الفصل الرابع والثلاثون⁦❤️⁩💥💥

5K 157 0
                                    

في صباح اليوم التالي تستيقظ لارا وقد قضت الليل كله تفكر في محسن .. كيف لم ترى حبه الواضح وضوح الشمس .. كيف لم تشعر بدقات قلبه .. كيف لم يدق قلبها له من قبل وقد كان يفعل كل ما في استطاعته لإسعادها .. تصل لارا للمشفى وقد عقدت العزم على الاعتذار لمحسن عن كونها غبية .. عن كونها لم تقدر تلك الجوهرة الثمينة التي كانت بين يديها .. عاقدة العزم على تعويضه بالحب الذي يليق به وبها .. يليق بمن لم يمل وبقى بجانبها راضياً بمساحته في حياتها ليحين الآن دورها لتقدم قلبها كله له ليتصرف به كيفما شاء .. تتحرك ناحية غرفته وتدق الباب بخفة ولكن لا رد!! .. تفتح الباب بهدوء لتجد الغرفة فارغة!!! .. ليست تلك عادة محسن فهو رغم مزاحه إلا انه يحافظ على عمله ويقوم به على اكمل وجه .. تقوم بالإتصال على هاتفه لتجده غير متاح .. يتسرب القلق لقلبها لتتحرك بسرعة ناحية منزله بدقات قلب متواثبة .. ترن جرس منزله اكثر من مرة بلهفة ولكن لا رد!! .. تنزل لارا درجات السلم بقلق يسكن قلبها ويرتسم على معالم وجهها لتنتبه لصوت البواب
البواب: عايزة مين يا بنتي؟
لارا: هو دكتور محسن مش في شقته
البواب: جيتي متأخرة يا بنتي
لارا(بلهفة): ايه؟!! ازاي يعني؟!! هو حصله حاجة؟!!
البواب(وهو يشير بيده نحو السماء): ايوة هو دلوقتي فوق
لارا(بصدمة ولهفة): مات؟؟!!!!!!!
البواب(وهو يهدئها): لا يا بنتي فوق في السما .. الدكتور سافر النهاردة الصبح
لارا(بصدمة): سافر؟!
البواب(وهو يخرج ورقة مطوية من جيبه): ايوة سافر وقالي اخلي الجواب دا معايا وان فيه بنت هتيجي هنا اديهولها
لارا(بدهشة): جواب؟!!
اخذت لارا الجواب باستغراب لتقوم بفتحه ببطئ وتقرأ ما كتبه محسن:
(عزيزتي لارا .. انا اسف جداً على ما قلته بالأمس .. لا اعلم ما اصابني .. انتي لستي انانية يا لارا .. لطالما كنت انا الجبان .. لقد كنت خائف من فقدانك كصديقة إذا جازفت واخبرتك بما أخبئه في قلبي .. ليس ذنبك ان قلبك لم يدق لي فليس لنا سلطة على القلب .. انا لم اختار ان احبك وانتي لم تختاري ان لا تحبيني .. لقد قررت السفر لفترة صغيرة وهذا لصالح كلينا .. ارجو ان تنسي ما قلته بالأمس وألا تجعليني اخسر صديقة عمري .. وارجو ان تسامحيني بطيبة قلبك التي اعرفها وأعشقها .. أسف مرة اخرى ..... صديقك المخلص محسن)
//////////////////
تجلس مرام بغرفتها وتتابع التليفزيون بملل لتنتبه لطرق دادة فاطمة على الباب التي اخبرتها بوجود ضيفة في انتظارها بالاسفل .. تتحرك مرام بهدوء لرؤية من تلك الضيفة لتحتد عينيها بغضب حين وجدت من تقف بساحة المنزل بوجه اضناه الحزن
مرام(بحدة): انتي ايه اللي جابك هنا, انا مش قولتلك لو شوفت وشك مش هيحصلك كويس
مي(بانكسار): يا مرام اسمعيني والله انا في مصيبة ومحتاجاكي
مرام(بتهكم وحدة): مصيبة ها, دي لعبة جديدة وفخ جديد عايزة توقعيني فيه
مي(بدموع): والله ابداً انا فعلاً في كارثة
مرام(بانفعال): تبقي في كارثة تبقي في مصيبة شئ ميهمنيش, اطلعي براااا
مي(بخجل): مرام انا حامل
مرام(بصدمة): ايه؟!! ازاي؟!!!
مي(برجاء): ارجوكي اديني فرصة وانا هحكيلك كل حاجة وبعد كدا لو مش عايزة تشوفي وشي اوعدك هختفي خالص من حياتك
مرام(بتردد): ...
مي(وهي تمسك بيدها): ابوس ايديكي يا مرام
مرام(وهي تسحب يدها): اوعي بلاش كدا .. تعالي بس مجرد ما تخلصي ماشوفش وشك تاني
مي: حاضر
تحركت مرام مع مي ناحية الصالون لتبدأ الأخيرة الكلام
//////////////////
انهت لارا قراءة الجواب بدموع تتجمع بعينيها وتنزل بصمت على وجهها .. تحركت بهدوء في اتجاة سيارتها وهي تحتضن الجواب بألم .. لقد قرر البُعد .. قال مدة قصيرة ولكن إلى متى ستطول .. يوم, اسبوع, شهر, سنة؟!!!!! .. أخسرته الآن بغباءها؟!!, أضيعت بيدها قلب يعشقها؟! .. تتحرك بسيارتها في اتجاه المشفى وقد تأكدت ان قلبها قد بدأ الدق له ولكن هل فات الآوان لذلك؟!!
/////////////////
مي: زي ما انتي عارفة ان حسام كان على اتصال معايا
مرام(بحدة بسيطة ولوم): عارفة وعارفة كمان انك خنتيني ووضبتي الفخ معاه
مي(بدفاع): والله ابداً انا مكنتش اعرف حاجة
مرام(بحدة): ماتحلفيش كدب .. انتي كنت عارفة كل حاجة وانتي اللي نزلتيني بإيديكي للجراج علشان الحيوانات دول يخطفوني
مي(وهي تهز رأسها والدموع تحتل وجهها): الله مش بكدب انا فعلا سمعت كلام حسام ونزلتك الجراج بس مكنتش اعرف حاجة لا عن الخطف ولا عن خطته .. انا هحكيلك اللي حصل من الاول
مرام: احكي
مي: انا وحسام علاقتنا ابتدت من بعد الندوة اللي سافرناها سوا
مرام(بلوم): اللي سبتيني فيها معاه ورجعتي لوحدك
مي(بكسوف مما فعلته): هو ساعتها قالي انه هيتكلم معاكي شوية وانا كنت شايفة انه عادي وإنها فرصة متتعوضش ساعتها سبتك ورجعت .. انا مش بقول اني ماغلطتش بس انا ساعتها فكرت كدا .. بعد الندوة بكام يوم لاقيته بيكلمني اصل انا كنت اديته رقمي في الندوة .. طلب مني نتقابل وفعلاً روحت قابلته وقالي انه من اول ما شافني وهو معجب بيا .. ابتدت مقابلاتنا تزيد وابتدى يقولي انه بيحبني وانا زي الهبلة صدقته .. قالي انه عايز يتقدملي وطبعاً انا فرحت وحسيت اني طايرة .. بقا حسام المنياوي عايز يتقدملي انا .. انا هبقى مرات اكبر رجال الاعمال في مصر .. ابتدى يقولي نروح شقة بتاعته .. رفضت في الاول بس هو قعد يقولي انتي هتبقي مراتي ومفيهاش حاجة ..(سكتت قليلاً لتكمل بخجل ودموع).. روحت فعلاً .. وبعد ما عمل اللي هو عايزه ظهر على حقيقته .. بقا بيتهرب مني ومن مكالماتي وانا كنت زي الغرقانة مش عارفة اتصرف .. بعد فترة ورجع قالي انه موافق يتجوزني بس بشرط
مرام: شرط ايه؟
مي: انه ينتقم منك انتي واكرم على اللي عملتوه في شرم .. قالي انه حاسس ان كرامته اتجرحت ولازم يرد القلم .. انا ساعتها فكرته هيضربك بالقلم زي ما هو اتضرب من اكرم وخلاص مكنتش اعرف ان كل دا هيحصل .. صدقيني انا ندمانة وعارفة ان ربنا عاقبني ولسة بيعاقبني على اللي عملته فيكي .. انا بابا لما عرف اللي عملته مات .. مات وهو زعلان مني .. مات قبل ما اعتذرله واخليه يسامحني .. انا حاولت انتحر
قالتها وهي تشمر ساعدها لتشهق مرام بفزع من منظر معصمها
مي(بدموع وندم): بس للاسف لحقوني .. حتى الانتحار فشلت فيه .. لما لحقوني وودوني المستشفى عرفت هناك اني حامل .. ماعرفتش اتصرف .. لاقيت نفسي لوحدي ومافضلش حد جنبي .. لاقيت نفسي بفكر ان انتي الوحيدة اللي ممكن تساعديني
مرام: انا؟ وانا هساعدك ازاي؟
مي(برجاء): حسام من ساعة اللي حصل وهو مختفي وحتى والده ميعرفش هو فين .. ارجوكي يا مرام ساعديني ابوس ايديكي
مرام(وهي تنظر لها): بغض النظر عن اني فعلاً ماعرفش زفت الطين دا فين .. بس تفتكري ان انا هساعدك بعد اللي انتي عملتيه؟
مي: مرام انتي طول عمرك طيبة .. طول عمري انا بغلط وانتي بتسامحي .. ارجوكي سامحيني و..
مرام(مقاطعة بحدة): لأ .. دي لأ .. انا هقول لمراد يساعدك .. رغم انك ماتستاهليش لكن هساعدك علشان خاطر عمو عز الله يرحمه وعلشان انتي بنت ومينفعش تتفضحي .. انما انا عمري ما هسامحك على اللي عملتيه
مي(بندم وهي تنظر لها): ...
مرام: استني هنا
تحركت مرام ناحية غرفة مراد .. دخلت واخبرته بما حدث ليرتسم العبوس على وجهه فهو يعرف طيبة قلب اخته ولكنه لن يسامح ابداً تلك الحقيرة التي كادت تودي بحياة اعز الناس على قلبه .. تقوم حنين ومرام بالضغط على مراد لمساعدتها ليتكلم هو بغيظ وحدة
//////////////////
تجلس لارا في مكتبها بحزن يرتسم على ملامحها .. تعيد قراءة الجواب للمرة المئة .. كيف لم تشعر به؟!, كيف لم تسمع دقات قلبه؟!, كيف كانت غبية لذلك الحد لدرجة ألا ترى كي ذلك الحب الذي كان امامها لسنوات؟!, لماذا كانت تسعى للحصول على ما هو بعيد في حين ان كل ما تمنت وحلمت به لطالما كان موجوداً امام عينيها .. يدق الباب لتسرع لارا بمسح دموعها ليطل اكرم من خلفه
اكرم: صباح الخير يا .. ايه دا؟ انتي بتعيطي؟!
لارا(وهي تمسح دموعها): لا يا اكرم انا تمام
اكرم(بهدوء وهو يجلس امامها): فيه ايه يا لارا .. انتي مش بتعتبريني اخوكي زي ما اتفقنا .. قوليلي مالك
تنهدت لارا لتبدأ حكي ما حدث وكيف علمت بحب كبير سكن قلب من اعتبرته دوماً صديقاً ويوم رأته بمرآة الحب أضاعته بغباءها
///////////////////
مراد(بجمود): انا ماعرفش الحيوان دا فين اصلا
مرام(وهي تنظر له): مراد .. هي قالت انه مش ظاهر من ساعة اللي حصل وحتى والده مش عارف مكانه .. انا متأكدة انك تعرف هو فين
مراد: ...
مرام(برجاء): مراد .. دي بنت زيي .. لو في ايدك انك تلاقي الزفت دا علشان متتفضحش متتأخرش .. علشان خاطري
ضغطت حنين برفق على يده لينظر قليلاً لوجهيهما ويوافق على مضض .. تحرك معها واخذ مي التي كانت مازالت ترتجف من الخوف؛ فهي لم تنسى ابداً نظرة الصاعقة التي مازلت تصيبها بالرعب
///////////////
تستيقظ لما من نومها الهادئ بعد ليلة خيالية قضتها مع امير قلبها .. تفتح هاتفها لتجده قد ارسل لها اغنية .. تقوم لما بتشغيلها لتبتسم وهي تستمع لصوت عبد الحليم وهو يقول:
عقبالك يوم ميلادك لما تنول اللي شغل بالك يا قلبي، يا قلبي عقبالك يا قلبي
عقبال حبك لما يغني وأنا مرتاح البال متهني ودموع عيني ترقص مني .. لما تشوف الناس جيالك عقبالك يوم ميلادك لما تنول اللي شغل بالك يا قلبي، يا قلبي، عقبالك يا قلبي
تتسع ابتسامة لما اكثر فأكثر وهي تستمع لكلمات الاغنية التي يتراقص قلبها عليها بفرح لتُسرع بالاتصال به
لما(بابتسامة): صباح الخير
مصطفى(بهدوء وبنبرته الرجولية): صباح الفل يا لومتي .. وحشتيني
لما(بحب وخجل): وانت كمان
مصطفى(بابتسامة): بتعملي ايه؟
لما: مفيش لسة صاحية وشوية كدا وهفطر
مصطفى: بالهنا والشفا على قلبك .. انا من الصبح نفسي احط لقمة في بؤي مش عارف
لما: ليه؟
مصطفى: عندي شغل كتير وتصميمات محتاجة تخلص
لما: ربنا معاك يا حبيبي
مصطفى(بدهشة): قولتي ايه؟
لما(بابتسامة): ربنا معاك
مصطفى(بمكر): لأ دي سمعتها انا عايز اللي بعدها
لما(بخجل): يا حبيبي
مصطفى(بمزاح): يااااا رب الشغل يموت
ضحكت لما على جملته وشاركها الضحك لينهوا المكالمة بعد وصلة حب هادئ .. تبتسم لما بهدوء بعد المكالمة لتتسع ابتسامتها اكثر حين خطرت ببالها فكرة واسرعت لتنفيذها
///////////////
وصل مراد بسيارته إلى مكان اشبه بالمخزن لتنظر مي حولها برعب
مي(بخوف): انت جايبني هنا ليه؟!
مراد(بلهجة صارمة): انزلي
تحركت مي برعب مع مراد لداخل المخزن للتشهق بفزع مما رأته .. حسام معلق من يديه كما الحيوان المذبوح وملامحه تكاد لا تُرى .. تتنفجر الدماء من كل مكان بجسده ووجهه
مي(بصدمة): ايه دا؟!!!!
مراد(بنظرة مرعبة): ...
ابتلعت مي ريقها برعب لتقف بصمت بجانب مراد الذي اشار لأحد الرجال فحرر الحبال الممسكة بحسام ليسقط بقوة على الارض .. كادت مي بالجري ناحيته لتتوقف على نظرة مراد المرعبة وتتصنم بمكانها .. يطلق حسام تأوهات بسيطة من تعبه وعطشه الكبير
حسام(بتعب وضعف): ماية .. اشرب
يشير مراد بعينيه لأحد الرجال ليرمي بجردل من المياة فوق حسام ليشهق بفزع .. تحرك الرجال بسرعة ليمسكوا بحسام الملقى ارضاً ويجبروه على الوقوف ليقترب مراد منه بخطوات ثابتة
مراد(بهدوء يشوبه التهكم): عامل ايه؟ اوعى يكونوا مش بيعملوا الواجب معاك كويس ازعل والله
نظر حسام ناحيته وهو ينهج بتعب ولا يقدر على اخذ انفاسه
مراد(بنبرة صارمة): دلوقتي هيجي المأذون علشان تكتب على مي .. وبعدها عندي ليك مفاجأتين احلى من بعض
قالها مراد بابتسامة خبيثة ليبلع حسام ريقه بتوجس وصعوبة .. يشير مراد للرجال بالتحرك به مبتعدين قليلاً لينفذوا الأمر بطاعة
////////////////////
انهت لارا كلامها بدموع تلمع بعينيها
اكرم: ممكن افهم بتعيطي ليه دلوقتي؟
لارا(بدموع): عشان محسن سابني وسافر
اكرم(بابتسامة): بس هو راجع تاني
لارا: ايش عرفك؟
اكرم: لأني انا اللي مسفره
لارا(بدهشة): انت؟!!!
اكرم: بصي هو مش انا بالظبط .. زي ما انتي عارفة ان فيه مؤتمر طبي في ميونخ والمستشفى جالها دعوة رسمية للمشاركة فيه .. انا كنت ناوي اسافر انا ودكتورة اسيل بس لما حصل جو الاكشن والمغامرات الايام اللي فاتت + اني دلوقتي بجهز للفرح قولت لمحسن يروح بدالي .. هو في الاول كان رافض بس لاقيته امبارح بيكلمني وبيقولي انه هيسافر وطلع الصبح على المطار
لارا(بفرحة): يعني هو راح المؤتمر بس وهيرجع؟
اكرم(بابتسامة ومزاح): ايوة يا ستي كلها اسبوع ويرجع يجننك ويجنني معاه
لارا(وهي تتنهد براحة): ...
اكرم: يلا بقا امسحي دموعك دي وقومي شوفي المرضى اللي مستنين دكتورتهم تتابع حالتهم
لارا: حاضر
اكرم(بهدوء): لارا .. محسن شخص كويس وبيحبك بجد
لارا(بابتسامة): عارفة .. وأنا كمان
اكرم(وهو يرفع حاجبه): انتي كمان ايه؟!
لارا(بخجل): شكلي كدا بحبه
اكرم(بفرحة ومزاح): الله اكبر اخيراً حسيتي بالغلبان دا .. اسمعي لما يرجع تقوليله اه انا عايز اتطمن عليكم واشيل ولادكم
قالها اكرم بمزاح لتضحك لارا بخفة وينجلي حزنها .. تتحرك بابتسامة بعد ان اطمئنت ان من بدأ قلبها بالدق له سيعود إليها من جديد
////////////////
مر قليل من الوقت وتم عقد قران مي على حسام لينصرف المأذون ويقترب مراد ببسمة خبيثة من حسام
مراد(بهدوء مرعب): مبروك .. جيه وقت هديتي بقا .. هدية جوازك
قالها مراد ببسمة خبيثة ليتحرك الرجال بحسام ناحية غرفة ويغلقوا الباب عليهم .. لم يمر سوا ثواني ليعلوا صوت صرخات حسام في المكان .. يصدح صوته المبوح المعبئ بالآهات في المكان وهو يصرخ بألم ليبتسم مراد بخبث وقد اهدى لحسام اول هدية .. يرتجف جسد مي بخوف وهي تتطلع للباب المغلق الذي اختفى خلفه الرجال وحسام لتجد الباب يُفتح ويخرج منه الرجال ويقوم رجل ضخم الجسد بمسح يديه الملطخة بالدماء ليجف حلق مي برعب .. اقترب الرجل من مراد لينطق بهدوء
الرجل: حصل يا باشا
هز مراد رأسه وضغط على ازراز هاتفه ليمر دقائق وتصل سيارة شرطة للمكان .. ينظر مراد بثبات للظابط الذي يشير لأثنين من العساكر للتحرك ناحية الغرفة القابع بها حسام .. يخرج العساكر وهم يسحبوا حسام بجسده المتراخي وبكاءه الحار .. تجحظ عينا مي بصدمة ورعب وهي تراه يضع يديه اسفل بطنه ويحاول كتم الدماء المنفجرة من ذلك المكان والتي تغرق الجزء السفلي من جسده بعد ان قام مراد بحرمانه من اهم سمات الرجولة ليفقد تصنيفه فلا يعود رجل ولا يمد للرجولة بصلة .. يقترب مراد منه بخطوات صارمة ليقف امامه وينطق بنبرة مرعبة يشوبها التهكم
مراد(ببسمة خبيثة): عجبتك هديتي؟ .. اهو انت كدا ماعدتش تنفع .. انا كدا حرمتك من اللي كنت شايف نفسك بيه واللي فكرت تأذي اختي ومراتي بيه .. انا كدا ارتحت وسيبتلك علامة هتفضل فاكرني بيها طول عمرك .. دا لو لسة باقيلك عمر
قالها ليشير بيديه للعساكر ليجروا جسده ناحية سيارة الشرطة وهو يبكي بندم على ما اقترفه .. انصرفت الشرطة ليعود مراد ويقف امام مي بثبات وجمود وهو يرى نظراتها المذعورة
مراد(بتحذير): انا ساعدتك بس علشان خاطر مرام .. اقسم بالله لو شوفتك ولا قربتي من اختي ولا مراتي ولا من اي فرد في عيلتي مش هرحمك
مي: والله انا ..
مراد(بحدة): سـمـعـانـي؟!!
هزت مي رأسها برعب ليتحرك مراد مغادراً بعد ان اوصى احد الرجال بإيصال مي لمنزلها .. يقود مراد سيارته وهو يبتسم براحة بعد ان انتقم من ذلك الحقير .. فقد اصدر تعليماته منذ الحادثة بنقله للمخزن ليبدأ هو انتقامه .. فإن كان اكرم قد انتقم لأخته ولزوجته بضرب حسام حتى كاد يلفظ انفاسه الاخيرة فلم ينتقم الصاعقة بعد ممن اقترب من اخته وزوجته وكل عزيز له .. فبالنسبة للصاعقة العائلة هي رقم واحد ولا يسامح ابداً من يمسهم بسوء .. لذلك قرر ان ينتقم منه اولاً بحرمانه من اغلى شئ لدى الرجل وثانياً بجعله يتعفن بالسجون لما ارتكبه من جرائم ليونس والده -شريف المنياوي- الذي كشف مراد فسادهم وهدم امبراطوريتهم الزائفة فوق رؤوسهم .. انتقم ممن فكر ان يتعدى الخطوط الحمراء ويقترب من عائلته ليطوله غضب الصاعقة
////////////////
وصلت لما للشركة بعد فترة فقد قررت مفاجأة مصطفى بذهابها له ومعها فطار حضرته بنفسها .. تحركت ناحية مكتبه لتدق الباب بخف وتطل من خلفه
مصطفى(بدهشة): لما؟!
لما(بابتسامة وهي تدخل): صباح الخير يا بشمهندس
مصطفى: صباح النور .. خير فيه حاجة؟ انتي تعبانة؟
لما(بهدوء): تؤ, وبعدين هو لازم يكون فيه حاجة علشان اجي اشوف جوزي وافطره
مصطفى(وهو يرفع حاجباه): تفطريه؟!!
لما(بجدية يشوبها المزاح): ايوة طبعاً احنا معندناش رجالة تشتغل على معدة فاضية
مصطفى(بفرحة): بجد؟!
لما(بابتسامة على فرحته): يلا علشان نفطر سوا واطلبلنا اتنين شاي بقا علشان الكلام يحلو
مصطفى(بضحكة خفيفة): ماشي يا لوما
جلس مصطفى ولما يأكلون بتلذذ السندويتشات التي حضرتها لما وسط الابتسامات والنظرات الهائمة من كلٍ منهم للآخر .. يدق الباب ويطل من خلفه شاب في العشرينات ولكن له حضور كبير وغرور بنفسه
مصطفى: ايوة يا ايهاب فيه حاجة؟
ايهاب: ايوة يا فندم التصميم اللي حضرتك طلبته انا خلصته
مصطفى(بعملية): تمام وريهولي كدا
اخذ مصطفى ينظر للتصميم الذي رسمه ايهاب .. كان التصميم فعلاً ممتاز وذلك احد اسباب غرور ايهاب؛ فهو يعرف انه موهوب في ذلك المجال
مصطفى(بإعجاب): برافو يا ايهاب .. دا من افضل التصميمات اللي اتعملت
ايهاب(بابتسامة ثقة يشوبها الغرور): شكرا يا مستر مصطفى احنا بنتعلم من حضرتك
لما(بهدوء): ممكن اشوف التصميم لو سمحت
ناول مصطفى التصميم ل لما التي نظرت لها قليلاً قبل ان تنطق
لما(وهي تتطلع للتصميم): انا بصراحة شايفة ان التصميم دا غلط
مصطفى: غلط ازاي يعني؟
لما: التصميم واضح انه تصميم كومباوند مش كدا؟
مصطفى: بالظبط كدا
لما: مشروع كومباوند يعني مشروع كبير لشركة كبيرة زي الشركة دي مينفعش يبقى فيه اخطاء
ايهاب(بتعجب): اخطاء؟! اخطاء زي ايه؟
لما(بتوضيح): زي ان الوحدات في الكومباوند تقريباً لازقة في بعض .. مفيش مساحة .. مفيش خصوصية .. الشريحة اللي بتسكن في الكومباوند بيبقوا بيدورا على الهدوء والراحة والخصوصية .. بيدورا على مساحات خضرا حواليهم على هوا نضيف على شمس تدخل البيت من كل اتجاه مش يبقوا لازقين في اللي ساكنين جنبهم وبيتهم مجروح
مصطفى(وهو يهز رأسه بموافقة): ...
لما(مُكملة): التصميم هنا مفيهوش النقطة دي .. يعني البشمهندس ركز على ان يبقى ميزة المشروع في عدد الوحدات الكتير اللي المفروض تجيب ارباح كتير بس نسي انها في الحقيقة عيب خطير جداً لأن زي ما قولت الشريحة اللي المشروع معمول علشانها بتدور على حاجات معينة ولو الحاجات دي ماتوفرتش ساعتها احنا هنضطر نغير الشريحة اللي بالتالي مش هيناسبهم الاسعار بتاعة الوحدات ف هنلجأ اننا نخفض سعر الوحدات وهيبقى هامش الربح ضئيل جداً .. يعني باختصار اللي هنكون وفرناه في المساحات بسبب الوحدات الكتير خفضناه في السعر
مصطفى(بابتسامة فخر وهو ينظر لها): ...
لما(بهدوء وهي تنظر لمصطفى): احنا شركتنا مش صغيرة وتعتبر رقم واحد في السوق .. ف يا إما نكون قد المسئولية ونفضل رقم واحد يا منكونش .. دا رأيي وطبعاً الرأي الأول والاخير لحضرتك يا بشمهندس
ايهاب: انا شايف...
مصطفى(مقاطعاً بهدوء): انا شايف ان التصميم دي سيئة جداً .. دا من اسوأ التصميمات اللي اتعملت .. وكل الكلام اللي قالته البشمهندسة لما صح
لما(بابتسامة بسيطة وهي تنظر له): ...
مصطفى(وهو يناول ايهاب التصميم): التصميم دا يتعاد تاني وتراعي النقط اللي اتذكرت
ايهاب: بس اننا نعيد التصميم دا هياخد وقت
مصطفى: مش مهم الوقت .. اننا نتأخر شوية ونعمل تصميمات صح افضل من اننا نكروت اي حاجة علشان نسلم في الوقت .. متنساش ان الجودة عندنا رقم واحد
ايهاب: تمام يا فندم .. ممكن سؤال .. هو مين الأستاذة؟
مصطفى(بغيرة بسيطة): البشمهندسة لما الرفاعي .. من افضل وامهر اللي اتدربوا في الشركة .. ومراتي
قالها مصطفى وهو ينظر لإيهاب حين لاحظ نظرة الاعجاب في عينيه
ايهاب(باحراج حاول اخفاءه): تشرفنا يا فندم
لما: ميرسي
مصطفى: يلا على مكتبك يا ايهاب
ايهاب: حاضر يا فندم .. عن اذنك
تحرك ايهاب مغادراً لتبتسم لما التي لاحظت نبرة الغيرة في صوت مصطفى رغم تعامله مع الموقف بحكمة وهدوء كعادته .. نظرت لما ناحيته لتجد ملامحة عابسة قليلاً
لما(بهدوء): مصطفى .. هو انت زعلان مني؟
مصطفى: لا طبعاً يا حبيبتي, ليه بتقولي كدا؟
لما(بتوتر): يعني حسيتك زعلت لما اتكلمت .. انا والله كان قصدي بس اوضح ال..
مصطفى: بتقولي ايه يا لوما .. انا ازعل انك تتكلمي! .. يا حبيبتي انا كنت فرحان بيكي انك بتتكلمي وفاهمة انتي بتقولي ايه .. انتي من حقك تتكلمي وتقولي كل اللي في نفسك, انتي ناسية انك شريكة هنا + انك حرم رئيس مجلس الادارة يعني براحتك يا باشا ..(قالها بنبرة مازحة لتهدأ لما قليلاً ثم اكمل).. وبعدين انتي ماسمعتنيش وانا بقول انك من احسن اللي اتدربوا في الشركة
لما: انت قولت كدا بس علشان ماتحرجنيش
مصطفى: لأ طبعاً انا مابجاملش في الشغل .. انتي فعلاً كنتي من احسن اللي اتدربوا في الشركة وانا كنت ناوي بعد جوازنا تنزلي معايا الشغل
لما(بفرحة): بجد؟!!
مصطفى(بهدوء وابتسامة): طبعاً بجد .. دا انتي تلميذتي النجيبة يا لوما
لما(بمزاح): احم, احنا في الشغل يا بشمهندس
مصطفى(بمزاح يشوبه الحب): وايه يعني يا قلب البشمهندس
ضحكت لما بخفة لتجد مصطفى يكمل كلامه
مصطفى(بعبوس قليل): طبعاً مش محتاج اقولك مش عايز كلام مع اللي اسمه ايهاب ها
لما(بابتسامة): آآآه قول كدا .. انت بتغير عليا يا مصطفى؟
مصطفى(وهو ينظر لها): انتي شايفة ايه؟
لما(بهدوء): انا شايفة ان انت ماتغيرش
مصطفى: ليه؟
لما(بحب كبير يشوبه الخجل): علشان انا اصلا ميملاش عيني غير واحد بس
مصطفى(بمكر وهو يرفع حاجب): ودا مين بقا؟
لما(وهي تنظر له): اول حرف من اسمه .. مصطفى
مصطفى(بحب يشوبه المزاح): قلب مصطفى يا ناس
ضحكت لما وشاركها مصطفى الضحك ليمر اليوم عليهم وسط كلام في العمل والكثير الذي ليس له اي علاقة بالعمل
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ساعد مراد مي بناء على طلب مرام ولكن لم ينس ان يأخذ انتقامه ممن اقترب من اهم الناس بحياته فنال غضب الصاعقة
قرر محسن ان يبتعد قليلاً فهل سيكون لسفره تأثير على علاقته ب لارا
غيرة مصطفى غيرة عقلانية تأسر لما فماذا تخبئ لهم الايام
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang