ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

31

36.4K 1.9K 771
By Aisha-kasem40

(ملاحظة البارت 7000 كلمة وهو تكملة للأحداث الماضية لذا لم أرضى أن أنشر هذين البارتين إلا معاً بسبب قساوة المشاهد حتى لا أترككم معلقين لوقت طويل بحدث صعب)

وقفت سانسا بجمود تحدق بما حدث مع بيرلا وإيتن وكيف وقعت بيرلا في البحيرة بعد أن توقف قلبها عن النبض ..

عندها هاج الغضب بصدرها عندما عجزت أيضاً عن إنقاذها وبعيون تحمل الجحيم نظرت للرجل الذي يسمى والدها وأحكمت إمساك الخنجر وغرزته بجسده أكثر ثم هتفت له بحدة:

"وغد قذر"

فابتسم لها بشر وهو يحدق بعينيها وأردف لها رغم ألمه:

"مخطئة إن ظننت بأنك ستهزمينني بهذه السهولة أنت ابنتي وأعرفك أكثر مما أعرف نفسي ومنذ أن أحضرتك معي من قطيع رفيقك البائس رأيت نية قتلي بعينيك لذا قررت أن أقتل كل سبيل قد يجعلك تعودين إليهم مجدداً قبل أن تستطيعي قتلي"

توسعت عينا سانسا بغضب وصرخت بحدة وغضب وهي تخرج الخنجر من ظهره وتديره نحوها وبسرعة غرزته بصدره بقوة وهي تهتف له بجنون:

"لن أسامحك أيها الوغد لن أسامحك سأقتلك كما قتلتهما كما قتلت أمي وبيرلا سأقتلع قلبك المتحجر بيدي كما اقتلعت حياتي مني أيها اللعين"

أخرجت الخنجر وغرسته مجدداً بحقد في جسده وهي ترى أمارات الألم بادية على وجهه وقبل أن تغرزه مجدداً دفعها عنه فخرج النصل من جسده وعينيه تنبض بالكره لها ثم أردف لها بقسوة وتقطع بسبب ألمه وهو يمسك بصدره:

"حتى وإن كنت سأموت الآن ولكني أعلم جيداً بأن لا أحد سيريدك معه بعد أن جعلتك مكروهة بأعين الجميع ستقضين حياتك وحيدة بين الكهوف والمقابر وستموتين وحدك كما ماتت والدتك اللعينة لوحدها فهذا ما تستحقينه أيتها الهجينة البائسة "

فجثى على ركبتيه وبصق الدماء من فمه وهو يلهث بألم وراقب سانسا تحدق به بقسوة وبرود كما قام بتعليمها وتربيتها منذ أن كانت طفلة ..

فحدقت به بإحتقار بعد أن هدأت أنفاسها وتلاشى غضبها بالكامل ثم أردفت له ببرود وحقد:

"لست مهتمة بشأن لعنتي بقدر أن آخذ بثأر أمي وبيرلا وكارل منك، شخص لعين مثلك هو من يستحق الموت في المقابر وحده ولكن لا تقلق أعدك بأنني سأحطم وأحرق كل طموحاتك التي بنيتها مع جثة عشيقتك القذرة إضافة لجثتك التي سأحرقها بعد أقطع عنقك بيدي وأريح هذا العالم من حثالة مثلك"

ومن دون أن تهدر أي وقت جمدت جسده بسحرها عندما أراد المقاومة وتقدمت نحوه بكل برود ووضعت الخنجر عند طرف عنقه وأردفت له ببرود وكره وهي تحدق بعيونه المتوسعة:

"رحلة آمنة للجحيم يا أبي العزيز"

ومن دون أي تردد قطعت عنقه بالخنجر وراقبت ببرود جسده يسقط على الأرض والدماء تنفر من عنقه بكثرة إلا أن ارتخى جسده وخرجت روحه من جسده نهائياً ..

فجثت سانسا على ركبتيها بتعب والألم يفتك بقلبها وجسدها وعيونها لا تزال تحدق بجسد الرجل الذي سلبها كل شيء في حياتها ..

أمها وزوجها وحتى صديقتها ..

فابتلعت ريقها وهي ترفع يدها تتمتم ببرود وضعف بتعويذة أشعلت النار بجثة والدها وبعيون خالية من الحياة بقيت تراقب النار بدأت تلتهم جثة والدها شيئاً فشيئاً ..

ومن دون أن تشعر سقطت دمعة حزينة من عينيها ببطء ثم تلتها أخريات بقوة عندما رفعت يدها وأرت دماء والدها قد لوثت كفها ..

فصرخت بألم وهي تنفجر ببكاء مرير وهي لا تزال تنظر لجثته التي تحترق أمام عينيها ..

"سانسا"

صوت أنثانيوس جعلها ترفع رأسها نحوه فوجدته يحدق بحالتها بصدمة كبيرة وهو يرى جسد كليزور يحترق أمامه فأمالت سانسا رأسها وهي تحدق به بألم وهي تهمس له بعذاب:

"لقد فشلت أنثانيوس فشلت مجدداً بإنقاذها لقد خسرت كل شيء"

وعندما شعر بالتعويذة التي بَنتها في المكان توشك على الانهيار اندفع نحوها معانقاً إياها ومنتقلاً بها إلى مكان خالٍ قبل أن ينتبه لها أي أحد آخر ..

بعد أن كان يراقب ما يحدث في مكان ما وعندما وجد بيرلا تسقط في البحيرة وإيتن يصاب عاد إليها بسرعة وتفاجأ بما رأى أمامه وهي تقوم بقتل والدها بيدها وتحرق جثته ..

وبمجرد أن ظهرا في مكان فارغ حتى عانقها بحب وهو يراها تصرخ بألم وعذاب وتبكي بمرارة فبقيا هكذا فترة من الزمن إلى أن سمعها تهتف بقهر:

"لقد دمرني ودمر كل شيء حولي مع أني لم أفعل له أي شيء أنثانيوس لقد دمر علاقتي برفيقي وقتل صديقتي كما قتل أمي"

شهقت بقوة وهي تسند رأسها على كتفه وتكمل بحرقة:

"لقد عبر عن كرهه لي ولأمي ببرود لم يكن نادماً على ما فعله معها وقد تقصّد ما فعله معي تقصد أن يجعل الجميع يكرهني حتى أموت وحدي كما كان يخبرني منذ طفولتي هو من فعل بي ذلك هو من جعلني هكذا هو من جعل كارل يكرهني"

ضربت صدره بقبضتها وهي تصرخ بألم من بين كلاماتها فشدد على عناقه لها قبل أن يهمس لها بعطف وحزن:

"لن يحدث ذلك سانسا اهدئي أنا إلى جانبك حتى ولو تركك الجميع لن أدعك تموتين لوحدك "

أمسك بوجهها بين يديه وهو يحدق بها بعاطفة وأكمل لها:

"توقفِ عن البكاء هو لا يستحق هذه الدموع التي تذرفينها من أجله لقد انتهى ونال جزاءه وقد انتقمت للجميع منه فاهدئي، انظري إلي سانسا لم ينتهي شيء لا يزال هنالك فرصة لإصلاح علاقتك برفيقك لا تقلقِ أنا معك وسأدعمك للنهاية"

نفت سانسا برأسها وهي تردف له بألم:

"لا هو لن يسامحني هو يظنني خائنة لقد أصبح يكرهني أنثانيوس سيرفضني بمجرد أن يراني"

أحكم إمساك وجهها وأردف لها بثقة وهو يحدق بعينيها:

"لا سانسا هو لم يكرهك انظري إلي أقسم بأنه لا يزال يحبك في أعماقه وينتظر منك أن تبرري له الأمر وأنا واثق كما أراك الآن بأنه سيركض نحوك كالأحمق عندما يعلم بما حدث لك بالكامل"

كلماته هدأت قلب سانسا وبكائها فمسح دموعها برقة وهو يراقبها شاردة بتفكيرها ثم رفعت عينيها الملتمعة إليه وأردفت له بغصة:

"لا لا أنا لا أستطيع قول ذلك له كيف سأستطيع أن انظر في عينيه مجدداً بعد أن فقد صديقه وأُحرق قطيعه بسببي؟ لقد ماتت بيرلا وإيتن ووقفت عاجزة عن إنقاذهما لقد كنت حمقاء.."

"هشششش انظري إلي أنت لم تفعلي ذلك ولا ذنب لك بما حدث بل قمت بالانتقام لهما من الشخص الذي قتلهما ثم انظري إلي إيتن لم يمت بعد صحيح بأنه قد أصيب ولكنه لم يمت قلبه لا يزال ينبض بضعف أقسم"

أردف أنثانيوس باندفاع وهو يمسك كتفيها حتى يمنعها من البكاء مجدداً فتوسعت عينيها وهي تحدق به بصدمة وهمست بغير تصديق:

"إيتن لا يزال حياً!"

"أجل إنه لا يزال حياً ولكن قد لا يصمد كثيراً بعد أن أصيب بإصابات خطيرة وتقطعت الرابطة مع رفيقته التي ماتت"

أومأ لها أنثانيوس بخفة وأردف لها بهدوء فوجدها تحدق به بشرود لثوان قبل أن تنتفض واقفة وهي تهتف بإضطراب:

"لا لم ينتهي الوقت بعد أستطيع أن أنقذ حياته وأفي بوعدي الذي قطعته لبيرلا من قبل"

وقف أنثانيوس وهو يراها تحوم بارتباك وهي تكمل بإصرار:

"هو لم يمت وهذا يعني بأن حجر قلب البحر سينقذ حياته عندها سأفعل كل ما أستطيع لبيرلا ولن أكون خائنة العهود كما قال أبي سيكون ذلك آخر ما أستطيع فعله من أجلها بعد أن فشلت بإنقاذها"

ابتلع أنثانيوس ريقه وأردف لها بقلق:

"ولكن سانسا إن فعلت ذلك ستعرضين نفسك للخطر تذكري بأن الحجر سيأخذ جزءاً كبيراً من طاقتك وأنت بعد تلك التعويذة التي وضعتها عليك أضعفتك بشدة قد.."

"لا أنثانيوس لا لن أسامح نفسي إن تركت إيتن يموت الآن وسبيل انقاذه الوحيد بين يدي لذا علي فعل ذلك من أجل بيرلا ومن أجل كارل ولن أتراجع أبداً لذا أرجوك خذني إليهم الآن"

هتفت له بنبرة قاطعة وهي تنظر إليه بإصرار وجدية جعلت يبتلع ريقه بصمت فهو يعلم جيداً بأنها إن صممت على شيء ستفعله فشتم بين أنفاسه قبل أن يوافق على كلامها مرغماً ..
_____________

أما في قطيع القمر الأحمر عندما أصيب إيتن وفقد الوعي وسقطت بيرلا في البحيرة استدار كارل وحدق بصدمة بما حدث أمام عينيه ..

"لاااااا إيتن"

هتف وهو يندفع بجنون نحوه ويحمل إحدى السيوف التي كانت على الأرض وأسرع نحو الرجال الذين إلتفّوا حوله يريدون الإجهاز عليه وقتله نهائياً ..

وبحركة قوية منه قطع رؤوس رجلين معاً واندفع يقتل الثالث إلا أنه انتفض على صوت صياح حاد صدر عن فليفون الذي أعلن عن بدء نوبة غضب مجنونة لعنقاء النار ..

فطار بجناحيه وهو يفتح ذراعيه وعينيه باتت تشتعل باللهب من شدة غضبه مما حدث أمامه ثم أطلق صياح أقوى وانبثقت منه قوة مخيفة جعلت كارل يحمي وجهه منها وبالكاد يحاول الوقوف دون أن يندفع للخلف من شدتها ..

في هذه اللحظة ركضت جوليانا نحوه بعد أن هبطت مع كرو الذي تقدم معها بسرعة وبمجرد أن وصلت لهما حتى بنت حاجزاً سحرياً بسرعة لتحميهم

قبل أن يطلق فليغون ناره في المكان بأكمله لتحرق الجميع معاً ..

وبمجرد أن أخرج تلك النار من جسده حتى هبط على الأرض وحدق بتعابير قاتلة وسوداوية للرجال الذين يحترقون أمامه إلى أن تحولوا إلى رماد متطاير ..

ولم يكفه الأمر بعد بل حلق مجدداً وانطلق لإنهاء هذه الزمرة الفاسدة مع بقية أفراد القطيع ..

لعله يطفئ لهيب نيرانه المتّقدة ..

فأزالت جوليانا الحاجز بمجرد ابتعاده وجثت بسرعة بجانب إيتن وهي تهتف له بخوف:

"يا إلهي إيتن إيتن افتح عينيك بني إيتن ردّ علي"

ثم نظرت لكارل وهي تهتف له بلوعة:

"أين بيرلا؟ سمعنا نداءه لها أين هي؟ علينا أن نذهب لعلاجتهما بسرعة"

وبعيون حزينة حدق كارل بجوليانا مما جعلها تشهق بقوة وتنهمر دموعها عندما فهمت ما يرمي إليه من عينيه ..

في وقت لاحق انتهت المعركة وقُتل جميع المتمردين بعد أن أنهاهم رجال القطيع بمساعدة فليغون وكارل ..

وكان قد نجى القطيع من التدمير على أيدي المتمردين بسبب أوامر إيتن التي جعلت الجميع على أهبة الاستعداد بعد أن توقع بالفعل هجوماً غادراً منهم ..

فعلى الرغم من الإصابات العديدة إلا أنهم لم يخسروا إلا بعض الأرواح ..

ولكن كانت خسارتهم الكبرى هي خسارة الفاهم ولوناهم ..

وهو ما بثّ الألم والتشتت في أنحاء القطيع ولم يدعهم يتذوقون حلاوة الإنتصار ..

فاهتم جاك بتسيير أمور القطيع بينما قامت نساء القطيع بتضميد الجرحى ومن بينهم جوليانا التي قامت بتضميد جراح إيتن بنفسها حتى توقف النزيف قبل أن يموت نهائياً ..

ثم أخذت إيتن إلى مدينتها لعرضه على كهنة وحكماء السحرة لعلهم يجدون علاجاً لإنقاذ حياته في مكتبة السحر ..

جلست جوليانا بجانبه تحدق بجسده الشاحب وكأن لا حياة فيه بينما تستمع من كارل ما حدث معهم وحكماء المدينة يقفون ويستمعون معهم..

شهقت جوليانا بقوة وسط بكائها وهي تغطي فمها بكفها عندما علمت بموت بيرلا قبل وقوعها في البحيرة ..

فتقدم كارل نحوها وعانقها للتخفيف عنها ثم التفت على دخول ريغورد مع اثنين من حكماء مملكته حتى يساعدوا في علاج إيتن ..

بعد أن طلبت جوليانا المساعدة والمدد منهم ..

وقف كارل بجانب جوليانا وحدق بفليغون الذي يجلس على أحد الأرائك ويحدق بهم ببرود مخيف وكرو يقف باستعداد بجانبه ثم لريغورد الذي أعرب عن أسفه لما حدث مع إيتن بكل برود ونفاق ..

ثم ثبت عينيه على جسد صديق طفولته وأخيه الذي لم تلده أمه يحتضر ببطء أمامهم دون أن يستطيعوا فعل أي شيء له ..

وبعد أن فحص الحكماء جراحه أخبروهم أن لا أمل له في العيش بعد أن انكسرت رابطته مع رفيقته التي ماتت وأصيب بهذا السم الخطير إضافة لإصاباته القريبة من قلبه ..

مما جعل حالته ميؤوساً منها ..

فابتلع كارل ريقه وهو يغمض عينيه بألم وحزن لما حدث معه ..

"لا، هنالك حل، على ما أذكر بأن حجر قلب البحر يمتلك القدرة على تحقيق أمنية لما لا تخرجه وتعالج به إيتن وتنقذ حياته أيها الملك"

صوت فيغون الساخر والحاد صدح في الجناح بأكمله مما جعل الأنظار تتوجه لريغورد الذي عقد حاجبيه بإضطراب خاصة عندما ابتسم له فليغون إبتسامته المختلة وأردف له بخبث وحدة:

"أم أنه سُرق منك وتخشى البوح أمام شعبك حتى لا تضيع هيبتك أمامهم"

خرجت شهقات من الحكماء بينما وسّع ريغورد عينيه بصدمة من معرفة فليغون بذلك ..

أما كارل الذي عقد حاجبيه بضيق عندما تذكر أمر الحجر الذي اكتشف مؤخراً بأن رفيقته هي من سرقته وقدمته لوالدها ..

عندها خفق قلبه بألم وهو يتذكر كيف تخلت عنه وخانت الجميع من أجل والدها !..

إلا أنه وسع عينيه والتفت بسرعة عندما سمع صوتها وهي تشتم الحراس الذين حاولوا منعها من الدخول قبل أن تقتحم الجناح مع أنثانيوس ..

رفع فليغون حاجبيه بدهشة من رؤية أنثانيوس مع سانسا والذي سمع بالفعل أمر خيانتها لكارل ولكنه لم يهتم كثيراً للأمر بينما تابع ببرود ما يحدث أمامه ..

عندما تقدم كارل نحوها معترضاً طريقها وهو يردف لها ببرود وحدة وعينيه تقدح شرراً غاضباً:

"ما الذي أتى بك إلى هنا سانسا؟ هل أتيت لتكملي فعلة والدك القبيحة؟ وتنهي حياة إيتن كما انتهت حياة بيرلا التي اعتبرتك شقيقتها وأحبتك من كل قلبها تكلمِ ماذا تريدين مع صديقك الشيطان؟"

رمشت سانسا وهي تحدق به ببرود محاولة إخفاء مشاعرها عنه وهي ترى غضبه وحقده لها بينما قلبها ينبض بعمق وألم بسبب عدائيته معها ..

إلا أنها ابتلعت ريقها وأردفت له ببرود وجرأة:

"لم آت من أجلك عزيزي ولكن أتيت لأسلم شيئاً كنت قد سرقته في الماضي ألم تكونوا تسألون عن حجر قلب البحر الذي سرقته؟"

أنهت كلامها بإبتسامة باردة وهي تحدق بريغورد الذي تكاد عينيه تقتلها من حدتها ثم حدقت بوجوه الجميع التي تناظرها بصدمة فأخرجت قلادة قلب البحر من جيبها ورمتها لريغورد وهي تردف له ببرود ولؤم:

"أمسك هذه وتوقف عن النظر إلي فأنا لست الشخص الذي ستساعده ومن الأفضل أن تسرع قبل أن يموت نهائياً عندها لن ينفعك الحجر في شيء"

"سانسا"

هتف كارل بغضب عندما ذكرت موت إيتن بسخرية مما جعلها تنظر إليه بإقطاب فتدخلت جوليانا بسرعة وهي تردف باندفاع:

"كارل توقف وأنت سيد ريغورد هلّا أسرعت واستخدمت الحجر رجاء"

شتم ريغورد بين أنفاسه قبل أن يهز رأسه بنعم وهو يحدق بسانسا بعد أن ظنها قد عجزت عن تشغيل الحجر وأنها كانت تخدعه في البداية ولكن ما لم يعلم بأنها تقصدت ذلك ..

لتشعره بالخزي والعار أمام الجميع كإنتقام منه لما فعله بوالدتها في الماضي ..

فإن كانت سكتت له عند اجتماع الملوك فهذا لا يعني بأنها نست ما فعله بوالدتها ..

وحتى تُري كارل من هي هذه الخائنة التي منعها من الإقتراب ومساعدة إيتن؟ لذلك خلقت هذا المشهد المضحك كاسترداد لحقها ولتجعله يرى بوضوح الحقيقة أمامه ..

فابتسمت لريغورد ببرود وهي تراه يتقدم نحو سرير إيتن ويقف بجانبه ثم قام بجرح إصبعه جرحاً صغيراً ثم قام بجعل دمائه تنزل على الحجر ذو اللون الأحمر والأزرق ..

بعدها أمسك بالقلادة من الأعلى ومد ذراعه أمامه وفوق جسد إيتن وأردف بصوت قوي وهادئ:

"أنا ريغورد غاشتلوفا ابن الملك ساركوس كاشتلوفا والملكة سترينتا وحفيد الملك الأول والأعظم أريانوس غاشتلوفا، ملك البحار السبعة وحامل الحجر الطاهر، باسمي وباسم سلالتي آمرك بأن تضيء وتعمل لتحقيق أمنيتي"

كان من المفترض أن يضيء الحجر بين يديه بعد أن قال ما يجب قوله إلا أن الحجر لم يضيء ولم يتحرك قيد شعرة مما زاد الإرتباك على وجهه ..

عندما علم بأنها خدعته وأهانته أمام الجميع ..

"ما الأمر؟ لما لم يعمل؟!"

هتفت جوليانا بقلق بينما الجميع ينظرون لبعضهم بقلق إلا أن فليغون أخرج قهقهة باردة ثم أردف بسخرية لاذعة وهو يسند رأسه على أصابعه بغرور:

"لمَ لمْ يعمل معك أم أن الحجر لم يعد صالحاً للعمل بسبب قِدمه أيها الملك"

عندها تبادل ريغورد وسانسا النظرات بينما سمعوا الحكماء يتهامسون باستنكار حول ذلك الأمر فابتسمت سانسا وهي تصنع تعابير ساخرة منه عندما وجدت لسانه قد لُجم تماماً بعد أن وقع بفخها ..

أما كارل الذي لاحظ نظراتهما لبعض فعقد حاجبيه باستغراب ولكنه وسع عينيه بدهشة عندما وجدها تتعداه وهي تردف بصوت قوي وواثق:

"العلّة ليست من الحجر بل من حامل الحجر"

وقفت أمام ريغورد الذي يحدق بها بغضب شديد لأنها أهانته أمام الجميع ثم خطفت القلادة من يده وهي تردف له ببرود وكره ظاهر:

"تراجع ودعني أقم بعملي"

دهش الجميع من فعلتها ولوهلة لم يفهموا بالظبط ماذا ستفعل بالحجر بعد أن أخذته من صاحبه الأساسي ..

ولكن عندما شاهدوها تضع دماءها على الحجر كما فعل ريغورد وتقف أمام سرير إيتن تجمد الجميع بصدمة كبيرة خاصة عندما سمعوها تردف ببرود وقوة:

"أنا سانسا كاشتلوفا ابنة الساحرة سكارلت والأمير كليزور كاشتلوفا وحفيدة الملك ساركوس ابن الملك الأول والأعظم أريانوس كاشتلوفا، الأميرة الصغرى لمملكة البحار السبعة وحاملة الحجر الطاهر، باسمي وباسم سلالتي آمرك أن تضيء وتعمل لتحقيق أمنيتي"

عندها توهج الحجر واختلطت ألوانه معاً وأخرج ضوء ملأ المكان بأكمله فشعرت سانسا بجزء كبير من طاقتها ينتزع منها وقلبها ينبض بألم وتعب إلا أنها كابرت على نفسها وأكملت بصوت بارد مقاومة آلامها:

"عالج جراح الألفا إيتن هميسورث الجسدية والروحية وأوقف آلمه وأنقذ حياته وأعد إليه سحره وأمده بالقوة حتى يستطيع العودة لأهله وقطيعه ويحكم الجميع بقوته مجدداً"

فازداد الضوء حتى أغشى عيون الجميع وخرج توهج منه ولفّ حول جسد إيتن واخترقه فتوهج جسده وشفيت جراحه بلمح البصر وزال شحوبه إلى أن عاد كوضعه الطبيعي وكأنه يغط بالنوم ..

نظر الجميع لما يحدث بدهشة وذهول إلى أن اختفى الضوء بالكامل وانعدم لون الحجر فأنزلت سانسا ذراعها وأسقطت الحجر على الأرض وهي تشعر بجسدها ضعيف للغاية بعد أن استنفذت طاقة الحياة خاصتها حتى فعّلت الحجر وأنقذت إيتن ..

راقب أنثانيوس بقلق ما يحدث ثم شاهد حكماء  مملكة البحر يهتفون بصدمة:

"يا إلهي لقد عمل الحجر معك هذا يعني بأنك الملكة الجديدة لمملكة البحر"

تنفست سانسا بعمق وقبضت على يديها بقوة حتى لا يظهر ارتجافها أمام الجميع ثم أردفت بصوت هادئ ومتزن وهي تستدير نحوهم:

"أنا لست ملكة لأحد ولا أهتم لمملكتم أصلاً لذا لا داعي لإثارة الجلبة فلديكم ملك قوي يحكمكم"

نظرت سانسا إلى ريغورد الذي علت الدهشة ملامحه ثم شاهدها تبتسم له ببرود وهي تردف بهدوء:

"عمي العزيز هو الملك الأفضل للمملكة ولا حاجة لوجودي بها لا تقلق فأنا لم آتي لأخذ العرش منك"

نظرت لكارل بأطراف عينيها وأكملت لريغورد:

"أتيت فقط لأفي بوعدي لبيرلا وقد وفيت به الآن"

صمتت تنظر لريغورد وأخرجت خنجر والدها وأكملت له ببرود:

"أيضاً قبل أن أذهب أريد أن أخبرك بأنني كذبت عليك في المرة السابقة فأبي لم يكن ميتاً طيلة تلك السنوات وهو كان قائد المتمردين الحقيقي"

توسعت عينا ريغورد بصدمة وأمسك بالخنجر الذي سلمته إياه وعندما أخرجه من غمده توسعت عينيه وهتف بصدمة:

"دماء؟! إنها دماء كليزور! هل.."

"عليك أن تشكر الذي قتله قبل أن يجعلني أكشف سر الحجر أمام جميع رعيتك وآخذ انتقامه منك بأخذي لعرشك لذا بما أنه قد مات لست ملزمة بفعل ما يريد لذا يمكنك الاحتفاظ بالخنجر فأنا لم أعد بحاجته"

قاطعته سانسا ببرود وأخفت أنها من قتلت كليزور وبمجرد أن أنهت كلامها حتى تقدمت بنية الخروج من الجناح ولكنها توقفت عندما وجدت أمامها كارل وعينيه تحدقان بها بقوة ..

فابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بقلبها يزداد ألمه عندها أخفضت عينيها للأسفل عندما عجزت عن النظر بعينيه وهي تشعر بإرهاق شديد في جسدها وتأنيب الضمير لأنها سبب كل شيء حصل له ..

"آسفة"

همست بخفوت قبل أن تتخطاه بسرعة وتخرج من المكان بأكمله وعندما لحق أنثانيوس بها للخارج همست له بضيق:

"إياك واللحاق بي"

فتوقف أنثانيوس وغلت الدماء بعروقه عندما انتبه لشحوب وجهها بمجرد أن أزالت ملامحها الباردة ونظرت إليه بضعف وشحوب وقبل أن يعترض أدارت رأسها عنه وذهبت للخارج بأقصى سرعة تمتلكها ..

خرج الجميع من الجناح بعد أن اطمأنوا على حياة إيتن وقامت جوليانا بأخذهم لقاعة الإستقبال الرئيسية ..

عندها وقف فليغون أمام أنثانيوس وهو يردف موقظاً إياه من تجمده:

"أنثانيوس ما الذي حدث؟"

وبعيون تقدح شرراً غاضباً مميتاً حدق أنثانيوس بكارل الذي خرج من الجناح كآخر شخص وعلى وجهه علامات الاضطراب ..

كان يشعر بضيق غريب في صدره وألم مختلف عن الذي عاشه في اليوم السابق عندما تقطعت رابطته مع سانسا ..

لم يكن يدري ماذا يحدث له ولكن بعد أن استخدمت سانسا الحجر شعر بقلبه يؤلمه فجأة ..

وعندما وجدها تعتذر منه وتغادر بسرعة أراد لوهلة أن يلحق بها ولكن الصدمة قد جمدت جسده ومنعته من اللحاق بها ..

لأنها كانت المرة الأولى التي تعتذر سانسا منه منذ لقائه بها ..

ولكن ملامحها المرتبكة وصوتها الضعيف والصادق هيّج داخله أشياء لم يستطع فهمها أبداً ..

إلا أنه خرج من أفكاره المتضاربة على صوت أنثانيوس الحاد وهو يهتف بغضب:

"ألم تفهم بعد أيها الوغد"

ومن دون أي تردد منه اندفع نحوه ولكمه بقوة على وجهه وأراد تحطيم جمجمته الغبية لولا اندفاع فليغون السريع وفصله بينهما وهو يحدق بدهشة مما يفعله أنثانيوس ولما هو غاضب هكذا؟ ..

"تباً لك أيها اللعين"

شتم كارل بغضب وهو يبصق الدماء من فمه بسبب لكمة أنثانيوس القوية التي أتته على حين بغتة بسبب تشتته بين أفكاره مما زاد غضب أنثانيوس وجعله يهتف له بحدة وغضب:

"الشخص اللعين الوحيد هنا هو أنت لأنك حتى الآن لم تدرك ما يحدث لك وما فعلته من أجلك وبكل وقاحة وغباء تفكر بآلامك فقط"

تجهمت ملامح كارل بغضب عندما وجده يبدي قلقه بشكل معلن أمامه فضغط على فكه وهتف له بغضب لا يقل عن غضبه:

"ولما أنت مهتم إن فكرت بها أو لا؟ أليس هذا ما أردته منذ البداية أيها اللعين؟ ألم تكن تريد تفريقها عني لتجعلها لنفسك؟ أتظنني لم أفهم نظراتك العاشقة لها؟ فماذا تريد أكثر بعد أن فضلتك عني وقطعت رابطتها معي بحق الجحيم؟!!"

زمجر كارل بغضب مما جعل جوليانا تخرج بسرعة وتنظر إليهما بصدمة أما فليغون الذي حدق بتعابير أنثانيوس الغاضبة والهادئة بشكل مخيف وهو يكاد يقتل كارل بعينيه فقط ..

إلا أن حاجبه ارتفع للأعلى بصدمة عندما وجد صديقه يردف بحدة وهدوء لكارل وعيونه السوداء تحدق به بكبرياء وغرور:

"أجل أعشقها ومنذ زمن طويل وحتى قبل أن تلتقي بأحمق مثلك ألديك مشكلة في ذلك؟"

احتدت عينا كارل أكثر وضغط على فكه بقوة بينما سمع أنثانيوس يكمل له:

"لا تظنّ بأنني كنت عاجزاً عن قتلك بعد أن أخذت سانسا معك عنوة لقد كنت أستطيع بسهولة تقطيعك وأخذ سانسا منك بعد أن أحجر قلبها وأجعلها لنفسي ولكنني لم أفعل ذلك ليس من أجلك أو لأنني خائف منك بل بسببها لأنها للأسف أحبت أحمقاً مثلك وخاطرت بحياتها حتى تنقذ حياتك من والدها "

تلاشى غضب كارل ورمش بصدمة عندما سمع كلمات أنثانيوس الغاضبة وعندما وجد أنثانيوس ملامحه المصدومة أكمل بصوته الحاد الغاضب:

"أجل لقد أخفت عنك الحقيقة ولكنها لم تفعل ذلك سوى لحمايتك فهي تعلم بأنه بمجرد أن تخبرك الحقيقة حتى يقوم كليزور اللعين بإحراق قطيعك كما فعل أبقت قلقها وخوفها داخلها حتى لا تحزنك وبقيت معك وأخلصت لك بكل جوارحها ولم تعترض على الاتهامات التي وجّهت لها بالخيانة لأنها أرادت الإقتصاص لك ولجميع من ماتوا من قطيعك من والدها فماذا تريد منها أكثر بعد أن قتلت والدها بيدها انتقاماً لما فعله معك ومع صديقك؟"

شهقت جوليانا بصدمة بينما توسعت عينا كارل والتمعت بالألم والندم على ما فعله مع سانسا وكيف صرخ بوجهها وأراد رفضها عندها سمع أنثانيوس يردف له:

"أنت حقاً أحمق وغبي ألم تفهم بعد بأنني لم أقم بقطع رابطتك معها بل وضعت تعويذة أوهمتك بذلك حتى أخدع كليزور بذلك وأن الألم الذي تشعر به الآن هو بسبب ألمها وضعفها"

"ماذا؟ محال!! هي ..هي الآن .."

هتف كارل بارتباك وخوف وصمت بسبب غصة علت في حلقه بعد أن أدرك كل شيء وهو ينظر حوله باضطراب محاولاً إنكار ما يشعر به فزفر أنثانيوس الهواء بضيق ثم أردف له ببرود وعينيه تلتمع بالحزن:

"تحتضر أعلم .. هذا بسبب استخدامها لحجر قلب البحر الذي سحب منها طاقة الحياة وبسبب ما حدث معكما مؤخراً أحدث شرخاً في علاقتكما وجعلها تضعف بشدة بعد أن رفضت أن أحجّر قلبها حتى لا تصبح قاسية عليك وتعويذتي كانت ستنتهي بمجرد أن توسمها مجدداً أو أن يقتلك كليزور فتموت معك"

ارتجف جسد كارل وتجمعت الدموع بعينيه ومن دون أن يشعر بنفسه اندفع بخطوات سريعة يريد الوصول إليها قبل أن يفوت الأوان إلا أنه توقف عندما سمع أنثانيوس يردف له ببرود ممزوج بحزن:

"هي على أطراف المدينة من الجهة الغربية أسرع قبل أن تفقدها هي وطفلك"

خفق قلب كارل بقوة إثر كلمات أنثانيوس الأخيرة ومن دون أي تأخير انطلق بأقصى سرعته نحوها ليصل إليها قبل أن يفوت الأوان على ذلك ..

ويخسر زوجته وابنه ..

أما أنثانيوس الذي بقي يحدق بأثر كارل بحزن وشرود فصحيح بأنه أحب سانسا بصدق إلا أنه تراجع وتخلى عن حبه لها عندما رأى الحب في عينيها له ..

وفي اليوم الذي استيقظت فيه بعد إلقاء التعويذة سألها أنثانيوس لما رفضت تحجير قلبها فأخبرته بكل بساطة وصدق ..

لأنني لا أريد أن أكون قاسية مع كارل كما كنت معه في السابق لأنني إلى الآن لا أسامح نفسي على ما فعلته معه لذا إما أن أعيش معه أو أموت معه فلا حياة لي بدونه ..

على الرغم من أنه كان قد اكتشف مصادفة بأنها حامل عندما شعر بجنينها وهو يقوم بتغليف جسدها بالتعويذة إلا أنه أبقى الأمر لنفسه ..

فهو علم بأن هذا السر هو الذي سيجعل كارل يركض نحوها بدون أي تردد ..

ولكنه كان أكثر من عاشق أحمق ولم يدعه يكمل كلامه حتى وبدأ بالركض خلفها لذا أوقفه وأخبره بهدوء قبل أن يكمل طريقه ويذهب لزوجته بأقصى سرعته ..

على الرغم من أنه كان يحلم بأن تكون سانسا زوجته وأن يكون هذا الطفل الذي في أحشائها من صلبه ..

إلا أنه كان سعيداً من أجلها لأنها تخلصت من والدها للأبد وباتت تستطيع العيش بحرية مع رفيقها ..

خرج أنثانيوس من أفكاره على صوت فليغون البارد وهو يردف له:

"أخبرني آثي هل تلك اللعينة لا تزال على قيد الحياة؟"

ابتلع أنثانيوس ريقه وهو يحدق بفليغون ثم أردف ببرود:

"للأسف"

شتم فليغون بغضب ثم نظر لأنثانيوس الذي تصلب فكه وتجمدت عينيه فعقد حاجبيه بقلق قبل أن يردف له:

"آثي هل أنت بخير؟"

"آسف يا صديقي ولكن حان وقت ذهابي"

أردف أنثانيوس ببرود قبل أن يختفي من أمام فليغون الذي عقد حاجبيه بغضب ثم انطلق هو أيضاً خارجاً من مدينة السحر وعائداً لقصره ..

________________

SANSA POV

أسير بهوان بين هذه الطرقات ولا أعرف إلى أين أسير بالضبط ..

فقط أسير وأسير شاقة الطرقات أمامي إلى أن أحظى بمكان أختلي فيه وحدي مع ألمي ..

أشعر بارتجاف جسدي بوضوح وببرودة في أطرافي ..

لا أدري إن كان هذا بسبب الجو البارد أم لأنني أحتضر وحدي ..

نبضات قلبي أصبحت ضعيفة وبالكاد أستطيع السير ببطء وخمول ..

كان ذلك بسبب استخدامي لحجر قلب البحر بعد أن وضع أنثانيوس تلك التعويذة علي ..

ورغم ذلك وألمي كله إلا أنني سعيدة ..

أجل سعيدة ..

سعيدة رغم حزني ..

رغم أنني فقدت اليوم أغلى إنسانة على قلبي بعد أمي تلك الفتاة التي حركت مشاعري الخامدة برقتها ولطفها ..

بيرلا ..

هذه الفتاة حفرت مكانها عميقاً داخلي ..

ولولا وجودها إلى جانبي لما أعطيت فرصة لنفسي ولا لكارل ..

ولبقيت سانسا القاسية وباردة المشاعر ..

أكثر شيء أنا نادمة عليه هو أنني فشلت بإنقاذها من ذلك السهم ..

تلك المسكينة كانت مجبرة على ترك إيتن للذهاب لوالدها ..

رغم أنني أستغرب من تعلقها بوالدها بهذا الشكل فوالدي لم يكن حنوناً علي يوماً .

ولكنها أوضحت لي الفرق بينهما عندما أخبرتها بحقيقتي ..

على الرغم من أنها كان يجب أن تخاف من رفقتي وأن تخبر الجميع بما أخبرته لها في لحظة ضعف ..

إلا أنها احتوتني كما لو كان بيننا رابطاً أو صلة دم ..

وجعلتني أشعر بالراحة لأنني وجدت الشخص الذي تقبلني وأعطاني الحنان والمشاعر النقية التي فقدتها بموت أمي ..

يؤسفني أنها لم تستطع رؤية والدها وبدل أن تذهب إليه حية ..

ذهبت وهي جثة بلا روح ..

انهمرت دموعي ببطء وهدوء وأنا أتذكر كيف حدث ذلك لها ..

هي لم تستحق ذلك حقاً ..

ولم تستحق هذه النهاية ..

ليتها لم تمت ..

ليتها استطاعت النجاة من الموت بذلك السهم بطريقة ما ..

لحظات وخرجت من أفكاري على قطرات خفيفة حطت على رأسي ووجهي ..

بدأت تمطر! ..

رمشت وأنا أحدق بالسماء وأشاهد القطرات تهطل قطرة بعد قطرة إلى أن ازداد هطولها وأصبحت غزيرة ..

على الرغم من أني سايرين وأنه في وقت كهذا يحب أن يحول جسدي بمجرد ملامسته للمياه ..

إلا أن ضعفي واحتضاري جعلني أعجز حتى عن التحول لشكلي كسايرين ..

فقلبي على وشك أن يتوقف وقد لا أصمد لساعة قادمة ..

لذا لم أمنع نفسي من الاستمتاع بشعور الوقوف تحت المطر والذي أجربه لأول مرة في حياتي ..

فأغمضت عيناي ورفعت رأسي عالياً وأنا أفتح ذراعاي وكأنني أريد أن أتبلل بأكبر قدر من الإمكان ..

لأول مرة أشعر بأن هذا الحمل الذي كان يثقل قلبي قد أزيح نهائياً ..

الحرية ..

لقد شعرت بمعنى الحرية في هذه اللحظات ..

على الرغم من أنها لدقائق معدودة إلا أنها كانت كافية لي ..

فقد شعرت بالرضا عن نفسي أخيراً ..

"أمي لقد انتقمت لك أخيراً .. انتقمت لك ممن آذوك"

همست بضعف وأنا أفتح عيناي وأبتسم بحزن ..

عندما تذكرت كارل ..

لا أدري لماذا هربت ولكنني لم أقوى على إخباره بالحقيقة ..

جَبُنت في آخر لحظة ..

لم أكن سأتحمل رفضه لي ثانية ..

لذلك هربت ..

ولا أدري إن كان سيسامحني عندما يعلم بالحقيقة ..

إلا أنني لن أهتم لشيء طالما هو بخير ..

خرجت من أفكاري على الألم الذي داهمني فجأة فعقدت حاجبي بألم وأنا أمسك بصدري وانحني للأسفل ..

أظن بأن الأمر قد بدأ بالفعل ..

وقلبي بدأ يتصلب ..

انهار جسدي على الأرض وجثوت على ركبتاي وأنا أمسك بصدري وأئن بألم ..

لا أدري كم بقيت على هذه الحالة إلا أنني شعرت بأن الألم قد خفّ قليلاً مع توقف الأمطار ..

فابتلعت ريقي وأنا أتنهد بتعب وبالكاد أمسك نفسي عن السقوط على الأرض صريعة ..

هل حقاً سأموت الآن؟ .. وحدي؟ ..

مثل أمي؟ ..

وكما قال لي أبي قبل أن أقتله؟ ..

"سامحيني أمي فابنتك لم تكن جيدة مثلك"

همست لنفسي بضعف وأنا أشعر بجفوني تصبح ثقيلة عندها عمت بأنني لم أعد أستطيع الكفاح أكثر ..

ولكن قبل أن أغمض عيناي واستسلم للظلام سمعت صوت كارل يناديني من بعيد ..

هل بدأت أهذي أم هذه علامات للموت لا أعرفها؟ ..

رفعت رأسي بضعف وحدقت أمامي وأنا بالكاد أرى وأمنع عيني من أن تغمض ..

عندها لمحت ذلك الجسد يقترب مني بسرعة خيالية وقبل أن أرمش حتى وجدت نفسي في وسط أحضان كارل ..

في عناق خانق ومكسر للعظام ..

بينما سمعته يهتف لي بأذني بلوعة وألم:

"سانسا حبيبتي أنا آسف آسف لأنني ظلمتك وآسف لأنني تركتك تتألمين لوحدك أنا احمق وغبي لأنني ظننت بأنك تخدعيني أنا وغد لأنني لم أرى ألمك وتركتك تذهبين ببساطة سامحيني حبيبتي سامحيني"

على الرغم من أن كلماته وقربه قد أراحا قلبي وجعلاني أشعر بالسعادة إلا أنها لم تكن كفيلة بإيقاف موتي ..

فالشرخ الذي حصل بعلاقتنا هو الذي قتلني وليس بُعده فحسب ..

فنحن السايرين هكذا بأقل هجران أو كلام قاسٍ نتأثر ونموت ..

ابتلعت ريقي بصعوبة ورفعت يدي إلى ظهره بضعف ثم أردفت بصوتٍ ضعيف ومثير للشفقة:

"كارل تكاد تقتلني بعناقك يا رجل خفف قبضتك على جسدي فهو لم يعد يحتمل"

رغم أنني كنت أسخر من نفسي على ضعفي إلا أنني رأيته ينتفض كمن لسعته أفعى وأمسك بكتفي وأحاط بوجهي بيده الأخرى وهو يهتف بخوف:

"الوسم علي وسمك حتى أوقف تصلب قلبك يا إلهي سانسا"

شعرت بجسدي يتخدر ولساني يرتخي وكل ما أراه أمامي هو كارل الذي صرخ بلوعة وهو يهتف باسمي ..

إلا أنني رأيته يندفع نحوي وكل ما شعرت به هو أنيابه التي اخترقت جلد عنقي بقوة وهمجية دون أي مقدمات ..

خرج تأوه متألم مني وأنا أشعر بكارل يكاد يطحنني بين ذراعيه التي اشتدت حول جسدي وهو يغرق أنيابه بجوف عنقي حتى آخر رمق ..

اللعين الأحمق الهمجي ..

شتمته بعقلي بسبب الآلام التي داهمتني بسبب عضته القوية إلا أن الألم انقلب لراحة ونشوة ملأت جسدي وأزالت الأغلال عن قلبي ..

وأعادت نبضه من جديد ..

وأنا أشعر برابطتي الروحية تتجدد داخلي مع رفيقي الأحمق ..

وعندما أقول أحمق فأنا لا أظلمه أبداً ..

لأنه إن كان قد عالج قلبي بوسمه إلا أنه سيكسر عنقي بسبب همجيته في إدخال أنيابه ..

"آااه أيها اللعين"

تأوهت وأنا أشتمه عندما أخرج أنيابه ولعق مكان الجرح حتى يشفى بسرعة فدفعته وأنا أنظر إليه بحنق وأهتف له بغضب:

"أيها الهمجي اللعين كدت تقتلني وتكسر عنقي بل كدت تسحق عظامي بين ذراعيك سحقاً لك لا تتوقع مني أن أشكرك على إنقاذك لحياتي لأنك لا تستحق همجي أحمق"

وبصدمة وجدت ذلك الأحمق يضحك وكأنني ألقيت عليه نكتة ما مما جعلني أرفع حاجباي عالياً وأفتح فمي بصدمة من حماقته ..

أنا أقول له بأنه كاد يقتلني وهو يضحك ببلاهة ..

وقبل أن أشتمه مجدداً تفاجأت به يسحبني نحوه ويقبلني بقوة وشغف ..

للحظة هدأت وزال غضبي بالكامل ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ألف ذراعاي حول عنقه وأشعر بذراعيه القاسية تمسك بخصري وتسحبني لحجره وتلصقني بصدره ونتعمق بالقبلة أكثر ..

وبقينا نتبادل القبل دون أي توقف لوقت لا أعلم كم دام ولكنني أوقفته عندما شعرت به سيتمادى أكثر عندها فصلت القبلة وضيقت عيني عليه وأنا أردف له بغضب مزيف:

"لا تظن بأنني سأسامحك بهذه البساطة عزيزي لأنني كدت أموت بسببك مرتين"

فارتسمت تلك الإبتسامة الماكرة المعذبة لقلبي على وجهه الوسيم قبل أن يردف لي بلعوبة:

"لا بأس عزيزتي لدينا ليال طويلة وأستطيع إرضاءك بها كما تريدين رياحي"

ذلك المنحرف الوقح ..

سحقاً كم أحبه! ..

"أيها اللعين ماذا تفعل؟!!"

شهقت وأنا أهتف باندفاع عندما وجدت نفسي في حين بغتة على كتفه ..

فسمعته يقهقه بصخب قبل أن يردف لي بخبث:

"أبحث عن مكان نبيت فيه كما تعلمين ليس من الجيد المبيت في العراء مع أنني أجدها فكرة مثيرة إلا أنها يمكن أن تضر طفلي"

ذلك المنحر...

لحظة ماذا؟!! ..

"طفل ماذا أيها الاحمق؟!!"

سمعته يقهقه وهو يردف لي بمرح وسعادة:

"حبيبتي هذبي لسانك ليس من الجيد أن يسمع طفلنا شتائمك لي فهذا أمر سيء وأنا لا أريد أن ينطق طفلنا الشتائم قبل أمي وأبي"

كلماته تلك ألجمتني وجعلت جسدي يتصلب بينما بقيت متجمدة بصدمة وأنا أشعر بكارل يسير ..

ولا أدري لأين؟! ..
____________________

EATEN POV

غارق في الظلام وحدي ..

من دون أي بصيص نور حولي ..

أشعر بالخدر بأطرافي وبشيء ملفوف حول معدتي ..

هل مت أم لا؟! ..

تساءلت داخلي ..

عندها لمعت أمام عيني آخر ذكرى وأقسى ذكرى على قلبي ..

حبيبتي الصغيرة وملاكي البريء ..

لقد رحلت! ..

تركتني للأبد!! ..

انتزعوها مني كما انتزعوا عائلتي وطفولتي مني ..

ولكن لما لم أمت معها؟ ..

لما بقيت حياً؟ ..

تساءلت داخلي قبل أن أجمع قوتي وأفتح جفناي ..

حدقت حولي بالغرفة المظلمة وعرفت فوراً بأنني عند خالتي جوليانا ..

《فوكسارد هل أنت حي؟》

سألت بيأس ذئبي وأنا أشعر بحضوره الخافت ..

ناديته عدة مرات قبل أن أشعر بوجوده جيداً وكأنه صحا من غيبوبته لتوه ..

بقينا صامتين نحدق بالفراغ بعد أن أدركنا ما حدث ..

فإن كنا أحياء فهذا يعني بسبب شيء واحد ..

وهو حجر قلب البحر ..

فلا يوجد مستذئب على وجه الأرض استطاع العيش بعد أن خسر شريكته ..

ونحن لن نكون مختلفين عنهم إضافة للإصابات التي حصلت لي ..

ولكن كيف حدث وأعادوه لا أعلم؟ ..

رمشت بألم وأنا أتذكر وجه صغيرتي الخائف والشاحب وهي تهتف لي مقاومة آلامها بأن انتبه عندما تلقيت الطعنات من خصومي ..

وآخر لحظاتنا معاً عندما قبلتني بنفسها ووعدتني بأنها ستكون لي وستعود إلي مجدداً ..

لم أشعر بنفسي إلا وأنا أبكي بصمت وحسرة وأتذكر مراراً وتكراراً كيف اخترق السهم جسدها وتعابيرها الأخيرة قبل أن تسقط في البحيرة ..

كنت أشعر بنحيب ذئبي معي ونحن نتذكر أسوأ لحظات حياتنا وكيف كنا عاجزين عن إنقاذها ..

لقد انتزعوا مني فرحتي وسعادتي ..

انتزعوا مني ملاكي البريء ..

أنا لن أسامحهم ..

لن أسامحهم أبداً ..

من بين دموعي الحارة شعرت بغضب عظيم ينمو بداخلي لم أشعر به من قبل في حياتي ..

غضب وحقد ورغبة حارقة للانتقام ..

أجل لن أدع دماء صغيرتي تبرد قبل أن أقتصّ لها من كل شخص لعين كان له علاقة صغيرة بموتها ..

جلست بهدوء على السرير ومررت يدي على وجهي أمسح دموعي بقسوة ..

لن أبكي !..

أجل لن أبكي حتى أسترد حق امرأتي من كل شخص خطط أو فكر بموتها ..

نهضت وسرت حتى وقفت أمام النافذة أحدق بالجو الممطر وفكرت بيأس وألم ..

كم أصبحت أبغض رؤية القمر! ..

القمر الذي كان السبب في انفصالي عن صغيرتي الحبيبة ..

"لن أسامحهم صغيرتي أعدك"

همست لنفسي ولها وأنا أتخيل صورتها أمامي ثم رفعت ذراعي وحدقت بالسوار الذي لا يزال مربوطاً حول معصمي ..

من حسن حظي أنني لم أفقده وإلا لم أكن لأسامح نفسي ..

فهو هديتي الأولى والأخيرة من ملاكي البريء والبقية الباقية لي منها ..

فرفعته أمام وجهي وتلمسته بيدي الأخرى ثم همست بوعيد:

"لقد كان هذا السوار كذكرى لوعدك بأنك ستعودين إلي ولكني الآن سأجعله كوعد لك بأنني سأنتقم من كل شخص كان له يد في مقتلك صغيرتي أعدك بهذا"

ومن دون أن أضيع وقت أكثر اتجهت للخزانة وأخرجت سترة سوداء ارتديتها وقفزت من النافذة بسرعة قبل أن أركض لخارج المدينة ..

فأنا لا أريد أن أرى أو أكلم أحداً الآن ..

زدت من سرعتي وأنا أتجه لقطيعي بأقصى سرعة أمتلكها وكأنني أنفس قليلاً عن الجحيم الذي في صدري ..

لم يمضي وقت طويل حتى وصلت لحدود قطيعي فأوقفت ركضي وسرت بهدوء وأنا أتفقد المكان بعيناي  وأرى أعين رجال قطيعي ونسائهم تلتمع بالسعادة رغم حزنهم لما أصابني .

وهم يقتربون مني ويطمئنون علي ..

إلا أنني بقيت جامد أحدق بهم ببرود ..

أشعر بداخلي أصبح أبرد من السابق بكثير ..

وروحي أظلمت بشدة أكثر من أي وقت مضى ..

وأشعر بنفسي أريد أن أفتك بالجميع دون أي استثناء ..

سيأتي الوقت لذلك .. سيأتي ..

"أريد البيتا في مكتبي فوراً"

أردفت بصوت قوي وبارد وأنا أنظر لرجال قطيعي قبل أن أشقّ طريقي لمكتبي بخطوات سريعة ..

وبمجرد أن دخلت وحدقت حولي شعرت بخطوات جاك السريعة خلفي وبمجرد أن استردت حتى وجدته يعانقني بقوة وهو يشهق ببكاء وهو يهمس بألم وأسف:

"آسف لما حدث لك إيتن آسف لم أكن كفؤاً وسمحت لهم بالغدر بك وباللونا آسف"

ربتّ على ظهره بخفة والغصة علت بصدري والغضب تعاظم داخلي إلا أنني كابرت على نفسي وأردفت له ببرود:

"لا تلم نفسك جاك فالأمر لم يكن بسببك يكفي أنك أنقذت القطيع من الخراب وكنت قوياً بما فيه الكفاية لتقوده للنصر"

أبعدته عني وأمسكت بكتفيه وحدقت بعينيه بقوة وأردفت له ببرود:

"امسح دموعك ولا تقلق سأقتص من الجميع بدون أي رحمة وسأجعلهم يندمون لأنهم فكروا بجعلي عدوهم هيا عد صلباً كما عهدتك فأنا بحاجتك بجانبي يا صديقي فالحرب بدأت الآن وعلينا أن نكون أقوياء حتى نفوز بها ونأخذ بثأرنا"

رأيته يومئ لي وهو يمسح دموعه بعشوائية بعدها حكى لي ما حدث بعد أن أصبت بالتفصيل ..

وأخبرني بأنه قبل لحظات كان يقف مع كرو الذي أخبره بما حدث بقصر جوليانا بالتفصيل وعندها تأكدت شكوكي عندما علمت بموت كليزور وحقيقة نسل سانسا ..

بأنها تنتمي لعائلة غاشتلوفا ..

تلك الفتاة ليست سهلة أبداً ومنذ أن رأيتها في الغابة وتعرفت على أتباع أماريس بدأت أتقصى الأخبار عنها بواسطة بول الذي أعطاني بعض المعلومات عنها ..

ومنها أنهت سرقت حجر قلب البحر وأرادت أن تعقد صفقة بواسطه مع بيرس ..

على الرغم من أني كنت أجمع المعلومات بسرية حتى أجد الدليل القاطع على إدانة الشخص حتى أستطيع التدخل وقتله ..

بموجب اتفاقيات السلام التي وقعتها مع الملوك في الماضي ..

ولكن بما أنهم بدؤوا الحرب معي وانتزعوا مني صغيرتي ..

فأنا من سينتزع قلوبهم وأريهم بأن أكبر خطأ افتعلوه في حياتهم هو ..

إغضاب ألفا القمر الأحمر ..

وها أنا أقف وحدي أمام بوابة القصر أحدق ببرود وحقد قبل أن استعمل سحري وأفتح البوابة على مصرعيها دون حتى أن ألمسها ..

فقد كنت أخفي سحري طوال تلك السنين بسبب قسمي الذي عاهدت نفسي به بأن أول شخص سأستخدمه ضدها هي جنية الظلال أماريس التي شوهت روحي وأخذت مني عائلتي ..

لذا بما أنني قاتلتها وتخلصت منها لم أعد أجد مانع من إخراج سحري متى ما أشاء ..

سرت بخطوات رتيبة وأنا أحدق أمامي متجاهلاً نظرات الحراس الذين يرتعشون من شدة خوفهم بسبب هالتي المخضعة القمعية التي أطلقها حولي ..

تقدمت بين الممرات إلى أن وصلت للغرفة المقصودة وقمت باستخدام سحري مجدداً لفتحها ودخلت أحدق ببرود وقسوة بهدفي ..

"ألفا إيتن ما هذه الزيارة المفاجئة؟"

صوت بيرس المتوتر خرج بعد أن وجدني أمامه أقف بكل قوة وبرود عندها بدأت آخذ خطواتي للداخل وأنا أحدق بنظرات حادة وقاتلة وأنا أردف له ببرود:

"أتيت للحصول على بعض المعلومات"

رأيته يبتلع ريقه بتوتر قبل أن يبتسم بزيف وهو يردف لي بتوتر:

"معلومات ماذا؟ لم أفهم ما ترمي إليه ألفا؟"

بقيت أحدق بعينيه بقوة وصمت وأنا أزيد توتره بحركتي هذه ثم أمسكته من كتفه بقوة وسحبته إلى أقرب كرسي وأجبرته على الجلوس عليه ثم قلبت المنضدة بأكملها أمامه وسحبت كرسياً لأمامه ..

رفعت أحد قدمي ووضعتها على الكرسي قبل أن أسند ذراعي على ساقي وأنا أردف له بنبرة قاسية:

"أريد أن تسرد لي بالتفصيل الممل كيف اتفقت مع كليزور وصرت حليفه؟ ومن كان خلف الهجوم على قطيعي البارحة؟ وإياك أن تكذب فأنا أكرهه بشدة ولسوء حظك فأنا أشعر بالغضب ولن يكون من صالحك أن أفرغه بك"

بداية حاول الإنكار ولكنني استطعت استخلاص جميع المعلومات منه ولم أخرج من تلك القاعة حتى اقتلعت قلبه بيدي ..

سرت ببرود عندما علمت بالمعلومات التي أحتاجها ..

وأهمها أين تختبئ تلك اللعينة التي أخبرني أنها لا تزال حية ..

وعندما خرجت من بوابة القصر وجدت ليوناردو يقف أمام حراسه ويحدق بي بقلق وخوف ..

فتوقفت أنظر إليه ببرود وحدة وأردفت له قبل أن يبدأ بسؤالي:

"أنت مدين لي بالشكر ليوناردو لأنني خلصتك من الخائن الذي كان يخطط للإنقلاب عليك وقتلك"

ثم تركتهم بلا اهتمام وسرت مبتعداً عن القصر وعندما اقتربت من سيارتي وجدت ذلك اللعين فليغون يقف أمامي ببرود وهو يرفع أحد حاجبيه ويردف لي بسخرية:

"لم أتوقع أن تكون سريعاً هكذا يبدو أنك عدت صرحاً جليدياً مجدداً"

تجاهلته وسرت نحو سيارتي وفتحت بابها وأنا أردف له ببرود:

"يؤسفني القول بأن لا وقت لي للعب معك فليغون"

وعندما ركبت بسيارتي تفاجأت به يجلس بالمقعد الأمامي بجانبي قبل أن يردف لي ببرود وسخرية:

"سحقاً أنت لست مسلياً بنسخة الألفا البارد لقد بدأت أعتادك بنسخة الألفا الغيور ولكن لا بأس أظن بأنني سأودع تلك الأيام الجميلة وأبدأ ببداية جديدة معك فما قولك؟"

بقيت أحدق به ببرود إلى أن أنهى كلامه بجدية فرفعت حاجباي ببرود قبل أن أردف له باستفزاز:

"وما الذي سيجعلني أثق بك وأجعلك حليفي؟"

فابتسم بخبث وهو يحدق بي بقوة وأردف بغرور:

"ببساطة عدو عدوك هو صديقك ولدينا عدو مشترك وأنا أعلم بأنك بحاجة لحليف قوي مثلي في حربك لتطهير الفصائل "

صمت وهو يحدق بي بخبث وأردف لي مكملاً:

"لقد انتظرت تحركك منذ البارحة وأنا كنت أعلم بأنك لم تعد تهتم بمعاهدات السلام ومستعد للدخول بأي حرب لذا ما المانع من الدخول معك في حرب جديدة فيدي تحكّني منذ فترة واريد أن أفتعل مجزرة ما ولن أضيع فرصة ذهبية مثل هذه للحصول على تسلية فما قولك"

همهمت ببرود وبدأت القيادة بسرعة حيث المكان الذي أخبرني به بيرس قبل موته ..

على الرغم من استغرابي الكبير من عرض فليغون الغريب للتحالف ..

إلا أنني لم أرفض فالفكرة ليست سيئة مبدئياً ..

كان علي أن أتحرك بسرعة قبل أن يوصل الجواسيس أمر شفائي لأماريس وبقية العصابات الصغيرة ..

لذا لم يتوقع بيرس حضوري المباغت له ..

كما لن يتوقع أحد حضوري لمقرهم ..

على الرغم من وجود الكثيرين فيه إلا أنني واللعين فليغون كافيان لهم ..

فأنا لا أنوي إنهاءها من الجولة الأولى ..

وإنما سيكون إعلاناً للحرب ..

واسترداداً لكرامة قطيعي ..

سرت أنا وفليغون جنباً إلى جنب في الغابة بعد أن أخفيت هالتينا بسحري ووقفنا نحدق بالقلعة القديمة ببرود ..

"أحتاج لشعلة منك"

أردفت ببرود فقهقه فليغون بمرح وأخرج شعلة وصار يلعب بها وكأنها كرة صغيرة يقذفها للأعلى ويعيدها ليده وهو يردف لي بمرح:

"لك هذا عزيزي ألفا الجليد"

قلبت عيناي بملل من سخريته الدائمة وبمجرد رمى كرات اللهب على بعض الأشجار حتى أخرجت رياحي وزدت من النار بثوان وحركتها بأعاصير أحرقت الغابة المحيطة بالقلعة قبل أن تبدأ القلعة بالإحتراق أيضاً ..

راقبت بهدوء الرجال يهرعون للخارج فتولى فليغون أمرهم بسرعة وهو يضحك بتسلية ..

سحقاً رغم أنني أبغض أفعاله إلا أنني لم أجد مشكلة بتحالفنا اللعين هذا ..

فقد أراقني الأمر للحظات! ..

وبمجرد أن شعرنا بوجودهما حتى تعمقنا بسرعة بين الأشجار المشتعلة إلى أن وجدنا ذلك الشيطان أنثانيوس يحمل بين ذراعيه أماريس ويحدق بنا ببرود ..

وبمجرد أن إلتقت عيناي بعيني تلك اللعينة حتى شعرت برغبة عارمة لقتلها والإقتصاص منها لما فعلته بي ..

ولكن كما ظننت تماماً بمجرد أن تلاقت نظراتنا حتى اختفت مع خادمها بعد أن رمقتني بنظرة حاقدة فهي لن تخاطر بالقتال وهي مصابة ..

فأي شخص يستطيع قتلها الآن ..

"مثالي مهمتانا الأولى قد نجحت بدرجة مثالية أراك لاحقاً يا حليفي الجديد"

صوت فليغون أخرجني من أفكاري فحدقت به بطرف عيني وأنا أراه يحلق عالياً ويرحل ..

أما أنا حدقت حولي وأنا أفكر بخطواتي القادمة ..

فهذا المقر ليس مقر أماريس الوحيد بل مقر كليزور في الأصل ولأن بيرس أتى لهذا المكان من قبل فهو يعرفه جيداً ..

لذا أعلم جيداً بأنها ستستمر بالإختباء والهرب باستمرار مني بعد أن أصبحت أتفوق عليها بأفواج ..

استدرت وتقدمت ببرود بين ألسنة النار المشتعلة وأمامي هدف واحد لا غير ..

هو الإنتقام ..

أقسم بأنني لن أُبقي وغداً منهم على قيد الحياة ولن أدعهم ينعمون بالسلام أبداً ..

هذه المرة الأمر قد اختلف ..

لن أسكت أبداً لتحركاتهم وأغض الطرف عنها ..

بل سأحرقهم بالنار التي أشعلوها بصدري بعد أن تقتلوا صغيرتي وحب حياتي وانزعوها مني ..

لذا من اليوم قد بدأ عصر جديد ..

عصر سأبني سطوره بجثثهم وسأكتب أحرفه بدمائهم ..

ولن ينتهي حتى أنهي حياة من كانت كابوسي منذ طفولتي ..

ولكنني من اليوم سأكون أنا الكابوس الذي يلاحقها في كل مكان ولن أتوقف حتى أرى جثمانها أمام عيني ..

سأريها معنى الاستخفاف بي ..

وسأريها كيف يكون انتقام ألفا القمر الأحمر؟ ..

أجل سأجعلها تعرف جيداً كيف يكون انتقامي؟ ..

بيننا جولات قادمة كثيرة أماريس ..

وأعدك بأنني سأنتقم لكل شيء فعلته بي ..

فانتظريني ..

أنا قادم ..
___________________

كيف كان البارت ..

رأيكم بالأحداث ..

بصلح كارل وسانسا ..

ونهضة إيتن القوية بعد أن حول شعوره بالألم للهيب من الغضب المطالب بالانتقام ..

وأخيراً تحالف فليغون وإيتن الحقيقي والرسمي ..

بهيك بكون انتهيت من الأحداث الصعبة والمؤلمة بالرواية

أما البارت القادم فحيكون عن بيرلا شو صار معها وهل حتلتقي بإيتن مجدداً أو لا😉

أشوفكم ببارت الثلاثاء😘😘😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

11.1M 457K 50
"انها ملكي حتى لو لم تكن رفيقتي " أردف ماكسميس ببرود وهو ينفث دخان السيجارة ، "ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم ؟! ماذا لو لم تكن علامتها ذئب اسود مثلك ؟...
1.1M 63.7K 54
في احدى القرى الصغيره ~ فتاة بغايه الجمال تمشي بارجاء قريتها الفقيره بعينيها التي تشبه اللؤلؤ و شعرها الاشقر الذي يلمع مقبلةً ضوء الشمس و بشرتها الب...
1.6M 94.1K 44
" ألفا عليك الزواج.. القطيع يحتاج إلى لونا عليك أن تتقبل أن رفيقتك لن تظهر ابداً .. " على الرغم من بروده الذي تسلل الى قلبه وقسوته التي ضربت بها ا...
56.7K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق