نور

الجزء السابع

نور

انفتح باب الغرفه بصوت عالي سبب في تفنيصة صاحبها قدم في كرسيه بعد ما كان متكي عليه زي عادته، و لفت راسه ناحيه الباب ، يلي خشت منه نور زي الرعد بكل ثبات، الإصرار شرار يتناطر من عيونها.
قعمزت في كرسيها لي بجنب زين و قدماته اقرب ليه ، تكت مرفقها علي رجليها و قدمت وجها.

و بكل ثقه و بدون لف و دوران تكلمت.
"شوف."

رفع حاجبه و قاطع كلامها بكل عنجهيه.

"انتي شن جابك شكلك مزال تبي تهدرزي." ابتسم بخبث بس قبل ما يقول اي شي تكلمت نور.

صغرت عيونها و شبحتله بحده و قوست فمها،رفعت يدها في وجها و قالت.
"خليني نتكلم و لما نكمل كلامي قول يلي يحلالك تمام."
رفع حواجبه الزوز الزوز وحرك يده بمعني تفضلي.

"شوف انت واضح مش متقبل يلي درته و متشوفش فيه بمنظوري و كلامي، الواضح مكانش شي مقبول عندك." قوست فمها و قالت
"فنتأسف لان مقدرتش نفهمك و لا انت قدرت تفهمني. واضح انك مش رح توثق فيا ، و عندك حق مش كل حد ينوثق فيه.  من حقك ادافع علي نفسك لما يجي حد يحاول يتكلم علي شي ممكن انت قعدت اسنين بش تكبته او تتجاهله.  حتا ولو تعديت خصوصتي و لان اني مش زي ما انت متصورني اني منبيش نتشمت او نستخدم ألمك، منبيش نجرحك اني مش هكي، و اني و ياك مش أعداء و بش نتبت كلامي رح نقولك انك جرحتني هلبا و تكلمت علي شي اني مع نفسي نحب نتجاهله. توا انت هكي عرفت نقطه ضعفي و اني مش خايفه منك."
رفعت خصلة من شعرها من وجها ابتسمت في وجها المستغرب و قالت.
"اني عارفه انك معش بتستخدمهم، اني عارفه انك كنت تبي ادافع علي نفسك مش قصدك انك تاذيني بدون سبب. اني فاهماتك و اكتر ما تتصور اني حاسه بيك يا زين الدين. ما تندريش مرات نكون نشبهك اكتر ما انت متصور."

هز راسه بشويه قبل ما يرفع شاربه الفوقي "اي و شن تاني."

هزت نور راسها و طلعت منها ضحكه تعبانه.
"شوف اني توا فهمتك و انت تعرف عليا كل شي. لكن لما طلبت من الدكتور يغيرني انت عارف ان بيجيبو دكتور تاني ولا ، و انت لازم تتعارك معاه و ترعبه و تهدده و تبهدله مرا تانيه و كل ما يجي دكتور بدير نفس الشي. هكي انت تتعب و اني عارفه ان زين الدين صاحب الحروف القليله مش رح يحب هدا كلا.فمن الاخير الدكتور ياسين غدوا بيجيك بيسالك مرا تانيه علي قرارك و اني نبيك تقول انك غيرته.
و وعد رح نكون الدكتوره يلي تبيها مش رح نتكلم و رح نسمع إشعارك متع امرؤ قيس و اشبح من تاني."

"اني منبيش دكتوره."

ابتسمت برقه و قالت، "ياودي اني مش رح نكون دكتورتك تمام اني نور يلي ديمه بتجي تسمع معاك اشعارك و تشرب قهوه و تهدرز معاك."

زفر بملل "من قالك نبي حد يهدرز عليا."

رفعت حاجبها و ابتسمت بخبث "يعني تبي دكتور تاني يحقق معاك خير من حد يجي ينحي عنك الأنظار و يطمن انس."

قوس راسه و قال
"يعني تبي تولي باب علي الكلاب؟"

قلبت عيونها و ردت مطنشه الاهانه.
"رفيقه، دكتوره مع وقف التنفيذ، تمويه. نفضل هادم."

قلب عيونه و اتكأ علي كرسيه من جديد مع تنهيده.

مسحت يديها علي سروالها قبل ما تنوض.
"المهم فكر في يلي قلته كويس و نتمنه انك تختار الاختيار الصح."

ظلمت السماء و النجوم الامعه انسو القمر الوحيد يلي ليلتها بذات كان ضاوي اكتر من الليالي يلي قبل.
ضوء القمر كان مضوي ظلام دار زين الدين يلي كان مقعمز في مكانه زي الجثه الخامده، تقعميزته كل يوم.
هدوء منتشر في داره مفيش الا صوت الريح يلي يخش من الروشن المردود و انفاسه الهاديه يلي كانت الدليل الوحيد ان الشخص المقعمز حي.
كان غارق في تفكيره و كل مرا شي يخطر عليه، كل مرا سؤال او شي يخص الدكتوره يلي بدون ما ينتبه و لي اول مرا يستهوذ دماغه شي غير ذكريات و اوجاع الماضي يلي كانت تضحك عليه.
لي اول مرا حد يثير حيرته، بنسبه ليه كل الناس كانت نيتها واضحه أهدافها باينه شن هي.طمع،شهوه، خبث،او عمل.
بس هي و هي بس مقدرش يفهمها شافها زي المتاهه و المتاهه مرأت تنتهي بحفره يطيح فيها هو.
علاش مبتش تبعد عليه؟
شن نيتها اتجاهه شن هي مخططاتها ليه اكيد متبيش تساعده في شي تبي توصلا شن هو؟
علاش قبلت ان تكون دكتورته بدون ما ادير اي شي؟
علاش مصرة علي حالته هو بذات زعما صاحبه عارض مبلغ كبير عليها؟
بس هي مش محتاجه.
دوامه كل مرا تكبر هل يسمح انها تكون محاوطاته ولا يسكر عليها كل البيبان.
قعد يدور في ثغره تبين تفكيرها بين كل حرف و كلمه قالتها.
تفكر الهزة يلي اخترقت صوتها الواتق لما قدر يكسر جزاء من حصون قوتها.
مط شواربه و قوس حواجبه باستغراب.
لما تفكر اعترافها ان جرحها كيف سلمتله سلاح ضدها بكل سهوله.
زعما في من وراها سبب خبيث؟
هل ياترا هادي كذبه تبيني نصدقها بش نوتق فيها.
ضحك بتهكم و معالم الانزعاج علي وجها.
هك لحيته و قوس راسه لما مر في راسه كلماتها.
باهي علاش لما قالت انها متاكده ان معش بيجرحها كان صوتها واثق.
ليش جانب من كلامها حرك شي داخله لتوا هو يحاول يتجاهله.
علاش حسها تعرف شي عليه ، ولا تتكلم علي روحها.
تنهد بقوة و حرك راسه محاول ان يوقف كل هل تسأولات.
كل يلي يبيه توا ان يحافظ علي سورا التلجي و يلبس ثوب البرود و لامبلاه مرا تانيه،و بالتدريج رح يقدر ينفي صوت ضميره الموجوع و يخماد نار روحه المتعذبه،يلي قدرت و بكل بساطه منها انها تنوضهم بعد ما قدر ان يموتهم هو من سنين، بعد ما غمرهم طابع البرود هي جت نوضتهم.
كل يلي يبيه و محتاجه ان يقتل كل احساس فيه و يرجع من جديد الجثه الحية،و يكون شبح الشخص يلي كان.
مرر يده بتعب علي جبهته و ناض توجه لي سريره.
فتح الكميدينو يلي بجنب سريره طلع علبة حبوب منوم حط زوز في يده و كلاهم.
رقد علي السرير و تنهد بتعب مستني ان الحبوب يديرو مفعولهم و يختتمو يومه و ينهى أفكاره بعد ما خلاص خدي قراره يلي رح يقدمه غدوا لي الدكتور ياسين.

الساعه 9:00am

في مكتب الدكتور ياسين كانت نور مقعمزه علي الكرسي بتوتر رجلها تهز و يدها تنقر علي الطاوله بانتظار ان الدكتور ياسين يخش و يقوللها اجابة زين الدين النهايه.
صوت فتح الباب خلاها تتلفت لي الجنب التاني و في لحظتها عيونها المتسأئله قابلو عيون ياسين.
نزل عيونه و هي عضت شاربها و قوست حاجبها مستنيه الاجابه.
نزل عيونه لوطه لي رجليه و حط يديه في جيوب سرواله.
سرح رقبته و شبح لي نور يلي كانت مقوسه راسها باستغراب.
"غير رائيا و تقدري تكملي معاه بشكل طبيعي."
لمعو عيون نور و ابتسامه شقت فمها،هزت راسها بإجاب و وقفت بس قبل ما تطلع صوت ياسين وقفها.
"كيف قدرتي تقنعيه."
شبحتله و رفعت حاجبها،"اسرار مريض هادي."
هز ياسين راسه و هو منزل راسه، قام عيونه فيها شبحلها و مع ابتسامه خفيفه خافيه الألم قال.
"بتوفيق يا دكتوره تبي اي مساعده اعرفي ان اني موجود معاك."
رفعت راسها فوق بكبر و رفعت حواجبها برفض.
"تو،بس شكرا."
ابتسامته الخفيفه اختفت بمجرد ما نور طلعت من المكتب.