الفصل الرابع

432 8 0
                                    

جئتُ اليكِ

الفصل الرابع

" اين كنتِ ؟؟؟" صرخها بغضب

لم تجبه فقط تنظر لعيونه ... بعتبٍ مستتر ... إياك كسري .... فأنا قارورةٌ لم تمس ....

تحركت تحاول ان تمر بجانبه ... ابتعد عن طريقها ... لايعرف لماذا ابتعد ...ربما خاف هروبها ... خروجها من حياته ... ارادها ان تكون في حيزه ...ان يغلق باب الشقة ...فيحتويهما معاً ... يحتوي غضبه وضعفها الذي يراه ...

بالكاد تحركت ...فيداهمها دوار قوي وشعور بالغثيان اعتادت عليه بعد جلساتها ...

تستند على الحائط ... تسير ببطءٍ شديد ... تكافح للوصول ... عندها احست بيده تسندها ... تشبثت به تقاوم السقوط ...تجر خطواتها جراً ...

ادخلها الى غرفتها ...فأشارت الى الحمام ... ما ان دخلت حتى طلبت منه الخروج ....

" هل أنتِ بخير ؟؟؟.."

اومأت له برأسه ...ما ان خرج حتى تهالكت أرضاً ... تتقياء ... بقايا حياةٍ ...بقايا الم ...بقايا بقايا ...

خرج من الحمام ... أغلق الباب ...يستند اليه بظهره ... لم تكن مخموره ... كان يظن انها ... لا لم تكن مخموره ... فهو يعرف رائحة الخمور ... هل مرضت ... ولكن اين كانت ...انه منتصف ألليل ...هل... وهل ... وهل .... ملايين الاسئلةِ تدور في باله .... لم يعرف بأي حق غضب منها ... وبأي حقٍ سألها ... لايعلم كيف تبدد غضبه ما ان رأها ... بالكاد تقف ... بالكادِ ترفعُ رأسها ... كادت تتهاوى أرضاً ... لولا إمساكه لها .... وأيُ عذابٍ عذابه ... بقربها ...

لم يعد يسمع أصوات تقيأها ... عاد يطرق على باب الحمام " هبة هل انت بخير ؟؟؟"

لم تجبه ... فتح الباب ... رأها تحاول النهوض من الارض ... أسرع يسندها ...

"شكراً ..." بالكاد تفوهت بها ...

وقفت اما المغسلة ويده لا تفارق ذراعها ... ومن هي لتعترض ... فلولاه لانهارت أرضاً ...

غسلت وجهها ... و رفعت خصل شعرها لاعلى رأسها ... ساعدها بالوصول الى السرير ...

جلست على طرفِ السرير ... ورفعت عيونها الميتة اليه لتلتقي بعيونٍ غريبة ... لم تتعرف اليها ... فهي لم ترى هذه النظرة في حياتها ...

لا ....لا ....رأتها ... هذه نظرة والدها عندما تمرض ... كان يقف بباب غرفتها ... وينظر لها نفس النظرة ...

لم تشعر بدموعها ... تتسابق على وجنتيها ...

لاتبكي و اتركيني في عمقِ عينيك أغفو ... لا تبكي واتركيني اسافر في مقلتيكِ ....فأنا ابحث عن مأوى بين يديكِ...

"سأتصل بالطبيب ؟؟؟" قالها و خرج  يهرب من المٍ ... المَ بهِ ...

" لا ... لا تفعل ... اكيد اني اكلت طعاماً فاسداً ...سأرتاح واكونُ بخير ..."  تهمسها همساً ...

رواية جئت اليك لكاتبة تالا تيم  اعادة نشرWhere stories live. Discover now