الفصل السابع عشر والاخير

519 22 5
                                    

جئتُ اليكِ

الفصل السابع عشر

كلما غفت ... عاودها الالم ليوقظها ... يأبى تركها ... فمرة ً تبكي ... واخرى تأن ... وهو مستلقي بجانبها ... يده تطوقُ خصرها ... واذا كانت قد غفت لدقائق فعينه لم تغفو لثوان ٍ ...

لم يعد يتحمل عذابها ... نهض من فراشه ... توضاء .... ووقف امام ربه ...يصلي ... وفي سجوده ... يدعوا لها....وبقلب ٍ خاشعٍ يتوسله ...

وهذه المره على انين بكاءه استيقظت ... لتجده ساجداً ... يبكي ... وهي تعلم انه يبكيها ... اسرعت تخطوا نحوه ... جلست بجانبه وبيدها تربت على ظهره ... فيعتدل ... فتلمحُ دموعاً على وجنتيه ...

ليتكلم هو " ارجوك عيشي ... قاومي ....وأياكِ .... أياكِ ان تتركيني ..." قالها وهو يحتضنها ...

وهذا ما كانت تخافه .... ها هو ينهار بعد زيارة واحدة لعالمها ... فيعود يتمسك بها ... ويطلب منها المستحيل ... لم تتكلم ...احتضنته فقط ... ويداها تعبث بخصل شعره ....

وخيالها يذهب للبعيد القريب ... ماذا سيفعل حين اذبل أمامه .... ماذا سيفعل حين يتساقط شعري ... ماذا سيفعل اذا فقدني ...
تخاف عليه من المٌ الفراق وهي التي ذاقت أمره...
تخاف عليه من الامه ...وتتناسى آلامها ...

حزن يغتالني
وهم يقتلني
وظلم يعذّبني
آه! ما هذه الحياة
التي كلّها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع من العيون تجري
جرحت خدّي أرّقت مضجعي
وسلبت نومي آه يا قلبي

نزار قباني

بعد اسبوع ...

ها هو بعد اسبوع يكاد لايفارقها في كل خطوة ... يتابعها ... كأنه يسجل كل حركة من حركاتها ... كل همسه من همساتها ... كل نظرة ... كل بسمة ... يخزنها في ذاكرته ... يوشمها في شرايينه ...

اما هي فتعرف ... تعرف ان هذا مايفعله ... اخاف ادمانك حبيبي .... اخافُ ان تحبّني اكثر من ... فتعاقب بفقداني .... اخاف ...اخاف .... ولستُ ادري من اي شَيْءٍ ...اخاف اكثر ...

اما هي فتعلم ان ابنها تمادى ... وكأنه استسلم لفراقها .... فبعد زيارتين الى المشفى ... بداء انهياره واضحاً ... والمهُ ظاهراً ... هل اخطأت ... هل اخطأت عندما اتفقت مع عمتها .... لتجبرهما على الزواج ... تعرف انه يحبها ....وتعرف بحبها ... ولكن هل هذا يكفي الان ... وهي تشاهد انهياره معها ... إدمانه لها ....هل اخطأت ...

" سأخرج مع يامن ...." قالتها تقطع عليهم ...صمت افكارهم ....

" الى اين ؟ يجب ان ترتاحي ... " قالها وهو ينهض من مكانه يقف مواجهاً لها ...

" انا بخير ..." قالتها وهي ترفض واقعها .... تريد ان تعيش حياتها ... او ماتبقى منها ...

" لقد اخذتي جرعتكِ قبل يومين ...ارتاحي وسنخرج لاحقاً..."

" اريدُ ان اخرج ... " تعبت من نظرة الانكسار في عينه ...

" سأتي معكم أذاً ...."

رواية جئت اليك لكاتبة تالا تيم  اعادة نشرWhere stories live. Discover now