ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

19

53.5K 2.3K 1K
By Aisha-kasem40

ركضت بيرلا خارج الغرفة هربا من إيتن بعد أن قلب كل شيء ضدها وكاد أن يقبلها ثانيةً ..

وبمجرد أن ابتعدت عن الغرفة حتى وقفت تأخذ أنفاسها المسلوبة ثم ضربت خديها لتستعيد تركيزها ثم توجهت للأسفل ..

وبينما كانت تتجه للأسفل وجدت سانسا وكارل فابتسم الاثنان لها بينما أسرعت بيرلا نحوهما وأمسكت بيدي سانسا وهي تتفقدها بعينيها وتردف:

"سانسا هل أنت بخير؟ كيف حالك؟"

ابتسمت سانسا برقة وأردفت لها بهدوء:

"أوه عزيزتي أنا بأفضل حالاتي ولقد قصّ كارل لي ما حدث لذا أخبريني هل كل شيء بخير معك؟"

رمشت بيرلا وهي تتذكر أمر إيتن فاحمرّت وجنتيها وأومأت لها بصمت فهمست سانسا وهي تنخز ذراع كارل الذي كان بالكاد يمسك نفسه عن الضحك عليها:

"واضح جداً"

ضحك كارل بخفوت بسبب منظر بيرلا الظريف وهي محمرة خجلاً فهو واثق بأن صديقه قد فعل أمراً ما لها جعلها تحمر هكذا ..

ورائحته المنبعثة منها كانت خير دليل على ذلك ..

توجه الثلاثة نحو قاعة الطعام فوجدوا هناك جوليانا مع جورجي تشربان الشاي بينما الخادمات يجهزن وجبة الإفطار لهم ..

جلس الثلاثة وبدؤوا بتناول إفطارهم وبعد دقائق دخل إيتن بعد أن استحم وبدل ملابسه

جلس إيتن مقابل بيرلا وبجانب جوليانا فسكبت له كوباً من القهوة ثم أردف بهدوء لسانسا:

"صحيح تذكرت سانسا شيئاً جورجي أخبرتني بأنك بالحفل كنت مضطربة ومنعتها من شرب المشروب كما فعلت مع بيرلا وقلتِ لها اشكريني على إنقاذ حياتك لاحقاً هل لي أن أعرف كيف علمت بذلك؟"

توقف الجميع عن الأكل وحدقوا بسانسا التي ابتسمت وهي تمضغ لقمتها إلى أن ابتلعتها ثم أردفت بهدوء تام ليس وكأنها قد خاضت الكثير في الليلة الماضية:

"بصراحة بعد مغادرة كارل والبقية للاجتماع بوقت قليل شعرت بأحد يراقبنا وعندما شعرت بعدم الراحة والخطر قررت الخروج مع بيرلا عندها تصادفنا مع جورجي لذلك تراجعنا عن الخروج وبالمصادفة أخذت كأس مشروب لتهدئة نفسي وبسبب عادة سيئة لي اشتمتت رائحته قبل أن أشربه فوجدت بالفعل أنه قد خلط بنوع ما من السموم"

ابتسمت بسخرية عندما رأت نظرات القلق والاستغراب اعتلت وجوههم فأكملت بعد أن شربت رشفة من العصير خاصتها:

"لم أظهر الأمر وأبقيت كأسي بيدي لأنني شعرت بأننا مراقبات لذلك عندما تقدمت تلك الفتاة التي لا أذكر اسمها وقدمت الكؤوس لبيرلا وجورجي علمت بأنها منهم وأنها تستهدفنا جميعاً لذلك منعت بيرلا وسكبت كأسي عليها حتى أبعدها ثم أخذت الكأس من جورجي حتى لا تشربه ولحقت بتلك اللعينة ولكنها ضللتني وهربت وعندما عدت وجدت بيرلا مفقودة وأظن بأنكم علمتم البقية من جورجي"

أومأ الجميع باقتناع عدا إيتن الذي بقي شارد التفكير وملامح وجهه باردة التي يخفي خلفها قلقه وغضبه عن الجميع ..

فرؤيته لذلك الساحر ليست بمصافة أبداً ..

بل كان كتحذير له أو إشارة إلى عودة ظلٍّ أسود محمل بالألم والموت ..

ذلك الظلّ الذي قضى حياته يبحث عنه دون أي جدوى ..

ولكن يبدو أنه خرج وحده عندما عَلِم بظهور نقطة ضعفه ..

وهي بيرلا ..

رفع عينيه الحادة وناظر بيرلا للحظات وهو يشعر داخله بالقلق والخوف على حياتها ..

فهي باتت في خطر كبير وعليه أن يضعها أمام عينيه دائماً حتى لا يحدث كما حصل الليلة الماضية ..

ثم حرّك عينيه إلى سانسا ببرود وهو غير مقتنع بكلامها فقد شعر بداخله بأنها تخفي أمراً كبيراً خلف برودها ..

وهو على يقين بأنها على صلة وثيقة بالمتمردين ..

ولكن الآن بات يشغل باله سؤال آخر ..

وهو هل تعرف بأمرهم أيضاً؟ ..

وهل لديها صلة معهم؟ ..

قاطع أفكاره صوت فليغون المرح وهو يقترب منهم بهدوء:

"أوه أنتم مجتمعون هنا بدوني ما هذه الخيانة؟!"

أنهى كلامه بدرامية فشتم كارل بين أنفاسه عندما شعر بغضب إيتن الذي بدأ يتصاعد أما جوليانا التي هزت رأسها بقلة حيلة منه فهي متأكدة بأنه سيفتعل مصيبة جديدة ..

وكأن ينقصهم المزيد من المصائب !..

ابتسم فليغون بخبث وهو يقف بجانب إيتن ويحدق به لثوانٍ قبل أن ينظر إلى بيرلا ويردف بلطف:

"بيرلا عزيزتي هل أنت بخير؟ كنت قلقاً عليكِ بعد أن أخذك الذئب الغاضب البارحة هل آذاك في شيء؟"

"سحقاً لك أيها اللعين"

همس إيتن من بين أسنانه دون أن يشعر بينما يحدق ببيرلا التي نظرت إليه بهدوء وأجابت بعفوية:

"لا أبداً أنا بخير شكراً لاهتمامك فليغون"

أنهت كلامها بإبتسامة هادئة جعلت إيتن يشتعل بغضب جحيمي وهو يحدق بها بحدة ..

فليغون فقط ..

بدون أي كنية ..

حتى هو تنطق باسمه ..

وكارل وفوكسارد أيضاً

فما اللعنة مع اسمي ما الذي يمنعها من نطقه؟!!!! ..

همس داخله بغيرة من نطقها بأسماء الجميع عدا اسمه وعينيه تقدح شرراً قاتل بمجرد أن وقعت عينا بيرلا عليه حتى اختفت إبتسامتها وأبعدت عينيها عنه بتوتر وهي تسند رأسها على يديها متحاشية النظر نحوه ..

خرجت قهقهة خفيفة من فليغون جعلت إيتن يزداد اشتعالاً إلا أنه أبقى نفسه بارداً حتى لا يجعله يشمت به أكثر ..

فرفع فنجانه وارتشف منه بهدوء ثم أردف له ببرود:

"ما الذي أتى بك فليغون؟ فأنا أعلم بأنك لم تشتق لأحد هنا فلا داعي للمراوغة"

ابتسم فليغون بوسع وهو يجلس بجانبه ويردف بخبث:

"صحيح بأنك صرح جليدي ونزق وفي بعض المواقف تصبح كالثور الهائج ولكنك تعجبني بسبب ذكائك الحاد فأنت الوحيد الذي يفهمني جيداً عزيزي"

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر من نظراتهما لبعضهما للحظة ظنت بأنهما سيهجمان على بعضهما ..

إلا أنها تفاجأت بفليغون يحدق بها بلطف ثم يكمل بصوته الساحر:

"بصراحة كنت أشعر بالملل وحدي لذلك قررت أن أبحث عن صديقتي اللطيفة بيرلا لعلي أتسلى قليلاً معها قبل أن ترحل عن هنا "

ازداد توتر بيرلا من كلماته وشعرت بعيني إيتن تغمقّ أكثر حتى أنها لاحظت فكه قد تصلب للحظات قبل أن يردف بهدوء وبرود مريب:

"حاول أن تقترب منها ثانيةً ولن أتردد باقتلاع يديك التي تلمسها بها وأجنحتك التي تغتر فيها"

توسعت عينا بيرلا بصدمة من كلام إيتن الذي وجدته جاداً به بينما سعلت جوليانا بتوتر من تهديد إيتن الصريح دون الاهتمام لوجود بيرلا أو عدمه ..

وكان الجميع ليسوا بأقل منهما صدمةً ..

فلم يعد لإيتن أي مشكلة من التكلم بحرية أمامها بعد أن عرفت الحقيقة كاملة لذا أول خطوة سيخطوها في علاقتهما ..

هي إيقاف فليغون عند حده ..

ثم سيتصرف مع حمقائه الصغيرة وغضبها المزعوم ..

قهقه فليغون باستمتاع عندما فهم من كلامه أن بيرلا باتت تعلم كل شيء إلا أنه أردف بخبث وغرور وهو يحدق بها:

"حقاً!! ليس لدي مانع من ذلك ولكن لا أظن بأن بيرلا ستدعك تقتلع أجنحتي فهي تحبها كثيراً أليس كذلك عزيزتي؟"

توسعت عينا بيرلا بإحراج واحمرت وجنتيها عندما نظر الجميع نحوها فابتلعت ريقها بخوف من نظرات إيتن التي تكاد تقتلها ..

فرفرفت بأهدابها ببراءة وهي تحدق بهما عاجزة عن العثور عن الإجابة الصحيحة التي لن توقعها بالمشاكل ..

مع غريب الأطوار والعملاق الغاضب ..

تصلّب فكّ إيتن بغضب من كلام فليغون الأخير وعدم إنكار بيرلا له فأردف إيتن بفحيح مخيف:

"ما الذي تحاول الوصول إليه فليغون؟ وأنت تعلم جيداً بأن بيرلا تخصني أنا وليس أنت"

توسعت عينا بيرلا عندما رأت فليغون يبتسم بخبث ويردف له بطريقة غريبة:

"ما أهدف له لن تفهمه الآن عزيزي ولن أخبرك به أيضاً فلا تحاول أما عن الشيء الذي أعرفه فهو أن بيرلا لا تزال غير مرتبطة بك بشكل تام لذا ما المانع إن اقتربت منها؟"

أنهى كلامه بطريقة مستفزة جعلت زمجرة حادة تخرج من حلق إيتن قبل أن ينتفض واقفاً وهو يجذب فليغون من ملابسه نحوه وهتف له بغضب وحدة بعد أن فقد رجاحة عقله بسبب جنون فوكسارد معه:

"أيها اللعين أقسم بأنني سأنزع جمجمتك من مكانها حتى إن فكرت برفيقتي مجرد تفكير بعقلك القذر "

انتفض الجميع بفزع يقفون ويحدقون بهما بعد أن علموا بأن الحرب الباردة بينهما ستنقلب لحرب دامية بأي لحظة ..

على الرغم من غضب فليغون من تصرف إيتن إلا أن إبتسامته اتسعت وأمسك قبضة إيتن التي تشده وأردف باستفزاز أكثر مستمتعاً بغضبه:

"حقاً!! لما أنت غاضب هكذا؟ هل أنت خائف من أن تختارني وتتركك بسبب برودك معها؟ ألم تكن تريد الابتعاد عنها في البداية فماذا تغير الآن؟"

توسعت عينا إيتن من كلام فليغون الذي فاجأه فقد كان كاشفاً نيته منذ البداية مما زاد الشك في عقله إلا أنه نفض أفكاره ثم أردف له بحدة:

"فليغون أنت تعلم أن لصبري حدود فلا تحاول استفزازي أكثر حتى لا أحفر قبرك بيدي"

قهقه فليغون باستمتاع ونزع قبضة إيتن عنه قبل أن يعتدل بوقفته ويردف له بسخرية:

"أوه حقاً أنا خائف منك انظر إلي أنا أرتجف من الخوف بيرلا انظري إليه إنه يريد قتلي"

أنهى كلامه الساخر وهو يوجهه لبيرلا التي توسع عينيها بصدمة من جنونهما ..

وكأنهما طفلان يتشاجران على دمية ما !!..

وهي كانت تلك الدمية !! ..

بينما احتدت عينا إيتن أكثر وبالكاد يقمع نفسه عن تمزيقه خاصة عندما نظر إليه فليغون وأردف له بخبث:

"عزيزي جمجمتي التي تريد إقتلاعها أنت تدرك جيداً أنها كانت السبب في جعلك تتحرك منذ البداية لذا لا تكن ناكراً للجميل أيها الألفا الجليدي فلولاي لما فكرت حتى بالتقرّب من رفيقتك ولبقيت تخيفها كما تفعل الآن "

صدم الجميع من كلام فليغون الغريب وشعروا بالإستغراب من تصرفه وتساءلوا جميعاً داخلهم ..

ما هي نية فليغون الحقيقية من تقربه من بيرلا؟ ..

وماذا سيستفيد بأفعاله الغريبة معها وهو لم يحاول لمسها بطريقة خاطئة؟! ..

بل ما هدفه الأساسي من استفزاز إيتن بها؟ ..

أما إيتن الذي زاد اشتعاله فلم يشعر بنفسه إلا وهو يشتم فليغون ويوجه له لكمة على وجهه إلا أن فليغون أمسك بقبضته وكأنه توقعها ..

انتفضت بيرلا جراء ذلك ثم نظرت لفليغون الذي أردف بهدوء مريب:

"عزيزي الألفا الجليدي أنصحك أن تمسك نفسك أكثر وتضبط ذئبك لأنك لو لكمتني تعلم أنني سأردها لك ولو رددتها لك تعلم بأن قتالنا القديم سيعاد ولن يتوقف إلا بانتزاع أحدنا لرأس الآخر ورغم أنني أرغب بذلك إلا أن مصالحي الشخصية الحالية تنافي ذلك فاحذر"

ابتسم إيتن بغضب وجنون وأردف له بتحدي بصوته الخشن:

"صدقني ليس بقدر رغبتي على نتف ريشك وشيك بنارك حتى لا تنفشه أمامي ثانيةً أيها الطائر الأرعن فلا تغتر بنفسك كثيراً وتظنّ بأنني إن سكتّ لك عدة مرات سأسمح لك بالتطاول على ما هو لي وأنت أكثر من يعلم بأنني لا أتنازل عن أملاكي لأي مخلوق حتى ولو كان أنت فما المانع من إتمام قتالنا القديم وحسمه نهائياً يا عدوي الأزلي؟"

توهجت عينا فليغون بالأحمر الناري عندما نجح إيتن بإيقاظ غضبه وجنونه وبقي الاثنان يحدقان ببعضهما بقوة وغضب كبير ..

كانا كالنار والجليد تماماً ..

متناقضان ومتضادان في كل شيء ..

قد يبدو إيتن كثير الغضب دائماً ..

ولكن ما لا تعرفوه بأنه لم يصبح هكذا إلا بعد أن إلتقى ببيرلا ..

فأصبح يغضب على أتفه الأسباب ..

وهذا كله بسبب بُعده عن رفيقته المقدرة ..

وإلا لكان حقاً بارداً كالجليد لا يستطيع أحد زعزعته بينما كان فليغون عنقاء النار نقيضه في كل شيء ..

على الرغم من خبثه وسخريته الدائمة من الجميع إلا أنه يفقد سيطرته على غضبه وناره بمجرد إلتقائه بإيتن ..

الذي ينجح دائماً في استفزازه كما يفعل هو به تماماً ..

لذا فهذان الاثنان كانا شديدا العدائية وخصمان لدودان منذ القِدم ..

وكلاهما يمتلكان قوى شبه متكافئة مما جعل قتالهما يطول كثيراً دون أن يحسم بموت أحدهما ..

بسبب تدخل طرف آخر لفض النزاع بينهما ..

لذا فهما لا يفوتان أي فرصة تتاح لهما بتكملة قتالهما الأخير حتى النهاية ..

وفي ظل هذا الجو المشحون بهالة إيتن وفليغون التي ضيقت الخناق على الجميع وأربكت أهل القلعة بأكملها ارتبك كارل وجوليانا مما يحدث أمامهم وقبل أن يتدخلا نظرا إلى بيرلا التي هتفت بتوتر:

"توقفا حالاً!"

خرج الاثنان من أفكارهما الدموية في تخيل قتالهما الذي لن ينتهي إلا بموت أحدهما ونظرا إلى بيرلا التي تنظر إليهما بتوتر وخوف ..

كانت خائفة من فكرة أنهما يكادان يقتلان بعضهما بسببها ..

إضافة لشجارهما الذي أشعرها بأنها كدمية سخيفة يتقاتلان عليها حتى يأخدها أحدهما في النهاية ..

بل لما يتقاتلان عليها من الأساس؟ ..

هل هي بهذه الأهمية التي تسمح لأحدهما أن يقتلع رأس الآخر؟ ..

فيما يفكران؟ ..

وإلى ماذا يحاولان الوصول بكلامهما الغريب؟ ..

ما المشكلة معهما؟ ..

نفضت بيرلا أفكارها وأردفت بتوتر وانزعاج واضح:

"ما الذي تحاولان فعله بحق خالق السماء؟! ما الذي ستكسبانه من قتالكما هذا؟"

شتم إيتن بين أنفاسه من تدخلها وإيقافها له عن قتله ثم أردف لها ببرود ممزوج بحدة:

"من الأفضل أن تبقي خارج الموضوع بيرلا فهذا أفضل لك"

عقدت بيرلا حاجبيها بغضب من رده الفظ عليها فها هو يقلل من شأنها مجدداً أمام الجميع بسبب نوبة غضبه التي أنسته سبب المشكلة الأساسية ..

وهي نفسها ..

في حين انقلب مزاج فليغون عندما لاحظ ملامح بيرلا التي تجهمت بغضب ونظر لإيتن بعد أن استعاد رباطة جأشه ثم أردف له بخبث وسخرية:

"سحقاً إيتن أنت تثبت لي مجدداً بأنك غير نافع في شيء هل هكذا تتحدث مع الفتيات؟ لا عجب بأن رفيقتك تخاف منك إلى الآن إن كنت تجهل هذه الأمور فأستطيع تعليمك ملاطفة الجنس الرقيق فأنت تعلم بأنني خبير بهذه الأمور"

"اصمت أيها اللعين"

زمجر إيتن بغضب وسدد لكمة لفليغون الذي تفاداها بسرعة وتراجع للخلف عدة خطوات وهو يبتسم بخبث لأنه نجح في افقاده عقله مجدداً ..

وقبل أن يهجم إيتن عليه سمع صوت بيرلا ثانية:

"توقف!"

ركضت من مكانها إلى أن وقفت بينهما ثم هتفت بتأنيب للطرفين:

"هل يمكنكما أن تتوقفا عن الشجار لدقيقة واحدة؟"

ضيق إيتن عينيه عليها وأردف بفحيح مخيف لها:

"بيرلا أتدافعين عنه؟! هل أنت بصفه الآن؟!"

ابتلعت بيرلا ريقها من نظراته التي كادت تقتلها إلا أنها استجمعت شجاعتها وأردفت باندفاع:

"أنا لا أدافع عن أحد ولست بصف أحد ولكنني لن أسمح لكما بالقتال بسببي فأنا لن أسامح نفسي إن تأذى أحدكما بسببي"

كلامها لم يجعل إيتن يهدأ أبداً وبقي يحدق بها بحدة في حين قهقه فليغون خلفها بخبث وأردف وهو يحدق بإيتن:

"أوه آنستي الرقيقة! حقاً إيتن كيف يطاوعك قلبك على الصراخ عليها هكذا؟"

زمجر إيتن بحدة وهمس من بين أسنانه:

"سأقتلك أيها اللعين"

"توقف مكانك"

هتفت بيرلا بغضب وهي ترفع يديها أمامها لمنعه بعد أن فاض مكيالها من تصرف إيتن اللاعقلاني فنظر إليها الآخر بعيون تشتعل غيرةً بعد أن فقد رجاحة عقله نهائياً لأنها تدافع عن فليغون أمامه فما كان منها إلا أن تهتف له بغضب:

"لا تنظر إلي هكذا أنا لن أسمح لك بقتله فهو صديقي وأقسم إن فعلت ذلك فأنا لن أنظر لوجهك ثانية"

ارتفع حاجب إيتن بغضب وصدمة من كلامها وتوعدها بينما قهقه فليغون بخفوت وهو يحدق بإيتن الذي أردف لها بغضب مكتوم ممزوج بسخرية:

"تدافعين عنه إذاً؟! أتحاولين منعي من قتله بكلامك السخيف صغيرتي؟"

مجدداً زاد كلامه الذي أحرجها من غضبها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تهتف له بقوة وحنق:

"هل يمكنك التوقف عن الاستهزاء بي للحظة؟ بحق الإله! لما لا تفهم بأنني أحاول فضّ النزاع بينكما والذي كنت أنا سببه لذا إن أعجبك الأمر أم لا فأنا لن أسمح لك بإيذائه ولن أسمح لأحد أن يتأذى بسببي فتوقفا عن الشجار كالمراهقين .. وتوقف عن الضحك فليغون"

هتفت بتأنيب وهي تستدير وتنظر لفليغون بغضب لطيف فابتلع ضحكاته وأومأ لها بطاعة أدهشت الجميع ..

بينما نظرت إلى إيتن وعيناها تشع تمرداً وغضباً وأكملت:

"لقد طفح الكيل منك توقف عن معاملتي كطفلة حمقاء أمام الجميع لأنني لست كذلك وتوقف عن الصراخ والغضب على كل شيء فأنا لن أستمع إليك بعد اليوم وإياك ثم إياك أن تقترب مني أو تحدث معي بعد الآن وأنا أعنيها هذه المرة فأنا غاضبة منك بشدة ولم أعد أحتمل أفعالك المتسلطة أكثر"

صرخت بقوة في نهاية كلامها ثم لهثت وهي تحدق به بغضب لحظات وضربت الأرض بقدمها بعصبية لأنه جعلها تخرج عن طورها مجدداً وتصرخ به ..

فما كان منها إلا وأن تخرج من القاعة وهي تدبّ الأرض بقدميها بغضب تاركة الجميع بحالة صدمة وذهول بسبب انفجارها الذي يروه لأول مرة ..

وصراخها على فليغون وإيتن معاً ..

وكأنها ليست الفتاة الرقيقة والهادئة التي بالكاد تتكلم ..

ابتلعت سانسا ضحكاتها على غضب بيرلا المدمر ثم أشارت لكارل قبل أن تخرج خلفها بينما قهقه فليغون وأردف بسخرية:

"أنت حقاً محظوظ إيتن لأنك حصلت على رفيقة لطيفة مثل بيرلا حتى في غضبها تبدو جميلة"

زمجر إيتن والتمعت عينيه بالأحمر من شدة غضبه بعد أن تغزل بها فليغون أمامه بلا أي حياء!! ..

وقبل أن يندفع نحوه تقدم كارل وأمسكه ومنعه بينما تقدمت جوليانا وهتفت بسرعة:

"فليغون إيتن أوقفا شجاركما هذا فأنتما على وشك افتعال حرب جديدة وركزا غضبكما على المتمردين الذين استطاعوا التسلل بيننا دون أن نشعر"

كلماتها أوقفت الاثنان فأبعد إيتن عنه كارل بخفة وهتف لفليغون بحدة:

"اسمعني جيداً فليغون أنا لا أهتم لما تخطط إليه ولا أريد أن أعلم ولكن ما أعلمه هو أن بيرلا رفيقتي وملكي أنا لذا أحذرك من العبث معها مجدداً إن كانت بيرلا لا تدرك حتى الآن قذارتك وصدقت تمثيلك فهذا لا يعني بأنني سأجعلها لقمة سائغة لك أحذرك فليغون صدقني حتى نارك لن تساوي أي شيء أمام بركان غضبي إن لمستها مجدداً ولست خائفاً من افتعال حرب جديدة معك"

أنهى إيتن كلامه واندفع خارج القاعة وهو يشتم بغضب في حين نظر فليغون لظهره بنظرات غريبة لم يفهمها كارل وجوليانا وجورجي ..

إلا أنه ابتسم بخبث قبل أن يستدير نحوهم ويردف بمرح وسخرية:

"إلى اللقاء يا أصحاب"


وخرج من القاعة أيضاً فحدق كارل بجوليانا التي تنظر بشرود لأثر فليغون ثم أردف لها مخرجاً إياها من أفكارها:

"سحقاً ذلك اللعين جعل إيتن وفوكسارد يخرجون عن طورهم حتى جعل بيرلا تغضب منهم بهذا الشكل أموت لأعرف ماذا يدور برأس ذلك اللعين"

هتف كارل بتذمر في نهاية حديثه وهو يضع يديه على خصره فنظرت إليه جوليانا إليه وأردفت بقلق:

"لا أدري كارل لما أشعر بأن اهتمام فليغون ببيرلا أكبر من أن يكون نزوة أو حتى رغبة في امتلاكها فعلى الرغم من قذارته التي نعرفها جيداً إلا أنه لم يحاول حتى الآن لمسها إضافة لكونه لطيفاً معها بشكل مبالغ فيه ولا تنسى قلادة قلب العنقاء التي رأيناها جميعاً في عنقها والتي لم يتخلى فليغون عنها لقرون فكيف له أن يسلمها لبيرلا بهذه البساطة"

عقد كارل حاجبيه بتفكير من كلام جوليانا الذي وجده صحيحاً فأكملت جوليانا باستغراب وتفكير:

"ولكن ما لا أفهمه هو كلام فليغون عن كونه السبب الذي جعل إيتن يقترب من بيرلا فإن كان يرغب ببيرلا فلما يحرض إيتن على الإقتراب منها أم أن هدفه ليس امتلاك بيرلا بشكل فعلي يا إلهي هذا الرجل يصعب فهمه كما يصعب التنبؤ بأفعاله"

زفرت جوليانا الهواء بضيق وهي لا تزال تشعر بالحيرة من كلام فليغون وكارل بقي يحدق بشرود وهو يحاول فهم ما يحدث حولهم ..
_____________

أما في الخارج حيث لحقت سانسا بيرلا وأخذتها لخارج القلعة وسارتا نحو المدينة التي لا تبعد عن القلعة كثيراً لعلها تستطيع تهدئة بيرلا التي لا تزال تشتعل بالغضب ..

ابتسمت سانسا وهي تحدق ببيرلا التي تتأفف بضيق وغضب ثم أمسكت بيدها وجعلتها تتوقف عن السير وأردفت لها بمزاح:

"ألا تزال نمرتي الجميلة غاضبة؟"

قوست بيرلا شفتيها للأسفل بضيق ثم تذمرت بلطف:

"أرأيت ما فعل؟ بدل أن يشكرني لأنني أوقفت نزاعهما صرخ في وجهي وعاملني أمام الجميع وكأنني طفلة لا تفقه شيئاً وفوق كل هذا جعلني أصرخ في وجهه أتصدقين بأنني بحياتي كلها لم أغضب كل هذا الغضب على أحد غيره؟"

قمعت سانسا ضحكتها التي كادت تخرج ثم أردفت لها وهي تتمسك بيديها:

"اهدئي عزيزتي الأمر لا يستحق انزعاجك ثم أنت لم تقصري أبداً معه مع أنني تمنيت أن تشتميه أيضاً ولكن لا بأس فقد أخرسته نهائياً بصراخك أتعلمين للحظة ظننت بأنك ستخرجين أنياباً من فمك وتعضيه أمامنا كالنمرة الشرسة"

ابتسمت بيرلا بسخرية من حالها ثم أردفت بضيق:

"سانسا لقد سئمت من كل شيء أنا أشعر بالاختناق جداً بسبب انقلابه المستمر واستهانته الدائمة بي"

أنهت كلامها بغصة فحدقت أمامها بحزن فربتت سانسا على كتفها تواسيها ثم أردفت لها بهدوء:

"عزيزتي أعلم بأنه أحمق ولعين ولكن الأمر ليس كما تعتقدين هو يشعر بالغيرة المستذئبين مشهورين بذلك وخاصة الألفا غيرتهم العمياء تُذهب عقولهم وفليغون تقصّد استفزازه حتى أخرجه عن السيطرة وعندما رآك تدافعين عن فليغون فقد رجاحة عقله نهائياً"

ابتسمت بيرلا بضيق وهي تهز رأس بعدم اقتناع وتقدمت بضع خطوات وأردفت لها بخيبة:

"أنت لا تفهمين سانسا لا أحد يفهم ما بداخلي حتى أنا لم أعد أفهم نفسي ما يحدث حولي يفوق قدرتي وتحملي وأشعر بأن لا أحد يستطيع فهمي "

صمتت وتحدق بها بعيون ملتمعة بالدموع فابتسمت لها سانسا وقادتها إلى أحد الأشجار وجعلتها تجلس تحت ظلها وجلست بجانبها ثم أردفت لها سانسا:

"بيرلا انظري إلي وأخرجي ما في قلبك"

ابتلعت بيرلا ريقها وأردفت بتشتت:

"أنا لا أعلم سانسا لم أعد أفهم أي شيء حولي هذا العالم الغريب ولا سكانه الغرباء ولا حتى هذه المشاعر الغريبة التي باتت تتفجر داخلي أنا لا أفهم أي شيء منها أشعر بالسوء والضيق يخنقني من الداخل أشعر بنفسي سيئة وضعيفة مع أنني لم أكن هكذا في عالمي"

ترقرقت الدموع بعيني بيرلا وهي تحدق أمامها وأكملت بصوت محشرج:

"لم أكن ضعيفة هكذا يوماً وحتى بأسوأ لحظات حياتي بقيت متماسكة صحيح بأنني كنت لا أحب صداقة أحد ولم أكن اجتماعية ولكنني لم أكن فاشلة في شيء بل درست وتخرجت بأعلى الدرجات وتفوقت على الجميع ورغم كل الضغوطات والصعوبات التي واجهتني لم أكن وحيدة على الرغم من أني كبرت بدون أم ودون أصدقاء إلا أن أبي كان لي الأم والأب والصديق لم يشعرني يوماً بحاجة لأفتح قلبي لغيره ولم يشعرني أبداً بأنني عديمة الفائدة وحمقاء بل كان دائماً يحترم قراراتي ويشجعني على التقدم بأي علاقة أريدها لم يجبرني على شيء وكان هو دفئي وملجئي حتى في أسوأ حالاته "

صمتت تبتلع غصتها بينما بدأت تساقطت دموعها بغزارة فأكملت بألم:

"ثلاث سنوات وأنا أراه يتضاءل أمام عيني يحتضر ببطء شديد وأنا لا أستطيع فعل شيء له سوى تضميد جراحه وإصاباته وإعطائه الأدوية التي لا تنفعه في الأصل ورغم ذلك لم أكن بهذا الضعف لقد كنت متفائلة دائماً لم أبكي أمامه سوى مرات معدودة ولم أسمح له بفقدان الأمل في الشفاء وكنت دائماً أبتسم وأتفاءل بالحياة وأثق بأنه سيشفى في يومٍ ولكن تغير كل شيء منذ أن أتيت إلى هذا العالم الغريب لقد شعرت لأول مرة باليُتم والتشرد لم أعلم ماذا أفعل وإلى أين ألتجئ لقد فقدت أبي وحياتي ودفئي وكل شيء في لحظة واحدة"

صمتت للحظات وأردفت مكملة:

"لقد ضعت تماماً ووضعت في مكان جديد بين أناسٍ جدد واضطررت للوثوق بهم والتأقلم معهم حتى بعد أن اكتشفت بأنهم ليسوا ببشر ،رغم أنني كنت خائفة إلا أنني حاولت ولا أزال أحاول التأقلم على كل شيء وإقناع نفسي بأنهم ليسوا بأشرار والبارحة رميت كل معتقد تربيت عليه رميت كل خوفي والأشياء المنطقية التي بثها عقلي وتقدمت منه لأوقفه عن أذية المقربين منه على الرغم من غضبي منه على الرغم من شكله المخيف إلا أنني تقدمت ومنعته "

مسحت بيرلا دموعها بتبعثر ونظرت لسانسا وأكملت لها:

"على الرغم من أني بشرية ولا أنتمي لهذا العالم إلا أنني احترمت هذا الرابط الذي بيننا على الرغم من رفضي له ولكنني لم أجرؤ على النطق بذلك لأنني لم أرد أن أؤلمه وأن يتأذى بسببي ورغم ذلك هو لم يفهمني سانسا بل هو لا يحاول حتى فهمي لم أراه يسألني عن نفسي وعن حياتي وإن كنت كنت أحبه أم لا ولكنه بدلاً من ذلك كان يحاول التلاعب بي باستمرار مصراً على هذه العلاقة وأغلق أمامي كل سبل الرفض ورغم ذلك لم ألومه وتقبلت الأمر تخيلي أنه اليوم اعترف بحبه لي واعتذر مني وأخبرني بأنه سيحاول إرضائي وإحضار أبي لي وفي أقل من ساعة قام بالصراخ والاستهزاء بي أمام الجميع وكأنني طفلة حمقاء لا تفقه شيء لأنني دافعت عن فليغون"

عقدت حاجبيها وهي تحدق بسانسا التي تناظرها بهدوء ثم أردفت بانزعاج وخيبة:

"آسفة سانسا لذلك ولكنني لست مثلكم أنا لا أرى القتل أهون شيء في الحياة بل أراه شيئاً صعباً جداً وعقلي لا يحتمل أن يموت شخص بسببي فما الخطأ الذي ارتكبته إن حاولت فضّ النزاع بينهما؟ على الرغم من أنني رأيت وفهمت أن فليغون تقصد إغضابه ولكنه ليس سبباً مقنعاً لجعله يقتله ويزهق روحه صحيح بأنني أحاول قدر الإمكان أن أكون متفهمة ولكن هذا لا يعني أن أرمي مبادئي التي تربيت عليها من أجل غضب الذي يسمى برفيقي "

ابتسمت سانسا لها بهدوء وربتت على كتفها وهي تردف لها:

"أتعلمين يا فتاة لقد أقنعتني حقاً على الرغم من أني ظننت تصرفك في البداية حماقة فقد صرخت على أقوى عنقاء وأقوى مستذئب ولم تخافي أن يطير رأسك من أحدهما أحييك على شجاعتك بيرلا"

أنهت كلامها بسخرية مما جعل بيرلا تضحك بخفة ثم نظرت سانسا إليها للحظات قبل أن تردف بهدوء:

"اسمعيني أظن بأن عليك إخباره بوجهة نظرك وسيتفهمك أنا واثقة"

عقدت بيرلا حاجبيها باستياء وأردفت لها بإقطاب:

"لا أظن بأنه سيفهم بل لا أظن بأنني سأستطيع إفهامه أتصدقين بأنني بمجرد أن أراه أشعر بالارتباك الشديد وأنسى نفسي قبل غضبي فكيف سأخبره؟ أنا حقاً خرقاء!"

زفرت باستياء وهي تضم ركبتيها إلى صدرها ثم تضع رأسها وتهمس بتشتت:

"الأمر الذي يزعجني هو أنني أقلق عليه وأضعف أمامه ولا أستطيع صده عني حتى وإن كنت غاضبة منه والمضحك بالأمر أنني وجدت به الدفء الذي فقدته ذلك الدفء والحنان والأمان الذي كان والدي يغدقني به في السابق وجدته به هنا وشعرت به عندما عانقني لأول مرة لذلك غضبت منه اليوم لأنني رأيته يصرخ ويستهزئ بي ويعاملني على أنني طفلة لا أفقه شيئاً أشعر بداخلي يشتعل بسبب ذلك ومشاعر هائجة غريبة تكاد تخنقني أنا .. أنا لا أعلم ماذا يحدث لي لا أستطيع أن أفهم نفسي ولكنني أشعر بأن هذا ليس مكاني وأنني في يوم ما سأستيقظ على سريري بجانب أبي وأوليفر ويكون كل شيء حدث لي مجرد حلم طويل"

بقيت سانسا تحدق بها للحظات والأفكار تخالجها قبل أن تردف لها:

"هيا دعينا نكمل مسيرنا للمدينة لعلنا نجد مكاناً يزيل عنا كآبتنا"

ابتسمت بيرلا لسانسا وأردفت بامتنان:

"شكراً لك سانسا أنت حقاً أفضل شخص تعرفت عليه هنا وأفضل أخت حصلت عليها في حياتي"

فابتسمت سانسا لها قبل أن تردف لها وهي تستند على ركبتيها وتقف:

"بيرلا عزيزتي كلمة أخرى وستجعلينني أعشقك بدلاً عن كارل"

فتحت بيرلا فمها وهي تحدق بها وهي تسير وتتركها فانتفضت راكضة خلفها وهي تهتف لها بفضول:

"لحظة لحظة قلت تعشقين كارل أنت لا تمزحين صحيح!"

قهقهت سانسا وبقيت تسير مع بيرلا وهي تتحدث معها حتى تخرجها من موجة كآبتها وغضبها من تصرفات إيتن المتهورة ..
_______________

مضى الوقت وهالة الكآبة لا تزال تحيط ببيرلا رغم بقاء سانسا معها ومحاولة إسعادها إلا أنها لم تستطع ..

كان تفكيرها محصوراً بإيتن والمشاعر التي كانت تخالجها ناحيته ..

والتي زادت بشدة ..

كانت بيرلا خائفة من مشاعرها وخائفة من أن تظهرها أمامه فهي أيقنت بأنها لن تستطيع أن ترفضه الآن ..

خاصة بعد أن اعترف لها بحبه ..

هنالك شيء تغير داخلها عندما سمعت كلماته ...

وهي لم تكن مستعدة لفعل ذلك بعد ..

فجزء منها أحب ذلك وجزء منها رافض الفكرة نهائياً ..

صحيح بأنها لم تكن تفكر به أكثر من ألفا في البداية ..

ولكن منذ أن علمت بأنه رفيقها بدأ عقلها تلقائياً بإخراجه من قائمة الناس العاديين الذين يحيطونها ..

وبعد اعترافه لها ورغم غضبها منه إلا أنه لم يخرج من عقلها للحظة ..

تنهدت بيرلا وهي تحدق أمامها بضياع مع هذه المشاعر التي بدأت تحتلها ..

كانت لا تزال هائجة وحائرة في أمرها ..

عن كيفية التصرف مع إيتن ..

إما أن ترضخ له وتستمع له في كل شيء وتسمح له بمحو شخصيتها نهائياً ..

أو توقفه عن حده هذه المرة وتقلب الدفة لصالحها وتجعله يحترمها أمام الجميع رغماً عنه ..

كانت تحدق بالسماء المخملية المرصعة بالنجوم بشرود وتجلس على العشب الأخضر وبجانبها سانسا بعد أن اختارا مكاناً يطلّ على المدينة بأكملها ..

ولكن سانسا انتبهت عليها أنها لم تنظر للمدينة إلا للحظات قبل أن تثبت عينيها على السماء وتحدق بها بشرود ناسية الزمان والمكان حولها ..

كانت سانسا تدرك جيداً سبب ارتباك بيرلا وتشتتها ..

وهي مشاعر الحب التي بدأت تكنها لإيتن ..

والتي مرّت هي بها أيضاً من قبل ..

تلك المشاعر التي تربك الشخص وتشتته في البداية قبل تكون قوته ومصدر شغفه وسعادته ..

وما يبدو على بيرلا أنها بدأت تقع لهذه المشاعر وبدأت في إدراكها شيئاً فشيئاً ..

خرجت سانسا من أفكارها على حركة حدثت بقربهم فالتفتت للخلف فوجدت كارل يقف مع إيتن ويحدقان بهما فحكت عنقها بتوتر قبل أن تمسك بيد بيرلا برفق حتى تخرجها من شرودها ..

وبمجرد أن نظرت بيرلا إليها استطاعت ملاحظة الآخريين اللذان يقفان على مسافة منهما فابتلعت ريقها وهي تنظر لسانسا التي أردفت لها بلطف:

"سأذهب مع كارل قليلاً لا تقلقِ سنتجول في السوق القريبة قبل أن نعود للقلعة اتفقنا"

أومأت بيرلا بهدوء عندما فهمت كلامها ثم رأتها تبتسم لها بهدوء قبل أن تقف وتتجه نحوهم ..

بينما عقد كارل حاجبيه من كلام سانسا ونظر لإيتن الذي يعقد حاجبيه هو أيضاً من كلام سانسا فأردف كارل بمجرد إقبالها عليهما:

"ما الذي قصدت.."

"ستفهم الأمر لاحقاً والآن تعال معي بسرعة"

هتفت له بخفوت مقاطعة كلامه وهي تسحبه من ذراعه خلفها وهي تتجاهل تذمره ..

بينما كان إيتن يراقب بيرلا التي التفتت تحدق أمامها متجاهلة إياه تماماً ..

فتنهد بتعب وهو يرجع شعره للخلف بقوة ويفكر بإصلاح خطئه معها فقد عاملها بفظاظة مجدداً بسبب غضبه من فليغون ..

تقدم إيتن ببطء منها واستند على طرف الشجرة وأخذ يراقب ملامح بيرلا الذابلة وهي تحدق في السماء بصمت فتنهد مجدداً بحزن فعلى الرغم من أنه تركها مع سانسا لعلها تهدأ قليلاً ولكن ملامح وجهها وضحت بأنها لا تزال هائجة..

خرج من شروده على صوتها الرقيق الذي خرج بهدوء:

"ألم أخبرك ألا تحاول الاقتراب أو التكلم معي لأنني غاضبة منك"

ابتلع ريقه بتوتر وأردف لها بندم:

"لقد كنت غاضباً وفاقد السيطرة لم أقصد ما.."

"أنا لا أريدك أن تعتذر مني لذا لا تعذب نفسك بذلك"

قاطعته بيرلا بهدوء وحزن فعقد حاجبيه وأردف لها:

"بيرلا أنا"

"لم تقصد ولم تشعر بما تتحدث به بسبب تحريض فليغون لك أنا أعلم بذلك وسانسا قالت الكلام نفسه"

قاطعته مجدداً بيرلا ثم أردفت بعد لحظات:

"لقد فكرت طوال اليوم بكل شيء وبما حدث مؤخراً"

أنهت كلامها ونظرت إلى إيتن الذي جلس بجانبها بهدوء يستمع لكلامها فنظرت بعينيه للحظات وأشاحت بنظرها عنه وأردفت بهدوء:

"بكلامك صباحاً واعترافك لي وإخباري بأنك تحاول جمعني مع أبي وأنا حقاً ممتنة لك لذلك ألفا"

عقد حاجبيه مجدداً بانزعاج من نطقها بألفا بدل اسمه وعندما نظرت بيرلا إليه فهمت ما يدور في عقله فأردفت موضحة:

"لقد أخبرتك من قبل بأنني لا أراك أكثر من ألفا لذا لا تستغرب إن ناديتك بذلك فأنا لا أحب أن أقلل من احترام أحد ولا حتى أنت لذا أظن بأنك علمت بالأمر الآن "

رمش إيتن بصدمة من كلامها إلا أنه أردف بغير اقتناع:

"ولكنك ناديت كارل وفليغون بأسمائهم فماذا عني"

لمحت بيرلا الغيرة بصوته عندما ذكر فليغون فضيقت عينيها عليه قبل أن تردف له بغيظ:

"الألفا كارل هو من أخبرني باسمه في أول مرة التقينا بها وفليغون فعل ذلك عندما إلتقينا للمرة الثانية وأصبحنا أصدقاء أما أنت فلم تكلف نفسك عناء إخباري باسمك حتى ولولا فليغون الذي أخبرني باسمك لبقيت أجهله حتى الآن فلا تلمني على ذلك ألفا"

توسعت عينا إيتن بإحراج عند تذكر الأمر وأنه لم يحظى معها حتى الآن بمحادثة طبيعية بينما سمع شتائم فوكسارد وسخريته منه ..

فحمحم بإحراج وأردف لها بخفوت وهو يسحب شعره للخلف ويحدق أمامه:

"حسناً أعترف بأنني مندفع وفي وقتها كنت أحاول الإبتعاد عنك قدر الإمكان لذا لم أنتبه لهذا الأمر"

فنظرت إليه بيرلا ملياً وأردفت له بحنق طفولي:

"بالتأكيد لن تنتبه لأنك كنت مشغولاً بإخافتي وبتخبئة الحقيقة عني حتى جعلت نفسك غير مرئي بالنسبة لي لذا لا تحلم بأن أناديك باسمك حتى أغير رأي فيك ويمكنك عدّه كعقاب مني مقابل إحدى عقاباتك السابقة ألفا"

"ماذا محال؟!"

هتف بدون أن يشعر بينما ملامح وجهه ملأها الإستياء والاستنكار وبمجرد أن رأت بيرلا ملامحه المنقبضة هتفت له بضيق:

"توقف عن النظر إلي هكذا اسمع لقد مللت من غضبك الدائم وتحكمك المفرط بي أنت تخنقني بأفعالك هذه توقف عن ذلك إن كنت حقاً تحبني فعليك احترامي واحترام كلامي على الأقل أنت هكذا تجعلني أشعر بعدم الراحة بجانبك"

شتم إيتن نفسه بسبب اندفاعه وجنونه ثم أردف باستنكار:

"لم أقصد ذلك أعني أن الكلمات خرجت من تلقاء نفسها آسف صغيرتي سأحاول كتم غضبي ولن أصرخ بك مجدداً "

ضيقت بيرلا عينيها عليه بغير اقتناع ثم نظرت أمامها بحزن وضيق آلم إيتن ثم أردفت له باضطراب وهي تضم ركبتيها إلى صدرها:

"آسفة ولكن أنا لا أستطيع تصديقك فالشخص الذي اعترف لي صباحاً هو نفسه الذي صرخ في وجهي وقلل من شأني أمام الجميع وكاد أن يقتلني بنظراته فقط لأنني حاولت إيقاف قتال الذي سيحدث بسببي"

عقد إيتن حاجبيه وأردف ببرود محاولاً كتم غضبه فهو لا يزال غاضب من فليغون الذي كان سبب هذه المشكلة:

"بيرلا الأمر لم يكن بسببك بل لأن ذلك اللعين كان يحاول خداعك واستغلال براءتك ليجعلك بصفه ويقلبك ضدي أنت لا تعرفين نواياه الخبيثة ولكنني أعلمها"

"يكفي توقف عن ذلك "

هتفت بيرلا باندفاع وهي تستقيم وتسير للأمام بعصبية فوقف إيتن معها وراقبها تهتف بغضب:

"توقف عن إعادة تلك الكلمات فليغون سيء وخبيث وهو شخص خطير عليك فقد حفظتها جيداً"

استدارت نحوه وأردفت له:

"أنا لا أهتم إن كان كذلك أو لا لأنه حتى ولو كان سيئاً مع الجميع فهو بنفس الوقت لطيف معي ويساعدني ولو كان يحاول  قلبي عليك كما تقول لما أقنعني بالعودة معك منذ البداية ولما برر لي أي شيء تفعله هو لم يسخر مني ولم يغضب ولم يصرخ علي بأقل حركة أفعلها وأمام الجميع"

احتدت عينا إيتن بغضب وغيرة مما جعل بيرلا تزداد غضباً بسبب نظراته فأكملت بانفعال:

"صحيح بأنني لا أفهم جيداً بتفكير الرجال الغريب ولا غيرتهم ولا حتى حبهم ولكنني لست طفلة حتى لا أستطيع التفريق بين السيء والجيد لي وقد أخبرتك بذلك من قبل ولكنك لا تزال تعاملني على هذا الأساس فليغون لم يفعل لي شيئاً سيئاً ولم يفعل أمراً واحداً خارج حدود الصداقة فلم علي إنهاء هذه الصداقة التي بيننا حتى وإن كانت تزعجك"

ضغط إيتن على فكه بقوة وهو يحاول منع نفسه من الفتك بها بينما بقيت عينا بيرلا متمردة تحدق به ثم أردفت بهدوء وتعقل:

" أنا لا أريد اغضابك ولا إثارة غيرتك ولكنني أريدك أن تفهمني "

صمتت تشير لنفسها وهي تحدق بعينيه الغاضبة وأكملت بهدوء وثقة:

"أنا لا أحب فليغون وهو بالنسبة إلي فقط كصديق أنا لا أبغضه ولا أكن له تلك المشاعر التي تجعلك تشتاط غضباً لدرجة قتله أنا لم أدافع عنه لأنني أفضله عليك أو أكن له شيء آخر أنا فقط لست معتادة على القتل والقتال وبنظري ليس بهذه البساطة وخاصة إن كان بسببي فأنا لن أسامح نفسي على ذلك هل فهمت لما تدخلت بينكما؟"

عقد حاجبيه بعدم رضاً عن كلامها وأردف لها بحنق:

"وإن يكن بيرلا فأنت كنت تجاريه بأي شيء يقوله أو يفعله ولم تحاولي فهم ما يقصده عندما كان يغيظني بك فليغون يبقى رجل ولا تعلمين كيف يفكر فكيف لا تريدين مني أن أفتك به وأنا أراه يحاول التقرب منك عنوة"

ازداد الغضب بداخل بيرلا فهتفت له باندفاع:

"أرأيت تغضب من كل شيء أقوله وتريد أن أفعل ما تريده حتى وإن كنت غير مقتنعة به ولم تحاول فهم ما أريد أو تسألني عن شيء ولو لمرة واحدة حاول أن تفهمني قبل أن تحكم علي ألست تحبني وأننا رفقاء كما قلت وأنك ستفعل أي شيء حتى تصحح أخطاءك وتنسيني غضبي حتى نبدأ معاً أخبرني إذاً كيف سنبدأ معاً وأنا لا أزال أخشى التكلم معك بحرية وأشعر بالتقييد في تصرفاتي وكلماتي حتى أتلافى غضبك علي وعقاباتك وتسلطك علي"

رمشت وهي تحدق بعينيه بقوة عندما رأت الصدمة على وجهه فأكملت له بتأنيب وحزن:

"اعذرني ولكنني حتى ولو قرأت كل كتب العالم أبقى من عالم وبُعد مختلف لي حياتي الخاصة وعلاقاتي الخاصة بذلك العالم والتي لا تعلمها أساساً هل فكرت ولو لمرة بأنني قد أكون على علاقة بشاب أو لدي حبيب أو أنني مرتبطة مثلاً؟ "

امتغص وجه إيتن من كلامها فالتمعت عينيها بالخيبة وأردفت له بحزن:

"أنا سأخبرك لا أنت لا تعرف أي شيء عني ولم تهتم لأن تعلم قبل أن تجعلني أتعلق بك بهذه الرابطة بيننا لم تفكر أن تسألني عن رأي بهذه العلاقة أو إن كنت أكن الحب لأحد في عالمي قبل أن آتِ إليك وإنما أردت التحكم بي وجعلي أحبك بالقوة دون أن تهتم لمشاعري وأنك تهمشني بأفعالك هذه"

تجمعت الدموع بعينيها عندما رأت الألم في عينيه فنظرت إليه بعمق للحظات وأردفت مكملة:

"أنا لست ضعيفة ولست سيئة ولكنك جعلتني هكذا بأفعالك المتقلبة وبإخفاء الحقيقة علي أنا لا أريد أن أجرحك أو أن أستهين بحبك وهذه الرابطة ولكنك لو سألتني منذ البداية كنت أخبرتك بأن خطبتي كانت ستقام في اليوم الذي يلي تلك الليلة التي أتيت بها إلى هنا ومن الرجل الذي اختاره أبي لي ففي عالمنا لا يوجد رفقاء ونتزوج إما بالحب أو زواجاً تقليدياً يختاره آباؤنا"

بهتت ملامح إيتن وتوسعت عيناه بصدمة من كلامها فرآها تقاوم البكاء بينما تكمل:

"هذه الحقيقة على الرغم من أني لا أعرفه ولا أحبه ولكن أبي اختاره لي وأخبرني بأنه شخص جيد وأنه سيكون زوجاً متفهماً ومناسباً لي بما أنني لم أمتلك حبيباً من قبل لذلك وافقت من أجل أبي أنا لا أقول ذلك لأشعرك بالألم أو الغيرة ولكن أنا لا أزال أشعر بالإختناق والتقيد ولا أستطيع أن أكون معك على سجيتي فكيف سأستطيع بدء علاقة معك الترهيب والغضب لا يساعدوا على بناء العلاقات صحيح بأنني لم أقع بالحب من قبل وليس لدي تجارب سابقة ولكن أبي وأمي تزوجوا عن حب لذا أعلم منهم أن أساس أي علاقة هي التفاهم والاحترام بين الطرفين"

إلتمعت عينا إيتن بالألم وشعر بغضب وذنب كبير داخله بينما يحدق بعيون بيرلا الحزينة ويراقبها وهي تكمل:

"أنا لا أرفضك ولا أريد إيلامك ولا أطلب منك أن تكون لطيفاً معي أنا فقط أطلب منك أن تفهمني قبل أن تحكم علي وأن تحترمني أمام الجميع فصحيح بأنني بشرية عديمة القوى وساذجة وطيبة القلب إلا أنني لست بطفلة أو غبية ولا سيئة حتى أفرح بألم الناس أنا فقط أطلب منك وقتاً يجعلني أحبك بنفسي وألا أشعر بالضغط منك وإن كان أبي سيأتي لهنا فلا بأس بالنسبة إلي ولكنني أحتاج وقتاً لأتقبلك وأعتاد عليك وأعرفك أكثر فالحب لن يُخلق بقلبي في ليلة وضحاها بل يحتاج للمواقف وأنت حتى الآن لست سوى رجل غريب وغامض بالنسبة إلي"

ابتلعت ريقها وهي تحدق بعينيه وتشعر داخلها بأمواج غريبة تهتاج بقوة ثم أردفت بهدوء:

"هذا هو ردي على كلامك صباحاً ولست ملزماً بالإعتذار مني لأنني أتفهم الأمر رغم استيائي لذلك لذا أعطيتك فرصة تريني فيها حُسن نواياك ألفا"

أنهت كلامها هي تحدق به بعمق وهي ترى عيونه الحزينة ومتألمة ازدادت الدموع في عيني بيرلا إلا أنها أبت أن تسمح لها بالسقوط فما كان منها إلا أن تستدير وتغادر المكان وتلحق بكارل وسانسا ..

تاركة إيتن بدوامات من التفكير والصدمة فهو لم يخطر بباله ولو واحد بالمئة بأن بيرلا كانت على وشك الزواج من رجل آخر ..

فبعد أن رأى براءتها وسذاجتها علم بأنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الرجال والعلاقات ..

ولكن الآن أدرك كل شيء ..

فشتم بين أنفاسه بينما يستدير ويغادر المكان تاركاً المكان بأكمله وهو يحاول أن يصفي ذهنه ويفكر فيما سيفعله ..

______________

أما عند بيرلا التي كانت تسير متجهة للمدينة توقفت تمسح عينيها من الدموع التي هطلت بمجرد ابتعادها عن إيتن ..

فزفرت الهواء بضيق محاولة التماسك قبل أن تصل للمدينة فهي لا تريد أن يراها أحد بهذا المنظر الضعيف ..

لحظات ولمع شيء بين الأعشاب ببريق غريب وواضح في ظلمة الليل جعلها تعقد حاجبيها بحذر ..

انحنت بيرلا وتقدمت بهدوء وحذر إلى الحشائش إلى رأت أفعى ذهبية تلتمع تحت ضوء القمر بشكل مدهش ..

فوتسعت عيناها بذهول وإعجاب وتقدمت منها إلى أن أصبحت قريبة منها وأردفت لها:

"أوه أنت حقاً جميلة! أجمل أفعى رأيتها في حياتي! هل أنت فتاة أم فتى؟ وهل تستطيعين التكلم كالباقين؟"

كانت بيرلا تحب اللعب مع الأفاعي منذ أن كانت طفلة لذلك لم تقاوم التودد لهذه الأفعى ذات العيون الصفراء والبؤبؤ المستقيم والحراشف الذهبية اللامعة ..

رفعت الأفعى رأسها ونظرت لبيرلا بعد أن فهمت كلامها إلا أنها لم ترد عليها وأخرجت فحيحاً وهي تخرج لسانها الرفيع فابتسمت بيرلا وهي تمد يدها نحوها وتردف:

"لا تقلقِ فأنا لن أؤذيك بالعكس تماماً أنا أحب الأفاعي بشدة ما رأيك أن نصبح أصدقاء؟"

أمالت رأسها وهي تحدق بها بلطف إلا أنها وقفت تنظر خلفها عندما شعرت بحركة غريبة إلا أنها لم تجد أحداً فعقدت حاجبيها بقلق ..

ثم نظرت للأفعى التي اقتربت منها تتحسسها بلسانها فبقيت تحدق بها بهدوء حتى لا تخيفها ..

ثوان وابتعدت الأفعى عنها ثم رفعت رأسها وأدارته لبيرلا أجزاء من الثانية قبل أن تكمل سيرها ففهمت بيرلا أنها تريد أن تلحق بها ..

فسارت خلفها وابتعدت عن المدينة متعمقة في الغابة وهي تحدث الأفعى التي تسير معها وتدلها على الطريق ..

إلى أن وصلتا إلى صخرة كبيرة تقدمت الأفعى منه ثم اختفت فعقدت بيرلا حاجبيها وتقدمت وهي تردف بهدوء:

"أيتها الأفعى الجميلة أين أنت؟"

تقدمت من الصخرة وهي تحاول إيجادها دون أي فائدة بسبب الظلام حولها وعندما قررت فحص الصخرة إن كانت تحوي على وكر للثعابين صرخت بأعلى صوتها وهي تشعر بجسدها يهوي للأسفل ..

رفعت ذراعيها للأعلى وهي تصرخ بأعلى صوتها بينما لا تزال تقع في هذا النفق العميق الذي شكّت بأنه سينتهي

شهقت وهي تصرخ عندما تدحرجت على جزء من النفق كان مائلاً جداً إلى أن وصلت لنهاية النفق وسقط جسدها على الأرض ..

تأوهت بألم وهي ترفع رأسها وتحدق حولها حيث الظلام كان دامساً والجو شبه خانق بسبب عمق الوكر ..

وبصعوبة استقامت وهي تتأوه بألم وتلوم نفسها لأنها سمحت لفضولها بتحريكها ثم حدقت بالحفرة التي وقعت منها ثم أردفت بغباء لنفسها:

"يا إلهي إنها عميقة جداً أظن بأنها تصل لأسفل طبقة من الأرض "

لامت نفسها مجدداً على غبائها وقبل أن تتحرك استدارت بسرعة وتوسعت عيناها بذهول وإعجاب ..

عندما وجدت أمامها امرأة بشعر أبيض وطويل وجسد من الأعلى إنسان ومن الأسفل أفعى جميلة وتملؤها الحراشف الذهبية في حين تحدق ببيرلا بتركيز ودقة

وكأنها وجبتها الشهية ..

_________________

كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

بعرف أنه كان أغلبو دراما ولكن حبيت خلي إيتن يعرف أنو بيرلا كانت رح تنخطب حتى يزوق على حالو ويبطل يصرخ عليها وكمان ليش بتناديه ألفا وليش ما رضيت تحكيه باسمو😂😂

المهم البارت القادم حيكون من قلب الأدغال ومع طرزان خاصتنا بيرلا وحتشوفو شو حيصير فيها 😭😭

أما للأشخاص إلي سألوا علي فأنا ما كان عندي وقت أكتب بأول الأسبوع لهيك ما نزلت بارت الثلاثاء ووضحت على صفحتي الشخصية إني مو منزلة وأني حنزل الجمعة لهيك بس شفتو أني اختفيت فعلى الأكيد إما ما عندي انترنت متل هلق أو ما صار مجال أكتب ووقتا بوضح فورا حتى ما خليكم تستنو على الفاضي ..

وأخيراً توقعاتكم للبارت القادم ..

وأشوفكم ببارت الثلاثاء😘😘😘😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

126K 6.8K 24
عندما تحقق فيوليت حلمها بدخول اكاديمية احلامها لتجد نفسها رفيقة لاقوى و أخطر طالب في الاكاديمية لم تكن مفاجأتها انها سوف تحصل على رفيق اقوى من صدمته...
524K 39.7K 37
أنتَ الآن في عام 2070 . حيث التطور الذي طرأ على المُجتمعات ، لتختلط الاجناس والمخلوقات فبعد إن كان شائع بأن البشر هم الحُكام الوحيدين على الأرض ،مُح...
30.9K 2K 16
--قصة خيالية رومانسية وتشويقية،،.."ماذا إن دخلت احدي الروايات التي تقرأها؟!" .. بيلي فتاة في السابعة عشر من عمرها،،تقرأ أحدي الروايات الخيالية،،لكنها...
56.7K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق