ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

Da Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... Altro

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

11

51.3K 2.4K 473
Da Aisha-kasem40

في قصر العنقاء ..

كان فليغون يسير أمام وزيره ألبرت وكرو الذي استدعاه لمهمة خاصة وهم يتجهون للقاعة الرئيسية ..

وبعد أن دخلوا جلس فليغون على كرسيه الملكي واضعاً قدماً فوق أخرى وبيده كأس نبيذ معتق وهو ينظر لألبرت الذي يخبره بآخر الأخبار التي وصلتهم عن المتمردين ..

بينما يقف الخدم باحترام في حال احتاج ملكهم أمراً ما ..

فجأة خرجت عطسة من فليغون جعلت إحدى الأرائك تشتعل بالنار فهرع الخدم لتطفئة النار قبل أن يشتعل المكان بأكمله ..

زفر فليغون الهواء بملل وهو يراقب الخدم يقومون بعملهم بينما أردف ألبرت بقلق:

"جلالتك هل أنت بخير؟ هل أطلب لك طبيب القصر؟ فأنت لا تتوقف عن السعال منذ الصباح"

نفى فليغون بهدوء وأسند رأسه على أصابعه وأردف ببرود:

"أنا بخير لست مريضاً وإنما يخرج العطاس وحده بدون أي سبب"

ارتسمت إبتسامة باردة وكئيبة على وجه كرو ثم أردف بصوته الآلي:

"سمعت من أحد الحكماء بأن عُطاس الشخص قد لا يكون سببه مرض ما وإنما قد يكون هنالك أشخاص يذكرونه بسوء"

ابتسم فليغون بخبث وحدق بطرف خضراويه إلى كرو ثم أردف بسخرية:

"أتظن أن إيتن غاضب علي؟"

"ولا يتوقف عن شتمك للحظة بعد أن قبلت رفيقته"

أردف كرو ببرود فقهقه فليغون بمرح ثم أردف بسخرية وخبث:

"أنا لم أفعل أي شيء يجعله غاضباً هكذا!"

ارتفع أحد حاجبي كرو وأردف ببرود:

"أنت تعلم جيداً تملكه لها لذلك تعمدت الضغط على وتره الحساس واستغلال خوف اللونا منه لذلك بقي يراقب دون أن يحرك ساكناً ولولا ذلك لكنتما الآن تتعاركان في العراء وأحدكما يريد إقتلاع رأس الآخر "
تنهد بكآبة وهو يكمل:

"لا أزال أعاني من بعض الرضوض في أجنحتي لأنني فقط وصفتها بالجميلة أمامه ودون أن أعلم شكلها فكيف سيكون حاله بعد أن قبلتها أمامه؟"

صفق فليغون بمرح ثم أردف بخبث:

"أليس ذلك جميلاً كرو؟! وأخيراً استطعت كسر بروده بعد تلك السنوات أظن بأنني سأستمتع كثيراً في الأيام المقبلة"

أنهى كلامه وخرجت من جوفه عطسة قوية جعلت كأس النبيذ بيده يشتعل داخله بالنار فابتسم فليغون بخبث وأسند رأسه على يده الحرة وراقب النار تشتعل بكأسه بشرود وإبتسامته الخبيثة مرسومة على وجهه ثم أردف لكرو:

"هل من جديد عن المتمردين؟"

بقي كرو على نفس وقفته ثم أردف بصوته الآلي:

"لقد كلفني الألفا إيتن بالتقصي عنهم ولكن هذا يأخذ وقتاً أطول بسبب حرصهم وتكتمهم"

رمى فليغون الكأس دون الاهتمام بالنار ونظر إليها وهو يردف ببرود:

"البارحة ذهبت للغابة لتقصي الأمر بنفسي واستطعت إدراك أن هجوم الروجز على قطيع القمر الأحمر لم يكن مجرد مصادفة"

"سيدي أتعني بأن المتمردين كانوا السبب خلف ذلك؟"

أردف ألبرت باستفهام فابتسم فليغون بخبث وأردف:

"كدت أقتل أحد الرجلين اللذين قادا الروجز للقطيع ولكن ما أوقفني عن هذا صراخ تلك الصغيرة "

فرك إبهامه بسبابته وهو يحدق أمامه بطريقة غريبة ثم أردف بنبرة بدت مجنونة:

"الأمر بدأ يصبح أكثر إثارة أظن بأنني قريباً سأستمتع بإحراق الجميع بناري التي أكبتها منذ سنوات وأولئك الحشرات سأحولهم لرماد جميعاً وأجعلهم يندمون على وقوفهم بوجهي"

"جلالتك"

نطق آلبرت بتوتر لجذب انتباه فليغون عندما رأى إبتسامته الدموية ترتسم على وجهه في حين خرجت النار من بين إصبعيه دون أن يدرك ..

فنظر فليغون لأصابعه للحظات ثم اختفت النار التي كانت تشتعل بالغرفة بأكملها بقي الصمت مخيماً على الغرفة إلى أن نظر ألبرت لكرو الذي أردف ببرود:

"أظن الألفا قد توقف عن شتمك بطريقة ما"
_________________

أما عند بيرلا التي تحدق بإيتن بعيون متوسعة ومذعورة وهي ترى ملامحه الغاضبة تكاد تأكلها وهي على قيد الحياة ..

إضافة لقربه منها ..

وعندما هدر بصوته الخشن والقوي أجفلها ولكنه جعلها تعي ما قلته فأردفت بذعر وتلعثم:

"صديقي أقصد صديقي أقسم!"

لم تكن تعلم سبب تصحيحها لهذه الكلمة ولكنها أدركت بأنها أخطأت عندما رأت غضبه عليها ..

على الرغم من أنها لم تفهم لما عليها أن تبرر له؟ ..

أو الأصح لما يسألها هو هكذا؟ ..

لما يغضب عليها بهذا الشكل المخيف وكأنها أخته الصغرى التي افتعلت مصيبة ما؟! ..

أليست مجرد بشرية غريبة؟ ..

لما عليه أن يصرخ بها ويؤنبها بهذا الشكل؟ ..

خرجت بيرلا من أفكارها عندما سمعته يشتم بهمس وهو يحدق بها بنظرات غريبة بدت لها خطيرة عندها انتبهت لأنها قريبة منه كثيراً ..

بل ملتصقة به تقريباً ..

اهتزت حدقيتها وارتجف قلبها وابتلعت كلماتها التي كادت أن تخرجها عندما رأت عينيه تلتمعان للأصفر الذهبي ثم عادت لتصبح زرقاء فعقد حاجبيه وكأنه يقاوم شيئاً بداخله ..

رمشت عدة مرات وكأنها تتأكد من أنها لا تحلم وأن حدقية إيتن بالفعل تغيرت ..

في حين ابتلع إيتن ريقه بصعوبة وفقد النطق تماماً وهو يحاول قمع فوكسارد من الظهور بسبب قربه الكبير من بيرلا ..

وحين رفعت عينيها وحدقت بعينيه مباشرة ببراءة زادت من هيجان فوكسارد داخله فما كان منه إلا يعقد حاجبيه ويزفر هواء حاراً بوجهها قبل أن يعتدل بوقفته ويعقد يديه أمام صدره ..

وكأنه يقمع نفسه من تقبيلها وتنفيذ رغباته هو وفوكسارد ..

فحمحم قبل أن يردف ببرود وإنزعاج:

"صديقك إذاً؟"

عقفت بيرلا يديها إلى صدرها بخوف وأومأت برأسها فرأت عيناه تحدقان بقوة بها مما جعلها تبعد عيناها بسرعة ثم أردفت بعد مدة بتردد وقلق من تحديقه المستمر بها:

"عيناك .. إنها مخيفة"

شتم إيتن بين أنفاسه وهو يكور قبضتيه بغضب من خوفها منه بينما كانت تمسك بيد فليغون وسمحت له بتقبيلها فابتلع زمجرة وأردف لها بغيظ:

"حقاً مخيفة؟! ولكن لم أرك خائفة من فليغون عندما كنت تحتمين به "

فعقدت حاجبيه باستغراب من قرْن نفسه بفليغون ثم أردفت بعفوية:

"لمَ تقول ذلك؟ بالتأكيد لم أخف من فليغون فهو ساعدني في الغابة وأخبرني الحقيقة كاملة وأيضاً هو لطيف معي عكسك أنت تبقى تصرخ بي وتخيفني بعينيك"

ما إن أنهت كلامها حتى سمعت زمجرة تخرج قبل أن يندفع إيتن نحوها ويحتجزها بين ذراعيه فشهقت بخوف وهي تحدق به بعيون موسعة ..

فضرب الحائط خلفها مما جعلها تنتفض بذعر ثم هتفت بخوف:

"ماذا تفعل؟! ابتعد!"

أصرّ على أسنانه بغضب جحيمي من وصفها لفليغون باللطيف ثم هتف لها بحدة:

"اصمتِ واللعنة"

فأغلقت فمها مع عينيها عندما هتف بها وهو يضرب الجدار ثانية وكأنه يحاول كبح جماحه عنها ..

لم يستطع فعل شيء سوى الغضب ..

فهي تخافه وتفضل غريباً عليه ..

تألم وغضب من نفسه أكثر ..

لأنه لم يستطع أن يفعل شيء لها مع أنه أرادها بشدة ..

ولولا نظراتها البريئة التي حدقت به لسمح لفوكسارد بالسيطرة وتلبية رغباتهما ..

ولكن قلبه لم يسمح له بانتزاع براءتها بلحظة غضب ..

تلك العينان أحبهما ببراءتهما ..

وما كان سيسامح نفسه إن كان سبب إختفاء نظراتها تلك ..

ولكن رغم ذلك لم يكن يستطيع الإبتعاد عنها الآن بعد أن أمضى الليل بطوله يفكر بها ويحاول تهدئة نفسه ..

أو الأصح يحاول إيجاد طريقة صحيحة للتعامل معها ..

بقي يحدق بعيونها المغمضة وملامحها المتوترة للحظات طويلة ولم يشعر بنفسه وهو يغرس وجهه في عنقها يشتم عبقها بعمق فشعر بارتجافها بسبب فعلته التي صدمتها بالكامل ..

أما بيرلا التي ضغطت على شفتيها لكتم شهقتها عندما شعرت برأسه يندس بين عنقها وكتفها وأنفاسه الساخنة والحادة كانت تحرق بشرتها ..

فتحت عينيها ترمش بصدمة وخفق قلبها بقوة وهي تنكمش على نفسها بسبب الإحساس الغريب الذي استيقظ بداخلها لأول مرة ..

إلا أنها لم تجرؤ على التكلم خيفة منه بقيت تنتظر في حالة توتر وهي تسمع أنفاسه المتسارعة وتشعر بلحيته المدببة تخزها ..

ابتسم إيتن عندما سمع نبضات قلبها المتسارعة وجسدها الذي يقشعر مع كل نفس يخرج منه ويلامس بشرتها الناعمة ..

ثوان وأخفى إبتسامته وأخرج رأسه من جوف عنقها وحدق بوجهها المحمر للحظات وأردف بصوت هادئ ومنتشٍ:

"هل أنت مصرة على احتفاظك بقلادة فليغون؟"

رمشت بيرلا باستغرابه من هدوئه المفاجئ ثم أردفت بتلعثم وتردد:

"أجل فهو صديقي"


فرفع حاجبه من عنادها وسذاجتها إلا أنه لم يمانع ذلك بعد أن خطرت فكرة خبيثة في رأسه وأيده بها فوكسارد فوراً ..

فانحنى نحوها حتى بات وجهه أمام وجهها فرأى صدمتها وتوترها منه فأردف أمام وجهها:

"لا بأس حمقائي يمكنك الإحتفاظ بها ولكن هذا لا يعني بأنني سأسكت عما أراه لذا عليك أن تعلمي بأن أي فعل خاطئ لا يعجبني سيجلب لك عقوبة"

ضحلت أنفاس بيرلا برئتيها وهمست بارتجاف من قربه:

"عقوبة؟!"

أومأ لها وعينيه الحادة تلتمع بالخبث ثم قرب وجهه من وجهها أكثر وبحركة عفوية أدارت بيرلا وجهها وهي تنكمش بخوف من قربه ..

فابتسم وهو يحدق بعينيها المغمضة ووجنتها التي تكاد تلمس شفتيه ثم همس لها بخفوت:

"هذا سيكون عقابك لهذه المرة طفلتي الحمقاء"

ما إن أنهى كلامه حتى عضّ وجنتها برفق مكان قبلة فليغون فسمعها تشهق بألم وصدمة وقبل أن تنتفض أمسك كتفيها مثبتاً إياها حتى لا يجرحها بأنيابه ..

ثم ابتعد عنها وقبلها عدة قبلات مكان أنيابه الظاهرة وكأنه يعتذر منها لقسوته معها ..

فهو يدرك بأنها رقيقة وهشة ولا تحتمل العنف ..

ثم ابتعد يحدق بوجهها الذي أصبح أحمراً بالكامل كالطماطم ..

فابتسم بخبث وهو يراها تضع يدها على وجنتها وتحدق به بخجل وصدمة من فعلته ..

تراجع عدة خطوات منها وهو يعقد ذراعيه لصدره ويراقب تجمدها ..

فهي بالفعل تجمدت بصدمة من فعلته المفاجئة ..

فلم يخطر ببالها أبداً ولا حتى بنسبة واحد بالمئة بأنه سيفعل ذلك بها كعقاب لها ..

سيعضها ويقبلها ..

"هذا هو عقابك لهذه المرة ولن أمانع من عقابك ثانية إن أخطأت حمقائي هل فهمت الآن ماذا يمكنني أن أفعل؟"

خرجت بيرلا من تجمدها على كلماته فازداد احمرار وجهها من نظراته وهي لا تزال تضع يدها على وجنتها فما كان منها إلا أن تفتح الباب وتركض بأقصى سرعتها إلى غرفتها ..

_____________

دخلت بيرلا إلى حمامها ووقفت خلف الباب وهي تلهث وتضع يدها على قلبها الذي يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه وهي لا تزال تشعر بالإضطراب مما حدث لها ..

فاستندت على الجدار خلفها وهمست بتشتت:

"يا إلهي ما كان هذا؟"

ثم اقتربت من أحد المرايا وحدقت بوجنتها فرأت آثار أسنان إيتن الطفيفة عليها فاحمرّ وجهها مجدداً ثم همست بارتجاف:

"ذلك ال.."

صمتت تقوس شفتيها للأسفل وهي تقاوم البكاء من شدة إحراجها مما فعله ..

فهي للمرة الأولى يحدث هذا لها ..

على الرغم من قبلة فليغون لها إلا أن عقلها فسرها بأنها قبلة بريئة للأصدقاء ..

أما طريقة إيتن البربرية فهي لا تمد للبراءة بصلة ..

فبقيت تحدق بنفسها للحظات وهي تحارب دموعها من شدة الإحراج الذي أصابها ..

فهي الآن لن تستطيع حتى النظر إلى وجهه ..

ناهيك عن الظهور أمامه ..

خرجت من أفكارها على صوت طرق بابها ثم سمعت صوت سانسا الذي يردف:

"بيرلا هل أنت هنا؟"

"أنا في الحمام ثوان وسأخرج"

هتفت من خلف الباب بعد أن سمعتها تفتح باب الغرفة وتدخل ..

