خدعة الحقيقة

By Medusa_Morae

2.1M 78.3K 38.2K

"لقد عاقبني الله على كل خطاياي برؤيتي للرجل الذي أعشقه يحب أختي" -أفروديت كامارينوس. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في أعقاب مذ... More

الفصل الأول "افروديت القلب"
إقتباس "حامل؟"
الفصل الثاني "إنهيار"
الفصل الثالث "امرأة مجهولة"
إقتباس "كيف انسي؟"
الفصل الرابع "حالة اضطراب"
الفصل الخامس "مفاجأة يا ابن العاهرة"
الفصل السادس "اغتصاب"
الفصل السابع "معزوفة الموت"
الفصل الثامن "إشتعـال"
الفصل التاسع "وحوش مُنكسرة"
الفصل العاشر "قُبلة همجية"
الفصل الحادي عشر "إبتزاز"
الفصل الثاني عشر "مفاجأة غير سارة"
اسمي الحقيقي هو...
الفصل الثالث عشر "جنون زافير"
الفصل الرابع عشر "غيرة عمياء"
الفصل الخامس عشر "كتلة إثارة"
الفصل السادس عشر "قُبلة ما قبل الكارثة"
الفصل السابع عشر "خمري المُفضل"
الفصل الثامن عشر "حُـب وحـرب"
الفصل التاسع عشر "حب مُحرم"
الفصل العشرون "الحفل الملعون"
الفصل الواحد والعشرون "المُسوخ لا تُروض"
الفصل الثاني والعشرون "انقلب السحر على الساحر"
تيليجرام؟
الفصل الثالث والعشرون "أكاذيب عاشقة"
الفصل الرابع والعشرون "فوضى مشاعر جامحة"
تحديث مهم
الفصل الخامس والعشرون "لعنـة الحـب"
الفصل السادس والعشرون "خطايا الكاردينال"
توضيح مهم
الفصل السابع والعشرون "فن الوقوع في المتاعب"
الفصل الثامن والعشرون "ضائعة بين شفتيه"
الفصل التاسع والعشرون "خُتم بقبلة"
الفصل الثلاثون "الثعلبة الفضية"
الفصل الواحد والثلاثون "رومانسية في غاية القتامة"
تحديث مهم ✨
الفصل الثاني والثلاثون "فن إغواء النساء"
الفصل الثالث والثلاثون "الرومانسية في عصر الرجل البربري المجنون"
مواعيد تنزيل الفصول ✨🍂
الفصل الخامس والثلاثون "سهم كيوبيد ولعنة الجمال"
الفصل السادس والثلاثون "ندوب وقُبلة كارثية"
الفصل السابع والثلاثون "ليس اليوم أيها الشيطان"
الفصل الثامن والثلاثون "الجانب الآخر من العلاج النفسي"
إلي قرائي الأعزاء ❤️
الفصل التاسع والثلاثون "شارلوك هولمز والطفولة المسلوبة"
الفصل الأربعون "العشيقة العذراء"
تذكير هام 🍂
اقتباس من الفصل القادم 🍂
ميعاد نشر الفصل الواحد والأربعون
الفصل الواحد والأربعون "مأساة عُطيل وصندوق الموت"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
مجموعة الفيسبوك 🤫🌝
تنويه في غاية الأهمية 🤍🥀
الفصل الثاني والأربعون "العهود السبعة"
اقتباس "أعد ليّ حياتي"
أعزائي النقاد.. وداعًا ❤️
اقتباس من الفصل القادم.. غيرة النساء
الفصل الثالث والأربعون "الوحش والجميلة الساذجة"
استفتاء سريع 🏃‍♀️
الفصل الرابع والأربعون "أستر ڤاسيليوس"
إقتباس من الفصل القادم... "احتضان ظلال اليأس"
الفصل الخامس والأربعون "صلوات منتصف الليل"
الفصل السادس والأربعون "مادموزيل في ورطة!"
الفصل السابع والأربعون "إعتراف تحت التهديد"
الفصل الثامن والأربعون "عن العشق والجنون"
الفصل التاسع والأربعون "شيطان كونستانتينو"
الفصل الخمسون "لا تقع في حبي"
تحديث مهم: اسئلة وإجابات حول الرواية 💕📚
إقتباس من الفصل القادم - المنطقة الرمادية
الفصل الواحد والخمسون "مراسـم الخـداع"
الفصل الثاني والخمسون "أغلال الماضي"
إقتباس من الفصل القادم.. "أهداف خفية"
الفصل الثالث والخمسون "صيد الأصهب"

الفصل الرابع والثلاثون "رقصة على ألحان خفية"

28.4K 1.3K 772
By Medusa_Morae

الفصل الجديد هينزل يوم السبت ٢١ يناير لو الفصل دا كمل الشروط وهي ٥٠٠ تصويت و٥٠٠ تعليق 👩🏼‍💻💜

فصل ٧٠٤٧ كلمة ❤️

هتلاقوني علي تيك توك وانستاجرام واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

وعلي تيليجرام باسم: روايات نرمين عصام

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

لقد تُرك فراشنا في حالة خراب... الأقنعة والأسلحة تم نسيانها على الأرض... القبلات الحلوة بطعم الغضب... والغضب بطعم الشغف... محاربان؛ جبابرة صنعا الحب والحرب دفعة واحدة"

{في إسبانيا بالملهى الليلي لا غوارديا دي لوس اسيسينوس تحديداً أمام أحد المكتب بالملهى}

رمشت عدة مرات وما كادت أن تفتح فمها الا و شعرت بأحدهم يسحبها للخلف في عناق قوي للغاية لدرجة شعورها بأن اضلاعها علي وشك ان تسحق بين هذه الأذرع القوية وهذا الصدر الفسيح!

لم يستغرقها الامر اكثر من مجرد ثواني لتتعرف علي تلك الرائحة وهذا الجسد... لقد كان زافير!

لماذا يحتضنها بهذا الشكل! تقسم انها تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة من شدة سحقه لها بين ذراعيه حتى واخيراً افلتها لتشهق بقوة مدخلة أكبر قدر من الاكسجين لرئتيها لتراه وهو يمسكها من اعلي ذراعيها بينما يقول بغضب من بين أسنانه: اين كنتي؟ لماذا تحركتي من مكانك ألم اخبركي بان تبقي مكان ما تركتك؟ لماذا فقط لا تستمعين لحديثي واللعنة!!

اخذت نفساً عميقاً وهي تحاول الا تتفوه بشئ يتسبب بمقتلها الان لان هذا الوغد يستغل كل حرف تنطق به ضدها: انظر سيد ساندوفال؛ آمل أن نتمكن من التوصل إلى بعض المصطلحات الودية دون استخدام تكتيكات وحشية تعمل فقط على النساء والأطفال!

هذا ما قالته بمنتهى الهدوء لتلعب على أعصاب الاخر اكثر وتثير غضبه اضعاف مضاعفة لكونها تتحدث بكل هذا الهدوء بعدما كادت ان تتسبب في توقف قلبه خوفاً عليها ليقول بحدة بعد سماعه لكلماتها المنمقة التي لا تحمل أي معنى بالنسبة إليه: انهيتي محاضرة الفلسفة خاصتك؟

رمقته بنظرة قذرة وهي تقول من بين اسنانه: ليست بمحاضرة فلسفة بل انه اسلوب متحضر للتعامل بين الرجل والمرأة والذي لا تعرف انت عنه اي شئ!

ظل ينظر في وجهها بصمت مثير للريبة قبل أن يرفع إحدى يديه مبعداً شعرها عن وجهها وهو يقول: جيد انك تعلمين اني لا اعرف عن هذا اي شئ... ولذلك فلتخبريني الان وعلي الفور ما مصدر تلك الرائحة القذرة الملتصقة بكي قبل ان اريكي ماذا يعني استخدام التكتيكات الوحشية بصورة عملية يا حبيبتي!

انكمشت ملامحها بتعجب بينما تصفع يده بعيداً عنها قائلة: رائحة ماذا؟

مد يده قابضاً علي ذراعها شاددها نحوه لتصطدم به بينما اخذ يمرر انفه من اعلي رأسها وشعرها لعنقها وهو يأخذ نفساً عميقاً قبل ان يعاود ليقابل وجهها وهو يطالعها بنظرات سوداوية قائلاً بنبرة خاوية: اقصد تلك الرائحة القذرة التي لم تكن عليكي قبل دقائق!

اتسعت عيناها لوهلة قبل ان تعود لطبيعتها عندما عرفت ما يلمح له... بالتأكيد ان الرائحة التي التصقت بها كانت رائحة الرجل الذي وقعت بين احضانه قبل قليل!

"ماذا؟ هل تحولت لكلب بوليسي؟" هذا ما قالته باستنكار محاولة تغيير مجرى الحديث لتجده يضيق بعينه على ملامحها وهو يقول: ما الذي أفسد مساحيق التجميل خاصتك؟

اغمضت عيناها محاولة تجنب نظرات هذا الرجل المتفحصة وهي تقول بعدم اكتراث: لا شئ فقط امور نساء؛ احياناً تُفسد مساحيق تجميلنا!

"وشعرك المنكوش هذا؟ هل هذه ايضاً أمور للنساء؟" هذا ما قاله بسخرية مخبرها انه لم يقتنع باياً من الهراء الذي قالته لتنفجر في وجهه وهي تقول بغيظ من كونه يصر على حصرها في الزاوية: ما بك؟ ما لعنتك ها؟ رائحتي متغيرة، مساحيق وجهي مُفسدة، شعري مشعث، ملابسي ممزقة... ما لعنتك انت؟!!

كان يعلم انها لن تنطق بشي لذلك سيقوم بتفريغ سجلات جميع الكاميرات حتي يعرف منبع هذه الرائحة القذرة وسبب خالتها الفوضوية! ولكن الان... هو فقط يريد اخراجها من هنا بسلام.

كانت تهاجمه بدون سبب حرفياً وهو كان اذكى من ان يقع في فخها ليقول بعد ان قبض على ذقنها بيده بعنف وهو يقول من بين أسنانه: لسانك يا امرأة لا تجعليني اريكي وجهي الآخر! والان وبمنتهي الرقي والتحضر تحركي معي والا...

قاطعته بشراسة وهي تقول: ماذا ستقتل بيدرو؟ فلتجد شئ جديد تهددني به لأني أُصبت بالملل!

آه، ما كان يجب عليها قول تلك الكلمات وهذا ما شعرت به وهي ترى ابتسامته الباردة التي انتشرت على وجهه وهو يقول بهدوء ووعيد: حسناً، يبدو ان بيدرو اصبح بطاقة محروقة... ما رأيك ان استبدله بفاينا صديقتك العزيزة؟ انا بالكاد امنع نفسي من قتلها وانتي ستعطيني الفرصة!

"انت مجنون!" هذا ما صرخت به في وجهه بعدما هدد بقتل ابنة زعيم البراتفا وايقاع نفسه في المتاعب فقط لتهديدها!

"بكي..." هذا ما قاله لها سريعاً وهو يداعب وجنتها مردفاً: مجنوناً بكي يا أوركيدتي الجميلة!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم السبت ٢١ يناير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في إسبانيا بالملهى الليلي لا غوارديا دي لوس اسيسينوس}

كان زافير يحكم القبض على جسد أفروديت كما لو كانت ستهرب في أي لحظة متخذها أسفل ذراعه محتضنها بجانبية.. كان الأمر غريب بحق ولكن ما باليد حيلة عندما يتعلق الأمر بها خصوصاً بعد الرعب الذي جعلته يعيشه قبل دقائق فقط!

كانا متجهين نحو مخرج الملهى عندما استوقفهم صوت انثوي يهتف منادياً: سينيور.. سينيور ساندوفال!

توقف زافير ومعه توقفت أفروديت قبل أن يلتفت كلاهما نحو مصدر الصوت ليروا امرأة تتقدم منهما بينما يبدو أنها كانت تركض حيث كانت تنهج عندما وصلت امامهما.. كانت المرأة ترتدي فستان ضيق للغاية مفتوح من الاعلى والاسفل مظهراً كل شئ ولا يترك أي شئ للخيال!

رمقتها افروديت بقرف قبل أن تحاول الابتعاد عن زافير الذي شدد قبضته حولها وهو يهبط على اذنها قائلاً بخفوت: لم نخرج من الملهى حتى.. مازالت حياة بيدرو على المحك يا مناصرة حياة الأبرياء!

رمقته أفروديت بطرف عينيها بقرف قبل أن تنظر إلى المرأة التي كانت على وشك أن تأكل زافير بأعينها قبل أن تقول باحترام: أنا آسفة سينيور.. لقد فوجئت فقط أنك كنت هنا بعد كل هذا الوقت وأردت فقط أن أقدم لك عرضاً خاصاً من افضل العا*رات لدينا لليوم.

ثم سكتت لبعض اللحظات حيث أزالت نظراتها عن زافير ونظرت إلى أفروديت التي كانت لا تزال تنظر إليها باشمئزاز؛ لترمقها بحقد وغيرة بينما تقول ساخرًة: ولكن يبدو أن لديك واحدة بالفعل!

تشددت عضلات جسد أفروديت من الإهانة ووصفتها بالعا*رة لكنها فقط ابتسمت ببرود وقالت ببساطة: من هي العا*رة يا مستنقع القذارة؟ يا ابنة الزا*ية التي استخدمها عشرات الرجال لدرجة فقدان القدرة على تحديد من هو والدك البغي الذي ألقى عليها بقذارته لينجب حثالة مثلك!

احمر وجه المرأة من إهانة أفروديت القذرة.. ماذا؟ هل اعتقدت أن أفروديت ستركض للبكاء في الزاوية؟ لقد نشأت على يد أقذر الناس لذلك لا يوجد شيء يمكن أن يؤذيها ولا أحد، سوى... زافير للأسف!

كانت المرأة على وشك التحدث لإهانة أفروديت، لكن زافير انفجر ضاحكًا بشكل مفاجئ أخرسها، وبدأ جسده يرتجف بعنف من قوة ضحكته بينما قال وهو ينظر إلى أفروديت مشيرًا إلى تلك المرأة التي كانت واضحة تمامًا أنها هي التي تدير شبكة الد*ارة بالملهى وقال من بين ضحكاته: تلك المرأة لديها نظرة...

أطلقته أفروديت بنظرة جريحة عندما نطق بهذه الكلمات لكنها أخفت عدم رضائها عنه وهي تقول بغضب من بين أسنانها: من تلك التي لديها نظرة أيها القذر؟

تجاهل زافير رد أفروديت عليه عندما التفت للنظر إلى المرأة التي كانت تنظر إلى الموقف بنظرة تشفي على تلك المرأة التي تمتلك ما يكفي من الجمال لزرع الغيرة والكراهية في قلوب النساء المريضة... فهي تقصدت استفزاز المرأة لإهانة الزعيم وهو ما سيتسبب حتماً في موتها...

كان هذا قبل أن ترى كيف اختفت كل ملامح المرح من وجهه واستبدلت بملامح جامدة وعيون قاتلة لتبدأ ابتسامتها بالتلاشي كما شعرت أن هالته أصبحت أكثر قتامة حتى واصل حديثه ببرود وهو يسحب مسدسه من خصره محدقاً في تلك العا*رة وهو يقول متابعاً حديثه الذي قاطعته أفروديت قبل لحظات: لديها نظرة غبية.. من تظنين نفسك لتوقفيني يا عا*رة؟ ومن تظنين نفسك لتلقيب امرأتي بعا*رة؟

اتسعت عينا المرأة في حالة من الذعر وحاولت التحدث بسرعة قائلة: سينيور، لم أكن أقصد...

لم تستطع إكمال حديثها لأن رصاصة من مسدسه اخترقت جبهتها وسقطت على الأرض بينما كانت تنزف بغزارة من الفتحة التي أحدثها في جبهتها والثقب في مؤخرة رأسها الذي انفجر للتو.

كان مشهداً بشعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن زافير قام فقط بوضع مسدسه مكانه في حزام خصره وهو يلتفت نحو أفروديت التي لاتزال عينيها واقعة على جثة المرأة الميتة وهي تنظر نحوها في فراغ لتشعر بشفتين تهبط على وجنتها تقبلها في هدوء قبل أن تستمع لصوته الهادئ وهو يقول: هيا حبيبتي لا تلوثي عيناكي بتلك القذارة.

لفت وجهها نحوه وهي تنظر له بعيون فخورة، سعيدة.. نعم لقد كانت سعيدة لقتله لتلك العا*رة لأنها قامت بإهانتها.. كانت سعيدة لكونه دافع عنها على الرغم من قدرتها على الدفاع عن نفسها بنفسها ولكن هناك شئ مختلف في أن يدافع عنها الرجل الذي تحبه.

ظلت تنظر نحوه في صمت بدون التفوه بأي كلمة فهي لن تشكره حتى.. التفتت سريعاً مخفية وجهها عنه لانها لم تستطيع كبح تلك الابتسامة التي انتشرت على شفتيها وهي تقول تحثه على التحرك: هيا فلتتحرك يا سينيور.

قالت اخر كلمة تماماً مثل ما نادته المرأة ليقهقه بخفة عالماً انها تعمدت تلقيبه بـ "السينيور" من غيرتها عليه ليهبط مقبلاً خدها بقوة وهو يقول بصوت عميق وبحة رجولية: يا قلب السينيور.

ابتسمت بعصبية من لمساته لها المتكررة وتقبيله لها في كل ثانية لتردف من بين أسنانها بينما تقوم بمسح خدها مكان قبلته بغضب: لنخرج من هنا! وأخر مرة تقوم بلمسي! تريد قتل بيدرو اقتله... فاينا اقتلها ولكن هذا آخر تحذير لك... لا تلمسني مجدداً!

انزلقت نظرات زافير على القطة الغاضبة القابعة في حضنه وهو يقول بنبرة ذات معنى متجاهلاً تهديدها: نعم بالتأكيد.. فقط لنخرج من هنا ونكمل حديثنا حيث تركناه يا حبيبتي!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم السبت ٢١ يناير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في سيارة زافير ساندوفال}

ساد الهدوء الجو بينهما وكلاهما جالس على الأريكة الخلفية في السيارة دون النظر إلى بعضهما البعض حتى شعرت أفروديت بأن معدتها تتقلب وكانت على وشك أن تتقيأ فسرعان ما قالت للسائق: قف على أي جانب بسرعة!

ألقى السائق نظرة سريعة على زافير من المرآة الأمامية وما كان من زافير سوى أن أومأ برأسه بهدوء قبل أن يرى أفروديت تخرج من السيارة بسرعة بمجرد توقفها وكانت تتجه نحو الجانب الآخر من الطريق قبل أن تنحني على ركبتيها تتقيأ بصوت عالٍ وصله حتى وهو جالس على هذا البعد منها.

كل ما كانت تتقيأه هو مجرد سوائل ولا شئ آخر حيث إنها لم تأكل أي شئ منذ وجبة الإفطار ولم يدخل جسدها شئ سوى الكحول والمياه فقط.. ولكن على الرغم من ذلك كان جسدها بأكمله يرتجف بقوة محاولاً لفظ شئ غير موجود.. وللحظة شعرت انها سوف تلفظ روحها من شدة نوبة القيء هذه المرة.

عندما أنهت نوبتها شعرت بأن كل قوتها قد تلاشت وبداخلها أخذت تقول: يجب أن أخبر زيوس أن أدوية القيء هذه مجرد قمامة! لا استطيع العيش بهذا الشكل اتقيئ كل ما اتناوله! هذه ليست بحياة!!

بقيت على الأرض وعيناها مغلقتين وهي تأخذ أنفاسًا عميقة قليلة قبل أن تعيد فتح عينيها لترى زافير يقف أمامها مباشرة.

رفعت عينيها لتلتقي بعيونه القلقة... ومرة ​​أخرى لم ينظر إليها حتى ولو للحظة بنظرة اشمئزاز بسبب قيئها المستمر... كل ما كان واضحاً في عينيه هو خوفه عليها الذي لم ينطق به لكن نظراته كشفته لها.

ظلت عيناها ملتصقتين بعيونه وهي تراه ينحنى جاثياً على ركبته أمامها وهو يمد يده بداخل سترته ويخرج منها منديلًا بينما يمد يده نحو وجهها في محاولة لمسح فمها من آثار القيء.

لوهلة شعرت افروديت أن شريط حياتها يمر أمام عينيها... هل هذا ما يسموه بالديچافو؟ هذا باستثناء أن ما يحدث الآن هي لم تراه وهي بداخل رحم أمها ولم تشعر بأنها رأته مسبقاً... لقد عاشته في الماضي؛ لقد كان يكرر ما فعله تلك الليلة في الحفلة... هي ساقطة ارضاً بينما هو يظهر من العدم لمساعدتها مخرجاً منديلاً من سترته من أجلها...

ما أشبه اليوم بالبارحة...

غامت عيناها بحزن على هذه الذكرى وابعدت وجهها عن متناول يده وهي تستقيم مبتعدة عنه تعاود ادراجها للسيارة تاركة اياه جاثياً ارضاً ويده الحاملة للمنديل معلقة في الهواء...

اغمض عيناه بآسي بينما يقبض بشدة على المنديل مجعده وهو يستقيم من مكانه متوجهاً نحو السيارة وهو الآخر.

بمجرد دخوله السيارة، بدأ المطر يتساقط وكانت أفروديت مفتونًة بنقاط المطر التي ترسم أشكالًا خيالية على زجاج نافذة السيارة وهي تبتسم بخفة غير عالمة بمن لم تتزحزح عيناه عنها منذ أن عاد لسيارته.

بقي يتأملها ويتأمل سعادتها بالمطر بينما يهاجم عقله تلك الذكري في شقتها بينما هي هاجمتها نفس الذكري... ذكري رقصتهم على نغمات المطر...

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم السبت ٢١ يناير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

(فلاش باك منذ أكثر من عامين)

{في شقة أفروديت بإسبانيا}

"اخفضي مسدسك أيتها الصغيرة!" هذا ما قاله زافير عندما شعر بأن فوهة مسدس تقبّل مؤخرة رأسه بينما استدار وهو ينظر إلى أفروديت بنظرة باردة لأنها كانت لا تزال توجه المسدس إلى وجهه بينما لاحظ ما كانت ترتديه أو ما لم تكن ترتدي لأنها كانت واقفة بملابسها الداخلية بدون سروال مع كنزة بأكمام ضيقة يصل طولها لخصرها مظهراً جزءاً من بطنها.. لم يستطع أن يرفع عينيه عن المنحنيات الخطيرة لجسدها ولا ساقيها العاريتين لكنه تظاهر فقط بعدم الاهتمام، ولكن من الداخل؟ كان يغلي لأن دمه يتسارع داخل عروقه، لعن نفسه داخلياً على تحديقه المستمر في جسدها وهي تنظر إليه بنظرة باردة شبيهة بنظرته قبل أن تقول بتحد وبلا مبالاة: وإلا؟

تألقت عينا زافير ببريق الإعجاب لتلك المرأة القوية التي توجه سلاحها في وجه كل من يخشى النظر إليه حتى، ليقول بوقاحة وبلا مبالاة وعيناه تركزان على شفتيها اللطيفتين الشهية التي مازال يتذكر ملمسها مقابل شفتيه ويطوق لتقبيلها مرة اخرى بدون ان يبدو ككلب مسعور: قبلتك لحتي تفلتين مسدسك رغماً عنكي؟

بداخله كان يصلي ألا تنزل مسدسها لينفذ كلماته ويشبع رغبته بتقبيل تلك الشفتين حتى تنزف ثم يلعق كل قطرة دم تنزف منهما!

لم تستطع أفروديت التحكم في تعابير وجهها حيث ابتسمت ابتسامة في نظر الآخر كانت كلها اغراء، لكنها كانت ابتسامة لوقاحته التي أحبتها كثيرًا فخفضت سلاحها وسألت بهدوء: هل ليّ أن أعرف ما يفعله زافير ساندوفال العظيم في منزلي المتواضع؟

قالت كلماتها وهي تتجه إلى المطبخ الصغير في شقتها حيث تبعها زافير وركزت عيناه على مؤخرتها التي كانت تتمايل أمامه بينما كان يصارع نفسه بكل قوته حتى لا يدفعها على الأرض ويعاشرها كالحيوانات، ابتلع لعابه و أجابها ببساطة على عكس النار التي كانت تلتهمه حياً: وإذا أخبرك زافير ساندوفال العظيم أنه أشتاق إليك.. فهل ستصدقين؟

عبثت كلماته بنبضات قلبها وجعلتها تزداد، لكنها حافظت على هدوئها كما قالت وهي تحضر كوبين: لا.

قال زافير هامساً في نفسه "امرأة ذكية" معجباً بأنها لم تلقي بنفسها عليه بمجرد أن قال تلك الكلمات التي تحلم بها كل امرأة دخلت حياته.

يُقال أن الرجال هم صيادون وكلما زادت صعوبة الفريسة زادت المتعة.. كان هذا هو وضع زافير هنا.. فكلما قاومته أفروديت زادت رغبته بها، وكلما قاومته؛ كلما زادت متعته بما يحصل عليه منها مهما كان صغيراً.

كان هناك صمت طويل بينهما وهو يشاهدها وهي تحضر إبريقًا و تملأه بالماء قبل أن تضعه على النار بينما أحضرت شيئًا من الخزانة خلفها لتلتقي بنظرة زافير وهو يراقبها لتلوح بلعبة من الكريستال بها أكياس للشاي في الهواء وهي تقول بنبرة ساخرة: ماذا؟ هل تريدني ألا أضايفك لتخرج وتفضحني بين الحثالة قائلاً عني بخيلة؟ تؤ تؤ تؤ لست أنا تلك المرأة يا سيد.

"هل حقا كل همك عند معرفة الآخرون اني كنت بشقتك فكرة كونك بخيلة؟ ماذا إذا ظنوا أنك عشيقتي الجديدة؟" هذا ما قاله زافير مستهزئاً بها وفكرة أنها شبه عارية معه وكل ما يهمها هو أن تقدم له كوباً من الشاي؟ أي منطق هذا؟

ورغم أن كلماته أغضبتها خاصة عند قوله لكلمات مثل "عشيقتي الجديدة" والتي يوحي بكثرة النساء في حياته؛ جعلها ترغب في الالتفاف وصفعه لكنها علمت أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك معه؛ وبقدر ما كانت تتوق لضربه ابتلعت كل هذا وأردفت بسخرية مماثلة له وهي تقول بينما تضع أكياس الشاي بالاكواب: أعني، إذا انتشرت شائعات عن أني عشيقتك، فسيكون ذلك في مصلحتي ولن يزعجني هذا على الإطلاق..

ثم سكتت لبعض الوقت قبل أن تلتفت لتنظر إليه من فوق كتفها بابتسامة كبيرة وهي تتابع قائلة: من المجنون الذي سيحاول الاقتراب مما يخصك؟ هذه ستكون حماية مجانية... لكن إذا انتشرت شائعات عن كوني بخيلة وغير كريمة لضيوفي فإن سمعتي ستدمر!

أنهت حديثها بسخرية ترقص بين كلماتها وهي تعيد النظر أمامها بينما كانت يدها تتوجه إلى هذا الصندوق الشفاف الذي يحمل عشرات القطع الصغيرة من السكر الأبيض.

لم يلاحظ زافير نفسه وهو يبتسم لها بعد سماع ردها عليه فقط لأن فكرة أنها تخصه راقته بشدة، ولكن سرعان ما أدرك ووعى على نفسه وعادت ملامحه إلى الركود حيث وبخ نفسه على هذه التفاهات التي يشعر بها! إنها تلك الرغبة اللعينة! إنه متأكد من أنه بمجرد أن يحصل عليها ستتبخر كل تلك المشاعر السخيفة.. إنه يريدها فقط، لا أكثر ولا أقل وسيضع حداً لتلك الرغبة القاتلة اليوم!

فتقدم نحوها بخطوات غير مسموعة قبل أن يقف خلفها تمامًا وهو يميل بجسده عليها محاصرها بينه وبين الرخام بينما كانت تحمل قطعتين من السكر بين أصابعها قبل أن تلاحظ وجوده المفاجئ خلفها ليزداد اللعاب في فمها بينما كانت تكافح للحفاظ على ثبات جسدها رغم الرعشة التي أصابت أطرافها لكنها استطاعت أن تقول بهدوء عندما لاحظت أنها كانت ستضع له المكعبان دون أن تسأله ومن الممكن أن تثير تلك الفعلة شكوكه حولها: كم مكعب من السكر؟

لاحظ كم كانت مشوشة لبضع ثوان قبل أن تعود إلى هدوئها ليقول وهو يميل برأسه نحو أذنها هامساً: اثنان.

حالما قال كلماته انزلقت مكعبات السكر التي كانت تحملها في أحد الأكواب الزجاجية التي كانت أمامها من بين أصابعها وكأن أصابعها فقدت القدرة على الإمساك بأي شئ للحظات؛ بينما عادت لتغمس أصابعها في علبة مكعبات السكر وأخرجت أربع قطع منها ووضعتهم في الكوب الآخر بينما كانت تكافح لتجاهل فكرة وجوده خلفها تمامًا يفصل بينهما عقلة إصبع فقط!.. تكاد تقسم أنها تشعر بحرارة جسده تتسلل إلى جسدها بسبب قربه منها!

لقد أبقى على مسافة بينهما رغم رغبته الشديدة في الالتصاق بها، لكنه حافظ على تلك المسافة التي لا تُذكر لأنه يقسم أنها إذا عادت واصطدمت به عن طريق الخطأ فقط، فإنه سيأخذها هنا والآن على هذا الرخام الذي تقف أمامه.. كل ما يتطلبه الأمر هو خطوة واحدة خطأ إلى الوراء وهو ما يريده بداخله أكثر من أي شيء آخر.

كانت يدها التي كانت ترتجف بخفة تتجه نحو إبريق الماء تلتقطه، ثم بدأت في صب الماء على أكياس الشاي ببطء وهدوء حتى انتهت من صب الماء، والتفتت بين ذراعيه وهي تقول بابتسامة وسخرية تخفي بها توترها: هل تحب الوقوف هنا؟ هل كان يجب أن أتركك لتحضير الشاي بدلاً عني؟

ظل زافير يتأمل وجهها وملامحها التي أبدع الخالق في خلقها بينما تشكلت مرة اخرى ابتسامة على شفتيه وهو يرفع احد كفيه مبعداً شعرها الفضي عن وجهها لرؤيتها بشكل أكثر وضوحًا وهو يسألها بهدوء ونبرة استجواب تلوح في الأفاق: في ليلة الحادث... عندما كنت نائماً سمعت امرأة تناديني لأقاوم وأتماسك.. نادتني بحبيبها وتحدثت معي كأنني عشيقها وهي تبكي..

سكت للحظة وهو ينظر إلى تلك العيون الرمادية الجميلة التي تتألق تحت ضوء القمر الخافت تمامًا كما تتألق النجوم في السماء قبل أن يواصل سؤاله قائلاً: هل لديكي أدنى فكرة عن هويتها؟ لأنني أعتقد أنني مررت بتلك الليلة المريرة وخرجت منها سالماً فقط بسبب مناجاتها ليّ.

غطت مشاعر أفروديت عيناها حيث كان جزء بداخلها سعيداً لأنه سمعها وشعر بمشاعرها من خلال نبرة صوتها فقط، بينما خاف جزء آخر منها من فكرة أنه قد يشك في أنها المرأة التي سمعها.. فهي اثناء معالجتها لجروحه لم تستطع التحكم في نفسها وعدم الحديث والبكاء خوفاً من ان تفقده وهو بين يديها واخيراً.. خافت انها عاشت طوال حياتها تراقبه عن بعد وعندما اقتربت منه جلبت معها الموت..

لكن رغم شعورها وكأنها غزال تحت أضواء الصيادين، إلا أنها تهربت منه قائلة ببساطة: يبدو أن مسكنات الألم هذه لها آثار جانبية مثل الهلوسة لأنني أؤكد لك أنه لم تكن معك امرأة في تلك الليلة سواي.

على الرغم من أنه تمنى أن يعرف هوية تلك المرأة التي كانت تناديه بكل تلك المشاعر والخوف تجاهه.. لكن كلام أفروديت كان منطقياً إلى حد مخيب للآمال؛ فكرة أن الأمر برمته كان مجرد هلوسة ناتجة عن المسكنات التي تناولها في تلك الليلة التي كاد أن يفقد حياته فيها...

لقد شعر بإحباط حقيقي لأنها إذا كانت هي الوحيدة التي كانت معه فلماذا قد تتحدث معه بهذه الطريقة وهي قد رأته قبل ساعات قليلة فقط؟

نفض تلك الأفكار من رأسه بينما كان لا يزال يراقب ملامح وجهها التي لم تتغير وبقيت هادئة بينما قرر أن يفعل ما جاء من أجله ويتوقف عن إضاعة الوقت وهو يمسك بإحدى يديها ليشعر بتلك الرعشة التي اجتاحت يدها وسرعان ما اختفت وهو يوجهها نحوه لتريح راحة يدها على صدره بينما يقول بهدوء وبنبرة صوته العميقة: على ذكر تلك الليلة.. أنتي لم تطمئنني على جراحي حتى هذه اللحظة..

انزلق بصرها على يدها المستندة على صدره بينما شعرت أنها على وشك السقوط بين ذراعيه من فرط مشاعرها في تلك اللحظة، لكنها كالمعتاد احتفظت بقناع التمسك بينما مدت يدها الأخرى لتستريح على صدره بينما بدأت في فك حصار القميص عن جسده وهي تفك زر خلف الآخر بينما لم تغادر عيناها عينيه اللتين كانتا تزدادان قتامة مع كل زر تفتحه، حتى فتحت جميع الأزرار وظهر أمامها جذعه العلوي العاري الموشوم.

لم تستطع منع يدها من استكشاف صدره، حيث استقرت راحة يدها على صدره العضلي وبدأت في الانزلاق بخفة وهي تمر بأطراف أصابعها على جذعه العلوي وصولاً إلى الجروح في بطنه تتلمسها برفق شديد أثناء النظر عن كثب إلى كل جرح للتأكد من أن كل شيء على ما يرام معه بعد هذا الحادث المميت؛ حتى قالت بعد تنهيدة مسترخية صدرت منها وسحب يدها بعيدًا عن جسده: يبدو أن جروحك تلتئم بسرعة.

بمجرد أن أبعدت يدها عنه بضع سنتيمترات فقط، وجدته يلتقطها مرة أخرى ليجعلها تستقر مرة أخرى على صدره بينما قال بنبرة متثاقلة: ألن تطمئني على إصابتي الأخيرة؟

"إصابتك الأخيرة؟" كررت كلماته بدهشة وهي تعقد حاجبيها بذهول وهي تراه ينزل بيدها من صدره إلى عضلات بطنه واستمر في النزول بكفها حتى لامست أصابعها حزام سرواله لتسحب يدها من يده بسرعة البرق لأنها عرفت ما كان يلمح إليه لتقول بسرعة أثناء محاولتها الالتفاف مرة أخرى: لم تكن الضربة قوية لهذا الحد... لذلك فأنت بخير.

لكنها ما كادت أن تستدير وجدته يمسك بذراعها وسحبها نحوه لترتطم بصدره وقال بصوت أجش: ألن يكون من الأفضل إذا قمتي بفحص المكان بنفسك لتتأكدي من أنني بخير ام لا.

لا يعرف لماذا يفعل هذا... لماذا يسمح لها بلمسه وهو ما لم يسمح لأية امرأة أن تفعله من قبل... لا ليس هذا فقط؛ بل هو يطوق للمساتها على جسده... أثناء تمريرها لاصابعها علي صدره وعضلات بطنه كان يشعر انها لا تتلمسه بل كان تضرم النيران بكل مكان تلمسه على الرغم من شدة برودة اناملها!

وعندما سحبت يدها بعيداً عنه انزعج من فقدانه المفاجئ لهذا الشعور اللذيذ فأسرع وأمسك راحة يدها ليضعها على جسده مرة أخرى، وهذه المرة أراد أن يقود الطريق لراحة يدها في استكشاف جسده... أراد المزيد من تلك اللمسات... المزيد والمزيد منها.

"نعم!" هذا ما كادت أن تتفوه به في لحظة من التهور على سؤاله الوقح، ولكن الحمد لله لم تفعل واستعادت السيطرة على عقلها وشهواتها بينما تقول ساخرًة: لو لم تكن بخير لما كنت واقفا أمامي الآن يا زعيم! فلا داعى لأن تفسد عذرية يدي البريئة!

لطالما كانت السخرية هي الستار الذي تخفي وراءه مشاعرها المختلفة... الحب، الخوف، الغضب، الإحراج، التوتر... أي شيء يمكن لسخريتها أن تطغى عليه وتنقذها من مواقف لا حصر لها.

كاد زافير أن يشخر ساخرًا من عبارة "عذرية يدها" القذرة التي يجتمع عليها الرجال مثل الذباب تقف الآن أمامه وهي تحاول إقناعه بهذا الهراء؟

راقبها وهي تقلب الكوبين قبل أن تلتقط أكياس الشاي منهما والتي تركتها لتتخمّر لفترة كافية للحصول على نكهة شاي لذيذة من دون تلطيخها بمرارة نفاذة.

لا ينكر أنه اندهش من طريقة تحضيرها للشاي، وهو ما لم يرى أحد يفعله بهذه الخطوات وترتيبها غيره.. حيث يقوم الآخرون برمي أكياس الشاي ومكعبات السكر في الكوب ثم صب الماء المغلي عليهم وتحريك المحتويات ثم تقديمها.. لكن طريقته وطريقتها في تحضير الشاي كانت أكثر شغفًا وأكثر انضباطًا ولذاذة.

حملت الكوبين بين كفيها قبل أن تعود إلى الوراء وتقول له وهي تحاول تفاديه: لقد صنع الشاي.

رفع حصاره عنها متراجعاً خطوة للوراء لتهرب منه متوجهًة نحو غرفة المعيشة قبل أن يوقفها سؤاله التالي من ورائها: هل سنتعامل مع حقيقة أنك تتعاملين أنه من الطبيعي أن أتواجد هنا بداخل شقتك بعد منتصف الليل من العدم؟

أدارت أفروديت جسدها نصف استدارة قبل أن تقول وهي ترفع حاجبها الأيسر بسخرية: ما الغريب في ذلك؟ في النهاية؛ أنت تمتلك إسبانيا بالكامل، يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريده وقتما تشاء وشقتي ليست بإستثناء!

أنهت كلماتها وهي تتخطى غرفة المعيشة متجهة إلى إحدى الغرف الأخرى التي لم تتح الفرصة لزافير لاستكشافها، عندما دخلت غرفة نومها تابعها زافير وهو يسألها متعجبًا: إلى أين؟

قالت له بعد أن وضعت كوبين الشاي على الطاولة بجانب فراشها وهي تشير إلى النافذة: يبدو أنك يا زعيم لا تتابع الأخبار... هناك عاصفة قوية حذر منها خبراء الأرصاد الجوية قبل أيام قليلة، وقد بدأت بالفعل الآن..

ذهب زافير بسرعة إلى النافذة ليرى أن كلماتها كانت صحيحة، ليقف ويلعن نفسه بداخله على إغفاله لهذا الأمر وهو يأتي ليقتحم منزلها بهذا الشكل... ماذا سيقول لها؟ آسف، لم أستطع النوم من التفكير بكي كثيرًا؟ رغبتي فيكي قتلتني فجئت لأخذك وإطفاء نار شهوتي نحوك؟

استدار نحوها مرة أخرى ليرى أنها ليست في الغرفة، ليعقد حاجبيه بإحكام وهو يمر بنظرته على الغرفة الفارغة وكاد أن يتحرك للبحث عنها؛ ولكنه وجدتها تدخل الغرفة مرة أخرى وهي تحمل ملابس مطوية بعناية على يديها ووضعتهم على حافة الفراش قائلةً: هيا غير ملابسك لشيء مريح لأني لا أعتقد أنك ستغادر من هنا في أي وقت قبل شروق الشمس.

علق على حديثها ساخراً من فعلتها الغريبة من وجهة نظره أن تدعوه ليبات لديها وتوفر له الملابس لراحته: ماذا؟ هل أنتي خائفة عليّ؟

رفعت عينيها تجاهه وأعطته نظرة لم يفهمها كما قالت بهدوء مغلف بالسخرية: ماذا يا زعيم؟ هل تريد أن يتم اتهامي بقتلك لتركي لك ترحل الآن في هذه العاصفة القاتلة؟ شكراً، لكني ما زلت صغيرة، لم أتزوج ولم أنجب حتى أطفالاً!

حالما تحدثت عن موضوع الزواج شعر بغصة في حلقه لأنها على الأرجح لن تعيش لتفعل شيئًا من هذا... لكن هذا ما تستحقه... ما كان يجب عليها العبث مع آل ساندوفال!

ظل يعطيها تلك النظرة الغامضة بينما يتجاهل إحساسه المفاجئ بعدم الارتياح الذي طغى عليه قبل أن يتجه نحو الفراش يلتقط الملابس من عليه ليرى أنها ملابس منزلية للرجال...

ملابس رجالية؟ هل أحضرت حقًا إحد ملابس عشيقها وتريد مني أن أرتديها؟

شد قبضته بقوة على الملابس بينما سألها بتعجب مزيف: أخبرني يا أفروديت... هل تعيشين بمفردك؟

أنهى كلماته وهو يتطلع نحوها ليراها وهي تدير عينيها عليه بينما تعدل الأغطية: وكأنك لا تعرف الجواب؟

هل يريد أن يقنعها بأنه يعرف عنوان عملها ومنزلها واقتحم شقتها ليلاً وهو لا يعلم هل تعيش بمفردها أم لا؟ هل يمزح معها؟

أعطاها نظرة باردة مزيفة كما أجاب: أعرف الإجابة، لكنني أفضل سماعها منكي... أعني في النهاية، إذا استيقظ عشيقك ووجدني في غرفتك معك مرتديًا ملابسه، ستكونين في مشكلة كبيرة معه.

نعم، لقد كان يحاول إقاعها لتخبره عن طبيعة علاقتها مع هذا الأخيل الذي يعيش معها منذ سنوات في شقتها!

إنه فضول... مجرد فضول!

"انتظر ماذا قلت؟ عشيقي؟" هذا ما قالته أفروديت بذهول شديد لدرجة أن يدها كانت لا تزال في الهواء تحمل إحدى الوسائد التي كانت تعيد ترتيبها... ثم اسقطت الوسادة وهي تحاول التماسك والا تضحك ولكنها في النهاية فشلت وانفجرت في الضحك تحت النظرات الجامدة لزافير وهو يشاهد كيف يهتز جسدها أثناء ضحكها وكيف أصبحت أجمل بكثر بمجرد أن ضحكت... لتتركه في حيرة من أمره كيف يمكن لشخص أن يصبح أجمل بمجرد أن يضحك فقط؟

فاق من شروده في ضحكها عليها وهي تقول له بهدوء بينما تتقدم منه حتى وقفت أمامه: عليك تغيير من يجلب لك المعلومات لأن معلوماتهم تحتوي على معلومات كاذبة.. لو كان عشيقي كما تقول ووصل إليك، كنت ستجده في غرفتي، فراش واحد يجمعنا ولا توجد جدران سخيفة تفصلنا... لكنه ليس بعشيقي لذا، فهو ليس هنا...

"بينما أنت هنا!" هذا ما أكملته بداخلها حيث حاولت أن تلمح له أنه هو عشيقها لأنه كان في غرفة نومها بينما كانت مستعدة لمشاركة فراشها معه... كانت تقول له بشكل غير مباشر "أنت هو عشيقي يا زافير!"

ولكن هو؟ لا يزال يجد صعوبة في تصديق أي قديس سيكون تحت نفس السقف مع تلك المرأة التي أمامه ولا يريدها؟

لقد نفت كونه عشيقها؛ لكنها لم توضح طبيعة علاقتها به... وإذا أعاد التساؤل حول الأمر سيثير الشكوك حوله... ثم ماذا يعنيه في ذلك؟ ليحترق في جهنم كلاهما بعد أن ينال منها ما يريد!

دفع الثياب إلى صدرها لتلتقطها بسرعة وهو يقول بوقاحة: أفضل النوم عارياً.

لا توجد قوة في الأرض ستستطيع أن تجبره على لبس تلك الملابس القذرة التي يرتديها رجل آخر يعيش معها والله وحده يعلم ما يفعلونه معاً!!

اتسعت عيناها عندما رأته يخلع سترته، ثم قميصه الذي كان مفتوحًا بالفعل، ثم عندما بدأ يفك حزام سرواله لتتجاوزه بسرعة وهي تتجه نحو النافذة تنظر منه اثناء أعطائها ظهرها له...

كان قلبها ينبض بقوة لدرجة أنها تسمع صوته ينبض في أذنها بينما كانت تشد قبضتها على تلك الملابس على صدرها وهي تتنفس بسرعة قبل أن تلتفت إلى الوراء وتراه بالفعل قد خلع سرواله وكان على وشك أن ينزع ملابسه الداخلية!

"توقف! لا يمكنك الذهاب إلى الفراش معي عارياً تمامًا!" هذا ما سارعت بقوله، لتتوقف حركته للحظة قبل أن ينظر إليها بعيون ضيقة وهو يكرر حديثها في صورة سؤال: لا يمكنك الذهاب معي إلى الفراش؟

أوه لا، لقد أسيء فهم كلماتها تمامًا!

ازداد لعابها لتبتلعه بصعوبة بينما تحمحم قائلةً لتوضيح كلماتها اثناء اعطائه ظهرها وتأمل المنظر بخارج النافذة: أعني، لا يمكنك مشاركة الفراش نفسه معي للنوم وأنت عاري! ومن ثم فإن الطقس البارد يجب ألا تنام بهذا الشكل!

كانت تخشى أن يدخل فراشها عارياً لأن حدسها أخبرها أنه إذا حدث هذا سينتهي الأمر بشكل سيء للغاية!

زم شفتيه بضجر وهو يرفع يديه عن سرواله الداخلي بينما يقول بإيجاز: حسنًا، لا تقلقي أيتها العذراء، لن أفسد عذرية عينيك!

قال كلماته الأخيرة بسخرية محجبة على حديثها السابق عن عذرية يديها وكل أفكاره أن تلك القذرة تلعب دور الشريفة عليه!

وكأنه لم يرى كم عدد الرجال حولها!!

لكنه لم يكن يعلم أن استهزائه حقيقي.. فهي عذراء نقية لم يلمسها أحد من قبل!

أفروديت التقطت سخريته، لكنها فقط دحرجت عينيها بملل دون أن تنظر إليه... تعني، سخريته أفضل من خلع كل ملابسه أمامها! بالإضافة إلى أنها لن تخبره الآن أن كلماته الساخرة عنها صحيحة لكونها لا تشعر أن الوقت مناسب الآن لتخبره بحقيقة كونها عذراء، خاصةً أن جميع تصرفاتها معه لا تمت لخجل البتول بصلة...

فهي معه هو فقط على هذا النحو، لأنها ترى أن هذا حقه، وهو حقها، فلماذا تضيع وقتها في خجل لا معنى له مع الرجل الذي تعشقه بكل ذرة بها؟

يعتقد أنه الوحيد الذي يريدها؟ لقد أقسمت لولا حديثها مع أخيل، لكانت قد أعطته نفسها على طبق من الذهب بينما تخبره بمدى عشقها له!

وبعد لحظات من صمتهما بدأ المطر يهطل بعنف، حيث اصطدم بزجاج النافذة وهو يشق طريقه للأسفل بينما شردت أفروديت في هذه القطرات التي تزين نافذتها...

"أبي، أمي... ماذا تفعلان! سوف تمرضان!"

هذا ما قالته تلك الفتاة الصغيرة أثناء مشاهدة والدها ووالدتها في حديقة قصرهم يرقصان أثناء هطول الأمطار الغزيرة.

التفت والدها وقال بابتسامة كبيرة: ماذا أفعل يا صغيرتي؟ امك تحب المطر...

ثم التفت لينظر إلى والدتها متابعًا بهيام: وأنا أحبها.

هذا ما قاله وهو يضع شفتيه على شفتيها ليقبلها بينما هم مستمرون في الرقص تحت نظرات الغيرة من أفروديت على والدها لتسمع صوتًا خلفها يقول: أتريدين أن ترقصي أنتي الأخرى يا غيورة؟

"غيورة؟ من ماذا؟ أنا فقط قلقة من أنهم سيمرضون!" هذا ما قالته أفروديت وهي تحاول إظهار أنها لا تغار من والدتها كأي طفلة تغار على والدها حبيبها الأول!

اقترب منها ليضع كف يده الصغير على كتفها قائلاً: هم كبار بما يكفي ليعرفوا ما هو الأفضل لهم..

نظرت إليه بعينيها لتلتقي بعينيه الرماديتين اللتين كانتا تنظران نحوها بمحبة أخوية وتابع قائلاً بمرح: ما رأيك أن نقتدي بهما؟ وهكذا لن يكون أحد أفضل من الآخر؟

تقوست شفتاها في عبوس وهي تجيب عليه قائلة بصوت خافت: حسنًا، لكننا سنمرض!

"يمكننا الرقص هنا في الجو الدافئ... ما رأيك؟" هذا ما قاله لمحاولة محو هذا التجهم من وجهها الطفولي والذي نجح فيه لأنها سرعان ما تخلصت من عبوسها واستبدله بابتسامة مشرقة وهي تقول بسعادة: أنت محق يا زيوس! لنرقص هنا!

وبالفعل احتضن زيوس جسدها الصغير بينما كانت تقف على طرف أصابع قدميها وأخذوا يتمايلوا على أنغام المطر حتى أتي من أزاح زيوس من أمامها قائلاً: لا أحد يرقص مع أميرتي الصغيرة سواي!

أنهى والدها ثيودور كلماته وهو يحمل أفروديت ويحتضنها بين ذراعيه مقبلاً خدها الأحمر أثناء ضحكها الذي بدأ يتردد صداه في جميع أنحاء القصر..."

غامت عيناها بحزن شديد... لقد كانوا عائلة رائعة.. والدها ووالدتها وشقيقها كانوا جنتها الصغيرة... كان الحب يحاوطها في كل مكان من حولها.. كان هذا قبل أن تُلقى في النيران بين الوحوش للقتال من أجل الحفاظ على حياتها..

امتلأت عيناها بالدموع وهي لا تزال تائهة في قطرات المطر بينما كان عقلها في مكان آخر... في ذكرى قديمة جميلة... كان هذا قبل أن تشعر بيد أحدهم تهبط على كتفها.

كان يقف يراقبها منذ أن استدارت نحو النافذة بينما كانت لا تتحرك... كان يعتقد أنها ستستدير وتأتي إلى الفراش، لكنها كانت تقف بلا حراك حتى بعد أن نادى عليها فهي لم ترد عليه و لم تحرك إصبعاً ليقترب منها بخطوات ثابتة حتى وصل إليها ليضع يده على كتفها قائلاً باستفسار: أين شردتي؟

بقيت صامتة لبضع لحظات قبل أن تلتفت نحوه ناظرة إليه بعيون مليئة بالدموع كما قالت من العدم: هل تود الانضمام إليّ في رقصة على أنغام المطر؟

رفع حاجبيه بدهشة من كلماتها المفاجئة وطلبها الغريب... كاد يرفض، لكن النظرة في عينيها الممتلئتين بالدموع جعلت من الصعب عليه الرفض، إذ شعر وكأن عيناها تتوسلان إليه لئلا يرفض وفي نفس الوقت كيف يرفض طلب لتلك العيون الجميلة؟

ورغم أنه لم يعرف سبب حالتها المفاجئة هذه، إلا أنه وجد نفسه ليس فقط لم يضغط عليها للحدث بل يبتعد عنها وهو يمد ذراعه نحوها قائلاً: هل تسمح ليّ جميلتي بهذه الرقصة؟

رأى الراحة تغمر ملامحها وأصبحت عيناها تشعان بالسعادة بدلاً من الحزن الذي رآه فيهما قبل لحظات حيث ابتسمت ووضعت راحة يدها في يده وهي تقول: كيف أرفض أن أرقص مع رجل نبيل مثلك؟

بهذه الكلمات شدها تجاهه حتى التصق جسدها بجسده شبه العاري محاوطاً بخصرها الذي شعر بمدى صغر حجمه في تلك اللحظة، بينما كانت تطوق بيديها عنقه وهي تتمايل على لحن خفي يسمعه كلاهما فقط من إبداع مخيلتهما في رقصة على إيقاع قلوبهما.

كل خطوة هي سيمفونية، كل حركة هي تعبير عن شغفهم ببعضهم البعض... ومع استمرارهم في الرقص، يبدو أن العالم من حولهم يتلاشى ولم يتبقى سواهما.

كلاهما تاه في ملامح الآخر واندمجا في الرقصة الخيالية؛ وكأنهما يستمعان إلى أجمل الألحان ويتحدان معها..

كانت تنظر إليه بعيون تدل على عمق حبها له، بينما كان ينظر إليها بشغف لا يستطيع إخفاءه؛ وقبل أن يفكر أو يشعر بنفسه، كان يميل برأسه نحوها ويقبلها... يقبل تلك الشفاه المبتسمة بأقصى درجات من الرقة.

سرعان ما تحولت قبلاته الرقيقة إلى قبلة عاطفية قوية بمجرد أن بادلته قبلته... ركضت يديه على شعرها أثناء تحركهما في تلك الرقصة؛ شعرت بدفئه وحرارة جسده تضغط على جسدها.. تنفسه العميق وقلبه النابض كانا بمثابة موسيقى في أذنيها.

لقد ضاعوا في اللحظة كما لو أن الوقت قد توقف ولم يكن هناك شيء آخر مهم... بدا أن بقية العالم قد اختفى وكل ما تبقى هو أن هما الاثنين مشتبكان في عناق سعيد.

شعرت بوخز في معدتها ودفء بشرته ضد بشرتها كان بمثابة بلسم مهدئ لروحها، كانت لمسته لطيفة لكنها قوية ووجدت نفسها راغبة في البقاء في هذه اللحظة إلى الأبد.

أغمضت عينيها واستمتعت باللحظة وشعرت أن جسدها أصبح واحداً مع جسده حيث احتضنت وجهه بكلتا يديها بينما كانت تحاول مواكبة وحشيته التي كان يمارسها على شفتيها... أما هو؟ فكانت يديه ترتفعان من خصرها إلى أسفل صدرها بينما كان يرفع كنزتها بحركة يديه وعندما كان على وشك خلع كنزتها عنها أخيرًا، انقطعت لحظتهم العاطفية بصوت الرعد الذي دوى بقوة في الغرفة، حتى انتفضت أفروديت بعيداً عن زافير مع أكثر علامات الهلع على وجهها والذي لم يفهم زافير سببها!

كل شيء كان على ما يرام بينهما الآن! وشعر بها وبإسترخائها بين يديه وكيف تبادلت الشغف معه بشغف أقوى... فماذا حدث لها فجأة لتبتعد عنه في رعب؟

كاد يتكلم فقط عندما سمعها تقول وهي تتجه نحو الطاولة بجانب فراشها: الشاي! لقد نسيناه!

راقبها وهي تمسك الكوبين ثم أعادتهما إلى مكانهما وهي تقول بعبوس: لقد بردا!

أغمضت عينيها وهي تتنهد محاولةً الوصول إلى أي فكرة لتختفي من أمامه الآن، بعد أن أدركت أنها كانت على وشك أن تسلم نفسها له لولا صوت الرعد الذي أخرجها من تعويذة لمساته الجنونية!

تم إنقاذها حرفيا بصوت الرعد!

فتحت عينيها مرة أخرى لتراه يحدق بها بطريقة مظلمة، لذلك قررت أن تتجاهله وهي تقفز على الفراش وتسحب الأغطية فوقها قائلة: لقد تأخر الوقت بالفعل والطقس بارد جدًا... أحتاج إلى النوم لأن الغد يوم حافل، وأعتقد أنك سترغب أيضًا في النوم.

أنهت حديثها وهي تسحب الأغطية فوق رأسها بينما تتظاهر بالنوم تاركة وراءها ثورًا في أكثر حالاته هياجاً!

بقي في مكانه يتنفس بصعوبة وهو يمسك بكفيه في قبضة محكمة ليمنع نفسه من التوجه إليها ونزع عنها الأغطية ليعلمها كيف تتركه هكذا في كل مرة بعد أن تتسبب في إثارته!

كان ينظر إليها بغضب ونظرات قاتلة على فعلتها القذر به في كل مرة! وفي كل مرة يقع فريسة إغوائها!

بقي على وضعه لبضعة دقائق حتى استطاع السيطرة على همجيته وهو يتجه نحو الفراش بخطوات عنيفة بينما كانت عيناه لا تزالان مركزتان على من تمثل دور الجثة الهامدة!

سحب الأغطية بعنف وهو يفترش المكان بجانبها ناظراً إلى السقف في ضجر حتى وجد نفسه يقول بغير وعي: أنتي تذكريني بطفلة رأيتها منذ سنوات عديدة...

شعر بها وهي ترفع الغطاء عن وجهها، لكنه لم يلتفت نحوها حيث استمر في القول: رأيت طفلة رمادية العينين تمتلك شعر فضي طويل مماثل لكي..

ثم سكت لبرهة قبل أن يدير رأسه نحو أفروديت قائلاً بجدية مستفسرًا: لا تقولي ليّ أنك هي؟

عندما نظر إليها كانت تنظر إليه بنظرة غريبة لم يفهموها... كانت نظرة غامضة لكن عيناها كانتا تتألقان كالنجوم في عتمة الليل.. كانت تنظر إليه دون أن تنبس ببنت شفة ولم تصدق أنها ليست الوحيدة التي وقعت في حبه منذ سنوات.. يتذكرها للآن ... يتذكر تلك الطفلة التي ساعدها في تلك الحفلة... ظنت أنه سئم منها ولم يحبها لأنه غادر مسرعاً دون أن يطلب منها اسمها! لكنه الآن يخبرها من العدم أنها تذكره بفتاة ذات عيون رمادية وشعر فضي؟

تضاربت مشاعرها ولم تعد تعرف ما إذا كانت سعيدة لأنه يتذكرها أم تشعر بالغيرة من تذكره لها عندما كانت طفلة بينما كان يشاركها الفراش الآن؟

إنها مجنونة رسميًا.. هل تشعر بالغيرة من نفسها عندما كانت طفلة؟

فاقت من أفكارها على نظراته التي مازالت ملقاة عليها، تراقبها، تنتظر إجابتها على سؤاله لتهز رأسها في حالة إنكار حيث أدارت رأسها مرة أخرى ناظرة إلى سقف الغرفة بينما تقول ببساطة على عكس سعادتها التي طغت على كل شبر منها: للأسف لا، لكنها طفلة محظوظة حقاً لأنك تتذكرها للآن.

عاد هو الآخر ينظر إلى السقف وعلق على حديثها قائلاً: نعم إنها محظوظة حقًا لأنها لم تسقط بين يدي.

ثم التفت إليها مرة أخرى وسألها مستفسرًا: هل تعتقدين أن هناك ملاكًا قد تعيش بين يدي شيطان؟

وهنا التفتت إليه وهي لا تزال تطالعه بنفس النظرات الغامضة تجاهه كما قالت بابتسامة خفيفة: إذا كان يحبها كما يحب الجحيم وأكثر.. فلماذا لا؟

رفع حاجبه الأيمن بدهشه على إجابتها غير المتوقعة وهو يقول بتعجب: ألا تحلم كل فتاة ببطل يحميها؟

نظرت بعيدًا عنه واتسعت ابتسامتها وهي تقول: إذا سألتني عن رأيي؛ سأقول لك إنني أفضل الشرير.. هو يضحّي بكل شيء من أجل حبيبته.. ليس كبطل يضحي بها وهو يعتذر.. ماذا سيفعل اعتذارك ليّ عندما أموت أيها الوغد الأحمق؟

أنهت حديثها بنبرة مرحة جعلته يضحك بخفة وهو يهز رأسه قائلاً في همس سمعتها لأنها كانت قريبة منه: أنت حقًا شيء ما.

"أعلم ..." هذا ما قالته قبل أن تقترب منه وتضع قبلة صغيرة على خده وهي تقول بصوت منخفض: تصبح على خير، زافير.

ثم عادت بسرعة إلى وضعها وشدّت الأغطية لعند عنقها وأغمضت عينيها وهي لاتزال تحافظ على تلك الابتسامة البسيطة على شفتيها.

أما بالنسبة له؟ بقي ثابتًا في مكانه محاولًا عدم التحرك، لأنه كان يعلم أن خطوته التالية ستكون اعتلائها وتقبيلها، ولم يرد أن يواجه رفضها له مرتين في ليلة واحدة! مازالت رجولته تؤلمه منذ رفضها الأول!

"الصبر يا أفروديت.. الصبر، سيأتي يوم تستسلمين فيه إليّ، وفي ذلك اليوم.. لن ينقذك أحداً مني!"

كانت هذه أفكاره بينما كان لا يزال يتأمل في وجهها قبل أن يستدير مرة أخرى ناظرًا إلى السقف في شرود يتحدث إلى نفسه بعد عدة دقائق من التفكير: ماذا أفعل هنا؟ لماذا أشارك المرأة التي أريد أن أقتل فراشها؟ لماذا شاركت معها رقصة سخيفة واستمتعت بها؟ لماذا تحدثت معها بهدوء شديد؟ لماذا ذكرت لها تلك الفتاة الصغيرة التي رأيتها مرة واحدة فقط خلال ثمانية وعشرين عامًا من عمري؟

نظر إلى وجهها من زاوية عينه بينما كان يتابع في داخله: هل كان التشابه الوثيق بينهما هو الذي أعاد تلك الذكرى إلى ذهني عنها؟ تلك الطفلة التي كنت أتوق إلى معرفتها لكن كبريائي اللعين منعني؟

تنهد بصوت عالٍ وهو يغلق عينيه مفكرًا: أتساءل أحيانًا لماذا لم تبحث عني؟ لقد قصدت أن أخبرها بأسمي ولقبي حتى تبحث عني.. لو كنت أعلم أني لن أراها مرة أخرى ربما كانت استمعت إلى اسمها عندما فتحت شفتيها لتخبرني به..

أعاد فتح عينيه السوداوين وهو ينظر إلى أفروديت مرة أخرى وقال في دهشة لنفسه: هل يمكن أن يكون هناك تشابه في الملامح بهذه الطريقة؟ نفس لون الشعر الفضي والعيون الرمادية؟ هل من الممكن أن يكون لدى كثير من الناس هذه المواصفات النادرة؟

وهنا بدأ يهذي بأفكاره.. لا يمكن أن تكون هي.. الفتاة التي رآها في صغره كانت تخاف من خيالها بل وفضلت الجلوس والبكاء على الأرض على اتخاذ أي إجراء.. ولكن المرأة التي تنام بجانبه الليلة هي قاتلة تثير الرعب في النفوس... أبعد ما تكون عن البرائة التي كانت تنضح بها تلك الطفلة..

لا يمكن أن يكونوا نفس الشخص.. ربما يجب عليه أن يقبل فكرة أنه لم ولن يجد هذه الطفلة أبدًا... وربما.. ربما هذا في صالحها ومن أجلها... من أجل تلك الملاك الصغيرة...

أعاد نظراته إلي وجه أفروديت بينما كان يصارع شئ بداخله... أراد أن يقترب منها ويعانقها إلى صدره لكنه كبح نفسه ووبخ حاله على ما كان يفكر فيه.. "استفق زافير، هذه المرأة اذت عمك.. وانت وعدته بالانتقام له منها.. فلا داعي للاقتراب منها واحتضانها بينما لن تنول مرادك منها اليوم!"

كان هذا ما حدث به نفسه وهو يغلق عيناه محاولاً النوم ولكنه فقط لم يستطيع ان يغفو.. فتح عيناه وهو يزفر بضجر من عدم قدرته علي النوم بينما التفت برأسه نحو افروديت التي كانت تنام بعمق بينما تتنفس بخفوت من بين شفتيها المنفرجة ليبتلع لعابه الذي اخذ يجري في فمه بشدة علي هذه المظهر الساحر لتلك المرأة.. يقسم انها تزداد جمالاً في كل لحظة تمر.. هذا ليس عدلاً ابداً!

بهذه الفكرة اغمض عيناه وهو يجبر نفسه علي النوم بينما يفكر في ماذا ستكون نهاية لعبة القط والفأر هذه؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم السبت ٢١ يناير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

(عودة للوقت الحاضر)

استفاق زافير من شروده وهو يضحك بخفة على مدى غبائه وكيف صدق حديثها في تلك الليلة، قبل أن يوجه نظرته نحو أفروديت التي كانت لا تزال منكمشة على نفسها ملتصقة بباب السيارة بينما تسند رأسها على النافذة أثناء إغلاق عينيها.

"يبدو أنها قد نمت" هذا ما همس به زافير وهو يقترب منها محتضنًا جسدها بعناية حيث ساعدها على الاستلقاء على الأريكة بينما أراح رأسها على فخذه قبل أن يلتقط معطفه ويغطي جسدها به وهو يداعب شعرها رابتاً عليه بحنان قائلاً بصوت خافت بينما يتأمل ملامحها: أتساءل ما الذي تخفيه أيضًا يا ملاكي الصغير؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم السبت ٢١ يناير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

س: زافير؟

س: أفروديت؟

س: رأيكم في الفصل وتوقعاتكم للأحداث القادمة؟

دمتم بخير 💗🤗

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 33.7K 10
صفقة زواج وحّدت أكبر سفّاحين عرفتهما البشرية وجمعت تلك الباردة المجردة من الشاعر بذلك القاسي الذي لا يعرف الرحمة... ••••••••• تنويه: -الرواية تحتوي...
9.8K 790 26
هو نظر لي، شعرهُ كان لازال مُبعثراً.. نقف علي حافه هذا الجبل وفي ضوء الشمس الباكر لقد تمسك بيدي جيداً لا أعلم إن كان ما برأسي سيحدث قبل ان يقربني لهُ...
408K 19.4K 32
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1K 127 10
تعتبر مافيا ندرانغيتا من اقوى الشبكات الاجرامية والاكثر ثراء بفعل تحكمها بحزء كبير من تجارة الكوكايين المهرب الى أوروبا كما تعتبر من اقوى المنظمات ال...