ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.4M 108K 35.5K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
3
4
5
6
7
8
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

9

52.3K 2.6K 1K
By Aisha-kasem40

(ملاحظة صغيرة من أجل تنزيل البارتات وهي أنني ألغيت يوم السبت وفتحت الأيام حسب استطاعتي في الكتابة فقد انشر بارت واحد في الأسبوع وقد أنشر ثلاثة لا يوجد عدد معين فهذا الأمر يعتمد على اوقات فراغي التي أستطيع الكتابة فيها فأنا لدي الكثير من الإلتزامات غير الكتابة لذلك أرجو تفهمكم وأنني أجبت على أغلب الأسئلة بخصوص التنزيل🥺🌹)

ركضت بيرلا مبتعدة عن المكان بأقصى سرعتها ..

لم تعلم من أين أتتها هذه السرعة ولكن ربما بسبب خوفها الكبير من المنظر المرعب الذي رأته رفع لها الأدرينالين وأعطاها القوة والسرعة حتى تبتعد عن المكان ..


ومن دون أن تدرك كانت تقترب من غابة الوحوش وبسبب وجود اقتحام للروجز جعل الحرس يستنفرون ويشاركون في القتال ..

مما جعل بيرلا تتخطى حدود القطيع دون أن تنتبه ..

لم يكن لديها علم أين هي ولا إلى أين ستذهب ولكنها أرادت الإبتعاد عن أصوات العواء والزمجرات المخيفة ..

تابعت الطريق ولكنها انتبهت لكون الغابة تصبح أكثر تشعباً فوقفت تلهث بينما تنظر حولها بخوف ..

فمسحت ما بقي من دموعها قبل أن تقرر الإتجاه الذي ستركض به ..

ثم مسحت العرق عن جبينها وأخذت نفساً عميقاً ثم عادت للركض مجدداً ..

أخذت تتعمق أكثر فأكثر في الغابة التي أصبحت أكثر عتمة بسبب كِبَر أشجارها وتلاصقها مع بعض ..

وبعد وقت طويل قضته في الركض سقطت على ركبتيها من شدة إنهاكها ثم نظرت حولها بخوف لا تعلم كيف ستخرج وكم ستبقى تركض حتى تنتهي هذه الغابة ..

مرّت دقائق عليها تستند على الشجرة وتستعيد أنفاسها حتى سمعت أصوات حيوانات تقترب فانقطعت أنفاسها برعب وهي تستقيم بترقب ..

توسعت عينيها بصدمة عندما وجدت رجلان يبدوان في أواخر عقدهم الثاني عاريا الصدر يسيران نحوها وينظران إليها بخبث مع فهد منقط ولكن الغريب بالأمر بأن على قوائمه الخلفية يوجد عليها قماش كبنطال ممزق بعض الشيء ..

"انظر ما لدينا هنا فتاة جميلة وسط الغابة يال حظنا السعيد"

أردف أحد الرجلين وهو يحدق ببيرلا بخبث وقذارة فارتجف جسدها بخوف وابتعدت عن الشجرة وتراجعت للخلف لتخلق أكبر مسافة ممكنة بينهم ..

"ما بك أيتها الجميلة لما أنت خائفة؟ لا تقلقِ نحن لن نؤذيك"

أردف الآخر بسخرية وهو يقيمها بعينيه فتراجت بيرلا أكثر والتفتت تركض هاربة منهما بأقصى سرعتها ..

فقهقه الرجلان بقذارة وأردف أحدهما:

"استدرجاها للمنحذر حتى نحاصرها في مكان معزول عن أرض المعركة"

انطلق الثلاثة خلفها وزادوا من رعب بيرلا عندما رأت أحد الرجلين يتحول لفهد منقط ويطاردها ..

مما جعلها تصرخ وتركض بالإتجاه الآخر ..

عندما أدركت بأنهم متحولون كالذئاب التي كانت تهرب منها ..

وبينما هي تركض انزلقت قدمها ووقعت في حفرة كبيرة فشهقت بخوف وهي تتدحرج داخلها ..

خرج تأوه متألم من فمها وهي تلمس جبينها مكان الكدمة التي أصابتها إثر الوقوع ..

إلا أنها رفعت عينيها بخوف عندما سمعت خطوات قريبة منها وقلبها ينبض بقوة ..

فاستقامت بحذر وخرجت من الحفرة تنظر حولها فسمعت خلفها أصوات تقترب فاستدارت للإتجاه المعاكس وبدأت تركض ..

لحظات وظهرت الفهود الثلاثة خلفها تطاردها فأدارت رأسها نحوهم وهي تركض فلم تنتبه إلا وهي تصطدم بشيء صلب أمامها ..

شهقت وهي تشعر بجسدها يرتد للخلف وقبل أن تقع شعرت بذراع تلتف حول خصرها وتمنعها من السقوط ..

فرفعت عينيها نحو الشخص الذي أمسكها بخوفٍ تحول لصدمة وهي تردف بجزع:

"أأنت؟!"

ابتسم لها الشاب بلطف وأردف لها:

"هل الآنسة اللطيفة في مشكلة؟"

عندها انتبهت للفهود التي وقفت على بعد أمتار منهما وتحولت لشكلها البشري فهتف أحد الرجال بحدة:

"دعها يا هذا إن كنت تريد البقاء حياً"

تمسكت به بيرلا بخوف دون أن تدرك بسبب خوفها منهم بينما رفع الأشقر أحد حاجبيه بسخرية وأردف لهم:

"وهل علي الخوف من أوغاد يحاولون إيذاء فتاة ضعيفة؟"

نظرت إليه بيرلا وأنفاسها لا تزال متسارعة بسبب ركضها فابتسم لها الشاب الأشقر وأردف لها:

"ما رأيك بأن نتابع الركض آنستي؟"

"هااا"

همست بعدم الفهم ولكنها شهقت بصدمة عندما وجدته يمسك بيدها ويبدأ بالركض مبتعداً بسرعة كبيرة بالكاد كانت تجاريه ..

إلى أن وصلا إلى نهاية الغابة حيث الجرف الصخري العميق فتوقف عنده معها ..