فاتجهت بسرعة للمغسلة وغسلت وجهها ثم فركت وجنتها عدة مرات بقوة لعلها تزيل آثار أنياب إيتن عنها ..

مما جعل وجنتها حمراء وكأنها كدمة خفيفة ..

فما كان منها إلا تزفر الهواء بضيق وهي تجفف وجهها بالمنشفة ثم رتبت شعرها لتجعله للأمام حتى يغطي أكبر قسم من وجهها ..

بعد ذلك استجمعت شجاعتها وخرجت إلى سانسا التي كانت تعبث بالمكان بملل ظاهر على وجهها ..

اقتربت منها وعانقتها وهي تردف لها:

"أهلا بك سانسا"

"أهلاً بك، كيف حال الآنسة مخاطر؟ لقد أخبرني كارل بأنك تعرضت للخطر البارحة وخضت مغامرة كبيرة"

أردفت سانسا وهي تبتعد عنها وتبتسم لها بهدوء فابتسمت بيرلا بخجل وأردفت لها:

"أنا الآن بخير لا تقلقِ ماذا عنك؟"

"بخير.."

همست سانسا بشرود وهي تحدق بوجنة بيرلا المحمرة ثم رفعت يدها ولمست بأصابعها مكان الأنياب التي لا تزال واضحة أمام عينيها وهي تردف:

"أكل شيء بخير؟"

انتفضت بيرلا للخلف وهي تضع يدها على وجنتها وتردف باندفاع وتلعثم:

"ب.بخير "

حدقت سانسا بها مطولاً ثم اقتربت من مرآة زينتها وهي تهمهم وتنظر لها بنظرات غير مقتنعة وتدير برأسها جانباً ثم أردفت بخبث:

"لما أشعر بوجود ذئب أخرق في الموضوع؟"

توسعت عينا بيرلا بإحراج وهي تنظر لها بصمت فابتسمت لها سانسا بهدوء وأردفت وهي تحمل بيدها زجاجة خافي العيوب ثم أردفت لها بهدوء وتلاعب:

"من حسن حظك طفلتي أنني أتيت هيا اجلسِ حتى نخفي هذا الأثر عن وجهك الجميل ثم عليك تغيير ملابسك فهي تعبق برائحة ذئبك وإلا ستفتضحين أمام الجميع"

ابتلعت ريقها وهي ترمش بصدمة من كلامها إلا أنها لم تجد نفسها إلا وهي تتقدم وجلس وتدع سانسا تهتم بها ..

فهي لن تخاطر بالخروج وآثار أنياب إيتن واضحة على وجهها ..

في وقت لاحق خرجت الاثنان من الغرفة بعد أن تأكدت سانسا من إزالة الأثر والرائحة عن بيرلا ..

وما إن خرجا إلى أرض القطيع حتى استضما بمايا التي كانت تسير عكسهما بشرود بعد أن طردها المعلم بسبب تأخرها ..

فابتسمت سانسا وهي تحدق بمايا التي تفرك كتفها الذي استضم بخاصة بيرلا ثم أردفت بسخرية وهي تستطيع بسهولة رؤية رائحة جاك تفوح منها:

"ما لعنة الذئاب اليوم هائجة جميعها؟"

احمرّت الاثنتين ولم تعقبا على كلامها حتى لا يضطرا لزيادة إحراجهم ..

وبعد مدة كانت الثلاثة يجلسن في الغابة بعيداً عن الآذان المصغية بعد أن طلبت سانسا من بيرلا إخبارها بما حدث معها ..

تنفست بيرلا بعمق بعد أن شرحت لها الأمر بأكمله فقد تحدثت عن هذه الحادثة للمرة العاشرة خلال ساعات الصباح الأولى ..

وهي باتت تشعر بأنها حفظتها عن ظهر قلب كما حفظت الأسئلة التي تصدر من كل شخص يسمعها ..

خرجت بيرلا من أفكارها على صوت سانسا الذي يردف بسخرية:

"هذا رائع حقاً صدقيني لو كنت مكانك لتشبثت بذلك الفليغون ولما عدت للقطيع أبداً على الأقل كنت تخلصت من رفيقي الأحمق للأبد"

بثقت آخر كلماتها بغيظٍ جعل مايا تشهق بصدمة من قسوتها ثم هتفت لها:

"سانسا لا يجوز ذلك ألا تدركين بأنك تؤلمين الألفا كارل بأفعالك عندما ترفضينه باستمرار سيجعله يتألم دائماً وقد يضعف أيضاً وهكذا قد يقوم برفضك في لحظة غضب"

تجعدت ملامح سانسا والتمعت عيناها بالإنزعاج إلا أنها بقيت باردة ثم أردفت بلا مبالاة:

"ومن قال لك بأنني لا أريده أن يرفضني؟ لقد رجوته أن يفعل ولكنه لم يستمع إلي ولكن ببروده الحالي لا أظن بأنه سيبقيني لوقت طويل لديه"

كلماتها القاسية واللا مبالية جعلت مايا تغضب مما جعلها تهتف بصدمة:

"أنت حقاً قاسية سانسا ألا ترين الألم في عيون الألفا كارل ألم يحن قلبك عليه بعد صحيح بأن المستذئبين أقوياء وقساة أحياناً إلا أنهم يكونون ضعفاء جداً أمام رفقائهم كلمة واحدة منهم قد تجعلهم يحلقون فوق السحاب وكلمة منهم قد تجعلونهم في قاع الجحيم ألا تشعرين بألم الرابطة ،اللعنة إن بقيت هكذا فقد يموت ذئب الألفا بسبب قسوتك"

صرخت بغضب في آخر كلماتها مما جعل سانسا تستشيط غضباً فوقفت تهتف لها بغضب:

"أجل أنا قاسية وسيئة ولا أستحق أن أكون رفيقته إن كنت خائفة عليه فاذهبِ إليه وكوني رفيقته عني لعلي أرتاح منكما"

شهقت بيرلا وهي تقف مع مايا التي هتفت لها بغضب:

"لا تصرخِ في وجهي! أنت حقاً قاسية وعديمة مشاعر ولا تستحقين الألفا حقاً لقد خيبت أملي عندما ظننتك صديقة جيدة سانسا أنت حقاً مغرورة ومتلبدة وإن بقيت هكذا ستمضين حياتك وحيدة بعد أن يتركك الجميع بسبب قسوتك وغرورك"

"مايا يكفي توقفا عن ذلك"

هتفت بيرلا بتأنيب لهما محاولة إنهاء خلافهما فزمجرت مايا بغضب وهتفت لبيرلا:

"أنا ذاهبة للقطيع إن أردت فالحقيني"

وركضت خلف الأشجار مختفية بينما بقيت بيرلا تنظر لملامح سانسا الباردة ..

ولكن ما انتبهت له هو عيناها التي تنبض بالألم ..

ابتلعت بيرلا ريقها باضطراب وأردفت بحزن:

"آسفة بسبب ما حدث سانسا كانت مايا غاضبة ولم تقصد ما قالته"

خرجت سانسا من شرودها على صوت بيرلا فنظرت إليها بألم ثم أردفت ببرود:

"لا هي محقة تماماً اذهبِ لها فأنا سيئة ولا أستحق صداقتك كما لا أستحق أن أكون رفيقة كارل"

"سانسا .. انتظري"

همست بيرلا بحزن ثم لحقتها بسرعة عندما وجدتها تسير بشكل معاكس ..

وكأنها تريد الخروج من هذا المكان ..

وبعد مدة من السير حيث كانت سانسا تحاول جعل بيرلا تعود إلا أن بيرلا أصرت على مرافقتها إلى أن استدارت سانسا وهتفت لها بغضب وعدائية:

"لماذا واللعنة لا تفهمين؟! اذهبِ لمايا فهي الجيدة وأنا مجرد فتاة مغرورة وسيئة وقد أقتلك إن بقيت معي ألا تفهمين؟!"

ابتلعت بيرلا ريقها وهي تحدق بها بحزن ثم أنزلت نظراتها للأسفل تحدق بيديها وأردفت بصوت صادق وبريء:

"ولكنني لا أراك هكذا سانسا فأبي علمني ألا أنظر لظواهر الناس بل أنظر لعيونهم وقلوبهم وأن أسأل قلبي إن كان قد ارتاح معهم أم لا وقلبي أخبرني بأنك فتاة جيدة وحساسة "

رفعت بصرها لها فرأت عينا سانسا تلتمع بالألم مجدداً فأردف بهدوء مكملة:

"وأنك فتاة قوية تحاول إخفاء مشاعرها خلف كلماتها القاسية لقد رأيت كيف تألمت من كلام مايا فلا تقولِ أنك سيئة صحيح أنني لا أعلم عنك الكثير ولكن ما تعلمته في هذا العالم بأنه لا يجب أن أحكم على شيء لا أعرف عنه شيء فهنالك دائماً أسرار تختبئ خلف كل شيء وعلينا اكتشافها حتى نستطيع فهم ما يحدث حولنا"

بقيت سانسا تطالع بيرلا التي تنظر إليها بهدوء وبراءة تلك البراءة التي حركت داخل قلب سانسا مشاعر وآلام كانت قد تناستها منذ زمن طويل ..

تقدمت بيرلا منها وأردفت لها بلطف:

"لا تقولِ أنك سيئة لأنك لست كذلك وأثق بأن هنالك سبب وجيه يمنعك من الثقة بكارل ومحبته ولكنك تخفينه عن الجميع"

ابتسمت سانسا بألم وهي تحدق ببرلا مطولاً ثم أردفت بصوت بدا متعباً:

"هل تعلمين أيتها الصغيرة أنك ذكية حقاً؟"

ابتسمت لها بيرلا وأمسكت بيدها تجرها خلفها نحو البحيرة وهي تردف:

"هذه الصغيرة عمرها اثنان وعشرون سنة لا أفهم لما تقولون عني صغيرة وطفلة؟!"

خرجت ضحكة من شفتي سانسا بسبب لطافة بيرلا وتعابيرها الطفولية فنظرت إليها وأردفت لها:

"لقد قلبت مزاجي يا فتاة أنت حقاً شيء ما!"

