الفصل الثاني

1.9K 41 13
                                    

" لا تكن ثقيلًا فيُستغنى عنك ولا تكن خفيفًا فيُستهان بك".
( منقول).

فتح عبد الرحمن باب المتجر الخاص به في الصباح الباكر و هو يسمى الله ليجلس على كرسيه ليلمح أدهم يتقدم منه.
تنهد بعمق...ولده لن ييأس...و لو كان يؤسًا لما استطاع تكوين تلك الشركة من الأساس.

قطب جبينه عندما لمح ناجد إلى جواره أيضًا.
يبدو أن اليوم سيكون حافلًا بحديث طويل...و لكن ما الذي أتى بهما في هذا الصباح الباكر بالذات؟!
- السلام عليكم.
قالها أدهم دالفًا إلى متجر والده الصغير بينما رد إليه والده السلام.

ابتسم ناجد باتساع قائلًا:
- يا صباح الخير عليك يا عم عبد الرحمن.
أجابه بوجه عابس:
- يا صباح الدوشة عليك إنت و هو.
- كدا يا عم عبد الرحمن؟

أجابه بضيق:
- ما هو إنتوا إللي جايين تدوشوني على الصبح...و إشمعنا جايين بدري كدا؟
قال ناجد ناظرًا إلى أدهم ليجيب أباه:
- مش عارف...أدهم هو إللي جابنا بدري كدا.

أجاب أدهم مراوغًا:
- عشان أكون لسة بطاقتي كدا و أعرف أزن كويس.
نظر إليه والده بتفحص قبل أن يبتسم بمكر...هو يحفظ ابنه عن ظهر قلب و يعلم لمَ جاء مبكرًا.
توترت ملامح أدهم قليلًا من نظرات و ابتسامة والده الماكرة قبل أن يتدارك نفسه سريعًا.

- إنت عارف إني مبجيش بالزن يا أدهم.
قالها والده بجدية ليجيبه أدهم:
- معنديش حل غير دا يا حاج.
- هو أنا مش قولتلك متجيش هنا تاني؟
نظر أدهم إلى ناجد يقول و هو يشير إلى والده:

- شايف يا ناجد؟...شايف بيقولي إية؟
سأل ناجد بهدوء:
- لية كدا يا عم عبد الرحمن؟...هو مزعلك في حاجة؟
أجابه عبد الرحمن عابسًا:
- لا مش مزعلني في حاجة...بس هو كل ما يجي يدوشني و يصدعني و يمشي...أكل دماغي.

نظر إلى أدهم قائلًا:
- سبق و قولتلك يا أدهم الموضوع دا مفروغ منه.
قال ناجد يحاول استمالته:
- يا حاج هو بس مش عايز يسيبك تعيش هنا لوحدك...و بعدين إنت عارف أدهم بيحبك إزاي و عايزك تروح تعيش معاه.

تحدث عبد الرحمن بجدية لينهي هذا الحوار الذي مل منه قائلًا:
- خلاصة الموضوع يا بني...أنا مش هسيب الشقة ولا السوبر ماركت.
قال أدهم دون تفكير:
- خلاص...يبقى أنا هاجي أقعد معاك في الشقة.

- لأ.
قالها عبد الرحمن بحسم ليقول أدهم بتعجب:
- لية يا بابا؟
نظر إليه والده دون أن يجيب...يعلم أنه ليس من الصواب أن يسكن أدهم في مثل تلك المنطقة البسيطة التي تضاهي شقته في البساطة بعد ما توصل إليه من نجاحات.

هو لا يريده أن يتخلى عن ما توصل إليه لأجل أحد...لقد عانى كثيرًا ليصبح على ما هو عليه الآن.
لكنه أيضًا لا يريد أن يترك الشقة التي تحمل ذكرى زوجته الراحلة بالإضافة إلى أنه لا يقبل أن يلبي له ابنه احتياجاته حتى إذا اعتبر أدهم ذلك دين واجب رده.

قلب منشطرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin