عبير العمر الضائع - الجزء الث...

By Reem-Elhosiny

3.4K 150 10

قديماً آمنت بأن أسامح عدوي دون سؤال.. والآن أخبركم.. لا وقت عندي للسماح فلن أمنحكم راحة البال.. ها قد أتى دور... More

عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - المقدمة
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الأول
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الثاني
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الثالث
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الرابع
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الخامس
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل السابع
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الثامن
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الأخير
عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الخاتمة

عبير العمر الضائع الجزء الثالث من وللعمر بقية - الفصل السادس

205 15 0
By Reem-Elhosiny

قبل خمس سنوات
: "أتعلمين أعتقد أننا متشابهتان كثيرا"
قالتها لورا وهي تتحرك أمامها بين أشجار البرتقال ثم التفتت لها وأكملت: "ربما تكونين من أشباهي الأربعين"
مطت عبير شفتيها وهي تشملها بنظرة.. بداية من شعرها الأحمر الناري وعيونها الزمردية.. نهاية بقدها المتناسق والممتلئ بالأماكن المثالية.. ثم ردت دون تفكير: "هذا ليس صحيحاً بالتأكيد"
ضحكت لورا قبل أن تتجه نحوها وتسير بجوارها وهي تقول: "أنا متأكدة.. أنت كنت على وشك قتل ذلك الرجل الذي حاول الاعتداء عليك.. وأنا كنت على وشك قتل فتى من حينا حاول الاعتداء علي.. أنا أنقذتك كما أنقذني بيير"
ضحكت بخفة ثم نظرت أمامها وشعرت بالأسى ثم التفتت لها وسألتها: "هل تخلت والدتك عنك؟"

-:"حدث.."
سمعت ردها وابتسمت بسخرية وهي تكمل: "هل كان والدك مدمنا على المخدرات؟"
-:"حدث أيضاً.."
التفتت لها بكامل جسدها ووقفت أمامها وقد شعرت بالغيظ فأردفت: "هل كان والدك يتحرش بك أثناء نومك؟"
وقفت أمامها ولم تبدي أي صدمة فقط ردت: "لا هذا لم يحدث"
ثم التفتت وتحركت وهي تكمل: "لكنه اغتصبني مرة.. وبعدها هربت من البيت"
صمت حل بعدها لفترة لم تحسبها قبل أن تعاود النظر لها بابتسامتها المشرقة وهي تكمل: "أرأيت نحن متشابهتين"

***
الحاضر
تحركت نحو مكتبها القابع بنهاية صالة العرض.. لتجده يقف مع مساعدتها ويضحك معها.. لكن ما أن حدجتها بغضب انتفضت وهي تقول: "السيد عزيز كان بانتظارك آنستي"
: "وأنت كنت تؤمنين له تسلية لحين وصولي؟"
قالتها بقسوة أحرجتها بينما تلتفت وتدخل المكتب دون أن تعيره انتباهاً فغمز للموظفة وهمس: "إنها تغار وحسب لأني لا أضاحكها مثلك"
ضحكت الفتاة بخفوت.. بينما تحرك هو ناحية المكتب وأغلق بابه خلفه وهو يقول: "لا داعي للصراخ أيتها الغيورة"
ضحكة قصيرة ساخرة صدرت عن ذات القوام الممشوق.. والتفتت فجأة لتحتك به خصلاتها النارية.. وتصيبه سهام عينيها الزرقاء الحادة بينما ترد: "أنا من لا تغار أبدا.. تغار عليك أنت؟"
-:"ولم لا يا حلوتي"
ارتفع أحد حاجبيها وحدجته بنظرة تقييم بينما تلتف حوله وتهمهم: "أنت بالتأكيد رياضي وتهتم بصحتك"
أدت دورة كاملة قبل أن تقف بمواجهته وهي تكمل: "لكنك كبير جداً على إرضائي أيها العجوز!"
فغر فاهه حرفيا وهو لا يستوعب أنها قالت تلك الجملة.. بينما هي ضحكت وتحركت ناحية مكتبها لتخلع سترة بذلتها التي كانت كالعادة مؤلفة تنورة ضيقة قصيرة.. وسترة من زر واحد.. مع قميص لامع ضيق.. لكن اليوم عوضاً عن الأبيض كانت ترتدي قميصاً أحمراً بدون أكمام.. تلك الفتاة ستقتله.. لكنها أهانته قبل قليل.. وعليه التركيز على تلك الإهانة حتى يتملكه الغضب.. لكن لا يمكنه!
جلست على سطح المكتب تمسك هاتفها الذكي وهي تكمل: "ذكرني لم أنت هنا يا عزيز الصفواني الخبيث؟"
-:"لأطمئن على أشيائي أولا"

عادت ذات الضحكة القصيرة تصدر من بين شفتيها الساحرتين.. قبل أن تلتفت بنظرة مغوية وابتسامة تملؤها الفجور بينما ترد: "لقد منحتك سبباً آخر لكي لا تصبح أشيائك قبل لحظات.. هذا بالإضافة طبعاً لكونك لا تملك ثمنها"
كان يشعر بالضيق كلما تحدثت عن نفسها بتلك الطريقة.. لكنه لم يهتم ووقف أمامها بينما تكمل: "ها قد رددت على أولاً.. امنحني ثانيا"
-:"أسألك لم تخليت عنه؟"
ارتفع أحد حاجبيها وردت: "تعني ياسر"
أومأ لها فأكملت: "وما الذي كان بإمكاني فعله؟"
مط شفتيه قائلا: "لا أعلم تبدين غنية.. ففكرت أنك ستقومين بما تفعله ممثلات الأفلام وتتخلين عن ثروتك لأجله"
ابتسمت باستخفاف وعادت تنظر لهاتفها وهي ترد: "ها قد قلتها بنفسك.. ممثلات وأفلام.. أنا لا أدير ملجأ للمشردين يا هذا.. وأيضاً إن كنت أنت ترضى أن تنفق عليك النساء.. فياسر يستحيل أن يرضى"
-:"أنا أنفق على النساء فقط"
قالها وهو ينحني على المكتب ويحاصرها.. على أمل أن يرى على صفحة وجهها أي خوف أو خجل.. لكن على العكس تماما فقد بقيت ثابتة.. حتى عندما أصبح وجهه مقابلها تماماً وهمس: "أنفق وببذخ"
-:"أوووووه"
همست بها واقتربت هي الأخرى بينما تكمل: "وهذا فقط حتى تحصل على أشيائك.. ثم تلقيهن كلا شيء"
مط شفتيه وهو يهمهم ثم قال: "كلانا قاسيان كفاية لنعلم أن من يتخلى عن شرفه يستحق العقاب"
-:"لا حبي!"
همستها بفرنسية ناعمة متقنة.. أذابت قلبه وجسده.. حتى أصبح يبذل جهداً مضاعفا بالسيطرة على جسده وعلى عقله أيضاً.. بينما هي مدت كفيها ووضعتهما على صدره ثم أكملت: "كلانا قاسيان كفاية لننصب أنفسنا كقضاة وجلادين معاً"
ثم غمزت له ودفعته للخلف لكن هي لم تتحرك بقيت بذات الابتسامة وذات النظرة وهي تردف: "هاتني ثالثا"
أصابته الحيرة لثوانٍ.. ولكن سرعان ما تذكر حوارهما الأساسي فقال: "أود التأكد من عدم تصرفك برعونة"
انعقد حاجبيها لثانية.. ثم تذكرت أن اليوم هو عقد قران ياسر وزينة.. فابتسمت وهي ترد: "لن أفسد يوم مدللتكم ال..."
: "أنا لا أتحدث عن زينة هنا وحسب"
قاطعها ثم استقام بينما يكمل بسخرية: "في الحقيقة لا أتحدث عن زينة على الإطلاق.. فهي عليها تحمل عاقبة اختياراتها الطفولية من الآن وصاعداً.. لكن أنا هنا لأجلك أنتِ"
شعرت بشيء ثقيل يحتل صدرها فجأة مع قوله تلك الجملة.. بينما يشير حوله ويردف: "بعيداً عن وقاحتك.. تبدين امرأة ناجحة.. وأنا واثق أنك تعبت لتصلي لما أنت عليه اليوم.. الجميع ينظر لك باحترام وتقدير.. لذا لا تفسدي هذا بأي تصرف لا تعلمين عاقبته"
أجبرت نفسها على التركيز معه بينما ترد: "لست حمقاء لهذه الدرجة"
نهضت تلتف حول المكتب وهي تكمل: "أنا أعرف قدر نفسي.. ويستحيل أن أحط منها"
نظرت لصورتها مع بيير ورفعت رأسها وهي تكمل: "أنا لورا أديلان"
ثم ابتسمت بينما تلتفت له وتردف: "كما أنك محق.. على تلك المدللة أن تتحمل عواقب نيل شيء لا يريدها"
هز رأسه وهو يقول: "رغم تقديري لموقفه.. إلا أنه كان اختياره في النهاية"
-:"لا.. لم يكن!"
ردت بها ثم أكملت بصرامة: "أن تغلق كل الأبواب بوجه أحدهم وتخيره بين الجوع والإذلال.. ومشاهدة من يحبهم يعانون.. أو طريقا هو يكرهه لكنه لا يملك غيره.. هذا لا يدعى خياراً.. إنه إجبار وبالطريقة القاسية أيضا!"
ابتسم بهدوء وهو يطالعها ثم قال: "تلك الوقاحة تخفي الكثير"
منعت نفسها بالقوة من الخضوع لتأثيره بينما ترد: "الأمر نفسه بالنسبة لك"
جلست بعدها على المقعد وهي تقول: "مر مجدداً فأنت تسليني بالفعل"
ابتسم بخبث وهو يطالعها من أخمص قدميها لرأسها بوقاحة ثم رد: "سأمر كثيراً فالساحة أصبحت خاوية لي للحصول على أشيائي.."
عادت تضحك بذات الطريقة الساخرة قبل أن تنظر له بعيونها الذباحة وهي تقول: "وكأن شغر الساحة كان ليعيقك يا عزيز الصفواني الخبيث.."
غمز لها وهو يرد: "أنا وأنتِ متفاهمان يا حلوتي.."
ثم تحرك بعدها وغادر تاركاً إياها تحدق بأثره ثم التفتت بالمقعد تنظر لصورتها مع بيير وهي تهمس: "إنه بالفعل يسليني بيير.."

***
كان يقف مقابل الشرفة ناظراً للخارج ببيته وهو لا يصدق ما يحدث.. لكن لم يكن لديه وقتٌ ليقنع نفسه بالرضوخ للواقع.. لقد قرر وعليه تحمل عواقب قراره..
-:"علي أن أكون رجلاً.."
همسها وهو يرى سيارة عزيز تدخل من بوابة المنزل..
-:"ياسر"

تنهد بملل والتفتلزينة.. التي كالعادة أصرت أن يكون هناك حفل ضخم لعقد القران.. وارتدت فستاناًمبهرجاً.. زينة الطفلة المزعجة التي توقعه بالمتاعب وتجبره على فعل أشياء لايرغبها.. ها هي الآن تمارس ألاعيبها الطفولية معه.. ورغم كل السنوات التي مرت هاهي تجبره مجدداً على فعل شيء لا يرغب به لكن ولأجل تلك الأيام أجبر نفسه علىالخروج عن طبيعته الجديدة وقال: "زينة لآخر مرة أخبرك أني لا أحبك.. وأنيمجبر على الزواج منك لأجل فقط ألا يضيع حق أمي"
صمت حل بالمكان قبل أن تبتسم ببلاهة وتقترب منه وهي ترد: "ستحبني فيمابعد"
وعندها ابتسم لها ثم انحنى وطبع قبلة على وجنتها وهو يرد: "معك حق"
ثم أمسك كفها وسار معها ليغادرا نحو الحفلة.. وعندها احتدت عيناه وهو يكمل:"لكنك ستندمين على هذا زينة.. وأنا لست آسفا"
وقد تقصد أن تسمعه بوضوح.. لكنها كالعادة تجاهلت الأمر.
هبطا بين تصفيق أعداد المدعوين القليلة وتوجها للطاولة التي يجلس عليها المأذون معوالده والشهود اللذان كانا عزيز وأحد أقاربهم..
عزيز الذي لم يبذل جهداً بإخفتء ضيقه من كل ما يحدث وقد كان واثقاً أنه موجود هناالآن بعد إلحاح من عمته التي في الغالب لا يستطيع رفض طلبٍ لها.. بينما كانتوالدته تجلس بمقعدٍ بعيد وهي الأخرى لم تحاول رسم السعادة على وجهها.. حضورها كانفقط لأنها لا تريد تركه بهذه الليلة ولولا ذلك ما كانت لتحضر حتى..
بعد عقد القران بدأت زينة بالرقص بلا هوادة مع صديقاتها وعندها استطاع أخيراًالهرب من المكان والاتجاه للشرفة.. جلس قليلاً ينظر للخارج بصمت قبل أن يسمع صوتخطواته تقترب ويجده بعد لحظات يقف بجواره..
-:"ما الذي تفعله ياسر؟"
سأله عزيز بهدوء فابتسم بسخرية ورد: "أتصرف كرجل يا عزيز.."
-:"إجابة ممتازة.."
قالها عزيز ثم التفتا ينظران لبعضهما قبل أن يكمل: "أنا أعلم أنك تخطط لشيءٍما.."
-:"وماذا إن كنت أخطط؟.. هل تنوي منعي مثلاً؟"
سأله بسخرية فاتكأ عزيز على سور الشرفة وهو يكمل: "المشكلة أني لاأعلم.."
-:"ستعلم في النهاية ما أنتويه.."
رد بها فنظر له عزيز وهو يقول: "لا أعلم إن كنت أرغب بإيقافك أو لا.."
ومع كلماته تلك لم يتمكن من الرد ثم التفت ينظر أمامه وبعد لحظات طويلة من الصمتهمس: "سأكون رجلاً ولن أخذلك عزيز.."
ابتسم وربت على كتفه وهو يرد: "أعلم أنك ستفعل.."
ثم التفت وغادر الحفل بأسره وكم تمنى لو أنه يملك رفاهية المغادرة هو الآخر..
****
تنهدت بتعب مع انتهاء تسليم آخر طلبية من المعروضات وتحركت بعدها تتجه لمكتبها..فتحت الثلاجة الموجودة بأحد الأركان وأخرجت زجاجة مياه وهي تهمس بالفرنسية:"أخيراً انتهينا.."
تحركت ناحية مكتبها وهي تستعد للملمة أغراضها والعودة للبيت..
-:"أنا منبهر.."
لم تستطع قمع ابتسامتها وهي تستمع لصوته وردت: "لم يا عزيز الصفوانيالخبيث؟.."
تجرعت قليلاً من المياه وهي تراقبه بطرف عينها يدخل الغرفة ويجلس على أحد المقاعدبعنجهية وبتلك اللحظة كان عليها الاعتراف أنه وسيم.. وتلك البذلات المعدة خصيصاًلأجله تزيد وسامته وجاذبيته..
-:"أولاً لأنك جالسة بالمعرض وحدك.. ألا تخافين أن يدخل لصوصاً أو بعضالعاطلين ويؤذونكِ.."
أنزلت الزجاجة عن فمها وهي تفتح الدرج وترد: "كان لدي عمل وأنا لا أترك العملوأرحل أبداً.. كما أني بارعة بالرماية.."
أخرجت مسدساً من الدرج ورفعته أمامه وهي تكمل: "وأملك هذا لمن يريدإيذائي.."
ارتفع حاجباه لثانية قبل أن يقول: "أنتِ تبهريني أكثر الآن.."
-:"لا أحب أن أبدو مغرورة لكن أن أبهر من حولي هو المعتاد.."
قالتها وهي تجلس على مقعدها بينما ضحك هو قائلاً: "كاذبة أنتِ مغرورة وتحبينأن تظهري للجميع غرورك.."
مطت شفتيها قبل أن ترد: "أنت محقبهذا.."
نظرت له وهي تكمل: "الآن هاتني ثانياً.."
ابتسم لها وهو يتنهد قائلاً: "لأني ظننتك تخدعيني بالصباح.. تخيلت أنكِ لنتمرري ما حدث بسهولة لكن هدوئك أبهرني صراحة.."
ارتاحت بمقعدها وهي تبتسم ببرود وترد: "اسمع يا عزيز الصفواني.. أنا امرأة لاتركض خلف أي شيء أو أحد.."
مطت شفتيها بينما تكمل: "ياسر شابٌ جيد وأنا كنت بالفعل على وشك الموافقة علىعرضه بخطبتي.. فإن خرجت الأمور عن السيطرة واضطر هو لسحب عرضه فلا شيء تغيربالنسبة لي.. أنا مازلت لورا لم ينقصني أي شيء ويستحيل أن أحط من نفسي.."
نظر لها قليلاً قبل أن يهمس: "أنتِ لم تحبيه من الأساس.."
ضحكت بسخرية وهي ترتاح أكثر بجلستها بينما ترد: "أتعلم لم أنا تاجرة ناجحة ياعزيز الصفواني؟.. لأن والدي بالتبني علمني أن كل شيء قابل للبيع والشراء حتىالمشاعر كالحب والزواج هي مجرد صفقة بحياتي علي استغلالها.."
صمتٌ حل بعد جملتها قبل أن ينهض ويقف أمام المكتب وهو يقول: "أظن أن خلف ذلكالقناع الجليدي هناك فتاة تحمل الكثير من المشاعر المهملة.."
ألجمها لثوانٍ وقد شعرت بذاتها ترتجف وصدرها على وشك الصراخ من الألم لكنها أخفتكل هذا بعناية وهي ترد: "حظاً موفقاً بالعثور عليها.."
ثم نهضت وأكملت: "هلا أخبرتني لم أنت هنا؟"
-:"أنتِ من طلب أن آتي لأسليكِ يا حلوة.."
قالها بخبث وهو يقترب منها بطريقته الخطيرة وهي بقيت ثابتة بينما ترد: "وقدأديت مهمتك لذا يمكنك الرحيل.."
-:"أوووه ليس بهذه السرعة فلابد أن أحصل على شيءٍ بالمقابل.."
همس بها أمام وجهها مباشرة فادعت التفكير ثم سألته: "وما الذي تريدهبالمقابل؟.."
ابتسم ورد: "سأكتفي بعشاء هذه المرة.."
فكرت لثانية قبل أن تتخذ قرارها بالموافقة وقالت: "أنا لا أتناول طعاماًبمكان أقل من خمس نجوم.."
نظر لها بذهول فلم تمنحه فرصة للسؤال وتحركت تقف أمامه وهي تشير لنفسها وتكمل:"الأشياء التي تعجبك لا أحصل عليها من الطعام الملوث يا ابن الصفواني.."
حملت حقيبتها وتحركت تقف أمامه مباشرة ورفعت عنقها لتقابل وجهه تماماً وهي تهمس:"أنت تنفق ببذخٍ على النساء.. وأنا أنفق ببذخٍ على جسدي.."
ثم ابتسمت وتحركت أمامه تمشي بخيلاء فوقف يطالعها بذهولٍ لثواني قبل أن يهمس:"متعادلان إذاً بهذا أيضاً.."
****
بعد أن تناولا العشاء أوصلها لمنزلها وما أن توقفت السيارة التفتت له وقالت:"شكراً على العشاء.. لكن لا تعتد على هذا.."
التفت لها بكامل جسده وهو يرد: "أجل في المرة القادمة سأحصل على اسم ذلكالعطر الذي تضعينه مقابل تسليتك.."
-:"هذا لن يحدث.."
قالتها وهي تهبط من السيارة ثم نظرت له وأكملت: "لا توجد امرأة عاقلة تمنحاسم أحد أسلحتها لعدوها.."
ثم اقتربت بوجهها لتمنحه نظرة أخيرة على ملامحها الساحرة وهي تهمس: "تصبح علىخير أيها الخبيث.."
ثم أغلقت الباب وتوجهت لباب بيتها وهو جلس يطالعها بصمت قبل أن يهمس: "وأناعدوٌ عنيد يا حلوتي.."
التفت بعدها وقرر القيادة إلى المنزل لكنه غير وجهته وقرر الذهاب لمنزل عمته..
***
-:"من الجيد أنك أتيت.."
قالتها عمته وهي تضع فنجاناً من القهوة أمامه ثم جلست بجواره فالتفت ينظر حوله وهويرد بسخرية: "باعتكِ من أول ليلة.."
أمسكت فنجان قهوتها وبدأت باحتسائه وهي تقول: "لم أنتظر منها الأفضلصراحة.."
التفتت له بعدها وهي تطالعه بابتسامة ونظرة متفحصة فسألها: "ماذا؟"
-:"ماذا أنت؟.."
ردت بها وصمتت لثوانٍ قبل أن تكمل: "لقد خرجت من الحفل وأنت منزعج للغاية..إلى أين ذهبت أو بالتحديد من قابلت ليغير مزاجك ويرسم على شفتيك تلك الابتسامةالنادرة.."
عاد لاحتساء القهوة ثم نظر لها وهو يرد: "أنتِ أيضاً كنتِ منزعجة.."
-:"لا تغير الموضوع يا ولد.."
-:"أنا على وشك بلوغ الأربعين وتلك المرأة تناديني بولد.."
همسها بصوتٍ مسموع فتلقى على إثرها ضربة على كتفه.. كتم ضحكته وهو يسمعها تهمس بشتيمةثم وضع الفنجان بجواره وهو يرد: "كنت أعلم أنتِ مستاءة لأن شخصاً آخر يرسمالابتسامة على وجهي غيرك.."
أمسك كفها وهو يكمل بطريقة درامية: "لا تقلقي يا عمتي الغالية لن يحتل أيشخص مكانتك بقلبي مهما حاولوا.."
ضحكت على منظره قبل أن تهتف: "عزيز توقف.."
وما أن هدأت ضحكاتها أكملت: "الآن أخبرني ماذا تخفي عني.."
صمت قليلاً قبل أن يقول: "لا أريدك أن تغضبي مني.."
ربتت على وجنته وهي ترد: "أنا يستحيل أن أغضب منك.."
تنهد بعدها وارتاح بجلسته وهو يقول: "كنت مع لورا أديلان.."
رأى الصدمة تحتل ملامحها قبل أن تضيق عينيها وتبتسم بينما ترد: "أتعلم أناحقاً مشتاقة لرؤية تلك الفتاة.."
ضحك بخفة ثم همهم قبل أن يقول: "هي لا تشبه باقي الفتيات صراحة.."
ضحكت هي الأخرى ثم سألته: "منذ متى وأنت تلتقيها؟.."
-:"اليوم التالي للعرض.."
رد بها ثم أكمل: "كنت ذاهباً لتهديدها وانتهى الأمر بي أغازلها.."
حركت رأسها قائلة: "إنه أمر غير مألوف بالنسبة لك.."
-:"على الإطلاق.."
تنهد بعدها وسرح بعيناه وهو يكمل: "لكن هناك شيء يجذبني نحوها.. شيء يجعلنيلا أفكر بغيرها ما أن أشعر بالضيق.. وهناك شيء آخر يجعلني أهتم بأمرها.."
نظر لعمته بينما يردف: "ويجعلني أرغب بحمايتها أحياناً.."
كانت تطالعه بصمت وهو يتحدث وفي النهاية قالت: "أنا يجب أن أرى تلكالفتاة.."
-:"على هذا المنوال سترينها قريباً.."
رد بها فتنهدت وهي تتراجع وتريح ظهرها على جانب الأريكة بينما تقول: "المشكلةأني لست الوحيدة التي ستراها.."
التفت لها وعاد البرود يكسو ملامحه وهو يرد: "وما المشكلة إن رأوها؟.. كلاهمااختار حياته وأنا لم أتدخل بقرارات أياً منهما.."
أومأت له ثم تنفست بعمق وأمسكت كفه وقربته منها وهي تقول: "دعك من كل هذا..أنا سعيدة أنك ستستقر أخيراً.."
حرك رأسه بملل ونهض يرد: "هل بدأتِ التفكير بالزواج من الآن.."
-:"وماذا كنت تخالني أقصد عندما أخبرتك أني لست الوحيدة التي ستراها؟"
ضحك بسخرية فلم تلتفت لهذا ونهضت تقف أمامه وهي تكمل: "عزيز يا بني أنا أعلمأنك حملت على عاتقك واجبات تلك العائلة منذ وفاة والد زينة.. أعلم أن شاكر لم يكنالعم الأمين المساند ولم يمنحك فرصة لترتيب حياتك وأولوياتك.. لكنك تستحق امرأةتحبك عزيز.. تستحق بيتاً ترتاح به وتستحق أن تحمل أطفالاً وتمنحهم ذلك الحنان الذييملؤ قلبك.."
ابتسم لها ثم انحنى يقبل جبهتها ونظر لعينيها بعدها وهو يقول: "أرأيتِ لا أحدسينافسك بجعلي ابتسم.. فأنت أسرع من يظهرها على محياي.."
****
-:"هيا أخبرني.."
قالتها وهي تعمل على حاسبها بينما كان سام جالساً بقربها وهو الآخر يعمل على حاسبهورد دون التفات: "أخبركِ بماذا؟"
احتست القليل من شراب الليمون ثم قالت: "وبخني على الخروج معه.."
لم يلتفت بينما يتنهد ويرد: "ولم قد أفعل هذا يا شقيقتي الكبرى؟.."
-:"توقف عن هذا.."
قالتها وهي تلتفت له فانعقد حاجبيه وهو يسألها: "عن ماذا؟.."
تركت الحاسب بجوارها ثم نزعت حاسبه هو الآخر من على ساقه ووضعته بعيداً ليلتفت لهاوهو ما حدث وعندها ردت: "محاولة جعلي أشعر بالذنب دون أن تخبرني أنني مذنبة..هذا ما تحاول فعله الآن.."
-:"خطأ.."
قالها بشكلٍ قاطع قبل أن يكمل: "أولاً إن أردت إخبارك أنك مخطئة سأخبركِبشكلٍ مباشر ودون مواربة.. كلانا يعلم أني لا أحب التجمل.. ثانياً لقد رأيتك بينماتدخلين من الباب وقد بدوتِ سعيدة وهو ما يهمني.."
ارتاحت بجلستها وعقدت ذراعيها وهي ترد: "لا يجب أن أكون سعيدة بخروجي مع ذلكالرجل.."
-:"أنتِ أكبر من أن أشرح لكِ أن هذا أمر لا سلطة لكِ عليه.."
قالها بهدوء قبل أن يتنهد ثم أمسك كفها وهو يكمل: "اسمعي.. كل شيء يسير كماخططتِ له.. لم لا تتركين شيئاً واحداً يسير على غير خططك.."
-:"لأن هذا مربك وهو خطأ.."
ردت بها بشكلٍ قاطع فسألها: "من قال هذا؟"
-:"بيير قالها.."
صمتٌ حل بعد إجابتها وقد ظنت أنه لن ينطق بعدها لكنه فاجئها بقوله: "بيير كانقاسياً على نفسه.. وقد مات يشعر بالأسى لأنه قسى على نفسه.."
اتسعت عيناها بينما تنهد هو وأكمل: "أنا سأساندك بأياً كان ما ستختاريهلورا.. لكني لازلت أريدك سعيدة وحسب.."
التفت بعدها وعاد يضع حاسبه بحضنه بينما هي تطالعه بصدمة قبل أن تقول: "أنامبهورة.."
ضحك بسخرية وهو يرد: "بيير لم يعلمكِ وحدك يا شقيقتي الغالية.."
***
بعد مرور يومين
-:"الآنسة زينة هنا بالشركة.."
التفت ينظر لحامد ثم عاود النظر للتقارير التي سلمها له وهو يرد: "المتوقعمنها.."
-:"يبدو أنها تنوي إلغاء التوكيل لعمها ومنحه للسيد ياسر.."
مط شفتيه وهو يقلب الصفحة بينما يرد: "هذا أيضاً متوقع.."
تحرك بعدها يرتاح بجلسته وهو يقول: "لا أصدق أننا بكل تلك العلاقات لم نتوصللمالكي تلك الشركة.."
-:"يبدو أنهم يفضلون عدم الظهور.."
ضحك بسخرية وهو يرد: "لاحظت هذا.."
ثم تنهد وهو يحرك رأسه قبل أن يكمل: "لكني أعند من أن استسلم لابد وأنأكشفهم.."
-:"عزيز سأتزوج نهاية الأسبوع.."
اقتحمت الحمقاء المكتب وهي تهتف بها فرفع كفاه يحركهما بالهواء وهو يرد بسخرية:"مرحى لقد حلت كل مشاكل العالم بزواج السيدة حمقاء من السيد غبي.."
لم يستطع حامد التحمل وانفجر ضاحكاً فاقتربت زينة وهتفت به: "علام تضحك ياحامد أقفل فمك.."
كتم ضحكاته بالفعل لكن عزيز تملكه الغضب ورد: "يضحك لأني خفيف الظل على عكسكأنتِ والغبي.."
شهقت بصدمة بينما هو تجاهلها والتفت لجواره مكملاً: "اضحك يا حامد"
انفجر بالضحك فوراً قبل أن ينحني ويأخذ التقارير ثم التفت لزينة وهو يقول:"لا أقصد أي إهانة آنستي.. مبارك وأتمنى لك حياة سعيدة.."
أومأت له بابتسامة بينما التفت هو وغادر وما أن فعل نظرت لعزيز وهي تهتف بطريقتهاالطفولية: "لم تسخر مني عزيز؟.. لم أنت غاضب مني؟.. ولم تتجاهلني ولا ترد علىاتصالاتي؟.."
-:"الإجابة هي أنا حر أفعل ما يحلو لي يا فتاة.."
رد بها بصلف قبل أن ينهض عن المكتب ويقرر المغادرة فأسرعت تقف بطريقه وهي تزمشفتيها كالأطفال فتنهد وهو يسألها: "ماذا تريدين؟"
ردت بحزن: "أريدك أن تحضر الزفاف وتسلمني بنفسك لياسر.."
-:"سأحضر لكن لن أسلمكِ لأي أحد.."
ما أن قالها انفجرت باكية فتنفس بتعب وهو يهتف: "يا إلهي الرحيم كيف تبكي تلكالفتاة بهذه السرعة.."
ولم يكد يلتفت لها إلا ووجدها تلقي نفسها بحضنه وهي تهمس: "رجاءاً عزيزرجاءاً.."
تنهد بتعب وهو يشعر بالحزن والضعف.. هو يعلم أن ياسر لن يمرر ما فعلته وقد حذرهابكل الطرق لكنها لم تستمع ولهذا قرر تجاهلها وتركها تواجه عواقب اختياراتها لكن هاهي الآن ترغمه أن يصبح طرفاً بتلك اللعبة السخيفة.. تنهد مجدداً وهو يحتضنها ثمرد: "حسناً"
-:"يااااااي.."
هتفت بها وهي تقفز بمكانها ثم طبعت قبلة على وجنته وهي تكمل: "كنت أعلم أنكلن تخذلني.."
تحركت بعدها بينما تردف: "سأذهب الآن فلدي الكثير لأفعله.. شكراً لكعزيز.."
-:"العفو.."
رد بها باستسلام وهو يدعو الله أن تمر الأيام القادمة على خير..
-:"عزيز.."
التفت ينظر لها فأكملت: "عمتي كانت متعبة منذ البارحة ولهذا كنت أحاولالاتصال بك.."
انعقد حاجبيه وسألها: "ماذا أصابها؟"
هزت كتفيها وهي ترد: "لا أعلم.. البارحة صباحاً خرجت وعادت منهكة.. أخبرتنيأنها ستنام قليلاً وألا أزعجها لكنها استيقظت مريضة.."
*****
بعد مرور ساعة كان قد وصل لبيت عمته واستخدم المفتاح الاحتياطي الذي يحمله ليفتحالباب.. تحرك نحو غرفتها وطرق الباب وما أن سمع الإذن دخل فوراً..
-:"كيف حالك اليوم عمتي؟"
سألها وهو يدخل غرفتها.. فاستقامت بالفراش قليلا وهي ترد: "أنا بخير يا عزيزي..كيف حالك أنت؟"
ارتاح بمقعده ورد بخبث: "أعبث كالعادة!"
ضحكت له وهي تقول: "كنت أتمنى أن توقف زينة عبثك في يومٍ ما"
-:"كانت أمنية كلانا"
رد بها فقالت: "كنت ستفعلها لأجلي أنا وعمك.. أنت لم تحبها سوى كأخت صغيرة"
هز كتفيه ورد: " هذا من الماضي"
أومأت له وأطرقت وهي تهمس بحزن: "أجل من الماضي"
ثم هزت رأسها ونظرت له وهي تكمل: "أود استئمانك على شيء ما يا عزيز.. وأريدك أنتعدني أنك لن تكرهني بعد ما سأرويه لك"
انعقد حاجبيه واقترب منها وهو يرد: "يستحيل أن أكرهك يوما يا عمتي"
هزت رأسها وسقطت دمعة من عينيها وهي تربت على كتفه وتقول: "أعلم أنك طيب القلبوستسامحني يا بني"
شعرت بالقلق الذي تملكه وقد كانت هي الأخرى مرتعبة.. لكن ما كانت لتتراجع الآن.. وفوراأكملت: "اسمعني يا عزيز.. أنا لدي ابنة"
انعقد حاجباه باستغراب.. وقبل أن يسأل تجمد بمكانه ما أن أردفت: "وهي ابنة زنا!"
****

Continue Reading

You'll Also Like

21.2K 918 17
رواية تصف حيرة شاب ثري وتوهانه قبل ان يهتدي لمعرفة الله وكيف تغيرت حياته بعد ان ابصر طريق النور باسلوب شيق يتغلغل الى عمق النفس الانسانية ليحلل نوازع...
50.9K 2.8K 27
فتاة بسيطة تحمل ملامح العديدات حُدد دورها في البحث عن عريس للزواج، ولا يمكنها الرفض بسبب ضعف شخصيتها ولكنها قابلته في ليلة ممطرة ودعى نفسه على كوب...
19.8K 495 15
حين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..
417K 10.5K 27
~ الملخص ~ شعوران متناقضان كالنار والجليد , غالباً ما يكونان مرتبطان جداً هما الحب والكراهية ... فالحب نار ليس لها حدود ولا يشعر به إلّا من احترق بن...