"أخبرني أبي أنني ورثت الشكل منه وتصرفاتي بأكملها من أمي كان يخبرني بأنها كانت لطيفة ولا تستطيع أن ترتاح حتى ترى الجميع سعيد حولها مهما فعلت وأظن أنني الآن أفهم لما هي هكذا لأنني تضايقت برؤيتكما تتشاجران قبل قليل"

أردفت بيرلا بهدوء وهي تتابع سيرها نحو البحيرة في حين بقيت سانسا تحدق ببيرلا وبيديهما التي تتشابكان ..

وإحساس داخلها يتحرك إثر ذلك ..

وذكريات تستيقظ ..

بعد مدة جلست الاثنتان بجانب البحيرة تحدقان بها بشرود ..

على الرغم من فضول بيرلا لمعرفة سبب برود سانسا إلا أنها لم تسأل لأنها كانت خائفة أن تزعجها إن ذكرت الأمر ..

لذلك بقيت تقصّ عليها بعض الذكريات التي تتذكرها عن أمها وحياتها مع أبيها قبل أن تدخلا في حالة صمت طويل ..

إلا أنها التفتت تنظر لسانسا عندما سمعتها تردف بصوت متألم حزين:

"لقد كانت مميزة .. رائعة ولطيفة مثلك كانت الوحيدة التي تفهمني وتعتني بي ولم أستطع تجاوز فقدانها إلى الآن فما حدث بذلك اليوم لا أستطيع نسيانه"

صمتت تبتلع ريقها وتحدق أمامها بألم وتستذكر تلك اللحظات المؤلمة التي مرّت بها قبل أن تكمل:

"كنا نعيش أنا وهي بسعادة كبيرة على الرغم من عدم وجود أبي معنا فقد كان يسافر بكثرة ويأتي إلينا وقت قليل ثم يعود للإختفاء على الرغم من ذلك لم أجد الأمر سيئاً لأنني أردت حنان أمي فقط ولا شيء آخر إلى أن أتى ذلك اليوم رأيت أبي يدخل لمنزلنا وهو يحمل جسد أمي المدمى بين يديه"

توسعت عينا بيرلا بصدمة بينما سمعتها تكمل:

"لقد قُتلت بطريقة وحشية ورميت في مكان متطرف عن مدينتنا ثم أحضرها أبي للمنزل وقام بدفنها أمامي ثم أخذني معه وقام بتربيتي وتدريبي إلى أن أصبحت سانسا القوية هذه التي أمامك ولكنني في المقابل فقدت القدرة على الثقة بالناس بسبب ما حدث .. بسبب ما قاله أبي"

انهمرت دمعة ساخنة على وجه سانسا وهي تكمل:

"قال بأن أمي خائنة وأنها ماتت على يد عشيقها وأنها كانت تخدعني طوال ذلك الوقت وأنها كانت تستغل غياب والدي لتقرب من الذكور الأخرى وأنها لم تكن وفية لرفيقها ونصفها الآخر لذلك كانت ميتتها شنيعة هكذا"

شهقت بيرلا بصدمة ثم أردفت بتردد:

"ولكن كيف؟ إن كانت تحبك كيف يمكن أن تكون هكذا؟!"

نظرت لها سانسا وأردفت:

"وأنا لا أزال أعتقد ذلك بل متأكدة منه فأمي ليست بمخادعة وهي طيبة جداً لذلك منذ لحظة موتها أقسمت على الإنتقام لها والبحث عن قاتلها والأخذ بثأرها وبالفعل تحملت الكثير ومعاملة أبي القاسية لي وتدريبه الشاق حتى كبرت عندها التقيت برجل أخبرني بأنه يعلم الحقيقة المخفية خلف موت والدتي ولكن ليخبرني إياها كان علي أن أسرق له شيئاً مهماً يفيده في مخططاته"

مسحت دمعتها بقسوة وأردفت لها:

"وعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أنني نفذته وسرقت ذلك الشيء وأتيت للقائه ولكن قبل أن أصل للمكان المتفق عليه التقيت بكارل الذي أخذني عنوة ولم يسمح لي بإكمال طريقي إلى الحقيقة"

نظرت إلى المياه بشرود وأكملت:

"لقد أوقف طموحي وانتقامي فقط من أجل ما يسميه برابطة الرفقاء أرغمني على البقاء بجانبه ظناً منه أنني سأضعف أمام الرابطة وأتقبل الأمر ولكنني واللعنة لا أستطيع أنا حتى لا أثق به ولا أثق بأحد وأكره الرجال الذين بسببهم فقدت أمي لذلك لم أستطع تقبله أخبرته أن يرفضني ولكنه لم يفعل أنا لا أريد أن أكون قاسية معه ولكنه لم يستمع إلي لذلك حاولت الهرب وسأحاول مراراً وتكراراً إلى أن أصل للحقيقة كاملة"

رمشت سانسا لتقاوم تساقط دموعها وأردفت بصوت محشرج:

"أمي امرأة بريئة ولطيفة وليست سيئة وذلك الكلام الذي قالوه عنها كله كذب ويوماً ما سأكتشف الحقيقة وسأنتقم من كل شخص آذاها وإلى ذلك الوقت لن أستطيع أن أنعم بالراحة لأنني أشعر بها حولي تتعذب لذلك إن كنت أريد أن أعيش بسلام فعلي أن أجلب السلام لروح أمي"

