لو فيه حاجه واحدة فقط تستاهل أن نستعيذ بالله منها في هذه الأيام فهى أن نستعيذ بالله من "الفجأة"..
الفجأة بكل أشكالها المؤلمة
المرض فجاءة..الموت الفجأة.. الفقد الفجأة.. قطع الأرزاق الفجأة..الفراق الفجأة.. الابتلاء الفجأة.. الهم والحزن الفجأة.. تغيير الحال الفجأة...
اللهم انا نعوذ بك من فواجع الأقدار ...
رغم عِلمي بأنَّ العلاقاتِ لا تُقام على الحُبِّ وحده،
إلا أنِّي لا أتقبَّلُ علاقةً لا أكون فيها المقصودةَ بعينها.
أحبَّ أن أخرجَ من دائرة المُقارنات،
والمفاضلاتِ،
أريدُ أن أكونَ مقبولةً ككُلِّ، محبوبةً لأخلاقي.
أن تأتيَ إليَّ بحثًا عنِّي،
لا عن مظهرٍ خارجيّ، أو زهوٍّ اجتماعيّ،
أو لصورةٍ مُسبَقة تحاولُ قولبتي فيها..
أحبُّ أن أقعَ مع من يختارني و إن لم أكنْ مُبهِرة،
و أن يختارَ وجهي و إن كان مُختلِفًا عن كلِّ أحلامِه الورديَّة،
و أن ترجحَ كفَّتي،مهما حوت الكفَّةُ المُقابلة..
- سمر إسماعيل.
#دفء
البارت الحادي والعشرون
دلف محمود الي غرفته الخاصة به هو وزوجته لإبدال ثيابه للتوجه نحو موقع زملائه الذي حددته الفرق المختصة بتحديد المواقع للتحقيق فيما حدث والاطمئنان على زملائهم هذا ان كانوا لايزالون على قيد الحياة حتى الآن
مع أول خطوات محمود داخل الغرفة نظر نحو غادة التي تجلس فوق الاريكة بهدوء ولم يغب عن ناظريه انها محت عبراتها سريعاً عندما شعرت به داخل الغرفة
نظر لها بتعجب وتجه نحوها جالسا بجوارها ورفع وجهها بيده حتى نتواجه أعينهم وتحدث بقلق قائلا : مالك يا حبيبتي انتي تعبانه فيكي ايه
ابتسمت غادة بشفتين مرتعشتين لمقاومتها موجة البكاء التي تسيطر عليها قائلة : اطمن يا محمود انا كويسه الحمد لله
ضمها محمود الي احضانه بلهفة وتحدث قائلا : بتكذبي عليا ليه يا غادة مفكراني مش هحس بيكي يعني مالك يا حبيبتي احكيلي معقول تخبي عليا انا محمود حبيبك
لم تستطع غادة منع بكاءها اكثر من ذلك وضمت نفسها الي أحضان زوجها وبكت بقوة وتحدثت من وسط بكاءها قائلة : انا خايفة اوي خلي بالك من نفسك عشان خاطري انا مقدرش اعيش من غيرك لحظة ابدا انا مليش غيرك في الدنيا دي عشان خاطري خلي بالك من نفسك ومتخاطرش بحياتك
ربت محمود على ظهرها بحنان وتحدث قائلا : ليه يا حبيبتي بتقولي كدة وايه اللي مخوفك مفيش اي حاجه تستدعي انك تقلقي احنا بس بنبعد تسنيم عن مرمى هيثم فين الخطر في كدة
اعتدلت غادة من احضانه ونكست راسها لاسفل وتحدثت بحزن قائلة : انا عرفت كل حاجه يا محمود انت مش مضطر تخبي عليا
نظر محمود نحوها باضطراب وتحدث مدعيا جهله بحديثها قائلا : عرفتي ايه مش فاهم
نظرت غادة بأعينها الممتلئة بالدموع تجاه عينيه مباشرة وتحدثت قائلة : كنت جايه ليك عند اوضة معاذ عشان أسألك هنطلب غدا امتى عشان معاد العلاج بتاع تسنيم بس قبل ما اخبط سمعت كل حاجه سمعتك وانت بتقول انك رجعت شغلك تاني عشان تنتقم لصاحبك اللي اتقتل ظلم غصب عني من الصدمة مقدرتش اتحرك من مكاني وسمعت كل حاجه انا مقدرش ألومك انك رجعت شغلك مقدرش ألومك انك خبيت عليا لاني واثقة اد ايه انت بتخاف عليا بس شغلك ده وجعنا في اعز ما لينا عارفه ان هو قدر ومكتوب بس غصب عني والله مجرد ما بتيجي سيرة شغلك بترعب قلبي بيوجعني اوي مبعرفش ابطل تفكير غصب عني بفتكر كل اللي عيشناه اكنه كان إمبارح
وضعت غادة يدها فوق معدتها المسطحة وأكملت ببكاء قائلة : حتى الخلفة مش عارفه اخلف طفل واحد يملا علينا حياتنا فاكر لما كشفنا الدكتورة قالت ايه قالت إن احنا مفيش حاجه تمنعنا ان احنا نخلف وان السبب في التأخير هو القلق والتوتر المستمر انا ما صدقت اتعافا وأبدا ارتاح ليه كدة يا محمود نفسي اعيش في راحة بال بقى نفسي يبقى عندنا طفل جميل يشبهنا يملا حياتنا فرحة
بكى محمود قهرا على حزن زوجته الحبيبة وضمها الي احضانه بقوة وظل يمسح على شعرها بحنان لدقائق دون التفوه باي حديث وبعد ذلك اخرجها من احضانه وحاوط وجهها بكفيه ومسح عبراتها بلطف وتحدث قائلا وهو لا يزال يحتوي وجهها براحتيه : غادة يا نور عيني وفرحة حياتي كلها والله مش عايزك تخافي ابدا المهمه المرادي بسيطة ان شاء الله وانا متفاءل جدا أن كل الأمور هتكون تمام بإذن الله صدقيني انا احساسي بالقهر على صاحبي غصب عني مش قادر اشوف اللي قتله عايش حياته عادي مش قادر اعيش بالاحساس ده سامحيني وعد مني يا روحي اول ما المهمة تخلص هقدم استقالتي نهائيا بلا رجوع بإذن الله اطمني يا حبيبي انا واثق ان ربنا هيكرمنا من واسع كرمه وفضله وهتكوني أجمل ام في الدنيا كلها والله انا متأكد من كدة خليكي واثقه في الله أولا ثم فيا كله هيكون تمام بإذن الله يا حبيبتي
ابتسمت غادة بحب وتحدثت قائلة : انا كمان واثقة ميه في الميه انك هتكون أجمل و أحن اب في الدنيا دي كلها يا حبيبي بالله عليك تخلي بالك من نفسك وتبعد عن أي خطر على قد ما تقدر
ضمها محمود الي احضانه مرة أخرى واغمض عينيه متحدثا بحب قائلا : بإذن الله يا حبيبتي مفيش اي خطر آن شاء الله اطمني
تنهدت غادة داخل احضانه داعية الله بأن يحفظ لها زوجها الذي هو كل ما تملك في هذه الحياة
دلف عمار من بوابة المنزل عائدا من عمله للتو وكاد ان يصعد الدرج متجها نحو شقة والديه قبل الصعود الي شقته ولكن لفت انتباهه جلوس كلا من ابنته كنزي ولين ابنة شقيقه ويبدو من هيئتهم ان كنزي تحايل لين لأجل شيء ما
اقترب عمار من الدرج الذي يجلسون فوقه متحدثا بمرح متصنع عكس ما يدور من قلق بداخله : اميراتي الحلوين قاعدين على السلم كده ليه وليه مبتلعبوش
اجابت كنزي والدها قائلة : لين زعلانه ومش بتلعب معايا يا بابي ينفع تده (كدة)
ابتسم عمار على حديث ابنته واردف بحنان قائلا : طيب يا كينو مين اللي زعل لين
رفعت كنزي كتفيها بطفولة واردفت قائلة : مش اعرف انا هيا مش بتتكلم
جلس عمار على ركبتيه أمامهم واردف قائلا وهو يمسح على خصلات لين بحنان : ليو حبيبة قلب عمها مين اللي زعلك يا حبيبتي
ادمعت أعين الصغيرة بحزن مما جعل عمار يجذبها على الفور داخل احضانه وتحدث بقلق قائلا : ليه بتعيطي يا حبيبتي مين اللي زعلك بس احكيلي مش انا بابا عمار حبيبك
بكت الصغيره بعنف داخل أحضان عمها وتحدثت بتقطع من فرط بكاءها قائلة : هو بابي هيجي امتى يا بابا عمار هو ليه اتأخر في الشغل وبقالوا كتير مش بيجي البيت زي حضرتك انا زعلانه منه اوي
أيقن عمار من حديث لين ان مها لم تخبر الصغيرة بعد بسفر والدها تحدث عمار بحنان وهو يربت على ظهرها قائلا : بصي يا ليو يا قلبي بابا عنده شغل كتير اوي وكان لازم يركب الطيارة يسافر يخلص الشغل وهيجي تاني بإذن الله
نظرت له لين ببراءة واردفت قائلة : طيب هو قالك يا بابا عمار هيجي امتى وهو ليه مش بيكلمني على تيلفون مامي
اخرج عمار هاتفه من جيبه ولوح به امام أعينهم وتحدث بمرح قائلا : ايه رأيك لو تكلمي بابا تسأليه انتي هو هيجي امتى
هللت الصغيرة بسعادة وصوبت أنظارها نحو شاشة هاتف عمها منتظرة بلهفة ان تحدث والدها الذي اشتاقت اليه كثيراً
وما هي إلا ثواني وكانت لين ترى والدها خلف شاشة الهاتف نظرت نحوه وهتفت بسعادة قائلة : بابي حبيبي وحشتني اوي انت هتيجي امتى
تحدث معاذ بلهفة وشوق لصغيرته واميرة فؤاده قائلا : يا نور عين قلب بابي انتي كمان وحشتيني اوي يا ليو انتي كويسة يا حبيبتي
اردفت لين قائلة : انا كويسه جدا الحمد لله انت بقى كويس يا بابي
قهقه معاذ على حديث صغيرته واردف قائلا : انا خلاص بقيت كويس دلوقتي اول ما سمعت صوتك يا حبيبتي
أعادت لين سؤالها مرة أخرى قائلة : هتيجي امتى يا بابي خلص الشغل وتعالى بسرعه
اردفت معاذ قائلا : حاضر يا نور عيني اول ما اخلص الشغل هاجي عالطول ومش هتأخر بإذن الله عايزك تسمعي كلام ماما متزعليهاش منك يا لين عشان اجبلك العاب كتير وحاجات كتير جميلة لبنوتي المؤدبة اتفقنا
قفزت لين بمرح واردفت بسعادة قائلة : اتفقنا يا بابي
اقتربت كنزي من شاشة الهاتف واردفت ببراءة وهي تضع اصبعها أسفل ذقنها قائلة : وانا يا بابا معاذ هتجيب ليا حجات تتيرة (كتيره) زي لين
تفاجأ معاذ من تواجدها واردف بسعادة قائلا : طبعا يا قلب بابا معاذ وحشتيني اوي يا كينو
ثم وجه حديثه الي عمار معاتبا : كدة يا عمار مش تخلي الشاشه قريبة من كنزي من اول المكالمة عشان اشوفها
كاد عمار ان يتحدث ولكن سبقته كنزي الصغيرة متحدثة : بابا معاذ مش تتأخر تعالى بسرعه عشان انت وحشتني زي لين وانا بحبك ماشي
اردف معاذ قائلا وهو ينظر لكلتاهما : حاضر يا اميراتي الحلوين مش هتأخر بإذن الله
هللت الصغيرتين بسعادة وصعدتا الدرج متجهين نحو الأعلى لإكمال لعبهم مرة أخرى وهم يحسبون الوقت حتى يعود معاذ كما وعدهم
تابع عمار حديثه مع معاذ يطمئن على اخباره ويعرف منه تفاصيل ما حدث معهم ثم صعد تجاه شقة والدية ليقر أعينهم برؤية ابنهم حتى ولو خلف الشاشات يكفيهم انه بخير وبصحة جيدة ولا يريدون شيء آخر من هذه الدنيا
بعد مرور اسبوع على تلك الأحداث تحدث هيثم عبر الهاتف بغضب عارم وهو يجوب الغرفة ذهابا وايابا قائلا : ازاي يا شوية اغبية مش قادرين توصلوا لمكان مراة أنس لغاية دلوقتي ايه فص ملح وداب من على الارض مش عارفين توصلوا ليها
استمع الي حديث الطرف الآخر ثم اردف قائلا : انا مش عايز اسمع منكم كلمة مش عارفين دا انا شيلت الرجالة المسؤولة عن مراقبة باقي العيلة وكلفتهم يدوروا معاكم عليها اعمل ايه تاني انا كل اللي عايز اسمعه هو احنا لاقيناها نتصرف معاها ازاي غير كدة متتصلوش بيا يا شوية اغبية
قذف بالهاتف على سطح المكتب بغضب واخذ يتنفس بصوت من مسمع من شدة انفعاله وعندما سمع صوت طرقات فوق باب غرفة المكتب اذن لمن بالخارج بالدلوف
وعندما رأى الشخص الماثل أمامه تهللت اساريره بسعادة واردف قائلا باللهجة الإيطالية : وأخيرا عدت من سفرك يا صديقي اهلا بعودتك
اقترب ذلك الشخص المجهول من هيثم وجلس على المقعد بكل راحة واردف قائلا : يبدوا انني عدت في الوقت المناسب يبدوا من هيئتك انك واقع بمشكلة ما ولا تستطيع حلها
جلس هيثم على المقعد الذي أمامه واردف قائلا : اصبت يا صديقي فأنا بأمس الحاجة إلى مساعدتك لإنجاز تلك المهمه فقد استغرقت معي الكثير من الوقت وحقا قد مللت
أراح ذلك الشخص جسده على المقعد واردف قائلا : اذا فلتسرد لي ما حدث معك بالضبط حتى أتمكن من مساعدتك
اتمنى ان يكون هناك سفك دماء في تلك المهمة فأنت تعلم كم يسعدني فعل ذلك
ابتسم هيثم بخبث واردف قائلا : هو كذلك يا صديقي لا تقلق
وبدأ هيثم يسرد عليه مشكلته مع انس منذ البدايه وما فعله معه وعن رد فعل أنس على كل ما فعله به وهدده به أيضا لم يترك شيئا الا وأخبره به
ابتسم ذلك الرجل بسخرية واردف قائلا : هذا الأمر بسيط للغاية ايها الأحمق كان عليك منذ البداية قتل ذلك الرجل فيبدوا انه عنيد للغاية ولن ينفع معه كل تلك الالاعيب
تحدث هيثم بجهل وحيرة قائلا : وكيف ساحصل على ما اريد الاستيلاء عليه إذا شرعت بقتله
اردف ذلك الرجل بثقة قائلا : عندما يكون امر قتله حقيقة واذا ساعدك صديقك الشرطي مثل المرة السابقة ويسعى لانهاء أوراق وفاة ذلك الرجل ولكن هذه المرة ستكون حقيقة لا مزيفة مثل المرة السابقة ستبدأ الجهات الحكومية باتمام أوراق ذلك الشخص المتوفي وتبدأ السفارة بالتواصل مع أهله لاعلامهم بذلك ولتسليمهم كل ما له تعاملات مالية او بنكية او مشروعية وقتها ستعلم ممن ستحصل على ما تريد وتبدأ بالتخطيط وفق ذلك
لمعت أعين هيثم بسعادة من ذلك المخطط واردف قائلا : اذا حلال عليك ذلك الرجل يا صديقي فليكن كهدية لمساعدتك القيمة لي
نهض ذلك الرجل وارتدى ذلك الكاب الذي كان بيده فوق رأسه وتحدث وهو يغادر قائلا : اذا فلنكن على تواصل حتى نتم تنفيذ الخطة في الغد
بانتظار رايكم ❤️❤️❤️