ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

Aisha-kasem40 tarafından

2.4M 108K 35.5K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... Daha Fazla

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

17

52.3K 2.3K 849
Aisha-kasem40 tarafından

SANSA POV

الوضع سيء جداً .. بل أسوأ من السيء ..

هل تعلمون ما هو حالكم عندما توضعون فجأة في أرض المعركة محاطين بالأعداء من كل جانب ولا تعلمون من أين تأتيكم طعنات السيوف؟ ..

إلى أن تخرَّ صريعاً على الأرض ..

وهذا هو وضعي الآن! ..

حظي السيء جمعني بين جميع أعدائي دفعة واحدة وجعلني أقف على أُهبة الإستعداد بشكل متواصل ..

كوني أتوقع هجوماً غادراً في أي لحظة من أعدائي ..

بيرس وريغورد اللعينين ..

أشعر بأنهما يحيكان لي مؤامرات خبيثة وهذا ما يجعلني متيقظة تماماً ..

وإن سألتم كيف لي أن أعلم بذلك؟ ..

سأخبركم بأنه حدسي ..

فهو أكثر شيء أثق به دائماً ..

فحدس اللص لا يخطئ أبداً ..

وأنا تلقيت تدريبات مكثفة على يدي والدي وأنثانيوس لخمسة عشر عاماً حتى جعلا الحذر والتيقّظ يجريان في دمي كما يجري الدم في عروقي ..

لذلك فأنا أوقظ حواسي بشكل كامل بينما أقف مع كارل وبيرلا وإيتن ..

السيء في الأمر هو أنني لا أستطيع إخبارهم بشيء ولا أستطيع أيضاً أن أخرجهم من دائرة تركيزي ..

فهنالك شيء لا يعلمه أحد ولكنني أعلمه وحدي ..

وهو أن حولي يوجد الكثير من الخونة والجواسيس لحساب بيرس وأبي ..

وهذا أكثر ما يقلقني ..

لذلك فأنا أعلم بأنهم معرضون للخطر في أي لحظة ..

وخاصة بيرلا ..

فاللعين بيرس هو الذي أخبرني بخطتهم في قتلها إلا أنها فشلت عندما ضللتهم إلى أن وصل إليها إيتن ..

ولكن كيف سأضمن أنهم لم يخططوا لعملية إغتيال لها أو لإيتن ضمن هذا الإجتماع اللعين ؟..

قد تستغربون من وجود هذا الكم الهائل من الأجناس في جزيرة التنانين ولكن ما لا تعرفونه بأنه في هذه الأيام من كل سنة تقوم احتفالات كبيرة لمدة خمسة أيام إحتفالاً بعيد مولد التنين العجوز حاكم الجزيرة ..

لذلك تم دعوة كل هؤلاء ..

وبسبب ما يحدث في الخارج من ظهور المتمردين المتزايد جعل ملك التنانين يستغلّ هذه المناسبة ويجعل الإجتماع في هذا الوقت ..

كونه رئيس المجلس ..

وعندما يكثر الجمع تكثر الفوضى ..

إضافة للخطط الخفية ..

وهذا ما أخشاه ..

وأكثر ما أنا خائفة عليه هو وجود بيرلا وكارل في هذا المكان غير محصنين ..

فإن كان حدسي صحيحاً فسيقوم بيرس بمحاولة قتل بيرلا الليلة ..

وريغورد سيفكر بإيذائي أيضاً بعد أن عَلِم بوجودي ..

وطريقة إذائي بداهية وبسيطة ..

وهي كارل ..

لذلك فأنا منذ ساعات أقف بينهم وأراقب كل حركة تصدر عن أي شخص في هذه القاعة الكبيرة ..

كحارسهم الشخصي ..

ولكن هذا الأمر صعب جداً ..

فمع هذا الكم الهائل من الناس والجواسيس والمتمردين المخفين يجعل عملي صعباً دون أن أثير الشبهات حولي ..

لذلك اتخذت قراراً بيني وين نفسي ..

وهو أن أقلل عدد خصومي ..

هكذا أعلم بأنني سأقاتل على جبهة واحدة على الأقل ..

على الرغم من تهديدي الصريح للّعينين ريغورد وبيرس بعد أن ضربت تلك العاهرة ..

إلا أنني متأكدة بأنهما سيفعلا أمراً ما في الحفل ..

وإبتسامة ذلك اللعين بيرس جعلتني أشعر بعدم الراحة وكأنه يعدّ لأمر كبير سيحدث ..

سحقاً لهذا الإجتماع فأنا كنت قلقة منه لهذا السبب ..

ولإيجاد الحل الأنسب لهذا الوضع كنت أراقب حركات ريغورد طوال الوقت بالخفية ..

وعندما وجدته يخرج وحده إلتمعت عيناي بالخبث بينما أبقيت إبتسامتي على وجهي حتى لا يشكّ كارل بالأمر ..

ثم أستأذنت منهم للذهاب إلى الحمام وانطلقت خلف ريغورد ..

كنت أسير خلفه بهدوء وهو يتجه بين الأروقة الخالية ..

كان يعلم بوجودي ويبدو أنه أراد لقائي كما أردت لقائه ..

بدون أقنعة النفاق اللعينة ..

وعندما وجدته يدخل لجناحه دخلت خلفه دون أي تردد وأغلقت الباب خلفي بينما كنت أناظره بكره وحقد حقيقيين ..

فهذا الرجل القذر الذي عذب والدتي لثلاث ليالّ ثم أمر برميها ليكمل أبي اللعين ويدعها تموت أمامه بدون أي شفقة ..

شعور الغضب يتعاظم داخلي ويحثني على قتله والإنتقام لأمي منه ..

ولكن هنالك شيء يجعلني أتراجع عن ذلك ..

خرجت من أفكاري على صوته وهو يستدير ناحيتي وهو يدخل يديه في جيوبه بعجرفة .. أزعجتني ..

"إذاً اللصة الشابة قررت المواجهة معي مباشرة بعد أن ظهرت أمامي بكل جرأة ولم تهتم بأني قد أكشف حقيقتها أمام رفيقها الألفا بأي لحظة"

سحقاً .. أنا لم أرد أبداً الحضور ولكن الأحمق كارل أصرّ على وجودي .. ولكن لا بأس ..

لم أريه توتري أبداً بل ابتسمت له بخبث وأردفت له وأنا أعقد ذراعي إلى صدري متصنعة الغباء:

"حقاً! ولما علي الخوف؟ هل منك؟!"

احتدت عينيه بغضب بسبب إهانتي له فأنا أعلم بأن هذا اللعين أكثر ما يكرهه هو إيذاء كبريائه الغبي ..

وهذا ما سأعتمده حالياً ..

ابتسم بغضب وأردف لي بخبث:

"إذاً ليس لديك مشكلة في أن أكشفك أمام رفيقك المستذئب أنت حقاً شجاعة سانسا!"

أنهى كلامه بسخرية مني .. وأعلم بأنه محق ..

لأنني كنت جبانة عندما يتعلق الأمر بحياتي ولم أخاطر بها من أجل أي شيء .

غير الحصول على حجر قلب البحر ..

وبعد أن وصلت إليه وهربت به قام ذلك اللعين بملاحقتي مع جنوده عندها تدخل أنثانيوس لإنقاذي ..

فقمت أنا بتركه والهرب بكل بساطة ..

ولم ألتفت لخلفي حتى ..

ربما كان تصرفاً جباناً مني أن أترك أنثانيوس الذي تقدم لمساعدتي بشجاعة وأهرب ..

ولكنني لم أكن أشعر بدافع يجعلني أقاتل وأخرج قوتي ..

ليس كالآن ..

أشعر بطاقتي تتدفق بعروقي بشكل هائل ..

وتنتظر مني حركة واحدة ..

ربما لأنني تغيرت أو لأنني وجدت أُناساً أعيش من أجلهم وأقاتل بكل قوتي لحمايتهم ..

فغريزة الدفاع ظهرت داخلي بشكل لا إرادي عندما شعرت بالخطر يهدد بيرلا أولاً ثم كارل ..

لذلك أعطيت نفسي وعداً بأنني لن أسمح لشيء بإيذاءهم وأخذهم كما أخذوا أمي مني وأنا طفلة ..

ربما تأخرت بإدراك الأمر ولكن غضبي اليوم بسبب تلك العاهرة كاترين جعلني أتأكد من حبي لكارل ..

وأنني واقعة له بشكل يائس ..

لذلك سأحميه بكل قوتي وجوارحي ولن أسمح لأحد بالإقتراب منه ..

خرجت من أفكاري وأنا أتقدم بخطوات قليلة نحو اللعين ريغورد وأردفت له ببرود وقوة:

"صدقني عزيزي إن كان هنالك شخص سيتضرر في نطقك للحقيقة فهو أنت وليس أنا"

التمعت عينيه بالكره بينما تصلب فكه بقوة وكأنه يقمع نفسه عن قتلي ثم أردف بفحيح لي:

"أين حجر قلب البحر؟"

أملت رأسي وأنا أحدق به بكره كبير ..

آاه كم أتمنى سحق جمجمته اللعينة بين يدي الآن ..

"لا تقلق هو في مكان آمن ولا يعرفه أحد غيري لذا لا تتعب نفسك بالبحث عنه لأنك لن تجده حتى ولو فتشت بقاع الأرض بأكملها عنه لأنني تأكدت قبل المجيء ورؤيتك من إخفائه في مكان لن تستطيع الوصول إليه"

أردفت بثقة وأنا أشير لنفسي فازداد غضبه بسبب حركاتي اللامبالية

اقترب مني وعينيه تلتمع بالغضب ثم أنبس بنبرة غاضبة:

"أعطني سبباً واحداً يمنعني من قتلك الآن سانسا"

شددّ على أحرفه وهو ينطق اسمي بكل كره ووقف أمامي يناظرني بحقد بينما كنت أنظر له بكره وحقد أكبر ..

ولكن ما فاجأني هو كلماته الأخيرة التي أردفها:

"ولكن قبل ذلك هنالك سؤال يدور بعقلي منذ هروبك من قصري وهو لمن تعملين لصتي الجميلة؟ وما هو دافعك الحقيقي لاقتحام قصري والمخاطرة بحياتك للحصول على الحجر وأنت تعلمين بأنه بلا فائدة إن لم يكن معي"

نظرت إليه مطولاً وأنا أفكر بكلماته ثم أردفت له بصوت بارد:

"الانتقام"

رأيت الذهول يملأ ملامح وجهه وأنا واثقة بأنه لم يفهم لما أنتقم منه؟ ..

على الرغم من أني عندما أتيت لقصره كنت أجهل الحقيقة كاملة إلا أنني أحببت رؤية الصدمة تعتلي وجهه عندما يعلم بأنني ابنة شقيقه ..

الذي يظنّ بالفعل أنه ميت ..

تقدمت منه ببطء حتى وقفت أمامه بشكل تام وأردفت له ببرود:

"قبل خمسة عشر عاماً دخلت لقصرك ساحرة كجاسوسة وحاولت سرقة الحجر ولكنك قمت بكشفها وقتلها ورميها بعيداً دون أن تهتم لأن تتقصى أمرها جيداً أو أن تعلم لمن تعمل أو ما هي حقيقتها؟"

رمش بصدمة وهو يحدق بي بعدم استيعاب لأنني ذكرته بأمي وأنا واثقة بأنه لا يزال لم يفكر حتى بأن من تقف أمامه هي ابنتها ..

فأكملت له بحقد ظاهر:

"لم تهتم لمعرفة حقيقتها إن كانت مكروهة لفعل ذلك أم لا إن كانت تمتلك رفيقاً أم لا إن كانت تملك عائلة خلفها أم لا وإنما قتلتها بكل قسوة وأمرت رجالك برميها وتشويه سمعتها في أنحاء المملكة ولكنك لم تعلم بأنها تركت خلفها شخصاً سيأخذ بحقها بمجرد أن يكبر"

هنا رأيت التوتر والصدمة تملآن وجهه ثم همس بصدمة وشك:

"كيف لك أن تكوني ابنتها وأنت سايرين؟"

ابتسمت له بحقد قبل أن أردف له بصوت ساخر وحاقد:

"لن يكون مستحيلاً إن كانت جينات والدي قوية بما يكفي لجعلي أُخلق كسايرين وليس ساحرة"

بكلماتي الأخيرة جعلته يستيقظ من صدمته لأخرى أكبر منها عندما انتبه على شكلي الذي لم يشبه أمي بمقدار ذرة ..

كما يشبه شكل والدي ..

عندها همس بذهول وتوتر:

"أأنت .. ابنته؟!!"

"أجل عمي الحبيب"

توسعت عيناه بصدمة عندما أكدت له شكّه بتحليله الذي توصل إليه خلال الثواني السابقة فابتسمت له وأنا أرفع حاجباي بخبث وقوة ..

أجل ففي هذه اللحظات شعرت بطاقة قوية تنبعث مني وأنا أراه يحلل الأمر بعقله لثوان قبل أن يطلق ضحكة ساخرة ويردف لي:

"ابنة كليزور إذاً! ذلك النذل أرسل زوجته لقصري حتى يسرق الحجر الذي اختارني أنا ولم يهتم بأنه بفعلته الحمقاء جلب الموت له ولرفيقته"

احتدت عيناي بغضب أعمى وأنا أرى سخريته من قتله لأمي وأبي ..

على الرغم من أني أعلم بأن أبي هو حيّ يرزق ..

ولكن هذا لا يعامه سوى الأقلاء ومنهم أنا ..

فهو عاش حياته يتخفى خلف قناع على وجهه حتى يوهم شقيقه اللعين الذي أمامي بأنه ميت ..

بعد أن هرب من المملكة وقرر الإنتقام بعد أن اختار حجر قلب البحر ريغورد كملك مستقبلي للمملكة مع أنه الأمير الصغير في المملكة ..

فحجر قلب البحر حجرٌ سحري لا يستطيع أحد استخدامه سوى الملك الحقيقي للمملكة ..

وهو من يختار حامله ..

وهكذا جرت العادة وتناقلته الأجيال ملك بعد ملك إلى أن وقع الخلاف بين أبي وريغورد على من سيأخذ الحجر ..

فحامله يحقّ له استخدام طاقته بتحقيق أمنية مهما كانت كبيرة وصعبة ..

عدا إعادة أحدٍ من الموت ..

لذلك أبي وبيرس أراداه ..

فهما طمحا للحصول على القوة المطلقة من خلاله ..

وبهذا يحكمان الأرض بأكملها ..

على الرغم من أن الحجر يصبح بلا فائدة إن أمسكه شخص ليس صاحبه الذي اختاره ..

ولكن أظن بأنهما توصلا لطريقة تجعلهما تستفيدان منه ..

فأبي حدثني منذ زمن طويل عن الحجر وأخبرني بأنه من حقه وسيستعيده بأي طريقة ..

ولكني لم أعلم بأن طريقته هي خداعي ..

نشأ غضب كبير داخلي من كلماته ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدفعه بقوة حتى طار جسده وارتطم بالحائط ثم تقدمته منه وأنا أهتف له بكره:

"أقسم بأني لن أتردد في قتلك إن ذكرت اسمهما على لسانك القذر ثانية"

قهقه وهو يقف باعتدال غير متأثر بدفعي له ثم أردف لي بخبث وسخرية:

"قوية كوالدك حقاً لا أعلم كيف لم أنتبه لشبهكما قبلاً؟ ولكن أتساءل كيف ستكون ردة فعل رفيقك عندما يعلم بأن رفيقته أحد أفراد المتمردين؟ وأنها تخدعه منذ البداية وربما تعمل كجاسوسة لديهم كما فعلت بقصري وأنا أعلم بأنه يمتلك ماضٍ سيء يخصّ ذلك"

قذر .. وغد .. لعين ..

على الرغم من أني كنت غاضبة بل في أوج غضبي إلا أنني حافظت على ملامح وجهي باردة وابتسمت له بخبث وأردفت له بهدوء:

"صدقني ستكون أنت الخاسر الوحيد إن فعلت هذا التصرف الأحمق بدون أن تفكر بعواقبه"

تقدمت منه أكثر عندما وجدته يعقد حاجبيه بتفكير بسبب كلامي ..

وقفت أمامه ونظرت إليه بقوة وأردفت له بخبث:

"ألم تفكر بأنني إن فعلت ذلك قد أستعمل حجر البحر في تجميد قلبي لأضمن نجاتي من الموت إن رفضني كارل ومن ثم آتي إلى مملكتك وآخذ الحكم منك بما أنني وريثة كليزور ودماءه تجري في عروقي"

احتدت عروقه وأردف باندفاع وكبرياء لعين:

"محال الحجر قد اختارني وأنا الملك الوحيد للمملكة"

ابتسمت بخبث مستمتعة بإغاظته وأردفت بخبث أكبر:

"اختارك في الماضي أي قبل أن أولد فما هي ضمانتك أنه لن يختارني بما أنني الأميرة الصغيرة أيها الملك؟"

توسعت عيناه بصدمة وخوف من فقدان منصبه فرفعت حاجباي وأردفت له مكملة:

"أرأيت من سيكون الخاسر الأخير إن نطقت بما تعلمه؟ ولكن لا تخف فأنا لا أهتم للمملكة ولا للحكم فحكّم عقلك قبل أن تفكر بإخبار كارل لأنني لن أتردد للحظة في قلب الطاولة عليك وتجريدك من كل شيء"

صمتُّ أحدق به للحظات وأنا أراقب غضبه وتوتره وهو عاجز عن الكلام معي بعد تهديدي له ثم أردفت مكملة ببرود:

"أما الحجر فلا تتوقع مني إعادته واعتبره رداً للثأر الذي بيننا ولا تغضب كثيراً لفقدانك له فهو لم يعد ذو فائدة لك .. والآن وداعاً عمي الملك"

بمجرد أن انتهيت من كلامي حتى التفت وخرجت من المكان بأكمله عائدة للحفل ..

بعد أن أنهيت أمره ..

فأنا متأكدة بأنه تراجع عن كل خططه لأنه لن يفرط بخسارة العرش من أجل كشفي ..

فهو لا يهتم بأي شيء بقدر اهتمامه بإبقاء نفسه عليه وأشك بأنه سيسلمه لأبنائه من بعده ..

على الرغم من أني كنت أكذب بأمر استخدام الحجر ..

فأنا لم أفكر أو أهتم ولو لمرة بأن أتحقق إن كان سيعمل بيدي أو لا ..

لأنه كان بالنسبة لي مجرد وسيلة للوصول للحقيقة خلف موت والدتي ..

ولكن لحسن الحظ بأنني علمت الحقيقة من أنثانيوس دون أن أخسره مما أتاح لي طريقة جديدة يمكنني الإستفادة منه والمساومة به عندما أحتاجه في المستقبل ..

وعندما عدت إليهم رأيت نظرات كارل القلقة وهو يقترب مني ويهمس بأذني:

"لقد تأخرت كثيراً حبيبتي لحظات وكدت سأذهب للبحث عنك"

لم أستطع أن أقمع إبتسامتي من الظهور بسبب المشاعر التي تحركت داخلي فقط من قربه مني فما بالك إن فعل بعض أفعاله المبتذلة التي اعتدت عليها ..

فأمسكت بذراعه بلطف وأنا أردف له بهدوء:

"لا تقلق كارل ولكن الحمام كان بعيداً وقد تهت قليلاً قبل أن أصل إلى هنا"

لم أكن غبية لإخباره بالحقيقة ..

لأنني بكل بساطة لا أريده أن يتأذى بسبب المعلومات التي سيحصل عليها ..

صحيح بأني أنهيت أمر ريغورد إلا أن أمامي شخص أخطر وأكثر دهاء وقوة واستطاع إخفاء نفسه عن الجميع لأكثر من عشرين عاماً ..

وهو أبي ..

إن علِم بأنني أخبرت كارل أي شيء فلن يتردد بقتله للحظة ..

وهذا ما لن أسمح بحدوثه ..

وما أسعى إليه ..

مرّ الوقت وبقيت أراقب الجميع حولي إلى أن اقترب الليل من انتصافه ..

عندها تركنا كارل وإيتن وانضما للقادة والملوك للذهاب حيث قاعة الإجتماع التي تقع في ركن آخر أكثر هدوء في هذه القلعة الضخمة ..

بقيت أحدّث بيرلا بأشياء متنوعة وعيناي لا تزال مدركة بكل شيء حولي ..

فالأمر الآن بات أسهل بكثير فأنا أعلم بجميع أتباع بيرس وأحفظ وجوههم جيداً ..

وهذا ما أراحني قليلاً ..

مضى وقت ليس بقليل وبقيت أراقب الخدم يقدمون المشاريب للضيوف الذين جاؤوا للإستمتاع بهذا الجو السخيف ..

أصوات الضحكات والأحاديث المملة الممزوجة بالموسيقى التي تتغير بين الحين والآخر كانت تملأ المكان وأثق بأنها تخرج من جدران القلعة أيضاً ..

من الجيد بأن بيرلا لم تخف مني بسبب قتالي لتلك اللعينة اليوم وأخبرتني بأنها تفهمت سبب غضبي وعنفي معها ولم تلمني أبداً ..

بل كانت قلقة علي من أن يؤثر الأمر على نفسيتي ..

فهي فهمت الأمر تماماً وأنه أيقظ ذكريات أحاول طمسها في ذاكرتي ..

هذه الفتاة الرقيقة تجعلني أحبها أكثر يوماً بعد يوم ..

على الرغم من أني لم أكن أهتم لشخص آخر غير نفسي إلا أنني لم أستطع مقاومة طيبتها ولطفها والوقوع في حبها ..

نقاؤها وصدقها وإخلاصها لمن حولها الذي يلتمع في عينيها كان يذكرني بأمي ..

لذلك عاهدت نفسي أن أقوم بحمايتها وألا أسمح لأحد بإيذائها ..

ربما تجدون الأمر غريباً ..

ولكنني شعرت ولأول مرة بالمسؤولية اتجاهها ..

وكأنها أختي الصغرى التي تحتاج الإرشاد والحماية ..

وصرت أتمنى داخلي أن يحدث شيء يجعلها تقتنع في العيش في هذا العالم ولا تضطر لتركه ..

لأن هذا العالم بأكمله سيخسر قلباً حنوناً ونقياً كقلبها وليس فقط إيتن أو أنا ..

لذلك عزمت على جعلها فتاة قوية تستطيع أخذ حقها بيدها فهذا العالم يحتاج للأقوياء إن كنت تريد الصمود به ..

خرجت من أفكاري عندما لمحت فتاة تقترب منا وهي تبتسم بلطف مزيف عندها اكمش قلبي وأنا أحدق بها برهبة ..

إنها أحد جواسيس أبي!! ..

هل هو أرسها؟ ..

ولكن لماذا؟ ..

هل من أجلي أم من أجل بيرلا؟ ..

ابتلعت ريقي بتوتر إلا أنني تصنعت البرود وأنا أراها تنظر إلي وتتخطّاني بهدوء ثم اتجهت إلى أحد الضيوف ..

قبضت على ذراعي بقوة وأنا أحاول التماسك بينما أتابعها بنظراتي ..

عندها كان قلبي يتوقف عندما لاحظت دخول عدة أشخاص بين الحضور منهم من يرتدي زي الخدم ومنهم اندمج مع الضيوف ..

إإنهم فريق القتل الثاني الخاص بأبي ..

يا إلهي!! ..

هل بدأ الأمر؟! ..

ماذا سأفعل الآن؟! ..

أدرت رأسي أحدق حولي بتوتر وأنظر لتوزعهم حولنا أنا وبيرلا فدقّ ناقوس الخطر في رأسي في تلك اللحظة ..

علي إخراج بيرلا الآن وبسرعة ! ..

"سانسا هل أنت بخير؟"

خرجت من أفكاري على صوتها القلق فنظرت إليها وأنا لا أدري حقاً ما الذي أقوله ..

علي إيصالها لإيتن بأي طريقة ومن ثم سأتصرف معهم بمفردي ..

ولكن كيف وأنا محاصرة وحدي وهم في الإجتماع؟ ..

أمسكت بيدها دون أن أنطق بأي كلمة وسرت بخطوات شبه سريعة لعلي أخرج من هذا المكان بسرعة وتجاهلت نداءها باسمي مراراً ..

فأمامي مهمة علي تنفيذها ..

وهو إيصال بيرلا لإيتن حتى وإن عنى الأمر اقتحام الإجتماع عليهم ..

إلا أنني توقفت عندما وجدت جورجي ابنة جوليانا رئيسة السحرة تردف لنا بهدوء:

"بيرلا سانسا أنتما هنا أيضاً! لم أنتبه لوجودكما قبلاً كيف حالكما؟"

شتمت بين أنفاسي بغضب ..

اللعنة الوقت ليس مناسباً للتعارف والأحاديث المملة .. تباً لي ..

رسمت إبتسامة صفراء على وجهي قبل أن أردف بهدوء وأنا أنظر لبيرلا التي لا تزال تناظرني بقلق من تصرفي الغريب:

"أهلاً جورجي نحن بخير كيف حالك أنت؟"

ابتسمت جورجي بهدوء وأردفت:

"بخير ولكنني مصابة بالملل بعد أن غادر ستيفان مع أمي لحضور الاجتماع من الجيد أنني وجدتكما حتى لا أقف لوحدي أكثر"

قهقهت بتوتر وأردفت لها بمزاح بينما أشتم داخلي:

"يا لها من صدفة رائعة!"

مضى وقت وأنا أقف بين بيرلا وجورجي وعيناي تحدق برجال أبي باستمرار ..

لم أكن أسمع كلماتهما حولي فالتوتر الذي ينتابني جعلني بالكاد أحافظ على ثباتي ..

فهؤلاء ليسوا برجال عاديين ومجيئهم للحفل معناه أمر واحد ..

وهو أن أبي غاضب ..

وهذا لن يمرّ على خير إطلاقاً ..

سحقاً .. سحقاً .. سحقاً

علي معرفة هدفهم الحقيقي بسرعة قبل أن يبدؤوا بالتحرك ..

دقات قلبي ازدادت والتوتر زحف لجسدي ببطء عندما رأيت تلك اللعينة تتجه نحونا بإبتسامة مقززة ..

هل بدأ الأمر الآن؟ ..

ابتلعت ريقي ونظرت حولي .. علي التصرف دون أن أجلب الانتباه فأنا لا أريد أن يتم كشفي في وسط هذا المكان ..

من حسن حظي اقترب أحد الخدم الذين يقومون بتوزيع المشروبات فأخذت كأساً لا على التعيين ..

فأنا لم ولن أشربه ..

فمن يدري قد يكون يحتوي على سمّ ما وأنا لن أضمن أحداً في هذه اللحظات اللعينة ..

بقيت أمسك بالكأس وأنا أناظرها ببرود وأخفي توتري عندما وقفت بجانبنا وأردفت بمرح:

"مرحباً يا فتيات هل يمكنني الإنضمام إليكنّ؟ أنا آنبير "

قهقهت جورجي قبل أن تردف وهي تشير علي وعلى بيرلا وسط كلامها:

"أجل بكل سرور أنا جورجي وهذه سانسا وهذه بيرلا"

ابتسمت لها إبتسامة صفراء وأنا أحرك حاجبي بصمت كتحية عندما نظرت إلي ..

تلك اللعينة أريد قتلها الآن ..

سحقاً ..

شتمت داخلي وأنا أستمع لأحاديثهم المملة وعيناي لا تزال تركز عليها وعلى من أتى معها ..

ففقدان تركيزي للحظة قد يكلفني الأمر حياة شخص ما ..

ومن دون أن أشعر قرّبت الكأس من فمي وشممت رائحته قبل أن أشربه عندها ابتسمت بوسع وأنا أحدق بها مباشرة ..

لقد كنت محقة ..

يوجد شيء مخلوط بالشراب ..

لا تسألوا كيف علمت حتى لا أخبركم بأنها خبرة خمسة عشر عاماً ..

هدأ شيء بداخلي عندما علمت بأنني أنا هي المستهدفة وأن أبي ينوي قتلي ..

وليس بيرلا ..

تنفست براحة ونظرت إلى آنبير التي تتابع أحاديثها وكأنها تعرفهم منذ عشر سنوات ..

ما بال هذه اللعينة !..

أشارت لأحد الخدم والذي كان أحد رجال والدي أيضاً وأخذت كأسين وقامت بإعطائهم لجورجي وبيرلا وهي تردف بمرحها المزيف:

"والآن دعونا نشرب نخب صداقتنا الجديدة"

ماذا الآن؟ ..

أهذا نخب الموت أم ماذا؟! ..

نطقت داخلي بسخرية قبل أن آخذ الكأس من يد بيرلا وأنا أردف بهدوء وسخرية:

"لا أظن بأنك ستتحملين الكحول عزيزتي ولا أريد أن أُقتل على يد ذئبك الغاضب اليوم"

كما توقعت احمرّت بيرلا خجلاً ولم تعقّب على كلامي ..

أعلم بأنني أحرجتها الآن ولكن حياتها أهم من هذه الأمور التافهة ..

وهذا ما أحاول فعله ..

قهقهت الاثنتين على وجه بيرلا الذي انقلب لطماطم برية ورفعن كؤوسهن فابتسمت وأنا أرفع كأسي نحو البقية ..

وبحركة لم تتوقعها آنبير أنني بدل أن أرفع كأسي لنبدأ النخب المزيف قمت برشقه عليها علناً

شهقت وهي تتراجع وتنظر لفستانها الذي اتسخ من المشروب بينما شهقت الأخرتين ونظرتا إلي وأنا أبتسم لها وأردف بلؤم واضح:

"أوبس لقد انزلقت يدي وحدها آسفة"

سحقاً لتلك اللعينة جعلتني أعتذر الآن ..

رفعت آنبير عيناها الغاضبة نحوي وكأنها تريد قتلي فابتسمت لها بهدوء أخبرها بأنها فشلت بخطتها ..

عندها ضربت الأرض بكعبها وشقّت طريقها لخارج القاعة حتى تذهب للحمام لتنظيف نفسها ..

وبمجرد خروجها نظرت للغبيتين اللتين ينظرا إلي بغير تصديق وقبل أن تسأل أيٌّ منهما عن أفعالي أخذت الكأس من يد جورجي وأردفت باندفاع وهدوء:

"اشكريني على إنقاذ حياتك لاحقاً أما الآن سأذهب قليلاً وأعود إياكما والخروج أو شرب أي شيء"

تركتهما واندفعت بخطوات سريعة كي ألحق بآنبير وبأقرب سلة مهملات رميت الكأسين بما فيهما فأنا أيقنت بأن جميعها مسمومة ..

تسللت للحمام بهدوء دون أن أُسمعها خطواتي بعد أن وجدت الباب مفتوح وشاهدتها وهي تمسح بالمنديل البقعة التي خلّفها الشراب وهي تشتمني بغضب ..

اقتربت منها من الخلف وبمجرد أن أحست بي وحاولت الحركة اندفعت بسرعة وأمسكت بشعرها وثبتّ فكها بيدي الأخرى وهمست بأذنها:

"لا تقلقِ أنا لن أقتلك لأنك حاولت تسميمي فأنا أعلم بأنك بمهمة من أبي لذا سأصفح عنك هذه المرة"

شعرت برجفتها بين يدي ولا أستطيع أن أنكر خوفها مني فأنا لئيمة مع الجميع ولم أترك شخصاً لم أؤذيه بينهم ..

"خذي رفاقك وعودوا وأخبري أبي بأنني آسفة لأنني تركته ولكنني لم أعد أستطيع العودة لأنني تعلقت برفيقي وانتهى الأمر أخبريه بأنني لا أنوي الوقوف ضده ولن أخونه أبداً ولكنني أحاول الدفاع عن حياتي"

رأيتها تومئ بخوف فدفعتها عني وخرجت إلى القاعة وأنا أتنفس براحة ..

وأخيراً سأستطيع الشعور بالراحة بعد أن أنهيت أمرهم هم أيضاً ..

لم أكن لأخاطر لإجهار تمردي على أبي وإلا لن يمانع من حرق قطيع كارل بمن فيه ويحرقني معه ..

صحيح بأنهم في الأعلى يحاولون إيجاد حلّ للمتمردين ولكنهم لو يعلمون قوتهم الحقيقية وأعدادهم لاستسلموا لما سيحدث ..

لأنهم سيعلمون بأنهم سيفشلون في الوقوف أمامهم ..

دخلت القاعة وحدقت بها فرأيت رجال أبي قد اختفوا بأكملهم لم يبقى سوى جواسيس بيرس العاديين ..

غريب!! ..

أشعر بشيء سيء فآنبير لم تخبرهم بعد أنا واثقة ..

وعندما وقعت عيناي على جورجي التي تقف وحدها توسعت عيناي بخوف واقتربت منها بسرعة والتوتر والخوف يزحف إلى جسدي مجدداً ..

إن كان ظني صحيحاً أقسم بأنني سأقتل تلك العاهرة آنبير ..

"أين بيرلا؟"

هتفت باندفاع أجفل جورجي وأنا أحدق بها بغضب وتوتر فأردفت بخوف:

"لقد خرجت الآن مع أحد الخدم فإيتن يطلبها"

سحقاً لها هذه الغبية ..

ازداد خوفي وشحب وجهي عندما أدركت بأنهم كانوا يحاولون فقط إبعادي عن بيرلا حتى يستطيعون الوصول إليها ...

يا إلهي ساعدني !!..

علي إنقاذها بسرعة ..

"أين هي؟ أعني من أي خرجوا؟"

هتفت بخوف وتوتر مما جعل خوفها يزداد وأردفت بقلق:

"من الطرف الآخر ناحية الشرفة"

شتمت وأنا أركض محاولة تخطي الناس ولم أكن أهتم إن استضمت بأحد أم لا ولم أهتم إن كنت أجلب الأنظار نحوي أو لا ..

لأن إنقاذ بيرلا من بين براثن أبي هو أهم من كل شيء الآن ..

الخوف والتوتر يزداد داخلي مع ازدياد الذكريات التي لا تزال تلاحقني ..

هي بريئة ..

ليس لها أي ذنب فيما حدث ...

لما يريد قتلها؟ ..

أبي !!..

لا تفعل أرجوك ..

لا تدعني أكرهك أكثر ..

وبينما أتخبط داخلي بين المشاعر السلبية والذكريات الأليمة خرجت من القاعة واتجهت للشرفة فوجدت الحراس قد قتلوا وتركوا مكانهم بطريقة غريبة ..

لم تخرج منهم نقطة دماء واحدة ..

توسعت عيناي وأنا أحدق بهم ثم رفعت عيناي إلى جورجي التي شهقت بخوف بينما تلهث بسبب ركضها خلفي ..

لم أهتم لها وسرت أتبع جثث الحراس واحداً واحداً والخوف يزداد داخلي فطرق الموت هذه من فعل شخص أعرفه جيداً ..

شخص ليس من رجال والدي ! ..

أشعر بطاقة سحر ممتدة في المكان ..

وهذا السحر المألوف أعرف صاحبه جيداً !..

ركضت أنا وجورجي وأنا أتجه لصاحب السحر إلا أنني تجمدت بمكاني وشحب وجهي وتجمدت الدماء بعروقي

عندما وجدت ذلك الساحر يضع يده على رأس بيرلا ويتمتم بعويذة ما إلى أن فقدت وعيها فحملها ونظر إلي وابتسم بخبث قبل أن يغادروا القلعة بسرعتهم الكبيرة ..

سيقتلونها بلا أدنى شك !..

أنا لم أستطع حمايتها !..

ستموت مظلومة كما ماتت أمي !..

ما الذي يريدونه منها ؟..

ما الذي تريده تلك اللعينة منها أيضاً ؟..

ما الذي يحدث بحق خالق الجحيم ؟..

أنا السبب ..

أنا التي تركتها وذهبت ..

كان علي معرفة ذلك منذ البداية وأنهم يحاولون إبعادي عنها ..

أنا السبب ..

أنا حمقاء وضعيفة لأنني لم أستطع حمايتها كما يجب ..

والآن ستموت ..

سيقتلونها كما قتلوا أمي ..

سأخسرها أيضاً للأبد ..

ولكن لماذا هي بالتحديد؟ ..

وماذا يريدون منها؟ ..

إنهم مجموعة مختلفة وخطيرة فماذا يحتاجون من بشرية زائرة لعالمنا؟ ..

بقيت أحدق بصدمة عندما فقدت الإدراك تماماً في اللحظة التي علمت الخاطف الحقيقي لبيرلا وبقيت أحدق بأثرهم بشرود إلى أن همست بخوف ودون وعي:

"ظلال الموت"

لقد كانوا هم أنا واثقة التفكير بذلك شلّ تفكيري وأرعب كياني وقفت في حالة صدمة وخوف ولم أخرج منها إلا على صوت جورجي التي بجانبي:

"يا إلهي ماذا سنفعل؟!"

استدرت لها وأمسكت بساعديها بقوة وأنا أهتف لها بتوتر بأول فكرة أتتني برأسي:

"ستذهبين وتقتحمين ذلك الإجتماع بأي طريقة كانت وستخبرين إيتن وكارل بما حدث وأخبرينهما أن يتبعا الآثار التي سأتركها خلفي لتدلهما على الطريق"

"ولكن "

"من دون لكن اذهبِ بسرعة وأنا سأنطلق خلفهم حتى أستطيع إدراكهم"

هتفت لها بقوة عندما حاولت الإعتراض والتفت وبدأت الركض بأقصى سرعة لدي ..

علي إدراكهم قبل أن تختفي آثارهم بفعل سحر ذلك اللعين ..

وعلي إنقاذ بيرلا بأي ثمن ..

لن أسمح لأحد بإيذائها ..

حتى ولو كان علي القضاء على رجال والدي بأكملهم ..

الغضب والألم يزداد مع كل خطوة أخطوها أقرب منهم بينما تارة أقفز وتارة أتشبث بأحد سيقان النباتات حتى لا أقع ..

فشتمت نفسي وأنا أحدق حولي فإن بقيت أركض بهذه الخطى الهزيلة فلن أصل أبداً ..

وعندما رفعت رأسي ونظرت للشجر العملاق والمتشعب جاءتني فكرة رائعة ..

فصعدت بلا أي تردد على إحدى الأشجار وقفزت منها لأخرى ثم أخرى وأنا أتعمد وضع بقعة من الدماء على كل شجرة من إبهامي الذي جرحته حتى أدلهم على الطريق ..

القفز كان أفضل حل لمشكلتي فأنا أعتمد على قوة ودفع ذراعيّ لي وهي أسهل من الركض على أرض رطبة موحلة ..

فعلى الرغم من سخونة الجو إلا أن الغابة رطبة جداً وكأنها أمطرت منذ دقائق ولكن هذا اعتيادي للتنانين فهذه الجزيزة تشتهر بمناخها الغريب والمتقلب ..

بقيت أقفز وأنا أعتمد على قوة ذراعي في التمسك ودفع جسدي من شجرة لأخرى بسرعة حتى أدركتهم فوجدتهم وقفوا في مكان عميق في الغابة ..

وبعيداً عن المناطق السكانية في الجزيرة التي مررنا بها قبل الوصول للقلعة ..

نظرت إلى الرجل الذي يحمل بيرلا ورأيته يعطيها لأحد رجال والدي بينما تحدث مع شخص آخر وأرسله لمكان ما ..

لمْ ولن أهتم أبداً لهذا ..

فما يهمني هو الوصول لبيرلا ..

ولأنني كنت أخفي هالتي عنهم وأراقبهم من فوق أحد الأشجار ..

لم ينتبه لي أحد بعد ..

فما كان مني إلا أن أسرعت بقفزي وهبطت وسطهم وقبل أن يتمكن رجال أبي من الخروج من صدمتهم بوجودي قمت بقطع عنق الرجل الذي يمسكها واتجهت لبيرلا التي سقطت معه على الأرض ..

"إياكم وأن تقتربوا وإلا أقسم بأني لن أدع أحداً على قيد الحياة"

هتفت بقوة وأنا أمسك ببيرلا وأجذبها نحوي فرأيت ذلك الساحر القذر يضحك وهو يرفع يديه باستسلام ثم أردف بسخرية:

"أنت حقاً لم تخيبي ظني بك سانسا"

عقدت حاجباي بضيق من كلماته بينما أتراجع بحذر وأنا أسند جسد بيرلا علي ثم أسندتها على جذع شجرة وضغطت بعض النقاط الحيوية لها حتى تستطيع الاستيقاظ ..

فاللعين أفقدها الوعي فقط حتى لا يجعل إيتن يشعر به ..

وقفت أمامها وظهري لها أنتظر استيقاظها بينما أحدق بهم بحدة ثم هتفت بقوة:

"إن كنتم قد أتيتم لخطفها استسلموا فأنا لن أسمح لكم أبداً، خطوة واحدة منكم وسأعتبركم أعدائي وسأنسى بأننا من مجموعة واحدة"

أعلم بأن من الغباء قتالهم جميعاً لمفردي ولكن علي إلهاءهم قدر الإمكان حتى يصل كارل وإيتن فهم أملي الوحيد في مساعدتي ..

وإنقاذ بيرلا ..

فقوتي ليست بخارقة لدرجة قتال عشر رجال معاً ..

ولكنني أستطيع أن ألهيهم قليلاً ..

"هل تظنين بأنك قادرة على قتالنا جميعاً سانسا؟"

أردف أحد رجال أبي المخلصين باستهزاء بينما أردف الساحر:

"آسف عزيزتي ولكننا هنا من أجل المهمة وتعلمين بأن السيدة لا ترضى بالفشل أبداً"

سمعت شهقت بيرلا خلفي لأعلم بأنها استيقظت فشتمت بغضب قبل أن أهتف لها:

"بيرلا إياك وأن تبتعدي عن هنا ابقي مكانك وأنا سأتولى أمرهم"

سمعت صوتها المرتجف وهي تردف بخوف:

"سانسا ااحذري"

استدرت نحوها برأسي وابتسمت لها حتى أطمئنها ثم أعدت نظري أمامي وأنا أحكم قبضتاي أمامي استعداداً لهجومهم ..

رأيتهم يضحكون فيما بينهم مما جعلني أغضب بشدة ..

فلا أحد يهزأ مني وينجو ..

نظرت حولي فوجدت ساقاً خشبية يابسة قريبة مني فاندفعت نحوها وحملتها وقذفتها بسرعة وقوة إلى الشخص الذي استهزأ بي فاخترقت قلبه مباشرة ووقع جسده على الأرض بلا روح ..

سمعت شهقت بيرلا الخائفة خلفي إلا أنني لم أعقب على الأمر فنحن في بداية الأمر وسينتظرها الكثير لتراه الليلة ..

هذا إن بقينا على قيد الحياة ..

وقفت أحدق بنظراتهم الغاضبة وأردفت لهم بغرور:

"هذا مصير من يهزأ بي"

أعلم أنني حمقاء ولكن علي ألا أظهر الضعف أمامهم وبالفعل هاجمني اثنان من الرجال فاندفعت أقاتلهم بقوة ..

على الرغم من قوتهم إلا أنني استطعت طرحهم على الأرض فانضم آخران وصرت محاصرة بين أربعة بينما بيرلا تصرخ باسمي كلما تلقيت ضربة غادرة منهم ..

ولكن للحظة سمعت صوت العاهرة آنبير تردف للساحر بغيظ:

"ألن تُنهي الأمر بعد لقد أخذنا وقت كفاية لهذه المهمة وعلينا أن نعود"

عقدت حاجباي بتفكير بكلامها ثم رأيت الرجال حولي يرخون دفاعهم ويبتعدون عني عدة خطوات ..

عندها شعرت بالقلق الشديد ..

حدسي أخبرني بالهرب بسرعة من هذا المكان ..

ولكن كيف سأهرب وبيرلا في الطرف الآخر؟ ..

ابتلعت ريقي وأنا أحدق بها ثم بالساحر القذر الذي تقدم نحوي وهو يبتسم بخبث ثم أردف لي:

"كلام آنبير صحيح يكفي لعباً للآن هل أنت مستعدة سانسا؟"

مستعدة لماذا؟ ..

للموت مثلاً؟ ..

ولكن لا ..

الخطر ..

أشعر بخطر كبير محدق بي وعلي فعل شيء بسرعة ..

وعندما حاولت الاندفاع نحوه لقتله تفاجأت به يرفع يده نحوي ويتمتم بكلمات جمدت جسدي وضيقت الخناق على أنفاسي ..

"سانسااا"

سمعت صراخ بيرلا باسمي ورأيت اثنان من الرجال يمسكونها عندما حاولت الاندفاع نحوي ..

لا أستطيع التحرك أو التفكير بشيء جسدي متجمد وكأن سلاسل من حديد قيدته بينما أسمع الساحر الذي يقرأ تعويذة ما لا أفهمها ..

بيرلا كان تكافح بين يدي الرجال وهي لا تنفك عن مناداتي وأنا أحاول بشكل بائس تحرير نفسي دون أي فائدة ..

ما الذي يحدث لي؟ ..

ماذا يفعل ذلك الساحر بي؟ ..

للحظة شهقت بقوة وأنا أرفع رأسي للأعلى لثوانٍ قبل أن أنهار على ركبتاي وأنا أشعر بالسلاسل تنتقل من جسدي إلى قلبي ..

بصقت الدماء الذي خرجت من فمي وأنيت بألم وأنا أمسك بمكان قلبي الذي أشعر به يتمزق ببطء مؤلم ..

عندها أدركت ما يحدث لي فرفعت رأسي ونظرت بعيني المتألمة والخائفة إلى الساحر الذي لا يزال يتلو التعويذة ..

لهثت بقوة وأنا أحاول الحركة وإيقافه عن ما يفعله ..

إنه يحجر قلبي! ..

أنا أشعر بذلك! ..

وأشعر برابطتي مع كارل بدأت تتقطع ..

يا إلهي ساعدني !..

أنا لا أريد ذلك ..

لا أريد أن أبتعد عن كارل ..

لا أريد العودة لأبي ..

لا أريد ..

أشعر بالضعف ينهش بجسدي بقوة وعندما لم أعد أستطيع الصمود أكثر انهار جسدي على الأرض وأنا بالكاد أتنفس ..

قلبي يقلّ نبضه ببطء وأشعر به يتحجر شيئاً فشيئاً وأشعر بالظلام يسحبني ببطء إليه ..

رمشت بضعف وأنا أرى بيرلا لا تزال تصرخ باسمي إلا أن كل شيء أدركته في تلك اللحظة ..

وأن هذه خطة أبي الحقيقية أن يحجر قلبي ويعيدني مع بيرلا بعد أن يقتلوا كارل ..

كارل أين أنت الآن؟ ..

لا تأتي أرجوك ..

سيقتلونك ..

كما سيفعلوا مع بيرلا والجميع ..

سينتزعونكم مني كما انتزعوا حياتي مع قلبي ومشاعري  بالقوة ..

لقد خسرت كل شيء هذه المرة فعلاً ..

خرج أنين ضعيف من فمي وأنا أشعر بتقطع الترابط بيننا أكثر من ذي قبل ..

هذا الشعور وهو أقوى شعور ألم شعرته بحياتي ولن أشعر بغيره مجدداً ..

جسدي أصبح بارداً والأصوات بدأت أسمعها بتشوش بينما بالكاد أفتح عيني التي لم تعد تبصر جيداً أمامها وكأنني على وشك الموت ..

لحظات وفقدت الإدراك تماًماً كل ما شعرت به هو حرارة مفاجأة اقتحمت جسدي وأغشت عيناي نهائياً قبل أن أغرق في ظلامي الأبدي ..
_____________

قبل وقت قليل كانت جورجي لا تحاول إقناع الحرس بالسماح لها بالدخول للاجتماع دون أي فائدة ..

فما كان منها إلا أن تستخدم سحرها وتقيدهم وتدخل للقاعة وهي تصرخ بقوة .

انتفضت جوليانا وستيفان على صوتها بينما تدفع البوابة الكبيرة لغرفة الاجتماعات وتدخل بهمجية رغم النظرات الساخطة لجميع الملوك والقواد ..

"جورجي ماذا تفعلين؟"

تجاهلت صوت رفيقها وتقدمت بسرعة نحو إيتن في نهاية المنضدة الطويلة وهي تهتف له بخوف:

"إيتن حدثت مصيبة كبيرة لقد خطفت بيرلا"

فانتفض إيتن واقفاً هو وكارل وهتف باندفاع وغضب:

"كيف ومتى؟"

وقفت جورجي أمامه وأردفت بتوتر وخوف من غضبه:

"أظن بأنهم المتمردون لقد استدرجها أحد الخدم للخارج عندما أخبرونا بأنك تريدها بأمر مهم وعندما خرجنا خلفها أنا وسانسا رأينا الساحر يفقدها الوعي قبل أن يأخذوها معهم ويتجهون بها إلى الغابة"

ابتلعت ريقها بتوتر ثم أكملت:

"لذلك أخبرتني سانسا أن آتي وأخبركم بينما قامت هي بتتبعهم حتى تترك أثراً خلفها سيساعدكم في الوصول إليها"

"ماذا؟! .."

هتفت جوليانا بخوف ونظرت لكارل الذي تقدم بسرعة .

" منذ متى ذهبت سانسا؟"

هتف كارل بقلق بينما كان إيتن يشتعل بغضب وهو يحدق بابنة خالته بنظرات مميتة فأردفت جورجي بخوف منه:

"منذ أكثر من عشر دقائق لأنني حاولت الدخول ولكن الحراس منعوني من ذلك"

انتفض الجميع على صوت زمجرة إيتن الغاضبة ونظر إلى ملك التنانين وهتف له بغضب مخيف بصوت ممزوج مع صوت ذئبه وعينيه التمعت بالأصفر كدليل على حضور ذئبه:

"ألتيموس سنتحاسب على تقصيرك هذا وسماحك للمتمردين بالاقتراب من رفيقتي "

استدار نحوه ونظر للعجوز الذي شعر بالإرتباك من كلامه وأكمل بصوت مخيف:

"وأقسم إن تأذت شعرة منها فإن شعبك بأكمله لن يكون فدية لها واعتبر أنها الحرب بيننا قد بدأت"

"إيتن"

هتفت جوليانا بخوف من توعده إلا أنه لم يهتم لها وانطلق بأقصى سرعته خارجاً من المكان بأكمله فتبعه كارل بسرعة ..

بينما حدقت جوليانا في أثرهما بتوتر إلا أنها التفتت نحو فليغون الذي وقف من مكانه بهدوء وأردف ببرود:

"أظن بأن علينا اللحاق بهما فشخص يمتلك الجرأة لاختطاف بيرلا وسط التجمع الهائل لنا فهذا يعني بأن خطته أكبر بكثير من الاختطاف"
____________________

اندفع إيتن وكارل ولحقا رائحة دماء سانسا التي دلتهما على الطريق بالفعل وبينما كانا يركضان توقف كارل ووضع يده على صدره فنظر نحوه إيتن وقبل أن يتكلم معه هتف كارل بجنون:

"إيتن الرابطة أشعر بها تتمزق داخلي سانسا في خطر"

"دعنا نسرع هيا"

هتف إيتن بسرعة وزادا من سرعتهما وبمجرد اقترابهما صدح صوت بيرلا التي تصرخ بخوف وتنادي سانسا مراراً وتكراراً ..

مما جعل الاثنان يندفعا بقوة لوسطهم فتوسعت عينا كارل عندما وجد سانسا تفترش الأرض بجسدها وهي تئن بألم وعندما حاول الاقتراب وهو يناديها إلتفّ حوله الرجال ومنعوه من التقدم ..

أما إيتن الذي بمجرد أن هبط على الأرض اندفع فوراً واقتلع قلب الرجلان اللذان يمسكان بيرلا معاً ..

ووقف يحدق ببيرلا التي وقعت على ركبتيها بمجرد أن أحست بارتخاء الأيادي التي كانت تقيدها ..

لم تنتبه لإيتن أبداً ..

وإنما شعرت برياح قوية تلفح وجهها فأغمضت عينيها ثم فتحتهما ونظرت حولها وهي تحاول إدراك ما يحدث فوجدت الرجلان نائمان على الأرض بلا أي حركة ..

إلا أنها نظرت أمامها بخوف عندما شعرت بشيء يسقط أمامها فرأت قدمان وهناك شيء بجانبهما لم تستطع رؤيته جيداً ولم تدرك أنهما قلبا الرجلان ..

وببطء ورعب رفعت عيناها للأعلى فارتجفت بخوف عندما وجدت تلك العيون الصفراء تحدق بها بعمق ..

ارتجف قلبها لكن ليس خوفاً بل سعادةً لأول مرة شعرت بالسعادة لقدومه أو رؤيته أمامها ..

وبينما كان إيتن الذي يحدق بها بتفحص وشاهد الدماء تلوث كتفها فانقبض قلبه بخوف وغضب ولم يخرج من شروده إلا عندما سمع همسها المرتجف:

"أألفا"

كان فوكسارد وإيتن يتشاركان الوعي في تلك اللحظة ثم أردفا لها بصوت بدا قوياً ومخيفاً:

"ابقي بجانب هذه الشجرة ولا تتحركِ مهما حدث"

أومأت له بيرلا بسرعة وركضت بسرعة عند الشجرة التي أشار لها إيتن ثم نظرت إليه كيف اندفع لقتل أحد الرجال الذين حاوطوا كارل ثم اندفع نحو الساحر الذي كان لا يزال يردد التعويذة وكأنه يريد إنهاءها بسرعة ..

ضرب إيتن الساحر بلكمة مباغتة فارتدّ الساحر بقوة إثرها للخلف ووقع على الأرض بينما وقف إيتن وهو يحدق به ببرود مخيف ..

ثم وقف الساحر وهو يضحك بخبث ثم أردف له بسخرية:

"لقد أتيت أسرع مما كنت أظن أيها الألفا لما أنت مستعجل على موتك هكذا؟"


أما إيتن الذي اشتعل داخله بحقد وغضب كبيرين بمجرد وقعت عينيه عليه فخرجت زمجرة عالية متوحشة من فم إيتن قبل أن تلتمع عينيه بالأحمر الدموي كدليل على فقدان سيطرته على نفسه من شدة الغضب ..

"سأمزقك أيها اللعين"

قهقه الساحر وأردف له بسخرية:

"افعل إن كنت تستطيع"

شهقت بيرلا بخوف هي تراقب عيون إيتن تلتمع بالأحمر وصوته المتوحش الذي انطلق ومن ثم ومن الا مكان ظهر حولهم العشرات من الرجال بمختلف الأشكال والأجناس ..

نظر كارل حوله بعد أن اقتلع رأس الرجل الذي كان يقاتله فرأى تجمع المتمردين حولهم ..

فشتم بين أنفاسه عندما فهم أن هذه خطتهم للإيقاع بهما وقتلهما معاً مع رفيقاتهم ..

فزمجر بغضب من هذه الفكرة وحدق بسانسا التي لا تزال فاقدة الوعي ثم نظر إلى إيتن الذي جُنَّ جنونه وزمجر بقوة وهو يتحول لفوكسارد ثم اندفع نحو الساحر ورجاله بكل قوة .

وبدأ بتمزيق كل من يأتي في طريقه ..

فأمامه هدف واحد وهو القضاء عليهم جميعاً ..

أما كارل الذي أخرج مخالبه وتصدى للضربات التي كادت تصيبه ثم نظر للأعداد المتزايدة حوله وكأنهم يستقصدونه دوناً عن بيرلا أو سانسا ..

وهذا ما أثار ريبته ..

إلا أن داخله هدأ قليلاً لأنه لم يرى أحداً يقترب من سانسا بعد أن ابتعد الساحر عنها ..

إلا أنه خرج من أفكاره على ضربة قوية فاجأته وأوقعته على الأرض وقبل أن يقف رأى رجلاً يعتليه بسرعة ويوجه له ضربة بخنجر من فضة ..
____________

أما على أطراف الغابة كانت جوليانا تحاول إختراق الحاجز الذي وضعه المتمردين لإكمال مخططهم في قتل إيتن وكارل وإشعال الفتنة بين الفصائل من جديد ..

"هل من جديد؟"

أردف فليغون الذي يقف خلفهم بقليل وهو يراقب جوليانا وجورجي إضافة لملك العمالقة السحرة وكل شخص يستطيع استخدام السحر

وهم يحاولون كسر الحاجز دون أي فائدة فلهثت جورجي وهي تهتف بيأس:

"إنه سحر العناصر أمي من المستحيل كسره ذلك الساحر يستفيد من وجود الغابة بتقوية حاجزه"

نظرت جوليانا إلى ابنتها وأردفت لها بقلق:

"هذا لا يهم علينا عبوره قبل أن يتمكنوا من أذية إيتن والبقية هيا اشحذوا طاقاتكم ودعونا نبدأ مجدداً"

أومأ الجميع وبدؤوا من جديد بإخراج طاقاتهم دفعة واحدة إلا أنهم لم يستطيعوا حتى إضعافه فخرجت قهقهة غاضبة من فليغون قبل أن يرتفع بجناحيه

ويندفع نحو الحاجز ويلمسه ويخرج نيرانه بقوة مع طاقة السحرة إلى أن انكسر الحاجز فهبط على الأرض وهو يبتسم بغرور ثم نظر للتنين العجوز الذي أردف له بحنق وغضب:

"إن كنت تعلم بأن نارك ستفيد فلما لم تتدخل منذ البداية أيها اللعين"

ابتسم فليغون له باستفزاز وأردف بغرور:

"وماذا تفرق لديك أيها العجوز إن كان الآن أم بعد ساعة المهم أنني نفذت الفكرة التي أتت لرأسي"

عقدت جوليانا حاجبيها وهي تحدق بفليغون للحظات قبل أن تردف بجدية:

"أرجو أن تتركا خلافاتكما والإنطلاق حتى نستطيع إيقاف الحرب التي على وشك البدء"
_____________

أما في المعركة حيث كان يحاول كارل منع ذلك الرجل بقتله شتم بين أنفاسه عندما شعر بالتمامهم حوله فزمجر ويضغط على يد الرجل إلى أن حطم عظامها ثم بحركة سريعة قذفه عنه وانتفض يصدّ الضربات التي أمطرت عليه ..

إلا أنه تجمد بصدمة كما تجمد الجميع عندما شعروا بظهور هالة قوية ثم سمع صوت سانسا الغاضب:

"إياكم ولمسه"

وقفت على قدميها وظهرت هالة قوية وغريبة حولها أربكت الجميع وبذهول شديد شاهدوا قطرات الماء تطير من كل مكان في الغابة وتلتفّ حول سانسا بحلقة دائرية ..

إلى أن تكاثفت وازدادت بشكل مذهل ..

فتحت سانسا عينيها التي توهجت بأزرق صافي كصفاء المياه التي حولها ثم رفعت ذراعيها أمامها وكأنها توجه طاقتها ..

فتوسعت أعين الجميع عندما تفجرت المياه من الأرض بين قدمي سانسا وتحولت مع الحلقة التي حولها لزوابع مائية اتجهت بسرعة وقتلت الرجال الذين يحيطون كارل بلمح البصر ..

رمش كارل بصدمة وهو يرى زوابع المياه تضرب المتمردين واحداً واحداً وهي تحدق بالجميع ببرود مخيف ..

في اللحظة نفسها كان الساحر لا يزال يحاول تجنب قتال فوكسارد الذي يهاجمه بشراسة فنظر لسانسا التي باتت تتحكم في الرطوبة والماء وتحمي كارل بقواها فهمس بذهول:

"ماذا سحر العناصر أهي هجينة؟!"

هذا التفكير شله عن الحركة لثوان عديدة فكانت فرصة فوكسارد بمهاجمته وعضه من كتفه بوحشية وهو يزمجر بغضب وكره ..

أما بيرلا التي تراقب كل شيء حولها بعيون مذعورة فهي حتى في كوابيسها لم ترى قتالاً بهذه الدموية ..

ووقوف سانسا ودفاعها عن كارل بذلك الشكل أدهشها إلا أنها كانت سعيدة بسلامتها فهي في لحظة ما ظنّت بأنها قد ماتت على أيديهم ..

وبينما كانت واقفة وتراقب كل شيء شهقت بخوف عندما وجدت غولاً مخيفاً يقترب منها بنية قتلها الواضحة في عينيه القبيحتين ..

فالتصقت بالشجرة خلفها وهي توسع عينيها بخوف ولكنها شهقت مجدداً عندما اشتعلت النار فجأة بذلك الغول ووقع ميتاً على الأرض ..

فابتلعت بيرلا ريقها بخوف وأشاحت بنظرها عنه حتى لا ترى جثته التي تفحمت خلال ثوان


"هل أنت بخير بيرلا؟"

انتفضت بيرلا على صوت فليغون الذي ظهر بجانبها فنظرت نحوه بخوف فرأته يحدق بها للحظات ثم نظر للمعركة وأردف بصوت هادئ:

"هل كنت تعلمين بأن صديقتك ساحرة؟"

فتحت بيرلا عينيها بصدمة من ذلك ونظرت إلى سانسا التي لا تزال تهاجم أي شخص يقترب من كارل ثم التفتت إلى جوليانا التي صرخت بكارل:

"كارل أوقف سانسا بسرعة لقد فقدت السيطرة على قواها"

أومأ كارل واندفع نحو سانسا وأمسكها من عنقها وهتف لها بقلق:

"سانسا توقفِ حبيبتي أنا كارل توقفِ أرجوك"

بقيت تناظره ببرود بعد أن فقدت إدراكها بالكامل بعد أن خرجت قوتها الدفينة عندما شعرت بالخطر يقترب من نصفها الآخر ..

فتدفقت قوتها بدافع غريزتها وهدفها قتل الجميع وحماية رفيقها ..

قد يكون الأمر صدفة أو حظاً جيداً ولكن تدخل إيتن ومنع الساحر من إكمال التعويذة جعلها تفشل بالكامل لذلك بسبب مشاعر سانسا المتضاربة وألمها جعلها تفجر طاقتها التي لم تكن تدري أي شيء عنها قبل الآن ..

وعندما رأى كارل عدم تجاوبها معه فما كان منه إلا أن يقترب منها ويقبلها ويريها بحبه بأنه لا يزال موجوداً معها ..

وبمجرد أن قبلها حتى هدأت بين ذراعيه ونظرت إليه بضعف وهو يبتعد عنها بهدوء ويحدق بها بحب وعشق ..

فابتسمت بهدوء وهمست باسمه بخفوت قبل أن تسقط نائمة في أحضانه بعد أن فقدت جزء كبيراً من طاقتها ..

أما الملوك والجنود الذين إما وقفوا شاهدون وإما يقاتلون ما بقي من المجموعة ..

وبينما كانت بيرلا تراقب بعينيها إيتن الذي لا يزال في حالة هيجان كبيرة عندما قطع أطراف الساحر وهو لا يزال على قيد الحياة قبل أن يفصل رأسه عن جسده منهياً حياته ..

كانت تراقب بصدمة وهو يندفع بكل شراسة ويقتل كل شخص يقترب منه ولم يهتم أبداً عندما أصيب بإحدى قوائمه الأمامية بعد أن حاول مصاص الدماء النجاة بحياته منه ..

وبشكل غريب ورغم الخوف الذي يملأ قلبها شعرت بخوف مضاعف عندما رأت إصابته ..

لم تكن خائفة منه بل عليه ..

على الرغم المشاهد الدموية التي تراها لأول مرة في حياتها إلا أنها لم تهتم أبداً بمن حولها بقدر قلقها على إصابته التي لم يكن هو يعلم عنها بالأصل ..

ففي هذه اللحظات لم يكن أحد يدري ما هو سبب غضب إيتن الكبير ..

الأمر لم يكن لمجرد أن رفيقته تعرضت للخطر فحسب بل لأن جرحاً قديماً قد فُتح في اللحظة التي وقعت عينيه على ذلك الساحر ..

لذلك بقي مصراً إلى أن قطعه بين أنيابه وحتى بذلك لم يشعر بالإكتفاء ..

شعور الغضب قد أعمى عينيه فلم يعد يفرق بين حلفائه وأعدائه وعندما زمجر بعدائية أمام اثنان من جنود التنانين اندفعت جوليانا ووقفت أمامه وهي تهتف له بخوف:

"إيتن بني توقف بيرلا بخير لقد انتهينا منهم إيتن سيطر على ذئبك أرجوك"

زمجر فوكسارد مجدداً وهو يتخذ وضعية الهجوم ويستعد للقضاء على خالته عندما وقفت في وجهه مما جعل جوليانا توسع عينيها بصدمة منه ..

وما أن هاجمها حتى استخدم ملك العمالقة سحره ودفعه عنها وأردف بصوته البارد:

"سيدة جوليانا علينا إيقافه فقدْ فقدَ السيطرة على نفسه"

حاولت جوليانا محادثته وإيقافه مع البقية بينما كانت بيرلا تنظر إليه بعيون ملتمعة بالدموع ..

كانت ترغب في البكاء ولا تدري السبب ..

وكانت ما بين تريد الركض نحوه وضمه لها أو الهرب منه ومن وحشيته ...

"هل تخافينه؟"

صوت فليغون الهادئ بجانبها أيقظها من أفكارها فنفت برأسها وهي لا تزال تراقب فوكسارد يحاول مهاجمة كل شخص يقترب منه ..

فابتسم فليغون بطريقة غريبة وأردف لها:

"وهل تعلمين بأنه جنّ هكذا بسببك؟"

"أعلم"

صوتها المرتجف خرج فتقدمت للأمام وهي تحدق به فابتسم لها فليغون دفعها برفق وهو يردف لها:

"هيا اذهبِ إليه فأنت الشخص الوحيد الذي سيجعله يهدأ"

نظرت بيرلا إليه بصدمة من كلامه فهي لا تزال تستغرب من دفاعه عن إيتن بينما إيتن يكرهه بشدة إلا أنها نتفضت على صوت زمجرة فوكسارد القوية عندما رآه يلمس بيرلا ..

أما جوليانا التي أحاطته بحاجز حتى تمنعه من مهاجمة فلغون ثم هتفت به بغضب:

"فليغون هل جننت؟ أهذا وقتك أيضاً؟ أتحاول جعله يغضب أكثر ويقتلع رأسك من مكانه أم ماذا؟"

قهقه فليغون بمرح وهو يتراجع عن بيرلا بعد أن غمز لذئب إيتن ورأى كفاحه للخروج وتمزيقه بين أنيابه ..

بينما اقتربت بيرلا ببطء وتردد ورأت كيف الذئب يدفع الجدران بقوة مراراً وتكراراً ويحاول الإفلات منهم وجوليانا لا تزال تحاول أن تكلمه مع كارل الذي اقترب أيضاً ..

كانت عدائيته وقوته تزداد مع كل لحظة ..

فعلموا بأن الحلّ الوحيد لإيقافه هو إفقاده الوعي فاندفع كارل نحوه عندما حطم الحاجز ودفعه بقوة للخلف بقوة ..

فزمجر فوكسارد وكشر عن أنيابه المليئة بالدماء وهو يزمجر ويستعد للهجوم مجدداً ..

ولكن صوت بيرلا الرقيق قد أوقفه عندما هتفت له بخوف:

"توقف"

تقدمت من بين الجمع بتردد محاربة كل مخاوفها مع الأفكار المنطقية التي تحثها على الهرب منه ..

على الرغم من أنها في المرة السابقة كانت تتراجع مع كل خطوة يقترب منها إيتن ..

ولكن هذه المرة وجدت نفسها تقترب من ذئبه الذي توحش ورأته يحاول قتل صديقه وخالته ..

إذاً ماذا عنها هي ؟..

وعندما أرادت جوليانا التقدم ومنعها رفع كارل ذراعه أمامها ونفى برأسه وهو يحدق ببيرلا التي باتت تترك المعتقدات البشرية خاصتها وتنخرط بعالهم بهذا العمق ..

وتقترب من الوحش بقدميها مقاومة مخاوفها ..

زمجر فوكسارد بعدائية في وجهها مما جعلها تقف وتبتلع ريقها بخوف للحظات قبل أن تتقدم منه مجدداً وتفكر بحل يجعلها تهدئه ..

فزمجر ثانية بوجهها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تنطق بخوف وهي تحدق به بعيون مذعورة مليئة بالدموع:

"ف فوكسارد"

توقف الذئب عن الزمجرة وحدق بعينيها على الرغم من غضبه الواضح وملامحه العدائية

فاستجمعت بيرلا ما بقي من شجاعتها ورفعت يدها وقربتها ببطء من فكه وهي تهمس له:

"اهدأ أرجوك"

بمجرد أن لمست فكه حتى تنفس الجميع براحة لأنه استعاد السيطرة على نفسه ..

فنظر فوكسارد إلى الجميع بعد أن هدأ من غضبه وما أن وقعت عيناه على فليغون الذي كان يستند على الشجرة ويبتسم له بخبث عاد غضبه مجدداً ..

فأطلق زمجرة غاضبة أجفلت بيرلا التي ظنت بأنها نجحت بإعادته لرشده ولم تشعر إلا والذئب يقترب منها بسرعة فشهقت بخوف عندما شعرت بنفسها تصبح على ظهره بشكل نائم قدميها تتدلى من مكان ورأسها وجذعها الأعلى من الطرف الآخر ..

"يا إلهي إيتن اهدأ"

صرخت جوليانا بخوف عندما وجدته يضع بيرلا بهمجية على ظهره فزمجر بحدة بهم قبل أن يندفع بسرعته الكبيرة ويبتعد عن المكان وبيرلا تصرخ بخوف وتتشبث به بكل قوتها حتى لا تقع عن ظهره ..

بينما التفت الجميع إلى فليغون الذي كان يقهقه بصخب وهو يصرخ لهما بمرح:

"أتمنى لكما وقتاً ممتعاً"

فزفرت جوليانا بيأس منه بينما شتمه كارل بغضب قبل أن يعود ويحمل سانسا ويذهب بها إلى جناحه مع البقية بعد أن نجوا من حرب كانت ستكلفهم الكثيرين ..

بعد أن تركوا بيرلا تحت رحمة فوكسارد وإيتن ..

_______________

كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

بالمعركة إلي صارت ..

بدفاع سانسا المستميت عن بيرلا وكارل ..

وظهور قوتها المفاجئ ..

وخبث والدها ..

وأخيراً غضب إيتن وجنونه ..

ويا ترى شو سببه ..

وأخيراً توقعاتكم بشو حيصير بين بيرلا وفوكسارد بعد ما خطفها😂😂..

أشوفكم ببارت الجمعة😘😘😘😘😘😘

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

1.5M 66.8K 33
..هو بارد و قاسي و عديم الرحمه سمي بالملك الأسود لجبوريته و قوته لا يوجد بقاموسه ..لا .. قلبه ينبض بعشقها و هيام بها على رغم من انه لا يعرفها و لم ي...
6.9M 443K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
479K 25.4K 46
انت في حرب لا تعلم من خيرها من شرهم من الشرير و من البطل اسطوره روتها الجدات للاحفاد لجعلهم يخلدون إلى النوم مبكراً بغض النظر عن مدا حقيقتها صحيح...
84.3K 3.1K 42
عندما اخبرك بأننا لا نعلم ما يجبو في هذا العالم وان من الممكن ان نجد اشياء تصدمنا فهل ستصدقني ؟ هذه القصة ليست الا لمحاولة ان اعبئ وقت فراغي وليست ا...