ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red...

By Aisha-kasem40

2.5M 108K 35.6K

في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به كك... More

مقدمة
الشخصيات
1
2
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
Note
32
33
34
35
36
37
38
39
40
The End:41
The special part
Instagram account

3

63K 3K 380
By Aisha-kasem40

وقف إيتن يحدق ببيرلا بصدمة كبيرة ..

وهو لا يعلم ما تفسير الأمر الذي حدث أمامه! ..

فكيف خرجت من البحيرة وكأنها خرجت من العدم؟ ..

كان متجمداً مكانه وعينيه متوسعة بصدمة كبيرة بينما يشعر بهيجان ذئبه لأول مرة ..

بعد أن ظنه ذئباً بارداً كجبل الجليد لا يتحرك لأي أنثى في هذا العالم ..

ولم يشعر بنفسه إلا وهو يسير بإتجاه البحيرة ويدخل ماؤها البارد إلى أن وصل إلى جسد بيرلا الساكن ..

فحملها بين ذراعيه وهو يضمها إلى صدره دون أن يهتم لإبتلاله بالماء وهو يحدق بتفاصيل وجهها البريء الذي شدّ تركيزه وعقله بشكل غريب ..

وبعثر أنفاسه وأفكاره ..

لأول مرة ..

بعد أن انتشرت في جسده شرارات محببة زادت من هيجان ذئبه الذي كان يعوي بسعادة لإيجاده نصف روحه بينما إيتن لا يزال غارقاً بأفكاره وليس منتبهاً للواقع الذي حدث أمامه ..

عقد حاجبيه وهو لا يزال واقفاً بمكانه وسط البحيرة يحدق بها عندما خطر بباله أمراً تمنى أنه لم يحدث حقاً! ..

وهو أنها ليست من عالمه وقد انتقلت إليه بسبب ظاهرة القمر الأحمر ..

ابتلع ريقه وهو يزيل عينيه الحادة عنها وينظر للقمر الذي لا يزال أحمراً قاتماً ..

وكأنه كان شاهداً على اجتماعه مع رفيقته المقدرة بعد تلك السنوات الطويلة ..

ثم أنزل نظراته للفتاة الصغيرة بين ذراعيه وهو يرمش بغير تصديق بأنها حقاً رفيقته وهي من بُعدٍ آخر!! ..

فشتم بين أنفاسه عندما استعاد سيطرته على نفسه وعلى ذئبه الذي زاد من شتاته وخرج من البحيرة وهو يحتضن جسدها إلى خاصته بقوة وأفكاره متشابكة تتسابق بعقله ..

فسار نحو قطيعه بغضب عارم وقلب يقرع كالطبول بسبب قرب هذه الفتاة الغريبة منه ..

وهو يفكر فيما سيفعله معها ..

_________________

حلّ الصباح على بيرلا التي لا تزال لا تدري ماذا حدث لها بعد وقوعها في البحيرة ..

عقدت حاجبيها وهي تشعر بالدفء ينتشر بجسدها بشكل مريح ..

فاستدارت للجهة الأخرى وهي تشعر بالخمول في جسدها بشكل غريب ..

ثم ابتلعت ريقها الجاف ورمشت عدة مرات إلى أن استطاعت فتح عينيها ..

نظرت حولها بخدر وخمول كحال جسدها المتعب فازدادت عقدت حاجبيها عندما لاحظت سقفاً غريباً يختلف عن سقف غرفتها!! ..

عندها رمشت عدة مرات محاولة إستيعاب ما تراه عندها مرت آخر لحظات الليلة الماضية أمام عينيها فشهقت وهي تنتفض بقوة وتحدق حولها برعب ..

ارتجّت حدقيتها وهي تنظر للغرفة الغريبة والتي كانت نائمة بها ..

تصاعدت نبضات قلبها مع توترها وخوفها الذي ازداد عندما وجدت نفسها وحيدة ولا تعلم أين هي ومن انقذها من الذئب المخيف ..

فوقفت على الأرضية الباردة بقدميها الحافية وهي تنظر حولها بخوف وتتفقد الغرفة ثم تقدمت بحذر من باب الغرفة الذي رأته أمامها ..

فتحت الباب ببطء وهدوء ثم أخرجت رأسها أولاً تتفقد المكان في الخارج قبل أن تخرج جسدها بحذر وتسير وهي توسع زمرديتيها بخوف وذهول ..

عندما وجدت نفسها في مكان غريب وكأنه قصر في العصور الوسطى ..

نظراً للتماثيل الغريبة التي تتمثل بجسد ذئب يقف على قوائمه الخلفية بينما جزؤه العلوي أشبه بصدر رجل عضلي ..

واللوحات زينية كبيرة وكثيرة بدت لها قديمة وغريبة وهي كانت خائفة بالنظر لمعظمها ..

قبضت يديها على صدرها وعيونها الكبيرة تتوسع بسبب صدمتها بينما آلاف من الأسئلة تخالجها ..

أين أنا؟ ..

وما هذا المكان؟ ..

وكيف وصلت لهنا؟ ..

وعندما قطعت ممراً طويلاً وصلت لمنعطفين إحداهما لليسار والآخر لليمين ..

فازداد توترها وخوفها من ظهور أحدٍ فجأة لأذيتها ..

أو خوفها على والدها الذي سيجن إن لم يجدها ..

قوست شفتيها وهي تقاوم البكاء بسبب تذكرها والدها ثم تنفست بعمق وهي تشجع نفسها على المضي قدماً ..

حتى تعود لمنزلها في أقرب وقت ..

فقد تستطيع أن تصل للمنزل قبل أن يستيقظ ويقلق على إختفائها ..

وبينما هي لا تزال غارقة بأفكارها انتفضت برعب عندما سمعت صوت فتاة تحدثها بهدوء وإحترام:

"من الجيد أنك استيقظتي آنستي من فضلك تعالي معي"

انكمشت بيرلا بخوف على نفسها وهي تحدق بالفتاة التي ترتدي فستاناً طويلاً بتفريشة كبيرة باللون الأبيض والأسود ..

وكأنها كائن فضائي ..

بقيت تطالعها بصدمة وجمود حتى نادت الفتاة عليها مرة أخرى فهزت بيرلا رأسها بتردد وتبعتها بصمت ..

وقلب يقرع بقوة وخوف ..

____________

SANSA POV

ثلاثة أيام وأنا في الجحيم المسمى رفيقي اللعنة على هذا فقد خرج الأمر بغتة وهدم كل شيء كان علي فعله ..

زفرت بغضب وأنا أتذكر ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم ..

والذي كان بداية لكل هذا ..

عندما كنت أسير في السوق سرقت إحدى التفاحات دون أن ينتبه البائع وسرت بين الناس أتفقد ما حولي وآكل تفاحتي ..

بعد مدة توقفت وتجمدت مكاني عندما شعرت بشيء يراقبني فنقلت عيناي في المكان بحثاً عن الشخص إلى أن وقعت عيناي على رجل غريب يحدق بي بعمقٍ أربكني ..

ابتلعت ريقي وأنا أوسع عيناي للحظة عندما شعرت بدقات قلبي تزداد عمقاً مع إبتسامته اللعينة! ..

لأعلم أنه رفيقي اللعين!!! ..

فتجهمت ملامحي وأنا أنظر إليه وأتذكر كلام ذلك العجوز بغضب ..

أهذه هي ريح الشمال الذي حذرني منها؟! ..

رفيقي !!..

سحقاً لقد ظهر في الوقت والمكان الغير مناسب ..

لا أستطيع أن أتوقف عند هذا الحد ..

علي المتابعة والإكمال للنهاية ..

فخطوة واحدة للوراء ستهدم كل شيء ..

لذلك قررت داخلي أن أتجاهل الأمر وأبتعد عن مرمى عينيه وأنا أتمنى ألا يعلم أنه رفيقي ..

ولكن عندما تقدم مني وسألني عن اسمي وإبتسامته اللعينة محفورة على وجهه شتمت بين أنفاسي وأجبته ببرود وجفاف:

"ومن أنت لأخبرك باسمي يا سيد؟"

ورغم أنني بقيت باردة معه إلا أن إبتسامته الحمقاء ازدادت ولمعت عينيه بطريقة جعلت قلبي يطرق بعمق بينما أشتم بين أنفاسي عندما علمت بأنه مستذئب ..

سحقاً لهذا الأمر ..

من بين كل الأجناس يكون رفيقي اللعين مستذئباً!! ..

سحقاً .. سحقاً .. سحقاً

سحقاً هؤلاء القوم لا يسهل خداعهم ويلتصقون برفقائهم كالغراء ولا يتركونه لأي لحظة ..

كيف سأهرب منه الآن؟! ..

وعندما حاولت إبعاده عني تفاجأت بزمجرته العالية التي كادت أن تثقب غشاء الطبل خاصتي بينما جذبني نحوه وهو يهتف بصوت غاضب وقوي جعلني أدخل في حالة صدمة وخوف من هذا الهمجي الذي أمامي ..

وبعد ذلك وبكل أسف أخذني إلى قطيعه بدون إرادتي ..

أو لأكون صادقة لم أجرؤ على معارضته ..

أعلم أعلم أنا جبانة ..

جبانة جداً عندما يتعلق الأمر بحياتي ..

اكتشفت بعدها بأنه ألفا وليس مستذئباً فحسب فشتمت حظي للمرة الألف لأني وقعت في ورطة لا مخرج منها ..

حاول بعد ذلك التودد لي بكل طريقة سخيفة إلا أنه وبكل أسف لم ينجح ..

فقد أخذت تصرفه الهمجي معي كذريعة لإبعاده عني وبعدها حاولت بكل جهدي أن أقنعه بأن يرفضني ويتركني أذهب ولكن كل شيء كان بلا فائدة ..

زفرت بضيق منه وأردف له ببرود وقلة صبر:

"اسمعني أيها الألفا القوي أنا لست مناسبة لك أبداً ولا أصلح لأكون لونا لهذا القطيع فأنا ضعيفة أسقط دوماً ولا أحسن القتال أو حتى السير وسيئة في كل شيء وأيضاً لصة هل تريد أن تكون رفيقتك لصة وسيئة الأخلاق والتصرف اسمع أنا كومة من المشاكل من الأفضل لك ولقطيعك أن ترفضني وتطلق سراحي قبل أن أجلب العار لك ولقطيعك أرجوك ارفضني"

رجوته بآخر كلامي وأنا أعقد يدي إلى صدري وأنظر إليه بأمل على أن يرفضني وننتهي من هذه المصيبة ..

بقي يحدق بي ببرود وهو يعقد يديه إلى صدره العضلي وعينيه تنظر إلي بعمق أربكني لوقت طويل ..

رمشت عدة مرات وأنا أشعر بالضيق داخلي وأشكّ بأنه سمع كلامي ومن ثم نفى برأسه كالطفل الصغير العنيد الذي يرفض ترك دميته وأردف بحزم:

"لا مستحيل لن أرفضك وستبقين معي هنا ولا يهمني أي سبب لعين ذكرته وحتى ولو كنت ضعيفة أو لصة لذا توقفِ عن محاولتك في الإساءة لنفسك أكثر لأنني لن أتركك وهذا قراري النهائي"

امتغص وجهي وأنا أنزل يدي وأحدق به بغيظ شديد ..

ذلك الأحمق يظنني أكذب وأدعي هذه الأمور ..

ولكن لا يعلم بأنني حقاً قلت له جميع صفاتي ..

وماذا يريد أكثر ليرفضني ..

سحقاً للرفقاء ..

فزفرت بضيق وأردفت له:

"لا تصدق أفضل ولكن لا تلمني بعد ذلك فأنا حذرتك"

أنهيت كلامي وأنا أستدير عنه وأشتمه داخلي بغضب وأفكر في حل بديل ..

وما هي إلا ثوان حتى شعرت به يعانقني من الخلف وهو يغرس وجهه في عنقي بين غصلات شعري ..

تصلب جسدي من حركته المفاجئة وازداد غيظي وأنا بالكاد أمنع نفسي من الصراخ به بينما سمعته يهمس لي بصوته الأجش:

"لا بأس حبيبتي صدقيني ليس لدي مشكلة في تعليمك الآداب والمشي وكل شيء تجهلينه من البداية حتى أجعلك لونا مثالية للقطيع فالجهل بالأمور ليس معيباً فجميعنا ولدنا غير متعلمين وتعلمنا كل شيء بالأيام لذا لا تستائي جميلتي"

رفع رأسه ونظر لعيناي بعيونه البنية الحالمة ..

لو يعلم بأنني أستاء الآن من قربه ولكني لا أجرؤ على صده بقوة كما فعلت من قبل ..

للحظة كنت أظنه سيقتلني حينها ..

فابتسمت له برقة فلاحظت لمعة عينيه المتفاجئة وحتى سمعت ضربات قلبه المتسارعة بأذناي ..

يظنني رضيت بهذه السهولة ..

أحمق ..

سخرت داخلي وأنا أنظر إليه بنظرات ساحرة تخفي خلفها مكري ثم أردفت له بأنعم صوت أمتلكه:

"إن انتهيت هل يمكنني الذهاب للنوم فأنا متعبة"

سمعته يشتم بين أنفاسه وعينيه متوسعة ومصدومة من تصرفي ..

إلا أنني استغليت ذلك ودفعته بخفة وتوجهت للسرير وارتميت بين الأغطية أخفي نفسي بينها قدر الإمكان من عيونه وتفكيره المنحرف ..

بعد أن وضعت حاجزاً من الوسائد بيننا كأول يوم لنا ..

بعد أن بقيت أعاند على النوم على الأريكة وهو يرفض إلى أن انتهى الأمر بنا إلى أن صنعنا هذا الحاجز الطفولي بيننا ..

فأنا لا أثق به ولا أريد أن أستيقظ موسومة من قبله ..

وهذا الحل المؤقت إلى أن أستطيع الهرب منه ..

زفرت بقوة وأنا أرمي الأغطية عني بعد أن خرجت من ذكرياتي على صوت الماء الذي توقف في الحمام ..

جلست على السرير وأنا أنظر لرفيقي الأحمق الذي خرج من الحمام وهو يلفّ وسطه بمنشفة صغيرة ويحدق بي بخبث وإبتسامته اللعوب محفورة على وجهه ..

ذلك الأحمق يظنّ بأنه يستطيع إغرائي باستعراض جسده أمامي ..

حككت رأسي وأنا أستقيم لأنتجه للحمام وأنا أتجنبه ..

فأنا لا أريد أن أقوم بحركة غبية تنتهي بنا في الفراش فالمستذئبين معروفين بحماسهم المستمر لرفيقهم ..

ولأن رفيقي الأحمق ألفا يعني بأن حماسه مضاعف ..

"صباح الخير جميلتي أرى أنك استيقظت مبكراً اليوم"

أردف بصوته اللعوب وهو يحدق بي بعد أن اعترض طريقي فرسمت إبتسامة صفراوية وعيناي تقدح إنزعاج وأردفت له:

"صباح النور .. أجل استيقظت بسبب بقائي نائمة لمدة طويلة البارحة كما تعلم فأنت لا تسمح لي بالخروج من هذه الغرفة المقيتة وأقضي الوقت بالنوم بسبب مللي"

رأيت إبتسامته تزال للحظات وملامحه تتجمد بحزن فلم أكترث له وتعديته وسرت نحو الحمام بخطوات مستعجلة فعلي الخروج من هذا الموقف الغبي ..

إلا أنني شهقت بخوف وانا أشعر بجسدي يسقط بعد أن انزلقت قدمي البائسة بسبب المياه التي على الأرض .

وقبل أن أسقط إلتقطتني ذراع عضلية وسحبتني لصدره الصلب المبتل وأنا لا أزال تحت الصدمة ..

رمشت وأنا أحدق به بعيوني الموسعة لأستوعب الأمر الذي حدث معي ..

فابتلعت ريقي بصعوبة وأنا أعود للواقع وأنظر للوضع الخطير الذي وُضعت به حيث يديه تلتفّ حول خصري وظهري بقوة ويدي تستند على صدره ووجوهنا لا تفصلها سوى إنشات ..

رمشت باضطراب وأنا أنظر لعينيه التي تحرقني لسبب أجهله وتسلل التوتر إليّ من صمته الطويل وتحديقه المستمر بي ..

بصعوبة أخرجت كلماتي التي بدت متلعثم:

"د.د.دعني .. ر.رجاء"

نظراته تثبتت على شفتاي بشرود جعل الخوف يتسرب لداخلي وأنا أرى لمعة عينيه وكأنه يحاول كبح جماح ذئبه ..

بقيت مترقبة بصمت وأنا أنكمش على نفسي وأنتظر أن يطلق سراحي بفارغ الصبر ..

إلى أن زفر أنفاسه الحارقة بوجهي وابتعد عني بسرعة وكأنه يجبر نفسه على ذلك ..

فإلتفتّ بسرعة وركضت نحو الحمام أختبئ به قبل أن يغير رأيه بينما أحذر هذه المرة من التعثر في الماء ..

وأدعو داخلي بأنه لم ينتبه لشيء ..
____________

أما في قطيع القمر الأحمر ..

تقدمت بيرلا بصمت وخوف خلف تلك الفتاة التي قادتها بين الممرات الطويلة إلى غرفة غريبة ثم طرقت الباب ودخلت بهدوء وهي تحثها على الدخول ..

ابتلعت بيرلا ريقها بتوتر وهي تخطو خطواتها إلى الغرفة وشعور غير مريح اكتسحها عندما رأت وجود أربعة أشخاص في تلك الغرفة ..

أو الأصح مكتب الألفا إيتن ..

حيث كان إيتن يجلس خلف مكتبه وعلى الأرائك الموجودة تجلس جوليانا زعيمة السحرة والحكيم فاريس أما بجانبه يقف البيتا جاك ..

كان إيتن يجلس ببرود وينتظر الأوميغا التي كلفها بإحضار بيرلا دون أن يخبر أحد بأنها رفيقته ..

كان متوتراً بشكل غريب وهو يترقب حضورها ..

وفي اللحظة التي فُتح الباب ودخل ذلك الجسد الضئيل من الباب انخطفت أنفاسه بسبب هيئتها الملائكية اللطيفة ..

بثوب النوم الأبيض الذي يصل لأسفل ركبتيها وشعرها الأسود الحريري المبعثر على جانبي وجهها وعيناها الزمردية اللامعة الخائفة ..

إلا أنه ابتلع زمجرة غاضبة كادت أن تخرج من فمه عندما انتبه بأنها لا تزال بملابس نومها وظهرت بمنظرها الظريف هذا أمام الجميع الآن ..

احتدت عينيه بغضب وداخله يشتعل بسبب ذلك الشعور بالحيازة والتملك الذي تدفق في عروقه فجأة ..

ولكنه امتنع عن النطق ..

لم يكن يريد الإعتراف بذلك أمام الجميع ..

تاركاً عينيه تحدقان بها بحدة وغضب جهنمي كداخله المشتعل ..

بينما كانت بيرلا بالكاد تُمسك جسدها عن الإرتجاف من الخوف الذي اعتراها فجأة ..

فابتلعت ريقها وهي تقف وتحدق بالموجودين أمامها ولكنها تجمدت مكانها بذعر عندما وجدت عينان زرقاوان تحدق بها بحدة وقوة لسبب تجهله ..

رمشت عدة مرات وهي تنكمش على نفسها من نظراته التي لم ترحمها أبداً ..

فانتبه الجميع على خوفها وعندما نظروا إلى إيتن الذي بالكاد يحافظ على هدوئه من الصراخ بها حمحم البيتا جاك حتى يوقف ألفاه قبل أن يقتل الفتاة بنظراته ..

فانتبه إيتن على نفسه حينها ولكنه رغم ذلك لم يزح عينيه عن بيرلا التي بالكاد تمنع إرتجافها وقلبها الذي ينتفض بخوف داخل صدرها ..

"لا تخافِ بُنيتي تقدمِ واجلسِ هنا"

صوت الحكيم العجوز أوقف تبادل النظرات بين بيرلا وإيتن فنظرت بيرلا إلى العجوز الذي يشير إلى الأريكة الفارغة أمامه ..

وبخوف شديد سارت إليها وجلست تخفض رأسها بتوتر وخوف بسبب تركيزهم عليها وكأنها كائن فضائي بينهم ..

لحظات وأردفت جوليانا ذات الشعر الأحمر المجعد بصدمة:

"إنها حقاً من البشر معدموا القوى كيف ذلك أيها الحكيم؟!"

رفعت بيرلا عينيها إلى المرأة الصهباء وهي لا تفهم ما عنته بكلماتها ثم حدقت بالعجوز الذي كان يمسد لحيته الطويلة وهو ينظر لها بهدوء للحظات ثم أردف بهدوء:

"قد يكون ذلك له علاقة بظاهرة القمر الأحمر .. ما اسمك يا بنتي؟"

وجه آخر كلماته لبيرلا فابتلعت ريقها وأردفت بتردد وخوف:

"ب.بيرلا"

ابتسم لها العجوز وهو يهز برأسه ثم أردف لها بهدوء:

"بُنيتي هل رأيت القمر أحمراً في الليلة الماضية؟"

عقدت بيرلا حاجبيها للحظات وما حدث معها يمرّ عينيها ثم أردفت بتردد له:

"أجل سيدي ولكن"


صمتت تحدق بأصابعها المتشابكة بقلق مما حدث معها والذي لا تزال لا تصدقه تماماً ..

فعقد إيتن حاجبيه من صمتها وإرتباكها بينما سمع الحكيم يردف لها:

"لا تخافِ بنيتي وتكلمي بما حدث لك بالكامل مهما كان وسنصدقك"

كلمات الحكيم زادت من شكّ إيتن بأنه يعلم بما حدث معها أو بالأحرى يعلم بأنهما رفقاء ..

إلا أنه صدم عندما سمعها تردف بصوتها الناعم بتوتر:

"بصراحة الأمر كان أشبه بالخيال ففي الليلة الماضية كنت أراقب القمر كما أفعل عادة ولكنني تفاجأت به يصبح أحمر اللون وبعد ذلك سمعت همساً غريباً باسمي عدة مرات فتبعته ولأن منزلي كان في أطراف الغابة فلم أجد مشكلة في التوغل بها إلى أن وصلت لبحيرة في وسطها"

صمتت وهي ترمش عدة مرات وتخفض نظرها ليديها وأردفت بصوت بدا خائفاً:

"ولكنني عندها تفاجأت بظهور ذئب أسود ضخم يزمجر خلفي لذلك خفت منه وعندما تراجعت لم أنتبه على خطواتي ووقعت بالبحيرة هذا ما حدث معي ولا أذكر أي شيء بعدها أقسم والآن أأستطيع العودة لمنزلي سيدي"

أردفت بآخر كلماتها للعجوز الذي إلتمست به اللطف على أمل أن يعيدوها لمنزلها ..

بينما عقد إيتن حاجبيه بعدم رضا عن كلامها ثم أغلق قبضته وهو يفكرّ بكلماتها ويحاول تفسيرها ..

فهل حدث ذلك كإشارة من الإله لتجمعهما معاً أم ماذا ..

وهل الذئب الذي رأته هو نفسه فوكسارد أم لا فالذئاب السوداء نادرة في عالمهم وذئبه واحد منها ..

ابتلع ريقه وهو يحدق بعيونها اللامعة ويستمع لكلام الحكيم الذي أردف:

"على الرغم من أن ما حدث معك غريب يا بنتي ولكنني أصدقك ولكن يؤسفني القول بأنك لن تستطيعي العودة لمنزلك في الوقت الحالي"

توسعت عينا بيرلا بخوف ثم أردفت بارتباك واندفاع:

"ولكن لماذا أنا علي العودة فأبي سيقلق علي إن تأخرت أكثر ارجوك أيها السيد أريد العودة فأبي بحاجتي"

صمتت وهي تقاوم إخراج الدموع التي تجمعت بعينيها الزمردية بينما سمعت المرأة الصهباء تردف:

"اهدئي عزيزتي واستمعي إلينا جيداً فالأمر ليس بأيدينا وما حدث في ليلة الأمس معك بعد وقوعك في البحيرة بعد ظهور القمر الأحمر جعلك بطريقة ما تظهرين في عالمنا والذي يختلف عن عالمك فصحيح بأننا وجدناك في البحيرة ولكنك الآن في بُعد ومكان مختلف عمّا عشتي به "

تجمدت بيرلا بصدمة مما تسمع بينما أردف الحكيم:

"أجل بُنتي أنت الآن في عالم يختلف عن عالمك فهذا العالم الواسع له أسرار كثيرة يخفيها عن الجميع ومنها أن لديه عشرين بُعداً كل واحد مختلفٌ عن الآخر وله سكانه الخاصين به على الرغم من أننا نعيش على نفس الأرض إلا أننا في مكان وزمان مختلف وأنت أتيت من بُعد خاص بالبشر عديمي القوى نسميه البُعد السادس أما القمر الأحمر فهي ظاهرة نادرة لم تحدث منذ خمسمئة عام وهي التي تسمح بالتنقل بين الأبعاد العشرين وبسبب وقوعك في البحيرة بطلوع القمر الأحمر الليلة الماضية تمّ نقلك إلى بُعد وعالم مختلف عن عالمك ويدعى البُعد الثاني عشر حيث المخلوقات الخارقة لذلك أنت بالفعل في المنطقة القريبة من البحيرة ولكن مهما بحثت لن تجدي منزلك لأنه ينتمي للعالم الآخر"

صمت العجوز يبتلع ريقه وينظر للفتاة الصغيرة التي تحدق به بصدمة وعدم إستيعاب مما تسمعه لأول مرة في حياتها وهي تنقل زمرديتيها بينه وبين جوليانا بتشتت ثم همست بغير استيعاب:

"أهذا يعني بأنني لن أستطيع العودة لأبي؟!"


صمتت بغصة وهي بالكاد تقمع دموعها من الإنهيار وهي تشعر بتمزق قلبها عندما فهمت هذا الأمر فقط من بين الكلام كله الذي قالوه ..

فهي حقاً لا تفهم أي شيء ..

بل لا تريد أن تفهم ..

كانت تريد أن تعود لوالدها ..

ولكن كيف ..

الغصة إزدادت بصدرها مع إزدياد دموعها التي تتجمع بعينيها وتنتظر منها أن ترمش حتى تبدأ بالتساقط فانتشلها صوت جوليانا اللطيف من أفكارها:

"عزيزتي لا تقلقِ سنجد حلاً يعيدك لعائلتك فاهدئي واصبري الأمر سيكون مسألة وقت وأنا واثقة بأننا سنجد حلاً لك لذا ثقي بنا وابقي هنا ستكونين بخير فقط تحلّي بالصبر عزيزتي"

أنهت جوليانا كلماتها وهي تنظر بحنان وشفقة على بيرلا التي كانت كالتائهة لا تدري ماذا ستفعل ..

أو حتى لم تفهم بعد ما حدث بالفعل ..

فقد توقف عقلها عند نقطة أنها لن تستطيع العودة لوالدها ..

وهذا ما جعل الدنيا تسود بوجهها ..

فإن كانت المسألة أيام ستصبر ..

ولكن كيف وهي تعلم بأن ما بقي لوالدها هو أيام أيضاً ..

رمشت بيرلا وهو تحدق بجوليانا بألم وعقلها يزداد تشوشاً ..

كانت رافضة لكل الكلمات التي قالوها ..

كانت تريد أن تعود لوالدها فقط ..

فانتفضت واقفة وهي تهز برأسها برفض لما يتكلمون عنه ودموعها قد انهمرت بقوة على وجنتيها ..

كانت مشتتة وضائعة في مكان غريب مع أناسٍ غريبين ..

فلم تجد نفسها إلا وهي تركض خارج الغرفة وتجري بأقصى سرعتها بين الممرات متجاهلة كل شيء ..

الكلام الذي قيل لها ..

ونظرات الناس حولها التي سُلطت عليها ..

فكل همها هو أن تخرج من هذا المكان ..

وتعود إلى والدها ..

_________________

كيف كان البارت ..

شو رأيكم بالأحداث ..

وأبطالنا ..

Continue Reading

You'll Also Like

43.2K 3K 14
ببساطة كل شئ متعلق بك انت... _____________________________ كل الحقوق محفوظة لي© البداية: 28/1/2017 النهاية: 20/5/2017
89.4K 3.3K 42
عندما اخبرك بأننا لا نعلم ما يجبو في هذا العالم وان من الممكن ان نجد اشياء تصدمنا فهل ستصدقني ؟ هذه القصة ليست الا لمحاولة ان اعبئ وقت فراغي وليست ا...
11M 457K 50
"انها ملكي حتى لو لم تكن رفيقتي " أردف ماكسميس ببرود وهو ينفث دخان السيجارة ، "ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم ؟! ماذا لو لم تكن علامتها ذئب اسود مثلك ؟...
712K 40.5K 44
تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان بها هل ستوافق البشرية على قبوله كرفيق ؟...