ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red Moon

5

نبضات قلبها كانت تتسارع مع كل خطوة يخطوها الذئب منها ..

ورغم ارتجاف جسدها وخوفها الشديد منه إلا أنها بقيت مكانها ولم تصرخ وتهرب راكضة ..

كانت تعلم بأنها في تلك الحالة ستخيف الذئب وستدفعه لقتلها ظناً منه أنها تحاول إيذاءه ..

لم تكن بيرلا من الفتيات التي تخاف من الحيوانات مهما كانت ..

فبسبب موقع منزلها جعلها تشاهد الكثير من الذئاب والدببة والكائنات الأخرى ..

ورغم ذلك لم تستطع أن تمنع الخوف من الزحف لقلبها بسبب كِبَر حجم هذا الذئب وضخامته عكس ما كانت تراه منذ طفولتها في عالمها ..

غير المرة الفائتة التي رأته فيها يحاول مهاجمتها وكان السبب بسقوطها في البحيرة ..

وظهوره الذي ذكرها بذلك اليوم المشؤوم ..

تنفسها اضطرب وهي تراه يقف أمامها ويحدق بها بهدوء وعيونه الصفراء تنظر لعينيها بشكل غريب ..

ابتلعت ريقها الذي جفّ من الخوف وهي لا تجرؤ حتى على تحريك إصبعها وهي ترى رأسه أصبح مقابلها ولا يبعد عنها الكثير ..

وعندما فتح فكه أمامها أغمضت عينيها بسرعة وهي تدير رأسها جانباً وتنكمش على نفسها بشدة بينما بالكاد تمنع صوت صراخها من الظهور بعد أن عضت شفتها بقوة ..

إلا أنها لم ترى نظرات الذئب المتألمة التي تناظرها بهدوء واهتمام ..

فقد كان فوكسارد يريد التقرب من رفيقته بعد أن شعر بها بجانب البحيرة ..

أصرّ على رؤيتها وتجاهل كل محاولات إيتن بأخذ السيطرة والعودة لشكله البشري بعد أن اشتمّ رائحتها فجأة ..

لذلك بمجرد أن إلتقط رائحتها حتى هرول مسرعاً نحوها ثم راقبها تغمض عينيها وتسترخي كالملاك الحزين ..

كان يتألم لألمها ويتألم من بُعدها عنه ..

ولكنه لم ينتبه لنفسه إلا وهو يكشف مكان اختبائه بعد أن دهس على أغصان يابسة بالخطأ ..

لهذا تردد بالظهور بداية ولكن بعد أن سمع صوتها الناعم خفق قلبه بقوة وتجرّأ وخرج أمامها ..

ابتلع فوكسارد زمجرة حزينة كادت تخرج من فكه بسبب خوفه عليها بينما قرّب وجهه منها حتى باتت أنفاسه تلامس وجنتها فانكمشت أكثر ..

انتظرت عدة ثوان وهي تشعر بأنفاسه تلهب وجهها بسبب حرارتها فابتلعت ريقها وهي تشجع نفسها ..