بمجرد أن انتهت تفاجأت ببيرلا تعانقها وتتمسك بها فابتسمت سانسا بوهن وأردفت وهي تربت على ظهرها:

"بيرلا أيتها الصغيرة لما تبكين هكذا؟ هل تأثرت بكلامي إلى هذه الدرجة؟"

خرجت شهقات بيرلا المكتومة من فمها ثم أردفت بصوت لطيف وحزين:

"هذا لأنني لا أستطيع أن أسمع هذه القصص دون أن أتأثر لا أستطيع إمساك دموعي في هكذا مواقف آسفة لما حدث لك سانسا"

ابتعدت بيرلا وأردفت وهي تمسح دموعها بعشوائية:

"أنا واثقة بأنك ستصلين للحقيقة وستنتقمين لوالدتك وأنا سأساعدك قدر استطاعتي"

فابتسمت لها سانسا وهي تمسح باقي دموعها عن وجهها وأردفت لها بلطف وهي تحيط وجنتها:

"أيتها المخاطرة اللطيفة هل تعلمين بأنك كسبت ثقتي ببراءتك ولطافتك هذه؟ أنت أول شخص أثق به بعد أبي على الرغم من أنه أخبرني ألا أثق بغير العائلة إلا أنك نجحتي في كسر معتقدي"

ابتسمت لها بيرلا بوسع وأردفت لها:

"وأنا سعيدة بذلك وأعدك بأنني لن أكسر ثقتك هذه ولن أخبر أحداً عما حدث بيننا حتى لمايا أعدك"

ما إن أنهت كلامها حتى انفجرت سانسا بالضحك فابتسمت بيرلا بسعادة لأنها استطاعت تغيير مزاج سانسا والتخفيف من حزنها

____________________

أما عند مايا التي تسير في الغابة وهي لا تزال غاضبة من كلمات سانسا الغير مبالية ..

فهي ولأنها مستذئبة تعرف جيداً ما هي مشاعر المستذئبين ..

وكونها تعرف الألفا كارل منذ طفولتها وتعلم أنه شخص جيد وشجاع ..

جعلها تشعر بالألم والشفقة عليه ولم تستطع تحمل كلمات سانسا المستفزة ..

وبينما تسير بين الأشجار وضرب الأرض بقدميها بسبب غضبها لم تنتبه لذلك المتسلل ..

فشهقت بصدمة وهي تشعر بشخص يدفعها ويثبتها على الأرض ويعتليها ولم ترى من ذلك الشخص الملثم إلا عيناه العسلية ..

"ابقي هادئة يا فتاة"

همس الرجل الملثم بصوت مخيف جعل مايا ترتجف من الخوف عندما علمت بأنه ليس من أفراد قطيعها إلا أنها قاومت خوفها وحاولت دفعه وخدشه إلا أنها لم تستطع بسبب فارق القوى

مما جعله يثبت يديها بيد واحدة ويده الأخرى ضربت عنقها لإفقادها وعيها بثوان معدودة فلم تستطع مايا إلا مناداة رفيقها عبر رابطة التخاطر في آخر ثانية قبل أن تغرق في الظلام ..

وما أن تأكد الرجل من فقدانها للوعي سحبها ووضعها بين الشجيرات وتابع سيره وهو يقتفي أثر سانسا وبيرلا ..
_______________

أما عند سانسا التي هدأت فجأة عن الضحك وتجهمت ملامحها عندما أحست بحركة قريبة منهم فعقدت بيرلا حاجبيها من تغيرها وقبل أن تتكلم رأت سانسا تشير لها بالصمت ففعلت ..

ثم وقفت سانسا وأمسكت بيد بيرلا لتجرها خلفها وتبتعدان عن تلك الأصوات التي تحاول أن تتجه إليهما ..

سارتا لمدة ثم بدأتا بالركض مبتعدتان إلى أن وصلا إلى حدود القطيع فشهقت بيرلا بخوف عندما وجدت خمس رجال مقتولين في المكان بطريقة بشعة ثم نظرت لسانسا التي أردفت ببرود:

"إنهم حرس الحدود علينا الخروج من هنا بسرعة فالذي قتلهم يطاردنا الآن"

توسعت عينا بيرلا برعب إلا أنها قبل أن تعترض ركضت خلف سانسا التي أمسكت بيدها بإحكام وركضت خارج حدود القطيع ..

بعد مدة من الركض توقفت سانسا تنظر حولها وتتفقد المكان بينما أردفت بيرلا بقلق:

"إلى أين نحن ذاهبين؟"

بقيت سانسا تنظر حولها ثم أردفت لها بهدوء:

"أبحث عن نهر ما نسنطيع استخدامه للهرب فهم أسرع منا وسيصلون إلينا قريباً وأنا واثقة بأنهم الآن مشغولون بقتال رجال القطيع وإلا لكنا بقبضتهم منذ زمن"

عقدت بيرلا حاجبيها وهي تسير خلفها ثم أردفت لها:

"سانسا هل لي بسؤالك؟ ماذا تكونين أنت ألست مستذئبة؟"

نظرت سانسا لبيرلا ورأت الفضول بعينيها ثم أردفت لها بسخرية وهي ترفه حاجبيها بغرور:

"أوه عزيزتي لست بائسة مثل المستذئبين إنما شيئاً أكثر جمالاً وتميزاً"

ازداد فضول بيرلا وأردفت لها:

"ماذا تعنين؟"

"سأدعك تكتشفين ذلك بنفسك والآن هيا اتبعيني"

أردفت سانسا بغموض وهي تستمتع بإثارة فضول بيرلا وتذمرها طول الطريق ..

وبعد مسير مدة من الزمن توقفت سانسا تنظر حولها ثم أردفت لها:

"أليس القدر جميلاً؟! انظري لقد هربت وهرّبتك معي أيضاً أتساءل كيف ستكون ردة فعل ذئبك الغاضب؟ "

احمرّت خدود بيرلا عندما علمت بأنها تتحدث عن إيتن على الرغم من استغرابها من قرنه بها إلا أنها لم تعقب عن الأمر وأردفت بعد مدة:

"هل تهنا في الغابة؟"

نفت سانسا برأسها وأردفت لها وهي تتقدم بين الأشجار المتشعبة:

"لا تقلقِ عزيزتي لسنا تائهتين إنني أتبع صوت المياه هذه المنطقة مرتفعة وجبلية تقريباً هذا يعني بأننا قد نرى أنهاراً محيطة بها فلا يوجد قطيع كبير كهذا بدون أنهار قريبة منه"

رفعت حاجبيها بغرور بينما تسير وتترك بيرلا تحدق بها بذهول من فطنتها ..

بعد مدة وقفت سانسا وأشارت لبيرلا بالصمت ففعلت وأومأت بسرعة ثم أوقفتها سانسا وسارت ببطء وحذر خلف الأشجار تنظر للمكان بعد أن شعرت بوجود أحد ما ..

اقتربت بيرلا بسرعة منها واختبأت خلفها وهي باتت تسمع بالفعل أصوات تحركات قريبة منهما ..

فأمسكت بيد سانسا وانطلقتا بالركض من جديد وهما تسمعان أصوات خطوات تتبعهما وتقترب ..

إلى أن وصلا لجرف صخري فنظرت بيرلا بخوف ثم إلى سانسا التي نظرت للأسفل ببرود ثم أردفت لها بخوف:

"لما أعدتنا لهذا المكان لن نستطيع النجاة الآن!"

فنظرت سانسا إليها وأردفت لها:

"سننجو ثقي بي"

ما إن انتهت من كلامها حتى إلتفتت للخلف تحدق بالرجال الذين خرجوا من خلف الأشجار فقد كانوا عشرة رجال ملثمين وهم يحدقون بهما بخبث وشر

"لونا المقاومين ولونا القمر الأحمر رائع عصفوران بحجر واحد هكذا سنستطيع أن نتساوم بشكل جيد معهما "

أردف أحد الرجال ذو العيون العسية الذي أفقد مايا وعيها وتقدم وهو يزيل تلثمه فظهر شعره البني المبعثر ووجهه البرونزي الذي تملأه ملامح الخبث ..

ارتعبت بيرلا من شكله وارتجفت أوصالها بينما نظرت لآخر بعيون حمراء مخيفة وبشرة شاحبة يتقدم منهما وهو يحدق بهما بقسوة وبرود

"ماذا سنفعل سانسا؟"

همست بيرلا بارتجاف وخوف فنظرت لها سانسا وأردفت لها:

"اقفزي"

"أتمزحين معي؟!"

هتفت بيرلا بخوف فنظرت لها سانسا ودون أن تتكلم دفعتها بقوة حتى وقعت فصرخت بيرلا بخوف وهوى جسدها للأسفل بسرعة إلى أن وقفت بوسط نهر جار ..

خرجت فقاعات كثيرة من فمها في حين تحرك أطرافها للعوم للأعلى بسرعة إلا أن هنالك شيء وقع فوقها جعل جسدها يهوي للأسفل نحو القاع فوسعت عينيها برعب وجمدت حركتها

حين رأت أنها جثة رجل بدون رأس ..

______________

كيف كان البارت ..

رأيكم بالأحداث ..

وبماضي سانسا الي انكشف قسم منو ..

فهل معها حق في كره كارل وهل حتبقى هيك أو رح تتغير ..

شو رأيكم في عقاب إيتن لبيرلا ..

Continua a leggere

Ti piacerà anche

711K 40.5K 44
تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان بها هل ستوافق البشرية على قبوله كرفيق ؟...
Mine... Da Aria

Storie d'amore

1.1M 63.7K 54
في احدى القرى الصغيره ~ فتاة بغايه الجمال تمشي بارجاء قريتها الفقيره بعينيها التي تشبه اللؤلؤ و شعرها الاشقر الذي يلمع مقبلةً ضوء الشمس و بشرتها الب...
126K 6.7K 24
عندما تحقق فيوليت حلمها بدخول اكاديمية احلامها لتجد نفسها رفيقة لاقوى و أخطر طالب في الاكاديمية لم تكن مفاجأتها انها سوف تحصل على رفيق اقوى من صدمته...
642K 27.4K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...