خرجت شهقة خائفة من بيرلا وهي تنظر لأسفل المنحذر بخوف ثم أردفت باهتزاز:

"يا إلهي لقد حوصرنا ماذا سنفعل؟"

ما إن أنهت كلامها حتى التفتت للخلف إثر الضحكات التي أصدرها الفهود الثلاثة فتقدم أحدهم وهو يردف بسخرية:

"أحمق لقد كنا بالفعل نستدرجها لهذا المكان ولكنك سهلت الأمر علينا"

ارتجفت بيرلا بخوف وحدقت بالأشقر بعيون متوسعة قلقة فابتسم لها باطمئنان وأردف لها بلطف:

"لا تقلقِ عزيزتي لن أسمح لهم بأن يلمسوك أعدك"

وقبل أن ترد بيرلا إلتفتت نحو أحد الفهود الذي أردف لهم:

"ليس وكأن الأمر بيدك"

ابتلعت بيرلا ريقها وهي لا تزال تلهث من التعب والخوف ثم نظرت بقلق إلى الأشقر والذي لم يُزيل إبتسامته أبداً فأردف لها متجاهلاً كلامهم:

"وعدتك بأنني لن أسمح لهم بإيذائك لذلك نفذي ما سأفعله ولن تندمي هل تثقين بي آنستي؟"

"هاا؟"

نظرت إليه بقلق وتوتر وهي لا تستطيع تكوين جملة بسبب رعبها مما يحدث وشعرها الأسود يلتصق بوجهها بسبب عرقها وهي لا تزال تلهث بتعب ورعب ..

فلم يكن منه إلا وهو يجذبها نحوه لافاً يده على خصرها ويتقدم نحو الجرف بسرعة ويردف:

"اقفزي"

ارتجف قلب بيرلا عندما تقدم وقفز وهو يتمسك بها فلفت يديها حول عنقه وصرخت بأعلى صوتها:

"آااا.أنا لا أثق بك آااااااه"

فأغمضت عينيها برعب وهي تتشبث بعنقه أكثر مستعدة للسقوط والموت ولكن ما فاجأها هو نسيم رقيق لفح وجهها وصوت رفرفرة وكأنها أجنحة طائر ما ..

"افتحِ عينيك آنستي اللطيفة أنت بأمان"

وبصعوبة فتحت بيرلا عينيها وأبعدت وجهها عن كتفه تنظر لحولها بضياع ..

شهقة مذهولة خرجت من فمها وهي تحدق به وبجناحيه التي كانت ترفرف عالياً حاملة جسديهما في الهواء ..

"ما هذا ؟!"

همست بذهول وهي تمد يدها تلمس أحد الجناحين الكبيرين بلون ناري متوهج فابتسم الأشقر وأردف لها مازحاً:

"جناحاي عزيزتي وتوقفِ عن لمسها فأنت تدغدغينني"

فأبعدت يدها عن الجناح وهي تحدق به بإحراج فابتسم لها برقة وأردف لها:

"سأشرح لك كل شيء ولكن ليس هنا أغمضِ عينيك الجميلة ودعيني أهتم بالباقي"

أنهى كلماته يحدق بالفهود الثلاثة الذين ينظرون إليه برعب عندما علموا هويته ..

وهو عنقاء النار ..

ملك العنقاء فليغون ..

فأومأت له بيرلا وأغمضت عينيها وهي تتمسك بعنقه وتسند رأسها على كتفه فسمعته يردف لها:

"تمسكِ بي جيداً لأننا سننطلق بسرعة إلى مكان أكثر أمناً من هنا"

وبالفعل وثقت به بيرلا وزادت تمسكها به بعد أن أنقذها من الوحوش التي كانت تطاردها ولكن ما غفلت عنه هو نظراته التي انقلبت لباردة ومخيفة وهو يحدق بالفهود بنظرات مميتة ..

فلمس رأسها مستخدماً طاقته مما جعلها تغيب عن الوعي ثم ابتسم إبتسامة دموية يحدق بهم بعد أن انقلبت ملامحه اللطيفة لأخرى شيطانية فأردف أحدهم له:

"أرجوك ارحمنا سيدي"

توسعت إبتسامته المخيفة ورفع أحد حاجبيه وهو يردف لهم بسخرية:

"سأريكم معنى السخرية بي أيها الحمقى"

ما إن أنهى كلامه حتى تدفقت من يده الحرة نار لفت حول الثلاثة وأحرقتهم بلمح البصر ..

ومن دون أن يهدر فليغون الوقت حمل بيرلا واتجه بها إلى قصره ..
__________________

أما عند إيتن الذي كان خارج القطيع لسوء حظه وهو يطمئن على حالة كارل بعد أن طلبه البيتا كريستوفر الخاص بقطيع المقاومين لرؤيته ..

فقد كان يتألم بشدة بعد كلام سانسا له ..

لذلك ومنذ عودتهم من الحفل حبس نفسه في مكتبه وأغرق نفسه بشرب المشروب لعله ينسى كلماتها القاسية له ..

توقف إيتن أمام المكتب يحدق به يجلس على الأرض بقميص مفتوح عليه بعض الدماء وهو ممسك بزجاجة مشروب وحوله عشرات الزجاجات منها ما هو ممتلئ ومنها ما هو فارغ ..

"ماذا حدث له؟"

أردف إيتن لكريستوفر وهو يحدق بكارل الشارد فردّ عليه الآخر:

"لا نعلم ألفا ولكن أظن بأن شجاراً وقع بينه وبين اللونا لأنها هي أيضاً ترفض الأكل كما أخبرتني خادمتها وتبدو حزينة منذ عودتهما مبكراً من الحفل البارحة"

تنهد إيتن بخفة وأخبر كريستوفر بالذهاب ثم اقترب منه إلى أن جلس بجانبه ووضع يده على قدمه مخرجاً إياه من شروده ..

فنظر إليه كارل وابتسم بثمالة وهو يردف له بصوت ثمل:

"أنت هنا يا صديقي"

حدق به إيتن بصمت وهو يراه يرفع الزجاجة لشرب المزيد من المشروب وقبل أن يضع الزجاجة على فمه خَطِفها إيتن من يده ورماها على الأرض لتتحطم. .

"إيتن لما فعلت ذلك؟ "

هتف كارل بغضب وثمالة فشده إيتن من ياقته وأردف به بحدة:

"سحقاً لك كارل توقف عن هذه اللعنة أنت لم تعد طفلاً"

"وما الذي تريد مني أن أفعله بعد أن أقرّت رفيقتي بكرهي وتقززها مني؟"

هدر كال بغضب وألم فتوسعت عينا إيتن بصدمة مما سمعه فدفعه كارل وأسند ذراعه على قدمه وهو يخفي وجهه بكفّ يده ..

فتنهد إيتن بأسى على رفيقه وأردف له بهدوء:

"كيف حدث ذلك؟"

خرج زفير حاد من كارل يدلّ على هيجانه هو وذئبه ثم أردف وهو لا يزال على وضعيته:

"حدث ذلك بعد أن أجبرتها على ارتداء ثوب طويل وتجاهلت كلامها وهي تخبرني مراراً بأنها ستتعثر به وسط الحفلة وتحرج وحدث ذلك بالفعل كما رأيت لذلك عندما ذهبت لأعتذر منها صرخت بوجهي لأول مرة وعبرت عن كرهها لي وأنها لم تعد تحتمل البقاء معي وأنها لن تحبني أبداً"

صوته المتألم كان يدل على عمق جراحه التي سببتها كلمات سانسا له فتنهد إيتن مرة أخرى وأردف بصوت بارد:

"وهذه الدماء؟"

قبض كارل يده وهو يرفع رأسه ويحدق بالأرضية بشرود وأردف بصوت حاقد:

"دماء ذلك النمر اللعين الذي كان سبب إحراجها في الحفلة"

حدّق إيتن به بصمت وهو يرى ضعفه وإنكساره بسبب رفيقته الحمقاء ..

فكم أراد إيتن تعذيبها لأنها السبب في ألمه وانكساره هكذا ..

فلا طالما كان إيتن وكارل كالأخوة منذ صغرهما يدافعان عن بعضهما ..

لذلك شعر إيتن بالغضب من سانسا ولولا الرابطة بينهما لقام بقتلها بأسوء طريقة يعرفها ..

كان جعلها تتعذب وتتعذب أضعافاً مضاعفة عن عذابه وجعلها تتوسله مئات المرات ليخلصها من عذابها ويقتلها ..

ولكنه لا يستطيع فعل ذلك لأنها رفيقة كارل وإن آذاها فسيؤذيه معها ..

فالرفقاء هم نقطة ضعفهم الوحيدة ..

والأقوى ..

بل نقطة ضعفهم القاتلة ..

فغَضبُ رفقائهم يسبب لهم الألم وإن تأذوا أو قتلوا حُتّم عليهم الموت معهم أو بعدهم بفترة ..

لهذا كان إيتن يكره هذه الرابطة التي بالنسبة له ليست عادلة ..

فلما على صديقه أن يتألم بسبب أنانية وقسوة رفيقته؟ ..

ولما عليهم عيش حياتهم بخوف من فقدان شريكتهم حتى لا يخسروا ذئابهم وحياتهم أيضاً؟ ..

خرج من أفكاره وهو يرى كارل يسند رأسه على منضدة المكتب ويتنهد بتعب فأردف له بهدوء:

"وماذا ستفعل الآن؟"

تنهد كارل مجدداً وأردف بصوت متألم ومشتت:

"طوال الليل أفكر في ذلك رغم أنني شربت نصف زجاجات المشروب في المكتب إلا انها لم تجعلني أثمل بشكل كامل بسبب تفكيري بها هي لا تريدني وتكرهني وحذرتني من لمسها مجدداً أو الإقتراب منها لذلك لم أجد حلّاً إلا رفضها ولكن ليو معترض على ذلك وهو يخبرني بأنه سيوسمها حتى وإن رفضتها ولن يدعها تغادر القصر"

عدل إيتن جلوسه وأردف له بهدوء:

"كلام ليو صحيح فرفضك لها سيضعفك بشدة وقد يموت ليو بأسوأ الحالات لذا عليك إتخاذ إجراءات أخرى"

عقد كارل حاجبيه وهو يحدق به وأردف بانزعاج:

"ولكن إيتن ما الفائدة من إبقائها بجانبي إن كانت تكرهني؟ لقد تعبت من صدها الدائم لي وبرودها معي وكأنني لست رفيقها المقدر"

حكّ إيتن لحيته وهو يحدق به ثم أردف له ببرود:

"أتظن أن تلك اللعينة لا تشعر بألم الرابطة مثلك ربما تخفي مشاعرها مثل ما أخفت عنك جنسها الحقيقي"

"إيتن إياك وأن تشتمها"

هدر كارل بغضب من كلام إيتن فقهقه إيتن بسخرية وأردف له:

"وتدافع عنها بعد ما فعلت بك أيها الأحمق!"

"اخرس"

هتف كارل بحدة قبل أن يدير رأسه للناحية الأخرى فحمحم إيتن وهو يعقد يديه لصدره ويردف بجدية:

"ألم تقل من قبل بأنك اهتممت بها وأريتها حبك ولكنها بقيت باردة معك إذن افعل العكس الآن"

نظر كارل إليه بفضول فأكمل إيتن:

"تجاهلها وابقى مبتعداً عنها وبارداً أمامها وعش حياتك بشكل طبيعي ولا تصرخ بها أو تتكلم معها أبداً اخرج لعملك وعد لغرفتك بهدوء وعاملها على أنها مزهرية في الغرفة وانتظر وسترى كيف ستغير معاملتها معك وستأتي للإعتذار منك لأنها مهما كابرت ستبقى بينكما رابطة قوية وستجعلها تستسلم لك عاجلاً أو آجلاً"

أشرق وجه كارل بعد كلمات إيتن التي وجدها حلاً نافعاً لعلته فقهقه بصخب وهو يردف له بسخرية:

"أيها الأخرق اللئيم من يراك لا يعرف أنك خبير بالعلاقات هكذا ولكن أيها اللعين لما لا تستخدم إحدى أفكارك لتقريب رفيقتك منك بدلاً من جعلها تموت من الخوف منك"

ضرب إيتن كتفه وهو يردف بسخرية وغرور:

"لأنني لست أبلهاً مثلك ثم أنا لم أحاول التقرب منها حتى الآن ولو حاولت لكنت جعلتها بجانبي منذ وقت طويل ولم أجلس مثلك أنتحب مثل النساء والآن استقم أيها اللعين وخذ حماماً فرائحتك مقززة بسبب المشروب"

أنهى كلامه وهو يستقيم ويمدّ يده لكارل فابتسم له كارل بإمتنان وهو يمسك بيد إيتن ويقف بمساعدته ..

ثم عانق إيتن وهو يردف له براحة:

"شكراً لوجودك بجانبي إيتن"

ربت على ظهره بخفة وأردف له بهدوء:

"على الرحب"

أبعده بخفة وأردف له بسخرية:

"هيا اذهب وأرني صلابتك ولا تستسلم لمشاعرك المرهفة وتفسد الأمر"

قهقه كارل بخفة وأردف له بسخرية:

"مشاعر مرهفة أيها العملاق الغاضب لا تقلق عزيزي سيأتي يوم أرى فيها مشاعرك المرهفة عندما تهرب منك طفلتك الصغيرة"

احتدت عينا إيتن ولكمه بقوة على كتفه وهتف له بغضب:

"اخرس أيها اللعين"

قهقه كارل بخفة بعد استطاع استرداد عزيمته بفضل وجود إيتن بجانبه ودعمه له ..

ولكن ما قاطع لحظة سعادتهما المؤقتة هو دخول كريستوفر مع كرو ..

نظر الاثنان إليهما فأردف كريستوفر باحترام:

"آسف ألفا لمقاطعتكما ولكن كرو أتى لرؤية الالفا إيتن لأمر مهم "

عقد إيتن حاجبيه وأردف لكرو:

"ما الأمر كرو؟"

تقدم كرو خطوة وأردف بصوته البارد له:

"ألفا تم مهاجمة قطيعك من قبل مجموعة كبيرة من الروجز من جهة غابة الوحوش أدت إلى إصابة عدد من أفراد القطيع ولأنك هنا لم يستطع أحد التواصل معك ومن حسن الحظ بأنني أتيت مصادفة ورأيت الواقعة"

"ماذا"

همس كارل بصدمة بينما احتدت نظرات إيتن بغضب فتقدم بخطوات غاضبة نحو الباب بنية الذهاب للقطيع إلا أنه تجمد مكانه عندما سمع كلمات كرو الأخيرة:

"صحيح ألفا نسيت إخبارك بأن اللونا بيرلا كانت في مكان الهجوم لذلك اضطر الرجال للتحول أمامها لحمايتها مما جعل اللونا ترتعب وتهرب من القطيع والبيتا وبعض الرجال لا يزالون يبحثون عنها بعد أن أنهوا أمر الروجز"
___________________

أما عند بيرلا التي فتحت عينيها لتجد نفسها في غرفة غريبة يغلب عليها اللون الأحمر القرميزي ..

فانتفضت بخوف تنظر حولها والأحداث تتسابق برأسها فأمسكت برأسها وهمست بقلق:

"يا إلهي أين أنا؟!"

لحظات وسمعت دقات على باب الغرفة التي بها فابتلعت ريقها وهي تردف بتردد:

"تفضل"

دخلت إليها فتاة شابة شقراء ذات قوام طويل ورشيق وأردفت لها بإحترام:

"آنستي أرسلني السيد لأساعدك بالتجهز قبل أن تنضمي إليه قبل وقت العشاء"

رمشت بيرلا بصدمة ثم أومأت يهدوء ثم استحمت وارتدت فستاناً أزرق سماوي بنصف أكمام يظهر أعلى كتفيها ويحيط بخصرها بخفة وينسد بتفريشة خفيفة لأسفل ركبتيها ..

وأبقت شعرها منسدلاً على كتفيها ولم تضع أي من مساحيق التجميل أو الجواهر مع أن الخادمة حاولت معها كثيراً ..

ففي نظر بيرلا أن ترتدي جواهر ليست لها أمر سيء ومعيب ولولا اتساخ ملابسها لما غيرتها بأخرى ..

لذلك اختارت أبسط فستان قدمته لها الخادمة ..

وعلى رغم ذلك بدت كالملاك الجميل به ..

ابتلعت ريقها وهي تحدق الشمس التي قاربت على المغيب قبل أن تخرج مع الخادمة وتتجه حيث الشاب الذي أنقذها ..

أو السيد غريب الأطوار كما نعتته بيرلا داخلها ..

كانت داخلها آلاف من الأسئلة وكانت مصرة على إيجاد إجابات لها ..

فما حدث معها اليوم لا يتقبله عقل ..

بِدءاً بتحول مايا وجاك أمامها لذئاب كبيرة والقتال الدموي الذي رأته مع الذئاب الأخرى وصولاً إلى ملاحقة أولئك الفهود لها وتحولهم لبشر أيضاً ..

ولا ننسى أجنحة فليغون التي خطفت أنفاسها من شدة جمالها ..

ورغم إنقاذه لها ولطفه معها لم يمنعانها من القلق من وجودها في قصره كما أخبرتها الخادمة ..

لأنه على الرغم من لطفه معها إلى أنه من زمرة الكائنات الغير بشرية التي لاقتها في يوم واحد ..

استجمعت شجاعتها وهي تقف مع الخادمة أمام باب كبير يكاد يصل للسقف بلون أحمر قاتم ..

لحظات ودخلت إلى القاعة الملكية الكبيرة فتوسعت عيناها بذهول من جمالها بألوانها المنحصرة بين الأحمر القاتم والذهبي ..

وما لفت نظرها هو صوت فليغون اللطيف الذي ناداها:

"آنستي اللطيفة سعيدٌ لأنك بخير"

بقيت بيرلا تقف مكانها وهي تبتلع ريقها بتوتر وصورة أجنحته وملمسها لا يفارق مخيلتها ..

فابتسم لها بود واستقام عن الأريكة واتجه نحوها وهو يردف بهدوء:

"ما بكِ عزيزتي لما أنت واقفة مكانك لا تخافِ مني فأنا لن أقوم بأكلك"

رمشت بيرلا بتوتر من كلامه الذي ظنته مزحة ثقيلة ولكنها لم تعلم بأنه عناها حقاً !!..

فابتلعت ريقها وأردفت بهدوء:

"شكراً لك لإنقاذي سيد.."

توقفت عن الكلام عندما كادت تنطق اسمه وهي بالفعل لا تعلمه فابتسم لها فليغون وأردف لها وهو يمد ذراعه للمصافحة:

"فليغون اسمي هو فليغون"

رمشت بتوتر قبل أن تضع يدها في خاصته وهي تردف بهدوء وتردد:

"وأنا بيرلا "

توسعت عينيها وهي تراه يرفع يدها نحو وجهه ويقبل كفّ يدها كتحية نبلاء في العصر الفيكتوري ..

فاحمرت وجنتاها بخجل عندما ابتسم لها بشكل ساحر وأردف لها برقة:

"بيرلا اسم جميل يليق بك آنستي اللطيفة"

"ش.شكراً لك "

همست بتلعثم وهي تحاول إخراج يدها من خاصته بهدوء إلا أنه أمسكها بخفة وسحبها معه إلى الأرائك وجعلها تجلس ثم حمل زجاجة نبيذ معتق وأردف لها:

"أتشربين؟"

نفت بيرلا بسرعة وهي تردف بتلعثم:

"لا لا شكراً لك"

فابتسم لها بخفة وسكب لنفسه كأساً وتقدم وجلس على الأريكة المجاورة لها وهو يضع قدماً فوق أخرى وأردف لها بهدوء:

"يوسفني قول ذلك ولكن من حسن حظك بأنني كنت في تلك الغابة مصادفة وإلا كان أولئك الحمقى نالوا منك دون أن يدري أحدٌ بك"

ارتعش جسد بيرلا بخوف عندما تذكرت ما حدث معها فرمشت عدة مرات وهي تنظر إليه وهو يكمل:

"تلك الغابة ملئية بالأشخاص السيئين كالذين قابلتهم اليوم وكان من الخطأ دخولك إليها بيرلا ولا أظن بأن أفراد قطيع القمر الأحمر على علم بدخولك إليها"

توسعت عيناها للحظات ثم همست بتردد:

"أنت تعرفهم!"

أومأ لها بخفة ثم أردف لها:

"وأعرف كل شيء عنهم عزيزتي هل من خطب ما"

ابتلعت بيرلا ريقها وهي تنزل عينيها عنه وتمسك بغصلة شعرها وتلفها حول إصبعها لتخفف توترها ثم همست بتردد:

"وهل تعلم أنهم ذئاب؟"

رفعت عينيها وحدقت به وهو يبتسم لها بهدوء ثم أردف لها مصححاً:

"مستذئبين وليس ذئاب عزيزتي"

"مستذئبين؟!"

همست بصدمة من هذا الاسم المألوف لديها قليلاً فرأت فليغون يومئ لها ثم يردف:

"قبل كل شيء أخبريني بما حدث معك بالتفصيل منذ دخولك هذا العالم إلى علقك في الغابة وأعدك بإعطائك كل الإجابات للأسئلة التي برأسك"
______________

أما في الجانب الآخر وعند الجرف العميق وقف إيتن يشتم بغضب بعد أن وصل إلى نهاية الطريق الذي سلكته بيرلا ..

بعد أن استطاع وحده إقتفاء أثرها في الغابة ..

فوقف خلفه كرو وجاك الذي أردف بقلق:

"ألفا هل انقطعت آثارها؟"

حدق إيتن لآثار النار الطفيفة على الصخر وهمس من بين أسنانه بغضب:

"ذلك اللعين فليغون لقد أخذها جهزوا الرجال بأكملهم سنذهب لإستردادها الآن"

توسعت أعين الجميع بصدمة فعلى الرغم من أن فليغون أخفى رائحته وآثاره إلا أنه لم يستطع إخفاء نفسه عن إيتن الذي يحفظ ألاعيبه كما يحفظ اسمه ..

فشتم إيتن بين أنفاسه وهو يتمنى أن تكون بيرلا بخير وذلك اللعين لم يمسها بأذى ..

لأنه إن لمس شعرة منها سيقتله حتى وإن اضطر لإشعال حرب جديدة ..
_______________

أما عند بيرلا التي تقف في المكتبة مع فليغون الذي شرح لها اختلاف العوالم وطبيعة هذا العالم والأجناس التي به ..

فوقف أمامها في الجانب الآخر من المنضدة المستطيلة بعد ان فرش عليها إحدى المخطوطات النادرة التي تخص الأبعاد العشرين ..

وبدأ يشرح لها عن عالمها وعالمهم والإختلاف بينهما ..

فعقدت حاجبيها بصدمة وذهول وهي تحدق بالكتابات وتستمع لكلمات فليغون وهو يعدد لها الأجناس ويشرح كيفية تقسيمهم في هذا العالم

وما إن انتهى حتى أردف لها بلطف:

"هل فهمت عزيزتي؟"

ابتلعت بيرلا ريقها وهي تهز رأسها لإستيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات التي تسمعها لأول مرة في حياتها ثم أردفت له:

"أأجل تقريباً"

حكّت بيرلا رأسها بتفكير ثم أردفت له بحيرة:

"ولكن لماذا أنا من بين الجميع قد انتقلت لهذا العالم"

فابتسم لها فليغون ثم أردف لها:

"ألم أخبرك بأن العالم مليء بالأسرار وعليك اكتشافها عزيزتي"

فهزت بيرلا رأسها بغير استيعاب وابتعدت عن المخطوطات والكتب التي أراها إياها قبل قليل وجلست على الكرسي الموجود في المكتبة وغطت وجهها بتعب وهي تتفس بعمق محاولة تصفية ذهنها ..

ابتسم فليغون على ظرافتها واستند على المنضدة وهو يردف لها:

"هل كلّ شيء بخير عزيزتي"

أنزلت بيرلا يديها عن وجهها وهي تحدق أمامها بعبوس طفولي فقهقه فليغون على براءتها ولطفها ثم أردف لها بمزاح:

"لا تقولِ لي بأنك لم تفهمي شيئاً علي وستدعينني أعيد الشرح مرة أخرى"

فتنهدت بيرلا تنهيدة طويلة ثم أردفت بإقطاب وجدية طفولية مضحكة وكأنها لا تزال غير مقتنعة بما عرفته:

"لا لقد فهمت كل شيء تقريباً، تقسيم الأبعاد وأنني في بعد مختلف فيه كائنات متوحشة وغريبة وأن هذا العالم لا يوجد به بشرٌ غيري وأن جميع الحيوانات في هذا العالم لهم قوى خارقة وجزء بشري يسمى باسم آخر مختلف عن الحيوان نفسه وأنهم يتزاوجون مع ذلك المسمى نصفهم الآخر أو الرفيق ومنهم من يعيش حياة أبدية ومنهم من يموت وأنني مضطرة للعيش معهم جميعاً إن كنت أريد النجاة بحياتي والعودة لعالمي سالمة دون أن يأكلني فهد أو ذئب"

أردفت وهي تحدق أمامها بإنفعال وأنهت كلامها وهي تحدق بفليغون الذي قهقه بصخب بعد أن أنهت حديثها فاقترب منها وجلس على المنضدة الزجاجية التي أمامها يقابلها وهو يردف بمرح:

"فتاة ذكية بيرلا أعجبني حفظك لهذه المعلومات ولكن خذي بنصيحتي إياك وأن تطلقي على أحد كلمة حيوان وإلا لن أضمن هروبك من بين أنيابها"

أنهى كلامه بنبرة هادئة أرعبت بيرلا فابتسم لها وأردف بلطف لها:

"سميهم كائنات وليس حيوانات فهذا العالم مختلف عن عالمك وكل حيوان ترينه له جزء بشري لذا إن أطلقت عليهم حيوانات فهذا يعني بأنك تسخرين منهم وتقللين من شأنهم لذا عليك الإنتباه لما تنطقين به"

ابتلعت بيرلا ريقها برعب وهي تومئ برأسها ثم أردفت له بتردد:

"ولكن فليغون مايا اليوم كانت تصرخ وتتألم وهي تتكسر عظامها بشكل مخيف ودون أن تتحرك حتى إلى أن تحولت إلى ذئب كيف ذلك"

"هذا يعني سنّ التحول أي أنها مرتها الأولى في تحولها لذئب وغالباً ما تكون المرة الأولى صعبة لأن عظام جسدها تتكسر بأكملها حتى تستطيع التحول لشكل ذئبها فسن التحول له حدّ معين لكل الأجناس تقريباً وهو إما في السادسة عشر أو الثامنة عشر ويختلف من شخص لآخر لذا هذا أمر عادي وحدوثه أمر ضروري وطبيعي"

أردف لها موضحاً فرمشت وهي تحدق فيه بتركيز إلى أن انتهى فتنهد وهو يرى نظراتها التي لا تزال فضولية وأردف لها:

"هل من سؤال آخر؟"

حدقت به مطولاً وأردفت له ببراءة:

"فليغون لما أنقذتني"

فابتسم لها بهدوء وهو يراقب عينيها التي باتت تحدقان به بهدوء وبراءة بدون توتر عكس بداية كلامهما ثم أردف لها بتفاخر:

"لأنني كملك نبيل ذو عروق نقية وأصيلة لا أستطيع أن أتجاهل مساعدة فتاة صغيرة وأراها تؤذى أمامي وخاصة إن كانت جميلة ولطيفة مثلك عزيزتي"

احمرت وجنتاها وهي تبتسم بهدوء ثم اردفت له بلطف:

"شكراً لك مرة أخرى فليغون"

"على الرحب والسعة آنستي اللطيفة"

أردف لها فليغون بلطف لتبتسم بيرلا بخجل ولطف فاستقام وهو يمسك بيدها ويقودها خارج المكتبة إلى غرفة الطعام ويردف لها:

"عليك الإسترخاء عزيزتي لأنني سأبحث عن حلّ لك في الإنتقال لعالمك وإلى هذا الحين عليك بالإنتظار ولا تقلقِ فهذا العالم الغريب يحوي على الأخيار كما يحوي على الأشرار ولا يجب عليك الخوف طالما هنالك أناس لطفاء حولك ومن حسن حظك بأن ألفا قطيع القمر الأحمر أمر قطيعه بإخفاء الحقيقة عنك في البداية وإلا لما استطعت تقبل أحد منهم أو صنع أي صداقة مع أي أحد والآن دعيني أحظى بعشاء لطيف معك وأكمل الإجابة على أسئلتك اللطيفة مثلك"

احمرّت خدود بيرلا من لطف فليغون المبالغ وهو يقودها إلى قاعة الطعام وكأنها طفلة صغيرة ..

إلا أنها لم تمانع أبداً ذلك بل بأسلوبه اللطيف والمرح حظي بثقتها به وكسبها لصفه بسهولة ..

وعلى الرغم من ذلك كان داخلها تشعر بأشياء غريبة ..

حول تحول مايا وتحول جاك وقتاله الذئاب دفاعاً عنها كما أفهمها الأمر فليغون ..

كانت خائفة من مقابلتهم وخائفة من إحزانهم أيضاً ..

فهم كانوا معها ودودين رغم أنها مختلفة عنهم ولكنهم كانوا كالأهل لها ولم ترى نظرة عدائية من أحد منهم ..

لا من بوريشا أو خادمات القصر أو السكان أو حتى مايا

فقد كانت مايا لطيفة معها منذ لقائهما أول مرة ..

ولن يكون ذنبها أنها ولدت مستذئبة ..

لذلك كانت خائفة بأنها قد تكون قد أحزنت مايا بسبب ردة فعلها وهي تبتعد عنها وتهرب مبتعدة بخوف ..

حتى إيتن على الرغم من إزعاجه المستمر لها وغضبه أوضح لها بأنه يعامل الجميع هكذا وليس هي وحدها ..

وبعد أن أخبرها فليغون بصفات المستذئبين فهمت لما يبقى غاضب أو لما يطلق عليه بالألفا ..

جلست على المائدة تحدق بالطعام أمامها وهي تفكر داخلها ..

هل بحثوا عنها أم لا؟ ..

وهل علموا بما جرى لها في الغابة؟ ..

بل لما سيبحثون عنها من الأساس وهي مجرد غريبة بينهم؟ ..

تساءلت داخلها وهي تشعر بالضيق بصدرها وتتذكر ما حدث لها للحظة ظهرت صورة إيتن بمخيلتها وهو يحذرها من الإقتراب من أحد ..

عندها أدركت بالفعل أنهم لم يخبروها بحقيقتهم من أجل مصلحتها حتى لا تخاف منهم كما حدث لها اليوم ..

وأنهم حقاً حاولوا حمايتها رغم أنها مجرد غريبة بينهم ..

زفرت الهواء بتشتت وهي لا تزال ضائعة بأفكارها ولا تدري لماذا صور إيتن وكلامه تظهر أمامها كثيراً إلا أنها خرجت من شرودها على صوت فليغون:

"لما لا تأكلين ألا يعجبك الطعام عزيزتي؟ يمكنني تغيره إن أردت"

نفت برأسها بسرعة وأردفت له بلطف:

"لا أبداً إنه لذيذ ولكني كنت شاردة قليلاً آسفة"

أنهت كلامها وبدأت ترتشف من حسائها وبعد أن أنهيا الطعام وعلى الرغم من أن الطعام شهي إلا أن بيرلا لم تأكل سوى لقيمات بسبب فقدانها المفاجئ لشهيتها ..

ثم جلسا في القاعة التي بدآ حديثهما بها وبقيت بيرلا إما أن تسأله عن عالمه أو تجيبه عن أسئلته التي تخص عالمها ..

فاكتشفت أنه بالفعل مهتم بمعرفة أدق التفاصيل عن عالمها وعن ثقافاته المتعاقبة ..

وبعد مدة دخل إحدى جنود فليغون واقترب منه بعد أن انحنى له بإحترام ثم همس له بكلمات وغادر ..

فنظرت بيرلا إليه بفضول عندما وجدت إبتسامة عريضة رُسمت على وجهه ..

فأردف وهو يستقيم بهدوء:

"كما توقعت تماماً إيتن جاء لاستعادتك"

"إيتن؟"

همست بيرلا بعدم فهم فهي حتى الآن لم تسمع اسمه فدائماً تناديه وتسمع الجميع ينادونه بألفا فإلتفت لها فليغون ويردف بإبتسامة عريضة:

"ألفا قطيع القمر الأحمر"

وقفت بيرلا وهي توسع عينيها بذهول وصدمة وهي تتساءل داخلها:

هل أتى إلى هنا للبحث عنها ..

فكما فهمت من فليغون هذا القصر يبعد كثيراً عن قطيع إيتن ..

اقترب فليغون منها وأردف لها بلطف:

"لا تقلقِ عزيزتي فهم لن يؤذوك أبداً بالعكس أنا واثق بأنهم قلقون عليك بشدة "

عقدت بيرلا حاجبيها باستغراب من كلامه ودفاعه عنهم كلما أبدت خوفها منهم ..

إلا أنها خرجت من أفكارها على يدي فليغون التي لفت حول عنقها وهي تشعر به يضع قلادة حول عنقها وهو يردف:

"هذه القلادة مميزة أرجو أن تقبليها كهدية مني بيرلا ولا تنزعيها أبداً"

فنظرت إليها بعد أن ابتعد عنها فوجدتها قلادة ذهبية بداخلها حجر ناري على شكل عنقاء جميلة تفرد أجنحتها

توسعت عينا بيرلا بإعجاب ثم نظرت إلى فليغون الذي أردف لها:

"انظري جيداً للرمز واحفظيه واعتبريه رمزاً لصداقتنا"

"صداقتنا!!"

همست بيرلا بتفاجؤ فابتسم لها بلطف وأردف لها:

"أجل فبعد أن إلتقينا مرتان مصادفة لما لا نصبح أصدقاء ومن ناحيتي يسرني أن أمتلك صديقة لطيفة وجميلة مثلك بيرلا فما قولك أنت؟"

ابتسمت بيرلا ببراءة وأومأت له بحماسة وهي تردف له:

"وأنا أيضاً سأكون سعيدة إن أصبح لدي صديق لطيف مثلك فليغون"

صفق فليغون وهو يعطيها أجمل إبتسامة ساحرة ويردف بقليل من الخبث:

"رائع اتفقنا والآن نستطيع الخروج لذلك الألفا قبل أن يغضب من تأخرنا"

___________________

وبالفعل كان إيتن بالكاد يحافظ على هدوئه وهو يقف على حدود أرضه أمام رجاله ويمنع نفسه من إقتحام الحدود واقتلاع رأس فليغون الخبيث وأخذ بيرلا ..

ولكنه كان يهدئ نفسه ويقول أنه إن أخرجها بهدوء لن يضطر لكسر الإتفاقية بينهم وإن لم يخرجها فسيدخل ويهدم القصر فوق رأسه ..

لحظات ورأى حشد الجنود المصطفين يفتحون طريقاً وسطهم وتقدم فليغون يمسك بيد بيرلا ويقودها معه وهو يحدق به بإبتسامة خبيثة ..

شتم إيتن بين أنفاسه واحتدت عينيه من هذا المنظر الذي جعل دمه يغلي في عروقه ..

فتوقف فليغون في مقدمة رجاله برفقة بيرلا وهو ينظر لإيتن باستمتاع من غيرته ..

فهو علم منذ البداية أنها رفيقته ..

لذلك لم يستطع منع نفسه من استفزازه عن طريق بيرلا التي وثقت فيه ببراءة وخُدعت بلطفه ..

صحيح بأنه لم يضمر لها الشر حتى الآن ..

ولكن هذا لا يعني بأن صداقته لها بدافع البراءة ..

وأنه لا يوجد أمر خفيّ خلف ذلك ..

نظرت بيرلا بإضطراب وخوف لعيني إيتن التي تقدح غضباً وهي تناظر فليغون ..

وكأنه يقمع نفسه عن قتله ..

فتقدم إيتن كما تقدم فليغون إلى أن وقفا أمام بعضهما عند الحد الفاصل يحدقان ببعضهما بقوة وأحدهم مشتعل من الغضب والآخر يبتسم بخبث فأردف إيتن بوضوح:

"كيف وصلت بيرلا إليك فليغون؟"

نطق إيتن باسم فليغون بغضب وحقد فابتسم له الآخر إبتسامة عريضة وأردف له بخبث:

"المصادفة عزيزي أظن بأنك سمعت عنها ومن حظ بيرلا اللطيفة أنني وصلت في الوقت المناسب وانتشلتها من بين ثلاث فهود"

احتدت عينا إيتن أكثر وفوكسارد هاج داخله وبدأ يحارب لإستلام السيطرة عندما علم بما حدث معها إلا أن فليغون تقدم نحوه وأمسك بكتفيه وهمس بأذنه بخبث:

"لا أنصحك بإظهار غضبك أمام صغيرتك بيرلا عزيزي فأنا بالكاد أقنعتها بأنكم لستم بوحوش وأن تعود إليكم"

انقبض قلب إيتن بخوف من كلامه وتجمد للحظات وعينيه تحركت نحوها فوجدها تضمّ يديها لصدرها وهي تحدق به بقلق وخوف ..

فشتم بين أنفاسه وأردف له بخفوت بعد أن ابتعد عنه فليغون:

"وكيف عرفت ذلك أيها اللعين؟"

رفع فليغون أحد حاجبيه وهو يردف له بخوفت:

"لست أعمى حتى لا أرى نظراتك لها عند رقصتكما في الحفل البارحة"

شتم إيتن بين أنفاسه وهو يحدق به بشك وغضب وهو يتساءل بداخله ..

هل حاول لمس رفيقته؟ ..

هل انتزع براءتها؟ ..

فأردف فليغون بخبث وكأنه قرأ أفكار إيتن:

"لا تنظر إلي هكذا صحيح بأنني سيء ولكنني لا أقترب من رفيقة أحد"

رفع إيتن أحد حاجبيه وأردف بسخرية وحدة:

"وكأنني صدقتك!"

فابتسم فليغون بوسع وأردف له بخبث:

"فعلت معك معروف حاول ألا تنساه عزيزي"

ثم تراجع للخلف نحو بيرلا وأردف بنبرة لطيفة مختلفة عن التي تحدث بها مع إيتن:

"إذن عزيزتي هل ستعودين معهم أم ستبقين بضيافتي رغم أنني بالفعل أحببت بقاءك معي ولكن الأمر بيدك بيرلا"

نظرت بيرلا إلى فليغون الذي وقف بجانبها ثم إلى إيتن الذي ينظر إليها عن بعد أمتار وعينيه تنبض بالقلق ..

كان خائف من أنها تفضل البقاء عند فليغون وألا تعود معه بسبب خوفها منهم ..

فابتلع ريقه بتوتر وراقبها تحدق به بتوتر للحظات ثم صدح صوتها الرقيق والمتردد:

"سأذهب معهم"

تنفس إيتن الصعداء ثم بقي يراقب بهدوء ما يحدث أمامه عندما أردفت بيرلا لفليغون بلطف:

"شكراً مرة أخرى على إنقاذي أتمنى أن نلتقي مجدداً"

ابتسم فليغون بوسع وأردف لها:

"العفو عزيزتي لم أفعل سوى واجبي "

《لم أفعل سوى واجبي؟! ذلك اللعين منذ متى يعرف الواجب وهو لم يترك فصيلاً لا يحقد عليه بسبب خبثه وقذارته والآن بات نبيلاً ذو أخلاق عالية ليس وكأنه فليغون المنحرف اللعوب .. سحقاً إيتن لن أحتمل وأنا أتخيل هذا اللعين ينظر لبيرلا بعينيه القبيحة ويتفحصها .. سحقاً لقد نظر لما هو لنا》

هتف فوكسارد برأس إيتن مما جعل غضبه يزداد ولكنه حافظ على هدوئه فقط حتى يستطيع إستعادة بيرلا ولكن ما حدث أمامه جعله يوسع عينيه بغضب جحيمي ..

عندما ودعت بيرلا فليغون وقررت الإبتعاد تفاجأته به يجذبها من ذراعها ويقبل وجنتها أمام الجميع فتوسعت عينيها بصدمة واحمر وجهها وهي تراه يبتسم لها بعذوبة ويردف لها:

"هكذا هو وداع الأصدقاء اعتني بنفسك ولا تقلقِ سآتي لزيارتك لاحقاً وداعاً عزيزتي"

ابتسم لها بلطف وهو يلوح بيديه لها ببراءة زائفة أما بيرلا التي فقدت النطق بالكاد أشارت له بيدها قبل أن تسير مبتعدة عنه وهي تحني رأسها للأسفل بإحراج متخطية إيتن

الذي بالكاد حافظ على نفسه ثابتاً ولم يذهب ويقتلع شفتا فليغون التي لمست بيرلا ..

فالتفت وسار مبتعداً وهو يشتمه بهمس وهو يعلم بأن شتائمه قد وصلت لمسامع فليغون الذي لم تزحزح إبتسامته عن وجهه للحظة وهو يراقبهم يبتعدون ببطء بسبب سير بيرلا البطيء

"سيد فليغون أنت حقاً جريء لتقبل اللونا أمام الألفا أعلم أنك تقصدت استفزازه لأنك تعلم بأنه لن يقدم على أي حركة تجعل اللونا تخاف منه بعدما حدث اليوم ولكن لا تقل لي بأنك وضعتها بذهنك "

صوت كرو صدر قريباً من فليغون فنظر إليه بهدوء وأردف بسخرية:

"ألم أقل قبل قليل بأنني لا أقترب من رفيقة أحد؟ وأنا جاد في هذا"

قلّب كرو عينيه ببرود وأردف له:

"إذاً ما معنى تقبيلك لرفيقته أمامه؟"

فقهقه فليغون ثم أردف له:

"لذلك سبب لن تفهمه كرو "

ثم هتف بمرح وخبث لإيتن:

"إيتن أعلم بأنك تسمعني سأسمح لك بتقبيل رفيقتي بالمستقبل فقط كالقبلة التي قبلتها لبيرلا انتبه لها جيداً ولا تخفها اتفقنا"

أنهى كلامه بمرح وهو يرفع صوته قليلاً حتى يصل لمسامع إيتن الذي شتم بكل لغة يعرفها وهو يتوعد لفليغون بالجحيم ..

أما بيرلا المسكينة لم تكن تعرف ما يدور حولها وبقيت تسير بمحاذات جاك وهي تنظر لإيتن الذي يشتعل بالغضب لسبب لم تفهمه!! ..
__________________

كيف كان البارت .

شو رأيكم بالأحداث ..

وشخصية فليغون الجديدة ..🌚

ويا ترى شو الشيء إلي خلاه يهتم ببيرلا ..🤔

وإيتن شو حيكون موقفه بعد إلي صار قدامه😂

وإذا أعجبكم البارت لا تنسوا تكتبوا رأيكم بالتعليقات حتى اتشجعوني أكمل😘🥰

أشوفكم ببارت جديد 😘😘😘😘

Continue Reading

You'll Also Like

633K 27K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
1.5M 66.8K 33
..هو بارد و قاسي و عديم الرحمه سمي بالملك الأسود لجبوريته و قوته لا يوجد بقاموسه ..لا .. قلبه ينبض بعشقها و هيام بها على رغم من انه لا يعرفها و لم ي...
6.9M 443K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
56.6K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق