نور

By ebtehal_28_

1.4K 64 21

كل شي بدي لما الدكتوره نور بدت تخدم في مستشفي شمس للامراض النفسيه العياده يلي كان طموحها من و هي صغيره توصلها... More

الجزاء الاول
الجزء التاني
الجزء التالت
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء التاسع
نور 10
نور 11
نور 12
نور 13

الجزء التامن

62 1 1
By ebtehal_28_

اول ما طلعت ابتسمت بعفوية و صفقت يديها بخفه بس بكل حماس. متوجها بكل طاقه لي مريضها يلي لي اول مرا بعد تعب و عناء رح تخشله بدون ما يتصرف بعدوانيه، لي اول مرا تخش رافعه علم السلام بيناتهم ، بس مزال حطت في بالها شي بديره قبل ما تخشله.

ابتسمت و هي تفكر بينها و بين نفسها.
"زعما معش بيعلق تعليقاته الباخيه،زعما يقعد متجاهلني؟"
قوست فمها بس ابتسمت بعدها بسرعه.
و تمتمت.
"لا عاد يا نور كل شي يصير مع الوقت اصبري عليه حتا انتي، انشاء الله الطريقه هادي تنجح بس."

فتحت الباب بمحاولا ان متطيحش الباكو يلي في يدها.

خشت الدار يلي كانت هاديه زي العاده و صاحبها كان مقعمز في مكانه الاعتيادي و بكل سعاده قالت.
"صباح الخير زين الدين."

حطت البوكس يلي كان في يدها اليمين علي كرسيها و شبحت بطرف عيونها لي زين الدين يلي كان متكي علي كرسيه بكل استرخاء و مسكر عيونه كان ضي الشمس يلي كان خاش من الروشن المفتوح مدخل معاه نسمه بارده و صوت عصافير كانت مصدر للراحه و السكون.

قدمت كرسيها شويه اقرب ليه قبل ما تقعمز و تحطت الباكو في حجرها.
ابتسمت بحماس طفولي لما فتحت الباكو و استنشقت الريحه يلي طالعه منه بعمق.
"جبتلك معاي بريوش."
باست صوابعها الملمومات و قالت،
"يهبلو شم شم الريحه."

فتح عين وحده تلفت ناحيتها.
شبحتله شويه قبل ما تلف طرف البريوشه في كلينكس و تمدهوله.
ناضت فوق و قفت بجنبه مدت يدها يلي شاده بيها  البريوشه بجنب يده و قالت.
"هاك تفضل."
رفع حواجبه بالنفي بينما عيونه الزوز قاعدات مسكرات و قال "تس، منبيش."

رفعت كتوفها بلامبلاء و مطت شواربها.
"علي راحتك توا نأكلها اني غير بعدين مطلعنيش اني اللئمة و مننفعش و انت يلي جبتلك بريوش سخون لعندك و قتلي تس."
قالت تس بطريقته هو.

قعمزت في كرسيها و خدت نتشه. فتح عيونه و لفت وجها ناحيتها بحاجب مرفوع.

قوست راسها و بفم معبي تكلمت،"معش تشبحلي هكي شن قلت اني."
قلب عيونه و حرك يده في الهواء جيهتا "اصلا منشبحش فيك بكل غير شن تقولي بس."

مسحت الشكلاطه يلي نازله من بريوشها و حطتها في فمها بينما تمتمت.
"هدا متشبحش فيا و هكي املاً كان تشبحلي حقً كيف."

صوته و رغم هدوءا بس نفاذ الصبر يلي ممزوج فيه سبب في توسع عيون نور.
قعمز و قدم ناحيتها بجسمه فجاة رفع يده و حركها في الهوا و بتفنيصه تكلم.

"انتي خيرك، شن جاك ا شن جاك، قلتي معش بتتكلمي و قلتي بتقعدي باب علي الكلاب و اني وافقت لي مصلحتي بس،مش بس تجيني بي بريوش و تقعدي تفتفتي."

قعدت تشبحله بعيون متوسعه و فمها قاعد معبي زمطت بصعوبه و قالت.
"مش قتلك نفضل طبيبه مع وقف التنفيذ ولا حتا صديقه او رفيقه."

زفر بغيض و مسح علي وجها "يا ربي" تكلم بنفاذ صبر و غضب مكبوت.

مطت نور شواربها "خلاص توا نسكت اني اسفه ان ازعجتك تمام هكي."

تنهد و هز راسه بإجاب قبل ما يرجع يتكا و يسكر عيًونه.

مرت دقائق بكل هدوء قبل ما تتكلم نور من جديد كاسراته.
"باهي علي الأقل افتح هداكا الراجل يلي فتحته المرا يلي فاتت خير من نقعد نتفرج علي الحيوط، لا ملل هلبا هكي."

زفر بغيض و فتح عيونه "خيرك انتي؟"

مطت شواربها و قالت بنرفزه، "و اني شن قلت ترا قلت افتحلي هداكا الشاعر شن طلبت حاجه منديرش فيها في العاده، ما ديمه فاتحه تسمع فيه جت غير في توا."

مسح علي وجها بملل و قال،
"اففف اللهم ما طولك يا روح."
طلع الجهاز من تحت مخدة الكرسي و فتح الشاعر.
تلفت ناحيتها و حط صبعه في فمه و بملامح بغض و انزعاج قال.
"توا ممكن تهنينه بسكوتك."
عضت فمها محاوله ان تكتم ضحكتها بس فمها ارتسمت عليه ابتسامه.
"اها"
الكلمه الوحيدة يلي قدرت اطلعها من فمها بدون ضحك.
اما هو فزفر و ولا لي وضعيته.

مر الوقت و تم اليوم هدا و جيً اليوم التاني للاتفاقيه.

يومها كان صوت الشعر زي العاده هو كاسرالهدوء الوحيد بس المرا هادي مكانتش نور تستمع في كرسيها زي مريضها او رفيقها زي ما اتفقو،المرا هادي كانت تتنقل من مكان لي تاني في الدار تفتح في كتاب بعد كتاب قجر بعد قجر في المكتبه و يلي بجنب السرير متأمله ان تلقا ورقه تانيه من كتابات زين الدين ممكن تساعدها علي فهمه.

فنص زين الدين لما بدّي صوت التخربيش و تسكير يتكرر و يدخل لي مسامعه مع انغام الشعر.

" شن اديري؟"، سأل الشخص الوحيد يلي في الدار معاه بصوت الخشن.

نخلعت نور و بكل قوتها و من الارتباك يلي انتابها سكرت القجر يلي كانت لاهيه تفتش في محتواه و للاسف كان صبعها ضحية تسكيرتها الفجائية.
غمضت عيونها بالام و ضغطت شواربها في بعضهم كاتمه عيطه قويه داخلها.
و من بين سنونها قالت."شي ندور في الدار بس."

رفع حاجبه بشك و قال "متاكده؟"
شبحت لكرسيه يلي كان عاطيها بالظهر بينما كانت تنفخ علي صبعها يهدوا، مطت شاربها و شبحت شويه لي صبعها قبل ما تنقل نظرها لي القجر في داخلها تحرك شعور الاستياء ان مقدرتش تلقاء شي يخصه.
"اها متاكده."

اليوم التالت
خشت بكل حيويه بس فتحت الباب بصعوبه.
"صباح الخير."
تكملت بصوت نشيط طلع من فم مرسوم عليه ابتسامه حيويه بس للاسف الشخص يلي كان مقعمز في كرسيه مكانش مرحب بتحيتها و فضل التجاهل زي كل مرا.

مطت شاربها بس حتا هي اختارت تتجاهل و تكمل.
فابتسمت و قالت، "قول شن جبتلك اليوم."

"افف انتي شن قصتك كل مرا بحاجه مرا بريوش مرا قهوه مرا شاهي شويه تانيه تفتحي معاي هدرزه لي شن تبي توصلي اني مفهمتش فوتيني يا بنت الناس."

هزت كتوفها بلا مبلاء و زي ما تعودت انها تسمع و تتجاهل. كملت طريقها لي الروشن يلي حطت فيه محبس الورد الجديد يلي خداته قبل ما تجيه.

نفضت يديها و ابتسمت علي المنظر،كيف اضإت الشمس نورت وردة عباد الشمس المحطوطه في المحبس عاكسه لونها الاصفر الجميل.
مررت صوابعها علي بتلاتها الرقيقه و قالت.
"لا المرا هادي جبتلك وردة عباد الشمس لونها حلو ، دارك ممله و ميته قلت نخششلها شويه حياة بما ان نقعد فيها حتا اني."

ابتسمت بطفوليه و كملت "و اسمها فيه كلمة شمس و شمس نور و انت محتاج شويه نور في حياتك."
رفع حاجبه و قال "محتاج نور شن قصدك ."
تلفتتله و لما شبحت معالم و جها توسعو عيونه بفزع .
"مش قصدي نور اني قصدي نور يعني ضوء فهمت."
هز راسه بإجاب بس رفعت حاجبه قعدت
بينما هي رفعت يدها فوق لي رقبتها و ضحكت بارتباك.

"و النور يا دكتوره شن بينفع شخص اعماء."

لفت يديها بعض و اتكت علي الحيط،"في هلبا انواع من النور، في النور يلي نشبحوه و في نور الحقيقه،نور يلي في الشخص يلي هو الشي الحلو يلي فيهم و في هلبا حاجات تانيه زي السلام داخل ارواحنا."

تلفتتله مستنيه ان يرد عليها و يشاركها الحديث بس و للمرا الألف اختار التجاهل و هي تعودت فتنهدت و قعمزت هلي كرسيها مستعده ان تمضي الجلسه متاعه زي العاده بكل هدوا و بدون حديث.

اليوم الرابع
واقفه علي الروشن علي وجها ابتسامه مشرقه و تمايل في راسها و هي تسمع في أنغام الشعر المحطوط. يوم عن يوم كانت نور تتعود علي الإشعار و كانت كلً ما تركز في تفاصيل الكلمات تحبهم اكتر.
ابتسمت ببساطه و هي تتفرج علي الورده يلي كانت تسقي فيها بالشويه.
تلفتت ناحيته و قالت
"تعرف بديت نتعود عليهم الإشعار اهما في منهم احلا حتا من لأغاني."
هزت راسها و قالت
"مكنتش متصوره ان اني ممكن نحب الإشعار يلي مكنتش نعرف الا امرؤ قيس بس يلا حلو التغيير توا بنسمعهم حتا في الحوش. بس نبي نعرف من هو يلي الشخص يلي نسمع فيه و شن اسماء الإشعار."

تلفتتله من جديد مستنيه يرد عليها بس زي العاده مردش هزت راسها بأسف و حطت شيشة الميه علي الطاوله تحتها قبل ما ترد توقف علي الروشن و هي تتفرج بهيام علي الطبيعه.
و في عز هدؤهم و لأول مرا كاسر الصمت كان زين الدين و كسر الصمت بكلماته هادم.

"نزار قباني، ابن الفارض،عادل جراح، حيدر خليل و هلبا تانين. يلي تسمعي فيه شعر عصري نوع ما فياريت معش تجيبي سيرت امرؤ قيس لان انواع أشعارهم مش قراب علي بعض بكل. و انتي وين تجيبي سيرت الشعر تقولي اسمه مش عارف من وين تعرفيه اصلا اني لان الواضح متعرفيش حتا الشعر و كاتباته كيف شكلهم."

رفعت حواجبها و هي تتأمل في الشخص يلي يتكلم بكل هدوا و ثقه بس ملامح وجها السعيدة من عدم تجاهله ليها تغيرو لي تفنيصه لما سمعت اخر جملتين تلفتت كليآ ناحيته و لفت يديها علي صدرها و قالت،
"مكنتش نحبه الشعر و بعدين زي ما انت تحب تقرا كتب الشعر اني مشيت وقتي في كتب الطب و علم النفس فمتستخفش بيا بنبرة صوتك المستهزيه هادي."

هز راسه بإجاب "ياودي باهي لكن معش تتكلمي علي الشعر و انتي متعرفي عليه خليك في علم النفس متاعك."
لوح يديه بعدم اهتمام معالم و جها متقززه بعدين حط يديه علي ذقنه و جه وجها ناحيتها بمعالم مستغًربه.

"و بالله كيف تعرف امرؤ قيس و متعرفيش الشعراء الجدد."

حكت رقبتها و عضت شاربها. "من المدرسه"
رفع حاجبه و فتح فمه بيتكلم بس سبقاته.
"مفيش مشكله نتعلمو حاجات جديده و انت شكلك تفهم في الشعر فعلاش منتعلمش منك وانت مرات تتعلم مني شويه ."
مط شواربه و تكلم بتهكم،
"وشن هو يلي بنتعلمه منك انت."

هزت كتفها "ام مثلا علي طبيعيه الانسان و علامات حقيقته يلي مدسوسه من خلال تصارفاته او حتا تفسر حاجات غريبه داخلك."

رفع شاربه الفوقي و قال "تس نفضل نكون غافل و اعماء من داخل و من برا علي حقايق الناس فشكرا."

مطت شاربها و قالت "صح الحقيقه مش ديمه حلوه بس انك تكون اعماء و غافل ابشع بهلبا صدقني."

مط شواربه و زمط ريقه بقوه و هي لاحظة الشي هذا.

اليوم الخامس
"اسمع هادي حلوه عجبتني، من احمد شوقي."

هز راسه زين الدين باجاب و حرك يده بمعني ابدي.
ابتسمت و شبحت لوطه لي تليفونها يلي كان المرا هادي مصدر الشعر و للمرا الاوله أنغام الشعر متونسهمش لان بكل بساطه نور قعدت تسال علي كل جمله في الشعر و هو شخص معروف بكلماته القليله فقرر زي كلً مرا ميردش و يسكر الجهاز بش تسكت حتا هي.
بس هي قررت اطنش و تبدا تقرا في الإشعار يلي عجبوها و الغريب ان الاول مرا معارضش شي دراته.

تحرك شعور الربح داخلها يلي كان سبب في صوتها الواتق و الرايق.

"هجرت بعض احبتي طوعآ لانني رأيت قلوبهم تهوي فراقي.
نعم اشتاق و لكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي.
ارغب وصولهم دوما ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي." مطت شاربها باستيا و هي تشبح لي الكلمات يلي حركو فيها شهور الألم يلي تعودت عليه كجزاء دائم داخلها.

رفعت راسها و قعدت تشبح للسقف بملامح وجها المستأء و طلعت من فمها تنهيده بس قاطع افكارها السوداويه صوت زين الدين.

"قريتي لي نزار قباني؟"

سرحت رقبتها و قعمزت كويس.
ابتسمت و قالت "اي امس عجبتني وحده، اهيا توا نقراهولك.
و فجاة كل افكارها غادرتها و اندثرت اثارها و قعدت كل يلي تفكر فيهً نور اي شعر تقرا، و الشعور الوحيد يلي قعد هو الفرح بإن زين الدين مسكرش عليها زي كلً مرا.

"اهيا لقيت وحده حلوه بكل اسمع هي."
ضحكت بخفه و قالت "حبيته الشعر بنبدا ديمه نقرالك."

نتفض من كرسيه و شبحً ناحيتها و فنص.

رفعت يديها "باهي خلاص مش كل يوم غير اسمع هادي بس."
ولا لي وضعيته و هز راسه بمعني هي ابدي.
"احم اسمها احبك عند ما تبكينا."

اليوم السادس
رفعت راسها من تليفونها يلي كانت تقرا منه في واحد من الأشعار و قالت.
"زين الدين."
زفر بملل و قال و هو مسكر عيونه زي العاده "همم"
ميلت راسها و هي تشبحلها،

"انت تحب القراءة و الشعر تكتب ولا ولا؟"
كتافه تشنجو و زمطت ريقه بقوه قبل ما يرفع حواجبه و يقول "تس."

رفعت حاجبها و بسرعه طلعت من فمها "كذاب."
ناض قعمز كويس فثانيه وحده تقوسو حواجبه و عيونه نفتحو و شبح جيهتها،رفع يديه وقال برفعة شارب و بين سنونه.
"شن سمعتك قلتي؟"

حطت يدها علي فمها قبل ما تحطها علي رقبتها.
قعمزت بثبات و عمضت عيونها بشده.
"قصدي ان يلي قلته مَش صح ، كتافكً تشنجو هدا غير انك زمطت ريقك و طولت بش جاوبت."

اتكت براحه علي كرسيها و قالت بثقه و ابتسامه
جانيبيه.
"يعني انت تكتب و في شي في دماغك خلاك تتردد تقول."

رجع أتكئ في كرسيه و هز رأسه بدون رد.

"باهي مدامك متحبش تتكلم و مش واتق فيا ولا في غيري علاش متكتبش زي الشعراء هادم."

حواجبه تقوسو شويه قبل ما يردو لي طبيعتهم و يقول، "تس ، علاش متجربيهاش انتي يا دكتوره."

مطت شاربها بزعل و شبحت جيهة الروشن ساد الصمت بيناتهم لمده قبل ما تتنهد نور بعمق و تقول.

"تعرف شن هو يلي مش عدل؟"

فنص عيونه و فتحهم قعدت تشبح لي ملامحً وجها شوين قبل ما يرفع حواجبه الزوز و راسه شويه بمعني شني.
ردت دورت راسها لروشن دخلت اناملها بين خصلات قصتها بش تخششها ورا ودنها.

"في الدنيا في نوعين من الناس. في الشخص الاول الكذاب يلي يخون،يدير كل شي لي مصلحته، و ينعماء بطمعه و خبثه.
و في الشخص التاني يلي بنكذب عليه، و يتخان، اعماء من كتر الطيبه. يشوف الناس بعين طبعه خصوصآ يلي يحبهم يشفوهم من منظور قلبه. و لما فجاة ترفع الستاره و يبان المستور و الأقنعة تبدا شويه شويه تتنحه، عيونهم فجاة تشوف أشخاص جدد أشخاص عيونهم كانت تلمع لما تشوفهم لحظتها تلمع بس من حرقة الدموع المحجوزه داخلهم، و في لحظتها سهم الحقيقه يمشي بكل قوته و بدون رحمه ينزرع داخل قلبهم في المكان يلي تعودو يحفظهم فيه.

و في عز عاصفه المشاعر يلقاء نفسه يتمزق بشويه و يضيع بين الذكريات و الواقع مش عارف شني يصدق، مش عارف هو من او الناس هادي من؟ هما نفسهم يلي حبهم؟
و يلي غريب في الموضوع ان بعد الصدمه يبدا يكره نفسه، يلوم فيها علي كلً مرا صدق كلامهم، كلً يوم حبهم فيه، كل يوم عطاهم اكتر من ما يستاهلو، كل مرا بكي فيها و كل جرح نجرح بسبب عفويته.
و الأبشع من هذا ان الشخص الاول بكل بساطه معترف لنفسه علي كل افعاله و متقبل ان دارهم ببساطه بعذر ابشع من ذنب و يلي هو لارضاء نفسه.
بينما النوع التاني مش قادر يعترف علي نفسه ان نجرح من احبابه ان كان قلبه اعماء في كل يوم حبهم فيه مش قادرين ينوضو من صدمتهم. قاعدين متوسدين الارض خايفين لو ناضو و واجهو يطيحو من جديد من الاجوبه من المواجها خايفين لو مدو يدهم بش ينوضو الشخص يلي ياخدها يرجع يخليها.
بس علاش مش قادرين يواجهو و ياخدو حقهم يرجعو يلي راح منهم ، يفهمو ان مش ذنبهم ان صدقو و حبو، مش ذنبهم ان ساعدو ، يفهمو ان مش ضروري تمد يدك لحد تقدر تنوض بروحك و حتا لو مد يده لشخص عادي لان مش كلهم زي بعض بس في نفس الوقت المرا هادي يتعلم معمرا ما يعتمد علي اي حد كليآ."
زمطت ريقها بعد ما كملت و شددت قبضه يدها يلي بدت نرعش فجاة. مرت لحظه سكون قبل ما زين الدين يقول بصوت متسأئل هادي.
"و انتي من اما نوع."
ضحكت نور بخفه و تلفتتله. "النوع التاني، و هدا علاش يا زين الدين مش رح نكتب لان مش رح نقدر نكتب كلمات مش معترفه بيهم لنفسي."

هز راسه و زفر.
ميلت راسها و قالت، "وانت يا زين اما نوع."

رفع يده جيهتها وقال برفعة حواجب "متجربيش."

مطت شواربها و هزت كتافها مع تنهيده
"يلا ما علينا."

اليوم السابع.

"صباح الخير اليوم موعدنا ابكر من قبل." تكلمت بصوتها التعبان قبل ما تقعمز علي كرسيها.

"اليوم جبت معاي مذكره امس نقرا في إشعار و نكتب بس نقرالك."
المرا هادي صوتها كان مبحوح اكتر من المرا الاوله يلي تكلمت فيها.

سرحت رقبتها و كانت بتتكلم بس زين الدين سبقها.
"خيرا صوتك هكي."

ابتسمة لان اسال و قالت
"رقبتي توجع فيا هذا علاش."
هز راسه بعقده حاجب.
ريحت رجليها فوق الباف و نقلت تقعميزة مريضها قبل ما تفتح مذكرتها.

و هي ادور علي شعر تقراه انفتح الباب و خشت ممرضه.
وقفت الممرضه بجنب كرسي زين الدين و مقابل نور.
"صباح الخير دكتوره."
ابتسمت نور و وردت عليها "صباح الخير."
زمطت الممرضىً ريقها و قالت،
"صباح الخير زين الدين."
رفع يده بينما عيونه قاعدات مسكرات.
"نبي قهوة بدون سكر و الفطور اليومي."

رفعت نور حاجبها علي المعامله الخاصه يلي ميقدموش فيها الا لي يلي حالتهم حرجه و يلي طبعآ زين الدين مش منهم.
هزت الممرضي راسها و قالت"تمام حاظر شويه و يجيبوهولك.
هز رأسه و قال
"و اي نبي معاهم شاهي بالأعشاب."

"حاظر توا نشوف اذا كان عندهم في المطبخ نجيب."
عقد حواجبه و قال بتكشيخ خلا الممرضي تنخلع. "شن كنّا عندكم هادي اكيد عندكم،مستشفي نفسيه هكي كبرها معندهاش أعشاب."

توسعو عيون نور من ردت فعله يلي ليها فتره معش شأفتها. "زين الدين." وشوشتله بصوت هادي متسأئل.
زفر زين الدين بملل و قال "غير توا انزلي جيبي يلي قلتلك عليه بس."

طلعت الممرضي و قعدت نور تشبح لي زين الدين بتسأل ميلت راسها و قالت.
"علاش تبي شاهي و قهوه قبل ديمه تطلب في قهوه مره بس."

فتح عيونه البنيه يلي كان يشع ضو الشمس في وسطهم مخلي لون عدسة عيونه اهفت و هو مش حاس بلهيب الضي يلي كان يحرق فيهم.

غير عيونه ناحيه نور و شويه شويه لون عيونه بدي يدكان كل ما لفت راسه و بعد عن الشمس.

"شاهي الأعشاب ليك كويس لي الرقبه."

توسعو عيونها بصدمه ان قصدها بلفته لطيفه علي غير عادته او هل هو طبعه الحقيقي بدّي يطلع مع الايام.توسعت ابتسامتها و طلعت من بين شفايفها ضحكة طفوليه.

ملامح وجها البراده تحولت لي حاده في ثانيه.
"خيرك انتي." ضحك بتهكم و قال "مشً عارف كيف انتي دكتوره اني."

كتمت باقي ضحكتها و لأول مرا كلامه المستهزئ ميمسهاش.
هزت كتافها و رفعت حاجبها "لان ببساطه انت معطيتنيش فرصه نكون دكتورتك فأكيد مش رح نتصرف كدكتوره قدام شخص مش مريضي صح."
"ولا تبيني نتصرف كدكتوره."
مط شواربه و غمض عيونه بشده و اختار عدم الرد.
مر الوقت و في ليل هداكه اليوم بينما كانت نور تتنقل من كتاب لي كتاب شعر لي شعر محاوله انها تتقرب من الجانب يلي زين مش رافض يطلعه قدامها كان
زين الدين يستني في صاحبه يلي تأخر علي وقته المعتاد.
انفتح الباب بقوه علي غير عادت انس،زين الدين فنص لما سمع صوت تقربيعة الباب و الخطوات القويه يلي مكانتش تقرب كانت تابته في نفس المكان.
"خيرك جاي تخبط هكي و خيرك جاي توا كان مجيتش خير."

زفر انس بغضب خلا زين الدين يرفع حاجبه باستغراب.
"خيرك؟" سأله زين بتكشيخ
ورد عليه انس لأول مرا بنفس الأسلوب.
"تبي تعرف خيرني،يهمك انت شن في."

فنص زين الدين، كان مش متعود ان انس صاحب البال الرايق و الواسع يلي مكانش يتصرف بغضب حتا فأسواء للحظات يكلمه بالأسلوب هدا. كان متعود ان لما يكون هو معصب بكون انس رايق، بس شكله المرا هادي انس مش مستعد يكتم الكلمات يلي داخله ليهم مده طويله بس كان خايف يخسر الطريق يلي يوصله لي صاحبه، خايف يمشي صاحبه و يخسره حتا هو بس المرا هادي جاي مقرر المواجهة والقسوه و مستعد يتحمل كل احتمالات الخسائر.

"خيرك تكلم شن في؟"، تكلم زين الدين بغضب ممزوج باستغراب و نبرة خوف كان يحاول ان يخبيها.

كور انس قبضه يده بغيض قبل ما يرفعها فوق و يأشر علي زين و هو عيونه مليانه شرار غضب و الام سببهم نفس الشخص يلي هو نفسه الشخص يلي قدامه.
شد علي فكه بقوة قبل ما ينفجر و يطلع يلي مكبوت من عضب داخله.
"في انت، في انك مقعمز اهني حابس روحك في ظلامك و مش راضي تطلع ، مش راضي تكون زين الدين يلي نعرفوه.في انك مش متقبل الحقيقه و نتايجها. في انك داس روحك اهني و لا حياة لمن تنادي تقول ميت. قاتل روحك و انت قاعد حي. في انك واحد جبان و أناني."

تنفس زين الدين زاد سرعه كل ما تكلم انس بكلامه يلي كان اشبه بالخناجر يلي كانو يفتحو في جروحه كلهم وحده وحده.
رفع يده فوق و حنكه اشتد حدا لما صوته طلع منه اشبه بالزئير المتوحش بينما داخله كان ضعيف و هش.
"اسكت اس اس معش نبيك تجيني لا نعرفك لا تعرفني اطلع!"

ضحك انس بتهكم قبل ما يقول. "اي زيد أتهرب زيد البد يا جبان هدا هو يلي تقدر عليه بس."

انتفض زين الدين من كرسيه بكل عضب متجه ناحيه انس يلي اول ما شافه وقف جاه بسرعه شد بقبضة يديه كتافه و بدّي يهز فيه.

"ياسر يا زين الدين واجه واجه أتحمل النتائج يلي غيرك تحملوها. مش انت بس الموجوع، بس انت بس يلي داس روحك في دار و قاتل روحك و انت حي.
انت حمار و أناني تحساب روحك مداير حاجه كويسه تحساب روحك تعاقب في روحك ، انت تعاقب في أحبابك انت تقتل فيهم بالعرق فيق علي روحك قبل ما تخسر بوك و لا امك."

توسعو عيون زين الدين و رفع يديه بسرعه لي سورية انس شدها بكل قوته و جبده.

صوته طلع يرجف خايف من صدمه تانيه يكون سببها هو.

"خيرهم قول خيرهم تكلم." عيط بصوت عالي
صدع في الدار.

دفه انس بقوه بعيد عليه.
"كأن مزال يهموك ارجع زين الدين متع زمان صدقني مفيش حد يلوم فيك غيرك انت. عيلتك محتاجه سند محتاجه تعويض علي المر يلي شفاته. فيق علي روحك ارجوك معش نقدر نشبحكً هكي انت مش صاحبي متع زمان معش نقدر نشوف عيلتك مقهوره اكتر من هكي خلاص ياسر."
صوته كان كل شويه تخف نبرته الغاضبه لين اختفت نهائي و قعدت غير النبرة اللينه المترجية.
دمعو عيونه بأسف لما لاحظ جسم زين الدين كيف بدّي يرجف و راسه كيف بدّي يهز فيه لي الناحيتين.
عروق رقبته طلعو و لسانه ولا رزين فلما قال الكلمتين هادم طلعو متلعثمات باين في صوته الوجع.
"منقدرش ، منقدرش."

عض انس شاربه بقوه محاول ان يمسك دموعه.
قرب لي صاحبه و في لحظه سريعه ضمه ليه بكل قوته.
"تقدر تقدر،رح تولي زين الدين متع زمان و احسن و اني معاك و كلهم معاك غير حاول ولو شويه بس."
غمض زين الدين عيونه بشده قبل ما تطلع منه عيطة متألمه، في داخله شك كبير ان ممكن يرجع زي قبل و هو جزا منه كبير مشي و مستحيل يرجع.

اليوم التامن.

خشت لي الغرفة و لي اول مرا يكون في شخص تاني غيرهم فيها.
تصنمت في مكانها و رعشه بسيطه انتشرت في اطرافها لما شبحت انس مقعمز علي كرسي بجنب سرير زين الدين و هو مغطي وجها بيديه بحزن بينما زين الدين كان راقد و جسمه خامد بدون حركه.

جحظو عيونها و قالت بصعوبه،
"ا-انس خيرك شن في."

نحا يديه من وجها و شبحلها بأسف قبل ما ينقل نظرا لي زيك الدين،غمض عيونه بحزن و غطي فمه بيديه قبل ما ينوض بسرعه و يطلع من الدار.

تلفتت نور و بسرعه لحقاته بملامح ممزوجه بين مستغربه و خايفه مرسومه علي وجها الطفولي.
وقفت و هي تشبح لي انس كيف كان ماشي جاي بتوتر في الممر و يديه علي راسه.

فنصت و قالت بصوت عصبي ممزوج بالخوف.
"خيرا شن صارلا و علاش مفيش حد في المستشفي يعرف ولا عطاني علم."

وقف انس خطواته لما وقف قدام نور،تنهد بضيق و نزل يديه بقلة حيله قبل ما يقول.
"شن بيقولولك مريضك راقد بس لا اكتر لا اقل."

فنصت عيونها باستغراب و رفعت يدها بتسأول.
"و انت علاش متوتر هكي و مهموم،بعدين علاش راقد توا مش طبيعته يرقد للوقت هدا."

مط شواربه و قال"هدا مش نوم عادي يا دكتوره
زين الدين يتهرب من الواقع يتهرب زي كل مرا."

"من شني هارب و علاش توا بذات."

شد علي شعره بقوه قبل ما يتكلم.
"امس جيته و تكلمنا، كنت حاد شويه معاه بس تصالحنا. جيت اليوم و جبتله حاجات يخصوه او بالاحرا يخصو زين الدين متع زمان.
جيت ولقيته راقد زي ما رقد اول ما جي اهني زي ما رقد كل ما حاولت نساعده. زين الدين يا دكتوره رقد لان خلاص معش في حاجه تانيه يقدر يديرها بش يحرق زين الدين متع زمان اكتر من ان يقتله و هو حي."

غطا وجها بيديه و كتافه نزلو بتعب.
"مش عارف كيف بنرجع صاحبي لان بديت نحس فيه خلاص مات بجد."

كتفت يديها و زمطت عبرتها حركت خشمها محاوله منها انها تخفف من حرقة الدموع يلي تبي تطلع.

"وعد منى ان رح نساعده خير ساعدني شويه بس اعطيني ولو حاجه بسيطه."

هز راسه بنفي و قال "سامحيني مش رح نقدر لان هكي رحً نخسر حتا الشتات يلي قاعد من صاحبي. مش رح يرحمك ولا يرحم نفسه لو عرفتي منى.
هو ميحبش حتا يحكي معاي لان نعرف نبيك تعرفي لما هو يقرر يعترف. لما يقرر يصدق و يتقبل رح تعرفي لكن مش رح تعرفي منى، ارجوك يا دكتوره حاولي ترجعيلي ولو شويه من صاحبي."

رسمت علي وجها ابتسامه بسيطه بتأمله انها تقدر تبث الأمل في قلب انس،هزت رأسها و قالت.
"حاظر بس ممكن تعطيني رقمك علي الأقل."

ابتسم ابتسامه خفيفه و هز راسه و هو يطلع في تليفونه.

اليوم التاسع.

كانت مقعمزه بجنب سريره و هي تتسأل بينها و بين نفسها كيف قادر يقعد راقد لي يومين كاملات و لا زعما ينوض في الليل.

مطت شواربها و هي تشبح لي جسمه التابت يلي كل يوم يشبه الجثث اكتر.
توسعون عيونها لما لمعت في راسها فكره رح تحدد اذا كان راقد او كان يتهرب.
مش بخطوات خفيفه لي الاتجاه يلي كان راقد جيهتا و قفت بعيد شويه حذفت البيرو لي الجيهة يلي كانت مقعمزه فيها و ابتسمة بفرح لما لاحظت ان غمض عيونه بالقوة بمعني ان نايض و واعي علي الاصوات يلي تحيط بيه.

اليوم العاشر.
كانت مقعمزه مقابل سريره في حجرها كتاب بينما في يدها تليفونها يلي كل مرا كان يلعب في شعر من الإشعار يلي كان زين يكرر فيهم بمحاوله منها ان تمس الجانب يلي مش رافض يطلعه.
بس للاسف زي اليومين يلي فاتو كان رافض يتكلم او يتحرك.
مطت شواربها بأسف لما قربت نهاية الجلسه بدون اي نجاحات. وقفت من كرسيها وتنهدت بخفه.
و هي بتطلع جي طرف عينها علي الصندوق يلي محطوط علي كرسيها يلي بجنب الروشن.
فنصت عيونها بس في لحظتها جي في بالها كلام انس.
"جبت صندوق فيه حجات يخصو زين الدين متع زمان."
لمعو عيونها و مشت بسرعه اتجاه الصندوق فتحاته و قعدت كلً مرا تشد حاجه.
كل مرا كتاب او دسكه بس وقفت لما جت عينها علي مذكرة جلد.

شدتها و فتحتها اول صفحه كان مكتوب اسمه بخط جميل و كبير عبا نص الصفحه.
ابتسمت و هي تشوف لي الصفحه بس قبل ما صوابعها يقلوبو الصفحه صوت زين الدين جمدها في مكانها، لاصح هو ان مش صوته الوحيد السبب في تصنمها لا لان حتا الكلام يليً انقال كان سبب رئيسي.

"النوع التاني كيف يقدر يعترف لنفسه و يقدر يوقف بروحه،كيف يرجع يواجه بدون وجع كيف يقدر يقنع قلبه ان هو الضحيه مش الغالط.
كيف يقدر يرجع حياته؟"
سكت شويه زمط ريقه بصعوبه وقال، "انتي قلتي في الحياة في نوعين و اني النوع التاني."

شبحت بعيون وأسعات لي المذكره و غيرتهم بسرعه لي زين الدين يلي كان متلفت جيهتها و المرا هادي عكس الايام يلي فاتو كان مقعمز.

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 103K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
473K 36.2K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
7.8M 384K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
358K 13.8K 46
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...