ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

21

50.7K 2.3K 1.1K
By Aisha-kasem40

قبل تلك المعركة بوقت ليس بطويل استطاع إيتن مع كارل وسانسا الخروج من جحر الأفعى والوصول لنهايته حيث الغابة السحرية ..

فتوقفوا ينظرون حولهم للحظات قبل أن يردف كارل بقلق:

"أليس غريباً أن تلك الأفعى الذهبية لم تؤذي بيرلا وقادتها إلى هنا؟"

بقي إيتن يحدق بالغابة وأردف بصوت جامد:

"تذكر بأن أوليندا الحامية ولديها حدس لا يخطئ لذا أنا واثق بأنها علمت بأن بيرلا رفيقتي لذلك لم تؤذها ولكن علينا الوصول إليها فأنا أشعر بشيء مريب يحدث حولنا"

وبعد أن انطقا مجدداً خلف آثار بيرلا كانت سانسا لا تزال تتمسك بعنق كارل وعندما اقتربوا من المستنقع شهقت سانسا وتصيح بكارل:

"كارل انتبه على يسارك"

اندفع كارل للخلف بسرعة وسقط على الأرض وفوقه سانسا بينما انغرست السهام التي كادت تصيبه بالقرب منهما ..

فشتم إيتن وهو يمسك بسهم كاد أن يصيبه وابتعد عن آخران ثم نظر إلى الرجل الذي يقف أعلى أحد الأشجار ويحدق بهم بشر ..

ثوان وخرج الرجال من حولهم وهم يحدقون بهم بعدائية فاستقام كارل وأردف لسانسا بحزم:

"ابقي خلفي"

تقدم ووقف بجانب إيتن الذي يناظرهم بحقد وغضب وبمجرد أن بدؤوا بمهاجمتهم اندفع نحوهم إيتن وكارل بكل شراسة وقوة لقتلالهم ..

بينما كانت سانسا تنظر حولها باضطراب عندما رأت رجال والدها يحاولون قتلهم مجدداً ..

فابتلعت ريقها بخوف وهي تنظر إلى الساحرة التي تقدمت من خلف الأشجار وهي تحدق بها بخبث فهمست سانسا بغير وعي:

"يا إلهي هم مجدداً!!"

نظر إيتن نحوها عندما سمع همسها أما كارل لم يعره اهتماماً بسبب محاصرته من قبل خمس رجال ..

وعندما نقّل إيتن بصره إلى الساحرة التي تنظر إليها سانسا احمرّت عيناه بغضب عندما وجد فرداً آخر منهم وزاد من قوته وشراسته ..

فشتمت سانسا بين أنفاسها من ازدياد عددهم وحاولت إخراج قوة السحر الذي تكلموا عنها حتى تساعدهم ولكن دون فائدة ..

فراقبت القتال بقلب يقرع كالطبول في حين ازداد إقترابهم من المستنقع عندها تفاجأ الجميع بخروج خمسة مجسات من تحت الماء أمسكت بخمس رجال وسحبتهم بقوة إلى أسفل المياه ..

ابتلعت سانسا ريقها وهي تراقب التخبط الذي يحصل تحت الماء إلى أن هدأ سطح الماء وطفت جثث الرجال على سطح المستنقع ..

فنظر الجميع بتوتر لما حدث عندما علموا بأن سيد المستنقع غاضب لأنهم تعدوا منطقته ..

في حين شعر إيتن بالخطر المحدق ببيرلا فعلم بأن مجموعة منهم قد وصلت إليها فنظر نحو كارل وأردف له بحدة:

"كارل علي الذهاب لقد وصلوا لبيرلا"

فهتف كارل بينما يقتلع رأس أحدهم ويندفع لآخر:

"اذهب ولا تقلق سأتصرف بالبقية"

فاندفع إيتن متبعاً رابطته ومستخدماً سرعته وقتل كل شخص وقف في طريقه حتى يصل إليها في الوقت المناسب ..

في حين ازداد الضغط على كارل الذي بات وحيداً بين مجموعة رجال جميعهم يريدون قتله ..

ولكن تدخل سيد المستنقع ساعد كارل على الرغم من أنه لم يقصد مساعدته أصلاً وكل هدفه هو قتل الذين تعدوا حدوده ..

فابتسمت الساحرة بخبث ورفعت يدها وتمتمت بتعويذة دفعت بها كارل إلى أن سقط في مياه المستنقع ..

"كارل"

صرخت سانسا بخوف وعندما حاول كارل الخروج إلتفت مجسات سيد المستنقع حول جسده وقيدته بالكامل قبل أن تسحبه للأسفل رغم محاولاته للإفلات منه ..

فشهقت سانسا بخوف وهي ترى نظرات كارل التي حطّت عليها قبل أن يختفي تحت الماء ..

ارتجفت سانسا بغضب وخوف على حياته ثم استدارت نحو الساحرة التي أردفت بخبث:

"دعونا نذهب فقد انتهينا منهما"

على الرغم من أنها أرادت قتل تلك الساحرة بيديها إلا أنها كانت مضطرة لتركها حتى تنقذ كارل ..

فاندفعت نحو الطرف الآخر للمستنقع وخلعت قميصها وحذائها قبل أن تفتح سحابة بنطالها وتقفز بسرعة إلى المياه ..
_________________

أما عند إيتن وبيرلا ..

خوف غريب ومشاعر جياشة عصفت بقلب بيرلا الصغير وهي ترى إيتن للمرة الأولى بلا حول ولا قوة ..

لم تكن تدري ماذا يحدث لها؟ ..

وما سبب هذا الألم الذي يملأ صدرها؟ ..

ولا سبب خوفها الشديد على حياة هذا الرجل بين يديها؟ ..

رفعت رأسها وحدقت به وهي تحرك رأسه ثم هتفت له مجدداً بلوعة ودموعها تنهمر بشدة:

"أرجوك افتح عينيك إيتن"

ثم رفعت رأسها نحو غريكس الذي هتف لها وهو يلقي السحر على أحد الرجال ويبعده ..

"أخرجِ السهام من صدره بسرعة بيرلا هيا"

أومأت له بيرلا برسعة وجمعت شجاعتها وأمسكت بالسهم بيديها المرتجفة قبل أن تتنفس بعمق وتسحبه بكل قوتها حتى خرج ..

خرج أنين خافت من فم إيتن جعلها تنتفض بذعر وتنظر إليه وإلى للدماء التي بدأت تخرج بشدة إلا أنها قاومت مخاوفها وسحبت السهمان الباقيان ونظرت إلى الدماء التي لا تزال تنهمر من جروحه المفتوحة ..

فابتلهت ريقها وهي تنظر حولها وتبحث عن شيء توقف له نزيف الجراح فهي تدرك جيداً بأنه إن لم يمت من السهام سيموت بسبب خروج دمائه الحاد ..

وعندما انتبهت لنفسها ولملابسها خلعت السترة الخفيفة التي كانت ترتديها وبقيت في قميص زهري خفيف وقامت بامساك طرفه بأسنانها ثم سحبته بقوة إلى أن مزقته بالمنتصف تقريباً ..

وضعت قطعتي القماش على مكان الجراح وضغطت عليها بكل قوتها وهي تنظر لوجه إيتن المتألم وهتفت له بقلق:

"إيتن تنفس أعلم بأنك تسمعني تنفس أرجوك سأوقف نزيف الجروح"

ضغطت على الجراح بيديها المرتجفتين فقد كان اثنان من السهام قريبين من بعضهما بينما الآخر متفرق عنهما لذا سهل عليها الضغط على الجراح معاً ..

نظرت إلى القتال الذي لا يزال يدور بجانبها ثم نقلت عينيها إلى إيتن الذي لا يزال شبه فاقدٍ للوعي بسبب السم الذي يسري بجسده ..

على الرغم من محاولاته الكثيرة في فتح عينيه إلا أنه فشل ...

والشيء الوحيد الذي أبقى وعيه صاحياً هو صوت بيرلا وهي تناديه باسمه كما لم تفعل من قبل ..

فرغم ألمه بأكمله وحياته التي على المحك إلا أنه شعرب بالسعادة عندما رأى اللهفة والخوف في عيني بيرلا نحوه وهي تنطق باسمه ...

مضى وقت ليس بطويل استطاعت أوليندا وغريكس أن يتخلصوا من الجميع فاقتربت أوليندا من بيرلا وأمسكت بأحد السهام بذيلها وقربته منها وهي تشم رائحته ثم أردفت بصوتها المبحوح:

"إنه مسموم بسم مخلوط بأعشاب سحرية أستطيع رؤية هالة الهلاك التي تحيط برأس السهم"

ثم نظرت إلى غريكس الذي حجّر آخر رجل واقترب منهما بسرعة فأردفت له ببرود:

"تستطيع صنع الترياق أليس كذلك؟"

نظر غريكس إلى السهم مطولاً ثم إلى بيرلا التي تناظره بقلق وخوف ثم أردف:

"لدي الحل لا تقلقوا ولكن قبل كل شيء علي نقلكم إلى مكان آمن بعيداً عن هؤلاء الأشرار قبل أن يصل الآخرون"

أنهى كلامه وهو يعتدل بوقفته ممسكاً عصاه بيد وبيده الأخرى حركها بشكل دائري فظهر خط سحري خلف أصابعه إلى أن اكتملت الدائرة فتحولت لفقاعة كبيرة ابتلعت الأربعة ثم اختفوا من المكان بأكمله دون أي أثر ..

___________________

بمجرد أن دخلت سانسا المياه حتى خلعت ما بقي من ملابسها لتتحول لشكلها الأصلي وتتجه بسرعة نحو كارل ..

في حين كان كارل لا يزال يحاول فكّ نفسه من براثن الأخطوبط العملاق إلا أنه فشل وازداد اختناقه بسبب انعدام الأوكسجين برئتيه ..

عقد حاجبيه بتقزز من شكل سيد المستنقع الذي يناظره باستمتاع وينتظر اختناقه حتى يلتهمه كما سيفعل مع البقية ..

إلا أنهما استدارا عندما لمحا شيئاً مضيئاً يتجه نحوهما بسرعة فتوسعت عينا كارل ورمش بغير تصديق وهو يراقب سانسا تندفع نحوهم بسرعة بعد أن ظهرت بشكلها الحقيقي ..

خرجت فقاعات الهواء من فمه بينما بقي يناظرها بصدمة وذهول كبير في حين سمع همسها بعقله:

《لا تقلق سأنقذك》

نسي كارل كل شيء حوله وحتى اختناقه وبقي يحدق بها بإعجاب وذهول وهو يرى جمال رفيقته التي اكتشف لتوه بأنها هجينة سايرن وساحرة ..

تقدمت سانسا تحت الماء فشعرت بالطاقة تتجمع معها فلمعت عينيها بوهج نقي وهتفت بقوة لسيد المستنقع:

《دعه وإلا قضيت عليك الآن》

ارتسمت إبتسامة سخرية على وجه سيد المستنقع وأردف لها باستهزاء:

《ولما علي الاستماع لسمكة صغيرة مثلك عزيزتي يمكنني قتلكما معاً لأنكما في منطقتي》

كان تخاطبهم بالعقول كباقي للمخلوقات المائية مما جعل كارل يعقد حاجبيه بعدم الفهم إضافة لتخبطه الذي ازداد بسبب اختناقه الشديد تحت الماء ..

في حين ازداد غضب سانسا من كلام سيد المستنقع وحالة كارل عندما شدد الأخطوط مجساته حول كارل أكثر فازداد تخبطه حتى كاد أن يفقد وعيه ..

عندها انفجرت طاقة سانسا وخرجت هالتها التي أرعبت سيد المستنقع فرمش بصدمة وهو يرى تحرك الماء حولها وازدياد هيجانه ..

وبلحظة واحدة قذفته تيارات المياه لخارج المستنقع بأكمله وطار في الهواء إلى أن وقع في مكان آخر وبعيداً عن مكانه الأصلي ..

في حين اندفعت سانسا نحو كارل وقبلته لإعطائه القليل من الأكسجين قبل أن يموت اختناقاً ..

عقد كارل حاجبيه وهو يشعر بالهواء يعود لرئتيه فعاد إدراكه وشعر بيدين ناعمتين تحيطان عنقه ففتح عينيه ببطء ..

وبمجرد أن وقعت عينيه على خاصة سانسا حتى توسعت عينيه بذهول وهيام خاصة عندما وجدها تبتسم بحب له وتترك عنقه وتسبح حوله برشاقة وكأنها تغريه بشكلها الحقيقي ..

فبقي يلاحقها بعينيه كالمغيب ونسى كل شيء حوله وكل شيء حدث معه وفقط أراد أن يشبع عينيه منها ..

وعندما رأت سانسا شروده بها ونظراته العاشقة التي كادت أن تذيبها وتجعلها كرغوة البحر أمسكت بيده برقة وقادته للسطح ..

قبل أن يموت بسبب عشقها فعلاً !!..

وبمجرد أن خرج للسطح حتى شهق بقوة وتناثرت قطرات الماء حوله بسبب خروجهما السريع ثم سعل عدة مرات بسبب بقائه تحت الماء لوقت طويل وهو يحدق بسانسا التي أردفت له بسخرية:

"هل أنت بخير الآن؟ من الجيد أنك تذكرت أنك تتنفس الهواء لأنني للحظة ظننت بأنك تمتلك الخياشيم في عنقك وتستطيع التنفس تحت الماء كالأسماك عزيزي"

على الرغم من سخريتها منه إلا أن كارل لم يلقي لها بالاً بقدر منظرها الساحر الذي أسر عقله وقلبه وكيانه بتلك الحراشف الفضية التي تغطي جسدها وتزيد من بريقه وجماله ..

ارتسمت إبتسامة عاشقة على وجهه وشرد بها وعينيه تطلق بريق الإعجاب والعشق ثم همس بشرود:

"أنت سايرن وهجينة ساحرة أيضاً ! يا إلهي كيف لم أدرك الأمر منذ البداية؟!"

رفعت كتفيها وأردفت له بغرور وعدم مبالاة:

"ألم أخبرك من قبل بأن جينات العائلة لم تأتي عبثاً؟"

قهقه كارل بصخب وسحبها وقبل شفتيها بشغف ثم ابتعد عنها وأردف لها بدهشة:

"أنت مذهلة بل ساحرة لا بل فوق كل وصف أنت تفاجئينني وتذهلينني دائماً ولكن لما لم تخبريني منذ البداية بذلك؟ لما تكتمت على الأمر؟"

نظرت إليه بهدوء وأردفت له بعفوية وبرود:

"حسناً في البداية كنت أريد الهرب منك ولم أثق بك أبداً لذلك أخفيت كل شيء عنك حتى لا تستخدم الرابطة في جعلي أتعلق بك فأنت تعلم طبيعتنا نحن السايرين إضافة لأنني لم أكن أعلم بأنني هجينة من الأساس حتى البارحة لذلك تفاجأت ولم أعلم ماذا سأقول لك ولكنني عندما أدركت بأنني لن أستطيع الهرب منك وبدأتَ بكسب ثقتي كنت أفكر بإخبارك بالحقيقة بشكل ما ولكنني كنت فاشلة بهذا الأمر ولست مثلك تنطق دون أي تردد وتفرغ ما في داخلك ولذلك حاولت إيقافك قبل ساعات لأنني لم أرد أن توسمني قبل أن أخبرك بحقيقتي"

أنهت كلامها وهي تعدل شعرها المبلل خلف أذنها وتشيح بنظرها عنه بارتباك فهي أخفت قسماً مهماً من الحقيقة ..

وتمنت أنه اقتنع بكلامها وأن يتوقف عن سؤالها حتى لا تضطر للكذب عليه ..

إلا أنها شهقت متفاجئة عندما سحبها بقوة نحوه وقبلها مجدداً بقبلة أطول وأكثر شغفاً ثم ابتعد عنها وحدق بعينيها وهو يردف بهيام:

"أحبك سانسا أحبك كثيراً واليوم ازداد حبي لك أضعافاً وأنا أعدك بأني سأعوضك عن كل شيء مررت به فقط حافظي على ثقتك بي وأعدك بأنني سأفضل الموت قبل أن أكسر هذه الثقة التي بيننا"

ابتسمت سانسا بفتور وهمست له:

"أنا أثق بك كارل"

فاتسعت إبتسامة كارل وهو يحدق بها للحظات وعندما كاد أن يقبلها وضعت سانسا أناملها على شفتيه وهتفت له بحنق:

"كارل بحقّ الإله توقف لأنك إن بدأت مجدداً فلن تتوقف وأنا لا أريد أن توسمني في هذا المستنقع القذر ووسط هذه الجثث لذا أوقف ذئبك المنحرف قبل أن أقذفك خلف ذلك الأخطبوط"

فأنهت كلامها وهي تشير بسبابتها نحوه بتحذير بأنها عازمة على تنفيذ تهديدها فزفر كارل بإحباط على الرغم من أنه وجد كلامها صحيحاً إلا أنه لم يجد مشكلة في وسمها هنا ...

فأردف لها باستنكار:

"ومن قال بأنني سأوسمك هنا ثم إيتن ينتظرنا فهيا بنا"

همهمت سانسا بخبث وغير اقتناع وهي تهز رأسها ببطء وكأنها تخبره بأنها تكشف كذبه وبمجرد أن ابتعد عنها غطست تحت المياه وتوجهت لملابسها وأخرجتها واتجهت نحو الضفة فنظرت لملابسها وهمست باستياء:

"يال القرف"


ثم نظرت نحو كارل الذي ينظر إليها بإبتسامة خبيثة  فرفعت أحد حاجبيها له بمعنى 'ماذا تريد أيضاً؟'

فحمحم كارل قبل أن يردف بخبث:

"هل لديك مشكلة عزيزتي؟ إن كنت بحاجة لمساعدة فأنا موجود"

هذا الرجل!!!! ..

ألا يتوقف عن انحرافه للحظة؟! ..

ألا يترك فرصة دون استغلالها؟ ويتراجع عن كل كلامه بلحظة واحدة ...

هتفت سانسا داخلها بيأس منه وهي تضيق عينيها عليه ثم أردفت له بلؤم:

"لدي مشكلة واحدة في الحياة وهي رجل أحمق لا يستطيع التوقف عن انحرافه اللعين حتى بوسط المعارك والجثث ويتراجع عن كلامه لأجل ذلك والآن استدر فأنا أريد ارتداء ملابسي"

زفر كارل باستياء وهمس بغيظ:

"قاسية"

فابتسمت له بوسع تؤكد له ذلك فاستدار وجلس على الأرض وهو يكتف يديه إلى صدره باستياء بينما يردف لها:

"إن إيتن قوي وليس بحاجتي حتى وأنا واثق بأنه قد أنهاهم جميعاً فأنا لم أعد أسمع أي صوت قريب أو بعيد لذا أنا هادئ ثم تطلبين مني الاستدارة بعد أن قلت بأنك تثقين بي أنت من تراجع عن كلامه سانسا"

فنظرت إليه سانسا بغيظ وهي تقفل أزرار قميصها وأردفت:

"أثق بك في كل شيء عدا هذا عزيزي لذا لا تحاول معي فأنا أعرفك جيداً وأعرف قلة صبرك"

زفر كارل فاستياء وبقي يتذمر حتى انتهت سانسا عندها تبعا آثار إيتن إلى أن وصلوا إلى مكان القتال ولم يجدوا أحداً فتقدم الاثنان وهما يلومان بعضهما على تأخرهم على إيتن ..

ويتشاجرا كالأطفال ..

وبقيا يتشاجرا إلى أن إلتقط كارل رائحة دماء إيتن من بين الدماء الأخرى فصمت كارل وتقدم بخطوات سريعة بين الجثث وهو يحاول إيجاد مصدر الرائحة ..

إلا أنه تجمد بصدمة ودقّ قلبه بخوف عندما رأى السهام الثلاثة فانحنى والتقط أحدها ونظر إليها بتوتر ..

فاقتربت سانسا منه بسرعة وأردفت له بقلق:

"هل وجدت شيئاً؟"

نظر كارل إلى السهم ثم لسانسا وأردف بتوتر:

"إيتن قد أصيب بسهام مسمومة"

فتقدمت بسرعة وأخذت السهم من يده وشمّت رائحته عندها توسعت عينيها ونظرت لكارل الذي وقف يحدق بها بخوف وكأنه ينتظر منها أن تتكلم ..

فابتلعت ريقها وأردفت بتوتر:

"إنه سم نادر وقاتل يستطيع أن يصرع أقوى وأضخم الرجال بثوانٍ لا تستغرب من كلامي فأمي كان لديها كتاب كامل عن السموم وقد حفظته عن ظهر قلب ولكنني لا أرى هذا السم فحسب بل أستطيع الشعور بالسحر مخلوطاً به"


فعقد حاجبيه بخوف وأردف بقلق:

"هذا يعني بأن إيتن أصيب بإصابة خطيرة ومع وجود السحر ستتوقف قدرته على الشفاء وسي
تكون حياته مهددة"

ابتلعت سانسا ريقها وهي تحدق بكارل فقد كانت تعلم جيداً من صاحب هذا السحر ولكنها لم تتكلم ..

فاندفع الاثنان للبحث عن إيتن وبيرلا وسط تلك الغابة الواسعة ..
______________

أما في مكان آخر من الغابة حيث بيرلا وإيتن ..

كانت بيرلا تجلس أسفل الشجرة ورأس إيتن متكئ على صدرها وجسده عليها بينما غريكس كان يضع الخليط السحري على جروحه ..

كانت بيرلا تراقب وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع وهي تحيط برأسه وتسند كتفه عليها ..

فقد ترى الجروح العميقة وحولها بقع زرقاء بسبب تأثير السم ولكن ما لفت نظرها هو ندبات على صدره فتساءلت داخلها عن سببها ولكن تركيزها كان موجهاً إلى جروحه الحديثة ..

وعندما انتهى غريكس من وصع الخليط أمسك عصاه وألقى تعويذة على إيتن ثم نظر لبيرلا التي تراقبه بقلق وأردف بهدوء:

"لا تخافي بيرلا هو بخير الآن فقد استخرجت الجزء الأكبر من السم من جسده ووضعت عليه تعويذة لتساعده للشفاء لذا علينا انتظار استيقاظه ولكن عليك أن تبقي بقربه ولا تتركيه للحظة فأنت رفيقته وبجانبك ستتحفز خلاياه المعالجة ويبدأ بمقاومة السم"

أومأت بيرلا بسرعة وأردفت وهي تمسح دموعها بكم قميصها:

"لن أتحرك من جانبه أعدك"

ابتسم لها غريكس ثم أردف لها:

"لقد وضعت تعويذة حول المكان لذلك لا تقلقِ لن يصل إلينا أحد ولن يشعروا بوجودنا لذا استرخي صحيح بأنني لم أرسلكما للقطيع ولكن هذا أفضل حتى أكمل علاجه وبعد أن تزول مرحلة الخطر عنه سأعيدكما وإلى ذلك الوقت إن احتجت أي شيء فأنا هنا "

فابتسمت له بيرلا وأردفت له بامتنان:

"شكراً لك غريكس على كل شيء"

فابتسم لها غريس بوسع قبل أن يردف لها بمرح:

"لا تشكريني بيرلا النقية فهذا واجبي ولكن إن كنت تريدين شكري حقاً يمكنك أن تلعبي معي في وقت لاحق"

قهقهت بيرلا بخفة ومسحت ما بقي من دموع في عينيها وأردفت له بلطف:

"أعدك بذلك"

فقفز القزم المرح بسعادة وحماسة ثم ترك بيرلا وذهب لاستطلاع المكان بعد أن أحس بحركة قريبة ..

مرّ وقت ليس بقصير وبيرلا لا تزال وجه إيتن المتعب والمتعرق وأنفاسه المنتظمة ابتلعت ريقها بتوتر وهي تدقق بملامح وجهه الحادة والوسيمة ..

فلم تشعر سوى بقلبها ينتفض ينتفض بشدة في صدرها بسبب قربه الشديد منها ..

وتذكرها للحظات التي جمعتهما معاً ..

فعضت على شفتيها بإحراج وهي تشيح بنظرها عن وجهه بعد أن توردت وجنتيها بحمرة خفيفة ..

لحظات وأعادت عينيها نحوه عندما سمعت أنيناً متألماً يخرج من فمه قبل أن يهمس بتعب:

"ب..بيرلا .."

توسعت عيناها بصدمة عندما وجدته يهذي باسمها فأحاطت بوجنته بيدها الحرة ويدها الأخرى اشتدت على كتفه بسبب حركته وهمست له برقة:

"اهدأ أنت مصاب لا تتحرك إيتن"

همس مجدداً باسمها وغرس رأسه في عنقها ناشداً دفأها فانكمشت بيرلا على نفسها إلا أنها لم تستطع إبعاده عنها ..

فلم تجد نفسها إلا وهي تمسح على شعره وتهمس له برقة:

"أنا هنا بجانبك"

فشعرت بأنفاسه تزداد حدة إلا أنها بقيت تداعب شعره إلى أن هدأ بين يديها فتنفست بعمق بينما نظرت لغريكس الذي تقدم نحوهما وعندما نظر لحالته فابتسم وهو يردف لها بطمأنينة:

"لا تقلق لقد استعاد وعيه وهذا يعني بأن تعويذتي نجحت"

ابتسمت بيرلا براحة ثم نظرت لإيتن الذي ابتعد عن عنقها وفتح عينيه يحدق بها بعمق مما جعل بيرلا توسع عينيها بصدمة عندما وجدت عينيه صفراء ذهبية وليست زرقاء! ..

"إنه ذئبه"

رفعت عينيها بصدمة لغريكس الذي أكمل بإبتسامة:

"أجل فبعد التعويذة التي وضعتها جعلت الألفا إيتن يدخل في غيبوبة ويستيقظ عوضاً عنه ذئبه ولكن لا تقلقِ بيرلا فقد يستعيد وعيه بعد يوم أو يومين أما الآن فسيكون ذئبه المسيطر دوماً فابقي بجانبه وسايريه بكل شيء حتى يصبح لديه إرادة قوية ليقضي على بقايا السم في جسده ويستعيد طاقته كاملة"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وهي تشعر بفوكسارد يغرس وجهه بعنقها ثانية ويتنفس بعمق وكأنه يحاول أخذ أكبر كمية ممكنة من رائحتها داخله ..

"وأمرٌ آخر هو الآن يهذي بسبب الحمى لذا سأذهب لإحضار بعض الأعشاب التي ستساعده لذا لا تقلقِ إن تأخرت"

أردف غريكس ثانيةً فأومأت بيرلا باضطراب وراقبته وهو يغادر بينما تستمع لفوكسارد الذي عاد يردد اسمها بخدر وهو يتنفس باضطراب ..

فابتعلت ريقها وشجعت نفسها أكثر مسحت على رأسه بتردد وهمست بتلعثم:

"اهدأ فوكسارد أنت مصاب"

فرمشت تحدق به بتوتر بينما أبعد وجهه عن عنقها وحدّق بعينيها بعمق ثم همس لها بصوت محب ومرهق:

"بيرلا لؤلؤتي الجميلة"

توسعت عينا بيرلا بصدمة من كلامه وازدادت ضربات قلبها بينما أكمل لها بحب وبطء:

"أنت هنا أمامي أم أنني أحلم"


أنهى كلامه وهو يرفع يده لوجهها ويدفع خصلات شعرها خلف أذنها فاحمرت وجنتاها ورمشت بإحراج وهي تشيح بنظرها عنه بينما لا تجرؤ على إنزال رأسها حتى لا يزيد القرب بينهما ..

وعندما رأى فوكسارد عينا بيرلا تتجاهله همس بصوت حزين ومتعب:

"بيرلا انظري إلي"

ابتلعت ريقها ونفت بإحراج فالمشاعر التي تتأجج داخلها منعتها من الحركة وإن نظرت فستزيد وضعها سوء فأخرج أنيناً متألماً وهمس بخيبة:

"هل تكرهيننا بيرلا؟ ألهذا لا تنظرين إلي؟"

توسعت عينيها بصدمة ونظرت إليه وهتفت بتلعثم:

"الأمر ليس هكذا!"

عبس وجه فوكسارد بغير اقتناع وأردف لها بتعب:

"لا أنت لا تزالين غاضبة منا وتكرهيننا لذلك تبتعدين عينيك عنا"

رمشت بذهول من كلامه وعندما رأت الألم والحزن بعينيه تألم قلبها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تهتف له بعفوية:

"لا تقل ذلك أنا لم أقل أبداً بأنني أكرهكما"

فعبس فوكسارد وأردف لها بعناد طفولي رغم صوته المرهق:

"لا تكرهيننا"

نفت برأسها وهي تحدق به فأكمل بنفس النبرة:

"وهل سامحتنا ولم تعودي غاضبة منا؟"

أومأت برأسها بإحراج فضيق فوكسارد عينيه بغير اقتناع منها وأردف لها بحنق طفولي:

"لؤلؤتي أنت تكذبين علي وهذا أمر سيء لا أريد أن تسامحيننا فقط بسبب إصابتنا"

عقدت بيرلا حاجبيها وأردفت له بتذمر:

"ولكنني لا أكذب أخبرتك أنني سامحتك لما لا تصدقني"

بقي يطالعها بعيون ضيقة غير مقتنعة للحظات ثم أردف لها بجدية:

"إن كنت تريدين أن أصدق بأنك سامحتنا فقبليني"

"ماذا"

هتفت بصدمة ووجهها احتقن بالأحمر فأردف فوكسارد بعناد رغم الارهاق البادي على صوته ووجهه:

"أجل إن لم تقبليني فلن أصدق بأنك سامحتنا"

فأبعدت بيرلا عينيها عنه بسرعة ونظرت حولها باضطراب وخجل وهي تشعر بقلبها يقفز داخل صدرها بينما سرب من الفراشات ينهش معدتها ..

