص نصف يد ... و طريقة ركضها كانت صاخبة عكس هدوء يومي الذي تعودو عليه ...
تذمرت بلطف : ماذا تقصد تغيرت اوبا ... الم أعجبك؟؟
نفى ذلك مع نظرات غريبة ليتمالك نفسه و يقول بهدوء : بلا .. انت رائعة صغيرتي ...
- يومي ...
صوته لفت انتباهها له أخيرا.
التفتت له بهدوء لتبتسم لثبات و تنحني بخفة :اوه ... مرحبا جيمينشي ...
جيمينشي ؟ الن تحضنه مثلما فعلت مع تايهونغ ؟ ألم تشتق له كما فعلت مع صديقه ؟؟ هل هذه يومي التي كان يعرفها ؟؟
فكر بذلك بداخله بينما كان رده ابتسامة فقط. ..
- هاي لونا ... انت هنا و انا أبحث عنك ...
صوت آخر تدخل ليلتفت الجميع مرة أخرى بينما قامت يومي بالتوجه نحوه مع ابتسامة: كاي ... هل نذهب !!
اومأ لها لتمسك ذراعه و تهم مغادرة...
لكن صوت جونغكوك أوقفها : ياااا يومي ... لقد وعدتني أن تحضري المباراة ...
التفت له ضاحكة : اطمئن ، سآتي بعد أن انتهي ...
ادار وجهه ليتأفف بانزعاج : ذلك اللعين المقيت كم أكرهه ...
اما يومي و الشاب فقد اتجها بعدها نحو دراجة نارية ،صعد الشاب المدعو كاي لتصعد يومي خلفه و يغادرا...
تاركين الاثنين في حالة صدمة...
- لونا !!! ...
نطق الاثنان بتلك الكلمة بذات الوقت لينتبه لهما جونغكوك و يرد : الجميع اصبحوا ينادونها لونا ...
- ماذا !!!
صرخا بذلك بدهشة ...
تغيرت ملامح جونغكوك لتصبح جدية : لقد تغيرت يومي كثيرا ... أصبحت قوية و ذات شعبية ... و لذلك ينادونها بلونا ... و معناه انثى الذئب ...
كلاهما شعرا بشعور مؤلم بتلك اللحظة ... كلاهما ادركا أنهما خسرا تلك الصغيرة اللطيفة و كان هذا سيئا بالنسبة لهما ...
- لماذا تبدوان محبطان ... الأمر ليس بذلك السوء فنحن مازلنا اصدقاءها ...
- انتم ...
نطق جيمين بذلك بنبرة حزينة ... ليعقب تاي متجاهلا ما قاله : و من ذلك الشاب ..
- إنه طالب جديد ... و هو معجب بيومي ...
- هل يتواعدان ؟
- لا أعلم حقا ... لكنه دائما يحوم حولها ...
...
- لقد اشتقت لك ...
قالت ذلك بمجرد أن دخلت المنزل لتطبع قبلة على شفتيه ثم تجلس تنظر لأرجاء المنزل : هل سافرت والدتك ؟ ..
همهم بينما يسير نحو المطبخ ليجلب مشروبا ...
جلس بجانبها ليصب بكأسها ثم يصب لنفسه و يبدآ بالشرب ...
بعد لحظات من الصمت تكلمت هيرا : ما الامر جيمين ؟ ..
- ماذا ! ..
- تبدو هادئا ...
اسند رأسه على الاريكة ليجيبها : انا هكذا دائما ...ما الغريب ؟ ...
عبست قليلا لتقول :لا أعلم أشعر أنك محبط ...
شرد للحظات ... ثم رمش لينتفض من مكانه بخفة....
- انا بخير .. ما رأيك أن نشاهد فيلما ...
أومأت له ... و قد بدت غريبة ...
بعد فترة كان كلاهما يشاهدان الفيلم و لم يكن أي منهما منتبها لأحداثه ...
- جيمين ...
- هم ..
- بعد غد ، عيد ميلاد صديقتي ، اريدك أن تذهب معي ...
- لماذا اذهب ، انا لا أعرفهاا ...
- لا بأس ، انت ستكون معي و أنا سأعرفك على الجميع ...
نظر إليها ببعض الدهشة لكنه سرعان ما نفض كل افكاره ليجيب : سأحاول ...
- تحاول ؟
- حسنا حسنا هيرا ... سآتي ...
- هيرا !!
قطب حاجبية باستنكار : ما بك؟
عبست بحزن: انت لا تناديني باسمي هكذا بالعادة جيمين ...
زفر بانزعاج من نفسه ، ليقترب منها و يضمها :انا آسف ، مزاجي معكر بعض الشيء اعذريني ..
- ماذا حدث؟ لماذا انت منزعج ؟
- لا شيء ، انسي الأمر...
- ماذا حدث بمباراة صديقك ؟ ...
- لقد فازوا ...
-حقا ... هذا جيد ...
اتكئت بحضنه فكان ظهرها ملتصق بصدره : هل قابلت اصدقاءك هناك ؟ ...
- لقد قابلت جونغكوك و سول ...
- و ماذا عن يومي ؟؟ ..
توقف للحظة ليجيب بعد لحظات من الصمت المريب : رأيتها عن بعد ...
صمتت هيرا قليلا ....
لتستقيم بعد ذلك و تلتفت له ..
نظرت له بعمق... ثم اقتربت منه كثيراً...
وضعت جبينها ضد خاصته لتقول و انفاسها تلفح وجه المتصنم أمامها : ما رأيك أن نفعلها جيمين ؟ ..
توتر كثيرا ليجيب : ماذا؟!!...
قبلته بعمق ... اثارت كل مشاعره ... ليتسلم زمام الامور و يقبلها بعمق أشد ...
توقف فجأة .. ليفصل القبلة و يجيب : لا يمكننا ذلك هيرا ...
- لماذا جيمين ؟؟
- إنه ليس الوقت المناسب ..
حاول النهوض و لكنها امسكته : لماذا تقول هذا جيمين ؟ نحن الآن بالغان ولا شيء يمنعنا من فعلها ...
افلت يدها ليبتعد عنها و يقول : ارجوك هيري ، انا متعب لنؤجل الأمر ...
نظرت له للحظات ... كانت تتمعن بوجهه ،تحاول قراءة ما يخفيه عنها ، لتغير كل ذلك إلى ابتسامة :حسنا ...
اتكأ محاولا النوم لكن صورتها ظهرت فجأة بعقله ...
كان يفكر أنه السبب في ما حدث لها ... و لا يروقه ابتعادها عنه تلك الطريقة... كل ما يريده ان يعودا صديقين و تعود للإعتناء به كما كانت تفعل ...
عاد بتفكيره نحو هيرا ... لا يعلم لماذا... و لكنه فكر أيضا .. هل كان قاسيا معها ؟ ...طلبها كان غريبا ... و لكن ماذا يجدر به أن يفعل ؟ .. لماذا رفضها ؟ أليس هذا ما يفعله كل الأحباء ؟؟ و لكن أيضا شعر بالغرابة ...
زفر بقوة ليتقلب على فراشه بانزعاج محاولا ابعاد كل الافكار عنه حتى ينام ...
...
- مرحبا بكما شكرا لحضوركما الليلة ...
- عفوا ... ميرا هذا حبيبي جيمين ،جيمين هذه صديقتي ميرا ...
- واه ... حبيبك وسيم جدا هيرا انت محظوظة به .. تشرفت بك سيد جيمين ...
خاطبته بينما تمد يدها لتصافحه ..
كان منزعجا جدا و لكن حاول اخفاء ذلك ... و بدل مصافحتها انحنى مرحبا بها : تشرف بك ايضا ...
امسكت هيرا ذراعه و سارت به في قاعة الإحتفال تعرفه بالجميع ... لم يكن مرتاحا لهذه الأجواء... جيمين من النوع بسيط يحب الاجواء الدافئة و يكره الأشياء البراقة ...
...
- يا هيرا حبيبك هذا وسيم و لكنه يبدو مغرورا و باردا ..
قهقت هيرا لتجيب: هو ليس كذلك ... لكنه فقط ليس متعودا بكم...
زفرت الفتاة ثم ابتسمت لها : تبدين سعيدة معه.... لابد أنه يحبك كثيرا...
تغيرت ضحكة هيرا لأخرى متباهية : بالطبع هو يحبني منذ طفولتنا لكنني لم أكن أعلم بذلك إلا منذ شهور ...
- واه ، يا لها من قصة جميلة ...
ثم وكزتها الاخرى لتقول بنبرة ماكرة : لابد أنكما تمضيان الكثير من الوقت معا ...
- اجل ... نحن نقضي أغلب الوقت بالجامعة معا و نخرج في موعد في عطلة نهاية الاسبوع...
- هذا فقط ؟
اردفت احداهن بعدم رضا ... ثم غيرت نظرتها مرة اخرى بتطفل: كم مرة فعلتماها ؟ ..
تحرجت هيرا كثيرا و تلكأت كانت ستجيب و لكنها شعرت بيد تشد على رسغها ..
التفتت فوجدت جيمين ينظر إليها بهدوء ... ليجذبها بخفة قائلا : لنعد إلى المنزل ...
ثم سار دون انتظار ردها ...
- يا جيمين ،ماذا تفعل ..مازال الوقت باكرا ...
تجاهلها و واصل السير ..
بمجرد أن خرجا جذبت هيرا نفسها بقوة لتقول بنبرة غاضبة : توقف ، ما الذي حدث لك؟
زفر بقوة ثم رد : بل انت ما الذي حدث لك هيرا ... لماذا تسمحين لهؤلاء الفتيات أن يسممن عقلك ؟؟ بل لماذا تتحدثين عن امورنا الخاصة معهن ؟
انتفضت هيرا من نبرته الغاضبة ... فبات الحزن طريح وجهها لتقول بنبرة متوترة :
- ك كنت فقط أجيبهن ...
اهتزت مشاعر الآخر و لم يتحمل رؤيتها حزينة ...
اقترب منها ليمسك كتفيها برفق و يردف : هيري افهميني ارجوك ، لا تجيبي عن مثل هذه الأمور ، هؤلاء الناس خبيثون و لا تعلمين مصلحتهن فلا تثقي بأحد ...
نزلت دمعة منها لتومئ ثم تقترب منه تحتضنه ...
اخرجهما من عالمهما صوتا مؤلوفا جعلهما يلتفتان بسرعة ...
- يا توقف أيها اللعين سأقتلك ...
- أنا آسف لونا ... لقد نسيت ...
- لا تناديني لونا كم حذرتك من مرة كاي اللعين ...
كان الشاب يركض و هي تركض وراءه لتتوقف فجأة عندما رأتهما ينظران إليها بدهشة ...
كانت متأنقة بحلة جميلة ... فستان جميل و بسيط مثل فساتين الاميرات ...يصل لحد ركبتيها ... تضع القليل من مساحيق التجميل ... تشد جانب غرتها بدبوس لطيف ...
- يومي ..
نطق جيمين ... ثم التفت عندما سمع صوت الشاب فجأة : نونا ... هل ستغادرين الآن ..
- نونا ! ...
- اه جيمين... انه كاي شقيق صديقتي ميرا ...
ثم التفتت نحو يومي لتبتسم لها ثم تقترب منها : يومي ، لم أرك منذ وقت طويل لقد تغيرتي كثيرا ..
همت أن تحتضنها لكن يومي تراجعت خطوة لتتجاهلها ...
سارت باتجاه كاي و لكن يد جيمين جذبتها : ما الذي تفعلينه هنا ؟!
نظرت إليه بهدوء ثم جذبت يدها ليجيب كاي عنها: لقد دعوتها للحفلة ... لندخل لونا ...
سارت يومي نحوه لتسدد له لكمة و تقول تحت أنفاسها : اخبرتك أن لا تناديني بهذا الاسم ....
قهقه كاي ليقول : تتصرفين بهذه الشراسة و تريدين مني أن أناديك بأسمك اللطيف ...
...
تأمل جيمين ظهريهما و هما يدخلان مكان الحفلة...
اقتربت هيرا منه بهدوء تحاول اخفاء انزعاجها من اهتمامه بيومي : لنغادر ...
سارت بضع خطوات لكنه أوقفها : لنعد للحفلة ...
اندهشت هيرا منه لتقول بانفعال: ماذا ؟؟ لماذا غيرت رأيك ؟؟
- لن أترك يومي وحدها لا أحد يعلم ما قد يحدث ...
- لن يحدث لها شيء ، هي ليست صغيرة ثم إن كاي معها ...
- و ما ادراك انت بنوايا هذا الشاب ؟
- كاي شاب لطيف ثم لماذا تهتم بهذا الأمر حتى ...
كان ينظر بدهشة لانفعالها الشديد ليرد : يومي صديقتي هيرا و من واجبي حمايتها ...
- هل قلت صديقتك ؟؟ منذ متى ؟؟؟ ...
صحيح ، تذكر أنهما لم يعودا صديقان ... تغيرت ملامحه لانكسار ليومئ و يغادر رفقة هيرا التي كانت تستشيط غضبا مما حدث ...
...
في تلك الليلة كان قلق جيمين يشتد ، لقد كان في تلك الحفلة ... كانت مليئة بالكثير من الاشخاص و كان هناك الكثير من المشروبات و كان ذلك يخيفه ...
و لم يجد حلا لإخماد قلقه سوى بازعاج تايهونغ حتى يتصل بها بكل لحظة يطمئن عليها ...
و لم يرتح باله إلا عندما اخبره تايهونغ انها قد عادت للمنزل بخير ...
...
- تبدو مرهقا ، ماذا حدث لك ؟
سأل تايهونغ صديقه بحيرة ...
رمش جيمين عدة مرات محاولا استعادة نشاطه : لم أنم جيدا البارحة ...
- بسبب قلقك على يومي ! ..
اتسعت عينا جيمين ليومئ عدة مرات نافيا بتوتر : لا ليس كذلك ... انه فقط ، اقصد قد حدثت أمور كثيرة و كنت منزعجا لذلك ظل مزاجي سيئاا و كما تعلم لا انام في هذه الحالة ...
- اها ... فهمت ...
اردف تايهونغ بهدوء ... لحظات ليردف جيمين مرة أخرى: أظن أن هيرا غاضبة مني ايضا...
سأل تايهونغ بعدم اهتمام: لماذا ؟؟
- لا أعلم حقا... لكنها غضبت عندما اخبرتها أن نعود من اجل يومي ...
- هذا طبيعي، كل الفتيات تغار ...
- لكن جيسي تتقبل قربك من يومي و سول ايضا تفعل نفس الشي ...
- هما مختلفتان ... كما أنهما تحبنان يومي و لن تنزعجا ...
- لكن هيرا ايضا تحب يومي ...
- و من اخبرك بهذا ؟
- البارحة ارادت أن تسلم عليها لكن يومي تجاهلتها ... ربما يومي هي التي لا تحب هيرا ...
- لا تفكر بالامر كثيرا...علاقات الفتيات غريبة لا تزعج نفسك ... صحيح تذكرت ... بما ان العطلة اقتربت و نحن لم نعد نتقابل كثيرا مع جونغكوك لذلك نخطط للذهاب في رحلة للجبل معا ، يجب أن تأتي معنا ...
- يبدو هذا جيدا ...
...
يوم الرحلة ...
يقف تايهونغ بجانب الحافلة بانزعاج من تأخر البقية و جيسي بجانبه تحاول تهدئته ... أما جونغكوك و سول فكانا في الحافلة يتغازلان ...
- أنا آسف لتأخري ...
نطق جيمين ليلتفت تاي بغضب سرعان ما تغير لصدمة ...
اردف بداخله : ما الذي تفعله هذه هنا ... اخخ ستفسد لنا رحلتنا ...
جيمين الذي لاحظ انزعاج تاي حاول تهدئة الامور حتى لا تلحظ هيرا ذلك فهمس بمجرد ان اقترب منه : لقد طلبت من هيرا ان تأتي معي ، تعلم انني لن اتركها وحيدة في العطلة ...
تدخل صوت جونغكوك الذي خرج من الحافلة : هل جاء الجميع...
نفى تايهونغ : لم تصل يومي بعد...
لندهش كل من جيمين و هيرا فما لم يعلما بقدومها ..
لحظات ليروا يومي تركض باتجاههم و لم تكن وحدها ...
نطق جونغكوك دون شعور منه : من الذي دعى ذلك اللعين للذهاب معنا ...
تكلمت يومي التي وصلت بينما تلهث : انا قد دعوته فلا اريد ان ابقى وحيدة بين الاحباء ..
ثم غمزت له و سارت لتدخل الحافلة ...
تايهونغ الذي كان ينظر لها بدهشة قهقه بقوة و سار خلفها رادفا : يا ... تلك الصغيرة ، لقد اصبحت وقحة ايضا ...
- جميعنا نتغير اوبا ...
....
لندخل .. اردفت هيرا بذلك للذي يقف بدهشة ليستيقظ من شروده و يسير خلفها ...
لحظات لتنطلق الحافلة لرحلة تحمل الكثير من المشاعر و الأحداث القادمةة...
تعليقكم على الأحداث ؟؟
توقعاتكم ؟؟
تحبوا اختصر الأحداث و اخلي الرواية قصيرة ولا اتعمق فيها اكثر و تصير طويلة ؟؟