🪄الحمدلله🪄
قراءة ممتعه📘💛
وأُخفِي عنكَ شيئًا ليسَ يُحكى
فأصمتُ ثمَّ تفضحُني عُيوني
"هيا نتالي اريني رسوماتك وآخر تطوراتك".
طلب ايزرا نتالي.
تأففت وهي مُتَكِئة على كَتفِه
"لا يحتاج اخي تعلم انا مبدعه منذ صِغَري".
"نعم نعم اعلم ايتها المُتَفَاخِرة ولكن انا أُصِر".
تنهدت فوافقت اخيراً ودخل غُرفتها وبقي يسهب النظر بإمعان ويسترق النظر جيداً ويسهب في تفاصيلها التي تطورت في كل مرة يأتي بها ، يعلم انها مَكسورة ومتذبذبة منذ وفاة اهلهم وصعوبة الشيئ التي تعيشه والذي يعكس داخلها في هذه الرسومات التي فهمها.
اغلبها وجهٍ حزين او دامع واخر يبكي وهو يتكأ على الحائط
لم يُخفي عليه شيئ فتنهد طويلاً وتألم قلبه على اخته.
"لا اُصدِق كم اصبحتي مُبدِعة ، انا حتى لم اصدق انها رسمة ظننتها حقيقة".
قال ذلك بعد ان قرر التحدث معها لاحقاً فهي تبدوا بمزاج رائع.
بعثر شعرها بِفخر مُبتسماً لها وجلِسَ في سريرها
"اذا مالجديد نتالي".
همهمت وجلست بجانبه واتكأت على ذراعه
"لا شيئ روتين مُتَكَرر فقط".
"الى الان يُزعجونكم الجيران؟".
تنهدت وهي تعبث بأصابعها بإرتياب
"حسناً نوعاً ما".
امسك بيدها يربت عليه
"لا تقلقي سننتقل بأقرب وقت".
اردف بحنية على أخته التي اصبحت بهالة حزينه اكثر من ذي قبل ومُنطفأة وهو سَيُحاول جاهداً ان يعيد احياء روحها مهما كلف الامر.
"وان حاول احدهم اذيتك دافعي عن نفسك واضربيه
كما دربتك صغيرتي".
"صغيرتي !؟ انا اكبر منك ايها اللعين".
قالت وهي تقرص ذراعه.
"حسنا حسنا هي ٣ سنين فقط
ولكن انا اطول منكِ"
حرك حاجبيه بتلاعب.
فرفعت اصبعها الاوسط وشهق في تفاجئ
"الا تَخجلين من فعل ذلك امام اخيكِ".
"بربك انا ربيتك اصمت فقط"
"ربيتك ها ؟ لقد كنتي تضربينني فقط ايتها المُتَسَلِطة"
بقيوا يلعبون ويسخرون من بعض فاستقام هو كي يُعد القهوة
دخل للمطبخ ودخلت نتالي وراءه.
وباشر بِصنع القهوة ، دام صمت طويل بينهم فقطعت هذا الصمت نتالي عندما قالت
"اصبح لدينا عازف في صفي يعزف بينما يرسمون طلابي".
"هل هو شاب ؟؟"سأل في فضول وهو يرمقها.
اعطته نظرة ميته
"ماذا اخبرتك الان؟"
"نتاليا كيف هو معك ؟ هل هو جيد!؟"
رفعت كتفيها وهي تزم شفتيها
"اذا كان هناك شيئ اخبريني سأذهب غداً واركل مؤخرته"
لهجته كان يترواح بين الجدية والخوف عليها.
"همممم"همهمت بهوادة بعد ان طال صمتها ودبت القلق في ضلوعه
بدأ يتصور الاسوء ويتربص من تلك الشاردة فقرقع اصابعه امام وجهها مما جعلها تجفل وتستيقظ من هفوتها.
"انه فقط هناك مُشاحنات وتَجادلنا عدة مرات
لدرجة انني امسكت بقيثارته ورميتها على الارض واصحبت رثة
والمُضحِك انه يعزف بها الى الان".
كادت ان تفلت ضحكة منها فحكمت لجام نفسها امام القابع امامها
عندما تذكرت شكل القيثارة المُتلافِ.
انتهى من تَحضر القهوة وجَلِس يستمع بحرص ماتقوله
فتساءل
"كسرتيه؟؟.. مالذي اوصلكم الى هذا الحال
نتالي اذا هناك شيئ اخبريني".
"لا لا هو لا يستطيع فعل شيئ لاني اتحول الى وحش هائج"
"That's ma girl".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سارت بِخُطواتٍ مُتَعَثِرة للحمام بكسل وهي بالكاد تفتح عيناها اخذت استحمام سريع فارتدت بِنطال مع قميص اسود يصل الى فخذها ثم رفعت شعرها كذيل حصان
واكتفت بالماسكارا ومرطب الشفاه مع رشة عطر.
ودعتهم بعد ان قبلت الجدة واخيها فتحت الباب وتفاجأت بوجود شخص امام الباب
"لقد تأخرتم اكثر من شهر واعطيتكم مُهلة طويلة كافية".
بلعت غصتها بصعوبه وارتبكت وراحت تلعق شفاهها للتوتر الذي اصبح ينهش بكل اوصالها.
"ارجوك فقط شهر آخر ونُسَدد الأجار".
ضرب على الحائط بقوة مباغتاً اياها يحكم على قَبضته بقوة.
"من هناك" سأل ايزرا بعد ان رأى وقوفها الطويل عند الباب ظن انه فقط احد الجيران.
ابعد نتاليا من على الباب بعد ان رأى ذلك الرجل الذي يشتاط غضباً "ماذا تريد"سأل بنوع من الشدة.
"اريد الأيجار لقد مر نصف الفترة لم تسددونه ، سأعطيكم مهلة لأسبوعين وبعدها سأبلغ عنكم ايها المُحتالون"
"اولاً تأدب وتكلم بإحترام ثانياً سنسدده قبل الموعد ثالثاً ان رأيتك تتكلم بهذه الطريقة مع اختي صدقني وقتها لن يعجبك ما سأفعله" اعرب ايزرا بضراوة وجهامة واغلق الباب في وجهه.
"لما لم تُخبريني؟"سأل ايزرانتالي المُتَجَمِدة في مكانها.
"نتالي"هز كتفها فأفاقت من شردوها.
"لا اعلم اخي لا نريد ان نثقل كاهلك انت بالكاد تعيش هناك وتدفع ايجارك مؤونتك ".
زفر بقوة ودعك مابين عينيه وكوب وجهها"انظري نتالي انا لما ذهبت بعيداً هل تظنين انه لأجلي ؟؟ ... انه لأجلكم فقط اذا كان لأجلي لجلست هنا فقط العب والهو .. صغيرتي هذا منزلي ايضاً ويجب ان اساعدكم مابك"
"ولكن.."
"بلا ولكن هيا الان انتي بالفعل متأخرة لعملك وعند عودتك نتحدث".
عانقته بقوه ما ان خرجت من الباب حتى تهاتف عليها الناس هذه المرة بشكل اقوى ومُخيف عندما رأوه اخاها مرة اخرى ، تهاتفوا عليها ونعتوها بالعاهرة مما جعل اخيها يخرج هو كان يعلم بالامر.
"توقفوااااا". صرخ ايزرا بصوتٍ عالي فزمجر بقوه "بحق اللعنه ان لم تتوقفوا عن ازعاجنا أقسم بالجحيم الاحمر اني سأتصل بالشرطة حالاً والان".
هي حارة فقيرة ومعظم سُكانها من الطبقة الفقيرة صمتوا بعد ان رأو النيران تتطاير من عيناه فهمّوا الى الداخل.
"شكراً اخي انت لا تعلم اي حالة مزرية اعيشها بسبب سوء فهمهم وجهلهم".
راح يتنفس الصُعَداء ابتسم لها فودعته.
~~~~~~~~~
"الان يجب تضليل هذه الزواية لبروز الملامح". راحت تشرح نتاليا للطُلاب بتَركيز وبعد ان انتهت راحت تُعلم كل واحدٍ منهم.
كان يَعزف بِشرود يُحَدِق في نُقطة وَهمية اكتافه مرتخية للاسفل
واطراف شفتيه مُتدلية بخفة.
كانت تسهب في الشرح وتمعن النظر وتصحح لهذا وتُشَجع هذاك
فشزرته عندما راح يعزف بطريقة عشوائية وهو ضائع
فقطبت حاجبيها فرن الجرس مُعلناً عن انتهاء الحصة
المُضحك بالامر انه مستمر بالعزف حتى مع انتهاء الحصة وخروج الطُلاب.
ابعدت المئزر عن خصرها وهي طبعاً لن تسأله ولا يُهمها امره
وسارت نحو الباب
"نتاليا".
اوقفها يُنادي اسمها.
التفت له بوجهٍ بارد وساخط ورأته يُفكر ويدعك رقبته ويبدوا انه محتار ويفكر كثيراً ومتردد.
فتشجع ووقف امامها فزم شفتيه بخجل مما سيطلبه
ويحدق في كل مكان الا لها فطال صمته.
هي كانت صامته ولم تتفاعل معه فدمدم اخيراً
"هل يمكنك اسدائي خدمة؟".عاينها بترقب.
"انا؟؟ وماهي الخدمة؟".
سالت ببرود وتفاجئ نوعاً ما.
"ه..هناك الامر...هممم...اقصد..انه ، تعلمين فقط انسي الامر".
تردد كثيراً ولم يستجمع شجاعته كي يطلب منها
'لما ستوافق في المقام الاول ، من اكون مجرد زميل واقل من زميل
وحصل مشادات بيننا دع الامر ستتدبر نفسك دانييل'
كان سيغادر فأوقفته هي وراحت تقف امامه بحزم
"لم يكن عليك التكلم منذ بادئ الامر اذا كنت ستردد الى هذه الدرجة
وحبذا ان تتكلم بعد ان اثرت فضولي سيد دانييل".
زم شفتيه ويعض عليها
"حسناً اليكِ الامر ، اذا كنتِ سَترفضين فأنا احترمُ ذلك
امي منذ فترة طويلة وهي بالمشفى لان هناك خلل في قلبها
واريد ان اسعدها بشيئ بسيط غير متعب لك".
استمعت لكل كلماته بإهتمام وجزء منها راح يتأرجح بين الحزن والاسى على حال والدته بالطبع لن ترفض طالما انه لوالدته وخصيصا انها مريضة ، اثار نقطة ضعف بها وكأنه يعلم نقاط ضعفها ، هي تفتقد والديها كل يوم.
"اجل اجل ماذا تريد ان ارسم؟؟".
"ه..هل وافقتي بهذه السرعه"اعرب بتفاجئ لردها السريع
"اجل انها في الاخير لوالدتك ليس لاحدٍ آخر"
فهم ماتلمح لها ولعق شفتيه
فهمهم"اذا شكرا لكِ مُقَدَماً"قالها بإبتسامه واسعه على وجهه يضع يده جهه قلبه كعلامة لامتنانه.
قابلته بنفس ابتسامته وهزأت راسها بمعنى اكمل
"هممم لم افكر بالامر ولكن انتِ الرسامة هنا اذا يمكنك رسم لي اياً كان شيئ بسيط"
"حسناً سأفكر جيداً وسأرسم ،، ولكن متى تُريدها؟!"
"لا بأس اي وقت"
"حسناً"
"شكراً مرة اخرى نتاليا"
"لا داعي للشكر".
طوال الطريق تُفَكِر ملياً بماذا تَرسمُ له 'اعتقد انني يجب ان ارسم شيئ مَعنَوي مَليئ بِالعاطِفة ويَتَجلى به حنان الام' غرقت في تَفكيرها وعند وصولها للحارة كانت تَدعي بداخلها ان يكفوا عن اذيتها اولئك الجيران.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
CU SOON♡'･ᴗ･'♡