الفصل السابع

10.5K 389 10
                                    

الفصل السابع
~ فضفضه من القلب ~
**************
كانت تقف بعيداً عنه،  تعلم أنه يشاكس والدتها، لاتريد أن تغضب والدتها منه،  لكنه مُصر على مشاكساتها كان يلحقها إينما ذهبت، أبعدت هاتفها عن أذنها حتى لايصل إلى مسامع والدتها حديثه ومزاحه الثقيل كما قالت له، سألته بجدية
- مستغني عن عمرك كلم ماما وهي متنرفزة

رفع كفيه ببراءة وقال
- أنا لسه عريس مدخلش دنيا،  لأ خلاص مش هتكلم تاني يا حماتنا

وصل إلى مسامع "نادية"  طلبت منها أن تُعطي له الهاتف لتتحدث قليلا معه، جلس وأجلسها معه على الأريكه وراح يقول بجدية مصطنعه
- الو، ازيك يا ماما عاملة إيه،  إبن الأنصاري أخد قطته خلاص لسه فاضل عندك واحدة ودي ممكن نخلي عريسها يقعد معاكِ، كع إن الأصول بتقول، طب خلاص اهدي بهزر والله  ماشي ياستي حاضر اهي معاكِ اهي

ترك الهاتف بين يدها وقال بنبرة حانيه وهو يداعب خديها
- هغير هدومي وراجع لك

جر خلفه حقيبه السفر  غمزة من طرف عينه وقال مازحا
- هترجع مكانها ياجمعه

لم تعقب على حديثه بل اكتفت بالإبتسامة الصفراء
وتابعت حديثها مع والدتها، مر أكثر من عشر دقائق
وهي تهاتفها اغلقت الهاتف على وعد بلقاء قريبا جدًا عاد "ريان" وجلس بجانبها، وقفت عن الأريكه
ضغط على يدها قبل أن تغادر الردهة، استوقفها بصوته الهادئ ونبرته التي تغلها الرجاء قائلا.
- جميلة عشان خاطري اسمعيني

ردت بصوت مختنق ونبرة تغلفها العتاب واللوم
- وإنت ليه مسمعتنيش ليه،  صدقت إن أنا ممكن اتفق عليك وعلى عيلتك ومفكرتش لحظة إن لا أخلاقي ولا تربيتي يسمحوا إن أعمل كدا !!

وقف مقابلتها محتضن ذراعيها بكفيه وقال بتفهم لحالتها الثائرة
-من حقك تعملي كل حاجه ومن حقك تزعلي بس بلاش تسيبي البيت بلاش تتدمري بيتنا مع أول مشكله

ردت مقاطعه بصراخ
-دلوقتي بس عرفت إن بيتنا هيتخرب دلوقتي بس عرفت إن اللي بنا كان هيروح في لحظه
- عاوزاني أعمل إيه وأنا سامعك بتتفقي مع خالك على أخواتي حطي نفسك مكاني
- مبحطش نفسي مكان وأعمل حسابك إن مش هكمل معاك  وهطلقني بالذوق أو بالعافية

وضع يده في جيب بنطاله وقال بهدوء حد الإستفزاز
- على ما أشوف ازاي اطلقك بالعافيه روحي اعملي فنجان قهوة ويكون مظبوط

وضعت كف على الآخر أمام بطنها وهي تبتسم  إبتسامة مزيفة وقالت
- أنا مش الشغالة اللي جبتها لحضرتك عاوز حاجه روح أعملها نفسك

استدارت بجسدها كله متجه نحو الغرفة،  كانت تبتبختر في ماشيتها، توقفت عند باب  الغرفة وقالت بسخرية
- ومتنساش تغسل الفنجان عشان مبحبش حاجه في المطبخ يا بيبي

ذهل "ريان"   من حديثها ظن أنه سيحتوي الموقف بطريقته ابتسم إبتسامة بلهاء معلنا فشله لأول مرة ضرب بكفه على الآخر، واتجه لغرفة الطعام ليُعد قهوته بنفسه، وقف أمام الموقد شارد الذهن احداث اليوم سريعه ومتلاحقة، كان يوم عصيب من البداية وتوسطه فرحة لمعرفة الحقيقه وختامه حزنٍ وقهر ليس من زوجته بل من زوجة أخيه اكتشف أن أخيه يحمل بين ثنايا قلبه الكثير، هجرته زوجته ولم يخبر أحد، تحاول الإيقاع بينهم ولم يخبر أحد، وصل الأمر بها أن تسخر من مرضه وتخطط لموته بطريقه باردة ولم يخبر أحد أيضا
انتبه لصوت القهوة وهي تنتشر على الموقد بطريقه سريعه  قام بإطفائه ثم قام بتنظيفه،  سكبها وعاد إلى حجرته، وجدها تقرأ في أحد الكتب طلب منها أن تنام جواره في السرير لكنها رفضت  فمدد على الأرض  من الجهه الأخرى، رفعت أسها لتراقبه في صمت، رأها بطرف عينه
ابتسم وقال
- هنام على السرير

العشق الأسود (عبر في درب العشق صدفه) للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن