الفصل السادس

1.9K 37 3
                                    

" لماذا من يقين الحب نقطف وحدنا الشكَ
و من بستانه الممتد نحصد وحدنا الشوكَ
و نبحث فيه عن ركن يسمى حائط المبكى؟!
(منقول).

الساعة الإحدى عشر و النصف.
في فيلا أدهم.

أراح أدهم ظهره إلى كرسي مكتبه بإرهاق...ظهره و رقبته تؤلمانه من كثرة جلوسه في هذا الوضع.
نهض و هو يحاول تخفيف الألم قليلًا و هو يشعر بالجوع.
ذهب إلى المطبخ حيث وجد نعمة ليخبرها:
- جهزيلي العشا يا نعمة.

أجابته بطاعة:
- أمرك يا بيه.
كاد أن يذهب ألا أنه تذكر ملك...لماذا لا يأكل معها؟
قطب جبينه و هو يتذكر مكوثها بغرفتها طوال اليوم فقال سريعًا:
- نعمة...ملك إتعشت؟

ازدردت لعابها بتوتر قائلة:
- لا هي منزلتش خالص من أوضتها إنهاردة يا أدهم بيه.
اتسعت عينيه قائلًا بفضب:
- نعم؟!...عايزة تفهميني إنها مأكلتش خالص من ساعة ما طلعت الأوضة؟

حاولت استجماع شجاعتها قائلة:
- يا أدهم بيه هي منزلتش خالص و......
قاطعها و هو يصيح بغضب:
- مطلعتلهاش أكل فوق ليه يا نعمة؟...إنتي يعني مستنياني أقولك؟!...و حتى لو أنا قافل الباب إنتي معاكي مفتاتيح إحتياطل للأوض كلها.

كادت أن تتحدث عندما قاطعها قائلًا:
- خلاص إسكتي...جهزي العشا بسرعة.
تركها تحترق بحقدها صاعدًا لغرفة ملك سريعًا.
فتح الباب بهدوء و هو يتوقع نومها.
أشفق عليها مجددًا و هو يراها نائمة و هي تطوق بطنها...يبدو أنها كانت تضغط عليها قبل نومها.

مسح على وجهه بشدة للمرة التي لا يعلم كم...كل ما يحدث بسبب غضبه المتوحش...لو أنه ظل به ذرة تعقل ليبلغ نعمة لتجلب الطعام لملك بغرفتها لما استطاعت تجاهل ملك أبدًا بهذا الشكل فهي لا تستطيع عصيان أوامره.

يعلم أن علا لا تتقبل ملك و أن نعمة خادمتها المخلصة تسعى إلى إرضائها فحسب فينعكس ذلك على تصرفاتها غير المقبولة في بعض الأحيان.
جلس أدهم على الفراش دون أن يضئ مصباح الغرفة كي لا تفزع ملك.

مسح على شعرها بحنان أصبح يستطيع التعامل به قليلًا قائلًا:
- ملك...ملك إصحي.
تململت في نومها دون أن تستيقظ ليربت على كتفها قائلًا:
- ملك...ملك يلا إصحي عشان تاكلي.

فتحت عينيها بنعاس ناظرة إليه و هي تقطب جبينها بتعجب قائلة:
- في إية؟
- مسح على شعرها مجددًا قائلًا:
- قومي عشان تاكلي يا ملك...و بعد كدا متناميش من غير عشا.

نهضت عن الفراش بكسل و نعاس قبل أن تدلف إلى المرحاض لتنثر بعض الماء على وجهها عَلَّ كسلها و نعاسها يتلاشا.
خرجت هابطة لأسفل بعد أن رتبت شعرها الذي تبعثر قليلًا من أثر النوم.

كان أدهم يجلس على رأس الطاولة فجلست على الكرسي الذي يجاوره كما أرادها أن تجلس صباحًا.
كان كل شئ يسير على ما يرام إلى أن أتت علا لتجلس على الكرسي المقابل لها بلا مبالاة ظاهرة و لكن ما خفي كان أعظم.

قلب منشطرWhere stories live. Discover now