ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

26

61.7K 2.1K 800
By Aisha-kasem40

(آسفة على التأخير والانقطاع عنكم ولكن ما كان عندي انترنت وما حسنت أنشر أو حتى رد على تعليقاتكم لهيك كتعويض ألكم طولت البارت أكثر من كل مرة لحتى صار 8500 كلمة استمتعوا ...)

بعد أن ركضت بيرلا خارج المطبخ بسبب إحراجها الشديد بسبب قبلة إيتن توقفت تلتقط أنفاسها في أحد الممرات وهي تضع يدها على قلبها الذي لا يزال يدقّ بقوة ..

ما الذي يحدث لي؟ ..

لما قلبي ينبض بهذه القوة؟ ..

كيف سمحت لإيتن بتقبيلي ثانية بهذه البساطة؟ ..

ولما لست غاضبة أو مستاءة؟ ..

وما معنى تلك المشاعر التي تدفقت بداخلي في تلك اللحظة؟ ..

ابتلعت ريقها بتوتر واحمرّت وجنتيها وهي تشعر بانتفاضة قلبها مجدداً عندما مرّت مشاهد قبلة إيتن لها مجدداً أمام عينيها ..

فنفت برأسها بإحراج قبل أن تكمل طريقها لغرفتها ..

وما إن وصلت لها حتى عقدت حاجبيها وهي ترى الأوميغا تدخل إليها وتخرج بكثافة فدخلت إلى الغرفة وشاهدت الخادمات يقمن بتنظيف الغرفة وترتيبها في وقت ليس وقت التنظيف الروتيني ..

فالتفتت تنظر حولها ولا تدري ماذا يحدث لحظات ودخلت بوريشا تتفقد العمل وبمجرد أن رأت بيرلا حتى ابتسمت لها وأردفت لها:

"أهلاً لونا"

"سيدة بوريشا ما الذي يحدث بغرفتي؟"

أردفت بيرلا وهي تتقدم نحوها فابتسمت لها بوريشا قبل أن تردف لها بهدوء:

"إنها أوامر الألفا لونا ألم يخبرك بها بعد؟"

نفت بيرلا برأسها بغير فهم فهي لا تذكر بأنه حتى لمّح لها لأمر ما ..

ولكن ماذا سيخبرها بأمر يتعلق بغرفتها؟ ..

سألت بيرلا نفسها قبل أن تسمع بوريشا تكمل لها:

"لقد أمر الألفا أن تتم نقل حاجياتك لغرفته عندما كنتما تعدان الطعام معاً لذلك الأوميغا تقوم بتنظيف الغرفة قبل أن يتم قفلها"

"هااا؟!"

همست بيرلا وهي تفتح فمها ببلاها وتوسع عينيها الزمردية بصدمة وتنظر حولها باضطراب وهي لا تزال لا تفهم ماذا قصدت بوريشا بالضبط! ..

فما معنى أن تُنقل أغراضها لغرفة إيتن دون أن تعلم حتى؟! ..

ماذا يحاول إيتن فعله بها؟! ..

خرجت من أفكارها وصدمتها على صوت بوريشا لها:

"لونا هل أنت بخير؟ فيما تفكرين؟"

احمرّت وجنتيها وهي تحدق ببويشا ثم اندفعت نحوها تمسك بيديها وتردف باندفاع وتوتر:

"سيدة بوريشا هل يمكنكم إعادة أغراضي لهنا؟ أنا لا أريد الانتقال من هذه الغرفة رجاءً"

فابتسمت بوريشا لبراءة بيرلا ولطافتها ثم أردفت لها بتعقل:

"آسفة لونا ولكن هذه أوامر الألفا ولا نستطيع عصيانها لذلك إن كان لديك أي احتجاج فعليك تقديمه له شخصياً وإقناعه عندها يمكننا أن نفعل ما أردته والآن هيا يا فتيات"

اصطفّت الأوميغا على صوت بوريشا قبل أن يخرجن بانتظام حاملات أدوات التنظيف بينما بيرلا جامدة تحت صدمة أنها ستتشارك الغرفة مع إيتن ..

كتمت بوريشا ضحكاتها بصعوبة على وجه بيرلا المحمر وجمودها قبل أن تمسك بيدها وتقودها للخارج معها وبمجرد أن خرجتا حتى أقفلت بوريشا الباب وأحنت رأسها باحترام ثم تركت بيرلا وذهبت ..

في حين بقيت بيرلا متصنمة بمكانها تحدق ببوريشا التي تبتعد عنها حتى اختفت بين الممرات ..

رمشت بيرلا بصدمة وعبست بطفولية وهي تقوس شفتيها للأسفل ثم نظرت لباب غرفتها الذي تمّ قفله بحسرة ..

وهي لا تزال غير مستوعبة الأمر بعد! ..

ثم حكّت رأسها بإحراج وهي تحدق حولها ثم همست لنفسها:

"ماذا سأفعل يا إلهي؟!"

وبعد تردد كبير وصراع مع ذاتها قررت الذهاب والتكلم مع إيتن لعلها تعود لغرفتها ..

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تطرق باب جناحه ولكنها لم تسمع الرد وعندما طرقت الباب مجدداً ولم تجد الرد فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها للداخل تتفقد الغرفة بعينيها ..

وعندما وجدتها خالية دخلت وأغلقت الباب خلفها بينما وهي تحدق حولها برهبة وتوتر ..

فكيف لها أن تبقى مع إيتن بغرفة واحدة طوال الوقت؟ ..

نفت برأسها بتوتر وهي ترفع يديها وتغطي بها وجهها بإحراج إلا أنها انتفضت خائفة على صوت فتح الباب فنظرت أمامها بذعر عندما وجدت إيتن يخرج من غرفة الملابس وهو يبعثر شعره الرطب كدليل على استحمامه منذ لحظات ..

فابتسم لها بوسع وهو يراقب تصنمها ووجهها المحمر بينما اقترب وجلس على الأريكة وهو يردف بخبث لبيرلا:

"ما الأمر صغيرتي؟ لما أنت واقفة هكذا؟ تعالي"

ربت بجانبه على الأريكة وبقي يرى تعابير بيرلا وهي تحارب ذاتها في التقدم نحوه أو أن تهرب من الغرفة إلا أنه تفاجأ بها تنفي برأسها وتحكم قبضة يديها حتى تمد نفسها بالشجاعة قبل أن تردف له بتوتر واضح:

"أنا لم آتِ للجلوس بل أتيت حتى أسأل عن سبب نقل أمتعتي لهنا وإقفال غرفتي ما معنى ذلك إيتن؟"

أنهت كلامها وهي تعدل شعرها لخلف أذنها وتحدق به بتوتر

فابتسم إيتن بخبث كاتماً ضحكاته التي تكاد تخرج قبل أن يردف لها بلعوبة وهو يتكئ على الأريكة بذراعه:

"مع أنني أردت إخبارك بنفسي لأرى ردة فعلك كاملة عن الأمر ولكن لا بأس"

صمت وهو يراها تعقد حاجبيها بغضب قبل أن يكمل لها بخبث:

"أما عن إقفال غرفتك صغيرتي فقد تناقشنا أنا وفوكسارد بعد اعترافك الأخير بأنك ستتحملين مسؤولية هذه العلاقة وستفين بها وأنك لن تتركينا عندها وصلنا لفكرة إحضارك لهنا فكما تعلمين أنت رفيقتي ولا يجب على الرفقاء أن يبقوا بعيدين عن بعض لذا من اليوم ستعيشين معي في غرفتي فهذا مكانك الأساسي صغيرتي"

توسعت عينا بيرلا مع كل كلمة قالها ثم هتفت له بغضب:

"لا لا لا وألف لا هل أنت مجنون؟ مستحيل! لن أبقى معك في نفس الغرفة لا لن أفعل!"

فوقف إيتن وهو يحدق بها بتسلية ويردف لها بخبث:

"ماذا صغيرتي؟ ألم تقولي بأنك تريد البقاء بجانبنا أم أنك تراجعتِ عن كلماتك؟"

فنفت برأسها بعصبية وهتفت له بإحراج:

"أنا لم أتراجع عن شيء ولكني لم أقل بأني أريد النوم معكما في نفس الغرفة ولا يحق لكما أن تتصرفا دون أن تأخذا إذني بذلك أنتما منحرفان وأفضل النوم في العراء وتحت الأشجار على النوم معكما"

وبمجرد أن انتهت من كلامها حتى إلتفتت بسرعة للباب تريد الهرب من ذئبها المنحرف وما أن أمسكت بقبضة الباب وحاولت فتحه انتفضت بخوف على يد إيتن التي أمسكت بيدها وأعادت غَلْقَه ..

بينما تجمد جسدها وعلت دقات قلبها وهي تشعر بجسد إيتن يلتصق بها من الخلف وهو منحني نحوها إلى أن همس بأذنها بخبث:

"آسف حلوتي ولكن ذئبك سيءٌ حقاً ولن يسمح لك بالذهاب خارج الغرفة بسهولة"
_________________

أما في الناحية الأخرى عند سانسا وأنثانيوس حيث زفرت سانسا باستياء قبل أن تنظر إليه وتردف له بهدوء:

"آسفة أنثانيوس ولكنني لا أستطيع أن أعدك بألا أحميها خاصة إن كانت وحدها معي فأنا أشعر بالمسؤولية اتجاهها هي تذكرني بأمي بطيبتها وبراءتها لذلك من المستحيل أن أتخلى عنها"

ابتلع أنثانيوس ريقه وهو يحدق بها بقلق قبل أن يردف لها بهدوء:

"لا بأس ولكن حاولي ألا تجعليها تبتعد عن رفيقها أو التجمعات قدر الإمكان فتلك اللعينة لا تحب أن تظهر في العلن"

أومأت له سانسا قبل أن تردف بلا إقتناع:

"ولكن لا أدري لا أزال غير مقتنعة بعدم وجود طريقة لقتل تلك اللعينة أماريس فوجودها يهددنا جميعاً وعلينا التخلص منها بأقصى سرعة"

فأشاح أنثانيوس بنظره عنها قبل أن يردف لها ببرود:

"كان هنالك طريقة وحيدة ولكن لا يعلمها سوى جنية الغابة كادري إنها الشقيقة الصغرى لأماريس وحارسة شجرة الحكمة وينبوع السحر ولكن تلك اللعينة أماريس قامت بمهاجمتها قبل زمن طويل وسجنتها لديها بمكان لا يعلمه أحد غيرها وجففت الينبوع والشجرة بسحرها الأسود ومنذ ذلك اليوم فقدتُ آخر أمل لي بأن أتحرر منها لذلك مهما يحدث حاولي عدم التدخل رجاء سانسا"

ابتلعت سانسا ريقها وهي تحدق به بإقطاب قبل أن تهتف له بغضب:

"لتحترق تلك اللعينة بالجحيم حسناً سأحاول بذلك قدر الإمكان"

شتمت في آخر كلماتها قبل أن تستدير برأسها للناحية الأخرى للحظات قبل أن تسمع أنثانيوس يردف بهدوء لها:

"إذن سانسا هل قررت كيف سقنعين والدك بتركك هنا؟"

حدقت به للحظات قبل أن تردف بجدية:

"أجل لقد فكرت كثيراً بذلك لذا عندما تعود يمكنك أن تخبره بأني وضعت تعويذة على نفسي لتحصين أفكاري من رفيقي وأنني لم أخونه ولن أفعل ذلك فقط أريد أن أعيش بسلام وحرية مع كارل ومقابل ذلك سأقوم باستعمال حجر قلب البحر ومنحه أمنية تجعله يحكم العالم عندها لن يضطر للتخفي أو القتال فأمنية الحجر ستفي بالغرض "

رمش أنثانيوس وهو يعقد حاجبيه ثم أردف لها بشك:

"هل استطعت استخدام الحجر؟ هل استجاب بيدك؟"

أومأت له سانسا بجدية فتوسعت عينا أنثانيوس بذهول وقبل أن يتكلم بشيء اقتحم كارل الغرفة عليهما بفظاظة ..

فنظر الاثنان إليه ببرود بينما احتدت عينا كارل عندما وجدها تجلس مقابل أنثانيوس على السرير إلا أنه بقي هادئاً خافياً غضبه وغيرته داخله وأردف ببرود:

"ألم تنتهي من التحقيق معه حبيبتي؟"

ابتسمت له سانسا بتوتر قبل أن تردف وهي تقف وتبتعد عن أنثانيوس:

"بالتأكيد انتهيت عزيزي ولكن كنت أستمع له كيف نجا بحياته من أولئك اللعناء"

عقد كارل حاجبيه بغير اقتناع ثم أردف له بسخرية:

"ولما كنت مصاباً لهذه الدرجة؟ هل كنت تحاول سرقة شيئاً ما؟"

فابتسم أنثانيوس له قبل أن يردف له بخبث:

"أجل كنت أحاول سرقة شيء ثمين جداً وهي معلومات مهمة عن مجموعة تسمى المتمردين ولكنني كُشِفت بسبب أحدهم وحدث ما حدث"

توسعت عينا كارل وسانسا التي شتمت بين أنفاسها بسبب تلاعب أنثانيوس بكارل فأردف كارل له بشك:

"وماذا كنت تريد أن تعلم وفشلت بالوصول إليه؟"

فابتسم أنثانيوس ببرود قبل أن يردف له:

"كنت سأعلم مقرهم السري ولكن للأسف كشفت نفسي بالخطأ بسبب تهوي مما أدى لقتال عنيف معهم استطعت النجاة منه بفضلكما"
_______________

أما في غرفة إيتن حيث قام باستخدام سرعته الخارقة بمجرد أن رأى بيرلا تحاول الهرب فهو كان يعلم يقيناً بهروبها ..

لذا حاصرها بجسده بسرعة وهمس لها بخبث وراقب تجمدها الذي لم يدم للحظات قبل أن تنتفض وهي تحاول دفعه عنها وتهتف بخجل وتوتر:

"دعني ابتعد عني إيتن ابتعد أريد الخروج"

فابتسم إيتن بخبث وأردف لها وهو يقلص المسافة بينهما أكثر:

"لا يوجد خروج من الغرفة لذا فكري بحل آخر حلوتي"

فشهقت بيرلا باعتراض وتوتر بسبب نبرته الخبيثة وهي تحاول التملص من بين يديه ثم هتفت له بغضب:

"دعني دعني إيتن ابتعد"

وبمجرد أن ابتعد عنها قليلاً حتى خرجت من بين يديه وركضت مبتعدة عنه ووقفت خلف الأريكة وهي تهتف له:

"مستحيل أنا لن أقبل بهذا إيتن لن أبقى هنا"

قهقه إيتن بتسلية وهو يحدق بها بخبث ثم قام بإقفال باب الجناح أمام عينيها وبقي يراقب تعابيرها المضحكة وهي توسع عينيها بذعر وتقوس شفتيها للأسفل وكأنها تقاوم البكاء ..

أما بيرلا التي بالفعل كانت تقاوم البكاء بسبب إحراجها بسبب تصرف إيتن الهمجي والمنحرف معها بينما كان عقلها يحاول إيجاد حلٍّ منطقي تستطيع به أن تخرج من هنا سليمة ..

فنظرات إيتن لها أنذرتها بخطر كبير ..

فهي تعلم يقيناً بأن نيته ليست سليمة أبداً!! ..

"ما الأمر صغيرتي؟ فيما تفكرين؟ لما أنت خائفة هكذا؟ فأنا لن آكلك إن بقيتِ معي في الغرفة"

صوت إيتن أخرجها من أفكارها المتضاربة فوجدته يقترب منها ببطء وكأنه يستمتع باستفزازها فما كان منها إلا أن تهتف له بانفعال وهي تشير بإصبعها عليه:

"توقف مكانك لا تقترب أكثر"

فتوقف إيتن مكانه وأردف بخبث وهو يضع يديه بجيوبه:

"هيا صغيرتي هل سنبقى نلاحق بعضنا هكذا طوال الليل؟ ألسنا رفقاء؟ وليكن في علمك أنا أول ألفا في العالم يسمح للونا الخاصة به أن تبيت في غرفة بعيدة عن خاصته كل تلك المدة"

فابتلعت بيرلا ريقها بتوتر قبل أن تهتف له بتردد:

"ولكن أنا لست من هذا العالم تذكر هذا وفي عالمي لا يعيش الثنائيات معاً إلا بعد الزواج وليس قبله لذا هذا خطأ وأنا لن أبقى هنا لحظة واحدة حتى ولو أقفلت غرفتي سأذهب لأنام مع مايا"

فابتسم إيتن بجانبية قبل أن يستخدم سرعته ويقف أمامها بلمح البصر بينما راقبها تنتفض بذعر وتحدق به فابتسم لها بخفة وأردف وهو يتقدم نحوها ببطء ويراقبها وهي تتراجع للخلف:

"صغيرتي الحلوة عليك أن تعلمي بأنك في اللحظة التي قررت فيها البقاء هنا يتوجب عليك ترك معتقدات عالمك والتأقلم في عادات هذا العالم والتي تنص بأن أي رفيق يمكنه أخذ رفيقته إلى منزله لحظة اكتشافه لها فهي ستكون زوجته وحبيبته الوحيدة وهذا أمر مشروع وليس خطأ .. هذا أولاً"

بقي يتقدم نحوها ويراقب تراجعها وهي تحدق به بارتباك شديد بينما هو يبتسم بخبث داخله فهي لم تكن تعلم بأنه يقودها نحو السرير دون أن تشعر بينما يكمل بخبث:

"ثانياً أظن بأن فكرة مبيتك مع مايا سيئة لأنها الآن مشغولة مع رفيقها وأظن بأنه وسمها منذ أكثر من ساعة وأصبحت زوجته رسمياً ولا أظن بأن مقاطعتهما سيكون أمراً جيداً لك "

خرجت شهقة خائفة من بيرلا عندما شعرت بنفسها تتعثر بشيء قبل أن تسقط على شيء طري فوسعت عينيها بصدمة وهي تراقب إيتن يبتسم بشر قبل أن يجلس بجانبها على السرير مستمتعاً بوجهها الذي تلون بالأحمر ..

راقبها بهدوء للحظات وهو يرى صدمتها ثم اتّكأ بذراعه بجانبها وهو يردف بخبث:

"أما إن كنت تشتكين بأن بقاءنا معاً هو أمر خاطئ وليس شرعياً فيمكنني وسمك إن أحببت"

توسعت عينا بيرلا بارتباك وهتفت وهي ترتفع بجذعها وتزحف مبتعدة عنه:

"لا لا ليس بعد لا أريد أن توسمني قبل أن يأتي أبي رجاءً"

فجلس إيتن وهو يحدق ويردف بهدوء:

"وما المانع صغيرتي؟"

فاحمرّت وجنتا بيرلا قبل أن تردف بخفوت وتلعثم وهي تحدق بأصابعها المتشابكة:

"لأن .. لأن الوسم يعني الزواج وفي عالمي لا يتم الزواج إلا بمباركة أفراد العائلة وكبارها لذا يجب أن يأتي أبي أولاً قبل أن يتم ز..زواجنا"

بالكاد نطقت آخر كلماتها بسبب إحراجها بينما ابتسم إيتن بوسع لكلامها وسمع فوكسارد يهتف بحماس:

《لؤلؤتي تهتم لأمرنا حقاً إيتن وهي تفكر بزواجنا هذا رائع بل مذهل!!》

《أجل هي تفعل فوكسارد لذا من الأفضل أن نحترم قرارها هذا وأن نعجّل في إحضار والدها بأقصى سرعة ممكنة》

أردف إيتن بهدوء لفوكسارد والذي أيده بحماسة شديدة فتنهد إيتن بخفة وهو يراقبها تحدق بيديها ثم رفع يده وأزاح خصلاتها الفحمية خلف أذنها حتى يظهر وجهها أكثر أمامه ثم أردف لها بهدوء:

"لا بأس صغيرتي أنا وفوكسارد موافقان على ذلك ولكن بشرط أن تبقي معنا هنا "

رمشت بيرلا وهي تحدق به بعبوس وأردفت باعتراض:

"ولكن لا أريد"

فتنفس إيتن بهدوء وهو يعدل جلسته حتى أصبح أمامها وأردف لها محاولاً إقناعها:

"هيا صغيرتي لما تصعبين الأمور علينا وعليك هكذا؟ الأمر ليس سيئاً إلى هذا الحد وهو أمر ستعتادين عليه الآن أو لاحقاً ألم تقولي بأننا سنتزوج؟ فماذا ستفرق إن بقينا بغرفة واحدة قبل الزواج أو بعده؟"

ابتلعت بيرلا ريقها بصعوبة وهي تحدق بوجهه ونظراته الحادة التي تزيد إرتباكها ومن دون أن تشعر حدقت بشفاهه للحظات فلمعت تلك الذكرى في عقلها ..

مما جعلها تشيح بنظرها عنه بسرعة ووجهها يزداد حرارته واحمراره قبل أن تردف له بعناد طفولي:

"لا ستفرق وستفرق كثيراً لأنك ستستغل بقائي معك بفعل الأشياء المنحرفة كما تفعل كل مرة أنا لن أنام معك في نفس الغرفة"

أنهت كلامها وهي تكتف يديها لصدرها محاولة الثبات على قرارها فهي تعلم جيداً بأنه سيقلب الأمر عليها حالما توافق كما فعل في المطبخ ..

أما إيتن الذي كان يضيق عينيه عليها بسبب عنادها ويفكر بطريقة أخرى لإقناعها ..

فالتشهد السماء أنني حاولت أن أكون لطيفاً معها وأن أقنعها بهدوء! ..

همس داخله بقلة صبر من عنادها قبل أن يردف لها بهدوء مريب:

"هيا صغيرتي أخبرتك بأنني لن أوسمك حتى مجيء والدك فلما تعاندين هكذا نحن فقط سننام معاً لن نفعل شيئاً آخر"

نفت بيرلا ثم أردفت له بعناد:

"لا يعني لا لن أنام معك في غرفة واحدة"

"وأنا لن أدعك تخرجين من الغرفة حتى تقتنعين بأن مكانك من الآن فصاعداً سيكون هنا حلوتي"

صوت إيتن الجاد الهادئ والغاضب كان كتحذير لبيرلا أخبارها بأنه وصل لحدود صبره معها فابتلعت ريقها قبل أن تردف له بتوتر:

"ولكن سأنام على الأريكة ولن أتشارك معك السرير أبداً"

فرفع إيتن حاجبيه بغضب من كلامها وأردف لها باستياء وغضب:

"أنا لم أحضرك إلى هنا حتى أجعلك تنامين على الأريكة أو الأرضية وتبقين بعيدة عني بل لأجعلك تنامين على سريري وبين ذراعي هل هذا واضح حلوتي؟"

توسعت عينا بيرلا من تصريحه الأخير وتسرب الخوف والتوتر لجسدها ..

فهو لا يفهم بأنها ستتشارك السرير مع رجل لأول مرة لذلك هي خائفة ومتوترة وتجده أمر صعب جداً عليها ولكنه بكلامه هذا يزيد الوضع سوء ..

فابتلعت ريقها قبل أن تردف له باضطراب:

"إيتن توقف عن إخافتي!"

فابتسم إيتن لها بهدوء محاولاً ألا ينفجر بوجهها ويحتجزها بين ذراعيه قسراً وإخافتها أكثر ..

ثم أردف لها بهدوء زائف:

"بيرلا صغيرتي أنا حقاً لا أرغب بإخافتك ولكننك تجبرينني بأفعالك لذا سأترك لك الخيار إما أن تنامي على السرير بطوعك أو أن تذهبِ وتنامي على الأريكة وسأحملك وأعيدك للسرير بعد نومك وفي كلا الحالتين ستنامين معي فاختاري إما الطريقة السهلة أم الصعبة"

توسعت عينا بيرلا وفتحت فاهها بصدمة من كلامه المجنون فابتسم لها بخبث قبل أن يردف لها بلعوبة وهو يقرب وجهه من وجهها:

"إضافة لذلك هذه ليست المرة الأولى التي أنام بها بجانبك وأعلم جيداً بأن نومك ثقيل صغيرتي ولن تشعري بأي شيء يحدث حولك بمجرد أن تغمضي عينيك"

شهقت وهي تتراجع بجذعها للخلف وهي تهتف بذعر بدون أن تشعر:

"ماذا وتستغل نومي أيضاً أيها المنحرف!!!"

بصعوبة أمسك نفسه عن الضحك عليها قبل أن يردف ببراءة زائفة:

"أنا؟! لم أفعل أي شيء منحرف لك فقط نمت بجانبك وأنت من احتضنني صغيرتي واعتصرتني بين ذراعيك كدبّ محشو"

احمرّ بيرلا بشدة حتى بات البخار يخرج من أذناها بعد أن سمعت كلام إيتن وتخيلت الأمر بعقلها وهي تنتحب بخجل داخلها بسببه ..

وقبل أن تبتعد وتنزل عن السرير شهقت بخوف عندما سحبها إيتن بقوة نحوه فرمشت عدة مرات وهي تراه يعتليها وهي مستلقية تحته خلال ثوانٍ ..

وقبل أن تعترض هتف لها إيتن بتهديد جاد:

"إياك أن تتحرك وأقسم إن نطقت بأي اعتراض أو استقمت سأقبلك فوراً ولن أتوقف أبداً "

رمشت بيرلا بصدمة وتلاشت جميع اعتراضاتها بتهديده فهي رأته جاداً في تهديده لها ولم تستطع المخاطرة ومعارضته ..

وعندما رأى سكونها وعيونها الزمردية تحدق به بصدمة وخجل تنفس بعمق وابتعد عنها واستلقى بجانبها وهو يتكئ على ذراعه ويحدق بها ..

فاستدارت بيرلا بخجل عنه وغطت وجهها بكفيها بطفولية وهي تنكمش على نفسها بتوتر وخوف فابتسم إيتن لبراءتها قبل أن يهمس لها بهدوء:

"لا تخافي صغيرتي فأنا لن أؤذيك أبداً فقط أريد النوم بجانبك فقد بقيت ساهراً في الليلة الماضية بسبب ما حدث"

حدّق بها وهي تنكمش على نفسها الجنين وهي تغطي وجهها بيديها وشعرها الأسود الحرير متناثر حولها بطريقة ساحرة جعلت عينا إيتن تلتمعان بعشق لها ولبراءتها ونقائها ..

فابتلع ريقه محاولاً تهدئة نفسه وذئبه واستلقى خلفها بهدوء حتى لا يخيفها أكثر بعد أن وضع الغطاء عليهما وبقي يراقبها وهو يشعر بتنفسها المضطرب ثم همس لها بهدوء:

"اهدئي صغيرتي وتنفسي بهدوء ونامي فأنا أعلم أنك بقيت صاحية أيضاً طوال الليلة الماضية ولا تقلقِ ستعتادين على الأمر بالتدريج"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وهي تحاول مقاومة البكاء من شدة إحراجها فأنزلت يديها عن وجهها وهي تشعر بإيتن ينام خلفها ..

فعقدت حاجبيها وهي تحاول تهدئة نفسها ولم تجرؤ على الحركة حتى لا تقلص المسافة بينهما وتحرج نفسها أكثر ..

فغرست وجهها بالوسادة وهي تشعر برائحة عطر إيتن باتت تتغلل داخلها بشكل مكثف بسبب تعلقها بالأغطية والوسائد حولها وحاولت قدر استطاعتها تناسي وجوده خلفها والنوم ..

فهي حقاً متعبة ونعسة ..

ولكن وجودها مع إيتن في سرير واحد جعلها تشعر بالأرق ..

مضى وقت ليس بقصير وحلّ المساء بالفعل وبيرلا لا تزال عاجزة عن النوم رغم تعبها فتركيزها كان منصباً على أنفاس إيتن وهي تترقب حركته بكل ثانية إلا أنه لم يقم بأي حركة وهذا ما فاجأها ..

ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تلتفت بتردد وحذر إلى إيتن فوجدته نائماً على جانبه وهو يعقد يديه إلى صدره ومغمض العينين ..

وبسبب ملامحه الهادئة والمائلة للسلام وهو نائم جعلت بيرلا تشعر بالراحة قليلاً فاستدارت للجهة الأخرى ثانية وعدلت طريقة نومها وهي تتمسك بالوسادة وتغمض عينيها براحة حتى غرقت بعالم الأحلام ..

غافلة عن تلك العيون الزرقاء التي تفتحت وعادت لمراقبتها بمجرد إلتفاتها بينما تلك الإبتسامة الشقية ارتسمت على وجهه بعد أن نجح أخيراً بإقناعها بالنوم معه ..

فتنهد إيتن بخفة قبل أن يغمض عينيه ويجبر نفسه على النوم بدل البقاء ومراقبة صغيرته طوال الليل مستمتعاً بقربها منه ..

فهو يدرك بأن عملاً كثيراً ينتظره في الصباح بغياب جاك وإجازته التي أعطاه إياها ..
_______________

مضى ثلاثة أيام كانت الأوضاع بها طبيعية في المنطقة ..

وفي قطيع المقاومين كانت سانسا تتذمر بين ذراعي كارل وتحاول البقاء نائمة بينما كان يقبل وسمها وعنقها بقبلات لا تحصى وهو يهمس باسمها بعشق بين الحين والآخر محاولاً إيقاظها ..

"هيا حبي استيقظي ألم تملّي من النوم؟"

همس كارل بأذنها بحب ففتحت سانسا إحدى عينيها وهي تعبس بوجهه قبل أن تردف له باستياء وبرود:

"لن أملّ من النوم حتى تمل من إيقاظي بهذه الطريقة أيها المزعج"

فزفر كارل بخيبة وهو يردف لها بتذمر:

"أنت حقاً قاسية حبيبتي وتفضلين النوم علي!"

فزفرت سانسا باستياء من طريقته الدرامية في قلب الأمور دائماً ثم أردفت له بخبث وبرود:

"أجل أفضله وأعشقه أكثر منك والآن ابتعد عني أريد النوم"

رمش كارل بصدمة من كلامها إلا أنه علم بأنها تحاول إغاظته لا أكثر فتراجع عنها وأردف بخيبة حتى تظنه بأنه خاصمها:

"لا بأس سأبتعد وسأخلصك من رؤيتي نهائياً"

أنهى كلامه وهو يزيل الغطاء عنه ويستقيم عن السرير ويتجه للحمام ببطء دون أن يلتفت للخلف ..

بينما شتمت سانسا بين أنفاسها وهي تشعر بنخزات عميقة في صدرها لأنها أحزنته فاستقامت خلفه ودخلت الحمام وقبل أن تتكلم أو تفعل أي شيء

خرجت شهقة مكتومة منها عندما وجدت كارل يدفعها على حائط الحمام بقوة وهو يقبلها بهمجية وكأنه يعاقبها على كلماتها اللاذعة ..

ولم يفصل القبلة حتى شعر بأنفاس سانسا تنتهي ثم حدق بها وهو يرفع أحد حاجبيه بخبث ويحدق بها وهي تلهث بشدة وجهها محمر بسبب اختناقها فهمست له باستياء بين أنفاسها:

"مخادع"

فابتسم لها بخبث قبل أن يردف لها:

"ليس بقدرك رياحي "

ثم حدقّ بشفتيها وهو يردف لها بصوت ثقيل ومثير:

"وسأحرص الآن على جعلك تعشقينني أكثر من أي شيء أعدك"

فقهقهت سانسا وهي تردف بسخرية له:

"جدياً كارل هل تغار من حبي للنوم أيضاً؟"

فعقد حاجبيه وأردف لها بجدية:

"وسأحرص على جعلك لا تستخدمين هذه الكلمة سوى لي"

وقبل أن تتكلم احتجز شفتيها ثانية مبتلعاً ضحكاتها وهو يشدّ على خصرها ويقربها منه أكثر بينما لفت سانسا ذراعيها حول عنقه وهي تبادله بحب وشغف إلى أن غرقا في حبهما إلا اللا حدود ..
________________

أما عند إيتن الذي كان يعيش أجمل أيامه بجانب صغيرته اللطيفة والتي اعتادت على البقاء بقربه والنوم بجانبه تقريباً ولم تعد تمانع إن قبلها رغم احمرارها ..

فتقدم بين الأروقة متجهاً للمكتبة حيث صغيرته بيرلا كانت تجلس وهي منغمسة في قراءة أحد الكتب التي تتحدث عن تاريخ هذا العالم ..

فبعد تلك الليلة وجدت بأن أفضل شيء يجب أن تفعله حتى تتأقلم في هذا العالم بعد أن قررت البقاء فيه هي معرفة كل شيء عنه من الكتب هكذا لن تجد صعوبة في البقاء هنا وإقناع والدها عندما يأتي ..

وبسبب بقاء إيتن معها ومعاملته اللطيفة لها ومراعاتها جعلتها تزداد تعلقاً به ولم تعد تصدّه في ما يفعل بل صارت تشعر بالفعل بالسعادة والحب داخلها ..

إلا أنها كانت تظن بأنه مجرد إعجاب ولم يرتقي للحب الحقيقي بعد لذلك أبقت الأمر لنفسها ولم تتكلم به مع أحد ..

ولكنها باتت تجرؤ على مشاكسته ومعاندته والتكلم معه بمرح كما كانت تفعل مع والدها دون أي خوف وارتباك مقاومة خجلها الذي قلّ تدريجياً بسبب إعتيادها عليه ..

وبمجرد أن شعرت بوجوده حتى رفعت عينيها له وهي تبتسم له بهدوء قبل أن تعيد رأسها لكتابها بينما يتقدم إيتن منها بهدوء ..

جلس إيتن بجانبها وهو يراقب اندماجها بالقراءة فمدّ يده يبعد خصلاتها الفحمية خلف عنقها ثم انحنى نحوها وقبل رأسها ثم أردف لها برقة وهو يمسح على شعرها برفق:

"ألم تنتهي من هذا الكتاب بعد صغيرتي؟"

فابتسمت بيرلا بهدوء قبل أن تردف له:

"أكاد أنتهي هذا الفصل الأخير من الكتاب وسأنهيه بأقرب وقت"

حدق إيتن ببيرلا ملياً وهو يتفحص وجهها الملائكي بينما كانت لا تزال تقرأ متجاهلة نظراته لها فقد اعتادت أن يفعل ذلك دائماً وباتت تستطيع توقع ما يريد فعله فقط من نظراته أو نبرة صوته ..

وبينما كانت جالسة شعرت بإيتن ينحني نحوها ويغرس وجهه بين غصلات شعرها وهو يستنشق رائحتها بعمق فارتسمت إبتسامة خجولة على وجهها وهي تميل للجهة الأخرى محاولة الإبتعاد عنه وإكمال قراءة كتابها ..

في حين انحنى إيتن معها وقبل وجنتها قبلاً متفرقة جعلت بيرلا تنتحب بإحراج وهي تدفعه بيدها برفق واليد الأخرى تتمسك بالكتاب:

"إيتن توقف نحن في المكتبة هذا لا يجوز دعني أريد إكمال الكتاب أرجوك"

فنظرت إليه بعبوس طفولي فقبل أرنبة أنفها قبل أن يستلقي على الأريكة ويسحبها لحضنه حتى إلتصق ظهرها بصدره وهو يردف لها بهدوء:

"وهل أخبرتك أن تتوقفِ عن القراءة؟ هيا تابعي ودعيني أتابع ما أفعل "

رمشت بيرلا بصدمة وهتفت له بين ضحكاتها:

"أنت مجنون!"

"مجنون بك حلوتي"

فعضت خدها من الداخل حتى تمنع إبتسامتها من الظهور ثم أشاحت بنظرها عنه وعدلت رأسها على ذراعه وتابعت قراءتها وهي تشعر بإيتن إما يستنشق رائحتها أو يقبلها بهدوء ورقة حتى لا يزعجها ..

مضى وقت ليس بقصير وهما على هذه الحالة إما أن تتذمر بيرلا بلطف أو تقرأ بصوت عالٍ لتجعله يتوقف عن تقبيلها عندما يكاد يفقد السيطرة على نفسه بقربها ..

وعندما انتهت بيرلا من الكتاب أغلقته هي تردف بفرح:

"وأخيراً انتهيت"

فابتسم إيتن بحب لها قبل أن يردف بخبث وهو يأخذ الكتاب من يدها ويضعه على على المنضدة المقابلة لهما:

"أحسنت صغيرتي أنت حقاً مجدّة وتسحقين هذه المكافأة مني"

أنهى كلامه وهو ينحني نحوها ويقبلها قبلة على شفتيها بحب ورقة كرقة صغيرته بيرلا ثم ابتعد عنها وهو يحدق بوجهها المحمر وهي تعقد حاجبيها بغيظ قبل أن تتذمر بلطف وحرج:

"منحرف أنت تفعل هذا دائماً وبأقل حركة أفعلها وبأي حجة تجدها أمامك أيها العملاق المستغل المنحرف ابتعد قد يرانا أحد"

أنهت كلامها وهي تدفعه عنها عندما وجدته يقهقه بخفة على كلامها الذي وصفه بالفعل ..

فجلست على الأريكة بينما بقي إيتن مستلق وهو يضع يده تحت رأسه بينما الأخرى داعبت خصلات بيرلا الفحمية قبل أن يردف لها بخبث:

"ماذا أفعل إن كنت أحب تقبيلك حلوتي وأنت لا تساعدينني بتاتاً في ضبط أعصابي بسبب شكلك الجميل وشقاوتك اللطيفة التي تدفعني لتقبيلك مراراً وتكراراً"

احمرّ وجه بيرلا وإلتفتت وهي تعقد حاجبيها وتنتحب بإحراج:

"إيتن!"

فابتسم بحب لها قبل أن يرفع جذعه ويقترب منها وهو يهمس لها بعشق:

"قلب إيتن وروحه"

فأشاحت بنظرها عنه وازداد احمرارها وتشكلت إبتسامة خجولة على وجهها قبل أن تتذمر مدعية الغضب:

"توقف عن إحراجي حتى لا أخاصمك"

فابتسم بحب وهو يحدق بها بعمق وكأنه يشاهدها للمرة الأولى ثم أردف لها بحب:

"قبليني وسأتوقف عن إحراجك"

استدارت بيرلا نحوه بعيون متوسعة خجولة ثم أردفت له بتلعثم:

"ماذا؟!"

فرفع إيتن أحد حاجبيه واقترب من وجهها وهو يردف بخبث وإصرار:

"كالقبلة التي قبلتها لفوكسارد في مرضه أريد مثلها لا أكثر ولا أقل"

عقدت بيرلا حاجبيها قبل أن تهتف له بعفوية وغيظ دون أن تشعر:

"ماذا؟! ألا تزال تذكرها وقد قبلتني بدلاً منها أضعافاً مضاعفة؟ أنت حقاً مخادع!"

فابتسم إيتن قبل أن يردف لها بخبث وهو يداعب وجنتها المحمرة:

"وأنت قلتها قبلتك أنا ولم تقبليني أنت حتى الآن وأنا لا أزال أنتظر أن تفعلِ ذلك وحدك فما المانع من تقبيلي الآن حلوتي؟"

رمشت بيرلا بخجل قبل أن تنفي برأسها بإحراج فابتسم إيتن بخبث قبل أن يمسك بمرفقها ويشدها نحوه وهو يتذمر ويطالب بإصرار:

"هيا حلوتي قبليني ليس وكأن حياتك معتمدة على هذه القبلة هيا لقد قبلتك من قبل فلما التردد والخجل هيا صغيرتي أنا أنتظر قبلتك هيا"

فابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وهي تشعر بخافقها يكاد يخرج من مكانه وهي تحدق بعينيه المصرتين قبل أن تردف له بحرج وهي تزيل يدها عنه:

"حسناً حسناً توقف"

فابتسم إيتن بسعادة ورقص قلبه في صدره عندما علم بأنه سيحصل على قبلته الأولى من بيرلا في حين حمحمت بيرلا وهي تردف له بحرج:

"أغمض عينيك أولاً"

فأومأ إيتن بطاعة وأغمض عينيه بسرعة وهو يشعر بفوكسارد يقفز بحماسة في رأسه في حين كان غافلاً عن الإبتسامة الشقية التي تشكلت على وجه بيرلا بعد أن أغمض عينيه ..

فعضت شفتيها لتمنع خروج ضحكاتها وهي تحدق بوجهه وتحركت بهدوء ممثلة أنها ستقبله قبل أن تركض مبتعدة عنه بسرعة ..

"بيرلا لقد خدعتني!"

توقفت تلتفت نحوه بعد أن سمعت صوته المستاء وهي تعض على شفتيها بظرافة قبل أن تنفي برأسها وتردف له بشقاوة:

"لا لا أنا لن أقبلك أبداً"

وبمجرد أن أنهت كلامها حتى ركضت لخارج المكتبة بأقصى سرعتها وهي تضحك على وجه إيتن المصدوم بخدعتها ..

فاستقام وتبعها بسرعة وهو لا يزال مصراً على الحصول على قبلته ..

حتى يتساوى مع فوكسارد على الأقل ..

فهو لا ينفكّ عن إغاظته بأنه حصل على قبلة بيرلا الأولى وتقبيل بيرلا لهما وأن القبلة الأولى هي أساس كل شيء وهو من حصل عليها قبله ..

لذلك كان ينتظر اللحظة المناسبة حتى يطالبها بها كما فعل الآن ولكنه  لم يتوقع أن تخدعه هكذا ..

"إلى أين صغيرتي؟ هل تظنين بأنك تستطيعين الهرب مني بسهولة؟"

أردف إيتن فجأة بأذن بيرلا التي كانت تسير بالرواق مما جعلها تنتفض وتقفز للخلف بعد أن أخافها ..

فنظرت إليه وهو يبتسم لها بشر وخبث بينما يقترب منها وهي تتراجع للخلف وهو يردف لها بإصرار:

"ألم أخبرك من قبل بأن لا مهرب لك من ذئبك السيء صغيرتي؟"

فحاولت بيرلا كتم ضحكاتها وهي تتراجع للخلف قبل أن تردف له بخفوت:

"توقف قد يأتي أحد"

نفى إيتن وهو يكمل تقدمه نحوها قبل أن يردف لها:

"لا أهتم لأحد ما أريده سأحصل عليه صغيرتي لذا استسلمي وتوقفِ عن المشاكسة"

توقفت بيرلا بسبب وجود الحائط خلفها الذي أعاق هروبها فحدّقت حولها بتوتر وهي تحاول إيجاد مهرب منه ثم نظرت إليه بتوتر عندما وقف أمامها ووضع ذراعه على الجدار بجانب رأسها وهمس لها بخبث:

"أرأيت صغيرتي لا مهرب لك مني مهما ركضت وهربت ستبقين في مكانك بين ذراعاي"

احمرّ وجه بيرلا بإحراج وهي تحدق بوجهه الذي أصبح يقابل وجهها وقبل أن تنطق بشيء لمعت عينيها وهتفت وهي تدفعه على صدره:

"السيدة بوريشا هنا ابتعد"

عقد إيتن حاجبيه بعدم اقتناع بدايةً ظناً منه أنها خدعة أخرى من بيرلا ولكنه ابتعد قليلاً عندما شعر ببرويشا توقفت عن إكمال طريقها بعد أن وجدتهم في الممر ..

فاستغلت بيرلا تحديق إيتن ببوريشا وأخفضت رأسها من تحت ذراعه وركضت نحو بوريشا وهتفت لها وهي تتمسك بذراعها بقوة:

"سيدة بوريشا أنقذيني منه الألفا يريد إرغامي على تقبيله مع أنني لا أريد أخبريه ألا يفعل ذلك رجاءً"

أنهت كلامها وهي تقوس شفتيها للأسفل وترمش بلطافة كادت تجعل بوريشا تنفجر من الضحك عليها ..

بينما توسعت عينا إيتن بصدمة من كلامها وراقب بوريشا تنصدم مثله قبل أن تنظر إليه وهي تكتم ضحكاتها بصعوبة وتحمحم بإحراج ثم أردفت بهدوء ممزوج بإحراج:

"ألفا توقف عن إزعاج اللونا وإرغامها على فعل ذلك خارج إرادتها فهذا لا يجوز"

رفع إيتن حاجبيه بذهول من كلام بوريشا فأمالت بيرلا رأسها وهي تقلد تعابيره بظرافة ومشاكسة قبل أن تلتفت وتذهب مع بوريشا التي لم تستطع أن تمسك نفسها عن الضحك بسبب تصرفاتها الطفولية

والتي جعلت إيتن يتصرف كالمراهقين أيضاً ..

فضيق إيتن عينيه بغضب عندما سمع ضحكات فوكسارد الساخرة وهو يردف له بسخرية وشماتة:

《يا مسكين لقد خدعتك لؤلؤتي وأظهرتك كالأحمق أمام بوريشا أرأيت لؤلؤتي تحبني أكثر منك بكثير》

فشتمه إيتن بغضب قبل أن يهمس بتوعد:

"سأريك صغيرتي من سيفوز في النهاية"
_________________

وبعد أن أحست بيرلا بأنها نجحت بالهرب من إيتن تركت بوريشا وصعدت على الشرفة ووقفت تراقب الغابة بشرود ..

على الرغم من أنها اعتادت البقاء هنا وألِفت سكان هذا العالم إضافة لمشاعرها الجديدة التي باتت تختزنها لإيتن إلا أنها لم تكن تشعر بالراحة الكاملة داخلها ..

فهي لا تزال قلقة على والدها ولا تزال تفكر بحاله ..

كان اشتياقها له قد وصل لحدود تحملها ..

كانت تشعر بشيء سيء سيحدث ولكنها لم تعلم ما هو ..

صحيح بأنها كانت تشعر بالراحة مع إيتن ولكنها كانت تشعر بالقلق على والدها في نفس الوقت ..

ولكنها كانت تسلح نفسها بالأمل والدعاء دائماً لعلها تلتقي بوالدها مجدداً .

وكانت تخفي قلقها داخلها وتصبّر نفسها وتحاول الإنشغال بأي شيء غير التفكير ..

فابتلعت ريقها بتوتر وهي تحدق بالأفق وتحاول تصفية ذهنها والتفاؤل بالخير ..

إلا أنها خرجت من أفكارها وعقدت حاجبيها وهي تشعر بالدوار يداهمها فجأة فأمسكت برأسها تمسده بخفة بينما تتمسك بسور الشرفة الحجري لدعم نفسها ..

استمرّ الأمر لعدة دقائق حتى ذهب الدوار عنها بالكامل فزفرت الهواء بتعب والتفتت تريد الجلوس والاستراحة بعد الدوار الذي أصابها ..

إلا أنها توقفت مكانها وهي ترى إيتن يتقدم منها بخطوات سريعة وعينيه تلتمع بالقلق وبمجرد أن وصل إليها حتى أحاط بوجهها وهتف لها بقلق:

"لقد شعرت بخطب ما بك هل أنت بخير صغيرتي؟ "

أومأت بيرلا بهدوء وهي تمسك بيديه ثم أردفت له:

"أنا بخير لا تقلق"

فعقد حاجبيه بغير اقتناع قبل أن يردف لها بشك:

"ولكنني شعرت بمشاعرك المتضاربة بيرلا ما الأمر؟"

فابتلعت ريقها قبل أن تردف له بهدوء ممزوج بحزن:

"أنا بخير حقاً ولكن كنت أفكر بحالة أبي لذلك .."

صوتها الحزين الخافت آلم إيتن فسحبها لصدره بسرعة قاطعاً كلماتها عندما شعر بالأسف والألم لأجلها فعانقها بقوة وهو يهمس بأذنها بحب وحنان:

"لا تقلقِ صغيرتي سيكون بخير وسنجد المرآة قريباً وسنجعلك تقابلين والدك أعدك فقط اصبري"

"أتمنى ذلك"

همست بحزن وهي تغرس وجهها بصدر إيتن وتحيط خصره بيديها لعلها تشعر بالأمان والراحة قليلاً ..

فهي وجدت الدفء والأمان والحنان في أحضان إيتن والتي عوضتها عن دفء وحنان والدها وافتقادها له قليلاً ..

مسح إيتن على شعرها برقة حتى شعر بهدوئها وانتظام ضربات قلبها مع مشاعرها المتضاربة التي هدأت أيضاً فابتعد عنها قليلاً وأردف لها بحنان:

"هل أنت بخير الآن؟"

أومأت له بيرلا وهي تحدق به بذبول مقاومة البكاء وهي تردف له بهدوء:

"أجل شكراً لك"


فقبل إيتن رأسها قبل أن يردف لها بحب صادق:

"لا تشكريني صغيرتي فأنا موجود من أجلك دائماً ولا تترددي في الإلتجاء إلي في أي وقت تريدينه لإفراغ ما في داخلك"

أومأت له بيرلا بصمت ثم رأته يمسك بيديها ويسحبها معه فتمسكت بذراعه بيدها الأخرى وهي تردف له باستغراب:

"إلى أين تأخذني؟"

حدق بها إيتن بحنان قبل أن يردف لها:

"كنت سأذهب لخارج القطيع لبعض الوقت ولكن نظراً لحالتك هذه لن أتركك أبداً وستذهبين معي لا تقلقِ عُدّي الأمر كالنزهة لك لتصفية الذهن لذا أخرجي الأفكار السيئة من رأسك وثقي بقوة وتحمل والدك وأنا واثق بأننا سنصل للمرآة قريباً"

فابتسمت له بامتنان قبل أن تومئ برأسها وتتبعه بهدوء إلى أن ركبا بالسيارة وانطلقا خارج القطيع ..

________________

أما في قطيع المقاومين كانت سانسا تسير مع أنثانيوس الذي شفي نهائياً من جراحه وقد قضى الوقت الماضي بمراقبة حياة سانسا للاطمئنان عليها ..

على الرغم من أنهما لم يحظيا بمحادثة أخرى بعد تلك بحرية تامة بسبب مرافقة كارل الدائمة لها ..

فهو لم يكن يثق به أبداً خاصة عندما شعر بمشاعره اتجاه سانسا ..

سار الاثنان في أرض القطيع إلى أن وصلا إلى ساحة تدريب القطيع فتوقف الاثنان يراقبان الرجال الذين يتدربون ويتقاتلون بشراسة ..

ابتسمت سانسا بجانبية قبل أن تردف له بصوتها البارد الاعتيادي:

"هذا المنظر ذكرني ببعض الذكريات القديمة"

فابتسم أنثانيوس بخبث قبل أن يردف لها بسخرية وخبث:

"دعيني أحزر عندما كنت أدربك طالبتي المشاكسة"

فرفعت أحد حاجبيها بغرور قبل أن تردف له بسخرية لاذعة:

"لا بل عندما كنت أشوه وجهك بلكماتي مدربي العجوز"

قهقه أنثانيوس بخفة فعادة سانسا السيئة في الشتم وسخريتها اللاذعة من الجميع لم تأتي من العدم بل كانت حصيلة تدريبه لها على كل شيء في الحياة حتى حولها من فتاة صغيرة بكاءة إلى مقاتلة قوية ذات يد خفيفة وسريعة ..

جعلتها لصة محترفة بلا أي منازع!! ..

في حين تقدم كارل مع البيتا كريستوفر إلى ساحة القطيع فوجد سانسا وأنثانيوس يقفان هناك ويتبادلان السخرية ببرود لاذع ..

فعقد حاجبيه من تصرفاتهما الغريبة والتي تدل على اعتيادهما على بعضهما ..

وهذا ما أغضب كارل جداً ..

وبمجرد أن وقعت عينا سانسا على كارل الذي يتقدم نحوها حتى لمعت عيناها بالحب وابتسمت له برقة فاجأت أنثانيوس والذي رفع أحد حاجبيه بذهول من انقلابها ..

من فتاة جليدية قاسية إلى مراهقة صغيرة عاشقة ..

وما أن وصل إليها كارل حتى قبلها قبلة سطحية على شفتيها وأردف وهو يحيط خصرها بتملك:

"هل تستمتعين بوقتك حبيبتي؟"

فابتسمت له بحب وأردفت بهدوء وجرأة:

"ليس كثيراً فالقتال الذي يدور مملٌ جداً ولكن أظن بأنني سأستمتع بما أنك أتيت"

قهقه كارل بخفة على صراحتها وجرأتها أمام الجميع والذي أسعده أكثر بأنها بجوابها ذلك أثبتت بأنها تستمع برفقته عكس أنثانيوس الذي كانت تشتمه وتسخر منه قبل قليل ..

فهي لم تكن على دراية بعد بالحرب الباردة بينهما ..

وإلا لما وضعت النار على البنزين وأشعلت الساحة بينهما ..

ولكنها اعتادت على معاملة أنثانيوس القاسية والباردة في حين تعلقت بكارل لدرجة أنها لم تعد تستطيع إخفاء حبها أمامه ..

فابتسم كارل بسخرية وهو يحدق بأنثانيوس الذي بالفعل قرأ أفكاره وحدق به ببرود مميت ثم أردف له كارل ببرود:

"ما رأيك أن تختبر قوتك وشفاءك الكامل أنثانيوس؟"

التفتت سانسا بسرعة متفاجئة بكلام كارل إلى أنثانيوس الذي ابتسم له ببرود قبل أن يردف له:

"لا أمانع من ذلك فأنا أشعر بالملل بسبب جلوسي الدائم في الأيام الماضية"

توقف القتال على الحلبات الترابية بمجرد تصريح الألفا وأخلوا الساحة بالكامل ووقفوا كمتفرجين ثم نظر كارل إلى كريستوفر وأشار له بعينيه بأن يتقدم فأومأ له باحترام قبل أن يدخل إلى الساحة ..

بينما حدقت سانسا بإبتسامة أنثانيوس الشيطانية بقلق قبل أن تردف له ببرود ممزوج بتوتر:

"أنثانيوس إنه قتال ودي تذكر لذا لا تغضب"

قهقه أنثانيوس ببرود قبل أن يردف بسخرية وهو يتجه للساحة:

"أعلم عزيزتي ولا تقلقِ لن أقتله فأنا لا أزال ضيفهم بعد كل شيء وهذا معيب"

شتمته سانسا بهمس من سخريته وكأنه ذو أخلاق نبيلة بينما حدقت بقلق بكارل الذي يحدق بتركيز على ما يحدث أمامه ..

فداخله كان غير مقتنع بكلام أنثانيوس لأنه بالنظر إلى هالته التي يحاول إخفاءها وردود أفعاله وجد أن من الصعب عليه تصديق بأنه نجا بصعوبة من القتال مع المتمردين كما يدّعي ..

لذلك أخذ الأمر كذريعة ليتحقق من شكوكه مع أنه كان يعلم يقيناً بأن كريستوفر ليس له فرصة أمام هذا الشيطان المهيمن ..

ابتسم أنثانيوس بجانبية على أفكار كارل التي وصلته رغم أنه حاول إخفاءها ..

وأعجب بذكائه حقاً ..

بينما بقي يحدق ببرود بكريستوفر الذي وقف مقابله والغاما ستارك الذي وقف بالمتنصف كحكم النزال ثم أردف لهم بصوته الصارم:

"ينتهي القتال باستسلام أحد الطرفين وممنوع عليكما توجيه الضربات المميتة لبعض .. ابدآ"

وبمجرد أن ألقى الغاما بشروط النزال حتى اتخذ كريستوفر وضع القتال مستعداً لأي هجوم غادر من ذلك الشطان البارد الذي يقابله ..

إلا أنه وجده لا يزال واقفاً ببروده وهو يحدق به بسخرية ثم نطق ساخراً:

"هيا عزيزي هاجم ولا تقلق لن أستخدم سحري عليك فأنا لا أحب القتال الغير المتكافئ الذي ينتهي بسرعة دون أن استمتع فيه حتى آخر رمق"

كلامه استفز كريستوفر بشدة فشتم بين أنفاسه قبل أن يهاجمه بقوة مسدداً له لكمات سريعة وكثيرة إلا أنه تفاجأ به يتفاداها جميعاً بسهولة قبل أن يباغته بلكمة قوية جعلته يرتد للخلف ولولا قوته لسقط على الأرض على بعد أمتار منه ..

فابتسم أنثانيوس باستفزاز وأردف ببرود ممزوج بسخرية وهو ينزل قبضته:

"أوبس لقد انزلقت يدي وحدها"

فشتم كريستوفر بغضب قبل أن ينطلق نحوه مجدداً مهاجماً إياه بشراسة أكبر بينما كان كارل يعقد حاجبيه بضيق أكبر عندما سمع كلمات أنثانيوس وتذكر ما قالته سانسا في وقت سابق بنفس النبرة  ونفس الكلمات ..

وهذا لم يعجبه بتاتاً ..

ولكنه بقي يحدق ببرود إلى القتال والذي كما توقع هو كانت الأفضلية لأنثانيوس الذي كان يتعمد إثارة غضب كريستوفر إلى أن يندفع بلا تفكير نحوه فيطرحه أرضاً بسهولة ..

أما سانسا التي كانت تدعو داخلها ألا يستطيع كريستوفر لكم أنثانيوس حتى لا يغضب ويقتله ..

ولكن عندما حدث ما كانت تخاف منه ووجه كريستوفر لكمة قوية على وجه أنثانيوس فشتمت سانسا بقلق وهي تعقد حاجبيها وتحدق بأنثانيوس الذي تجمد مكانه لثوان ثم رفع وجهه وحدق بكريستوفر بنظرات سوداوية ومميتة ..

ثم ابتسم إبتسامته الدموية التي كانت خير دليل على أنه فقد السيطرة على نفسه ولن يتوقف حتى يقتل كريستوفر بأبشع طريقة ..

ارتبك كريستوفر من انقلاب ملامحه كدليل على غضبه فوقف باستعداد لأي هجمة ستأتيه من أنثانيوس ..

وخارج كل توقعاته وجده يختفي من أمامه ويظهر بجانبه ويوجه له لكمة أقوى من كل سابقاتها جعلته يسقط على الأرض بقوة ولكنه قفز بسرعة وتابع محاولاً التصدي  لهجماته التالية ولكنه كان يفشل بالتصدي لأغلبها ..

في حين ابتلعت سانسا ريقها بتوتر وهي تراقب أنثانيوس الذي كان حتى الآن يلاعب كريستوفر ويسبب له إصابات في مختلف أنحاء جسده ..

ولكنها وسعت عيناها بصدمة عندما وجدته يقف ويفتح  ذراعه ويستعد لإخراج قوته الحقيقية وهو يحدق بكريستوفر بنظرات مخيفة عندها هتفت له دون أن تشعر:

"أنثانيوس توقف"

وبمجرد أن سمع أنثانيوس صوتها حتى وعى على نفسه وعاد لبروده والتفت يحدق بها ببرود عندها تنفست بهدوء وهي تهمس لنفسها براحة:

"ذلك اللعين سحقاً له"

أما كارل بقي يراقب كل شيء يحدث أمامه بتركيز وعقله يحاول تفسير الشيء الذي يخفيانه سانسا وأنثانيوس عنه ..
_______________

في وقت لاحق في أحد المدن القريبة من قطيع القمر الأحمر توقفت سيارة إيتن أمام مطعم متواضع مكتظ بالزبائن بسبب وقوعه بجانب سوق المدينة ..

نظرت بيرلا حولها بهدوء بعد أن ترجلت من السيارة ثم نظرت إلى إيتن الذي تقدم منها ومدّ يده إليها وهو يبتسم لها بحنان وحب فبادلته الإبتسامة بخجل وهي تمسك بيده قبل أن يتقدم نحو داخل المطعم معها ..

ابتلعت بيرلا ريقها وهي تحدق حولها بالكائنات الغريبة بتوتر فقد كانوا من أجناس مختلفة ومنهم من لا يمتلك شكلاً بشرياً كبعض السحالي العملاقة أو غيرها من الكائنات الغريبة ..

تقدم إيتن بخطوات هادئة وواثقة وعيناه الباردة وهالته القوية تحذر الجميع من النظر حتى إليهم وهو يحكم إمساك بيرلا حتى يمدها بالقوة بعد أن أحسّ توترها ..

وبينما كانت تسير بيرلا مع إيتن داخل المطعم تفاجأت بظهور فتاة بشعر كستنائي قصير وعيون خضراء زيتية تتقدم بخطوات سريعة نحوهما ثم انحنت باحترام وهي تردف بصوتها الناعم:

"أهلاً ألفا إيتن يسرنا حضورك لمطعمنا المتواضع"

تجاهل إيتن كلماتها ونطق بصوت بارد كالثلج:

"أين بول؟"

توسعت عينا بيرلا ورفعت عينيها بدهشة نحوه من لهجته ثم نظرت للفتاة التي أردفت له باحترام:

"في الداخل ألفا تفضل"

تقدم إيتن وهو يجر بيرلا معه لداخل المطعم متقدماً على الفتاة وكأنه في أملاكه وليس في أملاك غيره أما الفتاة فبقيت تسير خلفهما بهدوء إلى أن خرجوا من ساحة المطعم ودخلوا لممر مظلم يقودهم للقبو ..

بقيت بيرلا تحدق حولها باضطراب إلى أن وصلوا لباب خشبي أسود فتحه إيتن بهدوء ودخل ومعه بيرلا فوجدت بيرلا غرفة مكتب عادية وقديمة بسبب أضواء الشموع الخافتة التي أعطتها طابعاً عريقاً ..

تحوي على عدة رفوف للكتب ومنضدة خشبية مستديرة تحيطها الكراسي من كل الاتجاهات وأريكتان صغيرتان أمام طاولة المكتب الموضوعة في واجهة الغرفة..

وبينما بيرلا تتفحص الغرفة بعينيها سمعت صوت رجل يصدح بالمكان بعد أن فتح باب جانبي كان موجوداً ولم تنتبه إليه بيرلا من قبل:

"أهلاً بالألفا إيتن لم نلتقي منذ وقت طويل"

"أهلاً بك بول"

تقدم الرجل ذو الشعر الكستنائي والعيون الزينية والتي كانت لون عيونه أشبه بلون العسل بسبب أضواء الشموع وصافح إيتن بحرارة ثم حدق ببيرلا بإبتسامة جانبية قبل أن ينظر لإيتن ويردف له بخبث:

"الإشاعات كانت صحيحة إذن تفضلا"

تقدم إيتن مع بيرلا إلى الأرائك وجلس على أحدها وقام بسحب بيرلا إلى حضنه بسبب صغر الأريكة والتي لم تتسع لكلاهما فاحمرت وجنتا بيرلا وهي تحدق بإيتن بصدمة من فعلته ..

فابتسم لها بهدوء وهو يحيط خصرها بيد ويمسك بكف يدها باليد الأخرى ويمسح عليه بإبهامه حتى يهدئها ..

بينما تقدم بول وجلس مقابلهما وهو يبتسم بخفة ثم أردف لإيتن بهدوء:

"مبارك لك ألفا لقاؤك بمقدرتك"

أومأ إيتن برأسه ببرود كردٍ على كلام بول ثم نظر بول إلى شقيقته الصغيرة كاتيا وأردف لها بهدوء:

"أعدي لنا القهوة كاتي"

"حاضرة أخي"

خرجت كاتيا تنفذ ما أمرها به شقيقها بينما أردف إيتن ببرود وهو يحدق ببول:

"هل من جديد؟"

ابتسم بول وهو يسند ظهره على الأريكة قبل أن يردف بهدوء:

"ليس كثيراً تلك اللعينة أماريس تتكتم على أفعالها ولكن هنالك حركة مريبة في المناطق التي يتواجد فيها بعض أتباعها حاولنا أن نأخذ الأخبار من أحد أتباعها الذي وصلنا إليه ولكننا لم نستطع أن نستخلص حتى كلمة واحدة منه وبدل ذلك وجدنا رأسه ينفجر وحده وكأن هنالك قنبلة موقوتة قد زرعت بداخله"

عقد إيتن حاجبيه بتفكير من كلامه بينما حدقت بيرلا بالرجل المسمى بول بعد أن فهمت بأنه الشخص الذي يحضر المعلومات لإيتن عن أماريس بالخفية ..

خرجت بيرلا من أفكارها على صوت بول الذي أردف بهدوء:

"سمعت بأنك أصبت في آخر معركة لك هل كانت أماريس هي السبب أيضاً؟"

أومأ إيتن قبل أن يردف بهدوء:

"لقد أرسلت اثنان من رجالها مع مجموعة من المتمردين أظن بأنها قد أنشأت تحالفاً معهم"

مسح بول على ذقنه بتفكير قبل أن يردف مؤيداً:

"معك حق لقد انتبهت لهذه الأمور وسمعت أيضاً بأنهم يستعدون لإشعال الحرب من جديد بعد أن حشدوا قوات كثيرة خلال السنوات الماضية لذلك احذر واستعد فأنت تعلم بأنك ستكون الأكثر تضرراً في هذه الحرب"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وهي تحدق بإيتن الذي أردف ببرود وثقة:

"لا تقلق فأنا أضع حساباً لكل شيء"

وبعد وقت ليس بقصير خرج إيتن مع بيرلا خارج المطعم وسار معها بهدوء إلى السوق وأردف لها بلطف:

"ما رأيك أن نتمشى قليلاً في السوق قبل أن نعود للقطيع؟ لذا انظري حولك واختاري ما تريدينه صغيرتي"

ابتسمت بيرلا بوسع وهي تنقل عينيها بين عربات البضائع والمحال التجارية ثم أومأت له بحماسة وهي تسير بين حشد الناس وهي لا تزال تتمسد بيده ..

وبعد وقت ليس بقصير كانت تقف مع إيتن في أحد المحال التجارية بعد أن اختار لها ملابساً جديدة ومختلفة عن التي ترتديها في العادة ..

وبينما كان إيتن يدفع المال لصاحبة المتجر كانت بيرلا تحدق حولها باستكشاف حتى وقعت عينيها على عربة تحوي على إكسسوارات مختلفة للفتيات فخرجت بسرعة نحوها وهي تحاول أن تختار لنفسها شيئاً مميزاً ..

ومن بين دببابيس الشعر الغريبة والجميلة لفت نظرها دبوس شعر أسود اللون له جوهرة حمراء في رأسه ومزين بورود حمراء صغيرة مرافقة للزخرفة الممتدة على طوله ..

فابتسمت بيرلا عندما لاقى استحسانها ثم نظرت للمرأة العجوز صاحبة العربة عندما أردفت لها:

"لديك ذوق مميز أيتها الآنسة فهذا الدبوس سحري وفريد من نوعه ولم يصنع منه سوى نسختين واحدة اختارته امرأة جميلة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً والآن أنت تحملين الآخر"

رمشت بيرلا بذهول من كلام هذه العجوز فكيف لدبوس جميل كهذا ألا يلفت نظر أحد طوال تلك السنوات التي تتكلم عنها؟! ..

وقبل أن تتكلم معها التفتت نحو إيتن الذي أردف لها بهدوء:

"هل أعجبك؟"

أومأت له بيرلا بهدوء وهي تريه إياه فعقد جاحبيه وهو يتفحصه قبل أن يومئ برأسه ويدفع ثمنه ثم أمسك بيد بيرلا وتابعا السير في السوق والتسوق باستمتاع ..
_______________

أما في قطيع المقاومين كان أنثانيوس يقف وحده على أطراف الحدود وهو شارد بأفكاره ..

إلى أن خرج من أفكاره على اللكمة التي كادت تصيب وجهه لو لم يتصدى لها بيده بسرعة ..

فزفر الهواء ببرود وهو يرى عيون سانسا المشتعلة قبل أن تردف له بغضب:

"كدت تفسد كل شيء أيها الغبي"

ترك قبضتها وأشاح بنظره عنها بصمت ولم يعلق على شتمها له فعقدت حاجبيها بغضب من تصرفاته ثم أردفت له بغيظ:

"أنت فيما تفكر بحق الجحيم؟"

فنظر إليها ببرود قبل أن يردف لها بدون تردد:

"بك"

رمشت سانسا بصدمة من كلامه قبل أن تسمعه يردف لها بانزعاج:

"لما لم تخبريني أنك اكتشفت بأنك هجينة ساحرة وتستطيعين التحكم بعنصر الماء؟"

ابتلعت ريقها قبل أن تردف له ببرود:

"ذلك الأمر حدث فجأة ثم لم أجد الوقت المناسب لاخبارك ولكن لما أنت غاضب أنثانيوس؟"

بقي أنثانيوس يطالعها بنظرات غريبة لم تفهما ثم أردف لها ببرود:

"هل حقاً تريدين البقاء مع رفيقك؟"

رفعت سانسا حاجبيها من سؤاله قبل أن تردف له ببرود وثقة:

"بالتأكيد لا شكّ في ذلك"

فوجدته يعقد حاجبيه وهو يحدق بها بشرود قبل أن يردف لها بجدية:

"سأخبر والدك بعرضك وأتمنى أن يوافق عليه ولكن سانسا احذري وأبقي حجر قلب البحر معك فلا تعلمين قد يستطيع أحد سرقته منك عندها ستفقدين آخر أمل لك بحريتك وتذكري بأني سأدعمك بكافة قراراتك مهما كانت"

صمت يحدق بملامحها الباردة قبل أن يردف مكملاً:

"كوني حذرة بخطواتك واحمي نفسك جيداً فهناك خونة وجواسيس تراقبك وتنقل أخبارك بالتفصيل لوالدك"

توسعت عينا سانسا بصدمة من كلامه وقبل أن تتكلم تفاجأت به يتقدم نحوها ويقبل وجنتها ببطء ثم همس لها بخفوت:

"كوني بخير لصتي الجميلة أحبك"

تجمد جسدها لكلماته وقبل أن تخرج من صدمتها وجدته يختفي من أمامها تاركاً إياها في دوامة كبيرة من التفكير بكلماته الغريبة ..

فلمست وجهها مكان قبلته ونظرت خلفها بضياع وخوف عندما نبهها أنثانيوس لخطر قادم ..

وعنوانه الخونة ..
_____________

أما عند إيتن وبيرلا اللذان عادا في المساء للقطيع بعد أن نجح حقاً إيتن بتعديل مزاج بيرلا بعد أن أخذها لأماكن جميلة في المنطقة وجعلها تتناول الطعام معه في أحد المطاعم التي يزورها دائماً إلى أن حظيا بأوقات رائعة معاً ..

فسار معها إلى غرفتهما بعد أن طلب عبر الرابطة من بوريشا أن تحضر العشاء لجناحه بينما تولت الخادمات نقل مشترياتهم للجناح ..

وبعد العشاء كانت بيرلا تجلس على الأريكة وتمسك بالدبوس وتحدق بتفاصيله بشرود ثم أخرجت من جيب بنطالها سواراً اختارته بنفسها خفية عن إيتن بعد أن أخذت المال منه ودفعت ثمنه بنفسها ..

أرادت أن تحضر له شيئاً من اختيارها بعد أن جلب لها الكثير من الهدايا والثياب ..

إلا أنها خرجت من أفكارها وأعادت السوار لجيبها بسرعة عندما وجدته يخرج من الحمام وهو يرتدي قميصاً قطنياً بنصف أكمام تظهر عضلات ذراعيه الجميلة ذات العروق النافرة ..

وبنطال باللون الأسود يلتفّ حول ساقيه الطويلتين ويضع على رأسه منشفة صغيرة لتنشيف شعره المبلل ..

ابتسم إيتن لها عندما وجدها تحدق به ببراءة وإعجاب واضح ثم سار إلى مرآته وسرح شعره وهو يبتسم بسعادة لأن بيرلا بدأت تظهر إعجابها به ..

في حين ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر ونهرت نفسها لأنها أطالت التحديق به وبتفاصيله التي بدأت تستهويها  وتأخذ عقلها لعالم الأحلام ثم رفعت يديها وبدأت تلف خصلات شعرها حول أصابعها لتخفيف توترها ..

أو الأصح حتى تلهي نفسها عن التحديق بإيتن ..

بعد دقائق نظرت إلى إيتن الذي جلس بجانبها وبيده بعض الأوراق التي أراد إنهاءها قبل أن يخلد للنوم ..

فابتلعت بيرلا ريقها وهي تراقبه ينظر للأوراق بتركيز قبل أن يوقع أو يكتب عليها ثم تنهدت بخفة واستقامت لتدخل للحمام وتحظى بحمام ساخن هي أيضاً ..

بعد وقت ليس بقصير كانت بيرلا تجلس أمام المرآة وتسرح شعرها وبعد أن انتهت وقفت وهي تضع المشط على طاولة الزينة وقبل أن تتحرك وجدت إيتن يظهر خلفها وهو يحدق بها بعشق وهيام عبر المرآة ..

ثم أحاط بخصرها وشدها نحوه حتى ألصقها بجسده ودفن أنفه بين خصلات شعرها الرطبة يستنشق رائحتها بعمق فابتسمت بيرلا بخجل قبل أن تردف له بلطف وهي تمسك بيده التي تحيط خصرها:

"إيتن شكراً لك على ما فعلته من أجلي اليوم"

رفع إيتن وجهه ونظر لبيرلا عبر المرآة وأردف لها بحب:

"أخبرتك من قبل بأنني موجود من أجلك دائماً فلا تشكريني صغيرتي"

ثم أدارها نحوه وأردف أمام وجهها بعد أن انحنى نحوها بسبب فارق الطول بينهما:

"ولكن إن كنت فعلاً تريدين شكري فيمكنك أن تكملي ما هربتِ منه صباحاً وتقبليني عندها سيكون أعظم شكر حصلت عليه في حياتي"

فتوسعت عينا بيرلا وهتفت له بعفوية:

"ألا تزال تتذكر ذلك الأمر؟"

فابتسم لها وهو يمسك بكتفيها برفق:

"وهل يمكنني نسيانه بعد أن انتظرته كل تلك المدة؟ وأنت لا تزالين تعذبينني برفضك فعل ذلك "

فابتسمت بيرلا بخجل وهي تنزل رأسها للأسفل بإحراج إلا أنها تفاجأت بإيتن  يرفع رأسها نحوه ثم أردف لها بحزن تختبئ خلفه خبث عميق:

"بيرلا هل تكرهينني صغيرتي حتى ترفضينن تقبيلي هذا الرفض القاطع "

رمشت بيرلا وهي تحدق بعينيه عندما شعرت بالحزن لأنها آلمته ثم أردفت له بصدق:

"أنا لم أقل أبداً أنني أكرهك"

فابتسم لها بحب قبل أن يردف لها بخبث:

"إذاً لما لا تقبلينني كما طلبت منك؟"

فابتلعت بيرلا ريقها بتوتر من إلحاحه عليها وهي تحدق بوجهه قبل أن تردف له بأول كذبة بريئة تخطر في بالها:

"بسبب لحيتك فأنا أكرها كثيراً فهي دائماً تخزني وتزعجني"

رمش إيتن بصدمة من كلامها ثم أردف لها بشك:

"لحيتي؟"

أومأت له بخجل وتوتر فوجدته يضيق عينيه عليها قبل أن تتفاجأ به يبتعد عنها ويتجه للحمام بصمت فرمشت بغباء قبل أن تناديه باستغراب:

"إيتن ماذا تفعل؟"

"سأحلق لحيتي"

جاءها الرد سريعاً من داخل الحمام فشهقت متفاجأة من إصراره وعدم ممانعته لحلق لحيته حتى يحظى بتقبيل بيرلا له ..

إلا أنها لحقته حتى تتحقق من الأمر فوجدته بالفعل بدأ بحلاقة لحيته بالكامل فوقفت تستند على باب الحمام وهي تضع يدها على فمها لكتم ضحكاتها عليه بينما تراه يكمل حلاقته ..

وبمجرد أن انتهى وجفف وجهه من الماء حتى نظر لبيرلا التي تناظره بعيون موسعة ومصدومة من شكله الذي انقلب وتغير نهائياً بدون لحية ..

فقد ظهر بوضوح عظام فكه الحادة وملامح وجهه الوسيمة ..

فابتسم بخبث وهو يقترب منها ويراقب نظراتها البريئة عليه ثم همس بلعوبة وهو يرفع أحد حاجبيه للأعلى:

"هل يعجبك ما ترينه حلوتي؟"

ابتلعت بيرلا ريقها بإحراج بعد أن استيقظت من شرودها به بسبب كلماته الخبيثة وقبل أن تهرب منه مجدداً حملها ووضعها على المغسلة ووقف أمامها وهو يقيد خصرها بيديه ..

فشهقت بيرلا بإحراج من فعلته وتمسكت بقميصه عندما خافت من الوقوع ثم نظرت لعينيه الخبيثة وإبتسامته الجانبية التي زادت جملاً وفتنة بعد إزالة اللحية ثم سمعته يردف لها بخبث:

"والآن لا مهرب لك حلوتي فقد تخليت عن لحيتي من أجلك لذا أنتظر التعويض على تضحيتي بلحيتي التي أحبها"

فابتسمت بيرلا وأردفت بحرج لإنهاء هذا الأمر:

"حسناً سأفعل ولكن اغمض عينيك أولاً"

فارتسمت إبتسامة عريضة على وجهه وهو يغمض عينيه ويحكم إمساك خصرها وكأنه يخبرها بأنها لن تهرب منه هذه المرة ..

فابتسمت بيرلا بحرج وهي تراقب تعابيره وإمساكه لها وكأنها ستتبخر إلا أنها كانت في هذه اللحظة تريد حقاً تقبيله دون أن تدري السبب ..

ولكن خرج ذلك الشعور الغريب من داخلها دون أن تشعر

وبحركة عفوية منها أحكمت إمساك قميصه وتقدمت ببطء وتردد وطبعت قبلة رقيقة على خده ثم تراجعت بسرعة وهي تزداد احمراراً بسبب عيون إيتن الزرقاء التي حدقت بها بعمق ..

وعندما أشاحت بنظرها عنه بخجل تفاجأت به يمسك بذقنها برقة ليرفع وجهها أمامه ويقترب منها بهدوء إلى أن إلتقط شفتيها مقبلاً إياها بشغف ..

ولم يفصل القبلة حتى أحسّ بها تكافح لإلتقاط أنفاسها فأسند جبينه على خاصتها وراقب وجهها المحمر بعشق وهيام ثم همس أمام وجهها:

"من الآن فصاعداً يمكنك شكري عبر تقبيلك لي حلوتي وأنا أعدك بأنني لن أسمح للحيتي بالنمو ثانيةً حتى لا تزعجك وتجعلك تبتعدين عني"

وعندما وجدها عاجزة عن الكلام بسبب خجلها حملها من فخذيها وسار بها إلى السرير وهو يشعر بها تتعلق به بشدة ثم صعد على السرير وانحنى واضعاً إياها في مكانها ثم استلقى بجانبها وأردف لها بخبث:

"أظن بأن علي أن أجد حلاً سريعاً أحضر به والدك لهنا لأنني لم أعد أحتمل أكثر عدم وسمك حلوتي"

________________________

كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

بردة فعل بيرلا على نومها مع إيتن ..

وبعلاقة بيرلا وإيتن إلي اطورت كتير عن قبل ومشاكستها وهربها منو حتى خلتو يحلق لحيتو منشان ترضى تقبلو🤣🤣 ..

وأخيراً بحديث سانسا وأنثانيوس الأخير قبل ما تركها ..

عطوني رأيكم في التعليقات فالآكشن على الطريق ..

أشوفكم ببارت الجمعة إن شاء الله😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

641K 27.3K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
1.5M 66.8K 33
..هو بارد و قاسي و عديم الرحمه سمي بالملك الأسود لجبوريته و قوته لا يوجد بقاموسه ..لا .. قلبه ينبض بعشقها و هيام بها على رغم من انه لا يعرفها و لم ي...
6.9M 444K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
56.7K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق