رواية جئت اليك لكاتبة تالا تي...

By AyaMostaffa

7.8K 139 14

لاتسألينى عن سنين حياتى هل عشت بعدك حائر الزفرات انا ياابنة العشرين كهلا فى الهوى انا فارس قد ضاع بالغزوات وا... More

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر والاخير

557 23 5
By AyaMostaffa

جئتُ اليكِ

الفصل السابع عشر

كلما غفت ... عاودها الالم ليوقظها ... يأبى تركها ... فمرة ً تبكي ... واخرى تأن ... وهو مستلقي بجانبها ... يده تطوقُ خصرها ... واذا كانت قد غفت لدقائق فعينه لم تغفو لثوان ٍ ...

لم يعد يتحمل عذابها ... نهض من فراشه ... توضاء .... ووقف امام ربه ...يصلي ... وفي سجوده ... يدعوا لها....وبقلب ٍ خاشعٍ يتوسله ...

وهذه المره على انين بكاءه استيقظت ... لتجده ساجداً ... يبكي ... وهي تعلم انه يبكيها ... اسرعت تخطوا نحوه ... جلست بجانبه وبيدها تربت على ظهره ... فيعتدل ... فتلمحُ دموعاً على وجنتيه ...

ليتكلم هو " ارجوك عيشي ... قاومي ....وأياكِ .... أياكِ ان تتركيني ..." قالها وهو يحتضنها ...

وهذا ما كانت تخافه .... ها هو ينهار بعد زيارة واحدة لعالمها ... فيعود يتمسك بها ... ويطلب منها المستحيل ... لم تتكلم ...احتضنته فقط ... ويداها تعبث بخصل شعره ....

وخيالها يذهب للبعيد القريب ... ماذا سيفعل حين اذبل أمامه .... ماذا سيفعل حين يتساقط شعري ... ماذا سيفعل اذا فقدني ...
تخاف عليه من المٌ الفراق وهي التي ذاقت أمره...
تخاف عليه من الامه ...وتتناسى آلامها ...

حزن يغتالني
وهم يقتلني
وظلم يعذّبني
آه! ما هذه الحياة
التي كلّها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع من العيون تجري
جرحت خدّي أرّقت مضجعي
وسلبت نومي آه يا قلبي

نزار قباني

بعد اسبوع ...

ها هو بعد اسبوع يكاد لايفارقها في كل خطوة ... يتابعها ... كأنه يسجل كل حركة من حركاتها ... كل همسه من همساتها ... كل نظرة ... كل بسمة ... يخزنها في ذاكرته ... يوشمها في شرايينه ...

اما هي فتعرف ... تعرف ان هذا مايفعله ... اخاف ادمانك حبيبي .... اخافُ ان تحبّني اكثر من ... فتعاقب بفقداني .... اخاف ...اخاف .... ولستُ ادري من اي شَيْءٍ ...اخاف اكثر ...

اما هي فتعلم ان ابنها تمادى ... وكأنه استسلم لفراقها .... فبعد زيارتين الى المشفى ... بداء انهياره واضحاً ... والمهُ ظاهراً ... هل اخطأت ... هل اخطأت عندما اتفقت مع عمتها .... لتجبرهما على الزواج ... تعرف انه يحبها ....وتعرف بحبها ... ولكن هل هذا يكفي الان ... وهي تشاهد انهياره معها ... إدمانه لها ....هل اخطأت ...

" سأخرج مع يامن ...." قالتها تقطع عليهم ...صمت افكارهم ....

" الى اين ؟ يجب ان ترتاحي ... " قالها وهو ينهض من مكانه يقف مواجهاً لها ...

" انا بخير ..." قالتها وهي ترفض واقعها .... تريد ان تعيش حياتها ... او ماتبقى منها ...

" لقد اخذتي جرعتكِ قبل يومين ...ارتاحي وسنخرج لاحقاً..."

" اريدُ ان اخرج ... " تعبت من نظرة الانكسار في عينه ...

" سأتي معكم أذاً ...."

" سنذهب انا و يامن ... لن نتأخر ..."

وقبل ان يجيبها بالرفض .... تدخلت والدته ....

"صهيب .... أبقى بني اريد التحدث معك ..."

" لاحقاً امي .... " قالها وهو يتحرك الى غرفته ...يريد الخروج معها ...

أمسكت بيده  ... ونظرةٌ معاتبة تعلو ملامحها "صهيب ..."

ليتوقف في مكانه ....

" انتظر بني ..." فيعود ليجلس مكانه ....

ما ان خرجت الى الشارع حتى تنفست ... تتمسك بيد صغيرها .... وتسير بين الناس ... لا احد ينظر اليها كما ينظر هو ... لقد تغير ... فبعد ان كان الامل يملؤه بأنها ستشفى .... اصبح يائساً .... يخنقها احساسه باليأس ... نظراته الفاحصة .... خوفه الدائم ...لم يعد يفارقها... حتى عمله لم يعد يذهبُ اليه ....

" ماذا هناك أمي ...لقد تركتها تخرج لوحدها ...."
يقولها قلقاً ...

" توقف صهيب ... "

" أتوقف عن ما ذَا امي ؟؟ .... انا لا افعل شيء!؟ "

" صحيح انت لاتفعل شي ...!"

" ما الذي تقصدينه ؟؟؟!"

" هي ليست عاجزة ...."

" اعرف ولكنها مريضة ...جداً ..."

" انت قلتها ... مريضة ... في طور العلاج ..."

" اعرف امي ولكنها تحتاجني ..."

" تحتاج اليكِ ... لكنها لاتحتاج اليكِ وانتَ هكذا ... "

" هكذا ....!!!"

" أنت منكسر بني .... اشعرُ بك ولكنك تضعفها بأنكسارك ... تضعفها بأنهيارك ... واستسلامك ... تحتاجك قوياً ... تسندها ...تدعمها ... لا ان تعاملها على انها على وشكِ الموت ...."

" ولكنها تموت امي ...تموت ..."

قالها لينهار جالساً على الكنبة ...يضع رأسه بين يده ...

" لقد رأيتهم امي ... رأيتهم يموتون امامي ... فبعد جلسة العلاج يبدون اكثر مرضاً من ذي قبل ... انها تتألم وتكابر ... "

" لماذا تفعل ذلك ... ؟؟ الم تسأل نفسك لماذا تكابر ... انها تحتاجك قوياً لتبوح بألامها ... تحتاجك قوياً لتتحمل معها ..."

" انا خائف ..."

" من الفراق ..."

ابعد وجهه عنها ينظر للبعيد ...

" عش حياتك معها .... عشها طبيعياً ... اذهب الى عملك الذي تهمله ... التفت الى ابنك .... كن معها بني ... و لا تكن عليها ...ثم ماذا عنها الاتعتقد انها خائفة ..."

" أعرف انها خائفة ...ولكن ..."

" لاتكن انانياً بني ... أسعدها ..."

عندها تذكر وعده لها

"  سأسعدكِ ...."

اما هي فمشت و مشت مع صغيرها حتى تعبت ... لعبت معه ... وتناولوا البوضة قبل موعد العشاء و خالفوا جميع الأنظمة والقوانين ... حتى انهم اطعموا الأوز المتجمع بالبحيرة .... وعندما مر بهم رجل الأمن ادعو انهم يتمشون فقط ....

صغيرها فقط من يعاملها كما تحب ... هو فقط الذي لاترى الموت بعينيه ... هو فقط من يثقلها بطلباته ... ويأمرها بأن تحمله وتسير ... ان تحضر له وجبته ... ان تتسابق معه ... هو فقط من يشعرها بالحياة ...

بعد ساعات ....

خرجت من الحمام .... تلف منشفة على جسدها الذي تضائل حجمه ... جلست امام المرأة ... أمسكت بالمشط وبدأت بتمشيط شعرها الطويل ...
وهاهي اول علامات الموت البطيء تظهر ...

هاهي خصل شعري الطويل تتساقط .... ورغم اني توقعت ذلك ... ورغم اني كنت انتظره ... وتوقعت اني جهزت نفسي لذلك ... الا ان دموعي تساقطت ... مع اول خصلة تسقط من شعري ....

كأن ما كنت أعيشه اصبح واقعاً ... اصبح حقيقياً ... وهاهو الموت يؤكدُ لي ...أنهُ اصبح قريباً ...

ما ان دخلت الى الغرفة ... حتى لمحتها تجلس امام المرأة ...تمشطُ شعرها ... تلفُ جسدها بمنشفة ... اعرف انها خسرت من وزنها الكثير ... فعظامها غدت بارزة ... و كدماتها اكثر وضوحاً ...

اقتربت منها ... وياليتني لم اقترب ... فحبيبتي تبكي ... ولمحتها هناك تستقر بين يديها ...هاي خصلةٌ اخرى تسقط من خصل شعرها الحبيب ... تباً لي لقد رأتها ... فهو كان يخفيها ... يستيقظ صباحاً ... فيخفي ماتساقط منها على الوسادة ... ويرميها قبل حتى ان تراها .... وهاهي اليوم ترا اول خصل تسقط من شعرها ....

تأبى روحها ان تستسلم .... فتحت الأدراج  ....تبحث عن شَيْءٍ .... واخيراً وجدته ....
وقفت امام المرأة .... لتسحب خصلةً اخرى .... وبحركةٍ وحدة ... أصبحت على الارض ... ومع تساقط دموعها تساقطت خصل شعرها ....

رأى ماتفعله ... كيف اخرجت المقص ...وبدأت تقص خصلاتها ... اسرع يطوقها من الخلف ... قاومته لكنه شدد من احتضانها حتى اخمد مقاومتها ...استل المقص من يدها ... وبيده الاخرى أدارها نحوه ... نظر بعيونها ... ورغم كم الالم الذي يعتل صدره الا انه ابتسم ...ابتسم ابتسامته التي تميل الى جانبٍ واحد من وجنته وتتحدى الاخر ... لتظهر غمازته ...

" انا اصلاً احبُ الشعر القصير .... "

مازالت تنظر لعينيه تغوص فيهما .... و هذه الابتسامة كم تحبها ...

" اجلسي هنا ..." قالها وهو يجلسها اما المرأة ...

" أنا لم أخبركِ من قبل ... !؟" قالها متسألاً ليشتت افكارها ... وينتشلها من بئرها المظلم ...

" انا أقص الشعر افضل من اي مركز تجميل ... "

ابتسمت له ... فتشجع ليكمل ....

" وبما انكِ اليوم بين يدي خبير ... فستحظين بمعاملة المشاهير ..."

" وكيف يعامل المشاهير ..."

"هكذا ... " قالها وهو يقبل نبضها الخافق ...في رقبتها ...

عندها ضحكت ...

"هل قصصت شعر احد من المشاهير من قبل ..."
وبنظرةٍ غيورة رمقته ...

"لا لم افعل فأنتي الاولى حبيبتي ...."

قالها وبداء يقص خصلاتها الطويلة لتتساقط واحدة تلوى الاخرى .... وهو يعرف انها البداية فقط ... وقريباً ستخسر حتى تلك القصيرة ... ولكنه ارادها ان تعتاد شعرها القصير ....كي تعتاد فقدانه ... من بعدها ....

" هل أخبرتك من قبل ؟؟"

" عن ماذا ..؟؟"

" اني احب الشعر القصير ..."

استدارت تحتضنه ... تدفن وجهها في صدره .... تستنشق عطره ... وتخالط روحها روحه ...

حبيبتي : إن يسألونك عني

يوما، فلا تفكري كثيرا

قولي لهم بكل كبرياء

((... يحبني...يحبني كثيرا ))

صغيرتي : إن عاتبوك يوما

كيف قصصت شعرك الحريرا

من بعدما ربيته شهورا

وكان مثل الصيف في بلادي

يوزع الظلال والعبيرا

قولي لهم: ((أنا قصصت شعري

((... لان من أحبه يحبه قصيرا

أميرتي : إذا معا رقصنا

على الشموع لحننا الأثيرا

وحول البيان في ثوان

وجودنا أشعة ونورا

وظنك الجميع في ذراعي

فراشة تهم أن تطيرا

فواصلي رقصك في هدوء

... واتخذي من أضلعي سريرا

وتمتمي بكل كبرياء:

((... يحبني... يحبني كثيرا ))

حبيبتيي: إن أخبروك أني

لا أملك العبيدا والقصورا

وليس في يدي عقد ماس

به أحيط جيدك الصغيرا

قولي لهم بكل عنفوان

يا حبي الأول والأخيرا

قولي لهم: ((... كفاني

((... بأنه يحبني كثيرا

حبيبتي يا ألف يا حبيبتي

حبي لعينيك أنا كبير

... وسوف يبقى دائما كبيرا

بعد شهر ....

وها قد مرت الأيام ... سريعةً عليه ِ ... بطيئة مؤلمة عليها .... لكنها أيامٌ سعيدة ...

هاي تجلس معه ... في المشفى ... يدها تستقر في يده ... وروحها تعبت ولكنها مازالت متمسكة ببصيص الامل ... رغم مرضها الشديد ... ورغم تعبها .... المها ... الا انه حبها الكبير ما يمنعها من ان تغفو ...وتريح جسدها المنهك ... فها هو الموت يقفُ ملوحاً لها ... كل يوم ... يدعوها لراحةٍ ابدية ... لكنها ترفضه ... و تجابهه ... وأحياناً تحدثه ... فلأجل ضمةٍ بين احضان حبيبها ... ترفضه ... ولأجل قبلةٍ من شفتيه ... تقاتله ...

تعرف انها أتعبته ... فهاهي اليوم ... لاتسير الا مستندةً عليه ...

لا تستحم الا معه ... ها هي تثقلُ عليه ِ يوماً بعد يوم ...

وعندما تنظر لنفسها في المرأة ترى انها قد فقدت الكثير الكثير ... لونها باهتٌ مخيف ... اما شعرها فلم يعد له اي اثر ... وعظامها بارزة مخيفة ...
وغم كل هذا مازال يحبها ... مازال يحتضنها كل صباح ... ويخبرها بأنه يحبها ....

تتذكر ما حدث قبل ايام ... عندما دخل عليهم يامن الغرفة ... كان منظره مضحكاً .... وصادماً ...

تتذكره يمسك بالة الحلاقة الخاصة بصهيب .... وقد حلق منتصف رأسه من الشعر ... عندها ضحكت لمظهره ... هي وصهيب ... وعندما سأله صهيب لماذا قصصت شعرك ....

اخبره انه يريد ان يبدو كهبة ... عندها اخذه الى الحمام ليكمل حلاقة شعره .... وضحكة ً تعلو وجهه ... كم تحبه ...

زوجها ...وصغيرها ... صغيرها هي ... ابنها هي ...

حبيبتي تجلس في السرير من جديد ... تتلقى العلاج ... تتمسك بيدي ... تغمضُ عينيها وقد اتعبها الالم .... وكم اخافُ عندما تغمضها ....

في كل يوم استيقظُ فجراً ... أنصت الى أصوات تنفسها ليطمئن قلبي ... أتأكد انها مازالت دافئة بين ذراعي ... اغرق نفسي في عطرها ... وأتنفس من شفتيها احلى أنفاسي ...

اعرف انها تبدو متعبة قليلاً ... ولكني اكاد اقسم انها تبدو اجمل ... فعينيها تبدو أوسع ... صحيح انها فقدت شيئاً من وزنها ... لكني أطعمها جيداً ... هو العلاج ما يضعفها ولكنها تقاوم ... وستكون بخير ... هذه آمالي ...

" مساء الخير ...." قالها وهو يدخل ...

وقف صهيب يواجهه .." مساء النور دكتور ..."

وترد وهي تفتح عيونها بضعف ..." مساء النور ..."

ابتسم لها وهو يلاحظُ ضعفها ... ويراقب السائل  الذي دمر معظم أوردتها ...قد قارب على النفاذ ...

" لدي اخبار جديدة ..." سكت ثم أردف يقول ....

" وجدنا متبرع مطابقٌ لك ... ولكن يجب ان نجري العملية قريباً.... عملية زرع النخاع ليست بالشيء السهل ... صحيح ان احتمال النجاح ليس كبيراً .... و لكن على الأقل هناك امل ..."

يشرح ويفسر لهم ... وهو يقراءُ ملامح وجوههم الخائفة تارة  ... و المستفسرة تارةً اخرى ... يريد ان يطمئنهم .... وهل يملك سوى ذلك ... فالأمل ضئيل وهو يعرفُ هذا ...ولكنه يبقى امل ....

" ما هي المراحل التي ستمر بها ...؟؟"

وهو يعلم من ماذا يخاف ... يعرف انه يسأله ... هل سيتحمل جسدها العلاج ...

"  أول مرحلة ستكون العلاج الكيمياوي المكثف لمدة عشرة ايام ..."

سكت قليلاً ... ليستوعبوا المرحلة الاولى وهو يعرف كم هي صعبة .... ليردف كلامه  ...

" بعدها بيومين ... ستبداء المرحلة الثانية ... وهي زراعة النخاع ...اما المرحلة الثالثة فهي الدعاء ..."

قالها لتعلوا وجههم ابتسامة وان كانت ابتسامةٌ مفعمة بأملٍ خجول .... وأملٌ كبير بربٍ رحمٰنٌ رحيم ...

أترى تضيء لنا الشموع
ومن .. ضياها .. نحترق

أخشى على الأمل الصغير
أن .. يموت .. ويختنق

وأعود أذكر كيف كنا نلتقي..
والدرب يرقص كالصباح المشرق..
والعمر يمضي في هدوء الزنبق..

شيء اليك يشدني لاأدري ماهو منتهاه ^
يوما أراه نهايتي ويوما أرى فيه الحياه ^

اه من الجرح الذي مازال تؤلمني يداه ^
اه من الأمل الذي مازلت أحيى في صداه ^

أخشى على الأمل الصغير
أن .. يموت .. ويختنق

يقفُ في المشفى ... يستندُ بظهره الى الجدار ... ينتظرُ و ينتظر ولا يملك سوا الانتظار ... لا يصدق ان ستة أشهر قد مضت ...

و ها هو اليوم يدخلُ المشفى من جديد ... ولكن هذه المرة لم تكن لتلقي العلاج ...

يقف هناك وهو يتذكر قبل عدة أشهر عندما كان يقفُ بنفسِ المكان ... ينتظرُ اي خبر عنها ...
يتذكر الممرضة التي خرجت تركض ... لتجلب العديد من العدد والمواد الطبية ... وتعودُ لتختفي في الداخل ... يتذكر وجه أحمد ... عندما خرج ... لم يستطع عندها تفسير تعابير وجهه ... او ربما كان يرفض تفسيرها ... ففي وجهه نظرةُ خيبة ... وانكسارٍ لأمل ...

عندها انقض عليه ... وهو يصرخ ُ به ....

" أخبرني انها بخير ....أخبرني .."

" أهداء صهيب ... ارجوك ... اهداء وأدعو لها ..."

" ما الذي حصل اين هي هل هي بخير ..."
يتوسلهُ و دموعه تتساقط فلا يبالي ... فمن يكون هو بدونها ... وكيف يكون الرجل رجل ... بدون أنثاه ... فالتتساقط الدموع والتذهب الرجولة ... ولتعد هيا ...

" لقد تلوث الجرح الخاص بالقسطرة ... ولا نملك سوا الدعاء ... لقد قمنا بواجبنا ... لم يبقى سوى الجبار ... ادعه عله يجبر كسر قلوبنا ..."

و هاهو اليوم يقفُ بنفسِ المكان ...

" أين ذهبت ... ؟"

التفت ليجدها واقفة خلفه ... وجهها مشرقٌ ... وابتسامةٌ لم يرى بجمالها تزين ثغرها ... وشعر ٌ كشعرِ الأطفال يغطي رأسها ...

طوَّق خصرها ... وقبل غمازتها ... ليهمس لها ...

" لم أذهب ... بل جئتُ اليكِ ..."

وجئت إليك و في راحتي جراح السنين

و أحزان عمر.. وطيف اغتراب

وبين الليالي.. بقايا أماني

تلاشت كما يتلاشى السراب

شعيرات رأسي تصارعن يوما

بياض الشيوخ و سحر الشباب

وجئت إليك وفرحة قلبي تفوق السحاب

وبيني وبينك سد منيع

وحلما تمزق بين الحراب

لقد كنت في العمر يوما جميلا

وقطرة ماء.. طواها التراب

وقد كنت لحنا توارى بقلبي

ومر على العمر مثل السحاب

وجئت إليك تحملني

رياح الشك.. للإيمان

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك

أم أمضي مع الأحزان

وهل في الناس من يعطي

بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟

فاروق جويدة

                   ❤النهاية

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 123K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
1M 20.3K 43
تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour
1.1M 19.7K 35
للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية
30.3K 989 23
الملخص : لم يفهم عمر يوما السبب الحقيقي الذي تمت من أجله مقاطعة العائلة لعمه الأوسط ،لكن عندما عاد هاذا الأخير فجأة لربوع الوطن برفقة ابنتيه تفاجأ بج...