الفصل الثالث

13.1K 359 14
                                    

الفصل الثالث
~كُسر قلبها ~
************
حاول "ريان"  أن يستوعب حديثها  لكنه فشل وكأنها تتحدث بلكنه لم يفهمها،  حرك رأسه بالنفي وقال بأسف
- أنا مش عارف حضرتك تقصدي إيه وبحاول أفهم بس مش قادر الصراحة

ردت بنبرة متعجبه قائلة
- تفهم إيه يا ابني هو أنا غلطت في إيه ولا كلام إيه مش فاهمه كل الموضوع إن بطلب لبنتي أبسط الحقوق وهي إنها تسكن برا بيت العيله

قاطعها بنبرة جادة لا تقبل النقاش
- بس أنا مش هقدر أعمل دا ومش هسيب بيتي واقعد في مكان تاني ولا

رد " عدنان"  مقاطعا حدة أخيه التي بدأت تظهر في حديثه قائلا
- احنا ممكن نشوف حل وسط إيه رأيكم  نعمل دور منفصل في الفيلا  ويكون لها الحرية الكامله و

أشار " ريان" متعمدا  فض هذه الجلسه حتى ينتهي من كل هذه الضغوطات
- مش هنبني ولا هنعمل حاجه وحياتنا  هتمشي زي ماهي

ردت والدة جميلة بهدوء حد الاستفزاز
- تمام تمشي زي ماهي عادي مافيش مشكلة

تابعت موضحة آخر كلماتها قائلة
- بس من غير بنتي  واضح يا إبن الناس إنك مش حابب تتفاهم اساسًا  وعشان كدا هوفر عليك وعليا الكلام  أنا ماعنديش بنات للجواز

تحولت الجلسة العائلية لجلسه  مناقشات  حتى وصل الأمر بين " ريان ووالدة جميله"  إلى الخلاف في وجهات النظر  حاولت والدته وأخيه أن ينقذ ما يمكن إنقاذه لكن  رفض كل طرف التنازل عن طلباته التي أخذت أكثر من وضعها في الجلسه
كانت " جميله" تتابع في حالة من الدهشه والذهول الشديدان لم تكن تعلم أنه سينفذ  وعده بهذه السرعه طالعته بنظراتها وكأنها تتوسله  يكاد يجزم أن عيناها تناجيه بأن يقبل،  كلا لم يحدث أنت تتوهم  أيها الأحمق  .
غادر البيت تاركا خلفه آمال تحطمت على صخرة الواقع   ترك بقلبها  حزن لا تعرف من أين أتاها
وماذا عن والدته التي كادت أن تصاب بالشلل من أفعاله العجيبه  الوحيدة المستفيدة من هذا الخلاف هي زوجة  أخيه فجأة وبدون أدنى مجهود انتهت العلاقة قبل أن تبدأ .
استقل سيارته وبقلبه حزنا كبيرًا، كم تمنى أن يحظى بها يبارك لها بعد أن يتمم قراءة الفاتحه
وماذا عن العناق الذي يتوق له شوقًا عندما ينتهي "المأذون " من عقد القران  كل هذه الأحلام احتفظ بها لنفسه  يعلم أن قلبه شطر نصفين، لكنه لايعلم حتى الآن ما السر وراء نظراتها تلك .
أما شقيقته الصغرى   كانت تراقبه جيداً تعلم عندما يجتاح الحزن قلبه يعتصر كفه حتى ينقطع الدم عن أنامله  كانت جالسه جواره، تناولت يده بين يدها وراحت تمسد حتى يعود الدم إليها بصورة طبيعيه  التفت لها وهو يضغط على المقود بالأخرى
ابتسم لها إبتسامة باهته حزينه لكنه حاول يخفي هذا عنها وفشل بالطبع .

أما في منزل " جميله "

توسدت حضن والدتها  بكت بطريقه لم تراها من قبل ألهذه الدرجة تحبه أم تحزن على كرامتها وكبريائها الذي دعس عليهم بغطرسه عن عمد، ملست على خصلات شعرها الفحمي الطويل وهي تقول بنبرة حانيه
- متزعليش بكرا يجي لك سيد سيده، والله هو الخسران مش أنتِ ياعبيطه

العشق الأسود (عبر في درب العشق صدفه) للكاتبه هدى زايد Where stories live. Discover now