ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

18

49.4K 2.4K 578
By Aisha-kasem40

(آسفة على التأخير ولكن كان البارت مو خاص ولما سهرت عليه حتى خلصتو نمت بالغلط قبل ما أنشرو لهيك دققتو هلق ونشرتو .. استمتعوا🥰😘)

بين الأشجار الكثيفة كان فوكسارد يركض بسرعة مبتعداً عن ذلك المكان الذي يتواجد به فليغون وحاملاً بيرلا على ظهره ..

بينما يشعر بتمسك بيرلا العنيف به وهي تصرخ بخوف حتى كادت أن تصمّ أذنيه بسبب صراخها المذعور وهي تشعر بنفسها تكاد تطير بأي لحظة عن ظهره ..

وبمجرد أن وصل إلى الطرف الآخر من الجزيرة توقف بجانب مصب شلال أحد الأنهار الموجودة في الجزيرة ..

وكان مكان بعيد عن جميع سكان الجزيرة ..

بمجرد أن توقف فتحت بيرلا عينيها وحاولت رفع نفسها عنه والنزول ولكنها شهقت بقوة عندما رفع جسده وأوقعها على الأرض عمداً ..

فتأوهت بألم بعد أن سقطت على مؤخرتها ونظرت إليه بغضب من تصرفه الهمجي معها ثم تذمرت باستياء:

"لما فعلت ذلك؟ ما مشكلتك معي؟"

زمجر فوكسارد بغضب من فكرة إقترابها من فليغون وكانت هذه الطريقة الوحيدة التي عبر بها عن إستيائه منها ..

فسار حولها وهو يحدق بغضب بينما رمشت بيرلا وهي تحدق به باستغراب من زمجرته الغاضبة وكأنه سيأكلها بأي لحظة ..

ورغم ذلك لم تكن خائفة بقدر ما هي غاضبة من قسوته معها ..

"لما تنظر إلي هكذا؟"

تذمرت مجدداً باستياء وهي تحدق به وتلاحقه بعينيها بينما لا يزال يدور حولها ويعاينها بعينيه على الرغم من أن فراءه الأسود وفكّه مليء بالدماء وهو مخيف لأنه غاضب ..

إلا أن بيرلا لم تخف منه أبداً وهذا ما استغربته من نفسها ..

زمجر فوكسارد بخفوت وهو يفكر في طريقة يتعامل بها مع رفيقته الحمقاء التي لا تزال تلتصق بغليغون وتفضله عنهما ..

"أهذا بدل أن تشكرني لأنني جعلتك تهدأ؟"

هتفت بيرلا مجدداً باستياء من تصرفه الغريب فزمجر فوكسارد بقوة في وجهها وهو يتذكر كلمات فليغون لها وبدل أن تخاف بيرلا من منظره وصوته اشتاطت غضباً وهتفت له بدون وعي:

"لا تنظر إلي هكذا توقفا عن إخافتي بحق خالق السماء "

شتم فوكسارد نفسه وسمع إيتن يردف بتشفي:

《لا تنظر إلي أيضاً فأنا لم أخفها هذه المرة أيها الأحمق》

ابتلع فوكسارد زمجرة كادت تخرج لأنه فقد أعصابه بسبب حمقائه الصغيرة وهتف لإيتن بغضب:

《بل أنت سبب هذه المصائب لو أننا أخبرناها منذ البداية أننا رفقاء كنا استطعنا محاسبتها ولكن الآن نحن مجرد غرباء بالنسبة لها وهي تفضل اللعين فليغون علينا تباً لك إيتن وتباً لأفكارك》

شتم فوكسارد إيتن مجدداً عندما سمعه يشتمه رداً على كلامه وحدق بعيون بيرلا الغاضبة فزفر أنفاسه في وجهها بقوة ورأى خصلات شعرها المبعثر تتحرك مع أنفاسه ثم تعود لمكانها ..

ثم تركها وذهب إلى النهر للسباحة فيه لعله يغسل جسده من دماء ضحاياه ويهدّئ من غضبه متجاهلاً شهقة بيرلا المستاءة من فعله معها ..

رمشت بيرلا وهي تحدق به بصدمة من تصرفه الفظ معها كيف زمجر بوجهها وأرعبها وأوقعها على مؤخرتها بشكل قاصد ..

ولكن لماذا؟ ..

ألا يفترض أن يكون لطيفاً معها كما قرأت وسمعت من سانسا ومايا؟ ..

ولكن لما هما يتصرفان بلؤم معها؟ ..

وكأنهما عدواها وهي ليست رفيقتهما؟ ..

لم تكن بيرلا تفهم أمر غيرتهما عليها ولم تفهم تصرفات فوكسارد التي اختلفت عن المرات التي رأته سابقاً ..

فقد كان لطيفاً ومرحاً ويشعرها بالسعادة ..

ولكن ليس الآن كإيتن العملاق الغاضب والمغرور واللئيم ..

هكذا حدثت نفسها وكانت تشعر بالغيظ داخلها من قسوتهما الغير مبررة معها ..

بيرلا أيتها الحمقاء أنت من سمحتِ لهما بالتمادي معك هكذا ..

ألم تكوني غاضبة من إيتن؟ ..

ألم تكوني تريدين تلقينه درساً حتى يحترمك ولا يعاملك كطفلة؟ ..

إذاً ماذا الآن؟ ..

كيف تسمحين لذئبه بفعل ذلك بعد أن نسيت غضبك حتى توقفيه عن إيذاء الآخرين؟ ..

إذاً لما يفعل ذلك بحق الخالق؟! ..

وبخت نفسها وهي تراقبه يسبح بهدوء تحت المياه وعلى الرغم من ظلام المكان إلا أنها كانت ترى بوضوح بعد أن اعتادت عينيها على الظلام ..

فما كان منها إلا أن تستقيم وتهتف بتذمر غاضب:

"إن كنت لا ترغب برؤيتي فلما جلبتني معك من الأساس؟"

أما فوكسارد الذي كان غارقاً في جدال عقيم مع إيتن وهو يخبره بأنه الوقت المناسب لإخبارها بأنهما رفقاء وإيتن يخبره أنها الآن غاضبة ولن تتقبل ذلك ..

وقد ترفضهما فوراً !..

وهكذا سيغضبان وقد يجعلانها تخاف منهما للأبد وليس للأيام القادمة ..

