صباح الاثنين
قضي بورشاي وقته كله في صفه مختبئ مثل كل مره ، يرتدي معطف ويغطي رأسه بقبعة المعطف ، علامات التعب والآرق مرتسمة على وجهه ، طوال الحصة الاولى كان يغفو على الطاولة ويفزع ، في وقت الغداء خرج مع ماكاو متمسكاً بذراعه ويلتفت يميناً ويساراً ، بنية جسده مقارنة بماكاو واضحة للملأ فهو اصغر حجماً ، ضائع وسط ثيابه الفضفاضة ، جلس يتناول الطعام بيد مرتجفة ، بعد تناول الطعام عادا الى الصف وانتهى الدرس بنوم تشاي ممسكاً بمعطف ماكاو بقوة ، ايقظه ماكاو في الثانية وخمس عشرة دقيقة للمغادرة ، كانا يسيران حتى امسك بماكاو وسحب تشاي من جانب المدرسة بيد عدت اشخاص ، كانوا يضربونه بقوة .
اخرج ماكاو نفس من قبضت الفتى وركض نحو بوابة المدرسة ، كان يعلم ان من يقلهم اليوم للمنزل هو كيم فبدأ بالصراخ له .
كيم
* فزعت من صراخ ماكاو واستدرت متناسياً كوب القهوة الذي انسكب على الارض وانا اسئله ما الذي حدث لكنه لم يتكلم فقط سحبني من ذراعي بقوة وركض من جانب المدرسة الايمن ، وتركني على مقروبة من عدت فتيان يضربون شخصاً ما وماكاو يبعدهم ويعودون حتى صرخ بي
( ارجوك بي كيم .... تشاي يموت )
ابتعدوا عنه وهم ينظرون نحوي ، احدهم انا اعرفه ، لقد قابلته قبل عدت ايام وكان غير مهذب ، كنت امشي ببطء واحدق بماكاو الذي اقترب من الجسد المتكور على العشب ، كان تشاي يخبئ راسه في ركبتيه وحاول حماية رأسه بيديه مستلقي على جانبه الايمن ، ثيابه متسخة ، هل ارى انا الان دم ، حركه ماكاو قليلاً لارى وجهه المليء بالكدمات والجروح والدم ، والدموع ، تحركت ولكمت قائدهم ، هم هربوا الى الخلف ثم عدت نحوه اتأكد من ان هناك نبض عندما تاكدت اخرجت مفاتيحي ورميتها على ماكاو وطلبت منه فتح السيارة لكوني قفلتها ، عندما غادر ماكاو توجهت نحوه وحملته ....يا الهي انه خفيف جداً .... اخذته وغادرت ...... شعرت بيده تتمسك بقميصي .....وانا ارى اغلب الطلبة توقفوا يحدقون بي لكني تخطيتهم نحو سيارتي وضعته في المقعد الخلفي بجانب ماكاو الذي اخرج منديله ينظف وجه تشاي به انا قدت سيارتي بحذر نحو منزل عمي ....يستحيل ان اخذه الى منزله .
وصلت ..... اوقفت سيارتي وحملته وانا ارى ماكاو يركض امامنا منادياً بيت لاسمع بيت يحادثه
( هنا ماكاو ....تعال هنا )
دخل ماكاو قبلنا وانا تبعته واضعاً تشاي على الاريكة محدقاً بالطاولة التي تحتلها علبة الاسعافات الاولية والمعقمات والمناديل .....نقلت نظري نحو بيت الذي يقوم بفتح اول ثلاث ازرار من قميص ذلك الطفل ويساعده ماكاو بفتح علبة المعقم وفيغاس الذي يتنهد مغلقاً كتابه متحدث
( اسوء من المرة السابقة .....)
من حديث فيغاس تاكدت انه يتعرض لتنمر وتعنيف من المدرسه نظرت نحو فيغاس نية سؤاله لكن استوقفني انينه لهذا جلست بجانب فيغاس اراقبه بيت يداوي جراحه وماكاو يساعده
( ماكاو ليس هكذا ....... امسك هذه )
ماكاو
( اسف بي بيت ....... حسناً امسكتها ..... بي انه يتألم )
بيت
( اعلم ....كدمات جسده لم تشفى بعد ليصاب باخرى جديدة )
فيغاس
(ماكاو احضر قميصاً من قمصانك وتأكد من ان فنيس نائم ...... بيت تأكد من جسده )
غادر ماكاو وانا رأيت بيت يبعد قميصه برفق بمساعدة فيغاس واللعنة بطنه تحولت الى اللون الارجواني بسبب ركلهم ..... اشعر بشيء يحترق بداخلي ..... تركتهم ملتقطاً مفاتيحي وغادرت نحو البار .... عندما دخلت اعتذرت لبون بانني لن اعزف اليوم ومن تعابير وجهي فهم ووافق .....جلست اشرب .
ثمل كيم لكنه استطاع العوده الى المنزل بسلام ، خلع معطفه ورماه بجانبه سحباً هاتفه واتصل على فيغاس ، ليرد عليه الطرف الاخر بنعاس
( نعممم.......)
كيم
( فيغاس ......؟ )
فيغاس
( بحقك كيم ...... لما تتصل بي بعد منتصف الليل ....هل انت ثمل ؟ )
كيم
( امممم ....اسف .....هل ذلك الصبي بخير؟ )
سمع كيم صوت بيت بجانب فيغاس يسئله عن المتصل ليرد عليه فيغاس اولاً
( ارجع الى النوم بيتي .....انه كيم .....يسئل عن بورشاي ..... لا تقلق كيم .....الصبي بخير وهو الان نائم )
كيم
( هل ستيقظ .؟؟ ........هل اكل شيئاً ما ؟؟.... ام لا يزال فاقد الوعي منذ احضاري اياه لكم ..؟)
فيغاس
( اسمع كيم انا اشعر بالنعاس ....لم اخذ كفايتي من النوم ....هو بخير ...استيقظ وتناول طعامه وقام بحل واجبه مع ماكاو ولعبا معاً الان هو نائم .....وداعاً )
.
.
.
.
.
.
بورشاي
* كنت اسير مع ماكاو ننوي مغادرة المدرسة لكن يبدو ان التعذيب النفسي غير كافٍ لي لاحصل على تعذيب جسدي ....لقد سحبت بقوة ورميت على الارض وانا اسمع الكثير من السب والشتائم مع الركل ، كانوا يركلونني على راسي وبطني ، كنت اشعر ان عظامي تتكسر فحاولت حماية نفسي وانا اتمنى حضور بي بورش او بي فيغاس حتى بدأت افقد سيطرتي على جسدي واغرق في الظلام .....شعرت بيد دافئة تحملني وذراعاً تحميني .....وعطر .... اجل عطر غاية في الروعه ......تمسكت بقميصه .....و تمنيت ان اعرف صحب ذلك العطر .
عندما استيقظت وجدت بي بيت يضع الطعام على الطاولة وبي فيغاس يلاعب فنيس لكن الرائحة اختفت ..... جلست اتناول الطعام بعد ان ناداني بي بيت ..... كنت اكل ببطء اشعر ان فكي سيقلع من مكانه بسبب الألم .
جلسنا انا وماكاو نكمل واجبنا المدرسي فسألته عن ثيابي
( ماكاو اين ثيابي ؟)
ماكاو
( لقد قام بغسلهم بي بيت والخادمة وهما على الحبل في الخارج ...ربما جفت الثياب الان )
تركني ملتقطاً فنيسيا من بي بيت فنهضت خلسة نحو الحديقة .... وقفت بالقرب من ثيابي اشمها لكن لخيبات املي ليس نفس الرائحة ..... انه رائحة معطر الثياب .
.
.
.
.
.
.
مرت عدت ايام وعاد كيم الى وضعه الطبيعي لم تكن هناك مشاكل وكل شيء هادئ فقط عقله الذي يكثر التفكير وعيناه التي لا يستطيع مسح صورة تشاي المليء بالكدمات والجراح منهما ، تنهد بعد ان رن هاتفه ، فرد دون رؤية المتصل
( نعم ....)
سمع كيم صوت بكاء طفل فعلم ان المتصل بيت
( كيم ارجوك ساعدني ....فنيس مريض وعلي ان اقل بورشاي وماكاو من المدرسة لكنني لا استطيع .... هل يمكنك احظارهما ؟)
كيم
( ولما انا ؟ ....... اين فيغاس ؟)
تنهد بيت بعد صمت فنيس وبقاء شهقاته
( لديه اجتماع طارئ وغادر قبل ساعتين ....)
كيم
( حسناً ...حسناً )
اغلق كيم الاتصال خالعاً قبعته ومأزره ملتقطاً مفاتيح سيارته مغادراً المقهى ، ركب سيارته وقادها نحو المدرسة ، اوقف سيارته امام الباب وهو يرى الطلاب يخرجون ، فترجل الى الداخل مبتسماً الى الحارس وهو يرى تشاي يخطو لوحده ...فناداه لكن بروشاي بسرعه تغيرت تعابير وجهه وهو يعود الى الخلف ناظراً نحو الرجل الذي يتقدم نحوه ، فصرخ ودفعه بعيداً ليقف قرب الجدار .
استدار كيم للتحدث معه لكن مكاو اوقفه
( انا اسف بي ...... ارجوك بي سامحه على تصرفه هذا ..... هو فقط مر بأشياء سيئة ......لهذا السبب يتصرف هكذا )
سأله كيم عن قصده بهذا لكنه صدم عند سماع صراخ تشاي العالي ودموعه التي هربت من عينيه محاولاً اخفائها .... ازداد شك كيم واقترب من ماكاو هامساً
( لدينا حديث طويل يا ابن العم )
هز ماكاو راسه ثم ركض نحو تشاي وسحبه الى سيارة كيم التي يجلس الان امام عجلت القيادة محاولاً السيطرة على اعصابه .
تحركت السيارة بعد ركوب المراهقين وحل الصمت ....لحظات ونظر كيم نحو المرات الامامية ليرى ماكاو منشغل بهاتفه وتشاي يحتضن حقيبته ويغط في نوم عميق ، فخفف السرعة واصبح يقود ببطء ويسئل ماكاو عدت اسئلة
( ماكاو .....كم عمر تشاي ؟ ..... واين والداه ؟؟...... ولما الطلاب يتعاملون معه بطريقة سيئة ؟ .....)
تنهد ماكاو مغلقاً هاتفه ناظراً الى بورشاي
( عمره سبعة عشر عاماً اصغر مني بعام ......والداه توفيا عندما كان في سن السادسة .... انفجرت الطائرة بهما وتوفيا مع الركاب .......كانا صغيرين لذلك كان عمهما الوصي عليهما حتى بلغ بورش سن الرشد ..... اختفى عمهما فجأة ما اخذ ثلاث ارباع الاملاك التي تعب والدهما عليها ليبقى الربع لإعالتهما فقط ...... والطلاب يكرهونه لانه متفوق رغم ان لديه مشكلة في النطق والاساتذة يمجدون به ويطلبون من الطلاب الكسالا ان يصبحوا متفوقين مثله )
همهم كيم بتفهم ثم نظر الى تشاي الذي ينام بعمق وكانه لم ينام سابقاً
( هل يعاني من مشاكل اخرى ؟)
نظر ماكاو الى وجه كيم وتحدث بجدية
( من الافضل ان يخبرك هو ....... الامر سره هو .... يخصه ....ولا استطيع اخبارك به .....انا اعتذر )
اوقف كيم السيارة امام منزل عمه ليقوم ماكاو بأيقاظ بورشاي الذي فتح عينيه محدقاً بكيم قبل ان يخفض بصره ويغادر السيارة ، بعد ان غادرت سيارة كيم وبخ ماكاو بورشاي على تصرفه السيء تجاه ابن عمه .
عاد كيم الى المنزل وتنهد مغيراً ثيابه ليبدأ بتنظيف المنزل كله ..تضييعاً للوقت ومحاولة تشتيت ذهنه عن تشاي .
.
.
.
.
.
.
في المساء عاد بورشاي مع شقيقه في السيارة وهو شارد الذهن لم يستمع الى بورش وهو يضحك ويثرثر حول عرض اليوم وحول كين وحول كم ان الازياء جميلة .
بورشاي
* العطر .....الرائحة ذاتها في سيارة ابن عم ماكاو .... اعتقد ان اسمه كيم .....رأيته في مكان ما .... عطره يجذب النوم .... اردت الاعتذار منه لانني اخطأت وصرخت به وضربته ..... اريد النوم مجدداً ..... انا خائف ......
.
.
.
.
.
يتبع
هاي
المهم
ما هي اسئلتكم ؟
ما هو الشيء الذي يخص تشاي ولا يستطيع ماكاو التحدث به ؟
لما يخاف تشاي من الجميع ؟