عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الخامس

198 12 0
                                    

قبل خمس سنوات
كانت تجلس أمامه بعد أن أخبرته بكل ما مرت به خلال رحلتها لتفسر وجود ذلك المال والذهب الموجودان بالحقيبة.. ثم نظرت له وجدته كالعادة لا يظهر أي شيء على وجهه بينما يحدق بالفراغ..
مرت فترة لم تحسبها وهي تجلس أمامه بهدوء قبل أن ينظر لها بعيون باردة بينما يقول: "إذاً ماذا تنوين أن تفعلي الآن؟"
مطت شفتيها وردت: "لم أفكر بالأمر"
-:"عليك التفكير إذاً"
رد بها بصرامة قبل أن يكمل: "عليك أن تعلمي كيف ستتصرفين بهذا المال.. وكيف ستعيشين من الآن وصاعداً"

: "لا أنوي التفكير بأي شيء"
قالتها بيأس ثم أطرقت وهي تكمل: "ليس لدي أي طاقة لأفكر بأي شيء"
-:"بيير"
التفتا للورا التي كانت تجلس على أريكة بالجانب الآخر من المكتب بينما تكمل: "دعها تقيم معنا هذه الفترة"
نظرت لها وابتسمت وهي تردف: "لقد أحببتها كثيراً ولا أريدها أن تغادر.."
-:"لا مانع عندي.."
التفتت تنظر لبيير الذي أغلق الحقيبة ودفعها نحوها وهو يكمل: "خذي هذه وفكري بما ستفعليه بينما ترافقينا بإجازتنا يا عبير.."
نظرت للحقيبة قليلاً قبل أن تتخذ قرارها فنهضت واتجهت نحوها وأخرجت رزمتين من المال وهي تقول: "أنا لست بحاجة حالياً سوى لهاتين.. رجاءاً احفظ لي الباقي معك.."
ارتاح بجلسته وهو يتكيء على عصاه قبل أن يرد ببرود: "من السيء أن تثقي بأي أحد بهذه السهولة.."
-:"أنا لا أثق بأي شيء سيد بيير.."
ردت بها قبل أن تكمل: "لكني سأعيش معكم ولا أريد أن أكون عبئاً على أحد.. لذا أبقي المال معك فأنا أنوي سداد كل ما ستنفقه علي.."
-:"لنناقش هذا لاحقاً.."
شعرت بكفها على ظهرها يدفعها للباب وهي تخاطب والدها: "شكراً بيير.. أدين لك بواحدة.."
وما أن غادرتا ابتسمت لها وهي تقول: "أنا سعيدة لأنكِ وافقتِ..
أومأت لها ثم سألتها: "هل هناك طريقة تمكنني من إرسال المال لبلدي.."
-:"هناك ألف طريقة.."
ردت بها ثم سألت: "هل سترسلين الرزمتين دفعة واحدة.."
أومأت بصمت فعادت تسألها: "لماذا؟.."
ابتسمت عندها بشر وصورة جمال تلوح أمامها وهو يسلمها للعجوز الذي تتمنى أن يكون مات وتعفن بذاك الحمام دون أن يشعر به أحد.. ومع هذا الهاجس اتسعت ابتسامتها الشريرة وهي ترد: "لأرد لوالدي بعضاً من ديونه.."
نظرت لها لتجدها تبتسم بنفس الطريقة ثم اعتقلت ذراعها وسحبتها بينما تقول: "عبير أنا وأنتِ سنكون أعز أصدقاء أنا واثقة من هذا.."
****
الحاضر
-:"أجل لقد تخلت عنكِ.. أتعلمين لمَ؟"
صمت أذنيها وأغلقت عينيها وهي تهتف: "لا أريد أن أعرف.. لا أريد.."
-:"يجب أن تعرفي.."
رأت عيونه القذرة تتجسدان بين السواد المحيط بها وطلته التي طالما أصابتها بالقرف والغثيان وهتفت: "لا أريد أن أعرف أنا أكرهك.."
فتحت عينيها وهي تنهج بشدة بينما تنظر للسقف بخوف.. ثم استقامت بفراشها.. فراشها.. بيتها.. معرضها الخاص.. ثيابها الخاصة.. مجوهراتها الخاصة.. سيارتها الخاصة..
هي لم تعد تلك الفتاة!..
-:"كل شيء سيتغير عندما تعزمين على تغييره"
ترددت جملته ببالها ففركت جبهتها وهي تهمس: "لا شيء يتغير بيير!"
طرق على الباب اعترض أفكارها.. قبل سماعها صوت سام قائلا: "لورا ألن تنهضي"
-:"لقد استيقظت"
ردت بها ثم أزاحت الغطاء عنها ونهضت من الفراش لتباشر يومها.. فالجلوس بالفراش والنحيب لن يبعد عنها كوابيسها..

عبير العمر الضائع - الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية -مكتملةWhere stories live. Discover now