فهتف فوكسارد باستياء عندما أخبره بأن عليهما بالتروي قليلاً:

《سحقاً لك إيتن أنا لن أبقى بعيداً عن رفيقتي أكثر بسبب تفكيرك المنطقي تباً لك وتباً للمنطقية التي أوصلتنا لهنا》

قهقه إيتن بشكل غاضب وأردف له بسخرية:

《حقاً لا تخبرني إذاً بأنك ستتحول أمامها وتكلمها وأنت عارٍ بالكامل فهل ستتقبلك بيرلا بهذا الشكل أيها الأحمق؟ أقسم بأنها ستهرب منا إلى آخر العالم إن فعلت ذلك فتريث قليلاً》

التمعت عينا فوكسارد بالخبث وأردف له بلعوبة:

《الأمر يستحق التجربة ألا تعتقد ذلك إيتن فرفيقتي تبدو أجمل عندما تصاب بالخجل

فهتف إيتن بغضب من حماقته وانحرافه:

《احذرك فوكسارد إياك وأن تلوث براءة بيرلا بانحرافك اللعين وإياك أن تفعل ذلك أيها الأحمق لأنها لن تصاب بالخجل بمجرد رؤيتك عارٍ بل ستصاب بسكتة قلبية فورياً》

شتم فوكسارد باستياء وخيبة لأن إيتن مجدداً يخيفه ببيرلا ويمنعه من فعل ما يرغب به ..

ولم يستيقظ من شرود إلا على صوت بيرلا الغاضب فانحرف في السباحة ونظر إليها فوجدها تقف وتنظر إليه بغضب من تجاهله لها ..

فابتسم وأردف لإيتن ببلاهة:

《إيتن رفيقتنا ظريفة حتى في غضبها أنا حقاً أرغب بأكلها الآن》

سمع إيتن يتنهد بقلة حيلة منه بينما راقب بيرلا تضيق عينيها منه وهي تتصارع مع نفسها ..

بيرلا أيتها الغبية هو ذئب الآن ولن يستطيع الرد عليك ..

ولكن هذا ليس معناه أن يبقى صامتاً يحدق بي فهو يمتلك رأساً للإيماء به ..

خاطبت نفسها بتذمر قبل أن تردف بعفوية وغضب طفولي وهي تضرب الأرض بقدمها:

"هكذا إذاً الحق علي لأنني اقتربت منك وتناسيت غضبي منذ البداية إياك أن تتكلم معي ثانية لأنك لئيم مثله ولا تختلف عنه في شيء"

توسعت عينا الذئب بصدمة من كلامها ولكن ما صدمه أكثر عندما أردفت بخيبة وغضب وهي تحدث نفسها بخفوت:

"لا يحق له أن يكون لئيم معي حتى وإن كنا .."


صمتت قبل أن تنطق برفقاء ونفخت الهواء بتذمر ثم سارت مبتعدة عن النهر وجلست تحت أقرب شجرة تضم ركبتيها لجسدها وتحدق للقمر الذي يظهر بشكله المنتصف في السماء ..

والذي اشتاقت له كثيراً ..

كانت تفكر فيما ستفعله مع إيتن ..

فالأمر يزداد سوء بدل أن يتحسن ..

ألم تخبرها سانسا بأنهما سيفعلا كل شيء لها حتى يصالحانها ..

ولكن ماذا الآن؟ ..

كان الغضب والإستياء يملآن قلبها لأول مرة بهذا الشكل ..

كانت تشعر بعدم الرضا ولا تعلم لماذا؟ ..

فبقيت تنظر لقمرها وهي غارقة بأفكارها تاركة فوكسارد وإيتن غارقان بصدمة مما سمعاه قبل قليل فأردف فوكسارد بصدمة لإيتن:

《إيتن هل سمعت أم أنني أتخيل وحدي》

لم يكن إيتن بأفضل حالٍ من فوكسارد فأردف له بتشوش:

《إن كانت تعلم بأننا رفقاء فلما هي هكذا غاضبة؟ 》

《إيتن أهي لا تريدنا؟》

هتفت فوكسارد باندفاع وخوف فشعر بخوف إيتن بينما سمعه يردف بتوتر وغضب:

《توقف عن التشاؤم دعنا نعد وننهي هذا الأمر فأنا اكتفيت من الإنتظار》

ازداد غضب فوكسارد من كلام إيتن وهتف له بغضب:

《اصمت أيها اللعين أنت آخر من يتحدث عن الانتظار واللعنة ما نحن واقعون به بسببك اصمت ولا تسمعني صوتك لأنني سأذهب وأحاول مصالحة بيرلا》

بمجرد أن أنهى كلامه حتى خرج من النهر ونفض فراءه من الماء إلا أنه توقف مكانه عندما وجد بيرلا تغمض عينيها فبقي فوكسارد يراقبها حتى غطّت بالنوم ثم اقترب وجلس بقربها يراقب نومها باهتمام ..

وبينما كانت بيرلا تغط في النوم العميق وعلى الرغم من دفء الجو إلا أنها كانت تشعر بالقليل من البرد بسبب الرياح التي تضرب جسدها الغض بين الحين والآخر ..

أما فوكسارد الذي كان يراقب بيرلا بهيام وجدها تنكمش على نفسها وتعدل طريقة نومها فلم يجد نفسه إلا وهو يقترب منها أكثر حتى جلس ملاصقاً لها ..

وبأنيابه أمسك بثيابها وسحبها برفق حتى جعلها تستلقِ عليه وبمجرد أن أحست بيرلا بالدفء يغمرها وبشيء ناعم يحتضن جسدها غرست رأسها أكثر وهي تعدل طريقة نومها وتكمله غافلة عن الأعين التي تراقبها ..

بعد ساعات قليلة ومع شروق الشمس فتحت بيرلا عينيها بسبب أشعة الشمس التي لامست وجهها بلطف فرمشت بعينيها وهي تعقد حاجبيها بسبب شعورها بشيء ثقيل يقيد جسدها

فرفعت إحدى يديها وفركت عينيها وفتحتهما بهدوء لتتوضح الرؤية أمامها فوسعت عينيها بصدمة عندما وجدت جسد فوكسارد الكبير يحيطها ..

كانت نائمة على الأرض وفوكسارد جزء منه على الأرض وجزء منه عليها ورأسه بجانب رأسها وأنفاسه المنتظمة تضرب أعلى رأسها حتى أن إحدى قوائمه الأمامية عليها وكأنه يعانقها ..

فاحمرّ وجه بيرلا من التفكير بأنها كانت نائمة بأحضان فوكسارد وإيتن معاً ..

فهي لم يكن لديها مشكلة أن تستيقظ وهي نائمة بجانب ذئب ما ..

ولكن المشكلة هي أنها تعلم يقيناً بأنه ليس حيوان ولديه جزء بشري أيضاً ..

وهو إيتن تحديداً ..

حركت ذراعيها محاولة الإبتعاد عنه بهدوء دون أن توقظه ولكنها لم تستطع فابتلعت ريقها باضطراب ثم مسحت عنقه التي أمامها برقة وهمست بإحراج:

"ابتعد قليلاً .. فوكسارد"

ترددت بداية بنطق اسمه إلا أنها نطقته بهدوء وهي لا تزال تعبث بفرائه بشرود وهي تسترجع ما حدث معها والليلة الماضية ..

ثم رفعت رأسها وحدقت برأسه فعلمت بأنه نائم بعمق وهو يصدر خرخرة خافتة لطيفة تدل على استرخائه واستمتاعه بلمستها ..

فلم تشعر بيرلا إلا وهي تبتسم لظرافته على الرغم من أنه ضخم ومخيف إلا أنه يبدو أمامها كجرو صغير يحتاج المرح والعناية ..

لكنها تذكرت أفعال إيتن بها بالمقابل فعبست وهي تنظر أمامها إلى السماء الزرقاء ..

كانت لا تريد إيلامهم وهي تعلم تأثير الرابطة عليهم ولكنها في نفس الوقت كانت تريد تلقين إيتن درساً يجعله يعلم بأنها ليست بطفلة ..

لم يكن تروقها الأفكار التي أعطتها إياها سانسا بالكامل لذلك فكرت بطريقة تعاقب إيتن فيها وتكون لطيفة بحيث لا تؤلمهما ..

وبينما هي شاردة سبح عقلها بذكريات عالمها السابقة وتذكرت والدها وما كانت تفعله معه ..

كيف كانا يتعاونان في كل شيء من الطهو وأعمال المنزل إلى أن ينتهي الأمر بهم على الأريكة يتابعون بعض المسلسلات والأفلام المنوعة ..

عندها لمعت فكرة في عقل بيرلا وقد راقتها جداً ..

لما لا تستخدم بعض الحيل التي رأتها بالأفلام وتطبقها على أرض الواقع ..

وبهذا تكون مقتنعة بما تفعل على الأقل ..

فصحيح بأن بيرلا لم تحظى بعلاقة من قبل وبريئة جداً إلا أن والدها كان يرغمها في غالب الأحيان على مشاهدة الأفلام معه ..

لعله يخرجها من جو الكتب العلمية التي كانت تغرق نفسها بها ..

على الرغم من أنها لم تستهوها الفكرة بالبداية ولكن حتى لا تكسر والدها كانت تبقى معه وتشاهد إلا أنها كانت تنتبه لكل شيء ..

واستطاعت معرفة القليل منهم ..

فلما لا تستخدم هي بعض الحيل التي رأتها ..

شجعت بيرلا نفسها وهي تختار وتنتقي بعض الأشياء وتتذكر كلمات سانسا لها ..

فوضعت يدها على فمها بسرعة عندما كادت ضحكتها المرحة تخرج فجأة على الأفكار التي أتت لعقلها ..

ثم ذكرت نفسها بأن عليها أن تكون هادئة ولا تظهر إبتسامتها البلهاء أمامه وتتصنع الغضب حالياً ..

فهي بشكل ما وعجيب حتى وإن كانت في أوج غضبها يتلاشى كل شيء وتنسى نفسها بالكامل عندما يقترب منها ..

لذلك ستكون أول خطوة لها هي إبعاد إيتن عنها وعدم النظر إلى عينيه ..

حتى لا تتحرك الرابطة معه ويسيطر عليها ..

ثانياً عليها أن تعاند وترفض كل شيء يقوله لها كما أخبرتها سانسا ..

وإلا ستتعلق به ويوسمها ولن تستطيع العودة لعالمها مجدداً ..

عبست للحظات عندما تذكرت ذلك ..

وتذكرت مرض والدها ووَحدته ..

تساءلت داخلها إن كانت حالته تتحسن أو تزداد سوءاً لوحده ..

هل ظنها هربت من المنزل أم أنها خطفت؟ ..

تجمعت الدموع بعيون بيرلا وهي تحدق للسماء الزرقاء بشرود ولم تشعر سوى بعواء حزين وخافت بجانب رأسها ورأس فوكسارد بجانبها بعد أن استيقظ بسبب المشاعر السلبية لرفيقته ..

فظنّ أنه السبب! ..

لامس فكه بوجهها وهو يخرج عواء حزين خافت مجدداً وكأنه يعتذر منها عمّا فعله في الليلة الماضية ..

فنظرت بيرلا إليه بحزن عميق كانت حزينة من فكرة أنها ستحزنه وتؤلمه إن تركته ..

إضافة لكونها غير مستعدة بتاتاً لأن تبقى هنا وتترك والدها يحتضر لوحده في العالم الآخر ..

لذلك في هذه اللحظة عزمت أن تترك بينهما مسافة حتى لا تعلقه بها وتعذبه إن تركته في يوم من الأيام ..

وعندما حاولت النهوض وجدت بيرلا فوكسارد يشد ذراعه حولها وكأنه يرفض الإبتعاد عنها فابتلعت ريقها وهي تهمس له بهدوء:

"دعني أجلس رجاءً"

عندها أبعد جسده عنها فجلست مكانها في أسفل الشجرة وهي تحدق أمامها بشرود ..

كانت حزينة ومتألمة بسبب الموقف الذي وضعت فيه ..

فكيف أن تكون لها حياة وعائلة في عالم ..

ولها رفيق لا يستطيع العيش بدونها من عالمٍ آخر؟ ..

إن بقيت مع إيتن ستظلم والدها وإن بقيت مع والدها ستظلم إيتن ..

إذاً ماذا ستفعل؟ ..

في تلك الدقائق تلاشت الحماسة التي شعرت بها قبل قليل ..

فهي هنا لا تنوي معاقبة حبيبها أو جعله يقع في حبها أو أن يتركها ..

الحديث هنا عن روحين قد تعلقت بهما وهما من بُعدين مختلفين ..

وإن ذهبت لواحدة ستخسر الأخرى بسببها ..

رفعت عينيها الزمردية نحو فوكسارد الذي كان يلعق يدها التي كانت تقبضها بقوة دون أن تشعر ثم نظر إليها بعيونه الصفراء الحزينة والذي يعبر بها عن ضيقه ..

هاجمت بيرلا في تلك اللحظات مشاعر جياشة غريبة وعصفت بقلبها لأنها تفكر في تركه فأمالت رأسها وهي تحدق به للحظات ثم تساءلت داخلها ..

هل هذه هي مشاعر الرابطة التي تكلمت عنها سانسا؟ ..

أزالت عينيها عنه وأعادتها لأمامها وهي لا تزال تشعر بتأنيب الضمير لأجله ..

عندها سمعت فوكسارد يخرج صوتاً حزيناً لأنها تجاهلته ولكنه لم يعلم بأنها حزينة من أجله لأنها ترى نفسها سبب ألمه ..

وعندما نظرت إليه وهو يدفعها برفق على كتفها ويتودد إليها بلطف حتى تسامحه إبتسمت بفتور له ومسحت على فرائه بلطف ثم جذبت رأسه بهدوء ووضعته في حجرها وبقيت تمسح على رأسه وهي تحدق أمامها بشرود ..

كانت خائفة أن تكون السبب في موته في يوم ما ..

لا لم تكن خائفة فقط بل مرعوبة من هذه الفكرة ..

فهي لم تؤذي في حياتها حتى نملة صغيرة فكيف لها أن تتسبب في مقتل أحد ما؟ ..

لذلك كان عليها أن تجد حلاً لذلك وتبعده عنها بدون إيلامه فأردفت بهدوء وهي تحدق أمامها:

"لقد علمت مؤخراً أننا ر.رفقاء"

نطقت الكلمة الأخيرة بتردد بعد أن احمرّت وجنتيها بخجل غريب فأحست بفوكسارد يرفع رأسه ويحدق بها بعيون بدت متلهفة وقلقة بنفس الوقت ..

كانت تستغرب بيرلا ظهور هذه المشاعر في عينيه بشكل واضح لها فرمشت عدة مرات وأنبت نفسها داخلياً ..

هو ليس حيواناً لتعجبِ فيه أيتها الحمقاء هو رجل استفيقِ ..

احمرت وجنتيها مجدداً من هذه الفكرة فهي تحب الحيوانات من صغرها ولكنها باتت تشعر بعدم الراحة وهي تعلم بأن الكائن الذي أمامها له جزء بشري خاص به ..

وهو إيتن ..

في حين كان إيتن وفوكسارد يجلسان على أعصابهما وينتظران رأيها بذلك بعد أن اكتشفت الحقيقة كما توقع إيتن ..

فصغيرته الجميلة ذكية كما كان يعتقد وتستطيع اكتشاف الأمر بنفسها ..

كما استطاعت تمييز ذئبه عن غيره ..

لذا كان إيتن متفائل بذلك ..

صحيح بأنه كان يتقرب منها عمداً ويرغمها على الخصوع له عبر الرابطة ..

ولكنه تقصد أن يجعل مشاعرها تتحرك نحوه ليتوقف خوفها منه ثم يخبرها بالحقيقة ويريها حبه الحقيقي لها حتى تقع في حبه وتبادله المشاعر ..

ثم يكملا طريقهما معاً ..

لم يكن يعلم بأن طريقته خاطئة نوعاً ما ..

ولكن لم تكن نيته سيئة نحوها ..

فهو فقط أرادها لنفسه وأراد حبها وحنانها ..

ولو أنه كان سيئاً لكان قد أرغمها منذ البداية ووسمها رغماً عنها وعلقها به ثم أخذ منها ما يحق له ..

ولكنه لم يرضى أبداً أن يفعل ذلك بها ..

لأنه وبكل بساطة لن يسامح نفسه إن لوث نقاءها وبراءتها بقسوته وظلامه ..

لذلك تعمد على الإنتقال ببطء معها من مرحلة لمرحلة ..

صحيح بأنه يتقرب منها بدافع العقاب إلا أنه كان يعتذر منها ويخبرها باشتياقه لها وبتميزها عنده ..

هكذا كان يظن بأنه كان محقاً وأنه يسير في الطريق الصحيحة ولكن تغير ذلك عندما صرخت في وجهه وعبّرت عن استيائها من تصرفاته ..

لذلك قرر الإعتذار منها وأن يحكي لها كل شيء داخله حتى يبرر موقفه أمامها ..

فهي الشخص الوحيد الذي لا يريد أن تراه قاسياً ومخيفاً ..

بل كان يريد أن يُريها حبه وعاطفته لها ..

لذلك كان متوتراً جداً وهو يراقبها مع فوكسارد عندما أبعدت عينيها واحمرّت وجنتيها فخفق قلب الاثنان بعشق لها للحظات قبل أن يسمعا كلماتها الخجولة:

"لقد تفاجأت بذلك حقاً ولكنني"

صمتت تفرك يديها بتوتر وتحدق للأسفل حتى تتفادى عيون فوكسارد وتشعر بالندم أكثر ثم أكملت بعفوية وخجل:

"لقد كان الأمر صادماً لي حقاً فأنا لم أتخيل للحظة أنني رفيقة الألفا ولم أكن أتوقع بأنه يتقرب مني على هذا الأساس"

ازداد إحمرارها وهي تزيد من فرك أصابعها فهي الآن بكل شجاعتها تحاول أن تعترف له بكل الأفعال المخجلة التي قام بها ثم أكملت بصوت بدا معاتباً:

"لذلك غضبت في ذلك اليوم غضبت لأنني كنت كالحمقاء لا أدري ما يدور حولي وأن الجميع يعلم بأنني رفيقتكما إلا أنا ولأنه أخفى عني هذه الحقيقة وعاملني كطفلة بينما كان يخطط للتقرب مني ولم يسأل حتى عن رأي في هذا الموضوع"

هدأت حماسة فوكسارد بكلامها وازداد توتره مع إيتن الذي شعر بتأتيب الضمير حقاً في تلك اللحظات فخرج عواء حزين من فوكسارد وكأنه يخبرها ألا ترفضه بلطف ..

وبالفعل وبشكل عجيب استطاعت بيرلا فهم مغزى عوائه فلمست فراءه وأردفت بعفوية وهدوء معاتبة إياهما:

"لا تخف أنا لن أرفضكما فأنا لست سيئة حتى أسبب لكما الألم ولكنني حقاً لا أزال مستاءة من إخفائكما الأمر عني حتى وإن كنت بشرية كان يحقّ لي أن أعلم حقيقة هذه الرابطة بيننا حتى أستطيع أن أعرف موقعي في هذا المكان حتى أعرف كيف أتعامل مع الأمر ولكنكما لم تتركا لي أي خيار في التفكير وهو بات يتدخل في كل شيء أفعله ويفعل أشياء لم تعجبني أبداً ويتصرف على أنني رفيقته وأنا لا أراه إلا كألفا"

أبعدت يدها عنه وكتفت يديها لصدرها وهي تنظر للذئب الذي تجمد بصدمة من كلامها ..

《هي لا تراك إلا ألفا أيها اللعين هي لم تشعر بحبك أبداً يا إلهي الأمر سيطول أكثر سحقاً لك إيتن》

هتف فوكسارد بصدمة وغضب بإيتن الذي لم يكن أفضل منه عندما فهم أخيراً الأمر بشكل صحيح ..

ففتاة بريئة مثل بيرلا بالتأكيد لن تفهم بأمور الحب بتاتاً وكونه لم يتحدث معها بشكل صريح ظنته يتسلى بها لا أكثر ..

فبقي إيتن صامت وهو يسمع لشتائم فوكسارد التي تنهال عليه كالمطر إلا أنه توقف عن شتمه عندما سمع بيرلا تردف بخيبة:

"صحيح بأنني لن أرفضكما ولكن هذا لا يعني أنني سأتقبل هذه العلاقة فوراً إضافة لغضبي منكما لأنكما تعاملاني بفظاظة ولؤم لذا لا تتوقعا مني أن أتكلم معكما"

انتفض فوكسارد بخوف من ذلك وأخرج عواء معترض فنظرت إليه بيرلا بجدية وأردفت له:

"لقد أخبرتك بأنني مخاصمتك لذا لن أتكلم معك"

أنهت كلامها وهي تكتف يديها لصدرها بغضب طفولي فأخرج فوكسارد عواء خافتاً يدفع بيرلا بلطف وتذمراً من قرارها الظالم فنفت بعناد وأردفت له:

"لا لقد أوقعتني وزمجرت بوجهي لذلك أنا غاضبة منك فلا تحاول معي"

إلا أنها شهقت بصدمة عندما دفعها حتى استلقت وتقدم منها وراح يلعق وجهها مراراً وكأنه يعتذر منها ويطلب مسامحتها ..

"توقف هذا يدغدغ فوكسارد توقف أنا لم أعد أستطيع التنفس"

هتفت بيرلا بين ضحكاتها التي صدحت في المكان فابتعد فوكسارد وجلس على قوائمه الخلفية وهو يخرخر بسعادة لأنه جعلها تضحك ..

كذئبها المطيع ..

فجلست بيرلا ونظرت إليه بعيون ضيقة وأردفت بتذمر:

"هذا غير عادل أنت تجبرني على الضحك أيضاً لما لا تحترمان قراراتي فأنا لست طفلة حتى تضحكان عليها بسهولة"

وعندما وجدته سيقف ويلعقها مجدداً هتفت باندفاع وهي تشير له بيدها:

"مكانك إياك أن تتحرك"

جلس فوكسارد وهو يزمجر باعتراض فزفرت بيرلا أنفاسها بضيق وهي لا تعلم ماذا ستفعل معهما ثم نظرت للسماء لوهلة قبل أن تعيدها عليه وأردفت بتذمر له:

"أنا لا أقول لكما أن تكونا لطيفين معي أنا فقط أخبركما بأن تحترما قراري فأنا لست طفلة بل راشدة وأنا حرة بكل أفعالي وقراراتي والآن إن لم تكن تنوي ابقائي هنا للأبد هل تعيدني للغرفة فملابسي متسخة وأحتاج للاستحمام"
_____________

أما في مكان آخر حيث كانت سانسا تغطّ في نومٍ عميق ولم تستيقظ سوى على لمسات تزحف ببطء على وجهها ثم صوت كارل الأجش الذي يهمس لها:

"حبيبتي هيا ألم تكتفي من النوم بعد افتحِ عينيك فأنا لا أزال قلقاً عليك هيا سانسا"

همهمت وهي تسحب إحدى الوسائد وتضعها على رأسها لإيقاف تدفق صوت كارل المزعج إلا أنها انتفضت جالسة بعد أردف لها بتذمر وهو يسحب الوسادة عنها بقوة مخيفاً إياها:

"سانسا أقسم بأنك إن لم تستيقظ سأسكب دلواً من الماء عليك"

فتحت عيونها الناعسة وهتفت له باستياء:

"سحقاً كارل ألا أستطيع أخذ راحتي حتى في النوم أن.."

قطعت كلامها بسبب شفاه كارل التي قاطعتها وابتلعت ما بقي من الشتائم التي تخرجها وتذمراتها داخل شفتيه بعد أن فقد السيطرة على نفسه وهو يراها تتحدث بطبيعية ..

ولا تشكوا من شيء ..

فهو كان قلقاً عليها كثيراً وأمضى الليل ساهراً بجانبها بعد أن اشتدت حرارتها فجأة ..

أما سانسا التي صدمت بفعلته ولكنها لم تمانع من تقبيله فلم تشعر بنفسها إلا وهي تبادله وتمسك بقميصه بينما هو يمسك برأسها ويتحكم بالقبلة ويتعمق بها أكثر وأكثر مستمتعاً بمادلتها له..

إلا أنهما انتفضا على صوت طرق الباب فابتعد كارل بسرعة واستقام لفتح الباب لجوليانا التي تقف خلفه ..

فابتسم ببلاهة وهو يحدق بجوليانا بعد أن فتح لها الباب ثم أردف لها بهدوء:

"أهلاً جوليانا لقد كنا سنبهبط بعد قليل فسانسا استيقظت الآن"

رفعت جوليانا حاجبيها بغير اقتناع ثم أردفت له وهي تدفعه على صدره وتدخل وتردف بسخرية وخبث:

"لاحظت هذا"

نظر كارل لقميصه فوجد الأزرار ممزقة إضافة لشكله الغير مرتب فحك عنقه بإحراج وتبعها للداخل بينما تقدمت جوليانا ونظرت لسانسا وأردفت لها:

"من الجيد أنك صحيتِ لقد غبت عن الوعي بعد معركة البارحة وأصبت بالحمى طيلة الليل لذلك أردت الاطمئنان عليك سانسا"

رمشت سانسا بعد أن تذكرت ما حدث فأمسكت بصدرها تتفقد نبضات قلبها عندما تذكرت التعويذة فجلس كارل بجانبها عندما لاحظ شرودها وأردف لها بهدوء:

"لا تقلقِ من حسن الحظ أن إيتن أوقف ذلك الساحر قبل أن يكمل تعويذته للحظة ظننت بأنني فقدتك ولكنك عندما استخدمت سحرك وأنقذت حياتي جعلني أزداد عشقاً لك رياحي الشرسة"

أنهى كارل كلامه بجرأة دون اهتمام لوجود جوليانا فتوسعت عينا سانسا وعقدت حاجبيها بغير تصديق ليس من كلامه الجريء بل من ذكره لاستخدامها السحر ..

وعندما لاحظ كارل صدمتها أردف لها:

"عزيزتي ألم تعلمي بأنك تستطيعين استخدام سحر العناصر"

"سحر العناصر؟"

أردفت سانسا باستغراب وغير اقتناع فأردفت لها جوليانا موضحة:

"هو سحر نقي لدى السحرة ذو الدماء الأصيلة ويمنحهم التحكم التام بإحدى العناصر الخمسة وهم الرياح والنار والضوء والماء والأرض وأنت البارحة استطعت التحكم بالماء وحميت كارل بقواك ماذا ألم تستخدمِ السحر من قبل أليس والديك سحرة"

أنهت جوليانا كلامها بفضول فابتسمت سانسا باضطراب ونقلت عينيها المتوسعة بينهما وهي غير مقتنعة بما يقولان ..

ثوانٍ وأطلقت ضحكة بلهاء وأردفت لكارل بشك:

"حقاً استخدمت سحر العناصر ذاك؟"

أومأ لها كارل وأردف لها باستغراب:

"ما بك متفاجئة من ذلك ألست ساحرة لذلك تستطيعين إخفاء جنسك عنا"

فشتمت سانسا نفسها بسبب بلاهتها فهي الآن تكاد تكشف نفسها بنفسها ثم أردفت ببلاهة وسخرية:

"بالتأكيد ساحرة فجينات العائلة لم تأتي عبثاً الأمر هو أنني لم أستطع استخراج قوتي من قبل وظننت لوهلة بأنني عديمة الفائدة لذلك تفاجأت بكلامكما"

ثم ابتسمت ببلاهة فأومأ كارل مقتنعاً بكلامها ثم نظر إلى جوليانا التي أردفت لها بهدوء:

"لا بأس فهنالك سحرة لا يستطيعون استخدام سحرهم في البداية لذا لا تقلقِ يمكنني تعليمك بنفسي وأنا واثقة بأنني بأسبوع واحد سأجعلك محترفة أما الآن من الأفضل أن تبدلِ ملابسك وتهبطي للأسفل فإيتن وبيرلا وصلوا منذ وقت قصير ويمكنك تناول الإفطار معهم بما أنك تأخرت في النوم وفاتك موعده"

فابتسمت سانسا بهدوء وشكرتها ثم أردفت جوليانا بفضول لها:

"صحيح هل لي أن أعلم من والداك؟ هل هما من مدينة السحر؟ وأين يعيشان؟ فسحر الترابط بين الأسرة سيساعدك على استخراج قوتك أسرع"

انمسحت الإبتسامة عن وجه سانسا ثم أردفت بارتباك وهي تضع خصلة شعرها خلف أذنها محاولة عدم كشف كذبتها أمامهما:

"بصراحة لا أعلم الكثير عنهما لأن أمي ماتت في الحرب الماضية عندما كنت صغيرة وأبي كثير الترحال ولا نعيش معاً ولم أذكر مكان نشأتي بسبب كثرة ترحالنا قبل موتها"

أنهت كلامها بابتسامة متوترة إلا أنها لم تعلم بأن بتعابيرها الحزينة والمتوترة جعلت الاثنان يدخلا في حالة صدمة لمعرفة هذا الأمر عنها فأردفت جوليانا بتأثر:

"آسفة لأنني ذكرتك بذلك عزيزتي"

"لا بأس فقد اعتدت على ذلك"

أردفت سانسا بهدوء فابتسمت لها جوليانا ثم أردفت لها:

"لا بأس سأسبقكما لا تتأخرا"

خرجت جوليانا وتركت سانسا وكارل وحدهما فنظرت سانسا إلى كارل فوجدته شارداً بها فبقيت صامتة وهي تتمنى داخلها ألا يسألها عن هذا الأمر ..

لأنها لم تكن تريد أن تكذب عليه أكثر ..

"لما لم تخبريني بذلك سانسا؟"

أردف كارل بهدوء فرمشت وهي تحدق به للحظات ثم أردفت له بارتباك:

"أنا .. أنا"

صمتت تنظر للجانب بتوتر كانت لا تريد أن تزيد بكذبها أمامه فهي علمت الآن أنها هجينة ولا تزال تخفي أمر والدها عنه ..

إلا أنها وسعت عينيها عندما شعرت بكارل يجذبها نحوه ويعانقها بحب ثم يهمس لها بحنان:

"لا تتوتري رياحي إن لم تكوني مستعدة للبوح فلا بأس المهم أنك بخير بين ذراعي وأنا أستطيع انتظارك الدهر كله لتفتحِ قلبك لي فقط ثقي بي"

التمعت عينا سانسا بالعاطفة ثم همست له بحب:

"أنا أثق بك كارل"
_______________

أما عند بيرلا التي خرجت من الحمام بعد أن استحمت وبدلت ملابسها فسارت نحو مرآة الزينة وجلست أمامها وبدأت بتسريح شعرها ..

وعندما انتهت رفعته للأعلى بشكل كعكة مبعثرة أظهرت عنقها العاجي أمام عيني إيتن الذي كان يراقبها كالصقر منذ خروجها من الحمام ..

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر من نظراته المثبتة عليها ثم استقامت بنية الخروج إلا أنها توقفت عندما سمعته يردف لها بهدوء:

"هل يمكننا التحدث قليلاً؟"

نظرت بيرلا إليه للحظات قبل أن تومئ بتردد وتتقدم وتجلس على بجانبه على الأريكة الكبيرة تاركة بينهما مساحة أمان جيدة ..

تنهد إيتن وحدق بها ملياً قبل أن يستدير نحوها ويردف بهدوء:

"لقد فكرت بكلامك لذلك أردت أن أوضح ما حدث بما أنك علمت بأننا رفقاء "

ابتلع إيتن وهو يحدق ببيرلا التي احمرّت خجلاً وقد ازدادت بشكلها هذا جمالاً وفتنة ثم أردف لها مكملاً متجاهلاً أفكاره:

"أعلم بأنني كنت فظّاً معك في البداية ولكنني لم أقصد جرحك وإنما كنت أحاول أن أبتعد عنك وألا أتعلق بك لذلك لم أجد سوى هذه الطريقة أن أريك غضبي وجانبي الأسود"

صمت وهو يزيل نظراته عنها ويحكّ ذقنه بينما شعر بنظرات بيرلا له بينما يكمل:

"ولكنني لم أستطع مقاومة تلك المشاعر أكثر إضافة لكون فوكسارد كان مصراً على البقاء معك منذ البداية حتى أنه خالف تعليماتي وقابلك عدة مرات لذلك حاولت إخبارك أكثر من مرة ولكنك كنت تخافين مني بشدة وهذا ما جعلني أتبع ذلك الأسلوب حتى يتوقف خوفك منا ولكنني لم أكن أريد أستغلالك ولم أكن سأوسمك إلا إن سمحت لي بذلك ولكن الأمر أنني لم أدرك بأنني أفعل شيئاً خاطئاً إلا عندما عبرت عن استيائك تلك الليلة لذلك أنا آسف بيرلا"

صمت يحدق بعينيها ثم أكمل لها بجدية واضحة:

"آسف لأنني قسوت عليك وأخفتك وآسف لأنني كنت أحزنك ولكنني لم أستطع أن أكون قوياً كفاية أمامك حتى لا أقع لكِ لم أستطع ألا أحبك رغم أنني لم أحاول التقرب منك في البداية حقاً ولكن الآن أنا أفعل أنا أحبك بيرلا وبشدة"

توسعت عينا بيرلا بصدمة من اعترافه الجاد وهو يحدق بعينيها ..

احمرّت وجنتيها بشدة وخفق قلبها وتسارعت نبضاته بينما شعرت بسرب من الفراشات تطير في معدتها وزادت من توترها فأخفضت عينيها عنه فوراً ..

وهي تفكر بطريقة تستطيع إخراج نفسها من هذا الموقف المحرج فعقلها قد شُلَّ تفكيره بسبب اعترافه .

لا تنظري في عينيه بيرلا ..

لا تضعفِ ..

هو بالتأكيد سيحبك إن كنت رفيقته فماذا كنت تتوقعين أيتها الحمقاء؟ ..

تنفسي بيرلا تنفسي وهدئي من روعك ..

خاطبت نفسها محاولة أن تلم شتات نفسها التي تبعثرت بعد اعترافه الذي فاجأها ..

وعندما لاحظ إيتن ارتباكها وهي تنظر للأسفل وتفرك يديها ببعض أكمل لها:

"بيرلا أعلم بأنني أخطأت معك وأنا حقاً نادم على ذلك ولكن أرجو أن تعطني فرصة لإصلاح الأمر فأنت الشخص الوحيد الذي أحببته بعد كل تلك السنوات ولا أريد أن أخسره"

بكلماته الأخيرة جعل وعي بيرلا يستيقظ فأردفت بارتباك وتلعثم:

"ولكن .. أنا .. لست.."

"لا أهتم حتى لو كنا من أبعاد مختلفة ما أهتم به هو أنت بيرلا أنت رفيقتي المقدرة والرفقاء لم يجتمعوا حتى يفترقوا في النهاية وأنا واثق بأننا سنجد حلاً يجعلك تجتمعين بوالدك دون أن تعودي لعالمك أنا حقاً أبحث عن طريقة يمكنني بها إحضاره لهنا عندها لن يكون لدينا أي عائق بيننا بيرلا فقط ثقِ بي وأعطني فرصة لإصلاح الأمر"

قاطع كلامها بصوته الجدي وهو يعدها بصدق أنه سيجمعها مع والدها، لم يكن إيتن يفكر أبداً بجعلها تترك والدها فقط من أجل حبه لها ..

فهو يدرك جيداً قيمة العائلة ويعرف أهميتها ..

ولم يكن رجلاً يتهرب من مسؤولياته لذلك هو بالفعل اتفق مع جوليانا لإيجاد حل للسفر بين الأبعاد ولكن ليس لإعادة بيرلا وإنما لإحضار والدها إليها ..

وهكذا لن تضطر لتركه أبداً ..

هكذا أقنعته جوليانا بالفعل ..

وهذا ما تحاول فعله حتى الآن ..

لم يعد هنالك كلام في عقل بيرلا في تلك اللحظات وهو يعدها بأن يجمعها مع والدها ويطلب منها الثقة ..

فابتلعت ريقها بتوتر وهي تخفض عينيها عنه مجدداً بعد أن ازدادت حركة سرب الفراشات في معدتها ..

وعندما لاحظ إرتباكها وتشتتها أمسك بذقنها ورفع رأسها ناحيته ونظر في عينيها وأردف لها بصوت عاشق:

"بيرلا لما تنظرين إلي جميلتي؟"

احتقن وجه بيرلا بالأحمر مع حركة الفيلة والفراشات التي زادت عن حدها الطبيعي ...

هل تعد هذه مغازلة؟ ..

أهو يغازلها الآن؟ ..

هتفت داخلها بيأس من وضعها الأخرق فهي الآن لا تستطيع أن تكوّن جملة مفيدة فكيف ستنظر في عينيه ..

عندها سيغمى عليها نهائياً ..

وبمجرد أن وقعت عينيها بزرقائه الحادة اشتعل الإنذار في رأسها مجدداً وهو صوت سانسا ..

لا تنظري إليه قولِ له لا وعاندي واستعطفيه قدر ما تستطيعين ..

فأنزلت وجهها بارتباك وإحراج فابتسم إيتن بعشق لها إلا أنه انصدم من كلماتها المتلعثمة التي خرجت:

"ولكن .. أخبرتك أنني .. أنني لا أراك .. أكثر من ألفا"

عقد حاجبيه بانزعاج من كلمة ألفا التي لا تنفكّ عن قولها له إلا أنه أردف بهدوء:

"لا بأس صغيرتي هنالك وقت طويل أمامنا وواثق بأنني سأجعلك تغيرين نظرتك بي"

ابتلعت بيرلا ريقها الذي جفّ بسبب توعده لها ثم أردفت بتوتر وهي تسترق النظر إليه:

"ولكن هذا لا يعني أنني سامحتك على أفعالك السابقة لذا أحذرك من الإقتراب مني إن كنت لا أريد فأنا أحتاج لمساحة خاصة بي حتى أستطيع التصرف على سجيتي وأنت تخنقني بأوامرك اللا نهائية لذا أرجو أن تراعي ذلك فأنا لا أحب أن أكون قاسية وأن أسبب الألم لأحد "

فابتسم إيتن وأردف وهو يريح رأسه على ذراعه التي أسندها على ظهر الأريكة بحيث أصبح أقرب لبيرلا ثم أردف بهدوء وخبث:

"لكِ هذا سأمنحك مساحة خاصة ولن أقبلك حتى تأذني لي "

رأى احمرارها يزداد من كلامه الجريء وعندما شعرت بعدم الراحة من نبرته لم تشعر بنفسها إلا وهي تستقيم بنية الهروب من ذئبها المنحرف ..

إلا أنها شهقت بخوف وصدمة عندما وجدته يجذبها من يدها حتى وقعت في حضنه وجلست على فخذيه بينما يديه قيدت خصرها ..

فتوسعت عينيها وهي ترى إبتسامته الشريرة مرسومة على وجهه الوسيم وهو يستمتع بخجلها وحركاتها الهزيلة وهي تحاول الابتعاد عنه .

"ماذا تفعل؟ دعني أذهب!"

هتفت بخجل وهي تدفعه على صدره وعندما رأت الاستمتاع بعينيه وصمته هتفت له بحنق ممزوج بإحراج:

"توقف عن إحراجي! ألم تقل بأنك ستمنحني مساحة آمنة؟ ابتعد!"

فرفع يده إلى رأسها ونزع ربطة شعرها فانسدل للأسفل فتجمدت بيرلا مكانها عندما رأته يعدل شعرها على كلا جانبي عنقها حتى يخفيها عن عينيه وعيون الآخرين ثم أردف لها بهدوء وجدية:

"الأمر هو أنني لا أريد لأحد الاقتراب مما هو لي وبما أنك لي ورفيقتي المقدرة كان علي وسمك حتى أجعلك محرمة عن باقي الذكور لذا من الآن لأوسمك إياك أن ترفعي شعرك عن عنقك أمام أحد فأنا أغضب من ذلك ولا أريد أن أحزنك صغيرتي"

فابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وأردفت له بغضب وإحراج من طريقته الهمجية فهو كان يستطيع أن يخبرها بطريقة طبيعية وليس هكذا:

"دعني أذهب كان يمكنك اخباري قبل قليل توقف عن مضايقتي فأنا لا أحب ذلك"

قهقه إيتن بصخب من كلماتها ثم أردف لها بخبث:

"ماذا أفعل إن كنت أحب أنا وفوكسارد رؤية خجلك منا صغيرتي؟ ثم نحن لم نتفق على شيء بعد حتى أحصل على قبلتي"

فوسعت عيناها من جرأته وضربته على صدره ثم غطت عينيها بكفيها بطفولية حتى تمنع نفسها من النظر إليه وهي تهتف بإحراج:

"حاول أن تُخلّ بكلامك ولن أسامحك أبداً وأيضاً توقف عن استعمال الرابطة لجعلي أخصع لك فهي لن تنفع معي بعد الآن"

عقد حاجبيه من معرفتها بالأمر وأردف لها بهدوء:

"ومن أخبرك بهذا الأمر؟"

"سانسا"

أردفت بيرلا بعفوية وهي تغطي عينيها فسمعته يكاد يشتم فرفعت يدها عن عينيها بسرعة ووجهت إصبعها في وجهه وأردفت بجدية:

"إياك وأن تشتمها وإلا لن أسامحك أبداً فهي صديقتي ولولاها لكنت للآن كالحمقاء لا أفهم أي شيء يدور حولي والآن دعني أذهب ألفا"

مجدداً كلمة ألفا أغضبته فأردف بانزعاج:

"لا بأس لن أشتم صديقتك ولكن لما لا تزالين تنادينني بألفا؟"

رمشت بيرلا وهي تحدق به ثم أردفت ببلاهة:

"أولست ألفا؟"

فابتسم بغضب وأردف بقلة صبر:

"أجل ولكنه لقبي وليس اسمي بيرلا هيا نادني باسمي كما ناديت فوكسارد باسمه"

نفت بيرلا برأسها وأردفت له:

"لا لن أفعل"

عقد حاجبيه بغضب من رفضها ثم أردف لها وهو يشد يديها على خصرها:

" ولماذا ألم تنادي فوكسارد البارحة باسمه فلما أنا لا ؟"

كتمت بيرلا ابتسامتها وأردفت له بعناد:

"لأن فوكسارد هو فوكسارد وأنت ألفا وسأبقى أناديك بألفا"

ازدادت عقدت حاجبيه بسبب مشاعر الغيرة التي شعر بها من ذئبه ثم أردف بتحذير هادئ:

"بيرلا لا تدعيني أجبرك على ذلك عزيزتي والآن قولي اسمي فقد بتّ أمقت لقب ألفا بسببك"

نفت بيرلا برأسها وهي تعض خدها من الداخل حتى تكتم إبتسامتها عندما شعرت بالاستمتاع بإغاظته كما يفعل معها دائماً ثم عاندت أكثر:

"لا ألفا لن أفعل"

التمعت عينا إيتن بغيرة قاتلة فأردف لها بهدوء وخبث:

"هكذا إذاً صغيرتي المشاكسة أظن بأنني سأستمتع بجعلك تنطقين باسمي أعدك"

رمشت بيرلا وشعرت بعدم الراحة من نبرة صوته لذلك قررت الهرب بأول طريقة خطرت في رأسها فشهقت بخوف وهتفت وهي تشير لخلفه:

"انظر هناك!!"

وبمجرد أن استدار إيتن للنظر بعد أن انطلت عليه خدعتها الطفولية شعر بهربها بعد أن أرخى يديه حولها ..

فركضت بيرلا خارج الغرفة بأسرع ما لديها بينما قهقه إيتن على نفسه بسبب وقوعه بفخها بكل سذاجة ..

ثوان وهدأ ثم حكّ لحيته وهو يردف بتوعد وخبث:

"لا بأس صغيرتي اهربي قدر ما تستطيعين ولكن يؤسفني قول أنك لن تستطيعي الهرب من ذئبك السيء طويلاً"

__________________


كيف كان البارت ..

أظن انتبهتو أنو البارت كان أغلبه عن بيرلا وإيتن ..

يعني فيكم تعدو هاد البارت منطلق قصتهم الحقيقية وانتظروا الرومانسية الجاية🤫😍😂

طبعاً رومانسيتهم حتكون إلها طعم خاص ومختلف عن سانسا صحيح أني كنت بالبداية ما عم أعطيهم حقهم في الأحداث متل كارل وسانسا ولكن بسبب تسلسل الأحداث الي براسي وبما أننا وصلنا لهاي النقطة فهي حتكون نقطة تحول لبيرلا وإيتن وحتدركوا هالشي قريباً ..

فعطوني رأيكم بالأحداث ..

وأخيراً أشوفكم في بات الثلاثاء🥰😘😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

6.9M 444K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
43.2K 3K 14
ببساطة كل شئ متعلق بك انت... _____________________________ كل الحقوق محفوظة لي© البداية: 28/1/2017 النهاية: 20/5/2017
56.7K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق
324K 12.8K 45
{ ذراعاي ستحتضنك للابد } ... قد لا تليق ببعض الفئات العمرية