الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

خرجت من حضنها وقالت ببكاء مرير لكبريائها الذي تساوى مع الأرض وقالت
- أنا اللي خسرت كل حاجه يا ماما أنا اللي عمري ماعملت حاجه راضيه عنها بجد  أنا اللي عايشة ادفع تمن اخطاء غيري

كفكفت والدتها دموعها وقالت  بغصه مؤلمة في حلقها
- متزعليش ياقلبي  ربنا عمره ما بيعمل حاجه وحشه أبدا  وبكرا يرجع ويقول طلباتكم أوامر  وإحنا اللي مش هنرضى كمان

ارتمت في حضن والدتها لتخفي همها وحزنها الشديد.  كانت ترتب كل شئ وفجأة وبدون أي مقدمات انقلب السحر على الساحر و انتهى الأمر قبل أن يبدأ  هو سيعود لعمله وحياته وكأن شيئا لم يكن  وماذا عنها وعن قلبها لِمَ تشعر بكل هذا الحزن  لِمَ  !!

انتهى اليوم العصيب عليها وهي مازالت جالسه على طرف الفراش مستندة برأسها على ظهره  ضامه ركبتها أمام صدره،   ولجت والدتها. لتوقظها وجدتها على حالتها تلك منذ ليلة البارحة .
مصمصت شفتيها بحزن على ابنتها الوحيدة التي ولأول مرة يرفضها أحدهم،   سارت نحوها بخطوات هادئه  جلست مقابلتها  ملست على شعرها بحنانٍ وقالت 
- حبيبة ماما مش هتروح الجامعه النهاردا ؟

نظرت لوالدتها وقالت صوت مبحوح و بنبرة متحشرجة إثر بكاء الليل الطويل
- النهاردا الجمعه ياماما

ردت بتذكر قائلة
- يقطعني معلش نسيت  خلاص ياقلبي نامي شوية

حركت رأسها بالنفي وقالت  بهدوء
- لأ  أنا هنزل الورشة شوية 

قاطعتها بحدة قائلة
- ورشة إيه اللي تنزليها  خليكِ هنا أنتِ تعبانه ومافيش نزول  الأيام دي لحد تستردي صحتك
- ماما أرجوكِ
-  مافيش ماما  اسمعي الكلام يلا  ونامي لك شوية يا قلبي

دثرتها جيدًا ثم مالت لتطبع قبله حانيه على رأسها
وغادرت الغرفة بعد أن أوصدت الباب خلفها لتغط ابنتها في نوما عميق، نوع جديد من أنواع الهروب  لكنه مفيد من وجهة نظرها .
بينما وقفت والدتها أمام الباب وقالت بصوت خفيض ونبرة تملؤها اللوم والعتاب
- ليه بس كدا ريان الله يسامحك كسرة قلبها وفرحتها

انهت حديث نفسها وهي ترفع يدها للسماء تناجي ربها قائلة
- يارب يهديك وترجع لها لو كنت زوج صالح ولو كنت شر ابعده يارب عنها وعن قلبها

عادت غرفتها لتأخذ قسطا من الراحة حتى تستيقظ ابنتها .

لن يختلف الأمر كثيرًا في منزل " ريان"  كان يشعر بالإنكسار  كيف لها أن تفعل كل هذا بهِ هي أمه تعلم جيدًا أنه من الممكن أن يدعس على قلبه إذا شعر بعطفها من أين أتت بكل هذه الجرأة لتطلب منها أن تخدعه بإسم الحُب، والعجيب أنها وافقت تُرى مالذي جعلها تقبل بهذه السهولة،  المزعج في الأمر كله هو أن رفض هذه الفرصة التي لن تعوض، ليت لم ارفض  لا كيف تقبل يا ريان من تلهو بقلبك بين يدها كيف !!

العشق الأسود (عبر في درب العشق صدفه) للكاتبه هدى زايد Where stories live. Discover now