الفصل الرابع عشر

1K 34 10
                                    

" أيا داعيًا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلمِ
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعمِ
أغار عليها من أبيها و أمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ
و أحسد كاسةٍ تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفمِ ".

( منقول)

في الحارة.

دلف أسامة إلى منزله و قدميه تكاد تحملانه لتفزع والدته قائلة:
- مين إللي عمل فيك كدا؟
حاول أن يمسح بقايا الدم عن وجهه بينما يدلف إلى غرفته قائلًا:
- حق و كان لازم هيخلص...دي البداية بس.

طالعته والدته بتعجب قائلة:
- قصدك إية؟...أنا مش هرتاح غير لما أعرف مين إللي عمل فيك كدا.
ابتسم بسخرية قائلًا:
- خطيب تسنيم.

- مين؟!
قالتها بصياح و هي تضرب بكفها على صدرها لتكمل:
- ليكون قصدك على الواد إللي هربت معاه!
ضحك بمرارة ليقول:
- هربت معاه؟!...دا لو عايز الحارة دي يشتريها بإللي فيها يما.

صمتت تحاول استيعاب حديثه بينما هو أكمل:
- دا واحد بيه كبير أوي باين عليه بيحبها و عايز يتجوزها بس هو عارف بإللي حصل..عشان كدا لما شافني خلى رجالته يوجبوا معايا.
نظر إليها عندما لم يتلقى منها جواب و لكنها بددت شاردة إلى أبعد الحدود.

ابتسم بسخرية ليقول:
- أنا متأكد إنها مش خطيبته زي ما بتقول...بس أنا عايزه يتجوزها بجد...هي تستاهل أكتر من كدا.
حاولت استعادة تركيزها قائلة و هي لاتزال لم تستعب ما يقول:
- تتجوزه؟!...هي ممكن تتجوز واحد بيه كبير زي ما إنت بتقول عنه كدا بجد؟!

ابتسم بسخرية أكبر قبل أن يقول:
- استعدي عشان حق تسنيم هيخلص مننا كلنا و كل واحد هيدفع تمن غلطته.
نظرت إليه بشئ من الخوف مصاحب بطمع في أموال ليست لها أو لابنتها حتى.

أغمض أسامة عينيه بإرهاق و هو يتخيل الأسوء...القادم ليس هينًا.
خرجت وداد من الغرفة مغلقة الباب خلفها بتريث و قد بدأت بعقد بغض النوايا داخلها.

__________________________

في قصر الراضي.

كانت تسنيم تنظف الأطباق و الأواني حين دلفت إحدى زميلاتها الخادمات قائلة:
- تسنيم في واحدة عايزاكي برة.
التفتت إلى زميلتها قائلة:
- مين إللي عايزاني؟

أجابتها و هي تتابع إعداد الطعام:
- مش عارفة...مقالتش هي مين.
جففت تسنيم يديها قبل أن تخرج من المطبخ متجهة إلى الحديقة ثم إلى البوابة.
تسمرت محلها فجأة بينما عينيها متسعتين بصدمة و هي ترى أمها تقف تتطلع إليها بحنان زائف.

تراجعت خطوة إلى الوراء سريعًا بعد أن اقتربت أمها لتحتضنها مدعية الحزن و الإشتياق قائلة:
- تسنيم...تعالي في حضني يا قلب أمك.
تراكمت الدموع بعينيها و هي تقول بصوت مختنق:
- قلب أمي!...و مكنتش قلب أمي لما رمتيني في الشارع و إنتي عارفة إني معنديش مكان أروحه؟

قلب منشطرWhere stories live. Discover now