ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.4M 105K 34.9K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

28

38.4K 1.9K 461
By Aisha-kasem40

انحنى إيتن وهو يضع جسد بيرلا النائم على السرير بعد أن عادا بفضل تدخل الجنية كادري في نقلهم للقطيع بدل أن يقطع تلك المسافة سيراً على الأقدم ..

تنهد بخفة وهو يحدق بها وهي تغمض عينيها بسلام ثم نظر لفستانها الذي اتسخ وامتلأ بدمائها مع مياه البحيرة وعندما همّ بإخبار بوريشا أن تأتي لتبدل ملابسها خطرت في باله فكرة ..

فابتسم وانحنى مقبلاً جبينها ثم أردف بخفوت أمام وجهها:

"أظن بأنني لن أحتاج لأحد كي يبدل ملابسك صغيرتي فمع موت أماريس لا بأس باستخدام سحري من أجلك"

وبالفعل فتح يديه وتمتم بتعويذة أخرجت ذرات لامعة من يديه ولفت حول جسد بيرلا بلطف قبل أن تُستبدل ملابسها المتسخة والممزقة بثوب أبيض خاص بالنوم ..

كالثوب الذي كانت ترتديه في أول يوم لها في قطيعه ..

فابتسم بحب لها وداعب خصل شعرها الفحمي قبل أن يستقيم ويأخذ حماماً بعد قتاله الشاق ضدّ أماريس ثم عاد ليستلقي بجانب بيرلا بهدوء ..

ثم سحب بيرلا لحضنه وهو يتنهد براحة بعد أن طمأنته كادري بأن بيرلا أصبحت بخير ولكنها تحتاج لقسط وافر من الراحة في الأيام القادمة ففي النهاية هي بشرية وما تعرضت له لم يكن بقليل ..

لفّ ذراعيه حول جسدها أكثر وكأنه يريد إدخالها لصدره وهو يتنفس بعمق ويحاول تجاوز ذلك الأمر الذي مرّ به اليوم ..

فقد كاد أن يفقدها كما فقد عائلته ..

كان لا يزال خائفاً رغم سعادته بنجاتها ولا يعلم السبب لهذا ..

هل كان خائفاً من كسر تلك المرآة وضياع تلك الفرصة عليه من جمع بيرلا مع والدها؟ ..

أم خائف من ردة فعل بيرلا عندما تعلم بأنها خسرت فرصتها في لقاء والدها عن قريب؟ ..

أو أنه كان خائفاً ألا يجد طريقة يستطيع التنقل بها والعودة إلى عالمه؟ ..

ابتلع ريقه بتوتر وهو غارق بأفكاره إلى أن سمع فوكسارد يردف له بهدوء:

《دع كل شيء لوقته ولا تشغل نفسك بالتفكير فالشيء المهم الآن هو أن بيرلا بخير ولم تتركنا وقد تخلصنا من اللعينة أماريس للأبد ولن تكون هنالك شيء يردعنا من العيش مع رفيقتنا لنهاية حياتنا》

تنفس إيتن بعمق وهو يحاول إقناع نفسه بكلام فوكسارد وأنهم فعلاً تخلصوا من أماريس للأبد ..

فأسند فكه على رأس بيرلا قبل أن يغمض عينيه ويجبر نفسه على النوم وهو يستمع لنبضات قلب بيرلا الرتيبة وأنفاسها المنتظمة ..

__________________

أما في مكان آخر كان أنثانيوس يقف على أحد الجبال ويراقب القمر الذي يوشك على الإكتمال وهو يفكر بما حدث معه اليوم ..

حدّق بصدره العاري وتحديداً على الوشم الذي لا يزال موجوداً مكانه ولم يختفي باختفاء أماريس ..

أهذا يعني بأنها لم تمت بعد؟ ..

تساءل داخله بقلق قبل أن يغلق قبضته وهو يتمنى أنها قد ماتت بالفعل ولن يمانع من بقاء هذا الوشم على جسده ..

كتذكار للجحيم الذي عاشه في خدمتها ..

إلا أنه خرج من أفكاره على صوت مألوف مرّ في رأسه فوسع عينيه بصدمة بينما تصلب جسده بأكمله عندها همس بين أنفاسه بصدمة:

"هي..حية!!"
____________________

في أرض خصراء يملؤها زهور الربيع الملونة من كل حدب وصوب كانت بيرلا نائمة وسطها ..

شعرها الفحمي كان متناثراً حولها بشكل ساحر وخدّيها محمرّة بحمرة محببة تزين وجهها الجميل ..

وعينيها الواسعة كانت مغلقة براحة بينما إبتسامة صغيرة تزين ثغرها الصغير ..

بينما تيارات الهواء الباردة واللطيفة تلفح وجهها برقة وتنعش جسدها بأكمله ..

لحظات وسمعت همساً باسمها مخرجاً إياها من حالة استمتاعها في الجو الجميل ..

ففتحت بيرلا عينيها وجلست تنظر حولها فوجدت فتاة جميلة بشعر أبيض طويل ومظفر وعيون سماوية وآذان مدببة وترتدي فستاناً أبيض يزيدها جمالاً وهي تبتسم برقة لها ..

رمشت بيرلا وهي تحدق بها بدهشة وإعجاب وتذكرت قصص الجنيات التي كان والدها يحكيها لها عند النوم فأمالت رأسها وهي تردف بدهشة:

"جنية!!"

أومأت لها الجنية وأردفت لها بصوتها الرقيق:

"أجل أنا كادري أكون الجنية التي حررتها من لعنتها بشجاعتك ونقائك بيرلا"

رمشت بيرلا بصدمة عندما تذكرت ما حدث لها فنظرت حولها باضطراب وأردفت بقلق:

"أين إيتن؟ وما هذا المكان الذي أنا فيه؟! "

"اهدئي عزيزتي أنت في أمان وفي عالم الأحلام لقد ولجت لعقلك وأنت نائمة حتى أستطيع التحدث معك بأمر مهم دون أن يستمع إلينا رفيقك إيتن"

أردفت كادري بصوتها الرقيق فهدأت بيرلا ونظرت إليها بدهشة من كلامها وأنها الآن تحدثها من داخل حُلمها ثم ابتلعت ريقها وأردفت لها بتردد:

"وما الأمر الذي تريدينه مني؟"

فابتسمت كادري لها بلطف قبل أن تقترب منها حتى وقفت أمامها وهي  تردف لها بهدوء:

"لقد كان شجاعة منك أن تضحي بحياتك من أجل سلامة رفيقك على الرغم من أنك لا تملكين أي قوى إضافة لحياتك الفانية التي قد تخسرينها بسهولة في هذا العالم الغريب عنك"

صمتت كادري تنظر لبيرلا ثم أردفت لها بهدوء:

"كونك ضعيفة الجسد لا يعني أنك ضعيفة الروح بيرلا فقلبك النقي الصادق وروحك الطيبة المخلصة هي أقوى من أعظم سحر في هذا العالم لذا أتيت لأخبرك بأن هنالك فرصة لتُظهري هذه القوى حتى تستطيعين الصمود في هذا العالم والعيش بجانب رفيقك الخالد"

توسعت عينا بيرلا بصدمة من كلامها وأردفت لها بتردد:

"وما هذه الفرصة التي تتكلمين عنها؟"

فابتسمت كادري لها قبل أن تردف بهدوء وثقة:

"إنها إختبار لك من شجرة الحكمة فقد استطاعت أن تسمع صوت قلبك وعلمت ما تريدين عندما كانت تعالجك وإن نجحت في إختبارها فستمنحك الشجرة أمنية كانت قد قرأتها داخلك وقد تعطيك حلاً بعد أن حطمت أماريس المرآة السحرية التي كانت ستجمعك مع والدك لذا هل أنت مستعدة للخضوع للإختبار بيرلا؟"

رمشت بيرلا وهي تشعر بالحزن الشديد إثر معرفتها بتحطم المرآة وعندما سمعت آخر كلمات كادري أخذت نفساً عميقاً قبل أن تومئ برأسها وهي تردف لها:

"مستعدة لفعل أي شيء في سبيل اللقاء بأبي"

همهمت كادري بخفوت وهي تبتسم بوسع وكأنها كانت تعرف إجابتها سلفاً قبل أن تردف لها بجدية:

"بعد ثلاثة أيام من الآن سيشفى جسدك تماماً وتعود طاقتك إليه عندها عليك أن تطلبي من كرو أن يأخذك للغابة السحرية وهناك ستلتقين بغريكس وأوليندا حارسا الغابة وسيقومان بدلّك إلى الطريق التي ستسلكينها وحدك وهذا سيكون اختبارك"

صمتت تنظر إليها وأكملت:

"إختبارك سيكون أن تقطعي الغابة السحرية وحدك دون أي مساعدة من أصدقائك إلى أن تصلي لكهف الخداع الذي يقوم بحراسته داسكو حارس الجبل الأبيض والذي سيكون عليك المرور من خلاله حتى تستطيعي الصعود على الجبل حيث تقع شجرة الحكمة وينبوع السحر في قمته وبهذا ستُنهين إختبارك"

رمشت بيرلا بصدمة وهي تحدق بها بذهول من هذا الإختبار الغريب ولكن من نطق اسم ذلك الحارس علمت بيرلا بأن الأمر ليس بهذه السهولة !..

فابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تردف لها:

"موافقة سأفعل ذلك"

أومأت كادي وأردفت لها بحنية:

"تشجعي بيرلا صحيح بأن الطريق سيكون شاقاً ولكن تستطيعين تخطيه بشجاعتك وإرادتك فتحلي بالإيمان وثقي بنفسك وتقدمي دون أي خوف عندها ستكافئين لتعبك وإخلاصك"

شعرت بيرلا بالهواء يشتد حولها فرفعت يديها تحمي بها وجهها عندها سمعت صوت كادري تكمل لها:

"ولكن إياك وإخبار رفيقك حتى يسمح لك بالذهاب أخفي الأمر عنه حتى تري كرو وبعدها أخبريه بالأمر وأنني طلبتك بنفسي وسيستجيب لك ويوصلك للغابة فانتظري رؤيته ولا تترددي في قرارك"

شهقت بيرلا وهي تشعر بالرياح تشتد أكثر حولها حتى طار جسدها في السماء ولم تشعر سوى بالظلام يسحبها بسرعة ..
.
.
.

خرجت شهقة خفيفة من بيرلا وهي تفتح عينيها بعد أن استيقظت من حلمها الذي رأته ..

وأول ما رأته أمامها هو صدر إيتن العضلي المغطى بقميص خفيف قطني فضي اللون فرمشت وهي تشعر بالدفء يحيط بجسدها ويقيدها قبل أن ترفع رأسها بحذر فقابلها وجه إيتن النائم ..

تنهدت بخفة وهي تحدق بتفاصيل وجهه الوسيم ومن دون أن تشعر ارتسمت إبتسامة هادئة وبريئة على وجهها الجميل ..

كانت تشعر بالخدر في أطرافها وضعفها لذا لم ترد أن تتحرك وبقيت تحدق في وجه إيتن وهي تتذكر ما حدث معهما البارحة ..

وعندما تذكرت تفاصيل الحلم وحديثها مع كادري عبست وشعرت بالضيق بصدرها لأنها لن تستطيع أن ترى والدها في وقت قريب ..

فلم تشعر بنفسها إلا وهي تدفن رأسها في صدر إيتن وتنكمش على نفسها مقاومة البكاء حتى لا توقظه ..

وبمجرد أن غرست وجهها في صدره حتى فتح إيتن عينيه وحدّق في الفراغ أمامه وهو يشعر بمشاعرها السلبية ..

ولكنه ظنه بأنها خائفة مما حدث البارحة وكان لا يزال يفكر في طريقة ينقل فيها خبر كسر المرآة دون أن يجعلها تصدم أكثر ..

ولم يعلم بأن ما تمر به الآن هو بسبب الأمر نفسه ..

تنهد بثقل وأخذ يمسح على ظهرها حتى شعر بهدوئها بين ذراعيه فرفع رأسها برقة إليه وحدق بعينيها بعمق وأردف لها بحنان:

"هل أنت بخير صغيرتي؟"

أومأت بيرلا برأسها وهمست له بخمول:

"بخير ولكن متعبة قليلاً"

فمسح على شعرها برفق وهو يردف لها بهدوء:

"لا بأس كل شيء سيكون بخير أنا بجانبك وسأعتني بك لا تقلقِ صغيرتي"

فابتسمت بيرلا بحب له وهمست بصدق وعفوية:

"لن أقلق طالما أنت بجانبي"

توسعت عينا إيتن بصدمة عندما سمع كلماتها التي هيجت مشاعره بشدة والذي فاجأه أكثر عندما وجدها تدفن رأسها مجدداً في صدره وهي تتمسك بقميصه بشدة ثم همست له بحزن:

"لقد كنت خائفة جداً كنت خائفة أن تستعمل تلك الطريقة التي أخبرتني عنها وتضحي بحياتك حتى تقضي على أماريس"

صمتت تبتلع غصتها في حين رمش إيتن بصدمة من كلامها عندما وجد أنها توقعت أن يستعمل تلك الطريقة  ثم سمعها تهمس مكملة:

"خفت أنني لن أصل لحجر الغابة في الوقت المناسب قبل أن تؤذي نفسك أكثر وأنا لم أستطع أن أفعل أي شيء لك سوى أنني أضعفتك آس.."

"هشششش لا تقولي ذلك صغيرتي لو أنني الآن على قيد الحياة فهذا بفضلك لقد حاربت أكثر مني وصبرت على آلامك حتى استطعت فعل ما عجز عنه الكثيرون تلك الشريرة كونت قوتها من خلال امتصاصها لقوى الآلاف من الكائنات لذلك كان من المستحيل قتلها ولكنك كسرت المستحيل واستطعت قتلها وتدميرها لذا لا تلومي نفسك وتعتذري لأنني علي شكرك على إنقاذك لحياتي"

قاطع إيتن كلامها وهو يضع إصبعه على فمها وأردف كلماته بحب وصدق وهو يحدق بعمق عينيها فرأى عينا بيرلا المتعبة تحدق به مطولاً فتنهد وهو يردف لها بحزن:

"ولكن ما أنا حزين من أجله هو أنني لم أستطع حماية المرآة السحرية من ظلال أماريس آسف صغيرتي لأنني لم أستطع منعها من كسرها آسف لهذا وأعدك بأنني سأبحث عن طريقة أخرى تستطيعين بها إحضار والدك لهنا ولكن لا تحزني أرجوك صغيرتي لا تبكي"

قوست بيرلا وأجهشت بالبكاء الذي كانت تقاومه منذ استيقاظها وهي تحدق بحزن في وجه إيتن ...

فلولا تدخل أماريس كانت الآن نائمة في أحضان والدها تعوض نفسها عن الأيام التي قضتها بدونه ولكنها خرجت ودمرّت كل شيء حولها ..

لم يستطع إيتن إخفاء الأمر عنها أكثر لأنه خاف أن تسأله الذهاب لعالمها عندها ستغضب منه لأنه أخفى الأمر عنها وستحزن لخسارتها فرصة لقائها والدها ..

لذا فضّل قول الحقيقة فوراً بعد أن فُتح الموضوع بينهما من تلقاء نفسه ..

فمسح الدموع عن وجنتيها وأسند جبينه على خاصتها وهو يردف لها بحب وحزن:

"يكفي صغيرتي أنت متعبة لا يجوز أن تتعبي نفسك أكثر صدقيني سأفعل أي شيء حتى أجمعك مع والدك أقسم لك ولكن توقفِ عن البكاء فدموعك تقتلني"

وبمجرد أن توقفت عن البكاء حتى قبلها بلطف على عينيها المحمرة إثر البكاء ثم وجنتيها وأردف لها برقة:

"صغيرتي الحلوة لقد أخبرت بوريشا أن تصنع لك كوباً الأعشاب التي ستساعدك على استعادة نشاطك لذا أرجو أن تشربيه ريثما أخرج لتفقد أحوال القطيع سأغيب قليلاً من الوقت لن أتأخر عليك صغيرتي"


أومأت بيرلا بخفة فابتسم إيتن لها وقبل جبينها ثم استقام لتغيير ملابسه والخروج بينما بقيت بيرلا مسلتلقية على فراشها تنتظر قدوم بوريشا وهي تفكر بأمر إختبار شجرة الحكمة ..

________________

مضت الأيام الثلاثة بسرعة وتحسنت بيرلا بسبب اعتاء إيتن الدائم بها فهو لم يتركها خلال هذه الأيام أبداً بعد أن كلف جاك بالأعمال الخارجية بينما بقي هو يهتم بالأعمال الورقية من داخل غرفته حتى تبقى عينيه على بيرلا ..

وبقي يساعدها في كل شيء حتى إطعامها رفض رفضاً قاطعاً أن تأكل لوحدها وبقي يعتني بها كالأطفال ولكن ما تفاجأ منه هو هدوءها وتقبلها لما يفعله بأكمله ..

بل لاحظ في الأيام الماضية تقربها منه حينما أصبحت تلتجئ إلى حضنه دون أن يطلب منها إضافة لشرودها الدائم وقولها لكلمات تعبر حبها له وتعلقها به ..

مع أنها لم تعترف له بشكل مباشر ..

لذا لم يمانع تقربها منه وانتظرها حتى تأتي بنفسها وتخبره بما تفكر به ..

وفي صباح اليوم الرابع وبعد أن وجدها قد شفيت تماماً خرج بجولة من الصباح الباكر لتفقد أحوال القطيع والمناطق الحدودية ..

وبعد أن دخل لمكتبه بعد أن عاد من جولته تنهد بتعب وهو يخلع معطفه ويرميه على الأريكة بإهمال وفتح أول زرين من قميصه وهو عالق بأفكاره حول ما حدث مؤخراً ..

فقد حاول الوصول إلى اللص الذي سرق حجر قلب البحر كمحاولة من الإستفادة من أمنيته في جلب والد بيرلا ..

ولكنه اكتشف بأن لاستخدامه يوجد عدة شروط ومنها أنه لن يعمل سوى بيد صاحبه الحقيقي وهو الملك ريغورد غاشتلوفا ..

ثانياً بأنه إن كانت الأمنية ستنجح فيجب على مستخدمها أن تكون لديه ذكريات بالزمان والمكان حتى يستطيع الإنتقال إليه ..

وبما أن والد بيرلا لم يزُر هذا البُعد من قبل ولا يؤمن بوجوده حتى لذلك لن ينجح الأمر معه أبداً ..

أما لو استخدمه لانتقال بيرلا لعالمها لكان تحقق الشرط وانتقلت وهذا ما لا يريده ..

مما جعله يعيد البحث منذ نقطة البداية ويتخلى عن فكرة إيجاد حجر قلب البحر ..

وبعد أن تذكر كلام بيرلا عن مرض وأن لديه وقت لبداية الربيع فاستطاع أن يعلم بأن أمامه فقط من شهرين إلى ثلاثة شهور لإيجاد تلك الطريقة التي سيستطيع جلب والد بيرلا ..

والتي لم يعرفها بعد ..

التفت وهو يعقد حاجبيه بضيق من عدم إيجاده حلاً لمشكلته إلا أنه تجمد بصدمة عندما وجد بيرلا تقف عند باب مكتبه بصمت وهي تراقب أفعاله بتركيز ..

ومن نظراتها وتعابير وجهها عَلم بأنها تريد منه شيء فأردف لها بحنان:

"ما الأمر صغيرتي؟ هل تحتاجين لأمر ما؟"

أومأت بيرلا برأسها واقتربت منه بهدوء ومن دون أن تنطق بكلمة واحدة عانقته وأحاطت ظهره بذراعيها فابتسم إيتن وهو يبادلها العناق ويخلل أصابعه في شعرها الفحمي ..

"افتقدتك صباحاً لذا أريد أن أشعر بالدفء والأمان قليلاً"

همست بخفوت وهي تتنهد براحة بسبب رائحة عطره التي تغلغلت لأعماقها وهدأت نفسها بينما توسعت إبتسامة إيتن وأردف لها بحب:

"حضني مفتوح لك صغيرتي بأي وقت تريدينه فقط أخبريني بما يدور برأسك اتفقنا"

فسمع همهمة من فمها قبل أن تحرك وجهها في صدره وتغرسه في عنقه مما سببت له بقشعريرة لذيذة سارت بجسده بأكمله ثم همست بصوت خافت:

"لقد رأيت حلماً سيئاً اليوم لذا أريد أن أنساه"

تنهد إيتن بخفة قبل أن يرفعها من قدميها ويلفهم حول خصره فتمسكت بيرلا بقميصه بسرعة وهو يسير بها إلى مكتبه إلى أن جلس على كرسيه وهي لا تزال بأحضانه ..

أبعدت بيرلا رأسها عنه ويديها لا تزال على صدره وحدقت بوجهه ببراءة وهدوء فابتسم لها إيتن قبل أن يردف لها بهدوء:

"وماذا رأيت صغيرتي؟"

نفت برأسها بسرعة باضطراب وأردفت له بعفوية وبراءة:

"لا أريد أن أتذكره رجاء أنا فقط أريد أن أنساه ألم تقل لي من قبل بأن آتي إليك إن كنت أريد أن أنسى كوابيسي؟"

التمعت عينا إيتن بالهيام بها وكلماتها البريئة ضربت صميمه فأحاط بكتفيها برفق وأردف لها بعشق:

"براءتك ستقتلني يوماً صغيرتي الحلوة"

وبمجرد أن أنهى كلماته حتى ألصق شفتيه بخاصتها برقة وشعف بعد أن قمع نفسه عنها في الأيام الماضية بسبب مرضها فقبلها بقبل متتالية حتى ينسيها أحزانها ويذيبها بحبه ..

على الرغم من أنه لم يشعر بها تبادله إلا أنه استطاع رؤيتها مغمضة العينيه وشعر بقبضتيها تجعد قميصه كدليل على تأثرها بقبلته كتأثره هو بها ..

وبمجرد أن فصل القبلة حتى رأى بيرلا تشهق بقوة بسبب انقطاع الهواء عن رئتيها وهي تفتح عينيها وهي تحدق به بتشتت وبراءة مختلط بخجل بات محبباً إليه بشدة ..

فابتسم بوسع على تعابيرها وأحاط بوجهها بين يديه وأردف لها بهدوء:

"بادليني صغيرتي"

"هاا؟!"

همست بيرلا ووسعت عينيها وهي تنقلها بين عينيه عندما لم تفهم كلامه فابتسم لها بحب وهو يردف موضحاً:

"أعني أن تبادلينني القبلة وتفعلين كما أفعل"

نفت بيرلا برأسها بسرعة وهي تهمس بخجل:

"ولكن أنا!!"

"هيا صغيرتي الأمر ليس بهذه الصعوبة فقط تخلي عن خجلك لدقائق وافعلي ذلك وتذكري بأنني قبلتك كثيراً لذا لا بأس أن تبادليني"

قاطعها إيتن بحب وإصرار محاولاً إقناعها حتى يحصل على قبلة كاملة منها كما كان يتمناها ويحلم بها ..

وعندما رأى صمتها اقترب منها ببطء وهو لا يزال يحيط بوجهها وعينيه مثبتة على شفتيها وعندما وصل لأمام شفتيها وجدها تغمض عينيها باستسلام وهي تضغط أكثر على قميصه ..

فابتسم بحب قبل أن يلصق شفتيه ببطء بشفتيها وكأنه يعلمها ماذا تفعل وبقي يقبلها برقة وبطء حتى وجد أول تجاوب معه حيث بدأت تبادله بخجل وعدم خبرة ..

ولكن كان ذلك كفيلاً لجعل قلب إيتن يحلق في السماء من شدة فرحه ...

فتحولت القبلة البطيئة لأخرى شغوفة ولم يفصلها حتى شعر ببيرلا تحارب لالتقاط أنفاسها ..

فأسند جبينه على جبينها وهو يحدق بوجهها المحمر وعينيها المغلقة ثم أردف لها بحب وهو يمسح بإبهاميه على وجنتيها:

"عمل جيد حلوتي أتطلع أن تفعلي ذلك في كل مرة أقبلك فيها"

فدفعت بيرلا يديه عن وجهها بحركة عفوية وأغرقت وجهها بعنقه من شدة إحراجها وهي تحيط بذراعيها كتفيه وتتنفس بتبعثر ..

فقهقه بخفة على ظرافتها وهو يستند على ظهر الكرسي ويمسح على ظهرها ويستمع لقلبها المضطرب وكأنه أجمل سنفونية موسيقية ..
__________________

في وقت لاحق من النهار كانت بيرلا تسير بأروقة القصر مع مايا إلى أن وجدت جاك يقف مع كرو ويتحدثان وبمجرد أن أحسا بوجود بيرلا حتى صمتا ونظرا إليها ..

فعقدت حاجبيها وهي تتذكر أمر كادري وهي تتقدم ناحيتهما ثم أردفت بهدوء:

"أين إيتن؟"

حمحم جاك بإحترام قبل أن يردف لها:

"لقد تمّ طلبه إلى قرية تابعة لمنطقتنا بسبب بعض المشاكل بها لا تقلقِ لونا الألفا لن يتأخر فيها وسيعود في المساء "

أومأت بيرلا بهدوء وهي تتساءل داخلها هل هذه هي الفرصة التي أخبرتها بها كادري؟ فخرجت من أفكارها على صوت كرو البارد:

"لا بأس سأذهب الآن فأوصل تحياتي للألفا وأخبره بما أخبرتك به"

أومأ جاك له بخفة وقبل أن يلتفت سمع صوت بيرلا التي تقدمت نحوهم بسرعة وهي تهتف بتردد:

"انتظر قليلاً كرو"

التفت كرو نحوها ببرود وأردف بصوته الآلي:

"هل تحتاجين شيئاً لونا؟"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وأردفت وهي تفرك يديها ببعض:

"أجل أريد منك خدمة وهي أن توصلني إلى الغابة السحرية الآن"

"ماذا؟!!"

هتفت مايا وجاك معاً في حين رفع كرو حاحبيه للأعلى بدهشة فنظرت بيرلا إليهم قبل أن تردف لهم موضحة:

"لقد أتت الجنية كادري إلى أحلامي وأخبرتني أن أذهب لهناك حتى أخضع لاختبار شجرة الحكمة وأخبرتني بأنك ستأتي اليوم لذا هل تستطيع أخذي للغابة؟ رجاءً"

وقبل أن ينطق كرو أردف جاك باندفاع وقلق:

"ولكن لونا هل تدركين ما تقولين؟ المكان خطر عليك وأنت بالكاد شفيت من آخر إصابة لك إضافة لكون الألفا لن يسمح بذلك وسيقتلنا جميعاً إن جعلناك تخرجين بدون مرافقته"

حدقت بيرلا نحوه بجدية وأردفت له بثقة وعناد:

"أنا أعرف جيداً إلى أين أنا ذاهبة وأيضاً لقد تقصدت عدم إخباره حتى لا يمنعني من الذهاب لذا بمجرد وصوله يمكنك إخباره بالحقيقة وأرجو ألا تتدخل جاك لأنني عازمة على الذهاب وإن لم يأخذني كرو سأذهب وحدي فما قولك؟"

وجّهت آخر كلماتها لكرو الذي ارتسمت إبتسامة باردة على وجهه قبل أن يردف ببرود:

"حسناً بما أن الجنية كادري قد أخبرتك أن تذهبِ فهذا يعني بأن الأمر مهم استعدي لونا حتى ننطلق فوراً"

أومأت بيرلا على الفور وخرجت معه بعد أن ارتدت ملابس مريحة ومناسبة لرحلة الأدغال التي ستقوم بها وبمجرد أن وقفت أمام كرو حتى قيمها من الأعلى للأسفل ببرود ..

قبل أن يخرج جناحيه السوداوين وارتفع في السماء بعد أن سحب بيرلا بهمجية من ساعديها ورفعها منهم فصرخت بذعر عندما وجدت جسدها يرتفع للأعلى ومعلق من يديها فحسب وأمسكت بيديه حتى لا تقع عندما وجدته يحلق مبتعداً عن الأرض بسرعة:

"ماذا تفعل؟ ستسقطني إن بقيت تمسك بساعداي!"

فابتسم كرو ببرود وأردف لها بصوته الآلي الكئيب:

"آسف لونا ولكن لا أريد أن أخسر حياتي عندما يعلم الألفا أنني حملتك لذا أفضل أن تحطم ذراعي على جسدي بأكمله لذا تحملي قليلاً ولن نتأخر في الوصول للغابة"

توسعت عينا بيرلا وهي ترفع رأسها نحوه قبل أن تعيد رأسها للأمام وتحدق بالغابة التي بدأت تظهر على حدود بصرها ..

وبمجرد أن وصلت بيرلا للغابة حتى استقبلتها أوليندا وغريكس كما أخبرتها كادري فتقدم القزم المرح وقفز معانقاً بيرلا بحماسة وهو يهتف لها بفرح:

"وأخيراً رأيتك بيرلا النقية"

"أهلاً غريكس"

همست بيرلا وهي تبادله العناق ثم نظرت لأوليندا التي أردفت بصوتها ذو البحة المميزة:

"غريكس توقف ودع اللونا البشرية أن تبدأ فهي بالكاد ستصل إلى الشجرة قبل غياب الشمس"

فابتعد غريكس وهو يتذمر مما جعل بيرلا تبتسم لظرافته قبل أن تحدق بأوليندا التي أردفت لها:

"هذه خريطة دقيقة ستساعدك في قطع الغابة دون أن تتوهي فيها حظّ موفق بيرلا"

أمسكت بيرلا الخريطة الورقية التي قدمتها إليها أوليندا وهي تشكرها ثم ودعت الجميع وسارت بالإتجاه التي دلتها عليه أوليندا بعد أن شرحت لها ما سيصادفها في الطريق ..

فحدّق كرو ببيرلا التي اختفت بين الأشجار ثم أردف لأوليندا ببرود:

"ألم تخبرك الجنية كادري لما ستختبرها شجرة الحكمة؟"

نفت أوليندا وهي تردف له:

"لا ولكن أنا واثقة بأنه أمر مهم ومصيري"
____________________

وبعد عدة ساعات من السير والركض هرباً من المخلوقات السحرية المتوحشة والقفز عن الأشجار كما يفعل طرزان حتى استطاعت تخطي المستنقع بسلام دون أن تضع نفسها بنفس الورطة مع سيد المستنقع ..

وصلت بيرلا إلى الكهف الذي أخبرتها عنه أوليندا أنه كهف الخداع ..

أمسكت بأحد نباتات التسلق المتشعبة قبل أن تستخدمه للنزول عن الشحرة ببطء ..

ثم جلست على الأرض تلتقط أنفاسها اللاهثة بسبب تعبها ثم نظرت إلى الشمس التي شارفت على الغروب فأردفت لنفسها تخطط وتتذمر:

"بيرلا أيتها الغبية عليك الإسراع قبل أن يصل إيتن وإلا لن تكملي هذا الإمتحان حسناً ستتشجعين وتدخلين الكهف ولن تنصتي لأي صوت حتى تري ذلك الحارس المسمى بداسكو عندها علي أن أتخطاه بأي طريقة ممكنة ثم صعود الجبل "

ابتلعت ريقها وهي تكمل بتوتر:

"ولكن الجبل عالٍ جداً ولن أستطيع التسلق عليه بدون أن أقع"

إلا أنها قفزت بسرعة وهي تهتف بإصرار:

"لا لا بيرلا ستنجحين وتصلين للبحيرة وستستطيعين رؤية والدك لا تخافي وانطلقِ وتذكري قلادة فليغون ستحميك من كل شيء"


وبالفعل دخلت بيرلا إلى الكهف والذي كان كتجويف أسفل تلة وينتهي بحدود الجبل العالي ..

سارت بيرلا داخل وهي تحدق حولها باضطراب وترقب إلا أنها توقفت وهي تشهق برعب عندما سمعت صوت صراخ مخيف ...

ابتلعت ريقها وهي تمسك قلادة فليغون بيدها ومأنها تتجهز لخروج أي وحش فجأة ولكن لم يخرج شيء فتنفست باضطراب وهي تردف لنفسها:

"لا يوجد شيء بيرلا تذكري ذلك قاومي هذه الأصوات وتابعي من أجل والدك"

مضى وقت ليس بقصير استطاعت بيرلا الوصول للطرف الآخر من الكهف على الرغم من الأصوات المرعبة التي كانت تسمعها بين الحين والآخر ولكن شوقها لوالدها جعلها تتابع ولا تهتم لأي شيء آخر ..

وبينما كانت تحدق بحذر حولها عندما وصلت لفتحة الكهف الأخرى رمشت بتوتر وخوف وهي تتذكر أمر الحارس ..

لحظات ووسعت عينيها بذهول وإلتمعت عينا بيرلا بالإعجاب بعد أن اختفى توترها بأكمله عندما وجدت ذلك المخلوق الغريب يدخل إلى الكهف ويحدق بها بعدائية ..

"أنت داسكو؟! ووواااووو!!"

همست بيرلا بعفوية وإعجاب وهي ترفع رأسها وتحدق به وهو يقترب منها ببطء

فقد كان قطاً سحرياً ضخماً أشبه بفهد منقط وعلى جسده بأكمله خطوطاً ورسوماً ملونة ولامعة بشكل مذهل مع عيونه الصفراء التي تقدح في الظلام جعله مذهل ..

على الرغم من أن داسكو كان عدائياً مع الجميع إلا أن هالة بيرلا النقية جعلته هادئ فاقترب منها وشمّ رائحتها للتحقق إن كانت شخصاً سيئاً أو لا ..

أما بيرلا التي كانت تحب الحيوانات بغريزتها لم تستطع أن تمنع نفسها من الإعجاب بهذا القط رغم ضخامته الملفتة فهو حتى أضخم من فوكسارد ..

ومن دون أن تشعر رفعت يدها ولمست فكه والخطوط التي تحدده وكأنه تاج ذهبي يغطي رأسه أو حتى بدلة حماية قتالية تغطي جسده بأكمله ثم همست بإعجاب:

"مذهل أنت حقاً مذهل!!"

وعندما رأت هدوءه وتجاوبه معها إبتسمت بوسع قبل أن تكمل له:

"هل أنت حارس الجبل داسكو؟"

أخرج القط الضخم مواء وكأنه يجواب على كلامها بنعم فابتسمت قبل أن تردف له بعفوية:

"ألديك جزء بشري أم لا؟"

وعندما لم تتلقى جواباً منه أردفت له باستفهام:

"غريب أهذا شكلك الوحيد؟!"

خرج مواء منه ثانية وكأنه يخبرها بإيجاب فتنهدت بخفة وهي تمسح على فكه وتردف براحة:

"هذا أفصل فأنا أحب الحيوانات كثيراً ولم ألتقي بأحدها منذ وقت طويل والآن سيد قط علي أن أذهب إلى شجرة الحكمة فهل تسمح لي بالمرور"

أنهت كلامها وهي تميل برأسها بلطف أمام عينيه الصفراء فتفاجأت به يتركها ويعود إلى مدخل الكهف حيث دخل قبل قليل ..

فرمشت بارتباك عندما ظنت بأنه لن يدعها تمر أبداً ..

ولكنها تفاجأت به يدير رأسه نحوها ويخرج مواء وكأنه يخبرها اتبعيني!! ..

وبالفعل ركضت بيرلا خلفه ونظرت للغابة المحيطة بالجبل وعندما نظرت إلى ارتفاع الجبل ابتلعت ريقها بتوتر ..

كان من المستحيل لها أن تصعد عليه وحدها خاصة بعد أن أنهكها التعب فقدميها لن تتحمل أن تصعد على الجبل بأكمله ..

فنظرت حولها تحاول أن تجد طريقة تستطيع أن تصعد بها الجبل دون أن تلقى حدفها ..

هيا بيرلا فكري فكري ..

الشمس بدأت تغيب بالفعل وستكونين بخطر حقيقي إن بقيت أكثر ..

عليك أن تصلي للأعلى بأي طريقة كانت ..

من أجل والدك هيا ..

فكري في حل ..

همست داخلها لتشجع نفسها على المتابعة حتى لا تضيع تعب الساعات السابقة التي قضتها في الكهف والغابة ..

وعندما وقعت عينيها على القط الضخم لمعت عينيها وأردفت داخلها ..

حسناً هذا القط ليس صديقي فعلياً لذلك إن طلبت مساعدته لن أخالف الشروط أليس كذلك؟ ..

فاقتربت منه بسرعة وأردفت له بجدية لطيفة:

"أيها السيد قط هل يمكنك مساعدتي للصعود على الجبل؟ أرجوك يجب أن أصل إليه بسرعة قبل الغروب الأمر مهم جداً بالنسبة لي"

حدّق بها القط السحري وكأنه منوم مغناطيسياً بسبب هالتها النقية التي روضته دون تعلم  حتى ومن دون أن يتردد حتى هبط بجسده للأسفل وكأنه يخبرها أن تصعد فهتفت بيرلا بحماسة بعد أن رأته يوافق ..

وأنها اقتربت كثيراً على الوصول لوالدها ..

فقفزت على ظهره وتمسكت بعنقه بينما بدأ القط بالقفز برشاقة والتسلق على الجبل إلى أن وصل لقمته ..

رمشت بيرلا بقلق وهي تحدق بكادري التي تنظر إليها بإبتسامة فخر وتقف لاستقبالها بعد نجاحها بالوصول للشجرة بدون استخدام أي قوة ..

فهبطت بيرلا على الأرض ووقفت بجانب القط داسكو ثم أردفت بيرلا بإندفاع وتوتر:

"آسفة ولكنني اضطررت لأن أطلب المساعدة من القط داسكو لأنني من المستحيل أن أستطيع الصعود على الجبل وأنا متعبة هل هذا مخالف للإختبار؟ هل أفسدت الأمر؟"

قهقهت كادري بخفة وأردفت لها بهدوء:

"لا تقلقِ بيرلا أنا لم أمنعك من طلب المساعدة من داسكو فهو ليس صديقك وإنما حارس الجبل الذي يجب أن تدخلي بموافقته وبصراحة لقد أذهلتني عندما رأيته يخضع لك بهذه السهولة ويطيعك وهذا لم يحدث قبلاً ولكن أظن بأن هالتك النقية هي السبب فهو كمخلوق سحري يستطيع الشعور بها فأطاعك بسرعة "

رمشت بيرلا وهي تستمع لكلامها ثم أردفت لها بتردد:

"والآن ماذا حدث هل نجحت؟"

ابتسمت كادري وأردفت لها بهدوء:

"أجل لقد نجحت وشجرة الحكمة قد قررت إعطاءك فرصة الاختيار بين أمرين لأنها وجدت هذين الأمرين أنت متعلقة بهما ولكن عليك أن تعلمي بأنك إن حصلت على شيء قد تتخلين عن الآخر لذا من الأفضل أن تُحسني الإختيار جيداً"

رمشت بيرلا وهي تحدق بها ثم أردفت بتردد:

"أمرين؟ وما هما؟"

نظرت كادري إليها بهدوء وأردفت لها:

"قبل كل شيء بيرلا عليك أن تعلمي بأن شجرة الحكمة هي شجرة سحرية نستطيع نحن جنيات عنصر الأرض أن نسمع لكلامها ونحدثها وهذه الشجرة تخفي داخلها سراً كبيراً لا يعلمه أحد سوى حارسها والتي هي أنا"

أمسكت كادري بيد بيرلا وقادتها معها بين الأشجار إلى أن وصلا إلى شجرة كبيرة وعتيقة مجوفة من الأسفل وتنبع المياه من جوفها قبل أن تتساقط هذه المياه وتجري في مجرة مخصص وتصب في بحيرة صغيرة أسفلها ..

[هذا أقرب شكل وجدته للتخيل الخاص بشجرة الحكمة وبحيرة السحر ولكن بإختلاف بسيط في شكل البحيرة الدائري أسفل الشجرة ومياهها اللامعة والأقرب للأبيض]

رمشت بيرلا بذهول وهي تحدق بهذا المنظر الذي تراه أمام عينيها لأول مرة فقد كانت هنالك حشرات غريبة تطير حول البحيرة ومنها ما يدخل للماء ويخرج بينما قطرات الماء التي تسقط في البحيرة تتلألأ وكأنها جواهر ..

خرجت بيرلا من دهشتها على صوت كادري الذي أردف لها:

"شجرة الحكمة لها قوة فريدة بالإطلاع على قلوب الأشخاص وتستطيع أن تمنح الشخص الذي تريده وينجح في اختبارها أمنية صادقة ولكن بحدود"

نظرت كادري إلى بيرلا وأكملت لها:

"عندما أحضرك الألفا لهنا لعلاجك استطاعت الشجرة رؤية نقائك وتميّزك وقراءة أمنيتين في قلبك النقي إحداها متعلقة برفيقك والأخرى متعلقة بوالدك لذا ستمنحك الشجرة القدرة على رؤية والدك لوقت قصير"

خفق قلب بيرلا بشدة وهتفت بلهفة:

"حقاً!! أأستطيع رؤيته الآن لو سمحت؟"

أومأت لها كادري وأردفت لها:

"أجل ولكن عليك أن تختاري بين أمرين في المقابل فهي تمنح أمنيتين فقط وإن رأيت والدك فأنت تتخلين عن إحداها فهل تدركين ذلك بيرلا"

أومأت لها بسرعة وهي تهتف بلهفة:

"أجل لا مانع من ذلك ولكنني أريد رؤية أبي والإطمئنان عليه فقد رأيته في حلمي منذ أيام وأنا حقاً قلقة عليه جداً لو سمحت ساعديني في رؤيته"

ربتت كادري على كتف بيرلا وأردفت لها بلطف:

"لا بأس عزيزتي ستستطيعين رؤيته تذكري بأنني لا أستطيع نقلك لعالمك لذا ستظهرين في عالمك كالطيف لا يراه أحد لمدة خمسة دقائق فهل أنت مستعدة"

أومأت بيرلا بسرعة وهي تشعر بقلبها يضخّ الدماء بقوة كبيرة وهي تشعر بالحماسة والقلق من رؤيتها لوالدها ..

فابتسمت كادري قبل أن تخبر بيرلا أن تجلس أمام البحيرة وتضع يديها داخل مياهها وتغمض عينيها ففعلت بيرلا ذلك بسرعة وهي تشعر بالإضطراب بين نار الشوق والقلق ..

فوقفت كادري خلفها ورفعت يديها ووجهتها نحوها ثم أخرجت طاقة سحرية من يديها ولفّت حول بيرلا قبل أن تشعر بيرلا بنفسها تحلق في الفراغ ..
________________

صوت جهاز قياس نبضات القلب أيقظ عقل بيرلا فعقدت حاجبيها وهي تفتح عينيها وتنظر حولها بضياع ..

عندما وجدت نفسها في غرفة والدها ..

شهقاتها السعيدة خرجت لا إرادياً وهي تحدق بالصور المعلقة على الحائط الخاصة لها ولعائلتها ..

ولكن للحظة صوت جهاز قياس القلب أيقظها من شرودها فالتفتت للخلف حيث سرير والدها ..

فتجمد جسدها وتجمعت الدموع بعينيها بصدمة كبيرة عندما وجدت والدها يرقد في السرير وأجهزة القلب والتنفس مع أنابيب التغذية الويدية متصلة بجسده الضعيف ..

شهقات مرتجفة خرجت من فمها دون أن تشعر وهي تراقب حالته بدون أي تصديق !!

ولم تخرج من شرودها إلا على وقع أصوات أشخاص تسمعها لأول مرة فالتفتت تنظر باضطراب ثلاثة رجال دخلوا تِباعاً وكان أحدهم يرتدي معطفاً أبيض ويضع السمعات الطبية حول عنقه وهو يتجه نحو والدها ..

لم تدقق بيرلا بملامح الشاب الذي بمقتبل العمر والرجل الأربعيني الذي بجانبه فقد كان تركيزها منصب على الطبيب الذي يفحص والدها ..

انهمرت دموع بيرلا بدون أن تشعر عندما سمعت همساً ضعيفاً يخرج من شفتي والدها منادياً إياها ..

فاقتربت بتردد للطرف الآخر من السرير وجلست بجانبه وهي تحدق به بألم وعدم تصديق من حالته التي تزداد سوءً ..

والتي علمت من الطبيب بأنها زادت سوءاً بعد اختفائها المفاجئ عنه وبعد فشله الكبير بإيجادها ..

لذا ازداد مرضه أضعافاً بعد أن امتنع عن الطعام وتوقف عن إراحة جسده المريض في سبيل إيجاد ابنته الضائعة ..

ولكن بعد أن يئست الشرطة من البحث عنها تمّ إخباره بأنها اختفاءها بدون أي دليل على الخطف والعنف يدلّ على أنها هربت منه بكامل إرادتها وأنها لم تعد تريد البقاء بجانبه ..

لذا بمجرد عودته لمنزله أصيب بالمرض بانتكاسة قوية ولولا وجود صديقه وابنه في المنزل لمات وحده بدون أن يدري به أحد ومنذ ذلك اليوم وهو على هذه الحالة ..

وإن بقي هكذا دون أي تجاوب فإن أيامه باتت معدودة ..

خرجت شهقات متتالية ومتألمة وهي تحدق بوالدها بعيون دامعة حزينة ومتألمة وتستمع لحديث الرجال الذي لخص لها معاناة والدها في الفترة الماضية ..

ومن دون أن تشعر انحنت نحوه وأمسكت بيده برقة على الرغم من أن ذلك لن ينفع وهو لن يشعر بها ..

ولكنها تمنت حقاً أن تكون الآن معه وتخبره أنها بجانبه لم تتركه ..

فارتجف قلبها كحال جسدها وهتفت له بهستيرية وهي تنفي برأسها ودموعها تنهمر بشدة:

"أبي أبي أنا هنا أنا بجانبك اسمعني أرجوك أنا لم أهرب أقسم لك أنا لم أبتعد عنك بإرادتي ولم أنسك يوماً في الأيام الماضية أرجوك لا تستمع لهم ولا تستسلم لمرضك أرجوك لا تستسلم أنا قادمة إليك أعدك بأنني سأفعل أي شيء لأعود فقط لا تستسلم أبي فقط لا تتركني أرجوك أبي أنا أحبك أقسم بأنني سأعود إليك سأفعل أي شيء حتى نجتمع مجدداً ولكن لا تستسلم أرجوك"

شهقت بقوة وهي تحني رأسها للأسفل وهي تشعر بقلبها يتقطع من شدة الألم على ما أصاب والدها بسببها  ..

"ب.بير.لا"

رفعت رأسها بسرعة وهي تحدق به مجدداً عندما سمعت اسمها يخرج من بين شفتيه مع أنها تدرك بأنها كالشبح ولكنها أرادت أن يراها حتى يرتاح قليلاً ..

وعندما وجدته يفتح عينيه ويحدق بها ارتجف قلبها وتمسكت بيده أكثر وهتفت له من دون أن تشعر:

"أبي أنا لم أتركك أبداً وسأعود .. سأعود أعدك ولكن لا تستسلم للمرض وانتظرني أبي أنا أحبك كثيراً وسأعود إليك "

على الرغم من عدم ثقتها بأنه رآها وسمع كلامها أو شعر بلمسة يديها ولكنها حاولت بيأس أن تخبره بأنها لم تهرب منه وأنها ستعود إليه حتى لا يستسلم للمرض ..

فجأة إلتفّ رأسها بسرعة عندما سمعت صوت نباح كلبها أوليفر ورأته يركض للداخل بلهفة وكأنه شعر أيضاً بوجودها ..

ثم نظرت من بين دموعها إلى والدها الذي عاد ونطق باسمها وهو يحدق بها بتعب وكأنه يراها فعلاً عندها شعرت بنفسها تختفي فهتفت لأوليفر بسرعة:

"أوليفر اعتني بأبي حتى أعود"

وبمجرد أن أنهت جملتها حتى لفّتها القوى السحرية ورأت صورة والدها وأوليفر تختفيان وتغرف بالغراغ من جديد ..
_________________

فتحت بيرلا عينيها مجدداً عندما وجدت نفسها عند شجرة الحكمة وهي تجلس أمام البحيرة ..

عندها صحت من صدمتها ووعت بأن ما عاشته قبل لحظات كانت أسوأ الكوابيس التي كانت تراها منذ قدومها لهذا العالم ..

وأن الكابوس الذي رأته اليوم كان حقيقياً ..

وأن والدها فعلاً يحتضر ويتألم بسببها ..

ولم تخرج من شرودها إلا على صوت كادري الحنون الذي ناداها ..

وبألم وخذلان من نفسها لأنها سبب معاناة والدها أخرجت يديها من البحيرة ومسحت دموعها المنهمرة ووقفت تنظر لكادري لتنطق بما لديها قبل أن تخرج من هذا المكان وتتجه لمكان تكون فيه وحدها وتفرغ ما في قلبها من آلام ..

"آسفة لأن الأمر مؤلم لك بيرلا ولكن أنت تمنيت رؤية والدك وقد حققت الشجرة أمنيتك تلك ولكن ليكن بعلمك بأن ما يحدث في حياتنا ليس بإرادتنا بل هو مقدر لنا وقد ولدتِ لتكوني رفيقة الألفا إيتن حتى ولو كنت من عالم وبُعدٍ آخر لذا لقاؤك به كان سيحدث عاجلاً أو آجلاً لذا لا يؤلمي نفسك أكثر فالأمر لم يكن خطأك فما يحدث الآن ما هو إلا إرادة الإله التي تتحكم في كل شيء وعليك الإيمان بها"

أردفت كادري بصوتها الرقيق مواسية بيرلا وعندما رأت جمودها أردفت لها مكملة وهي تفتح يدها اليمنى وهي تريها بذرة مضيئة بيضوية الشكل:

"انظري لهذه البذرة إنها من نبتة نادرة تخرج كل ألف سنة وهي من ستساعدك للحصول على الخلود للبقاء بجانب رفيقك الخالد "

بعيون فارغة حدّقت بيرلا بتلك البذرة دون أن تنطق بحرف حتى ثم نظرت لكاردي التي أردفت مكملة:

"ولتساعدك على استخدام قوس إيزورا السحري فقد وقع الإختيار عليك بعد أن رأينا طيبة قلبك ونقاء روحك لذا من الآن بات القوس حقّك الشرعي ولن يعمل إلا بيدك وهذه البذرة ستساعدك على البقاء مالكته للأبد "

توسعت عينا بيرلا بصدمة من كلامها وهمست بصدمة:

"ولكن كيف أنا مجرد بشرية.."

"ولكنك مميزة وذات روح نقية لا مثيل لها في هذا العالم لذلك لقد اختارك القوس بنفسه وهذا هو سبب اختبارك الأساسي والقوس الآن مخبأ في داخل شجرة الحكمة حيث لا أحد يستطيع الوصول إليه إلا من يحمل الإذن بذلك وهو أنت فقد حاولت أماريس بشدة أن تخرجه ولكنها فشلت لذلك القت بسحرها على الشجرة لتدمرها ولكنها لم تستطع سوى أن توقف سحرها بشكل مؤقت والذي تنشط من تلقاء نفسه عندما أحضرك إيتن إلى هنا وقوة القوس السحرية هي من هاجت بمجرد أن شعرت بوجودك"

قاطعت كادري كلمات بيرلا فوجدتها تحدق بها بصدمة كبيرة ثم أردفت لها بتردد:

"ولكن كادري هل .. هل أستطيع أن أحضر والدي لهنا؟ هل هنالك طريقة لذلك؟"

إلتمعت عينا كادري وهي تحدق ببيرلا بحزن ثم أردفت لها بهدوء:

"يوسفني قول ذلك بيرلا ولكن لا يوجد طريقة في هذا العالم تستطيع جعلك تذهبين وتعودين إلى عالمنا بعد أن كسرت المرآة فإن قررت البقاء هنا فعليك التخلي عن الذهاب لأنك بمجرد أن تذهبي لن تعودي ثانيةً وهذه حقيقة أمر الاختيار الذي أخبرتك به قبل قليل"

تجمعت الدموع بعيون بيرلا عندما علمت بأنها وضعت بين أصعب خياريتن ..

وهو الإختيار بين البقاء مع حبيبها أو العودة لوالدها المريض ..

ابتلعت ريقها وهي تقوس شفتيها وتقاوم البكاء وهي تسمعها تردف لها:

"هذه هي الحقيقة بيرلا ولك الخيار إما أن تأخذي هذه البذرة السحرية وقوس إيزورا وتنسي العودة لعالمك حتى تبقي مع رفيقك أو أن تنتظري ظهور القمر الأحمر بعد ثلاث أيام وتعودين لعالمك وبهذا ستبقين بجانب والدك ولكن قد لا تستطيعين العودة مجدداً لهذا العالم لذا فكري جيداً وأعطني الجواب"

رمشت بيرلا وهي تتذكر لحظاتها السعيدة مع إيتن وتتذكر تعلقها به وكيف دافع عنها وحماها بحياته وكيف وعدته بأنها لن تتركه أبداً ..

كيف كانت حالة والدها وهو ينادي عليها في وسط غيبوبته باسمها بيأس ..

فانهمرت دموعها  بغزارة وهي تفكر بأن عليها أن تترك أحدهما وتكون قاسية معه وتظلمه لتبقى مع الآخر ..

فنفت برأسها وهي تردف بألم:

"هذا صعب جداً لا أستطيع سأظلم أحدهما أنا لن أسامح نفسي إن آلمتهما"

نفت كادري برأسها وأردفت لها بأسف:

"آسفة حقاً بيرلا ولكن هذا الواقع ولا نستطيع أن نفعل له أي شيء فالطريقة الوحيدة التي كانت ستسمح لك بالعودة قد تدمرت ولم يعد هنالك خيار ثالث إما البقاء أو الذهاب بلا عودة لذا فكري جيداً وأنا سأعود إليك قبل ظهور القمر الأحمر لأعلم جوابك ولكن أتمنى أن تُبقي أمر قوس إيزورا سراً عن الجميع إلى أن تصبحي حاملته الشرعية علناً"

بقيت بيرلا تحدق بشرود أمامها وسارت مبتعدة عن كادري بدون أن تنطق بحرف حتى ..

فقد كانت تشعر بالألم والضياع وهي تتذكر كلمات كادري لها ومنظر والدها المؤلم ..

لم تعلم ماذا ستفعل ..

ولا ماذا ستختار ..

فإن اختارت إيتن ستظلم والدها الذي أفنى حياته من أجلها ولم يقصر نحوها لا بحب ولا بأي شيء ..

وإن اختارت والدها فستظلم إيتن بعد أن رأت معاناته بعينيها ورأت تعلقه الكبير بها ..

فإن تركته فسيتحطم ويتألم بسبب الرابطة التي بينهما والتي قد يموت بسبب ذلك ..

شهقت بيرلا بألم وهي تبكي بمرارة وتستند على أحد الأشجار عندما عجزت عن المواصلة في طريقها ..

بل لم تكن تعلم إلى أين ستذهب في الأصل ..

عندما أدركت بأنها ستصبح السبب إما في موت والدها أو موت وعذاب الرجل الذي أحبته بكل كيانها ..

"أرجوك يا إلهي ساعدني"

همست باختناق وهي تجلس وتستند على الشجرة بجسدها ثم أغمضت عينيها بألم وهي تخرج نشيجاً متألماً من فمها ..

لحظات وسمعت صوته الذي تعشقه يناديها بصدمة ففتحت عينيها ورأت ملامح الألم والحيرة على وجهه وفي عينيه وهو يقترب منها بسرعة ..

وبمجرد أن جثى بقربها حتى رمت بنفسها بين ذراعيه وهي تتمسك به بكل قوتها وتشهق بقوة رافضة أن تنصاع لهذا الخيار الغير عادل الذي وُضعت به ..

"صغيرتي اهدئي ماذا حدث"

صوته المتألم ويديه التي عانقت جسدها بحنان آلمتها وزادت ثقل قلبها وهي تفكر بأنها قد تفرّط به وبحبه لها ..

فشهقت بألم وهي تغمض عينيها وتزيد تمسكها به ثم هتفت له بقهر وإنكسار:

"أنا السبب في كل شيء أبي يحتضر بسببي"

أنّت بألم وهي تخفي وجهها بصدره وتكمل بانكسار من بين شهقاتها:

"لقد انتهى كل شيء ولقد انتهيت معه"

بينما توسعت عينا إيتن بصدمة وتصلب جسده بأكمله على وقع كلمات صغيرته المتألمة ..
_______________

آسفة بسبب قسوتي على الأبطال🤕🥺

كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

باختبار بيرلا مع أني حاولت أختصر بالوصف قدر الإمكان حتى لا تطول الأحداث أكثر ونصل إلى هذه النقطة ..

فهل ستختار بيرلا البقاء مع إيتن أو العودة لوالدها ..

وهل سيمر الأمر مرور الكرام أم انه هنالك صدمات اقوى على الطريق ..

ورأيكم بأنو بيرلا صارت الحاملة الشرعية لقوس إيزورا السحري إلي حكا عنو إستن من قبل ..

ولقاءها مع والدها وهل عنجد شافها أو لا ..

الرواية شارفت على الإنتهاء ولم يبقى منها سوى عدة فصول ستكون قاسية ومصيرية على جميع الأبطال لذا مهما طال الوقت أو البارت سأستمر بكتابته حتى أصل للحث الذي أضعه في راسي ..

لذلك فضلت إكمال البارت اليوم ونشره كامل كما أنا أخطط له على أن انشره بحدث ناقص ..

وعم نبّه من هلق المصايب ستشمل الجميع بلا استثناء فأرجو الإستعداد نفسياً ..

والبارت القادم رح وضح وجهة نظر إيتن من الأمر وكيف لحق بيرلا لعند شجرة الحكمة وشو حيكون قرارها بهالشأن ..

أشوفكم ببارت الثلاثاء😘😘😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

185K 4.8K 28
يجلس بهـدوء تام على اريكـة مكتبـه.. أول ازرار قميصه مفتوحة لتظهر عضلات صدره الضخمـة والصلـبة.. يـدب على المكتب بأصابعه بخفة وعقله مخطوف لكـون آخر وم...
56.5K 2.3K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق
72.7K 4K 23
عندما تحقق فيوليت حلمها بدخول اكاديمية احلامها لتجد نفسها رفيقة لاقوى و أخطر طالب في الاكاديمية لم تكن مفاجأتها انها سوف تحصل على رفيق اقوى من صدمته...
101K 5.7K 34
أصبح مدمن ... و هي علمت أنه مدمن هل هي ستساعده علي تركها ؟؟ ماذا سيحدث ؟؟ هل سيقتلع عن الإدمان .. أم سيستمر هكذا و يموت بسببه