"هيا لؤلؤتي أنا أنتظرك هيا"

ابتلعت ريقها بخوف وإحراج وهي تستمع لتذمره المستمر وهو يطالب بقبلته فزفر فوكسارد باستياء وأردف بصوت يملأه الحزن بينما داخله يتراقص مكراً ..

فصحيح بأنه مصاب وأنه يشعر بالألم وبأن إيتن في غيبوبة ..

ولكن هذا لا يعني بأنه لن يستغل الوضع ويأخذ القبلة الأولى من بيرلا قبل إيتن ..

"أرأيت؟! أنت لا تحبيننا ولا تزالين غاضبة منا وإلا لما ترددت بذلك لقد أحزنتني لؤلؤتي"

مجدداً شعرت بالاستياء والحزن لأنه أقرّ بأنه حزين بسببها فابتلعت ريقها ونظرت إليه بتردد أردفت بتلعثم:

"توقف عن إحراجي فوكسارد"

انتفض قلبه بشدة بسبب صوتها الذي نطق باسمه وشكلها الجميل وهي خجلة منه فأردف لها بلطف:

"سأتوقف فقط إن قبلتني حتى ولو كانت قبلة صغيرة أرجوك لؤلؤتي قبليني"

أنهى كلامه بنظرات تشبه نظرات الجراء اللطيفة التي تفاجأت بها بيرلا أكثر من طلبه بتقبيله ..

فقد اعتادت على تعابير وجه إيتن الحادة والباردة وليس اللطيفة وطفولية كفوكسارد !..

فابتلعت ريقها بحرج وهي تشعر بأن سرب الفراشات قد اختفى واستبدل بقطيع فيلة تقيم حفلة في معدتها ..

على الرغم من أنها أرادت الرفض ولكن نظرات فوكسارد لم تساعدها على ذلك أبداً ..

فبالله عليكم من سيستطيع مقاومة كتلة الوسامة هذه وبملامح لطيفة كالجراء الصغيرة !! ..

فابتلعت ريقها للمرة المئة وحدقت به بتردد ثم همست بتلعثم:

"أأغمض عينيك أولاً"

فابتسم فوكسارد ولم يتردد في إغماض عينيه للحظة مما جعل بيرلا تندب داخلها بسبب الموقف التي وقعت فيه ..

فدرست تفاصيل وجهه وهي تحاول أن تجد المكان المناسب لقبلتها وعندما نظرت للحيته عقدت حاجبيها بغير رضاً منها ..

فما كان منها إلا أن تقترب ببطء وتردد وتقبله أعلى وجنته وتحت عينه بقليل ثم ابتعدت بسرعة وهي تنظر حولها بإحراج ووجهها قد احتقن بالأحمر بالكامل ..

بل أصبح قرميزياً من شدة خجلها ..

بينما خفق قلب فوكسارد طرباً عندما شعر بأنفاسها الدافئة على وجهه قبل أن تحط شفتيها الطرية على وجنته فتوسعت إبتسامته قبل أن يفتح عينيه ويحدق بوجهها المحمر بسعادة ..

على الرغم من أن نصف كلامه كان هذياناً بسبب حرارته إلا أنه بكلماته أخرج ما بداخله فغرس رأسه بعنقها وشعر بانكماشها إلا أنه لم يهتم وأردف لها بصوت مرهق ولكن سعيد:

"شكراً لك لؤلؤتي شكراً لأنك سامحتنا مع أننا لا نستحق سماحك وآسف عمّا بدر منا فلم نقصد إحزانك أبداً"

رمشت بيرلا وهي تستمع لكلماته ثم أردف مكملاً:

"إيتن ليس سيئاً بيرلا هو يتألم ويكتم آلامه داخله ويظهر أمام الجميع بقناع من البرود وصلابة ويخفي داخله ألم كبير وجراح لم تشفى حتى الآن هو بحاجتك حتى يخرج ما في داخله فساعديه رجاءً"

للحظة كتمت بيرلا أنفاسها عندما شعرت بضيق شديد يكتم على قلبها بسبب كلماته فأسندت جسده عليها أكثر عندما شعرت بحركته ورفعت ركبتها لتساعده على الاتكاء عليها بشكل أفضل بينما سمعته يكمل ببطء:

"لم يكن غاضباً منك أو من فليغون بالذات ولكنه يتحسس جداً من فكرة التقارب بين الجنسين إن لم تربطهما رابطة الرفقاء لذلك كان يفقد أعصابه ويخيفك حتى تبتعدِ عنه"

رمش فوكسارد وهو يشعر بالنعاس يسيطر عليه شيئاً فشيئاً فأبعد وجهه عن عنق بيرلا وحدق بها بخدر وهو يرى عيناها مثبتة عليه قبل أن يكمل ببطء:

"هو أحمق ولا يحسن التصرف جيداً عند غضبه ولكنه يحبك حقاً بيرلا كما أفعل أنا .. لذلك .. اعذريه لؤلؤتي .. فهو لم يقصد احزانك .. "

ذبلت عينيه أكثر فأردف بخفوت قبل أن يغرق في النوم:

"انتظريه حتى يخبرك بالحقيقة كاملة .. عندها .. أنا متأكد بأنك .. ستتفهمين تصرفاته .. وغضبه الدائم"

سقط فوكسارد في النوم تاركاً بيرلا بين دوامة من الأسئلة والأفكار والفضول حول السر الذي يخفيه إيتن ..

فكلام فوكسارد لم يزدها سوى فضولاً وتساؤلاً عما حدث معه في الماضي ..

بقيت بيرلا تفكر بكلام فوكسارد إلى أن غلبها النعاس وغطت بنوم عميق وهي تسند رأسها على جبهته ..
_______________

حلّ صباح اليوم التالي عليهم على الرغم من أن بيرلا قد نامت أكثر من عشر ساعات ولكن بسبب عدم نومها في الليلة الماضية إضافة للمغامرة التي خاضتها جعلتها تغرق في نوم طويل وعميق ..

ولم تشعر سوى بضوء الصباح يعكر عتمة عينيها فعقدت حاجبيها قبل أن تفتح عينيها ببطء وتكاسل ..

وبمجرد رفعت رأسها حتى أخرجت تأوهاً متألماً بسبب تشنج عنقها وعضلات جسدها بأكملها ..

فنظرت حولها بتشوش وهي تسترجع ذكريات اليوم الماضي ثم نظرت لفوكسارد الراقد بين يديها بهدوء بعد أخفّ شحوبه كثيراً فلمست جبينه تتفقد حرارته ..

وعندما وجدتها طبيعية تنفست بهدوء ثم نظرت لغريكس الذي يجلس تحت شجرة بعيدة عنهم قليلاً وهو يردف لها:

"لا تقلقِ لقد تفقدت جراحه وهي جيدة جداً حتى أن جسده بدأ يعالج نفسه بسبب تحفز فرموناته بقربك لذا أحسنت بيرلا هو حيّ بسببك"

احمرّت وجنتاها بإحراج عندما خطر ببالها رؤية غريكس لها وهي تنام بتلك الطريقة على إيتن ..

فقد كانت تعانق عنقه بيد والأخرى تعانق جسده المتكئ عليها ..

لحظات وفتح فوكسارد عينيه الصفراء وهمس لها بصوت ناعس:

"صباح الخير لؤلؤتي"

فرمشت بيرلا بإحراج من هذا اللقب الغريب الذي يناديها به ثم همست بتلعثم:

"ص..صباح الخير"

فاحمرّت وجنتيها عندما سمعت قهقهة غريكس في حين بقي فوكسارد يحدق بها بهيام وهو يلاحظ إحمرارها وتجنب النظر إليه فهمست لها بحب:

"انظري إلي لؤلؤتي"

فابتلعت ريقها باضطراب من نظراته ونظرات غريكس المرحة فما كان منها إلا أن تتذمر بإحراج:

"توقف عن إحراجي فوكسارد"

عندها أطلق قهقهة خفيفة وهو يغرس رأسه بعنقها ويمس لها بصوته الأجش:

"آسف لؤلؤتي ولكني أحب رؤية خجلك لأنك تبدين أجمل به"


توقفت أنفاسها للحظات قبل أن تأخذ نفساً عميقاً محاولة الحفاظ على ثباتها الذي تزعزع بسبب أفعاله المدروسة ..

ولكن ما قطع هذه اللحظات الرومانسية بينهما هو قدوم أوليندا ومعها كرو الذي يكتفي بإظهار جناحيه والطيران بهما ..

وبمجرد أن وقع بصره عليهما حتى أردف باستهزاء وبرود:

"وأخيراً .. ألفا أنت هنا إذاً برفقة اللونا تمرح والألفا كارل والسيدة جوليانا يكادان يفقدا عقلاهما من الخوف عليك"

ازداد احمرار بيرلا بينما زفر فوكسارد بإنزعاج وهو ينقل نظره إلى المستفز هادم الملذات كرو ثم أردف ببرود:

"اخرس كرو قبل أن أخرسك بنفسي"

رفع كرو حاجبه ببرود عندما لاحظ حضور فوكسارد فأردفت أوليندا بصوتها المبحوح:

"لقد وضع غريكس تعويذة حتى تساعده بالشفاء لذلك إيتن الآن في غيبوبة مؤقتة وفوكسارد المسيطر"

أومأ كرو ببرود قبل أن يردف لأوليندا:

"وهل يستطيعان الآن المغادرة فالجميع في حالة قلق بسببهما"

احمرت بيرلا خجلاً بسبب بنظرات الجميع لها وهي تلتصق بفوكسارد هكذا ثم نظرت لأوليندا التي أردفت ببرود:

"ما من مشكلة إن غادرا على شرط أن يتبعا التعليمات حتى يشفى فوكسارد بالكامل"

فجلس فوكسارد مبتعداً عن بيرلا وأردف ببرود:

"أنا بخير كرو اذهب إلى جوليانا وكارل وأخبرهم أنني بخير وسأعود لقطيعي"

نظر إليه كرو وأردف ببرود:

"ولكن ألفا لقد طلبت السيدة جوليانا حضورك لمدينة السحر حتى تهتم بجراحك"

"جراحي قد شفيت لذا لا داعي لقلقها أخبرها بذلك لأنني لن أغير رأي وسأعود إلى القطيع"

قاطع فوكسارد بحدة قبل أن يستقيم فعقدت بيرلا حاجبيها باستغراب من انقلاب لهجته مع كرو ..

فوقفت وهي تمسد عضلاتها التي تيبست وبقيت تراقبهم وهم يتناقشون بما حدث عندما أخبرتهم أوليندا بأن بيرلا كادت تهاجم مرة أخرى في جزيرة التنانين لولا إبعادها لها ..

واكتشفت بأن أوليندا حامية الغابة مثلها مثل غريكس الذي فهمت من كلامهم بأنه من نوع خاص من الأقزام ..

فهو أطول منهم وذو ملامح أجمل إضافة لقوته الكبيرة وسحره الذي يتميز به أبناء جنسه ..

وعندما حان موعد وقفت بيرلا أمام أوليندا وأردفت لها:

"شكراً لك أوليندا على مساعدتك لي وأتمنى أن نلاقِ ثانية "

فارتسمت إبتسامة باردة على وجه أوليندا قبل أن تردف لها:

"العفو ولكن كوني حذرة في المستقبل أيتها البشرية وثقي بنفسك جيداً حتى وإن لم يكن لديك قوَاً كغيرك إلا أنك تمتلكين قلباً نقياً لا يوجد شبيه له في هذا العالم"

عقدت بيرلا حاجبيها بعدم الفهم من كلماتها بينما بقي فوكسارد يحدق بأوليندا التي كانت تحدق بها بنظرات غريبة لم يفهم معناها ..

وبعد ذلك ودعت بيرلا غريكس فأعطاها قارورة تحوي على الأعشاب الطبية وأخبرها بكيف ستستعمله قبل أن ينقلهما للقطيع بسحره ..

____________________

وبمجرد أن اختفت الفقاعة حولها حتى عقدت حاجبيها باستغراب من هذه الغرفة الملكية والغريبة التي تراها لأول مرة ..

فقد كانت فاخرة جداً يغلب عليها اللون الرمادي والأسود مع القليل من الأبيض الذي أعطاها رونقاً رائعاً ..

ثم التفتت إلى فوكسارد الذي رمى نفسه على السرير الضخم الذي بمنصف الغرفة ثم أردف لها بلطف وهو يمد يده نحوها:

"لؤلؤتي تعالي إلي"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر قبل أن تردف له بتلعثم:

"هل وصلنا؟"

فابتسم فوكسارد على منظرها الظريف وهي محرجة ثم أردف لها بهدوء وخبث:

"أجل وصلنا وفي جناحي تحديداً والآن تعالي إلي فكما سمعت من ذلك القزم عليك أن تبقي بجانبي حتى أشفى وإلا ستسوء حالتي وسأموت"

رمشت بيرلا باضطراب وهي تفرك يديها بتوتر عندما وجدت صعوبة في التقدم فنظراته كانت تأكلها حرفياً فما كان منها إلا وأن تردف له أول شيء خطر ببالها:

"لا أعني قبل كل شيء علي إعداد الطعام لك لذلك يمكنك الاستحمام ريثما أبدل ملابسي وآتي بالطعام"

فابتسم فوكسارد بخبث ثم أردف لها:

"لا بأس لؤلؤتي ولكن لا تتعبي نفسك فأنت أيضاً متعبة بسبب ما حدث"

"لا تقلق أنا بخير سأعود بعد قليل"

هتفت له بسرعة قبل تتجه نحو الباب وتفتحه قبل أن يغر رأيه ويحتجزها بين ذراعيه فسمعت صوته الخبيث الذي يردف لها:

"لا تتأخري لؤلؤتي فأنا أنتظرك"

فعضت شفتها السفلى بإحراج قبل أن تركض نحو غرفتها وتستحم بسرعة قبل أن تعد له الطعام ..
___________

في وقت لاحق دخلت بيرلا إلى غرفة إيتن التي تدخلها لثاني مرة منذ قدومها لهذا العالم بعد أن طرقت الباب وسمعت صوته الذي يأذن لها بالدخول ..

وعندما دفعت عربة الطعام للداخل تفاجأت بوجود جاك الذي أحنى رأسه باحترام لها قبل أن يستأذن ويخرج بسرعة تاركاً إياها مع فوكسارد ..

تقدمت بخطاً خجولة وهي تدفع العربة وتنظر لفوكسارد الذي يرتدي قميصاً أبيضاً مع بنطال من القماش الأسود وشعره لا يزال رطباً .

كدليل على انتهائه من حمامه منذ وقت قصير ..

وبمجرد أن رآها تقترب حتى اعتدل بجلسته وأنزل قدميه على الأرض وهو يبتسم لها بحب ..

فابتلعت بيرلا ريقها وهي تضع العربة أمامه ثم تقدمت بتردد لتجلس بجانبه إلا أنها شهقت بصدمة عندما سحبها وأجلسها على فخذيه ..

فتوسعت عينيها الزمردية وهي تحدق به بصدمة من تصرفه وقبل أن تتكلم أردف لها بلطف وهو يمسح على وجنتها المحمرة برفق:

"هكذا حتى ننفذ تعليمات غريكس جيداً لؤلؤتي"

فابتلعت بيرلا ريقها وهمست بتلعثم:

"ولكن .. هكذا لن تستطيع الأكل "

كانت تأمل داخلها أن يدعها تجلس بجانبه فعلى الأقل ستكون أقل توتراً من جلوسها بحجره إلا أنها انصدمت أكثر عندما أردف لها بلعوبة:

"لا بأس فأنت هنا وتستطيعين إطعامي كما صنعت لي الطعام أليس كذلك لؤلؤتي؟"

كلامه حاصرها بالفعل وعندما عجزت عن الرد وبقيت تحدق به بصدمة وإحراج بينما أردف لها بتذمر لطيف:

"أنا جائع لؤلؤتي هيا أطعميني"

فرمشت بيرلا عدة مرات قبل أن تردف بخجل:

"ولكن إياك وأن تفعل أمراً سيئاً فوكسارد"

فابتسم فوكسارد قبل أن يردف لها بهدوء:

"لا تخافِ لؤلؤتي لأنني لن آكلك بل سآكل الطعام هيا أنا أنتظر"

فأومأت بتردد وهي تلتفت نحو المائدة وتسحب الملعقة وتبدأ بإطعامه بهدوء فابتسم لها برقة قبل أن يسحب الملعقة من يدها ويملؤها بالحساء قبل أن يردف ويقربها من فمها:

"ألن تأكلي معي لؤلؤتي هيا افتحِ فمك ولا تخجلي"

فرمشت بيرلا وهي تحدق بالملعقة قبل أن تفتح فمها بتردد وتأكل اللقمة وحمرة وجنتيها تزداد بسبب نظرات فوكسارد ..

ففوكسارد تعمد فعل ذلك وإطعامها بملعقته حتى يرى إن كانت ستتقزز من أم لا ..

فابتسم بوسع عندما لم يجدها ترفضها وأكلتها بدون أي علامة تقزز ..

فتبابعا على هذا المنوال إلى أن انتهيا من الطعام ..

وبعد ذلك كانت بيرلا لا تزال تجلس في حضن فوكسارد كطفلة صغيرة بينما هو يمسك بيدها ويعبث بأصابعها وكأنه يرى الأيدي البشرية لأول مرة ..

كانت بيرلا تشعر بالإحراج من ذلك إلا أنها خرجت من شرودها على صوته الذي أردف لها بهدوء:

"لؤلؤتي هل يمكنك أن تخبريني لما كان والدك يريد تزويجك لابن صديقه وأنت لا تحبينه بما أنه كان يشجعك على الزواج بمن تحبينه؟"

صوته الجاد وكلامه الواضح فاجأها وهو يحدق بعينيها بهدوء فابتلعت ريقها وهي تنظر أمامها وتردف بشرود بصوت حزين بسبب تذكرها ذلك:

"في الحقيقة لم يكن أبي يفكر في ذلك في البداية وكان دائماً يخبرني بأن أختار الرجل الذي أحبه بنفسي كما فعل هو ولكن في آخر ثلاث سنوات حدث ما لم نتوقعه وهو مرض أبي المفاجئ بمرض خبيث يدعى بسرطان الدم على الرغم من أنه بقي يتعالج منه خلال السنوات الماضية إلا أن حالته ساءت ولم تتحسن أبداً وعندما ذهبنا للطبيب في المرة الأخيرة أخبرنا بأنه يحتضر ولن يبقى للربيع القادم .."

صمتت تبتلع غصتها بينما عينيها إلتمعت بالدموع فشعرت بفوكسارد يعانقها بقوة وهو يتّكئ برأسه على كتفها وكأنه يواسيها ..

وبالفعل عناقه لها خفف عنها حملها فأردفت له مكملة:

"لذلك قرر أبي أن يزوجني بجيك فقد أخبرني بأنه يريد أن يحصل على السلام بعد موته وأن يأتمنني مع رجل يحميني وألا يتركني وحيدة بعده ولأنها أمنية أبي الأخيرة وافقت عليها وكان من المفترض أن تعقد الخطبة في صباح اليوم التالي ولكن وقوعي في البحيرة غيّر كل شيء"

مسحت بيرلا دموعها التي هطلت بسبب تذكر والدها بينما شعرت بتنفس فوكسارد يصبح أكثر حرارة وعندما إلتفتت إليه ابتسم لها بضيق كاتماً غضبه بداخله ..

لأنه كان يتخيل بأنها كادت أن تصبح مع رجل غيره ..

وعندما انتبهت بيرلا لتعابيره بحركة عفوية منها أمسكت بيده التي تحيط بخصرها وأردفت بهدوء ولطف:

"لا تغضب صدقني أنا لا أعرف شكله حتى ولم أكن أريد ذلك أبداً لولا مرض والدي لما وافقت .. هل تألمت لكلامي؟"

أنهت كلامها بقلق جعل غضب فوكسارد يختفي بلحظات فابتسم لها قبل أن يغرس وجهه بعنقها ويردف لها بصوت سعيد:

"كيف تريدين مني أن أتألم وأنت بين ذراعي لؤلؤتي أنا أشكر الإله الذي أرسل لك تلك الرؤية حتى يجعلك تأتين إلي"

فرفع رأسه وحدق بعينيها وأردف لها:

"أما بشأن والدك فأعدك بأنني سأصل قريباً إلى طريقة تجلبه لهنا عندها أنا واثق بأننا سنستطيع إيجاد علاج من مرضه فلا تبكي مجدداً وتفاءلي بالمستقبل"

فابتسمت بيرلا وهي تحدق بعينيه لأول مرة ثم أردفت له بعفوية وصدق:

"وأنا أعدك بأنني لن أتركما أنت وإيتن وسأصبر على إيتن كما قلت لي البارحة وبمجرد أن يأتي أبي سأخبره بكل شيء وأثق بأنه لن يعارض إن كنت أحبكما"

فالتمعت عينا فوكسارد عندما أخبرته بأنها ستحبهما ولكنه تفاجأ بها ترفع إصبعها الخنصر له فعقد حاجبيه بعدم الفهم فأردفت له بهدوء:

"إنه وعد الخنصر وهو شائع في عالمنا ومعنى ذلك لن نتخلى عن وعودنا"

فابتسم فوكسارد قبل أن يرفع خنصره ويقربه من يد بيرلا فقامت بيرلا بلف خنصرها على إصبعه وفعل هو المثل بينما يحدقان ببعض بعمق ...

لحظات وخرجت بيرلا من شرودها بعينيه عندما أردف لها بخبث:

"لؤلؤتي وأنا أعدك بأنه بمجرد أن يستعيد إيتن وعيه سأجعله يعتذر منك بالطريقة الصحيحة"

فعقدت بيرلا حاجبيها قبل أن تردف وهي تفلت يده:

"أخبرتك بأنني لست غاضبة منكما فلما سيعتذر مني"

"كتعويض لؤلؤتي كتعويض فدموعك التي سقطت بسببنا ليست رخيصة أبداً وهو كان يفكر بفعل ذلك لولا تدخل فليغون ذلك اليوم وتدميره كل شيء"

أردف فوكسارد بثقة وهو يحدق ببيرلا التي عقدت حاجبيها بفضول بعد أن تذكرت كلامه فأردفت له بفضول واضح:

"ولكن فوكسارد أخبرني لما إيتن يتصرف هكذا ولما يكره فليغون كل ذلك الكره؟"

فابتسم لها فوكسارد وعاد للعبث بأصابعها قبل أن يردف بهدوء:

"أولاً العداوة بيننا وبين فليغون قديمة منذ الحرب الماضية ولكنها خالية من الضغائن الشخصية أما عن سبب أفعال إيتن فأظن بأنه من الأفضل أن تسأليه بنفسه فهو من يحقّ له التكلم عن ذلك فهو المقصود بالأمر لأنني لم أكب بوقتها معه لمواساته على الرغم من أني لقيت قسماً من ذلك الأمر إلا أنه ليس مثله"

أمالت بيرلا رأسها وعيناها تلتمع بفضول أكبر ثم أردفت بتساؤل:

"هل تخفيان الأمر عني لأنني بشرية ولست مثلكم؟"

فابتسم لها برقة فوكسارد وهو يعيد خصلات شعرها خلف أذنها قبل أن يردف بصراحة تامة:

"الأمر لا يتعلق بأنك بشرية أم لا لأننا وعدنا أنفسنا بالإبتعاد عن رفيقتنا مهما كانت منذ زمن طويل وكنا متفقين على ذلك إلى أن وقعت عينانا عليك عندها لم أحتمل وأخبرته فوراً أن نخبرك بالحقيقة إلا أن قلق إيتن من تعرضك للخطر جعله يقاوم كثيراً قبل أن يستسلم لمشاعر الرابطة"

رمشت بيرلا باستغراب من كلامه وأردفت له:

"ولما أنتما خائفان من إلتقائكما برفيقتكم المقدرة؟"

فابتسم لها وهو يردف بخبث:

"لؤلؤتي الفضولية توقفِ عن الأسئلة وانتظري إيتن حتى يستيقظ واسأليه فهو صاحب العلاقة الرئيسي"

زمت بيرلا شفتيها بحنق ورفرفت بأهدابها باستياء لأنه أشعل فضولها بدلاً من إطفائه ..

في حين ضغط فوكسارد على فكه بقوة حتى يمنع نفسه من تمزيق شفتي بيرلا التي تغريه بين أنيابه ..

فابتلع ريقه وهو شارد بشفتيها ولم يشعر ببيرلا إلا وهي تبتعد عنه فخرجت زمجرة مستاءة من فمه لأنها ابتعدت عنه جعلت بيرلا تنظر إليه بدهشة قبل أن تردف باندفاع:

"ماذا؟! أريد أن أحضر الأعشاب فقد حان وقت دهنها"

عندها انقلبت تعابير فوكسارد من منزعجة لأخرى خبيثة بينما يراقب بيرلا تجلب القارورة عن المنضدة مع عدة الإسعافات الأولية وتتجه نحوه بخطوات مترددة ..

بينما تنتحب داخلها من شدة غبائها فعندما وجدت نظراته تزداد غرابة وقررت الابتعاد عنه أوقعت نفسها بمشكلة أكبر عندما أخبرته عن الدواء ..

فهي الآن عليها وضعه له بيديها ..

ابتلعت ريقها بتوتر وصعدت على السرير ثانية وجلست أمام فوكسارد الذي يناظرها بخبث فابتلعت ريقها ثانية قبل أن تردف بتلعثم:

"توقف عن النظر إلي فهذا يربكني"

فابتسم لها بخبث وهو يردف بلعوبة:

"ماذا أفعل لؤلؤتي إن منعتني من فعل أي شيء لك لذا التحديق بك سيكون بمثابة التعويض عن ذلك ولا أستطيع التخلي عنه"

فابتلعت ريقها وهي تحدق بقميصه لثوان طويلة قبل أن تمدّ يديها المرتجفة إلى قميصه وبتوتر كبير تشعر به لأول مرة عندما فكّت أزرار قميصه للمنتصف ..

فحمحمت قبل أن تفتح القارورة وتضع القليل على أصابعها وتقربه من الجراح وتغطيهم برقة وحذر متجاهلة نظرات فوكسارد التي تكاد تأكلها ..

وما أن انتهت حتى وضعت اللاصق الطبي فوقها وبتردد كبير وقلب يقرع كالطبول أغلقت أزرار قميصه ..

فزفرت الهواء براحة لأنها أنهت مهمتها الصعبة وعندما همت بالإبتعاد واستدارت وهي تقف شهقت بقوة عندما شعرت بيد فوكسارد تمسك ساعدها وتشدها حتى وقعت فوقه ..

فأمسكت بعنقه ويدها الأخرى على كتفه بينما وجهها لا يفصله عن وجهه سوى إنشات قليلة وأنفاسه الحارة تلفح وجهها وتحرق بشرتها ..

فعبست بيرلا بخجل وهي تحدق بعينيه اللتين تحدقان عميقاً بروحها قبل أن تسمعه يهمس لها برغبة:

"اسمحِ لي لؤلؤتي"

عقدت حاجبيها بعدم الفهم وهي تحدق به بتوتر وقبل أن تدفعه شعرت بيده تلتف حول عنقها بينما أنفاسه تثقل أكثر قبل أن يهمس لها:

"فالتغفري لي فأنا لم أعد أحتمل أكثر"

وقبل أن يسمح لها بفهم ما يريد اندفع نحوها حاجزاً شفتيها بخاصته بقبلة رقيقة وشغوفة كفتاته التي تصنمت بين يديه ..

ولم يبتعد عنها حتى شعر بأنفاسها تختفي فأمسك برأسها بين يديه وشاهد تصنمها وهي تحدق به بصدمة كبيرة فقهقه بخبث قبل أن يردف بلعوبة:

"أتسأل ماذا ستكون ردة فعل إيتن اللعين عندما يعلم بأنني أخذت قبلتك الأولى لؤلؤتي؟"

_______________

كيف البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

ملاحظة صغيرة لسبب اختياري لأسماء الشخصيات:

بيرلا: اللؤلؤة
أوليندا: المدافعة عن الأرض
غريكس: اللون الأخصر باللغة اليونانية

لذا أظن أنكم عرفتو سبب تلقيب فوكسارد لبيرلا بلؤلؤتي 😍😍

عطوني رأيكم بالأحداث بصراحة ..

وأخيراً أشوفكم ببارت الثلاثاء❤😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

1.5M 66.8K 33
..هو بارد و قاسي و عديم الرحمه سمي بالملك الأسود لجبوريته و قوته لا يوجد بقاموسه ..لا .. قلبه ينبض بعشقها و هيام بها على رغم من انه لا يعرفها و لم ي...
643K 27.5K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
11M 457K 50
"انها ملكي حتى لو لم تكن رفيقتي " أردف ماكسميس ببرود وهو ينفث دخان السيجارة ، "ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم ؟! ماذا لو لم تكن علامتها ذئب اسود مثلك ؟...
6.9M 444K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...