الفصل الرابع

272 8 2
                                    

الفصل الرابع
يا غريب الروح للروح انت الملاذ
افرد لك من القلب بستان 
فان هجرتنى سرا اعتقتك جهرا
وإن فارقت دون وداع
اجبرتك على الابحار دون شراع 
اهداء الرقيقة :لمياء 
******************
خرجت من غرفة المريض بعدما تأكدت من انه مستعد لجراحة يوم غد.......كانت تسير حاملة فى يدها اوراق المريض لم تلاحظ ان هناك جسد ضخم سد الطريق امامها .....فاصطدمت به وتساقطت جميع الاوراق على الارض ......كادت تسقط هى الاخرى ولكنها لم تسقط ......احست بقبضتان من الفولاذ ممسكتان بيدها الاثنتين تمنعانها من الوقوع.......نظرت الى صاحب اليد وصدمت من صاحبها .....لقد كان هو .......مؤيد
ارتبكت ولكنها استعادت توازنها بسرعة قياسية وحاولت سحب يدها ولكنه صد كل محاولاتها بقوه
ما الذى افعله ؟؟
لماذا يمسكنى بهذى الطريقة ؟؟
هل تصنم ذلك الاحمق!؟
نظرت له نظرة حادة ......تحذره واستجمعت كل قواها لتنفض يده من يدها
لا يعرف ما حدث له لم تكن قوية بالقدر الكافى لإنتزاع يدها من يده ......ولكنه احس من نظرتها ان يدها شئ محرم عليه  .......وليس عليه الاقتراب منه .......وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة
انحنت بسرعة تجمع اوراقها وهى تكاد تقتل ذلك المؤيد .....
هل يلحقها ام هى مجرد صدفة !؟
ولما هو دون الناس من تتعثر به !؟
احست بجسمانه الضخم يهبط على الارض ويجمع معها الاوراق المتناثرة
ما إن انهوا من جمعها حتى وقفا الاثنان فى نفس اللحظة وكادت تصطدم رأسيهما ولكنها ابتعدت فى اللحظة الاخيرة  وهى ترمقه بغيظ
بعدما استقاما سحبت من يده الاوراق بسرعة وحده وكادت تمر من جواره لتكمل طريقها .....ولكنه وقف امامها بسرعة مانعا لها من استكمال سيرها......فرفعت نظرها اليه بحده ولكنه رفع يده بعلامة إستسلام
نظر لها مؤيد بإمعان:
اوعى تفكرى انى جاى وراكى مثلا
احتقن وجهها بحنق وكادت تكمل طريقها الا انه اشار بيده جاذبا إنتباهها الى الحجرة التى كانت بها  مؤيد:
بابا ....المريض اللى جوة...... وكنت عايز اسأل الدكتور عنه......وبما انك الدكتورة اللى هتبقى مسؤولة عنه ......فأكيد هسألك انتى 
تنحنحت وقالت بروتينية :
والد حضرتك حالته كويسة ضغطه مظبوط .......يعنى اكيد بكرة هنعمل القسترة .....ان شاء الله
رد مؤيد بحزم:
حيبقى فى اى خطر على حياته
ردت ميساء بهدوء:
مدام كل حاجة مظبوطة .......يبقى ان شاء الله مفيش خطورة ......بعد اذنك لو مفيش اى أسئلة
فرد عليها بسخرية :لا ......اتفضلى
***************************************************************
وقفتا متجاورتان امام باب الدار ......الذى تحفظان به القرأن ....وتُحفظان به الاطفال
التفتت ميساء صائحة لزهور :انا هموت من الحر مش يلا نروح بقا
ردت زهور بهدوء:وانا كمان بس استنى اكلم الاستاذة قبل ما نمشى .....عيزاها فى موضوع مهم اشارت ميساء تجاه باب الدار بنفاذ صبر:اتفضلى يا ستى .....بس ممتأخريش احسن اعملها وامشى واسيبك
لم تمضى سو بضع دقائق حتى وجدتها امامها وتجذبها من يدها تحثها على السير .....سارا بجوار بعضهما البعض كل واحده ساهمة العقل تفكر بمن قلب افكارها رأس على عاقب بلمح البصر بدون نقاش  ميساء تفكر فى ذلك المؤيد ....فى غروره وعناده .....ثقته الزائده فى نفسه.....والغموض اللامتناهى المحيط به
أما زهور فلا تشغلها سوى تلك العينين التى نظرتا اليها بشكل غريب 
عبرا الطريق بأذهان غير حاضرة ولم تلحظا تلك السيارة القريبة .
سمعت صوت سيارة قريبة فلم تستطع إدراك اى شئ.....سوى اصطدام جسدها الضعيف بشئ صلب ثم وقوعها على الارض..لتغيب عن الوعى
صرخة مذهولة شقت السكون ......انتفضت بذعر عندما وجدت صديقتها ملقاة على الارض ......وجرح فى رأسها ينزف بشدة
اسرع صاحب السيارة بالنزول منها ..... وإلتقاط جسد الفتاة المسجى ارضا بخفة ......حملها بسرعة وتوجة سريعا الى السيارة ولكن اوقفته صرخة شرسة 
صرخت ميساء بشراسة وهى تراه يحمل زهور الى سيارته ميساء بصراخ:
انت واخدها ورايح فين 
إلتفت اليها بحنق:
اكيد للمستشفى مش شايفة دماغها مفتوحة 
ردت عليه بغضب:اوعى تفتكر انك مش هتتحاسب على اللى عملته 
رد عليها بهدوء ينافى عصبيه الموقف:
مش وقته لما تصحى صاحبة الشأن .... هتيجى معايا ولا لأ
اسرعت بإمائة وهى تنظر الى زهور الفاقدة للوعى .....هى لن تتركه ينجو بفعلته ولكن الاهم الان هو حياة صديقتها .....التقطت مدنتها الصغيرة الصفراء بسرعة وسجلت عليها رقم السيارة .......تحسبا لاى طارئ
لمحها بطرف عينه وهى تسجل رقم السيارة ولكنه لم يأبه فحياة تلك التى تجلس فى الخلف اهم الان
نظر الى ميساء نظرة صاعقة آمرا اياها بسرعة الصعود الى السيارة........فأسرهت فاتحة باب السيارة لتجلس بجوار تلك الهامدة بلا حراك

 دعنى اضمد جراحك الجزء الاول من سلسلة جروح العشق الدامية لكاتبة ايناس محمودWhere stories live. Discover now