ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

35

47K 1.9K 526
By Aisha-kasem40

(مرحبا كيف الحال أحبائي أعتذر على اختفائي ولكن لم يكن لدي انترنت طيلة تلك الفترة لذا لم استطع التواصل معكم أو حتى الإجابة على تعليقاتكم ورغم ذلك لم أتوقف عن الكتابة لذا كتبت بارتين طويلين تخطو العشرين ألف كلمة كتعويض عن القطعة وسأنشرهما الآن معاً )

(أحببت أن أخبركم أنني لم اختفي بقصد وأنني مصرة على إكمال الرواية للنهاية إن شاء الله لذا أشكر كل شخص قلق علي وبعث إلي برسالة إن كانت في الخاص او حتى في التعليقات وأظن أنني أخبرتكم في وقت سابق بأنني إن اختفيت بشكل مفاجئ ولم أنشر أي ملاحظة على صفحتي يكون بسبب عطل في الانترنت لذا لا تقلقوا أنا بخير والحمد لله وإن شاء الله لا يعاد هذا الأمر ثانيةً )

في صباح أحد الأيام كانت بيرلا في حديقة منزلها المنعزل الجميل تسقي الأزهار وهي تبتسم بسعادة لأنها باتت تعيش أجمل أيامها مع إيتن بعد كل العذاب الذي لاقته في السنين الماضية ..

تنهدت بخفة وهي ترفع المنشفة الصغيرة التي تضعها على رقبتها وتجفف به وجهها من المياه التي تقطر منه بعد أن غسلته بمجرد أن انتهت من تمارينها الرياضية مستغلة نوم إيتن ..

الذي استغرب في البداية أفعالها ولكن عندما أخبرته بما فعلت وكيف أصبحت قوية أعجب بتفكيرها وبتصرفها الشجاع ..

إلا أن داخله لم يكن مقتنع جداً بأنها باتت تستطيع أن تقف في وجه مصاصي الدماء والمستذئبين كما أخبرته ..

وعندما أخبرته عن إيريك بأنه ساحر وحارس البُعد وهو الذي قام بتدريبها تفاجأت به يخبرها بأنه لا يعلم أحداً بهذا الاسم والصفات ..

وهذا ما جعل بيرلا تدخل في حالة صدمة من ذلك ..

وبقي عقلها يفكر بذلك طيلة الأيام السابقة وعن هويته الحقيقية ولما لم يستطع إيتن التعرف عليه عندما وصفته له أيضاً..

وكما هو حالها الآن عندما تداخلت أفكارها مجدداً وتذكرت جلادها ..

"ذلك الجلاد المخادع سأريه عندما أراه مجدداً"

همست بتوعد وغيظ وهي تجلس أمام حوض الزهور وهي تعبس وتنظر أمامها بشرود ..

كانت واثقة بأنه اختبار جديد منه ..

وأن هنالك شيء يريدها أن تصل إليه لوحدها وكانت متأكدة بأن هنالك طريقة سيستطيع أن يعبر بها إلى هذا البعد مجدداً ..

ولكن ما هي؟ ..

فالمرآة السحرية قد تحطمت بالفعل ..

ولكن هنالك حل ما بالتأكيد والشخص الوحيد الذي سيعلم الحقيقة كاملة هي أوليندا ..

فهي رفيقته المقدرة وتعلم عنه كل شيء ..

على الرغم من أنه تركها منذ مدة ليست بقصير كما فهمت من كلماته الأخيرة ..

لذا عليها رؤيتها عندما ستذهب لكادري لإحضار حبة الخلود وقوس إيزورا وذلك في أقرب وقت ..

ولكن بعد أن تخبر إيتن بأمره أولاً ..

فهو حتى الآن لم يعطها المجال لتتحدث عن كل شيء كما كانت تخطط ..

على الرغم من بقائهما معاً منذ أسبوع ..

تنهدت وهي تستقيم وتزيل المنشفة عن عنقها وتمدد يديها للأعلى وتستعد للدخول لإعداد الإفطار وإيقاظ إيتن كما اعتادت أن تفعل في الأيام القليلة الماضية ..

إلا أنها انتفضت وهي تشهق على تلك الذراعين اللتين التفتت حول خصرها بعد أن كانت تمدد ذراعيها للأعلى ..

وبمجرد أن اصطدم ظهرها بصدره الصلب وتسربت رائحته القوية إلى أنفها حتى انكمشت بتلقائية وهي تهتف بتذمر:

"إيتن توقف عن إخافتي هكذا"

فخرجت قهقهة خافتة ومستمتعة منه وهو يقبل وجنتها وعنقها الظاهرة أمامه بسبب رفع شعرها للأعلى ويردف لها بصوته الثقيل الناعس كدليل على استيقاظه منذ وقت قصير:

"ماذا أفعل إن كنت قد فتحت عيني ولم أجد ملاكي بجانبي لذلك خرجت مسرعاً للبحث عنها وعندما وجدتها تقف بين أزهارها لم أقاوم معانقتها"

فالتفتت تنظر إليه وتبتسم بخفة ثم حمحمت وأردفت له بهدوء:

"لقد استيقظت مبكراً ولم أرد إيقاظك لأنك البارحة قد نمت بوقت متأخر بسبب الأعمال الورقية التي أحضرها لك جاك وقد كنت تغط بنوم عميق لذا خرجت بهدوء لأركض قليلاً حول المنزل وأقوم ببعض التمارين الرياضية حتى أحافظ على مرونة عضلاتي وأتخلص من الخمول والتصلب الذي أعاني منه لأنني أهملتها مؤخراً"

فابتسم إيتن والتمعت عينيه بالخبث وهو يستمع إليها ثم أردف لها بلعوبة:

"ولما لم توقظيني ملاكي؟ كنت سأقوم معك بالتمارين الصباحية وكنا سنستمتع أكثر أليس كذلك؟"

فرغت بيرلا فاهها بصدمة واحتقن وجهها بالأحمر عندما فهمت كلامه الخبيث فهتفت له باندفاع وهي تقاوم ذراعيه التي تقيدها:

"دعني أيها المنحرف أنا لم أقصد ما تعنيه دعني"

فازدادت قهقهة إيتن وهو يرى كفاحها الشرس بين ذراعيه وبمجرد أن أفلتها حتى ابتعدت عنه عدة خطوات وهي تتنفس براحة ثم أردفت له بتذمر:

"إيتن هل يمكنك التوقف عن عبثك هذا للحظة؟ وتوقف عن الضحك أريد أن أخبرك أمراً مهماً هيا كن جاداً معي لمرة واحدة يارجل"

أنهت كلامها باستياء وحاولت إبعاد يديه التي أعادتها إلى حضنه ووجهه الذي غرسه بعنقها مجدداً فأحاطت بوجهه وأبعدته عنها ثم عقدت حاجبيها وهي تحدق به بجدية محاولة جعله ينصاع لها ويستمع لها قبل أن ينجرفا نحو مشاعرهما وينسيا الموضوع بأكمله ..

كما يفعلان كل مرة تحاول إخباره بذلك ..

فابتسم إيتن لها بخبث وأردف أمام وجهها وعينيه تحدق بين عينيها وشفتيها:

"وهل قلت شيئاً؟ فأنا لم أسمعك من الأساس لأنني أفكر بشيء واحد الآن ولا أريد أن أعلم أي شيء سيغير مزاجي فأنا لا أريد أن يلهيني أي شيء عنك في أيام عطلتي قبل أن أعود للقطيع فأنت تعلمين بأننا في حرب ولا أستطيع أن أحصل على عطلة مماثلة في أي وقت أريده لذا لا تحاولي ملاكي"

فرفع إحدى يديه ومسح بإبهامه على شفتها السفلى وعينيه مثبتة عليها ثم أكمل لها بلعوبة:

"ولكن إن كنت مصرة يا ملاكي الجميل فسأسمع ما لديك ولكن بالمقابل ستفعلين أمراً أخبرك به مهما كان ما رأيك؟"

رمشت بيرلا بصدمة وخجل وهي تحدق بعينيه اللتين تنبضان بالخبث فابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تنهر قلبها الذي نبض بقوة على كلماته تلك وتحاول إخراج أي كلمة من فمها إلا أنها شعرت بنفسها وكأنها بكماء عندما عملت ماذا سيطلبه منها ..

وعندما رأى إيتن توترها وخجلها الشديد وهي تقلب عينيها عنه أمسك بذقنها وأعاد وجهها نحوه وأردف لها بخبث:

"أرأيت زوجتي الجبانة؟ بما أنك لم توافقي فأنا أيضاً لن أستمع لذا لا تحاولي أن تمنعيني من تذوق شفتيك اللذيذة الآن"

أنهى كلامه وانحنى نحو شفتيها ببطء فدفعت يده عنها بسرعة وأدارت رأسها محاولة الإبتعاد عنه فضحك إيتن على منظرها الظريف وهي غاضبة من شدة إحراجها وهي تهتف له بإحراج وغيظ شديدين:

"يااا إيتن أيها العملاق المستغل توقف عن قلب كل كلمة أقولها أو فعل أفعله إلى أشياء أخرى لا أقصدها بتاتاً توقف عن الضحك علي واستفزازي أنا لا أمزح إيتن توقف عن إغضابي وإلا"

هتفت بيرلا وهي تضربه على صدره بكفيها بغضب وغيظ شديد من استفزازه المستمر لها وعندما رأته ينفجر من الضحك رمشت بإعجاب وكأن غضبها قد تلاشى بسبب منظره الوسيم وهو يضحك ..

ورغم ذلك حافظت على عقدت حاجبيها ومنعت من إبتسامتها البلهاء من الظهور وهي تحدق به كيف توقف عن الضحك ونظر إليها بهدوء قبل أن يقرب وجهه منها ويمسك بوجنتها وكأنها طفلة وهو يردف لها بمزاح ولطف:

"آسف حلوتي ولكن ماذا أفعل إن كنت لا أمل من مشاكسة زوجتي اللطيفة والتي تبدو ألطف وأظرف بغضبها وخجلها"

زمت بيرلا شفتيها وقلبت عينيها وهي تبعد للخلف عن مرمى يده محاولة ضبط مشاعرها ومنع نفسها من الإبتسام بصعوبة بسبب كلماته التي دغدت قلبها ثم أردفت له بغضب مزيف:

"أنا لست لطيفة توقف وإلا "

"وإلا ماذا؟ ماذا ستفعلين حلوتي؟"

أردف إيتن بخبث وهو يتقدم نحوها ببطء فابتلعت ريقها بتوتر وهي تتراجع وتردف له بتوتر وتلعثم واضح:

"وإلا .. وإلا .. س.س.."

صمتت تبتلع ريقها بتوتر واضح بعد أن فقدت قدرتها على الكلام مجدداً بسبب نظراته التي تكاد تخترقها وإبتسامته الشريرة التي نبأتها بالأفكار السوداء التي باتت تتدفق بعقله وهو مستمتمع برؤية تأثيره عليها ..

فرمشت بتوتر تحدق به بتوتر ممزوج بخجل وعندما التفت تريد الدخول للمنزل للهرب منه تفاجأت به يسحبها نحوه مجدداً وهو يقهقه بشر فشهقت وهتفت له باندفاع وهي تضربه على صدره:

"توقف إيتن ابتعد أنا غاضبة منك حقاً أبعد يدك عني وإلا عضضتها إيتن توقف عن العبث"


فرفع حاجبيه لكلامها وأردف لها بمشاكسة:

"صدقيني حلوتي سأكون أكثر من سعيد إن عضضتني والآن دعينا نكمل شجارنا اللطيف في الداخل لأرى حلاً لغضبك اللطيف زوجتي الشرسة"

وبمجرد أن أنهى كلامه حتى حملها على كتفه فشهقت بيرلا قبل أن تنفجر من الضحك بعد أن فشلت نهائياً في الثبات على رأيها وجعله يستمع إليها ..

ثم رفعت جذعها وهي تضحك بقوة بينما تستمع لضحكات إيتن التي خرجت أيضاً وهو يسير بها للمنزل ..

بعد أن جعلها تفقد السيطرة على نفسها وتبدأ بالضحك وتوقف غضبها المزعوم عليه ..
_______________

بعد يومان عاد إيتن وبيرلا إلى القطيع وعاد إيتن لمزاولة أعماله وفي وقت قريب للظهيرة كانت بيرلا تلاعب تيان وليان مع مايا في ساحة القطيع مع بقية الأطفال ..

تنهدت بخفة وهي تنتظر خروج إيتن فقد أخبرها بأن هنالك ضيوف سيأتون إلى قطيعهم ..

أو أنها أخذت ذلك كذرعية لتخفي شوقها له بعد أن اعتادت على وجوده الدائم معها ..

قاطع شرودها التقاء عينيها التي حطت على عينيه بلهفة فوجدته يبتسم لها بحب وهو يتقدم نحوها مع جاك ..

وبمجرد أن وصل نحوها حتى قبل جبينها بود ثم نظر إليها وهو يردف لها بهدوء:

"هيا ملاكي لقد حان الوقت وعلينا استقبال الضيوف معاً"

فأومأت له وسارت معه إلى القصر وهناك وخدت بوريشا تقف مع والدة مايا وعدد من الأشخاص لتعلم بأن الأشخاص مهمين كما يبدو ..

وبالفعل بعد أن وقف إيتن وأعطى تعليماته للبيتا والغاما خاصته وصل الضيوف وتقدم قادة الأجناس وألفاز القطعان المتحالفة معهم ..

فاستقبلهم إيتن مع بيرلا ودخلوا معاً بعد أن هنؤوه أيضاً بعودة رفيقته وكان من بينهم كارل وسانسا ..

إلا أن فليغون لم يأتي بسبب انشغاله بالمناطق القريبة من منطقته بعد هجوم رجال أماريس قبل يوم من الآن ..

وبينما كانت بيرلا تنظر بالحاضرين وتستقبلهم مع إيتن وقعت عينيها على كاساندرا قائدة مصاصي الدماء ذات الشعر الأشقر الطويل والعيون الخضراء الياقوتية التي تقدمت مع مساعديها هيتي وأروس ..

"مرحباً ألفا إيتن مبارك لك عودة اللونا"


أردفت كاساندرا بصوت بارد ورزين وهي تصافح إيتن ثم حيّت وصافحت بيرلا التي ضيقت عينيها بضيق غريب وهي تضع تركيزها على مساعدتها هيتي المرأة ذات الشعر البني والعيون السوداء والملامح الناعمة والجذابة ..

والتي كانت تحدق بإيتن بنظرات ملتمعة وبمجرد أن حدقت بها حتى انقلبت نظراتها بأخرى غاضبة وحسودة ومتعالية ..

والتي لم تعجب بيرلا بتاتاً ..

مضى وقت ليس بقليل وكانوا في قاعة الاجتماعت يتناقشون جميعاً بشأن آخر الأوضاع التي حدثت ويخططون لخطواتهم القادمة ..

أما بيرلا فكانت في الخارج مع سانسا التي كانت تعاني وقتاً عصيباً في حملها بسبب غثيانها المستمر لذا فضلت بيرلا البقاء معها على أن تكون مزهرية صامتة بجانب إيتن ..

أو حتى تجعله يأخذ راحته في الإجتماع ولا يغضب بسبب نظرات الرجال الغير قاصدة نحوها ..

فهي شعرت بغيرته عندما ألقوا التحية عليهم وعلى الرغم من أنها لم تصافح غير كاساندرا إلا أنها أحست بغضبه المكبوت ..

وكأنه مرغم على تنفيذ العادات المتعارفة بينهم وجعلها تقف بجانبه ..

زفرت بيرلا باستياء وهي تتذكر نظرات مصاصة الدماء لها وتشعر داخلها باستياء والغضب يتصاعد ..

عندما خُيل لها بأن تكون تحدق بإيتن طوال مدة الاجتماع الطويلة ..

للحظة لعنت نفسها داخلها لأنها خرجت وتركته وحيداً .

"بيرلا فيما أنت شاردة تبدين مستاءة"

صوت سانسا أخرجها من أفكارها المتضادة فحدقت بها ملياً قبل أن تردف لها بهدوء:

"لا شيء مهم فقط شاردة"

رفعت سانسا حاجبيها بغير اقتناع وهي ترى تعابير بيرلا عابسة فهمهمت لها بخفة وكأنها تخبرها بأنها اقتنعت ..

وبقيت تراقب تعابيرها وهي تحدق بالأرجاء وتطرق بإصبعها على المنضدة الخشبية التي تستند عليها ..

وهذا أكبر دليل على توترها وغضبها من أمر ما ..

لحظات ووجدتها تضيق عينيها بضيق وغضب وهي تضغط على يدها بقوة فنظرت سانسا نحو المكان الذي تنظر إليه عندها وجدت الجميع قد خرجوا وإيتن يقف معهم وهو يحدثهم وكساندرا وتابعيها معهم ..

فابتسمت سانسا بخبث ثم أردفت لها بهدوء:

"أكره مصاصي الدماء بل الأحرى إناثهم لأنهن وقحات جداً وغير مباليات إن كان الرجل الذي أمامهن كان عازباً أم لا المهم عندهن أن يحصلن على ما يردنه لذا عليك الحذر عزيزتي فأنا لا أستلطفهم منذ أن رأيت تلك الكاترين"

احتدت عينا بيرلا أكثر وأردفت ببرود وهي لا تزال تثبت عينيها عليهم:

"أتظنين ذلك؟"

همهمت لها سانسا وراقبت هدوءها وهي تتنهد بخفة وتعدل جلستها وكأنها غارقة في التفكير ..

قبل أن تستقيم وتقترب منهم بهدوء وهي تراقبهم يبتعدوء تِباعاً فسمعت إيتن يردف لأحد الألفاز:

"لا بأس سأذهب اليوم وأتأكد من سلامة الحدود بنفسي ثم قد أمرّ على قطيعك لأتفقد الأضرار وإن كانت المساعدة قد وصلت إليكم"

شكر الألفا إيتن واستأذن للذهاب بينما نظر إيتن بحب لبيرلا فوجدها تحدق به بعبوس لطيف ونظرات غريبة ليسحبها نحوه ويمسح على وجنتها برقة وهو يردف لها بلطف:

"ما الأمر ملاكي؟ لما أنت عابسة هكذا؟ هل هنالك خطب ما؟"

قلبت بيرلا شفتيها للأسفل بظرافة وهي تزفر الهواء بضيق وتقلب عينيها عنه وكأنها تفكر في أمر ما عجز إيتن عن فهمه ..

صحيح بأنها بدت منزعجة من أمر ما ولكنها بدت ظريفة جداً بتعابيرها هذه ..

فلم يشعر بنفسه إلا وهو ينحني نحوها ويقبل شفتيها اللتان تغريانه فاحمر وجه بيرلا خجلاً وتجمدت مكانها إلى أن انتهى فاندفعت نحوه غارسة وجهها في صدره من شدة إحراجها ثم همست له بخفوت واعتراض:

"إيتن ليس أمام الجميع"

قهقه إيتن بخفة وهو يحيط جسدها ويسمع تذمراتها المكتومة بصدره فما كان منه إلا أن يحملها ويدخل بها إلى مكتبه متجاهلاً تذمراتها ..

بعد ذلك جلس على كرسيه وهي لا تزال بحجره ثم أبعدها عن صدره ليتسنى له رؤية وجهها الذي افتقده في الساعات الماضية ..

فابتسم بخفة ورفع يده ليدفع خصلاتها الفحمية خلف أذنها ثم أردف لها بهدوء وعينيه معلقة بعيونها اللامعة:

"ما الأمر ملاكي؟ أرى بأن هنالك الكثير من الكلام في فمك هيا أخبريني ماذا تريدين؟"

رمشت بيرلا وهي تقاوم سؤاله عن مصاصة الدماء تلك على الرغم من شعورها بالغضب والإستياء من نظرات مصاصة الدماء له إلا أنها أرادت إخفاء غضبها عنه ..

فرمشت عدة مرات وهي تحاول إيجاد أمر آخر تخبره عنه وتبعد هذه الأفكار السلبية عن رأسها وعندما تذكرت ذلك الأمر أومأت له بهدوء وأردفت له:

"أجل هنالك أمر أريد أن أخبرك به لقد سمعتك منذ قليل بأنك ستخرج خارج القطيع لذا أنا أيضاً أريد الخروج معك حتى أذهب لكادري"

عقد إيتن حاجبيه باستغراب عندما سمع بأمر كادري ثم أردف لها:

"ولما تريدين رؤيتها؟"

فتنهدت بيرلا بهدوء وبدأت تقصّ عليه الأمر بأكمله وعندما انتهت وجدته يعقد حاجبيه بانزعاج فكتفت يديها إلى صدرها وأردفت له بجدية:

"لا تنظر إلي هكذا حاولت إخبارك بالأمر طوال الأيام الماضية ولكنك لم تسمح لي لذا أريد اليوم الذهاب إليها حتى أحصل على بذرة الخلود وقوس إيزورا فكما قلت منذ قليل نحن في حرب وعلي أن أكون مستعدة إن عادت أماريس مجدداً"

أنهت كلامها وهي تحدق بتعابيره التي تجهمت لم تكن تعلم لما هو غضب هكذا وظنت بأنها السبب لأنها أخفت الأمر عنه ..

ولكنها لم تعلم بأنه علم سبب جعل كادري تخبرها بإخفاء الأمر عن الجميع ..

فهذا الأمر حساس جداً وخطير أيضاً ..

خاصة لدى مملكة الجن ..

والتي ستثور بسخط كبير وقد تنقلب عليهم إن علمت بأن بشرية ستأخذ سلاحهم المقدس ..

على الرغم من عدم تدخل مملكة الجن في هذه الحرب واعتزالهم أنفسهم عن بقية الأجناس منذ آلاف السنين ..

إلا أنها قد تدخل في أحد أطراف المتنازعة إن علموا بشأن قوس إيزورا ..

وإن حدث ذلك حقاً ..

فبيرلا ستكون المتضرر الرئيسي ..

فبقي إيتن يقلب هذا الأمر بعقله وقلقه يشتد على بيرلا والتي ستضطر للوقوف بوجههم إن حدث ذلك واشتعلت الحرب بينهم إلى أن خرج من شروده على أناملها الرقيقة التي أحاطت وجهه وصوتها الناعم الذي همس بلطف:

"إيتن هل أنت غاضب مني؟"

فرفع عينيه نحوها وهو يتنهد بثقل ويردف لها بهدوء:

"لا أبداً لست غاضباً منك بل العكس تماماً أحسنت بإخفاء الأمر عن الجميع ومن الأفضل أن يبقى هذا الأمر سراً حالياً حتى لا تحدث فوضى وأنت تعلمين بأن هذا السلاح قيّم لذا سنذهب معاً اليوم بعد أن أتفقد القطعان الحدودية"

صمت وهو يحدق بتعابيرها المرتاحة ثم أردف بهدوء:

"على الرغم من أن المكان سيكون خطراً عليك ولكن لا بأس إن بقيت بجانبي"

فابتسمت بيرلا بوسع وأردفت له بمرح وهي تعيد شعرها للخلف بغرور لطيف:

"أمن أجل هذا أنت قلق؟ لا تقلق فأنا أستطيع حماية نفسي جيداً ولن يستطيع أحد إيذائي فلا تقلق زوجتك قوية وتستطيع الاهتمام بنفسها جيداً وأيضاً بمجرد أن آخذ قوس إيزورا سأستطيع أن أحارب بجانبك في حربك ضد أماريس ولا تقلق فأنا أتقنت الرماية منذ خمس سنوات وقال الجلاد بأني بتّ أستطيع أخذ كأس العالم في الرماية"

"هذا جيد إذن علي الإطمئنان والتوقف عن القلق على زوجتي القوية الرامية التي تستطيع الاهتمام وحماية نفسها جيداً"

أردف إيتن من بين ضحكاته على كلماتها وهي تمتدح نفسها أمامه بثقة عكس الماضي فتساءل داخله إن كانت هذه الثقة بمحلها أم أن قوتها لن تنفع أمام وحوش عالمه ..

على الرغم من ثقته بها وبقوتها خاصة عندما ستستعمل قوس إيزورا ولكنه لم يستطع منع نفسه من القلق بشأنها ..

فهو كان خائفاً أن يحصل لها مكروه أو أن يفقدها ثانيةً ..

وهو لن يسمح لأحد بأن يقترب منها وليس لمسها حتى وإن اضطر لقتال العالم لوحده ..

فابتسم لها مخفياً قلقه داخله وهو يتوعد داخله وذئبه يؤيده بذلك ثم راقبها تردف له بحماس وهي تقفز عن قدميه:

"هذا رائع سنذهب معاً أخيراً سأحظى بالمرح لذا علي الاستعداد جيداً قبل الذهاب وتبديل ملابسي فهي لا تنفع في السير في الغابة وأيضاً سأرى غريكس وأوليندا أنا متحمسة حقاً لذلك أنا ذاهبة ولن أتأخر كثيراً سأنتهي قبل أن يحين موعد الغداء"

أنهت كلامها وقبلت خده قبل أن تركض لخارج المكتب بحماسة فتنهد إيتن بثقل وهو يحدق بأثرها ويفكر بخطواته القادمة إلى أن سمع كلام ذئبه القلق:

《إيتن علينا التحرك سريعاً والاستعداد لكل طارئ قبل أن يعلم مجلس الكهنة الخاص بمملكة الجن بالأمر لأنهم سيحاولون قتل بيرلا لاستعادة قوس إيزورا》

فابتلع إيتن ريقه بقلق وأردف له بهدوء:

《وهذا ما أحاول فعله فوكسارد علينا التفكير جيداً بخطواتنا القادمة والاهتمام بقوة بيرلا حتى تكون قادرة على الوقوف أمامهم وحدها في حال عجزنا عن مساعدتها صحيح بأنها قالت بأنها تدربت وأصبحت قوية ولكني سأختبر قوتها بنفسي ولكن سيكون ذلك بعد عودتنا》

أنهى كلامه بتصميم قبل أن يستقيم ويخرج من مكتبه ويذهب لجناحه بحثاً عن بيرلا وعندما دخل وجدها قد بدلت ملابسها ببنطال أسود وكنزة بنصف أكمام باللون الأسود أيضاً ..

فعقد حاجبيه باستغراب عندما وجدها تركض لغرفة الملابس وتسحب الحقيبة التي أحضرتها من عالمها وأصبحت تعبث بها إلى أن أخرجت قفازاً جلدياً طويلاً وارتدته في يدها اليسرى ويغطي أصابعها الثلاثة فقط وسحبته للأعلى حتى أصبح لأعلى كوعها ..

فراقب تعابيرها المستمتعة وهي تضبطه ثم وجدها تعود للعبث في حقيبتها بعد أن أخرجت قفازاً جلدياً قصيراً وارتدته بيدها الأخرى فاقترب منها بهدوء وجلس قرفصاء بجانبها وهو يردف لها:

"ماذا تفعلين حلوتي؟"

"أستعد للذهاب معك"

أردفت بلا تردد وهي لا تزال تعبث في حقيبتها فابتسم بقلة حيلة وهو يراها منهمكة في إيجاد ما تريد بعد أن أفرغت بعضاً من محتويات الحقيبة ..

فعقد حاجبيه وهو يرى بعض الكتب وألبومات الصور فحمل أحدها وفتحه فوجد صوراً خاصة لبيرلا عندما كانت طفلة وهي في أحضان والدتها فارتسمت إبتسامة عاشقة على وجهه وهو يرى ملامحها الملائكية وهي طفلة ..

فجلس بجانبها وقلب الصور باستمتاع بينما رأت بيرلا تركيزه ينصب على صورها مع عائلتها فابتسمت بسعادة لأنها رأت عينيه خالية من القلق وتنبض بالحب ..

فتنهدت وهي تحمل علبة معدنية وتضعها بجيبها ثم استقامت لمرآة زينتها وقامت برفع خصلات قليلة عن وجهها وثبتتهم بالخلف حتى لا تعيق رؤيتها ويبقى شعرها الطويل للخلف ..

بعدها ارتدت سترة جلدية وعدلت شعرها جيداً ثم اقتربت وجلست بجانب إيتن عندما أردف لها بحب:

"رغم أني أعلم بأنك جميلة ملاكي ولكن لم أتوقع أن تكوني بهذه اللطافة عندما كنت طفلة .. مثالية "

أنهى كلامه بهمس محبب فحملت بيرلا صورة من مغلف آخر كانت لها ولوالدها مع أوليفر عندما كانت في عيد ميلادها العاشر وأمام الكعكة ثم أردفت له بمرح:

"انظر هذه في عيد ميلادي العاشر عندما أحضر لي أبي أوليفر كهدية لي عندها قضيت الليل أركض خلفه من شدة فرحتي ولم أنم أبداً حتى طلوع الشمس عندها سقطنا أنا وأوليفر في النوم على الأرضية بعد أن انهكنا من التعب وأبي التقط لنا هذه الصورة كذكرى لتلك الليلة"

حملت الصورة الأخرى التي كانت نائمة بها مع أوليفر فاتسعت إبتسامته ثم أردف لها بصدق وهو يدقق في الصورة:

"جميلة جداً أنت حقاً جميلة ملاكي متحمس لأنجب منك أطفالاً لطفاء وجميلون مثلك فما رأيك حلوتي؟ أليست فكرة رائعة؟"

فتوسعت عينا بيرلا واحمرّ وجنتيها خجلاً من كلامه وعندما أنهى كلامه ونظر لها بسعادة ابتلعت ريقها وهي تحدق بعينيه وأردفت له بعفوية وخجل:

"بالتأكيد سيكون ذلك رائعاً ولكن سأكون سعيدة أكثر إن كانوا يشبهونك أنت بملامحهم وصفاتهم"

أنهت كلامها وهي تعدل خصلة شعرها خلف أذنها فالتمعت عينيه وهو يحدق بها بعشق وهيام مما زاد من إحمرارها فأخفضت عينيها للأسفل وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة في صدرها ..

إلا أنها رفعت عينيها بتلقائية إليه عندما أمسك بذقنها ورفع وجهها نحوه ومن دون أي تمهل دمج شفتيه بخاصتها بعشق وشغف وهو يقربها أكثر منه بينما تمسكت بيرلا بكتفه وبادلته القبلة بنفس العشق والشغف ..

وعندما فصل القبلة أبعد وجهه إنشات قليلة وحدق بوجهها المحمر وهي تتنفس بتبعثر بسبب قبلته الجامحة ثم أردف لها بخبث:

"من الأفضل أن نخرج لتناول الغداء قبل أن أغير رأي ونشرع بصنع جراء لطفاء لنا منذ الآن "

"إيتن توقف عن إحراجي"

همست بيرلا بخجل وهي تستقيم مبتعدة عنه قبل أن ينفذ ما قاله حقاً فقهقه بخفة على وجهها الذي تحول كالطماطم ..

وقبل أن يعقب على كلامها سمع صوت أحد الخادمات تطرق الباب وتناديهم لنزول لقاعة الطعام بعد أن تأخروا بذلك ..

فاستقام وأمسك بيد بيرلا وقادها معه للأسفل وهو يتوعد داخله بحمايتها من الجميع وصنع عائلة لطيفة معها مهما كان الثمن ...
_________________

مضى الوقت ليس بقصير وكانت بيرلا تجلس في قاعة الضيوف في أحد القطعان بعد أن تركها إيتن مع اللونا القطيع وانصرف مع الألفا يتفحصون المكان الذي حدث فيه الهجوم الأخير ..

وبعد مدة خرجت اللونا وتركت بيرلا وحيدة عندما نادتها إحدى الأوميغا في أمر مهم ..

تنهدت بيرلا بخفة وهي تحدق حولها بضجر ثم استقامت واقتربت من النافذة تحدق بالأرجاء ..

فجلست تستند على ساعدها وبقيت تراقب أفراد القطيع يتعاونون لبناء المنازل المدمرة ..

عندها خطر ببالها جلادها إيريك فتساءلت داخلها عن حاله وإن كان حقاً قد أخفى أمر اسمه الحقيقي وكيف يعرف الجميع وهم لا يعلمون بوجوده أصلاً ..

عندها تراءت لها بعض الذكريات عندما كان يدربها وأخذت تتذكر ملاحظاته بأكملها فتأكدت بأنه من سكان هذا البُعد وليس من بعدها كما زعم ..

تنهدت بخفة وأخرجت من جيبها القلادة الغريبة التي أعطاها إياها قبل عودتها فقد كانت قلادة ذهبية قديمة تشبه شكل الدمعة وبداخلها مجسم أصغر له نفس الشكل وحولها نقوش غريبة غير مفهومة ..

وكأنها طلاسم ..

فعقدت حاجبيها وهي تحدق بها وتتلمسها بخفة وتفكر بمعناها لحظات وخرجت من شرودها على صوت أقدام تقترب من القاعة ..

فاستقامت وهي تضع القلادة بخيب سترتها وتحدق من النافذة منتظرة قدوم اللونا ولكنها عقدت حاجبيها عندما وجدت اختفاء أفراد القطيع من أمام ناظريها دون أن تشعر بسبب شرودها ..

فعلمت بيرلا أن هنالك خطب ما في المكان لذلك تركوا كل شيء يفعلوه واختفوا ..

وعندما استدارت وجدت خمس رجال يدخلون القاعة ويحدقون بها بنظرات خبيثة ..

فبقيت تناظرهم بهدوء وهي تحاول تمييز أجناسهم من خلال الملاحظات التي أعطاها إياها إيريك سابقاً عندها علمت بأنها محاصرة من مصاص دماء ومستذئبين أما الآخرين فكانا ساحرين وعلمت ذلك من ضآلة أجسامهم مقارنة بالآخرين ..

فوقفت باستعداد تنظر إليهم ببرود وترقب وتتذكر كلمات إيريك جيداً ..

[مما لا شكّ فيه هو أنك ستتعرضين للخطر في المستقبل وستكونين عرضة للقتل في أي وقت لذا كوني جاهزة ومستعدة بأي لحظة ستكونين فيها خارج قطيعك أو بعيدة عن رفيقك وبسبب فارق القوى بينك وبين سكان ذلك البُعد سأعلمك على طريقة تجعلك تفوزين بأي معركة وبأقل أضرار ممكنة وهي ستعتمد على نقاط ضعف كل جنس وعليك حفظها جيداً] ..

[إن حوصرت بين للأعداء فابحثي عن مصاص الدماء وتخلصي منه أولاً قبل أن تصابي بأي إصابة حتى لا يتوحش إن شمّ رائحة دمائك ونحن لا نريد ذلك فهو عندها سيكون أقوى منك بأضعاف وستكونين فريسة سهلة له لذا هاجميه على حين بغتة واضربي المكان بين كتفه وترقوته فهنا تكمن نقطة ضعفهم وهم يصابون بسببها بالشلل المؤقت لثلاث دقائق لذا استغلي الوقت واكسري عنقه بسرعة لإفقاده الوعي] ..

وبالفعل بدأت بيرلا بتطبيق كلام إيريك بالحذافير وبمجرد أن حاولوا الإقتراب منها حتى هاجمت مصاص الدماء بشراسة وكسرت عنقه بسهولة ..

فوقع جسد مصاص الدماء على الأرض بينما التفت بيرلا تحدق بالبقية الذين حاصروها بهدوء وهي تدرس تحركاتهم وكلمات إيريك تتسابق بمخيلتها مجدداً ..


[أما إن كانوا مستذئبين فهنالك طريقة لإضعافهم وهو أن تلكمي مكاناً معين فوق معدتهم تماماً عندها ستتسببين لهم بألم مبرح لذا قبل أن ينتفضوا عليك قومي بضرب أعناقهم من الخلف لإفقادهم الوعي وتجنبي قدر الإمكان ضرباتهم حتى لا تتسببي بالكسور لنفسك] ..

وبالفعل طبقت بيرلا كلامه مجدداً وعندما هاجمها أحد المستذئبين تفادت ضرباته بأكملها ووجهت له لكمة خاطفة على معدته وفوق النقطة التي دربها عليها فزمجر الرجل بألم وجثى ركبتيه ..

فتقدمت بيرلا منه بسرعة ووبسطت كفها وقامت بضرب عنقه من الخلف فوقع فاقاً للوعي مما جعل المستذئب الآخر يزمجر بغضب واندفع نحوها بشراسة وهو يشتم بغضب لأنهم استهانوا بها هكذا ..

وبالفعل بدأ بتوجيه لكمات سريعة لها كانت تتفاداها بسهولة إلى أن استطاعت أن تلكمه على معدته ولكن قبل أن تنهي أمره تفاجات بضوء يقترب منها فدفعت نفسها بسرعة على الأرض قبل أن يصيبها ..

ثم نظرت بحدة للساحر الذي أطلق عليها طاقته ليمنعها من إسقاط الثالث وبسرعة نظرت حولها لإيجاد شيء يساعدها على إنهاء أمر المستذئب قبل أن يستقيم لينهيها ..

وعندما استقام وهو يحدق بها بغضب جحيمي استقامت وهي تتراجع بحذر وعينيها لا تترك خاصته وهي تترقب مهاجمته لها وعندما هاجمها تفادت لكماته بأكملها وعندما وجدته يحاول استخدام ضخامة جسده ضدها لمحاصرتها في الزاوية ..

قلبت الأمر لصالحها وانحنت بسرعة وتدحرجت من بين قدميه عندما وجه لها لكمة وقبل أن يستدير نحوها قامت بتوجيه ركلة قوية إلى ركبته من الخلف جعلته يقع على ركبتيه وهو يشتم بغضب ..

ومن دون أن تتمهل استقامت بسرعة ووجهت ضربة له على عنقه من الخلف فسقط جسده على الأرض بلا حراك ..

"سحقاً لك أيتها البشرية اللعينة سأريك"

شتم أحد السحرة بغضب وقذفها بكرة طاقة فتفاجأ بها ترفع ذراعها اليسرى وتصد ضربته بكل سهولة بل وكأن ضربته قد ارتدت عنها ..

فابتسمت بيرلا بمرح وهي تحرك ذراعها وتردف لهم بسخرية:

"يؤسفني القول بأن سحركما لن ينفع معي لأن معلمي أعطاني شيئاً أستطيع فيه صد كل أنواع السحر والحيل خاصتكم"

عندها تدفقت كلمات إيريك ثانية إلى عقلها وكأنه موجود معها ويوجهها لخطواتها القادمة ..

[إن أنهيت الجميع دعي السحرة للنهاية فهم سيكونون أكثر جُبناً من البقية ولا يتصرفون باندفاع وسيكون قتالهم الأصعب عليك لأنهم لا يعتمدون على الاشتباك الجسدي مثل البقية وإنما سينتظرون الفرصة المناسبة لتوجيه تعويذة أو كرة طاقة لك عندها فقط استخدمي قفازاتك للتصدي لها فقد وضعت تعويذة حماية عليها وستكون درعك من أي نوع سحر سيسلط عليك وبمجرد أن تحبطي سحرهم ستكون مواجهتهم سهلة عليك فهم أضعف من الأجناس الأخرى في البنية الجسدية لذا اشتبكِ معهم بقتال جسدي وأفقديهم وعيهم بأي طريقة تريدينها فهم سيكونون كالبشر تماماً] ...

وبالفعل عندما حاولا قذفها بكرات الطاقة مجدداً صدتها بسهولة واندفعت نحوهما بشراسة توجه الضربات السريعة متتالية لم يستطيعا مجاراتها ..

فوجت لأحدهم ضربة قوية على عنقه وأمسكت بذراعه وقذفته على الأرض ثم ركلت الآخر قبل ان يلكمها واقتربت بسرعة من المنضدة وأمسكت بمزهرية وضربتها على رأسه بسرعة محطمة إياها ومفقدة إياه الوعي ..

لهثت بيرلا بخفة وهي تحدق بأجسادهم التي ملأت الأرض ثم ألقت بجسدها على أقرب أريكة حتى تستريح وتستعيد طاقتها بعد ان تأكدت بأن هجوم قد حصل لذلك الجميع منهمك بالقتال في الخارج ..

فأرجعت خصلاتها الفحمية المتمردة لخلف أذنها وهمست لنفسها باستياء:

"سحقاً علي تكثيف تدريبي فقد بدأت أنهك بسرعة"

وبعد دقائق قليلة سمعت صوت أقدام تقترب من القاعة ورافقها صوت اللونا الخائف التي تناديها فاعتدلت بجلستها ونادت بهدوء:

"لونا سيلين أنا هنا لا تقلقِ"

وبمجرد أن دخلت مع البيتا خاصتها واثنان من محاربي القطيع حتى شهقت بصدمة عندما وجدت أجساد الرجال تملأ الأرضية ..

في تلك اللحظة اقتحم إيتن المكان بهمجية بعد أن كاد قلبه يتوقف من شدة قلقه عندما سمع بأمر تسلل بعض الرجال كانوا يخفون رائحتهم بالسحر لداخل منزل الألفا حيث بيرلا ..

وعندما وجدها جالسة على الأريكة تنفس الصعداء ثم رفع أحد حاجبيه عندما وجد أجساد الرجال وراقب البيتا يقترب لتفحصهم إن كانوا ميتين أم لا فسمعوا بيرلا تردف لهم بهدوء:

"إنهم فاقدوا الوعي فقط فأنا لم أنهي أمرهم بشكل نهائي لأنني ظننت بأنكم قد تستفيدون منهم باستخلاص المعلومات أو شيء كهذا القبيل"

رمش إيتن بدهشة وهو لا يزال غير مستوعب بأن رفيقته اللطيفة هزمت هؤلاء وحدها ..

أما بيرلا التي ابتسمت بخفة كاتمة ضحكاتها داخلها وهي تراهم يحدقون بها وكأنها كائن فضائي بينهم ولم يستوعبوا الأمر بعد ..

وعندما رأت إيتن يقترب منها استقامت وحدقت به بهدوء فوجدت زرقاويه تحملان قلقاً وخوفاً كبيرين وهو يتفقدها بعينيه ثم أردف لها بهدوء وشك:

"هل أنت بخير؟"

أومأت بيرلا بهدوء وأردفت له بمرح وهي تمسح على صدره بكفها حتى تجعله يهدأ:

"وبأفضل حال وقد هزمتهم من دون أن أخدش حتى يمكنك التحقق بنفسك"

أنهت كلامها وهي ترفع وجهها له وتبتسم له بوسع ليضمها إلى صدره بقوة فبادلته العناق وهي ترى الرجال يسحبون أجساد المتسللين قبل أن تستأذن اللونا بصمت وتخرج تاركة إياهما لوحدهما ..

استطاعت بيرلا سماع أنفاس إيتن المتسارعة وهو يدفن وجهه بعنقها ويستنشق رائحتها محاولاً تهدئة نفسه فمسحت على عنقه برقة وهمست له بلطف:

"أنا بخير إيتن صدقني كل شيء على ما يرام لم يكن من الصعب علي هزيمتهم هيا اهدأ وأنت فوكسارد توقف عن جعل إيتن يزداد اضطراباً فأنا بخير ولم أصب بأذى"

للحظة كلماتها ولمساتها الرقيقة أرخت جسده وخففت هيجانه هو وذئبه بعد أن ظنا بأنها تأذت مرة أخرى ولم يستطيعا إنقاذها فتنفس بعمق وهو يهمس بألم:

"الحمد لله أنك بخير لقد كنت خائفاً أن يعاد الأمر مجدداً ولم أسامح نفسي لأني ظننت بأنك أصبت بمكروه وأنا لم أستطع حمايتك جيداً"

فأبعدته عنها برفق وحدقت بعينيه وهي تبتسم له بحب ثم أردفت له بلطف وهي تحيط بيديها عنقه وفكه:

"لا تقل ذلك إيتن لقد أخبرتك بأنني بخير وأنني بتّ أستطيع حماية نفسي من أي خطر فتوقف عن القلق ولوم نفسك هكذا فزوجتك القوية بذلت كل جهدها وتحملت تمرينات الجلاد القاسية حتى لا ترى هذه النظرات في عينيك وحتى تكون لونا جيدة لك تستطيع أن تقف بجانبك وتدعمك لذا ثق بي كل شيء سيكون بخير"

أنهت كلامها وهي تحدق بعمق عينيه ثم أحكمت إمساك عنقه لتدعم جسدها ورفعت نفسها حتى وصلت لوجهه فقبلت وجنتيه ببطء وحب ثم نظرت لشفتيه ورفعت عينيها لعينيه فوجدت عينيه مثبتة عليها وهي تنبض بالحب والعشق لها ..

وعندما وجدته يثبت عينيه على شفتيها وينتظرها أن تكمل ما بدأته ابتلعت ريقها واقتربت بهدوء والصقت شفتيها بخاصته بلطف ..

ثوان واستلم إيتن زمام الأمور عندما أدخل أنامله بخصلات شعرها وشدها نحوه وهو يتعمق بالقبلة أكثر فأكثر إلى أن انقطعت أنفاسهما نهائياً..

فأسند جبينه على خاصة بيرلا بعد أن نجحت بيرلا بإعادته إلى رشده وتجاوز خوفه واضطرابه الذي تشكل داخله بسبب ما حدث معهم في الماضي ..

ثم فتح عينيه وحدق ببيرلا وهو يردف لها بهدوء:

"أظن بأن علينا الإسراع إلى كادري للحصول على بذرة الخلود "
_________________

وبعد وقت ليس بقصير وصل إيتن وبيرلا إلى أطراف الغابة المحيطة بالجبل الأبيض ..

وقف إيتن الذي يحمل بيرلا بين ذراعيه أمام التل الذي يقع أسفله كهف الخداع والذي ينتهي عند أطراف الجبل الأبيض فابتسمت بيرلا وهي تتمسك بعنق إيتن وتردف بمزاح:


"هذا رائع إيتن أتعلم بأنني عندما أتيت في المرة السابقة جلست أمام الكهف ألهث بشدة من التعب وبالكاد صمدت قدماي حتى نزلت عن الشجرة أما الآن معك أشعر بأنها مجرد نزهة جميلة"

فرفع إيتن حاجبيه بسخرية من كلامها ثم أردف لها:

"حقاً حلوتي ظننت بأنك تستمتعين بالطيران مع كرو أكثر وإيقاع نفسك بالمصائب لوحدك فكما أذكر انتظرت خروجي من القطيع حتى تهربي برفقة ذلك الغراب وبسببك تحطمت عظام جسده بشكل مؤسف"

ففتحت بيرلا فاهها بصدمة من كلامه قبل أن تردف له باندفاع:

"إيتن ما الذي تقوله ذهابي معه كان من أسوأ تجاربي التي مررت بها في حياتي فهو طار بي وهو يمسكني من ذراعي إلى أن كادا يخلعان من مكانهما وقال بأنه لا يجرؤ على فعل غير ذلك حتى لا تقتله أيها العملاق الغيور "

فابتسم إيتن بسخرية وهو يتذكر حاله في ذلك اليوم كيف كاد يجن من خوفه عليها وبسبب انتهاء اليوم بانهيار بيرلا بسبب رؤيتها لوالدها قام بإفراغ غضبه بجاك وكرو المسكينين ..

اللذان لولا لم يجعل الغاما يعطيهم مسحوقاً سحرياً لكانا بقيا في السرير لمدة أسبوعين على الأقل ..

طبعاً لم يدع الغاما يخبر أحداً بذلك لأنه أراد ألا يريهما بأنه يشفق عليهما بسبب غبائهما لذا فعل الغاما كما أخبره وعالجهما بحجة أنه أحضر هذا المسحوق من مدينة السحر في وقت سابق ..

وهذا سبب شفائهما السريع ..

خرج إيتن من أفكاره على صوت بيرلا وهي تنخزه بإصبعها على صدره بلطف وهي تردف:

"إيتن أنزلني أريد السير بجانبك في الكهف"

فحركت قدميها بعشوائية حتى نزلت من بين ذراعيه ووقفت على الأرض وهي تبتسم له بلطافة ثم أمسكت ذراعه وشدته خلفها وهي تهتف بحماس:

"هيا هيا أسرع تمكنك التحديق فيّ في وقت لاحق علينا الوصول لداسكو حتى يسمح لنا بالمرور"

رمش إيتن وهو يرفع حاجبيه من تصرفاتها وكلامها وكأنها متحمسة لرؤية قط صغير وأليف ..

وليس قط عملاق وموحش حرس الجبل لقرون ولم يستطع أشد الرجال تخطي كهفه ..

وبعد مدة قصيرة استطاعت بيرلا مع إيتن الوصول للطرف الآخر من الكهف عندها نظرت بيرلا حولها ونادت بحماسة:

"داسكو أين أنت؟"

وبالفعل لحظات وخرج القط الضخم من مخرج الكهف وتقدم نحوهما فاستعد إيتن إن حدث أي شيء خطر فهو يعلم جيداً خطورته وقوته ليس كبيرلا التي تعده قطاً أليفاً ..

"داسكو تعال إلي"

أردفت بيرلا بلطف وهي تمدّ ذراعيها وتشير له بأصابعها للإقتراب فضيق إيتن عينيه عليها من جنونها كونها تظنه أليفاً كفوكسارد ولكنه وسع عينيه بدهشة عندما وجد القط يحرك أذنيه ويقترب منها بهدوء نحو يديها ..

وبمجرد أن قرب أنفه يشم يدها وكأنه يتعرف عليها رفعت بيرلا يدها الأخرى وداعبت رأسه بلطف فحرك القط أذنيه ثانية وهو يخرج مواء خافتاً ولطيفاً كدليل على استمتاعه بحركاتها فابتسمت بيرلا بوسع وهي تهمس له بلطف:

"أحسنت قطّ جيد .. لطيف"

أما إيتن الذي يشاهد ما يحدث أمامه بعيون متوسعة غاضبة وهو يشعر بفوكسارد هائج بشدة ويشتعل من الغضب والغيرة لأن رفيقته تلاعب داسكو وتخبره بأن لطيف كما تفعل معه ..

وبصعوبة كبيرة قمع إيتن فوكسارد من الخروج وتمزيق داسكو بين أنيابه ولكنه لم يستطع منع الزمجرة القوية والغاضبة من الخروج من حلقه مما جعلت بيرلا تنتفض بخوف وهي تلتفت نحو إيتن الذي زمجر بغضب:

"ما اللعنة!!"

وبمجرد أن سمع داسكو زمجرة إيتن العدائية حتى انقلبت نظراته لأخرى حادة وكشر عن أنيابه بعدائية وبشكل غريب أضاءت النقوش التي تملأ جسده فنظرت بيرلا إليه بذهول وهي لا تفهم ما يحدث معه وكيف أضاء جسده ..

"بيرلا ابتعدي عنه بسرعة"


هتف إيتن بحدة مجفلاً إياها ثانية وثبت عينيه على داسكو الذي يستعد للهجوم عليه بأي لحظة وعندما رأت بيرلا ما يحدث حولها اندفعت وعانقت رأس داسكو بقوة وهي تهمس له باضطراب:

"داسكو توقف"

"بيرلا!"

هتف إيتن بإعتراض وحدة على ما تفعله فنظرت نحوه بيرلا بغضب وهتفت له بغضب واندفاع:

"إيتن اصمت وأوقف غيرتك هذه وإلا لن أكلمك ثانية لا أنت ولا فوكسارد ولن أدعكما تقتربان مني مجدداً أقسم"

فشتم إيتن بين أنفاسه بغضب وابتلع زمجرة غاضبة وغيورة كادت تخرج منه بسبب كلامها ودفاعها عن داسكو ضده ..

فضغط على فكه بقوة وكتف يديه إلى صدره وهو يستدير جانباً وهو بالكاد يلجم لسانه عن الصراخ بها لولا قسمها الذي ألجمه بالكامل ..

فزفرت بيرلا بيأس من تملكه وغيرته المفرطة ونظرت إلى داسكو الذي لا يزال هادئاً بين يديها على الرغم من ملامحه الحادة فمسحت على رأسه تداعبه بخفة وهي تردف له بهدوء:

"هيا اهدئ .. أحسنت قط جيد .. داسكو نحن لم نأتي لهنا للقتال بل أتينا لنقابل كادري هل تسمح لنا بالمرور؟"

فهدأ داسكو ورفع عينيه الكبيرتين نحو بيرلا وحدق بها للحظات وهي تكمل مداعبته بينما إيتن يحدق بطرف عينيه بغيظ كبير وغيرة قاتلة وداخله يشتعل مع فوكسارد ..

فأخرج القط مواء واستدار وخرج من الكهف فتنهدت بيرلا بخفة لأنها استطاعت تهدئته ولكنها عندما استدارت ونظرت لإيتن شهقت وهي تتراجع للخلف خطوتين عندما وجدت عينيه الضيقة والحادة والمشبعة بالغيرة تكاد تقتلها ..

فابتلعت ريقها باضطراب وهتفت له باندفاع قبل أن يصرخ بها ويؤنبها:

"لا تنظر إلي هكذا أبعد عيناك المخيفة عني واللعنة لولا اندفاعك المتهور وغيرتك العمياء لما حدث كل هذا لذا لا تكلمني كل ذلك بسببك .. سحقاً"

أنهت كلامها وهي تشتم نفسها بغضب واضطراب وبمجرد أن أنهت كلامها حتى هربت منه خارج الكهف بسرعة تاركة إيتن يكاد فكه يصل للأرض من شدة صدمته بجرأتها على الصراخ بوجهه والشتم في آخر كلماتها ..

"ما الذي يحدث معها بحق الجحيم؟!!"

همس إيتن بصدمة من ردودها وتصرفاتها وكأنها بيرلا أخرى وليست رفيقته اللطيفة التي لا تعرف كيف تشتم وتصرخ بشكل صحيح ..

ولكن الآن كل شيء تغير بها وكأنه لا يعرفها ..

"سحقاً سأقتل الرجل الذي غيرها هكذا"

فشتم نفسه بغضب ولحق بها فوجدها تقف بجانب داسكو وهي تفرك ذراعها بتوتر وقبل أن تنطق بأي حرف أو تتحرك نحو داسكو شهقت متفاجئة عندما وجدت إيتن يحملها بين ذراعيه ويقفز بها بسرعة على الصخور ويتسلق الجبل ..

فرمشت بدهشة وهي تنظر إليه وترى الغضب باد على وجهه لذا بدل أن تكلمه وتعتذر كما كان متوقع وجدها تعقف يديها إلى صدرها وهي تشيح بنظرها عنه ببرود ..

فزمجر بغضب وهو يقفز بسرعة أكبر متجاوزاً ما بقي من مسافة وهبط على الأرض بها وبمجرد أن وقف حتى نزلت بيرلا من بين ذراعيه قسراً وسارت متقدمة عليه ..

وبمجرد أن اقتربت من شجرة الحكمة حتى توقفت عندما ظهرت أمامها كادري وهي تردف لها بلطف وتبتسم لها بود:

"بيرلا أهلاً بعودتك سعيدة لرؤيتك ثانية لقد انتظرت قدومك منذ أن ظهر القمر الأحمر قبل أيام"

"شكراً لك كادري وأنا سعيدة برؤيتك"

أردفت بيرلا بلطف ممزوج بتوتر بسبب نظرات إيتن التي تكاد تقتلها من حدتها ..

على الرغم من أنها تعلم بأنه الآن يشتعل من الغضب بسبب ما حدث وعلى الرغم التوتر الذي يشعر به جسدها بسبب غضبه ..

إلا أنها فضلت أن توقفه عند حده حتى لا يتمادى بغيرته العمياء التي عانت منها في الماضي والتي زادت بعد عودتها وهو لا يدعها تقترب لا من حجر ولا من شجر ..

وتبقى مقيدة به شاءت أم أبت ..

لذا قليل من الصراخ والغضب لن يضر كثيراً ثم ستقوم بإرضائه وإزالة غضبه بعد أن تعلمه التحكم بتصرفاته معها وقمع غيرته قليلاً ..

هكذا حدثت نفسها وهي تسير خلف كادري نحو شجرة الحكمة وهي تتجاهل إيتن بالكامل ..

بعد مدة كانت بيرلا تقف أمام بحيرة السحر مع كادري وهي تضع حبة الخلود في كفها وتردف:

"ها هي أصبحت لك لذلك ابتلعيها فوراً ثم اذهبِ لقعر شجرة الحكمة واستخرجِ قوس إيزورا"

فأومأت بيرلا وهي ترفع الحبة البيضوية وتضعها بفمها وعندما ابتلعت أحست بها تختفي قبل أن تصل لمعدتها فرمشت وهي تحدق بكادري التي ابتسمت لها ثم أردفت بهدوء:

"بيرلا سأقوم بصنع جسر من السحر لك حتى لا تغرقي نفسك في مياه البحيرة لذا تقدمي ولا تخافي"


أنهت كادري كلامها ورفعت يدها فخرجت خطوط مضيئة حتى تكاثفت معاَدً وصنعت جسراً إلى الشجرة العملاقة فتنهدت بيرلا بخفة وهي تحدق بالجسر ثم صعدت عليه بتردد بداية ..

ولكن بمجرد أن أحست بصلابته حتى تقدمت بخطاً متتالية إلى أن وصلت إلى الشجرة حيث كان جذعها مجوفاً وينبوع السحر ينبع من داخلها بشكل ساحر ..

فجلست بيرلا على ركبتيها واقتربت من فتحة الشجرة وهي تبحث بعينيها عن القوس وعندما رفعت رأسها للأعلى رأته مثبتاً في أعلى التجويف ..

تنفست بعمق وتقدمت على ركبتيها حتى دخلت إلى تجويف الشجرة بالكامل عندها شهقت بدهشة وهي ترى جدران الشجرة من الداخل تتلألأ وتعكس شكل المياه التي تنبع وتضيء بشكل ساحر ..

فأغمضت بيرلا عينيها وهي تشعر بطاقة غريبة تداعب بشرتها وتتدفق لخلايا جسدها ..

ثم فتحت عينيها على صوت ينادي باسمها عندها حركت رأسها تبحث عن مصدره وعندما خرج الصوت مجدداً تفاجات عندما وجدت مصدره هو القوس ..

فرفعت نفسها ومدّت ذراعها للأعلى دون الوقوف بسبب ضيق المكان إلى أن استطاعت أن تلتقط القوس وبمجرد أن أمسكته حتى أضاء بيدها ونبض وكأن داخله قلب حي ينبض فجعلها تعقد حاجبيها برهبة وتشهق بخفوت وتنتظر القادم ..

لحظات وتوقف النبض واختفى الضوء فرفعته وحدقت بشكله البلوري اللامع وكأنه صُنع من الزجاج المصقول أو نُحت من الأحجار البلورية التي أعطت لمعة زرقاء خفيفة للونه الأبيض الجميل ..

"بيرلا هل أنت بخير؟"

صوت إيتن أيقظ بيرلا من شرودها بالقوس فتهدت بخفة وتستدير وتنحني للخروج من داخل تجويف الشجرة ثم رفعت رأسها ونظرت نحوهم فوجدت إيتن وكادري يناظرانها بقلق ...

فابتسمت لهما واستدارت وأخرجت القوس بعدما وضعته على الأرض حتى لا يعيقها في الخروج ثم رفعته لهم وأردفت بفرح:

"انظرا لقد حصلت عليه"

أما إيتن الذي كان يقف بجانب كادري وقلبه يقرع كالطبول قلقاً على بيرلا عندما وجدها تدخل إلى داخل تجويف الشجرة فابتلع ريقه وأردف ببرود:

"هل ستنجح بلمسه؟"

ارتسمت إبتسامة لطيفة على وجه كادري وأردفت له بهدوء:

"لا تقلق ألفا ستنجح فهي المنشودة"

عقد إيتن حاجبيه وأردف لها باستغراب:

"المنشودة؟"

أومأت كادري بهدوء وأردفت له:

"أجل فقد كانت لدينا في مملكة الجن أسطورة غريبة تحكي بأنه في يوم من الأيام ستخرج فتاة بقلب نقي يشبه قلب ملكتنا الأم إيزورا سيختارها القوس المقدس بنفسه وهي من ستكون حاميته ووريثته الشرعية وهي من ستحكم مملكة الجن ووحدها من سيستطيع إذابة الجليد الذي يحيط بالمملكة ويعيد الإستقرار لها"

توسعت عينا إيتن بصدمة من كلامها فنظرت إليه كادري وأردفت له:

"أظن بأنك فهمت تماماً ما أعنيه بكلامي ألفا هي لا تزال تجهل مكانتها وقدرها الذي ينتظرها لذا عليك حمايتها جيداً وجعلها تستعد ليومها المنتظر فبحصولها على القوس اليوم سيكون قد اقترب الموعد جداً لذا عليها أن تحسن استخدام القوس بأسرع وقت ومن الأفضل لكما إلى أن يحين ذلك الوقت أن تُبقي الأمر سراً عن الجميع فالجميع يعلم بأنها أتت إلي لتأخذ بذرة الخلود وليس قوس إيزورا"

بقي إيتن يحدق بها ببرود وأردف لها بهدوء:

"أعلم جيداً ذلك فمنذ أن أخبرتني بيرلا عن القوس علمت ما ينتظرها إن علمت مملكة الجن بذلك لذا لا تقلقِ سأهتم بذلك بنفسي وسأحمي بيرلا بحياتي ولن أدع مكروهاً يصيبها"

فابتسمت كادري بلطف وأردفت له:

"وهذا ما أنا متأكدة منه ألفا"

وبمجرد أن أنهت حديثها حتى إلتفت الاثنان نحو الشجرة عندما خرج ضوء ساطع من داخلها ..

فابتلع إيتن ريقه بتوتر وعندما سمع صوت شهقة بيرلا ثم تلاها سكون زاد من قلقه وخوفه عليها فلم يشعر بنفسه إلا وهو يناديها ويراقب بترقب خروجها ..

وعندما رآها تخرج وترفع القوس بيدها وهي تكلمهما بفرح أشرق قلبه وبقي يراقبها وهي تسير على الجسر السحري حتى وقفت على الأرض العشبية بجانب البحيرة ..

عندها لم يشعر بنفسه إلا وهو يتقدم منها ويعانقها بقوة إلى صدره فرمشت بيرلا بصدمة من تصرفه عندما غرس وجهها بصدره بعد أن كان غاضباً منها كالجحيم ..

ولكنها عندما سمعت صوت ضربات قلبه السريعة أحاطت بظهره وربتت عليه بلطف وأردفت له بلطف:

"اهدأ أنا بخير"

ارتسمت إبتسامة على وجه بيرلا وهي تشعر بتنفسه السريع وهو يغرس وجهه بشعرها ويحيط بجسدها بقوة أكبر ..

كانت تعلم بأنه لا يزال غاضباً منها ولكنه في نفس الوقت لم يستطع مقاومة عناقها من شدة قلقه عليها ..

فمسحت على ظهره وهمست له مجدداً:

"إيتن اهدأ أنا حقاً بخير .. إيتن"

أنهت كلامها وهي تبعد رأسها عنه وتبتسم له بلطف فتنهد بخفة وهو يبتعد عنها مجبراً عندما سمع صوت كادري تردف لبيرلا بهدوء:

"أحسنت بيرلا الآن بات قوس إيزورا ملكاً لك لذا احرصي على استخدامه جيداً واستعملي قوته في الخير وانتبهِ من الآن فصاعداً فقد بات مسؤلية حيازته على عاتقك"

ابتعدت بيرلا عن إيتن وهي تبتسم بخفة وتتمسك بالقوس جيداً ثم أردفت لها:

"أعدك بأنني سأحسن استخدامه جيداً"

فأومأت كادري وأردفت لهما بهدوء:

"وأنا أثق بذلك ولكن أريد تنبيهكما لأمر مهم وهو أنه بما أنك ابتلعت بذرة الخلود وأنت بشرية ولست من مخلوقات هذا العالم فأظن بأنك ستنامين لساعات طويلة وبعمق حتى تأخذ الحبة مفعولها على جسدك لذا لا تقلق ألفا عليها فهي ستكون بخير وهذا أمر طبيعي"

أومأ إيتن بخفة رغم ضيقه بأنها لم تخبرهما من البداية ..

بأن للبذرة تأثيرات جانبية ..

__________________

مضى الوقت وإيتن وبيرلا يسيران في الغابة بعد أن فضلت بيرلا السير عندما رأت عبوس وجهه ..

كانت تعلم بأنه لا يزال غاضباً منها بسبب ما حدث في الكهف ورغم حبه لها إلا أن كبرياءه منعه من التكلم معها ..

وينتظرها لتعتذر منه ..

وكأنها ستفعل!! ..

حدثت بذلك نفسها وهي تسير خلفه وهي تسمع شتمه الهامس وعندما إلتمعت فكرة ماكرة برأسها ضيقت عينيها وهي تحدق بظهره ثم زادت سرعتها بشكل خفيف حتى لا يشك بها ..

وعندما واكبته في السير نظرت إليه بطرف عينيها وأردفت له ببرود:

"ألم يملّ العملاق الغاضب من الشتم بعد؟"

رفع إيتن حاجبيه بعضب وهو يحدق بها بحدة ثم أردف لها ببرود:

"أظن بأنك تعلمين سبب غضب العملاق ملاكي"

أنهى كلامه وهو يضيق عينيه عليها ظناً منه بأنها ستبدأ بالإعتذار منه ولكنه تفاجأ بها ترفع كتفيها بلا مبالاة وهي تهمس لنفسها:

"لا بأس على راحك"

توقف إيتن بصدمة من تصرفها الغريب والغير مبالي به والذي يراه لأول مرة منها ومن دون أن يشعر أردف بصدمة وغضب:

"على راحتك هكذا فحسب!!"

توقفت بيرلا عن السير واستدارت نحوه عندما سمعت كلماته فنظرت نحوه ببرود وأردفت له:

"وماذا تريد أن أفعل لك أكثر من ذلك أن أعتذر مثلاً؟!"

ازداد غضب إيتن من برودها معه وأردف لها بغضب مكتوم:

"هذا أقل ما تفعلينه بعد ما حدث في الكهف عزيزتي"

رفعت بيرلا حاجبيها بعضب وأردفت له وهي تضع يديها على خصرها:

"حقاً أقل ما أفعل ليس وكأن الخطأ كان خطئي حتى أعتذر أم أن غيرتك أثرت على عينيك ولم تستطع رؤية خطئك سيد إيتن المغرور"

"بيرلا توقفِ واللعنة أنت تعلمين جيداً بأنني أتحسس من هذا الأمر ولكنك فعلته أمامي وليس ذلك فحسب بل شتمتني وصرخت بوجهي بسبب ذلك القط اللعين"

هتف إيتن بغضب من كلامها وشراستها ضده ولكنه لم يعلم بأن ما يغضبها ويجعلها باردة معه كونها لا تزال تشعر بالغيرة عليه ..

وعندما وجدته غضب عليها من نفس السبب زاد من غضبها وسخطها ..

ليس وكأن الغيرة تحق له وحده !!..

فزادت نظراتها اشتعالاً وهي تحدق به بغضب وبمجرد أن أنهى كلامه حتى هتفت له بحدة:

"وأنت قلتها إنه قط قط فقط وليس رجلاً أنا لم ألاطف رجلاً أمامك حتى تغضب مني وتصرخ بي"

"بيرلا!!"

هتف إيتن بجنون وصدمة من كلامها فهتفت له بقوة وجنون أكبر:

"اللعنة على بيرلا توقف إيتن عن الجنون أنا لم أرتكب جريمة من لمسي للقط ولا تحاول الصراخ بي وإخافتي لأنني لم أعد تلك الطفلة الحمقاء التي تسيّرها كيف تشاء ولن أخاف منك مهما فعلت"

صمتت تبتلع ريقها وهي تراه يوسع عينيه بصدمة منها عندما أكملت له بحدة وجنون وهي تحرك يديها بعشوائية وغضب:

"أجل لن أخافك ولم أعد أحتمل غيرتك العمياء هذه غيرتك من الرجال تفهمتها وتوعدك بقتل جيك والجلاد تفهمته وحتى غيرتك من الأطفال تفهمتها وقلت بأنها بسبب حبك لي ولكنه قط إيتن ..إنه قط حيوان .. حيوان لاعبته لثوان عديدة لم أحبه ولم أختاره عليك المشكلة ليست بي وإنما معك لأنك بمجرد أن أقترب من أحد أجدك تشعر بالضيق والغضب وتريد أن تحتكرني لنفسك فقط صحيح بأنني عذرتك من قبل بسبب حبك لي ولكن اليوم كدت تتسبب بقتال ليس له داعٍ له بسبب غيرتك الغبية وأنا لم أعد أحتمل ذلك واللعنة لست الوحيد الذي يغار هنا ولست الوحيد الذي يعشق وأنا كذلك أفعل ولكنني متعقلة أكثر منك لو أنني مثلك لكنت حطمت القصر على رأسك بمجرد رؤيتك مع أي امرأة تأتي إلى القطيع وتقف معك بحجة الاجتماعات اللعينة"

رمش إيتن بذهول من كلامها الذي لم يتوقعه على الرغم من ذلك فهو لم يتوقعها تشعر بالغيرة بل فقط ظنها غاضبة من غيرته وتقارنه بها بشكل عرضي ..

فوجدها تعقد حاجبيها بإستياء وهي تحدق به للحظات ثم هتفت بضيق وغضب:

"انظر رغم أنني لم أرغب بأن أصرخ بوجهك وافتعال مشكلة ولكن كلامك وتصرفك في الكهف هو الذي جعلني أصاب بالجنون لقد كاد داسكو يهاجمك وكدت تتأذى لولا إيقافي له وكل ذلك بسبب غيرتك توقف عن التصرف بهمجية هكذا فأنت تخنقني بتملكك هكذا أخبرتك بأنني أحبك وأنني سأبقى زوجتك وحبيبتك للأبد ولا أريد إحزانك ولكن تصرفاتك هي من جبرتني على الكلام هكذا معك لذا لا تؤاخذني على ذلك لأنني لم أعد أحتمل أن تبعدني عن أي شخص كان امراة أو طفل فقط بدافع تملكك "

صمتت تتنفس بتبعثر وهي ترى نظراته رقت وبدا الندم ظاهراً على وجهه فابتلع ريقه بتوتر عندما أحسّ بخطئه حقاً وأنه هو الذي ضخم الأمر منذ للبداية فاقترب منها وهو يردف لها بهدوء وملامحه عابسة:

"آسف ملاكي ولكن هذا الأمر غريزي يحدث داخلي بمجرد أن أراك بجانب أحد غيري أصاب بالغضب والغيرة الأمر ليس بيدي"

رمشت بيرلا وهي تحدق به بصدمة عندما لم تجده يخبرها بعد كل الكلام الذي قالته له بأنه سيتحكم بغيرته ولو حتى قليلاً عندها طالعته بصدمة وغضب قبل أن تردف له بأول شيء خطر ببالها:

"أمر غريزي حقاً هل أعد ذلك تحذيراً منك حتى لا أقترب من أحد حتى لا تقتله؟! يا إلهي!! لا أصدق!! إيتن ماذا عن أطفالنا في المستقبل؟ ألم تقل لي صباحاً بأنك تريد أطفالاً؟ لا تقل لي بأنك لن تسمح لي بالإقتراب من أطفالي!"


توسعت عينا إيتن بصدمة من كلامها الذي لم يخطر بباله للحظة وعندما وجدها تتراجع عنه وهي تهتف له أمسك كتفيها وأردف له محاولاً تهدئتها:

"اهدئي ملاكي أنا .."

"أنت ماذا واللعنة!! إيتن ألن تسمح لي بالإقتراب من أطفالي وعناقهم وتقبيلهم ولمسهم كأي أم في العالم؟ هل ستبعدني عنهم بسبب تملكك هذا؟ هل ستحرمني منهم؟"

قاطعته بيرلا بصدمة ممزوجة بغضب وهي تضربه على صدره فسحبها إيتن إلى صدره بقوة لشل حركتها وهو يقبلها لإيقاف نوبة جنونها واسكاتها..

وعندما استكانت بين ذراعيه ابتعد عنها وهو يردف لها بهدوء ويحدق بعيونها المترقبة والتي لا تزال غير راضية:

"اهدئي ملاكي من المستحيل أن أبعدك عنهم وأحرمك منهم حبيبتي فهم جزء منك ولست مجنوناً إلى هذه الدرجة حتى أغار من أطفالي"

فتنهدت بيرلا براحة داخلياً عندما سمعت كلماته وهدأ غضبها مما جعل إيتن يبتسم بخفة عندما نجح بتهدئتها بينما سمع فوكسارد يردف له بسخرية:

《صدقتك حقاً أيها المعتوه الغيور أكاد أجزم بأنك لن تحتمل رؤيتها تقبل جراءنا والذكور خاصة وتلاعبهم أمامك وتتركك وحيداً》

فابتسم إيتن بخبث داخله وأردف له بسخرية:

《حقاً أيها الماكر الغيور لا تخبرني بأنك لن تفعل ذلك أيضاً فأنا لا أزال أشعر بغضبك من ملاعبة ملاكي لذلك القط اللعين 》

شتم فوكسارد إيتن بغضب مما جعل إبتسامة ساخرة ترتسم على وجه إيتن وهو يراقب بيرلا تحدق به بعيون غير مقتنعة ومترقبة لما يحدث معه عندما أحست به يكلم ذئبه فمسح على وجنتها بلطف وأردف لها بهدوء:

"لا بأس ملاكي أعتذر منك بسبب حماقتي اليوم صحيح بأنني لن أعدك بإيقاف غيرتي نهائياً فأنا لا أستطيع لأنها أمر غريزي ولكن سأكبحها من أجلك حتى لا تحزني لذا اهدئي لن يحدث ذلك مجدداً وسأحاول قدر الإمكان قمع غريزتي حتى لا يتكرر الأمر مجدداً"

فابتسمت بيرلا له بوسع وغرست رأسها بصدره وهي تردف له براحة وسعادة:

"أنت الأفضل إيتن على الإطلاق أحبك بشدة وأنا أسفة لأنني صرخت بوجهك وشتمتك .. أحبك"

فهمهم إيتن براحة بعد أن زال غضبه بالكامل وهو يحيط بجسدها ويستنشق رائحتها الأخاذة ويشعر بها تتنهد بخفة وهي تتمسك به فأحنى رأسه نحوها وهمس لها بأذنها:

"وأنا هائم بعشقك ملاكي ولن أغضبك مجدداً أعدك"

ثم ابتسم لها بخبث وهو يراها تنظر إليه بعيون ملتمعة وأكمل:

"ولكنني سأحب حقاً رؤيتك ماذا ستفعلين عندما تغارين علي؟ هل حقاً زوجتي الجميلة ستحطم القصر على رأسي أم لا؟"

فابتسمت بيرلا له بحب ثم أردفت له بصوت لطيف:

"لا أعلم ماذا سأفعل بالتحديد ولكن سترى ماذا سأفعل إن وجدت الأمر يستحق إظهار غيرتي أمام الجميع عملاقي الوسيم"

رفع إيتن أحد حاجبيه ليردف بدهشة:

"إن وجدت الأمر يستحق!"

فأومأت بيرلا وهي تعدل يديها على صدره ثم أردفت له بصوت واثق:

"أجل فلما علي أن أغضب وأصرخ بوجهك عند أي امرأة أراها معك وأنا أعلم بأنك تحبني أنا دوناً عن غيري صحيح بأنني سأنزعج ولكن ليس لدرجة أن أفتعل مشكلة معك وأغضبك بسبب امرأة لا تراها من الأصل ولكن إن رأيت في المستقبل امرأة حاولت الإقتراب منك بشكل مباشر عندها سأريها من تكون بيرلا هميسورث وسأجعلها تندم على النظر إلى عملاقي الوسيم هل عرفت الآن ما قصدت بكلامي سيد إيتن هميسورث؟"

أنهت كلامها بجدية وعينيها تلتمع بالغيرة الواضحة التي جعلت إيتن يحدق بها بدهشة إلا أن قلبه رقص فرحاً لكلماتها والتي أرضت غروره بشكل ما عندما وجدها جادة مثله تماماً ..

فابتسم بحب لها وأردف بمرح وهو يحيط بوجهها بين يديه:

"رغم أنني أكره أن نتشاجر معاً إلا أنني سأحب رؤيتك تفعلين ذلك أمام الجميع زوجتي الشرسة"

فابتسمت بيرلا له بشقاوة وأردفت له بمرح:

"سترى ماذا سأفعل حينها زوجي الوسيم"

فازدادت إبتسامة إيتن على كلماتها والتمعت عيناه بالعشق فانحنى والتقط شفتيها بقبلة محبة متملكة ولم يفصل القبلة حتى شعر باختفاء أنفاس بيرلا وعندما ابتعد عنها وجدها تعقد حاجبيها وهي لا تزال مغمضة العينين وتتنفس بتبعثر ..

ففتحت بيرلا عينيها وهي تشعر بالخدر تسلل فجأة إلى  جسدها وعندما حدقت بإيتن وجدت نفسها تشعر بالدوار فتمسكت به وهي ترمش محاولة مقاومة الدوار الذي داهمها ..

"ملاكي هل أنت بخير؟"

أردف إيتن بقلق عندما وجد وجهها قد شحب وشعر بإرتجاف جسدها وضعفه وعندما حاولت بيرلا رفع عينيها مجدداً نحوه لم تشعر سوى بعينيها تنغلق تلقائياً وتغرق في الظلام ..

فالتقط إيتن جسدها بسرعة وضمها نحو صدره أكثر وهو يوسع عينيه بقلق عندما وجدها تفقد الوعي بين ذراعيه ..

فشتم بين أنفاسه وحمل بيرلا بين ذراعيه وهو يراقب بتوتر ملامحها ودقات قلبها الرتيبة وكأنها غطت في نوم عميق ولم تفقد الوعي ..

عندها تذكر كلمات كادري وعلم بأن ما حدث لها الآن بسبب تأثير بذرة الخلود ..

وأنها بدأت تأخذ مفعولها عليها .
_________________


كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

بقوة بيرلا إلي أظهرتها ..

وعلاقة بيرلا وإيتن ..

وشجارهم منشان غيرة إيتن الجنونية هل عنجد حيبطل غيرة ولا فقط كلام لا أكثر😂😂

البارت الي بعده رح نزلو فوراً بعد ما حط الصور للبارت لهيك ما حتنتظروا أبداً 👍👍

Continue Reading

You'll Also Like

43.2K 3K 14
ببساطة كل شئ متعلق بك انت... _____________________________ كل الحقوق محفوظة لي© البداية: 28/1/2017 النهاية: 20/5/2017
6.9M 444K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
130K 7K 24
عندما تحقق فيوليت حلمها بدخول اكاديمية احلامها لتجد نفسها رفيقة لاقوى و أخطر طالب في الاكاديمية لم تكن مفاجأتها انها سوف تحصل على رفيق اقوى من صدمته...
64.1K 4.3K 16
جمـعتُ كل تلك الوعود في عُلبة صغيره..كُل تلك الوعود التي اخلف بِها،احببتُ عندما يهمس لي "أعِدُكِ!"ولكن في المره القادمة عندما يهمس بها،سأكون على ثقة...