دعنى اضمد جراحك الجزء الاول...

By AyaMostaffa

5.5K 156 7

دعنى اضمد جراحك More

الفصل الاول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والعاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر والاخير
الخاتمة
الفصل الثانى عشر

الفصل الثانى

442 14 0
By AyaMostaffa

الفصل الثاني
جلس شاب في الثلاثينات من عمره في إحدى شركاته مطرق الرأس بشرود .....ثم لم يلبث أن رفع رأسه حين سمع احد موظفيه يتنحنح  قائلا :
_ أتفضل يا فندم ، الورق فيه كل اللي حضرتك طلبته .
أسرع الشاب في إلتقاط الأوراق ثم صرف الموظف بهدوء ...بدأ بفتح الأوراق وهو يلتهم السطور بسرعة إلى أن أنتهى .....لتبقى ابتسامة خبيثة تتلألأ على زاوية شفتيه...
تمطأ في جلسته قائلا لنفسه بشرود :
_ ياااه .....اخيرا .
إنمحت فجأة الابتسامة التي كانت تزيت شفته وهو يعود بذاكرته إلى ماضي .....إلى ماضي تألم فيه يتذكر صورة لوالده الحبيب ....وهو مسجى على الأرض غارقا في دمائه .....
يتذكر عينان لطالما لاحقته في كوابيسه لسنوات طويلة .....
إنتفض من ذكرياته عندما أوصلته إلى تلك العينان الدمويتان التي لا تعرف معنى الرحمة في قاموسهما .
............................................................................................................. جلسا على شاطئ البحر بهدوء بعدما سارا لمدة طويلة ..... إلتفت مؤيد ينظر لها مطولا ....
شرد بذاكرته بعيدا ....إلى سنوات دراسته في الجامعة ....حينها قابل مرام كانت أول حب له في حياته ولم يدخل بعدها قلبه ....لم يكن حاله كما هو عليه عليه الآن بل كان مليء بالجد والتفاؤل لاستكمال أحلامه ....ولكنها دمرته فقضت على كل شيء جميل .....وفى النهاية أسدلت الستار على حياتها ....بشكل مؤسف ....لم يستطع وقتها استكمال دراسته الجامعية ...فقام بالسفر للخارج وأكمل دراسته هناك .....وعاد بالرغم من عدم رغبته في ذلك ......
عاد شخص غير الذي خرج من تلك البلد عاد غريبا عن نفسه .... سهرات وحفلات ....فتيات ومقابلات ....وخمور .
وبرغم معرفته أن ما يفعله خاطئ ويدمر حياته بالبطيء .....إلا أنه يفعله .
لا يعلم هل ستستمر حياته على نفس المنوال ... ...أم ستتغير ....
هو يشعر بل متأكد أن حياته موحلة ويكاد يموت مللاً منها ولكنه كالساقط في هوة لا يجد منقذا له .. إذا فليغرق براحة وسلام .
إلتفت لها قائلا والتسلية تلمع بعيناه :
_ بتبصيلى كده ليه ؟
ردت شذى مبتسمة :
_ عجبنى ....عندك إعتراض .
رد بشبه ابتسامة على شفته :
_ عارف دى سيبك منى وكلميني عن نفسك شوية .
ردت شذى بضحكة رقيقة :
_ أنا شذى محمود عثمان ....بنت المحامى المشهور محمود عثمان .....خريجة إدارة أعمال .....جاية اقضي إجازة مع بابي ومامي .....شوفت كمية الملل .
كلمني انت شوية عن مؤيد .
رد مؤيد بهدوء :
_ أنا ياستى مؤيد عبد الرحمن الراجحي......أنا بشتغل في شركة الراجحي للمقولات وهى دى حياتى .. اللى برضوا مملة .
شذى :
_ واو هندسة لا أنا كده مش هستحمل كل ده ههههههه متعرفش أنى من أحلامي أنى ارتبط بمهندس وخاصة لما وسيم وحليوة كده زيك وغمزت له برقة ..
ليصمت مؤيد وهو يتطلع إلى البحر أمامه بوجوم ....كل ما قالته صحيح ولكن ليست هي مقومات السعادة في هذه الحياة .....هو لديه المال والجاذبية كما قالت ولكن كل ذلك لا يرضيه ......قد يكون مريضا ولكن هذا هو الشعور المسيطر عليه دائما عدم الرضى ....
في قلبه جرح عميق ينزف كل يوم دائما يإستمرار دون أن يلاقى من يداويه.
تأملته شذى وهو شارد تشعر وكأنه شخص تحيطه هالة من الغرابة والغموض......يمتلك قدر كبير من الوسامة والجاذبية ولكن لما شروده .
أستفاق من شروده على نظراتها له .... نظرات غريبة ولكنه لم يهتم ولم يحاول قرأتها.
احمر وجه شذى خجلا وهى لا تعرف سره تحديقها به مطولا !!
أدارت شذى وجهها عنه ولم تتحدث ليقول مؤيد :
_ يلا عشان أروحك ......الوقت أتأخر .
بعد مدة وقفا متجاوران أمام منزلها ......بعد أن كان الصمت يغلفهما طوال الطريق شذى:
_ كان يوم جميل .
لم يرد مؤيد والتزم الصمت لتكمل شذى:
_ شكل اليوم معجبكش معايا.
قال مؤيد :شذى أنا مضطر أمشي دلوقتى .....سلام
ردت شذى بخفوت :
_ سلام
كاد مؤيد أن يغادر ولكنه التفت إليها سريعا وجذب منها هاتفها وقام بتبادل الأرقام ....ثم مده لها قائلا :أنا سجلت رقمي عندك ....في أي وقت تحتاجيني اتصلي
شذى:
_ مؤيد إحنا هنتقابل تاني .......صح ؟
أومأ مؤيد برأسه وهو يلتفت ليغادر 

دلفت شذى إلى غرفتها وعلامات الاستغراب بادية على وجهها .. ارتمت على السرير ....لتنظر إلى السقف بشرود وتتسائل .
هل هذا هو مؤيد الذي كانت تسمع عنه الأساطير ؟؟
هل هذا من أوقع الكثير من الفتيات في شباكه ؟؟؟
هل هذا هو الشخص الذي تحاول الانتقام منه؟؟
أتتراجع عن الانتقام وتتركه وشأنه ؟
أسرعت شذى تهز رأسها بعنف والأفكار تعصف بعقلها.....ما الذي تفكرين به ، لابد أنها إحدى الطرق التي يستدرج بها الفتيات .....كيف تفكرين ألا تنتقمي منه؟؟....
هل نسيت رفيقتك وصديقة عمرك لمجرد انه يحاول أن يخدعك .....ويوهمك بالحزن العميق الذي يظهر في عينه بمجرد شروده اخرج شذى من تفكيرها صوت هاتفها فالتقطته لترى من المتصل .....تصلبت جميع عضلات جسدها ما أن اطلعت على اسم المتصل.....ولكنها سارعت في الرد:
_ أزيك يا حسام .
جائها صوت حسام حازما :تمام ......قوليلى عملتي إيه مع مؤيد .
أجابته شذى:
_ أنا ماشية على الخطة اللي اتفقنا عليها .
قال حسام بتحزير :
_ تمام ....شذى مش هنبهك متتأخريش بره مع مؤيد تانى .......فاهمة
قالت شذى بقنوط :حاضر .....سلام .
حسام :سلام
ألقت شذى هاتفها على السرير وهى تشعر بالعجز الشديد ..
لماذا لا يبادلها الحب ؟؟
لماذا يؤلمها ويجرحها بهذي الطريقة ؟؟
عندما طلب مساعدتها في الانتقام من مؤيد ....لم ترفض بل وافقت على الفور ......لأنها تريد الانتقام لصديقتها في البداية ولأنها تريد أن تكون بجواره ......
هو يعلم تماما أنها تكن له الحب الشديد ... بالرغم أنها لم تفصح عن حبها له ...ولكنه يتظاهر بعدم معرفته .
جراح لم تلتئم ... ولا يبدوا أنها ستلتئم 
جرحا عميق في قلبها ....يسيل منه الدماء بغزارة ...
إلى متى ستتحمل جراحها ...وتقاومها ؟
.............................................................................................................
غادر مؤيد وهو لا يعلم لماذا تذكره شذى بمرام .....كلما نظر إليها أو تحدث معها شعر أن هناك شيء من مرام بها.....شيء يجهله أو يحاول أن لا يعرفه.
توقف بتفكيره عند اسمها ......
مرام اكبر مخادعة في حياته ... اكبر كذبه عاشها .....
أول من استغلته بتلك الهالة من البراءة المزيفة
شعر بضيق صدره كلما تذكرها .....تلك الأفعى لا تريد الخروج من عقله رغم موتها منذ زمن بعيد .....إلا أن عقله يأب أن ينساها ويخرجها منه
التقط هاتفه واتصل بأقرب صديق له 
قال مؤيد :
_ ازيك يا حسام ....أخبارك إيه
أجابه حسام :
_ تمام يا مؤيد .....مش هتيجى إحنا سهرا نين سهرة تجنن في الشاليه بتاعي
جائه رد مؤيد سريعا :
_ نص ساعة وأكون عندكوا
بعد فترة كان قد وصل ... دخل معلقا بصوت عال جذاب ضاحكا :
_ اليوم خمور ونساء يا أصحاب الخير كله
بحث بعينه عن حسام إلى أن وجده يقف بعيدا ممسكا بكأس من الشراب
فإتجه إليه مؤيد قائلا :
_ أديني كاس .
ناوله حسام كأس وظل على هذا الحال لساعات يشرب ويشرب ....وهو لا يشعر بما حوله 
قال حسام أخيرا بهدوء :كفاية يا مؤيد هتتعب  .
اجابه مؤيد بصوتا ثمل :
_ ادينى كاس كمان أنا تعبان لوحدي......خليني أنسى .
إعترض حسام :
_ لا خلاص .......يلا يا مؤيد اطلع نام فوق مش هتقدر تسوق وأنتَ في الحالة دى .
وحينها لم يستطع مؤيد الاعتراض فقد كان في عالم آخر .
.................................................................................................................
استيقظ مؤيد وهو يشعر بصداع شديد اجتاح كل عقله....فإلتفت حوله يحاول معرفة أين هو......واخيرا استطاع في النهاية التذكر انه في شاليه رفيقة حسام  حاول النهوض عدّة مرات إلى أن استطاع أخيرا الوقوف على قدمه .....
خرج من الغرفة باحثا عن حسام إلى أن وجده في الحديقة .....فارتمى على اقرب مقعد بجواره .
قال حسام :
_ واضح انك تعبان .
أجابه مؤيد :
_ جدا ....عندك حاجة قوية للصداع
قام حسام من مجلسه بهدوء وقبل أن يغادر التفت لمؤيد قائلا :
_ هجيبلك برشام للصداع و قهوة تظبطلك دماغك .
أومأ له مؤيد بضعف وجلس منتظر إياه إلى أن عاد حسام وفى يده حبتان مسكن وفى الأخرى كوب كبير من القهوة .
ناوله حسام الدواء وقال :
_ اتفضل .
تناول مؤيد الدواء وبدا بشرب القهوة علها تخفف من ذلك الصداع القوى .....بينما اخرج حسام من جيبه هاتف مؤيد ومده إليه قائلا :
_ خمس مكالمات من والدك .
رفع مؤيد إحدى حاجبيه تعجبا لماذا يريده والده ؟
قام مؤيد باتصال بوالده وما إن فتح والده الخط حتى بدا في الصراخ عليه والده :
_ انت مش نافع في حاجة خالص .
حاول مؤيد الفهم :
_ بابا في إيه ليه الزعيق ده كله
والده :
_ عشان أنا مخلف واحد فاشل 
صمت مؤيد ولم يرد بينما تابع والده :
_ قولى انت جاى ليه شرم.....مش عشان الفوج الاجنبى ....ليه موقعتش معاهم العقود .
مؤيد :بابا.....الشروط مش عجبانى
صرخ والده :
_ أنا مش قولتلك توقع معاهم العقود 
حاول مؤيد الاعتراض :
بابا......أنا مش طفل صغير ... أنا مش عجبانى الشروط
صرخ والده مجددا :
_ أنا غلطان لما اعتمدت على حيطه مايلة .....انت مش عارف أن احنا محتاجين صفقة زى الصفقة الأجنبية......بعد الخسارة اللي كنت انت السبب فيها .
صمت والده وصمت مؤيد فماذا يقول ....انه هو سبب فى خسارة الشركة لأموال طائلة بسببه....وبسبب إهماله
قال والده بتهديد :
_ مؤيد في خلال أربعة وعشرين ساعة لو مكنتش قدامى....هوقف الفيزا والفلوس اللي في البنك والعربية هتتسحب .....ومش هيبقى ليك شغل عندي سامع .
ولم ينتظر رده بل أغلق الخط مؤيد :
_ واضح إني لازم أسافر 
رد حسام :
_ خلاص نشوف أول طيارة للقاهرة ونسافر
مؤيد :
_ لأ خلاص خليك انت وأنا هسافر
حسام:
_ انت بتقول إيه إحنا أصحاب ......نبقى نعوضها المرة الجاية
قال مؤيد باستسلام :
_ تمام..... احجز انت وأنا هروح ألم هدومى .
حسام :
_ ماشى .
غادر مؤيد ليظلم وجه حسام قائلا لنفسه:
_ استني يا مؤيد طول ما أنا معاك مش هوريك الخير
......................................................................................................
كان يجلس في غرفته شاردا بكلام خاله ..... لقد عرض عليه خاله فرصة عمل ذهبية يتمناها اى احد  لقد عرض عليه السفر إلى ألمانيا والعمل في شركه كبيرة هناك بمرتب كبير وفي مجال تخصصه في الهندسة الميكانيكية ........
نعم كان حلمه مثل اى حلم شاب يريد أن يشق طريقه في هذه الحياة ........ويحقق أحلامه .......ولكنه لم يستطع منذ تخرجه أن يعمل في مجاله سوى مرة واحده  كانت تلك المرة هي نقطة يكرهها بشده .
فقد كانت الشركة التي يعمل بها يملؤها الرشاوى .....التي لم يكن يستطيع تقديمها ولم يكن يريد .
لم يستطع الاستمرار في تلك الشركة ....فقدم استقالته على الفور ولكن الآن سيستطيع استكمال أحلامه ..... ورفع مستوى معيشتهم ... لذا سيصلى استخاره .....وليفعل ما سيسره الله له
............................................................................................................. اجتمع جميع أفراد العائلة على الغداء.......كما هي عادتهم ....كان الصمت يعمهم .....فلم يحاول احد قطع هذا الصمت الكئيب .....
الجميع يسلط أنظاره تجاه سيف....ينتظرون رده ......وهو لا يوجد على وجهه اى إمارات الرفض أو القبول .....
يجلس وكأن الأمر لا يعنيه بينما يجلس الجميع على أحر من الجمر ....منتظرين رده
بعدما انتهاء الغداء ......حانت أخيرا اللحظة التي سيعلن بها قراره
فقال والده :
_ سيف أظن انك فكرت كويس ....ها ردك إيه
أجابه سيف بهدوء :
_ بابا ......أنا موافق 
رد والده بهدوء:
_ ربنا يوفقك ....وأنا هروح اتصل بخالك عشان يجهز إجراءات السفر .....
ثم التفت مغادرا ليلتفت سيف لامه التي بدأت تدمع عيناها فقال بحنو :
ليه العياط يا ماما........هو انتوا مش هتشفونى تانى ولا إيه ....إن شاء الله هنزل إجازات .
والدته :
_ يابنى انت رايح بلد بعيدة وغريبة ......ازاى مش عايزنى أخاف عليك
رد سيف بمرح:
_ اوعى تكوني خايفة عليا من الفتنه يا سوسو .....متخافيش انت اللي في القلب مفيش حد هياخد مكانك متخافيش .
والدته :
_ سيف أنا بتكلم بجد
قاطعها سيف :
_ أمي أنا عارف انتى خايفة ليه .... متخافيش صاحب الشركة اللي هشتغل فيه مصري ... وأنا لازم اتعب عشان أوصل لحاجة كويسة ولا إيه ؟
ردت والدته بقنوط :
ربنا يوفقك .....
سيف:
ادعيلى يا أمي
عاد والده وهو ممسك بهاتفه ليقول :
سيف......خلال يومين هيكون كل حاجة جاهزة وتسافر 
والدته :
ليه يا حسن السرعة دى 
حسن :
صاحب الشركة مستعجل .....وعايزه يكون جنبه علشان يساعده
سيف:ماشى
والتفت مغادرا وهو يشعر بالالم يعتصر قلبه......لايريد مفارقة عائلته ......ولكن ما الحل ففى بلاده تموت الاحلام.......ولتحقيق احلامه لابد من السفر للخارج .
وقف امام باب غرفة اخته حزينا .......يستمع الى صوت بكائها لا يستطيع مواساتها الان .....فهو يريد من يواسيه .....فهو من سيرحل ويترك بلده التى تربى وعاش بها واهله الغاليين على قلبه .........فغادر بصمت
................................................................................................... 
بعد بكاء طويل سمعت صوت هاتفها ..... فالتقطته لتطلع الى اسم المتصل فتجدها صديقتها المقربة  ميساء ......
تأوهت بخفوت إنها تحتاجها الان ، فميساء هى بلسم للجروح.......هى الزهرة المتفائله المبتسمة ..... دائما ما تشعرها ان الحياة بها امل .
فردت بسرعة :
ميساء وحشانى .
ردت ميساء ضاحكة:
وانت كمان وحشانى اوى ....عملت ايه فى الامتحانات
أجابتها زهور :
الحمدلله .....حليت كويس
ميساء:
ينفع اجى اتطفل عليكوا شوية ......لو سيف مش موجود طبعا
ردت زهور  :متخفيش مش موجود..... تعالى بسرعة محتجاكى اوى
ميساء :
_ 10دقائق واكون عندك
أغلقت الخط مع ميساء وهى تشعر بالسرور والفرحة يتسللان الى قلبها .
ميساء هى جارتها وصديقتها المقربة ..... تكبرها بثلاث سنوات .......تشعر دائما بأنها الرفيقة والاخت الكبرى  رغم الالام التى تتحملها من زوجة ابيها ......الاانها دائما ما تضحك ......وتزيل هموم الاخرين .
مضت بضع دقائق وهى تنتظرها بشوق ....الى ان دق الباب اخيرا .......يعلن وصولها .....فأسرعت بفتح الباب بلهفه وما إن ظهرت امامها حتى ارتمت تعانقها بحرارة ميساء ضاحكة :
براحة شوية هتخنقينى
زهور :
احسن تستهلى ........علشان بقالك فترة طويلة مبتجيش
ميساء:
أنت عارفة الشغل فى المستشفى ....والبيت ومرات بابا ......وبعدين انا سيبتك علشان تذاكرى وتجيبى تقدير 
زهور :ماشى يا ستى سماح المرادى
ميساء:هو احنا هنفضل نتكلم على السلم كده كتير
زهور :اتفضلى ......انا تسيت خالص وبعدين البيت بيتك
جلستا متجاورتان على سرير زهور........ بعدما قصت لها زهور سفر سيف.........وحزنها لانه سيفارقها
ميساء بهدوء:متغطيش عليه سبيه يعمل اللى هو عايزه ...خليه يعتمد على نفسه وينجح فى حياته ......واكملت بمرح هو انتى صغير ة علشان عايزة اخوكى
صمتت زهور وهى تفكر فى كلماتها .....لديها كل الحق....لابد من ان يبنى نفسه ليحقق احلامه وطموحه
ميساء:اقفى جمبه وسانديه......هو محتاج اللى يحمسه مش يكبته ويقلل من عازيمته
زهور :صح معاكى حق هو اختار وانا لازم اسانده 
ميساء بمرح :مش كفايه انا معاكى .....عايزة حد تانى ليه 
إلتفتت اليها زهور وإحتضنتها بإمتنان.... لطالما اذابت ميساء الحزن فى قلبها وحولته الى فرحة
زهور بمرح :احكيلى اخر الاخبار  ميساء:مفيييييش.......الحمد لله .......من المستشفى للبيت ومن البيت للمستشفى 
سألتها زهور بمكر :
يعنى مفيش حاجة كدة ولا كده
ردت ميساء بضحكة:لا مفيش حاجة كده ولا كدة  تذكرت زهور طلب رغد  زهور :ميساء........رغد عايزة تشوفك قبل ما تسافر  ميساء:خلاص خلاص اتصلى بيها وحددى معاد نتجمع فيه 
زهور:ثوانى هجيب الموبيل واتصل بيها
....................................................................................................................
وقفت تنظر الي ملابسها بملل....تنتقي منه ما ستأخذه معها وتضعه في حقيبة سفرها . سمعت صوت الهاتف وسط تلك الفوضى فبدأت بالبحث عنه هنا وهناك الي ان وجدته اخيرا .
فاشرقت ابتسامة على شفتيها ما ان علمت شخصية المتصل ودون تردد ردت  :السلام عليكم ازيك يازهور اوام ما وحشتك كده مش قادره على بعدى
زهور ضاحكه :وعليكم السلام هنعمل ايه بقا مالحب ولع ف الدره يا فخري ماعلينا عارفه مين معايا دلوقتي 
رغد تمثل التفكير :
مممم هاه عرفت اكيد سوما 
زهور :بالظبط يا حبيبتي بتجيبيها وهي طايره خدي عاوزه تسلم عليكي 
اخذت ميساء الهاتف قائله :
ازيك يارغد عامله ايه واحشاني 
ردت رغد باجمل ابتسامه :
الحمدلله ياحبي عاوزه نخرج بكره يابنات قبل ما اسافر 
اختفي الحماس من نبره ميساء مردده باحباط :
للاسف ماما اميره مديقة عليا الحصار شويتين تلاته ف الخروج فتعالي بيت زهور اقابلك فيه قولتي ايه
رغد :قولت تمام ياقمر ولايهمك المهم اشوفكوا يلا اما اروح اجهز بقية حاجتي سلام يا عزازيل 
ميساء ضاحكه : سلام يا امو دماغ متكيفة

انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 56.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
141K 5.7K 41
احيانا لا ندرك قيمة ما بأيدينا الا إذا وجدناه على وشك الانفلات منها وغالبا ما نفكر بطرقة الممنوع مرغوب فنسعى وراء ما ليس لنا ونترك ما بايدينا حتى ولو...
8.2K 508 18
هناك العشق المجنون وهناك الهوس الذي لا يفصله عن الأخر سوى شعرة. وما بين ذاك وذاك يكن الفرق. وعلى العكس من كل ذلك، فقد يتواجد حب الذات الذي يجعلنا لا...
19.3K 1.9K 6
مد امامها بساط السعاده فهل تخطو بقدمها المتردده