|BL| • منتصف الهلاك

By lood7q

9K 632 888

- هل الخوف يجعلك تقتل بلا رحمة؟. - هل ستُساعدني أم يبدو أنني سآخذ سلاحك وأرحل!... يتلقى شاب يُدعى شياوجان دعو... More

⚠️مقدمة⚠️
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
15
16
17
18

14

297 25 52
By lood7q


ليلة من الماضي - 2




استيقظ ويليام ليلاً بعد أن استعاد وعيه ليجد نفسه مايزال في تلك البناية ملقى على الأرض ولكن الأمر الذي جعله يشعر بالغرابة هو أنه قد تم تكميده وتضميد جراحه بالفعل.
وهذا جعله يفهم شيئاً واحداً، وهو أن الرئيس وانغ مايزال يُريد إعطاءه فرصة للعيش.
ليس من أجله بكل تأكيد بل من أجل إرجاع الأموال التي أقترضها منه.

لا يعرض وانغ ييبو مُساعداته إلا عندما يُريد الحصول على شيء ما في المُقابل.
يمكنه استغلال نقاط وحالات الضعف لدى الأشخاص بكل بسهولة.
لقد كان يُراقب ويليام الذي يتردد على صالات القمار كُل يوم وعرف بأنه شخص يائس للغاية ويبدو الحزن واضح على ملامح وجهه، بالتأكيد هو بحاجة ماسة إلى المال.

كان يصطاد فرائسه بتلك الطريقة، يقرضهم مبلغاً كبيراً من المال ثم يسترد ضعفه أو ثلاثة أضعافه وبتلك الطريقة تزيد أمواله بشكل أسرع.
في البداية سيكسب ثقتهم ليأخذ حاجته ثم سيدمرهم عندما تنتهي حاجته منهم.
وعندما يحاول أي شخص خداعه فسينتقم منه بأقسى الطرق.

.....

بجسد ثقيل وخطوات مُرهقة حمل نفسه وخرج متجهاً نحو سيارته التي ما تزال في مكانها ثم ذهب ليأخذ أبناءه من منزل أقارب زوجته.

لم يشعر أي من جون وجيسي بالغرابة من تأخر والدهم كثيراً ولكن هذه المره كانت مُختلفة، كانا ينظران إلى بعضهما بتساؤل من حالة والدهم التي لم يعتادا عليها وبتردد من سؤاله عن ماذا حدث له ومن الذي قام بضربه ولماذا لم يريا والدتهما اليوم إطلاقاً؟.
لكنهما لم يعتادا على تبادل الكلمات كثيراً مع والديهِما على أي حال.

رغم ذلك قالت جيسي بصوت متردد: أبي..! مابك؟هل أنت بخير؟.
أبي أين هي أمي؟.، سأل جون عندما لم يسمعا رداً من والدهما.
بعد أن سمع ويليام سؤال جون ضرب بقبضته على المقود بقوة بينما يزيد من سُرعته ويصرخ فيهما قائلاً: اصمتا!!.

نظر جون وجيسي لبعضهما باستغراب والتزما الصمت إلى أن وصلوا إلى المنزل.
وعلى الفور ذهب كُل واحد منهم إلى غُرفته خوفاً من والدهم الغاضب بينما ذهب ويليام لإحضار زجاجتين من النبيذ وعاد إلى غُرفة المعيشة يحتسي الشراب بشراهة.
كان يشعر بالألم والحزن لموت زوجته بتلك الطريقة المأساوية والحالة التي أصبح عليها الآن، لا يعرف ماذا يفعل!.
لقد أعطاه وانغ ييبو اسبوع واحد فقط ليُعيد إليه ثلاثة أضعاف المال، من أين سيحصل عليه؟.

نهض بغضب وكسر زجاجات النبيد وأي شيء اعترض طريقه.
في الأعلى كانا جون وجيسي يسمعان صوت التحطيم وصراخ والدهم اليائس.
كانا يشعران بالخوف، رغم ذلك خرج جون من غُرفته ونزل عبر السلالم ليرى والده في منظر لم يره من قبل!.
كان يترنح ومن الواضح أنه مخمور جداً، شعره مُبعثر والدموع تسيل من عينيه بغزارة، لم يرى والده بكل هذا الضعف والحزن من قبل.

اقترب منه بتردد حين قال له والده بصراخ: لا تقترب!!.
رُغم ذلك أكمل طريقه في محاولة لتهدئة والده الثائر، ولا يعلم سبب غضبه الشديد.

لقد كان يعلم هو وجيسي بخسارتهم للشركة وجميع ممتلكاتهم ما عدا هذا المنزل، لكن والده يبدو غاضباً وحزيناً من شيء آخر لا يعلم ما هو!.

رمى ويليام مقدمة زجاجة النبيذ المكسورة نحو جون وأصاب رأسه الذي نزف على الفور وملأ وجهه بالدم وهو يصرخ ويقول بغضب: قلت لك لا تقترب أيها اللعين.

وضع جون يده على رأسه وقد بدأ يشعر بالدوار من رائحة الدم التي انتشرت حوله، لكنه استمر في الاقتراب من والده قائلاً: أبي اهدأ، لماذا تفعل كل هذا؟؟.
وقف ويليام أمامه مُباشرة وأمسك بعنقه وبدأ في خنقه والصراخ عليه وجون بيأس كان يحاول الإفلات من قبضة والده.

في تلك الأثناء كانت جيسي تسمع صوت الصُراخ وصوت أخيها فخرجت من غُرفتها على الفور وبينما هي تنزل عبر السلالم سمعت والدها يصرخ في جون ويقول: لقد قُتِلت والدتك، لا تسألني عنها مُجدداً.
جرت جيسي وحاولت دفع والدها بعيداً عن أخيها.

لكنه أفلته من تلقاء نفسه وبقي يهذي تحت مسمع جون وجيسي: لقد كشف خُطتنا واختطفها..تم اغتصابها أمام عيني، لقد قتلها ذلك اللعين!!.
ما يزال علي إعادة الأموال، ماذا سأفعل الآن؟.
كان يقول تلك الكلمات واضعاً كلتا يديه على رأسه بينما ينظر للأسفل ويمشي بحركة دائرية حول نفسه.

أمسكت جيسي بيد جون وأخذته إلى غُرفتها وقامت بتضميد جرحه.
بقيا صامتين ينظران للفراغ بشرود ويُفكران في كلام والديهما.
لقد قُتِلت أمي!.، قال جون وجيسي تلك الكلمات في ذات الوقت ثم نظرا لبعضهما بحزن وبدآ في البُكاء.

رغم أنها كانت بعيدة عنهما كثيراً ويمكن اعتبارها أم مهملة، مازال كل من جون وجيسي يحملان الكثير من المشاعر اتجاهها، رغم أنهما لا يتذكران الكثير من المواقف الرائعة معها ماتزال والدتهم في النهاية.

.....

مرت ثلاثة أيام بعد حادثة مقتل كارولين كان ويليام خلالها يتسكع مع أشخاص سيئين تعرف عليهم في صالات القمار والملاهي الليلية التي أصبح يزورها مؤخراً، كان يسرق ويحتال على الناس ليحصل على المال ويشتري به بضع زجاجات من النبيذ ثم يعود مخموراً في وقت متأخر من الليل، يصرخ على أبناءه ويضربهم في بعض الأحيان.

أصبحوا عند سماع صوت دخول والدهم إلى المنزل يذهب كُل واحد منهم إلى غُرفته ويغلقها بالمفتاح حتى الصباح.
كانا يلومانه على كُل ما حدث، إهماله لهم، تدهور حالتهم المادية، ومقتل والدتهم، وهذا ما جعل حالتهم النفسية تصبح سيئة وفكرا في الهروب من المنزل.

وهو بدوره كان يلوم كل شيء حوله عدا نفسه، لأنه لم يتقبل فكرة أنه كان على خطأ منذ البداية.

قُتلت زوجته قبل أيام قليلة وهذا الأمر كسره كثيراً، كانت كارولين تهتم به كثيراً غير أنها كانت تُدير جميع أعماله، وهو لا يستطيع أن يخطو خطوة من دونها، ولكن بسبب أخطاءه هو أهمل أبناءه، خسر أمواله وعندما تجاهل كلماتها وفعل ما أراد..خسر المزيد وخسر كل شيء حتى هي خسرها!.
والأهم من ذلك فقد خسر نفسه وأصبح حاله لا يختلف كثيراً عن حال المُشردين.

انقضت خمسة أيام ولم يتبقى له سوى يومين، كان الأمر بالنسبة له أشبه بالجنون.
كان خائفاً للغاية ولم يستطع التفكير في حل مناسب على الإطلاق، لكنه استمر في سؤال أولئك الأشخاص السيئين الذين يتسكع معهم ولم يقتنع بأي اقتراح إلا واحد واعتبره حلاً مناسباً جداً.

وعلى الفور عاد إلى المنزل ليلاً في حالة سكر كما العادة لكنه كان أكثر هدوءاً هذه المرة وحاول ألا يصدر ضجيجاً في المنزل.
صعد عبر السلالم متجهاً نحو غرفة ابنته جيسي، طرق الباب عدة مرات لكنها كانت نائمة مما جعله يشعر بالغضب كثيراً وحتى عندما استيقظت على صوت الطرقات التي أصبحت قوية ومصحوبة بصوت والدها الذي يأمرها بفتح الباب خافت وبقيت مكانها ترتجف من الخوف.

أصبح يطرق بقوة أكبر ويحاول كسر الباب عن طريق دفعه بكتفه حتى تكمن أخيراً من كسره.
نهض إثر ذلك جون وذهب ليرى مالذي يحدث.

كان ويليام يُمسك بجيسي ويجرها من معصمها وهي تصرخ وتحاول المُقاومة ولا تعرف سبب قيام والدها بهذا الأمر، غطى فمها بيده وسحبها بقسوة عبر السلالم.
حاول جون مساعدتها دون جدوى، رغم أنه أصبح فتى كبير لكنه لم يستطع الدفاع عن أخته ضد جسد والده الأكبر والأقوى منه بكثير.
أدخلها ويليام السيارة وانطلق مبتعداً..

.....

في مكان آخر تماماً كانت تدور محادثة بين شخصين..
قال رجل كان يجلس بتوتر يفرك يديه أمام مكتب واسع يجلس وراءه شخص على كُرسي من الجلد الأسود موجهاً كلامه إليه: كما أخبرتك رئيس وانغ، سيقوم بشراء خمس فتيات غداً ليعملن في الملهى الخاص به.
قال الآخر بغضب: أعرف هذا!، وأخبرتك أنني أريد أن أعرف من هو البائع أيها الأحمق!.
أجل سيدي آسف..إنه صديقه، ضابط يعمل في قسم الشرطة ويدعى لي فانغ.، قال الرجل وهو ينظر للأسفل.
نظر إليه وانغ ييبو: هل كان من الصعب قول هذه المعلومات؟، هيا ارحل قبل أن أصب غضبي عليك.
نهض الرجل على الفور وانحنى ثم غادر.
رغم أنه يكبره سناً، لا يزال جميع من يعمل مع وانغ ييبو يحترمه وكأنه يكبرهم جميعاً..وفي الحقيقة لم يكن احتراماً كما هو الظاهر أكثر من كونه خوفاً منه.

.....

قام لي فانغ ببيع خمس فتيات قاصرات تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشر والسابعة عشر إلى صديقه صاحب الملهى..
وهما الآن في طريقهما نحو الملهى عندما أخبره صديقه بأنه سيجعله يقضي ليلة مع إحدى الفتيات بدون مقابل والآتي وضعهن في الجهة الخلفية للسيارة.
أريد الشقراء ذات العيون البحرية.، قال لي فانغ ضاحكاً فرد عليه صديقه: هي لك الليلة.
استمر الضحك والمزاح بينهما حتى قطعا نصف المسافة، لحظات حتى لاحظ كلاهُما وجود أربعة سيارات سوداء تسير وراءهم منذ البداية.
قال لي فانغ بتوتر بدأ يظهر على ملامحه: هل تعتقد أن شخصاً ما يتتبعُنا؟.
رد الآخر بعد أن زاد من سرعته إثر شعوره بالخوف: لا أعرف، سأستمر بالقيادة فقط حتى نصل.

بعد عشر دقائق وصل الاثنان للملهى وقد غابت الأربع سيارات عن ناظريهما مما جعلهما يشعران بالإرتياح.

أخذ لي فانغ الفتاة الشقراء التي كانت تبكي طوال الوقت وصعد بها إلى إحدى الغرف المعدة مسبقاً.
أقفل بابها بالمفتاح وسار نحو الفتاة بينما يبتسم وقد بدأ في خلع قميصه.

الخوف هو كُل ما يمكن رؤيته على وجه الفتاة، أخذت تُمسك بأي شيء وترميه على لي فانغ الذي بدا له الأمر مسلياً.
أخبريني ماهو اسمك يا جميلة؟.، سأل وهو يبتسم وقد أصبح الآن يُمسك بكتفيها ويضغط عليهما.
كانت الفتاة ترتجف وعينيها معلقة في عيني لي فانغ الذي ينظر لها بخبث أشبه بشيطان في هيئة بشرية.
وفي لحظات ركلت منطقته الحساسة فسقط أرضاً يتلوى ثم ركضت لكنها سقطت عندما أمسك بقدمها وهو يشتم ويلعن بغضب.
صرخت الفتاة وحاولت تخليص نفسها وجسدها الصغير من قبضته، لكنه انقض عليها كالأسد الثائر وأصبح يقطع ثيابها ويضربها بعنف.

وبينما كانت الفتاة تصرخ وتحاول الهروب تم فتح باب الغرفة ودخل ثلاثة رجال ضخام البنية.
لم ينتبه لي فانغ في بداية الأمر حتى سمع صوتاً خشناً يقول بسخرية: ياله من عمل شريف من ضابط في قسم الشرطة!.

رفع رأسه ونظر باندهاش، لقد أقفل الباب بالمفتاح ورماه داخل الغُرفة، كيف استطاع هؤلاء الأشخاص الحصول على المفاتيح الإحتياطية؟.
كيف تجرؤون على الدخول.، قال بغضب واندفع مسرعاً نحوهم محاولاً ضربهم وإخراجهم من الغُرفة.
ولكن الأمر الذي لم يتوقع حدوثه هُو إمساك أحد الرجال بقبضته بينما وجه آخر سلاحاً على رأسه وأخرجوه هو والفتاة من الجهة الخلفية للملهى بهدوء تام.

.....

كان يجلس في المرتبة الخلفية للسيارة ينظر عبر الباب المفتوح نحو طريق شبه مظلم بينما يقول: لقد تأخر هؤلاء الحمقى!.
لحظات فقط من نطقه لتلك الكلمات ورأى أنوار سيارات تتجه نحوه فابتسم بحماس وقفز مسرعاً.

نزل مجموعة رجال مُقيِدين معهم الضابط لي فانغ وصديقه صاحب الملهى، بينما تركوا الفتاة مقيدة في السيارة!.
كانت ترى كُل شيء عبر النافذة المفتوحة قليلاً وتراقب بخوف.
أنفاسها المُتسارعة تملأ زجاج النافذة بضباب خفيف يتلاشي بين كل نفس وآخر يصدر منها.

بدأت برؤية لي فانغ، الرجل الذي باعها سابقاً وحاول اغتصابها قبل وقت قصير وصاحب الملهى الذي اشتراها منه وهُما مجبران على الركوع أرضاً أمام شاب يكبرها ببضعة أعوام على ما يبدو!.

كان الشاب ينظر لهما بينما أحضر اثنين من الرجال حقيبة ضخمة وضعاها على الأرض أمام الشاب وقاما بفتحها لينظر لها بتمعن ويقوم بفحص مبلغ المال الضخم الذي كانت تحويه.

لقد رأت تلك الحقيبة سابقاً، سلمها صاحب الملهى إلى لي فانغ بعد أن باعه خمس فتيات من ضمنهم هي.
ثم رأتهم وهم يُجبرون الآخر على توقيع بعض الأوراق..
وعندما رفض الأمر أطلق الشاب رصاصة على فخذه جاعلاً إياه ينحني من الألم.
هيا لاتُضيع وقتي.، سمعت تلك الكلمات من الشاب الذي يقف أمام صاحب الملهى.

لقد فهمت على الفور أن هؤلاء الأشخاص يقومون بسرقة المال الذي حصل عليه لي فانغ.
بينما يجبرون الآخر على التنازل عن الملهى الخاص به للشاب الواقف أمامه.

بعد أن انتهى من أخذ حاجته أمر بقتل الرجلين.
ومازالت الفتاة بالداخل تنظر لكل شيء بخوف شديد، كادت أن تفقد وعيها عندما رأت الطريقة الوحشية التي قُتل بها الرجلان.
لكن ما أفزعها هو عندما أشار أحدهم نحو الباب الذي تجلس عنده وسمعته يقول: رئيس وانغ توجد فتاة بداخل السيارة.
التفت نحوها وقال: لماذا أحضرتموها؟.
رد الرجل على الفور: خشينا أن تقوم بفضحنا.
تخلصوا منها قبل أن نرحل.، قال ببرود.

فور أن أنهى وانغ ييبو كلماته بدأت ترى رجل يتجه نحوها بسرعة ثم فتح الباب وأخرجها بينما بدأت هي بالصراخ محاولة الهرب.
دفعها على الأرض، كانت الفتاة مُقيدة وترتدي ملابس شبه ممزقة، والخوف يعتري ملامح وجهها الجميلة بينما جسدها النحيل كان يرتجف بعنف.
وقبل أن يُطلق الرجل عليها النار بدأت تقول ببكاء: أرجوكم لا تقتلوني، أعدكم أنني لن أخبر أحداً بما رأيت..

توقف ذلك الرجل لحظات بتردد، فنظر له وانغ ييبو وتقدم نحوه آخذاً السلاح من يده قائلاً بغضب: ماذا تنتظر؟، لقد أعطيتك أمراً بقتلها!.
قال الرجل بصوت خفيض لكنه مسموع لوانغ ييبو: آسف سيدي، لكنني أُعجبت بالفتاة.
تجاهل وانغ ييبو كلام الرجل للحظات ثم نظر للفتاة التي كانت مستمرة في التوسل وترتجف بعنف: أرجوك!، أرجوك ساعدني، أنا لا دخل لي بكل هذا الأمر..سأفعل أي شيء تأمرني به، أتوسل إليك.
توقف وفكر قليلاً ثم سأل بخبث بعد أن أنزل سلاحه ببطء: أي شيء؟؟.
هدأت الفتاة في هذه اللحظة وقالت: أجل أجل أي شي ولكن لا تقتلني.
مشى مبتعداً بعد أن قال للرجل والفتاة: خذها معك وأحضرها لي لاحقاً، وأنتي أول شيء ستفعلينه هو البقاء مع هذا الرجل دون اعتراض لما سيفعله بك إذا كُنت حقاً تريدين العيش.
ولم يكن لدى الفتاة خيار آخر سوى قبول الأمر، رُغم علمها بالذي سيحدث.

.....

بعد أن أخذ ويليام ابنته بعيداً عن المنزل تلك الليلة ذهب في اليوم التالي إلى وانغ ييبو على الفور وسلمه المبلغ بالكامل.
شعر بالارتياح كثيراً، كان هماً وحملاً ثقيلاً على صدره..خاصة وأنه تعامل مع شخص لايُمكن الاستهانة به وقد رأى ذلك بنفسه.
لكنه أحس بالغرابة عندما أمره وانغ ييبو بمقابلته بعد بضعة أيام في إحدى البنايات، رغم ذلك قبل الأمر على مضض لأنه لم يعد يثق بهذا الفتى على أي حال، وحتى لو رفض الأمر فسيعثر عليه بأي طريقة.

وبعد تلك الليلة أيضاً هرب جون من المنزل للبحث عن أخته.
كره والده وحياته كثيراً، كانت جيسي تعني له الحياة التي شعر بأنه فقدها بعد رحيلها.
أصبح كالمُشرد يهيم في الشوارع، يتسلل في بعض الأحيان إلى المنزل ليأكل ويقوم بتغيير ملابسه، بينما كان يُراقب والده في كل مكان يذهب إليه عله يوصله إلى مكان اخته، لكنه رآه وهو يتسكع مع السُكارى وبعض المُشردين، يزور صالات القمار والملاهي كُل ليلة. لقد كانت هنالك فكرة واحدة أراد جون تنفيذها وهي ما دفعته إلى سرقة سلاح في إحدى المرات!.
مع ذلك لم يتوقف عن البحث عن أخته، لا يعلم إلى أين أخذها والده، لا يعلم هل مازالت على قيد الحياة أم لا.

.....

أعاد وانغ ييبو الفتاة من الرجل الذي قال بأنه أُعجب بها والذي قام بالإعتداء عليها كل ليلة.
أصبحت وكأنها لا حياة فيها، جسدها نحيل ومليء بالكدمات والجروح وأثار للضرب وملأ السواد أسفل عينيها..
عندما أخذها وانغ ييبو كانت تنظر بعيون خالية وكأنها مُستعدة لأي شيء سيحدث مهما كان.
توقعت بأن يقوم بالإعتداء عليها هُو الآخر ولكن حدث شيء لم تتوقع حدوثه.
أخذها لشقة صغيرة، جعلها تستحم وأحضر لها ثياب جميلة وطعام ثم أحضر طبيباً ليقوم بعلاجها وتضميد جروحها، وأخيراً جعلها تنام في سرير مريح.

في تلك اللحظة شعرت بنبضات قلبها تُرفرف لأول مرة، وعينيها لم تتوقف عن النظر إلى وانغ ييبو.
لأول مرة بعد كُل ما حدث لها في الأيام السابقة ترتفع شفتيها في ابتسامة لطيفة، وعرفت بأنها أحبت وانغ ييبو.

عندما حل مساء تلك الليلة نهضت على أوامر وانغ ييبو الذي أخذها إلى مكان تجهله لكنها فقط نفذت كُل شيء بصمت بعد أن قال لها: ستُصبحين واحدة منا، انسي حياتك السابقة.
لم تكن تمانع أبداً، لقد قُتلت والدتُها وباعها والدها بلا ضمير وخسرت الكثير من الأشياء.
لا حاجة لها في حياتها السابقة، إذا كانت تُريد العودة ستعود من أجل أخيها فقط والذي لا تعلم مالذي فعله به والدُها، وهل مازال على قيد الحياة أم لا.

كانت بناية صغيرة هي ما توقفت عندها السيارة لينزل منها وانغ ييبو وتتبعه الفتاة على الفور.
توقف عند الباب ووضع في يدها سلاح ثم أكمل طريقه وصعد عبر السلالم حتى وصل إلى سطح البناية.
الهواء يندفع بقوة ويبعثر خصلات شعرها التي غطت وجهها، وضعتها وراء أذنيها وأكملت طريقها..
كانت تشعر بالخوف من السلاح الذي بين يديها.
هَل يُريدُها أن تقتل شخصاً ما يا تُرى؟.

تساءلت وهي تمشي باتجاه وانغ ييبو بلا تردد لأنها وعدت بأنها ستفعل أي شيء مقابل حياتها والذي توقف أمام رجل مُعلق بحبل في نهاية عامود حديدي منصوب على الجدار، كان جسد الرجل باتجاه الأرض من ارتفاع خمسة طوابق.

الجسد كان يتدلى ببطء وعندما استدار باتجاه الفتاة كانت صدمة لكليهما..
قال الرجل بذهول: ابنتي جيسي!!.
بينما قالت الفتاة بصدمة: أبي؟؟.

لم يكن وانغ ييبو يعرف هذا من قبل، أراد فقط أن يتخلص من هذا الرجل الذي اعتبره عديم الفائدة ولا جدوى له في الحياة ويختبر هذه الفتاة في نفس الوقت ما إذا كانت تستحق أن يضمها إلى عصابته أم لا، ليتفاجأ هو أيضاً بأن ويليام هُو والد جيسي.

رفعت السلاح نحوه على الفور ويديها ترتجف من الغضب تحت توسلات والدها الذي يطلب منها مُسامحته، لم تهتم بكلماته، هُو كان سبباً في تدمر حياتها وحياة أخيها هو من جعلها تصل إلى هذا الحال.

وقبل أن تضغط أصابعها على الزناد سمع ثلاثتهم صوت إطلاق ناري قادم من الخلف.
أطلق أحدهم النار على الحبل فسقط جسد ويليام وتهشم وفارق الحياة على الفور.

التفت الاثنان نحو مصدر الإطلاق، وهُنا اتسعت عينيّ جيسي وبدأت تغرق في الدموع عندما رأت ذلك الشخص واندفعت نحوه تُعانقه بقوة وتبكي.

لقد راقب جون والده في كل مكان ذهب إليه ورصد جميع تحركاته، ليتضح له بأن والده متورط مع عصابة!.
لكنه في الحقيقة كان يُفكر في قتله منذ أن قام بأخذ جيسي بعيداً وازداد حقده وكرهه له.
وبينما كان يتتبعه في هذه الليلة، تفاجأ عندما قام مجموعة من الأشخاص بتقييد والده في سطح البناية لكنه اعتبرها فرصة مناسبة جداً للتخلص منه.

جيسي!، لقد بحثت عنك كثيراً..هل أنتي بخير؟.، سأل جون اخته التي لم تستطع الرد بسبب بكاءها الذي لم يتوقف.

بينما كان ينظر لهما وانغ ييبو بلا تعابير.
" لقد تم إنجاز المهمة بشكل أسرع مما كنت أتصور ويبدو أن هذا الشخص سينضم إلينا أيضاً ".
هذا ما فكر به وانغ ييبو وهو يمشي مُتجاوزاً جون وجيسي ويقول: اتبعاني، فعملكما قد بدأ منذ هذه اللحظة.

__

أي ملاحظات اكتبوها هنا ✨.

Continue Reading

You'll Also Like

5.6M 314K 86
و كأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك و فقط وحده من يدلهم على النجاة، تمثل الانقاذ به و رُشدت السُفن بـ دربه، وحده فقط من يحمل صفتين معًا و كأنه لتعطش روحهم...
9.1M 605K 51
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
1M 60.2K 50
الرواية للكاتبة : إنتصار لخضاري(غيمة) . . منذ أن فتح عينيه للحياة وجد نفسه محاطا بذنوب ليس هو بفاعلها فأطلق عليه الجميع لقب الخطيئة و لكنه ليس بشاب ي...
588K 16.3K 32
في حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين الع...