الفصل الرابع عشر

279 11 0
                                    

الفصل الرابع عشر
يظلم العالم اما ناظريك فتشعر بضياع..... وفجأه يأتى من ينيره فتتعلق به وتشعر ان الدنيا بدونه لا شئ فيفلت يده فجأة من حياتك وبهذا تعود الى ظلامك
********
بعد مرور شهر
نظرت الى السماء الممطرة .....مدت يداها لتداعب كفها قطرات الماء
كم هو شعورا رائع الوقوف تحت ماء المطر..... لمساته الخفيفه التى تداعبها تشعرها بالراحه  همسات سقوطه على اوراق الشجر لها نغما رائع
اغمضت عيناها تعيش حلمها وحده ....كما اعتادت
شعرت به يقف خلفها فلم تتحرك او اتفتح عيناها .....شعرت بشئ ما يوضع على كتفيها يبث بها الدفئ لكنها لم تبال به فى الان تريد الابتعاد عن كل شئ يخصه حتى وان كان معطفه الصوفى
سمعت صوته العميق يأمرها :ادخلى جوه بسرعه وغيرى هدومك
لم تبال وكأنها لم تستمع ايه ....سمعت زفرته الحاده وهو يقوم من بين شفتين منتبقين : ميساء ادخلى جوه دلوقتى
التفتت تنظر له بعمق .....تجذبه بدوامه عيناها الذمرتدان ....تسحبانه بهما الى الداخل حتى يغرق تماما
ابعد عيناه بصعوبه عن مرمى ناظريها ودون كلمه اخرى ....التفت يداه حول خصرها النحيل وبكل سهوله رفعها عن الارض
حاولت ابعاده عنها بشتى الطرق لكن محاولاتها بائت بالفشل  فقررت استخدام اسلوبها الجديد فى التعامل مع
لفت يداها حول عنقه بنعومه واثارة ....جعلته يزفر حنقا
استقرت راسها فى تجويف عنقه تبغى الدفئ ولاول مرة تسمح لنفسها بأستنشاق عبيره
احست بتوتر عضلات صدره تحت وقع يداها الموضوعه على قلبه
صعد سريعا بها الى غرفتها ووضعها على فراشها بهدوء
نظر لها بعمق وامتدت يداه الى قميصها البيتى الرقيق يفتحه برقه نافت ملامح وجهه  القاه بعيدا واستدار موليا اياها ظهره قائلا لها بصوت خالى من التعبيرات :هستناكى على الغذاء
خرج سريعا من غرفتها لتنظ الى اثره بإستغراب ......مؤيد تحول بهذا الشهر اصبح قليل الكلام معها .....لا يوليها اى اهميه بحياته بالرغم من معرفتها بتوتره كلما اقتربت منه اصبح ملتزما بعمله .....حتى الرياضه البدنيه التزم بها .... لا تعلم اتعاقب نفسها على ذنب لم ترتكبه.....ام تعاقب مؤيد لانه نصيبها
********
دلفت الى غرفتها بإنهاك ....بعد ان اجهدهى التعب .... وكيف لا تتعب وحماتها المصون هنا.....لا هناك تعديل بسيط بالجمله ليست حماتها..... انها عمته المصون .....والده الاربع فتياه  بل الاربع كوارث
من اين اتتها تلك الكارثه ....انه اليوم الاول لهم وحدث بها ما حدث فماذا ان مكثوا اكثر
زفرت بحنق وهى تلقى بنفسها على سريرها  سمعت دقات هادئه على باب غرفتها فسمح للطارق بالدخول......لتجده زوجها العزيز ..... رجلها الحبيب ....من احضر تلك الكوارث الى المنزل .....ادهم
وقف امام طاوله الزينه يخلع ساعه معصمه .....تليها سترته
رمقت ظهره العارى بعدما خلع قميصه بضيق امتزج بالغضب
خرج من حمامه ينظر لها بسخريه فقد ارتمت بمنتصف السرير
قال ادهم ببرود ساخر:هو السرير ليكى لوحدك
ردت زهور بعناد طفولى :اه ...ودى اوضتى ... روح اضتك
رفع حاجبه بإندهاش مصطنع :ايه ده هو انا مقولتلكيش انى هبات معاكى فى اوضتنا لحد ما عمتى تمشى
اجابته زهور بإضطراب :ليه يعنى
رد ببرود :انا هقولك ليه....علشان احنا متجوزين ولا نسيتى يا زهرتى
نظرت له بحنق امتج بسعاده مخفيه من وقع كلمه زهرتى على قلبها
اتجهت الى الجه اليمنى من السرير فأمرها ببرود :لا انا اللى بحب انام هنا
نظرت له بغضب واتجهت الى الناحيه الاخرى ليرفع حاجبه بتسلى
استلقى بجوارها لتقول بتوتر :ما تلبس قميص البيجامه
رد بهدوء :مش بحبه
نهضت تنظر له بإرتباك :وانت هتنام كده
رد ببرود ليغيظها :بجاحه بقا
نظرت له بغيظ وارتمت على وسادتها والقت الغطاء فوق وجهها  فلم ترى الابتسامه او شبح الابتسامه الذى طاف على وجهه
*********
فتح اخيه الباب بعنف فلم يلتفت له ....وقف  ينظر الى اخيه مطرق الرأس بشرود
قال بغضب :انت ايه معندكش احساس .... بنتك اتطلقت يوم فراحها ....واختفت ومنعرفش هى مع مين دلوقتى ....وانت قاعد بتفكر فى الصفاقات
نظر له شقيقه ببرود :وانا المفروض اعمل ايه  انزل اضور عليها فى الشارع يعنى.....اكيد عند واحده من اصحابها
سأله اخوه بغضب :ومسألتش نفسك ايه سبب طلاقها فى ليله الدخله
نهضت مختار بغضب :انت تقصد ايه يا عماد
رد عماد بخفوت :انت عارف كويس انى مش بشكك فى رغد..... دى تربيتى بس اكيد فى سبب
نظر له عماد بقوة فرتبك مختار :هى هترجع فى يوم وهنعرف منها كل حاجة
رد شقيقه بسخريه وهو يستعد للرحيل :فى يوم
*********
نظرت الى الطبيعه الساحرة امامها....رفعت ناظرها الى السماء لتجدها داكنه تنزل يهطول المطر
التفتت الى الفتاه الرقيقه التى وقفت خلفها  قالت برقه :عامله ايه النهاردة
رد بخفوت :كويسه ....ضمتت قليلا ثم اكملت قائله قصى عامل ايه
ابتسمت الفتاه بحب :متخفيش هو هدى وعاوز يتكلم معاكى
نظرت لها رغد بقلق وتوجهت معها الى حيث يجلس قصى
استأذن الفتاه بهدوء لتترك لهم المجال للحوار فأوقفتها رغد قائله برعب :خليكى يا غنى
نقلت غنى انظارها بينهما لتقول بهدوء : متخفيش يا رغد .....اخوكى مش هيأذيكى
انصرفت سريعا لتترك لهم مجال الحديث بحريه
نظر لها قصى بقوة :رغد قوليلى سبب طلاقك فى ليله الدخله
ردت بخفوت مضطرب :اوعدنى انك مش هتأذى حد
صرخ بغضب بعدما نفذ صبره :مهو لو انتى مقولتيش ايه اللى حصل انا فعلا هاذى حد
هبطت دموعها بقهر وبدات تقص له ما سمعته من طليقها يوم الزفاف
صرخ بغضب وهو يركل الطاوله امامه .....كان يعلم بأن مختار له يد فى الامر
انتفضت بخوف فى مكانها لتأت سريعا غنى وتأخذها الى غرفتها
وقفت غنى بجواره فى الشرفه وهو ينفث دخانه بغضب اعمى
امتدت يدها تلتقط السيجاره فأبعدها عنها وهو يزمجر معترضا.....اقتربه مرة الاخرى سىيعا ولكن هذه المرة اطفئتها بيدها  فنظر لها بغضب وامسك كفها الصغير المنطبق ليفتحه بسرعه ويخرج السيجارة التى احرقت يدها
شتم بقذارة وهو ينظر الى يدها  تحدث بغضب :تعالى بسرعه احطلك تلج عليها
سحبت معصمها من يده وه لاتزال محتفظتا بأبتسامتها الرقيقه
نظر بغضب الى الحديقه وامتدت يداه لتلتف هو خصرها .....جذبها اليه سريعا ليلتقط شفتاها بقبله ناعمه رقيقه تافى غضبه
ابعدها عز شفتيه ليحتضنها بحنان ....فهى الوحيد التى يشعر معها بالامان
همست بحب :اقف جنب اختك وحكم عقلك
همس بألم :مش قادر اصدق ان بابا اللى رماها كده مقابل صفقه.....ليه..... ليه
لفت ذراعيها حول خصره تقربه منها :حكم عقل يا قصى متخليش غضبك يسيطر عليك
ابتسم بحب وهو يغرق بوجهه بين طيات شعرها
انتفضا مبتعدين عن بعضهما بعدما سمعا صوت رغد المحرج :موبايلك بيرن
التقطته غنى بوجها محمر :شكرا ....التفتت توجه كلامها لقصى ....دى ماما انا لازم اروح
رد قصى بهدوء :طب البسى حجابك وانا هروحك
ردت بعجل :خلاص يا قصى انا هركب تاكسى
وقف امامها غاضبا :هو انا مش قولت مفيش تكسيات هنا .....وبعدين انا اقف اتفرج على مراتى وهى مروحه دلوقتى مع تاكسى
ردت ضاحكه :خلاص يلا
غمزها بعينه :متخليكى شويه
ردت بعجل وهى تلملم اغراضها :اتصل بخالتك وقولها الكلام ده
رفع يديه بعلامه استسلام :لا خلاص مدام الحكايه فيها خالتى .....ليكى يوم وتبقى فى بيتى وساعتها محدش هياخدك منى
نظرت له غنى بإحراح واتجهت ناحيه الباب وهو يتبعها
*********
نظرت الى شقيقها وخطيبته وهما يغادران
حياتهما امتلأت بالحب ....ورغم المصاعب التى واجهها اخوها لم يتنازل عن ابنه خاله التى يحبها.....لم يفرط بحبه ....واجه العالم بأكمله من اجلها
فأتم الله فرحتهما بكتب الكتابه ولكن بعدم موافقه والدها .....لانه سلك طريق الابتعاد عن والدها منذ الصغر ....وهو الان لا يخشاه
اما انا .....ففكل لحظه اخشى الخضوع مرة اخرى .....انا لم اعرف التمرد يوما
لم اذقه فقد كان كالفاكهه المحرمه  او كالتفاحه المسمومه
اغمضت عيناه بحزن....هى لا تشعر بالالم على حالها .....ولكنها تشعر بالحزن على كونها مطلقه وبليله الزفاف
الالام تفتك بقلبها لمجرد فكرة انها ظلمت ولن تستطيع استرداد حقها
ففى مملكه الظلم لاحقوق للمظلوم ...يكافئ الظالم على ظلمه وينال المظلوم جرحا عميق لا ينسى
*********
سمعت دقات هادئه على باب شقتها ..... فأتجهت لها سريعا فمن المأكد بأنه هو ....فهو دائما ما يأت ليقف تحت بنايتها
فتحت الباب سريعا لتفاجأء بأخر شخص توقعت ان يأتيها .....كادت تغلق الباب سريعا ولكن قدمه منعتها
انفتح الباب بقوة فأتجهت سريعا الى الداخل ولكنه كان الاسرع فجذبها من شعرها بقوة
همس بفحيح بجوار اذنها :هربتى منى مرة لما ابوكى بعتلك علشان تعيشى معاه هنا .....لكن بعد موته
حاولت نزع يده من شعرها ولكنه لم تستطع
راته يقرب شعرها من انفه ليستنشق عبيره قائلا باستمتاع :هكون فرحان اوى وان بقصلك شعرك الطويل ده
صرخت بغضب :انت انسان حقير ....وانا مش هتجوزك ابدا .....اطلع بره
ضحك بإستهزاء :هنشوف يا بنت عمى مين اللى هيحتاج لمين
دفعها بقوه تجاه غرفه النوم .....القاها على السرير وهجم عليها بينما تعالى صراخها
احست بيداه تمزق قميصها البيتى.....امتدت يداها الى اناء الماء الزجاجى بجوار السرير  انهتزت انشغاله والتقطت الاناء بسرعه وبخفه كانت تضربه فى راسه فتأوه بألم وهو يبتعد عنها قليلا لتجد الفرصه ....فركلهته بين فخذيه سريعا
نهضت من الفراش والتقطت عبائه وحجابا وحقيبتها واتجهت الى باب الشقه غير عابئه بذلك المتأوه على الفراش
*********
اتجهت الى شركه عز ....فقد علمت من عز نفسه بأن سيف عمل لديه
وقفت بجوار سيارته منتظرا ان يأت فقد حان موعد انتهاء العمل
ظلت لما يقارب الساعه جالست بجوار سيارته الى ان حضر
نظر لها بإستغراب فسألته بقوة :انت لسه عاوز تتجوزنى
اجابها بهدوء :اه
اكملت نهاد بحزم : يبقا نكتب الكتاب النهاردة
نظر لها بذهول :انتى مش شايفه ان ده استعجال اوى
ردت نهاد بحزن حاولت اخفائه :لو مش عاوز تتجوزنى انا مش هفرض نفسى عليك
رد سيف سريعا :انا مش اقصد كده .....انا بقول نكتب بكره مش نستعجل
ردت بشرود :مين عالم بكره هنكون فين
صمتت قليلا ثم اكملت ....انا ايجار شقتى خلص وانا مش هقدر اقعد تانى لان فى واحد ضايقنى ....يبقا مش الاحسن اقعد فى بيت جوزى
رد بإستغراب وهو لا يصدق كلامها :خلاض اللى عوزاه .....اركبى
وصلا الى مكتب المأذون فدهشت عندما رات السيد عز يقف بإنتظارهم
ابتسم عز :اول ما سيف قالى ....قول مفيش غيرى اللى هيتوكلك بدل والدك .....ها موافقه
ابتسمت بسعاده :طبعا انت عارف انك فى مقام والدى
تمت عقد القران ليصبح هو زوجته وهو زوجها
انطلق بسيارته فى طريقه الى منزله ....قطع الصمت الكئيب :مبروك
سمع ردها عباره عن همسه رقيقه
سألها بهدوء :ايه رأيك نتعشى بره ....واحنا مروحين نجيب هدومك
نظرت له بتوتر :اه ....لا...اقصد اه
نظر لها بشك ولكنه لم يتحدث
نظر لها وهى تتناول طعامها .....تلك الفتاه بحرا عميق ....اهاب الغرق به ....وانا لست بسباحا ماهر
قال سيف بحزم :نهاد مين اللى كان عندك النهاردة فى الشقه
سعلت نهاد بشده وهى نظرت له بذهول....كيف علم الامر بهذه السرعه والسؤال الاهم متى ؟!
نظر لها ببرود لتتحدث بخفوت :ابن عمى كمال انا لما فتحت الباب متصورتش انه هو .... حاولت امنعه من الدخول بس هو كان اقوى منى .....افضت رأسها بألم وهى تكمل ....كان كان عاوز ..... لم تستطع الافصاح بالكلمه وهو لم يكن يرغب بسماعها فهى الان زوجته
تلك الكلمه البسيطه كافيه بأن تغير موازين تفكير الرجل.....فقد يكمن السر بحملها اسمه او انها ببساطه تخصه وحده
انتبه الى صوت شهقتها الخافت والتى حاولت كتمها
نهض امرا اياها بغضب :يلا يا نهاد على البيت
تبعته بخنوع فماذا ستقول ....او تفعل
دلفت الى شقته فنظرت له بإرتباك ....فاشار لها الى غرفه فألتقطت حقيبه ملابسها منه سريعا واتجهت الى الغرفه
دلفت الى الغرفه لتعلم بأنها غرفت نومه وضعت الحقيبه على الفراش بتمهمل وهى تتطلع الى الغرفه بتمعن.....هل حقا تزوجته ... بهذه السهوله .....
نظرت الى حقيبتها بشرود وهى تتذكر ذهابها منذ قليل الى شقتها واحضار كل ما يخصها
خلعت عبائتها لتنظر لنفسها فى المراة بإزدراء  حضرت عقد قرانها بهذا الحال.....لا بل الاكثر سوءا هو قميصها الممزق فعل يد ذلك الحقير
تسألت بإستغراب ....لكن اين اختفى.....حين عادت لشقتها وكدتها خاليه دون ان اثر له .... الاكثر اهميه متى علم سيف بكل هذا.....وهل عبم قبل عقد القران ام بعده
دارت بدوامه اسئله ليس لها نهايه....فشعرت بالارهاق من ذلك التفكير المتواصل
اتجهت الى حمام الغرفه لتأخذ حماما يريح اعصابها
يدور كأسد حبيس فى قفصه منتظرا لحظه الهجوم على فريسته
حين علم بما حدث لها كاد يفتك بهذا الحقير.... ولكن اخفائها للامر زاد من غضبه عليها
لم يحتمل الغضب الذى يتأجأج بداخل شيئا فشيئا ....فدخل الى الغرفه سريعا دون ان يدق الباب ....فوقف مذهولا ينظر اليها
كانت ملكه فاتنه بالمعنى الحرفى.....شعرها اصفر طويل يصل الى نهايه ظهرها ....تركته لينساب بنعومه على ظهرها وذراعها
لاول مرة يرى لون عيناها الحقيقى ....عيناها زرقاء بلون امواج البحر العاصفه
شفتاها مكتنزتان كحبتى الكرز ...ولاول مرة يرهما شهيتان ...ويرغب بتذوقهما
تبخر غضبه بلحظه ليشعر بمشاعر لم يجربها مسبقا .....يرغبها...فكر بذهول ....نعم هو يرغبها وبشده
اخفضت وجهها بخجل وغمضت عيناها لتشتمع الى صوت قلبها الفاضح ....يعلن خضوغه لاسره .....يعلن ترجيه ان يباظله الحب بل العشق الوانا
زفر بحنق وهو يبعد عيناه بصعوبه عن جمالها الرائع
همس بصوت اجش :نامى انتى هنا وانا هنام بره
خرج من الغرفه سريعا صافقا الباب خلفه .... لتسقط على الارض ودموعها تجرى على وجنتها ....لن يشعر بى ....لن يفهمنى وان كنت بالقرب منه
*******
تركتك تلهوا بدميتك الصغيرة ولكن الان سأعيدك الى شباكى التى اعدتُ نسجها لتتلأم مع وضعك الجديد .....بل مع فتاتك الجديده
دلف الى مكتب مؤيد بإبتسامه خبيثه :انت نسيتنا يا مؤيد ولا ايه .....هو الجواز بينسى اوى كده
ابتسم مؤيد وهو يشير له بأن يجلس :اه شوفت الجواز بيأثر ازاى
سأله حسام بخبث :بس لا مش واضح عليك السعاده يا صاحبى .....اكيد فى حاجة مضيقاك
تلعثم مؤيد وهو يرد قائلا:لا ابدا مفيش حاجة
اكمل حسام وهو ينصحه بطيبه مصطنعه : عارف يا مؤيد ايه اللى يخليك ملك ....ويعالج كل مشاكلك
سأله مؤيد بحيره :ايه يا حسام
ابتسم حسام بذكاء :غيره الست....اولا هتعرف مراتك بتحبك ولا لا.....ولو بتحبك هتلاقيها زى الخاتم فى صباعك
شرد مؤيد بفكره.....بينما ابتسم حسام بخبث فهو يعلم جيدا مدخله الى عقل مؤيد
سأله مؤيد :اعمل ايه يعنى
رد حسام بذهول مصطنع :لا مش مؤيد هو اللى يسألنى .....فكر كده مع نفسك وانت هتلاقى اللى تساعدك فى الموضوع ده ..... يلا سلام يا صاحبى
نهض حسام بعدما ايقظ شيطان مؤيد ...... ليبتسم بذكاء
بدأت الفكره تلقى اعجاب مؤيد فهو بالفعل يريد ان يعلم ان كانت تحبه ام لا.....ان علم بأنها تحبه  سينتقم لكبريائه المطعوه بنصل خيانتها
*******
فتحت عيناها ببطئ لتجده امامها يهندم من مظهره
سمعت دقات قويه على باب الغرفه فنظرت له بإستغراب.......فتوجه ناحيه الباب لتظهر عمته
تحدث عمته بضجر :يرضيك يا ادهم الساعه تبقى ثمانيه ولسه مراتك معملتش الفطار
ردت عليها ادهم بهدوء :حاضر يا عمتو
اغلق الباب بعدما غادرت عمته ليلتفت لزهور قائلا بحزم :اعمليلهم الفطار
رفعت حاجبها بإستياء:انا عاوزه اكمل نوم
اقترب منها سريعا ليمسك بفكخا بقوه المتها  قائلا بصوت هامس بجوار اذنها :انتى نسيتى نفسك .....انتى هنا مجرد خادمه ....ولاما أمرك تنفزى من غير اعتراض اوعى اسمع منهم شكوه ضدك.....هسيبلك عقابك مفاجاة
نظرت له بصدمه .....كيف تحول بهذه السرعه لقد كان يتعامل معها بهدوء فلما الان عاد الى تلك الشراسه المألمه
نهضت بألم تلبى ما طلب منها .....جرحتنى بنصلا حاد فى قلبى فلم ابدى اى رفض ولو صرخه الم
*******
جلست تتناول طعامها دون ان تعير تلك المراة وبناتها اى اهميه
تحدثت الفتاه الكبرى بصوت عالا :ماما مش ادهم هيطلقها وهنتجوز
ردت والدتها بسرعه :طبعا يا حبيبتى انا مش هقبل بان ادهم يتجوز غيرك
ابتسمت الفتاه وهى تنظر الى زهور بإشمئزاز : طيعا لازم يتجوز بنت الناس.....ويسيب بنت القاتل
نهضت زهور بعنف وهى تصرخ بهم :بابا مش قاتل سامعه
سمعت صوت صقوط تحطم لتجده فنجان عمته  التى قالت ببرود :هاتيلى فنجان تانى
اتجهت الى المطبخ حانقه وعادت بفنجان الشاى ووضعته امامها
فأمرتها عمته بصرامه :شيلى المكسور
نظرت لها بحنق وكادت ترفض لكن كلماته دارت بعقلها ولاتعلم لما هابته  هبطت الى الارض سريعا لتلملم زجاج الفنجان
صمعت صوت ارتطام.....واحست بسائل ساخن حرق ظهرها ....وشيئا ما كسر على ظهرها
انتفضت بسرعه واقفه .....وهى لا تتحمل الم ظهرها الحارق
نظرت الى عمته الضاحكه مع فتياتها
ركضت الى غرفتها لا تستطيع تحمل المها ....
نظرت الى ظهرها بالمرأه لتجد بمنتصفه جرحا سبب تحطم الفنجان .....
انسابت دموعها على وجنتها بقهر....فقد صدق ادهم بقوله انها خادمه.....لا ليست خادمه .... فهى لا تمتلك حقوق الخدم
*******
بحث مؤيد بسجل الاصدقاء على الهاتف الى ان وجد ضالته
اتصل سريعا برقمها ليأته صوتها الرقيق :مش مصدقه مؤيد
رد مؤيد بخفوت :ازيك يا شذى
ردت بسرعه:كويسه انت اخبارك ايه
سألها مؤيد بهدوء :فاضيه دلوقتى ......انا عاوز اقبلك
ردت بسعاده مصطنعه :ولو مش فاضيه افضى هنتقابل فين
اخبرها على اسم كافيه وجلس منتظرا اياها انت تحضر بينما اتصلت شذى برقم اخر تخبره بهدوء : مؤيد وقع وبسرعه مكمنتش متخيلاها
سمعت صوت قهقهته :هو انا قليل
همست بحزن :فعلان انت مش قليل
امرها بحزم :روحى اجهزى
اغلقت معه الهاتف بقلب جريح.....لم تعد تتحمل قسوته عليها ....سامت لعبه ليست لها  لعبه دخلتها لمجرد ان تبقى بجواره وليس من اجل صديقتها كما كانت تقنع نفسها
صدقا مرام لم تكن مثالا فى الاخلاق ....
نهضت بتثاقل تلملم شخصيتها اللعوب او ما تبقى منها

انتهى الفصل

 دعنى اضمد جراحك الجزء الاول من سلسلة جروح العشق الدامية لكاتبة ايناس محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن