الخاتمة (الجزء الأول 1 ⁦❤️⁩💜)

5.1K 146 3
                                    

أنت عشقي 🖤🔥
الخاتمة (الجزء الأول 1 )

بعد مرور 25 سنة:-
في منزل كبير بمدينة الاسكندرية يطل مباشرة على البحر وقريب منه لدرجة ان تسمع صوت الموج وهو يعانق الصخور تقف حنين بشرفة غرفتها وهي تستمع لفيروز .. تنظر للبحر وهي تبتسم وتتذكر كيف فاجئها مراد بشراءه بعدما اخبرته بأمنيتها بقضاء وقت باسكندرية فما كان منه إلا ان اشتراه وجعل ذهابهم هناك عادة سنوية .. تُحكِم حنين لف نفسها بالشال عله يحميها من هذا الهواء البارد الذي يلفح وجهها ويعبث بشعرها البني المتزين بخصلات بيضاء تُضفي هيبة ووقار اكتسبتهم من زوجها الذي اكتسب منها بعض الجنان مما أضفى معنى وطعم لحياته .. تتسع ابتسامتها حين احست بقربه فرغم كبر سنهم إلا ان قلبها مازال يشعر بوجوده وتتسارع دقاته حين تشم عبيره .. يلف يديه حول وسطها وهو يستند بذقنه على كتفها .. يستند عليها برأسه التي يُزينها الشعر الابيض مما يزيده هيبة ووقار وحضور لا يليق إلا به هو .. مراد الحديدي
مراد: بتفكري في ايه؟
حنين(وهي تنظر للبحر): في حياتي .. عمري ما كنت اتصور ان ربنا يكرمني بكل النعم دي .. يرجعلي امي من تاني ويرزقني ب أخ وأولاد وأصحاب والعيلة اللي كنت طول عمري بحلم بيها ويمد في عمري لحد ما أشوف احفادي كمان
مراد(بمزاح): انا ملاحظ ان اسمي متذكرش لعل المانع خير
حنين(وهي تنظر له): انت اكبر نعمة ربنا رزقني بيها .. انت النعمة اللي لو عشت عمري كله اشكر ربنا عليها عمري ما هقدر اوفي حقها
مراد(بابتسامة): انتي اللي نعمة ربنا ليا ودعوة امي لما كانت تقولي ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تفرح قلبك .. انتي الدليل ان ربنا بيحبني علشان خلاكي في حياتي ونورتيهالي بوجودك
حنين(بمزاح): شكراً شكراً اخجلتم تواضعنا .. (ثم اكملت بجدية) .. الولاد اتأخروا اوي
مراد: احمد ومراته لسة قافلين معايا وقالوا انهم قربوا بس كانوا بيرتاحوا شوية علشان تعبوا من الطريق, وميان وجوزها عالطريق بس ماشيين بالراحة عشان ماتتعبش, وسيف نزل يجيب خطيبته وزمانهم على وصول
حنين: واكرم ومرام؟
مراد: عدوا البوابة خلاص هما ومصطفى ولما كمان والاولاد وراهم بعربياتهم, ومحسن ولارا ونور وهدى واخدين القرود الصغيرة في عربيتهم وزمانهم على وصول, وحسن وجميلة جايبين عمي وطنط ومسافة الطريق ان شاء الله هيكونوا وصلوا
هزت حنين رأسها وصمتت مرة اخرى وهي تنظر للبحر لتشعر بنظرات مراد الهائمة لها فابتسمت ونظرت له مرة اخرى
حنين(وهي ترفع حاجب بابتسامة): معجب؟
مراد(بتسبيل): دا انا معجب ولهان مغرم هيمان
ضحكت حنين بصوتها كله لتجده يهمس لها بأول كلمة همسها حين اعترف بحبه لها
مراد(بنظرات عاشقة): ضحكتك بتنور حياتي
لمعت عينا حنين وهي تنظر له
حنين(بهدوء وهي تنظر له): لسة بتحبني زي الاول يا مراد؟
هز مراد رأسه بلا ل تنظر حنين ناحيته بعبوس سرعان ما تحول لابتسامة حين وجدته يُكمل
مراد(بعشق): بحبك اكتر من الاول بمراحل .. كلمة حب مبقتش توصف اللي انا بحسه لأن اللي جوايا فاق كل مراحل الحب والعشق
حنين(وهي تُحيط عنقه بيديها بدلال): يعني لسة شايفني حلوة زي زمان؟
مراد(وهو يلف يديه على خصرها بحب وتملك): شايفك احلى واجمل مليون مرة .. وبعدين انتي ناسية انك عشق المراد
قال اخر جملة بغمزة لترتمي حنين بأحضانه ويعلو صوت فيروز:
شايف البحر شو كبير؟... كبر البحر بحبك
شايف السما شو بعيدة؟... بعد السما بحبك
كبر البحر وبعد السما بحبك يا حبيبي بحبك
///////////////////////
بسيارة احمد وحياة:-
يقود احمد سيارته وتجلس بجانبه حياة بعبوس يرتسم على ملامح وجهه بينما ينام مراد الصغير بالخلف
احمد(وهو ينظر لها): هتفضلي قالبة وشك كدا كتير
حياة(بعبوس متجاهلة كلامه): ...
احمد: انا بكلمك
حياة: وانا مش عايزة اتكلم
احمد(بغيظ): انتي فاكرة انك كدا هتلوي دراعي وأوافق
حياة(وهي تغمض عينيها وتُريح رأسها على الكرسي): انا مش فاكرة حاجة ولا عايزة ألوي دراع حد .. انا تعبانة وهنام لحد ما نوصل
احمد: ماشي يا حياة
حياة: ...
/////////////////////
بسيارة فارس وميان:-
يقود فارس سيارته وتجلس ميان بجانبه ببطنها المنتفخة قليلاً من الحمل .. تنظر ناحيته بغيظ وهي تزفر بضجر من مكالماته الكثيرة لزملائه وعمله الذي تحس انه اصبح الزوجة الثانية له
فارس(على الهاتف): ايوة يا كرم ..... لا ملف القضية معايا ع اللابتوب ...... لا متقلقش لما هوصل هشوف ايه النظام وابعتهولك ...... ماشي سلام
تنظر ميان ناحية فارس بضيق يرتسم على ملامحها
فارس(وهو يلاحظ عبوسها): فيه حاجة يا حبيبتي؟
ميان: ايوة فيه .. انا..
رن الهاتف ليمنع ميان من اكمال جملتها
فارس(وهو يمسك هاتفه): معلش ثانية يا ميان ..(ثم رد على هاتفه).. ايوة يا كرم ...... يابني قولتلك الملف كله معايا ماتقلقش ...... لا الملف التاني في القاهرة ...... ماشي سلام ..(وهو ينظر في هاتفه).. كنتي بتقولي ايه يا حبيبتي؟
ميان(بعبوس): ولا حاجة .. كنت بقول لسه كتير عقبال ما نوصل؟
فارس(بهدوء): لا كلها نصاية
ميان(وهي تنظر من الشباك بشرود): تمام
/////////////////////
تقف حنين امام المرآه وهي تعدل حجابها الفضفاض ذو اللون البيج والذي يُزيد من جمال وجهها .. تبتسم وهي تتذكر اول مرة ارتده وقد كان بعد ولادتها لإبنها الاصغر سيف
*فلاش باك*
تقف حنين امام المرآة وهي تتأكد من طلتها الهادئة والآسرة لتُلاحظ علبة موضوعة على سريرها .. تقدمت منها لتجد فوقها كارت صغير .. تبتسم حنين حين قرأت ما كتبه مرادها به .."واسترها عن أعيُن الرجال .. إن المُحب لمن أحب غيور".. تفتح حنين العلبة وقد اصاب توقعها لتجده حجاب رقيق وهادئ من اللون البمبي المُفضل لها .. طريقة طلب مراد منها ان ترتدي الحجاب جعلت قلبها يوافق عليها دون عناد وبكل هدوء .. فهو لم يُجبرها ولم يفرضه عليها وإنما طلبه بطريقة هادئة تخطف القلوب لتُسرع بإمساك ذلك الحجاب وهي تقف امام المرآة وترتديه والابتسامة ترتسم على وجهها الجميل
*عودة*
تتأمل حنين طلتها الساحرة والهادئة لتجد يدا مرادها تلتف حول خصرها بحب وتملك وهو يطبع قبلة عميقة على رقبتها فوق الحجاب ويأخذ نفساً عميقاً مستنشقاً عبيرها الذي اصبح كالإدمان له بينما تضع هي كفيها على يديه المُلتفة حول خصرها وهي تغلق عينيها باستسلام لعشق مرادها الذي لم يتوقف يوماً عن غمرها به .. دق خفيف على الباب جعلهم يقطعوا ذلك العناق الحميمي .. يتحرك مراد ليفتح الباب ليجد من يندفع للداخل بخطواته الطفولية الآسرة وهو يهتف
مراد(الصغير وهو يندفع ناحية حنين): ننا .. نناااااا
حنين(بحنان وهي تحتضنه وتقبله): روح ننا وقلب ننا وعقل ننا .. وحشتني يا حبيبي
مراد(ببراءة وهو يمسك وجهها بين كفيه): وانتي كمان وحشتيني اوي اوي اوي قد البحر وسمكاته
ضحكت حنين على جملته التي اعتادت قولها لتطبع قبلة على وجنته قبل ان تسأله
حنين: فين ماما وبابا؟
مراد: تحت
حنين(وهي تمسك بيده): طب تعالى ننزلهم
كادت حنين بالتحرك بمراد الصغير لتُلاحظ عبوس مرادها الذي جعلها تكتم ضحكاتها على غيرته عليها
حنين(بهمس لمراد الصغير): روح سلم على جدو
مراد(بهمس مُماثل): انا لو روحتله دلوقتي هياكلني
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): مش انت اللي جريت عليا
مراد(بغيظ وهو يكتم ضحكاته): بس انتي اللي بوستيني
حنين(وهي تلاحظ نظرات مرادها): جدك هينفخك
مراد(بمزاح): نا .. هينفخنا
ضحكت حنين وتحركت بمراد الصغير ناحية مرادها الذي كان يستمع لهمسهم ويحاول عدم الابتسام .. وقفت حنين امامه لتهمس
حنين(بدلع): مروي حبيبي
مراد(ببراءة): جدو حبيبي
مراد الحديدي(وهو يدعي الثبات على موقفه): ...
حنين(بدلع اكثر): موري قلبي
مراد(مُقلداً نبرة حنين): جدو قلبي
مراد الحديدي(وهو يكتم ضحكاته ويستمر في العبوس): ...
حنين(بنظرة طفولية وهي تمسك يده): وحياتي رد عليا
مراد(بنظرة طفولية وهو يمسك يده الاخرى): وحياتها رد عليا
مراد الحديدي(بعبوس وبنبرة حاول جعلها جادة): عايزين ايه انتوا الاتنين؟ مش خلاص انت دخلت حضنتها هي وانتي نزلتي فيه بوس وأولع انا بقا
حنين ومراد الصغير (في نفس واحد بلهفة): بعد الشر
ابتسم مراد ابتسامة بسيطة حين لاحظ لهفتهم عليه ليهتف مراد الصغير
مراد(بهتاف طفولي): ضحكت والله ضحكت .. شوفتها خلاااااص .. حبك بااااااااان
ضحكت حنين وهي ترى مراد الصغير يتعلق بقدم مرادها ليقوم الأخير بحمله بعدما انهارت حصون مقاومته امام ما يفعلوه
مراد الحديدي(بجدية وهو ينظر له): انا مش قولتلك مفيش بوس؟
مراد(ببراءة): هي اللي باستني
حنين(بغيظ ومزاح): اه يا كلب يا خاين
مراد الحديدي(بجدية وهو يرفع حاجبه): انت مش حفظت القواعد؟
مراد(وهو يهز رأسه): ايوة
مراد الحديدي: سمع
مراد(ببراءة وهو يعد على اصابعه الصغيرة): اول ما ادخل اديك حضن كبير وبوسة .. ادي ننا حضن بس ومفيش بوس غير في اعياد الميلاد والمناسبات الرسمية .. اقعد جنب ننا بأدب واسمع كلامها .. احبك انت وننا اكتر حد .. اسمع كلام بابا وماما وابقى شاطر في المدرسة .. انا وانت صحاب جداً .. ممنوع بوس ننا
مراد الحديدي(بجدية وهو ينظر له): طب ما انت حافظ اهو .. شوف بقا انت كسرت كام قاعدة
مراد(وهو يحتضن وجهه بين كفيه الصغيرين): سوري بقا يا جدو
حنين(بنبرة طفولية): خلاص بقا يا جدو
مراد الحديدي(بنظرة ونبرة ذات مغزى): هتسكتي ولا تتعاقبي مكانه؟
جحظت عينا حنين بخجل من جملته عن العقاب لتصمت وهي تنظر له
مراد الحديدي(وهو يُدير خده لمراد الصغير): اتفضل نفذ العقاب
امسك مراد الصغير وجه جده بكفيه الصغيرين ليطبع على خديه قبلة تلو الاخري حتى ارتسمت ابتسامة على وجه جده ليحتضنه بحنان
مراد الحديدي(بابتسامة): خلاص سماح .. تعالى نشوف ابوك فين
انزل مراد حفيده الصغير الذي يُشبهه كثيراً ليُسرع الصغير للخارج ويلتفت مراد الحديدي لمجنونته
مراد(بنبرة ذات مغزى وهو يهمس امام وجهها بنبرته الساحرة): اوعي تفتكري اني هعدي البوس دا بالساهل .. فيه عقاب بالليل
حنين(بخجل شديد وهي تُداري بسمتها): ...
مراد(بجدية وهو يعتدل بوقفته): اعدلي طرحتك .. مش عايز شعرة تبان
تحرك مراد من امامها لتنظر هي في اثره بابتسامة مخلوطة بالكثير والكثير من الخجل والعشق الذي يدق به قلبها ويتشعب بروحها
//////////////////////////
ينزل مراد ليجد حياة تقف بعبوس قليل يرتسم على ملامحها سريعاً ما اختفى حين وجدت مراد ينزل ويتبعه والدها الثاني مراد الحديدي
مراد(بهدوء وهو ينزل على السلم): هو يعني لازم اكلم جوزك وأقولكم نطلع اسكندرية علشان اشوفك انتي والواد
حياة(بابتسامة وهي تحتضن مراد الصغير): معلش يا عمي ..(ثم اكملت بهمس له).. ما انت عارف ابنك
مراد(بجدية وهو يقف امامها): هو الواد احمد مزعلك في حاجة؟ .. قوليلي اقطملك رقبته
حياة(بضحكة خفيفة): ربنا ما يحرمنا منك يا عمو
مراد(وهو ينظر حوله): هو فين حضرة الملازم الاول؟
احمد(بابتسامة وفخر وهو يدخل بعد ان ركن سيارته): نقيب يا باشا
مراد(بفرحة وفخر): علقت النجمة الثالثة؟!
احمد(بابتسامة وغمزة): طبعاً يا باشا هو احنا بنلعب
مراد(وهو يحتضنه): ألف مبروك يا حبيبي
احمد(بابتسامة وسعادة): الله يبارك في حضرتك .. كله بتوجيهاتك يا صاعقة
مراد(وهو يضربه بخفه في صدره): جرا ايه يالا انت هتبلفني؟
احمد(بذهول): يالا! رعد المخابرات يتقاله يلا
مراد(بابتسامة مغرورة): اه يلا وستين يلا كمان وبعدين اذا كنت انت الرعد فأنا الصاعقة يا حبيبي
احمد(وهو يرفع يده بتحية عسكرية وهو يبتسم): تمام يا فندم
حنين(وهي تنزل بفرحة): احمد .. وحشتني يا قلبي
احمد(وهو يحتضنها): وانتي اكتر يا حبيبتي
مراد(بتذمر وغيرة وهو يفصل بينهما): خلاص هو حضن واحد
احمد(بضحك): انت لسة بتغير يا صاعقة؟
مراد(بغيظ): اه ياخويا بغير انا حر
حنين(وهي تحتضن حياة): وحشتيني يا حياة .. مالك ساكتة ليه يا قلبي؟
حياة(بابتسامة بسيطة): مفيش بس تعبانة من الطريق .. عن اذنكم هطلع ارتاح شوية في الاوضة
احمد(وهو ينظر لها): ...
تحركت حياة لينظر احمد في اثرها بغيظ وحيرة يشوبهم حزن من بعدها .. لاحظت حنين نظرات احمد كما لاحظها مراد ليُشير هو بعينيه لحنين .. اخذت حنين بيد مراد الصغير الذي كان يقف بصمت بجانبهم وتحركت ناحية المطبخ
مراد(بهدوء ونبرة لا تحمل النقاش): تعالى ورايا
تحرك مراد واحمد للمكتب ليجلس مراد ويجلس احمد امامه
احمد(بهدوء): خير يا بابا
مراد(بهدوء وحنان): بص يا حبيبي انا حكيتلك زمان انت وميان وسيف ازاي اتقابلت انا وامكم واتجوزنا ازاي بس ماحكيتلكوش ايه اللي خلا الجوازة دي تستمر .. انت عارف طباعي واني شديد شوية ويمكن ابان من برة قاسي على عكس حنين اللي كانت ومازالت بتتصرف بعفوية وبطيبة ومش بتحاول تخبي اللي في قلبها
احمد(وهو يستمع له): ...
مراد(مُكملاً): انا وحنين لو كل واحد فينا كان اتمسك باللي هو فيه كانت الحياة ما بينا مستحيل هتكمل بس احنا خليناها تكمل عارف ازاي؟
احمد: ازاي؟
مراد(بابتسامة بسيطة): ان ماحدش فينا قسي عالتاني .. كل واحد تقبل التاني وحبه من غير ما يحاول يغير فيه ودا اللي خلا كل واحد فينا يحسن ممن صفاته السيئة من نفسه .. يعني تقدر تقول اتقابلنا في النص .. وقت ما حد كان يزعل التاني ميعرفش ينام غير لما يصالحه علشان القلوب ماتشيلش .. الحياة مش مستاهلة عِند وشد وخناق .. حرام ان الواحد يضيع اجمل ايام من عمره مع اللي بيحبها في خناق بدل ما يثبتلها حبه دا
احمد(وقد فهم مغزى كلام مراد): مفيش خناق ولا حاجة يا بابا دا..
مراد(مُقاطعاً بهدوء): انا مش عايز اعرف ولا عايزك تبرر وتقول كلام اهبل لإني انا فهمت كل حاجة من غير ما تتكلم لا انت ولا هي
صمت مراد قليلاً وهو يتفرس وجه احمد لينطق بهدوء
مراد(بحكمة وهدوء): عارف كل واحد في الزوجين بيدور على ايه في شريك حياته؟
احمد(وهو ينظر له بفضول): ...
مراد: الست مش بتدور على بيت واكل وشرب بس .. الست بتدور على راجل تتحامى فيه وتتسند عليه .. يحبها ويحتويها يبقى ليها الامان .. يبقى اخوها وابوها وصاحبها وابنها .. يبقى الشخص اللي لما الدنيا تيجي عليها يحميها مش يكسرها هو كمان .. لو الراجل والدنيا جوم على الست مين هينصفها؟
احمد(وهو يفكر في كلام مراد): ...
مراد(مُكملاً وهو ينظر لأحمد بهدوء): والراجل مينفعش يكون عايز ست تتحط في البيت زيها زي الفازة .. لازم يبقى عارف انها مشاركاه حياته وانها زي الارض .. كل ما هيزرع فيها حب هيحصد حنان هيزرع امان هيحصد اهتمام يزرع ثقة هيحصد وفاء .. فهمت؟
احمد(بابتسامة وهو يقف ويطبع قبلة على رأس مراد): فهمت يا بابا .. ربنا ما يحرمنا منك
تحرك احمد مغادراً المكتب لينظر مراد في اثره بابتسامة فهو لم يكن قريباً منه لتلك الدرجة في البداية بل كان قريباً اكثر من ميان ولكن عندما كان بعمر 5 سنوات حدث الموقف الذي جعله يُعيد ترتيب افكاره من جديد
*فلاش باك*
يقف مراد وهو يرتدي ملابسه والعبوس يرتسم على وجهه بينما تحاول حنين مصالحته فهي قد نامت بالأمس بجانب احمد بسريره بعد ان كان خائفاً بسبب احد الكوابيس الذي أرق منامه تاركة مرادها وحده بالغرفة تكويه نار البُعاد ويُفارق النوم جفناه .. فهو قد ادمن النوم بين احضانها فلم يعد يقدر على النوم بعيداً عنها
حنين: خلاص بقا يا مراد
مراد(بعبوس وغيظ): لا مش خلاص .. من امتى وانتي بتنامي بعيد عني؟ .. من امتى وانتي بتنامي مع الاولاد؟
حنين(بهدوء): يا مراد معلش ما انت شوفته كان خايف ازاي
مراد(بانفعال بسيط): يخاف ليه ومن ايه؟ هو عيل؟!
قطع كلامهم دق على الباب ليطل احمد من خلفه بهدوء
احمد(بهدوء وبراءة): ماما .. مش هتيجي علشان أغير هدومي؟
مراد(بحدة بسيطة وهو ينظر لأحمد): وماتغيرهاش لوحدك ليه انت لسة عيل؟ انت كبرت فاهم؟
احمد(بعيون تتلألأ بالدموع): ...
مراد: اتفضل على اوضتك
تحرك احمد بسرعة للخارج وعينيه تنساب منها الدموع لتنظر حنين بغضب لمراد
حنين(بحدة وانفعال): ايه اللي انت عملته دا؟!
مراد(وهو ينظر لها): عملت ايه؟! في راجل قده مش بيعرف يلبس لوحده؟!
حنين(بحدة وغضب منه): اه يا مراد علشان هو مش راجل .. هو لسة ولد صغير عنده 5 سنين .. لسة محتاج اللي يذاكرله ويحبه ويلاعبه .. لسه محتاج اللي ينام جنبه لما يخاف ولسة محتاج اللي يطبطب عليه .. لسه محتاج اللي يساعده يغير هدومه ويسمعه وهو بيتكلم
مراد(بصدمة من كلامها وتأنيب لنفسه): ...
حنين(وهي تنظر له بلوم): انت ازاي قاسي عليه كدا؟!
مراد(بذهول): انا قاسي! انا بقويه
حنين(بعبوس وعتاب): انت بتقسيه
مراد: انا عايزه يبقى راجل
حنين(بلوم وعتاب): وهو هيبقى راجل باللي انت بتعمله دا؟! هيبقى راجل لما تقسى عليه ومايشوفش في عينيك اي حب ليه؟!
مراد(بسرعة ولهفة): بالعكس انا بحبه اوي .. دا ابني واول فرحتي .. دا سندي واللي هيبقى سندكم من بعدي
حنين(وهي تهز رأسها بحزن): للأسف انت بتكسر السند دا .. يا مراد احمد زيه زي ميان محتاج يحس بحبك وحنانك .. انت مش بتشوف نظرة عينيه لما بتبقى قاعد وحاضن ميان
مراد(بألم في قلبه من كلامها): ...
حنين(وهي تنظر في عينيه بقوة): انا هسألك سؤال واحد .. انت اهو راجل وظابط والكل بيحلف بيك .. عمو احمد كان بيقسى عليك؟
مراد(بذهول من جملتها وتأنيب كبير لنفسه): ...
حنين(وهي ترى صدمته وذهوله): فهمت الفرق .. عن اذنك
مراد: رايحة فين؟
حنين(وهي تنظر له بعبوس): رايحة اشوف ابني اللي زمانه بيعيط علشان هو طفل ومن حقه يعيط
خرجت حنين من الغرفة تاركة مراد يؤنب نفسه على ما فعل .. يتذكر مواقفه مع احمد ومواقفه مع ميان .. يقارن في عقله بين اسلوبه معها واسلوبه معه .. هل فعلاً رغبته بأن يكون ابنه رجل يُعتمد عليه وسند للعائلة جعلته يقسو عليه .. هل قسوته تلك ادت لجعل ابنه يظن انه لا يحبه .. عند تلك الفكرة اندفع مراد للخارج ناحية غرفة احمد ليقف على الباب حين استمع لكلامه مع حنين
//
بداخل الغرفة:-
تحتضن حنين احمد الصغير الذي يبكي بين احضانها .. تربت حنين على ظهره بحنان وهي تهمس له
حنين(بحنان وهي تربت على ظهره): بس يا قلبي .. بس يا حبيبي
احمد(بشهقات طفولية): بابا .. زعقلي
حنين(بحنان وهدوء): معلش يا حبيبي هو بس كان متعصب مش قصده يزعقلك
احمد(بطفولية وبكاء): لأ بابا مش بيحبني
حنين(بسرعة ودفاع): لا يا حبيبي .. بابا بيحبك اوي
احمد(بعبوس ودموع): لا بابا بيحب ميان وبس .. بيجيب ليها حاجة حلوة وبيقعدوا يتفرجوا على الكارتون وانا بيزعقلي
حنين(وهي تخرجه من احضانها وتمسح دموعه): لا يا قلبي هو بس بابا بيعمل كدا علشان ميان بنت ومحتاجة حنانه
احمد(بنبرة طفولية): وانا ولد ومحتاج حنانه برضو
عند تلك الجملة لم يستطع مراد التحمل وفتح الباب لترفع حنين عينيها له بينما تمسك احمد بأحضان حنين
مراد(بهدوء): ممكن تسيبينا شوية يا حنين
حنين(وهي تنظر لأحمد): ...
احمد(وهو يهز رأسه بلا بخفوت وعينيه تلمع بالدموع): ...
مراد(بقلب متألم من رفض احمد): لو سمحت يا حبيبي عايز اتكلم معاك
نظر احمد له بعد نطقه بكلمه حبيبي .. دق قلبه الصغير بقوة ودق قلب مراد لنظرته الطفولية المليئة باللوم .. ابتسمت حنين بهدوء وهي تربت على وجه احمد بحنان وتقف لتتحرك للخارج بهدوء .. ألقت حنين ابتسامة بسيطة على مراد وأحمد اللذان يجلسا بجانب بعضهما كالصغار المتخاصمين .. اغلقت حنين الباب بهدوء لينظر مراد لأحمد ويتكلم بحنان
مراد(وهو ينظر له): انت زعلان مني؟
احمد(وهو يهز رأسه بلا دون ان ينظر له): ...
مراد: اومال مش بتبصلي ليه؟
احمد(وهو ينظر له بطفولية وعيون تتلألأ بالدموع): بابا .. هو انت بتحبني؟
مراد(وهو يجذبه لحضنه بلهفة): طبعاً يا حبيبي .. انا بحبك اوي اوي .. انت اول فرحة ليا واول ابن .. انت اللي عشت سنين بحلم بيك ونفسي اشوفك .. انت اللي اول ما شيلتك الدنيا لفت بيا وحسيت قلبي بيرقص من الفرحة .. انت حبيبي وابني وصاحبي واخويا
احمد(وهو يتمسك بأحضان مراد): ...
مراد(وهو يربت على ظهره بحنان): انا لو كنت بقسى عليك شوية او مش بدلعك فأنا كنت فاكر اني كدا بخليك تبقى قوي وراجل يُعتمد عليه بس كنت حاسبها غلط .. انا اسف
احمد(وهو ينظر له بذهول): انت بتتأسفلي؟!
مراد(وهو يمسح دموعه بحب وحنان): ايوة يا حبيبي بتأسفلك علشان انا غلطت في حقك .. غلطت لما خليتك تشك ولو لثانية اني مش بحبك او بحب ميان اكتر منك .. انت وهي ولادي وبحبكم قد بعض بالظبط
احمد(بابتسامة طفولية وهو يرتمي في حضنه): ...
مراد(وهو يحتضنه بقوة): متزعلش مني يا حبيبي .. انا بحبك اوي
احمد(بنبرة طفولية بين احضانه): وانا كمان يا بابا بحبك اوي
مراد(وهو يُخرجه من احضانه بحنان): قولي بقا ماكنتش عارف تنام امبارح ليه؟
احمد(بنبرة طفولية): علشان الوحش كان بيطلعلي في الحلم
مراد(بابتسامة بسيطة): وحش؟! طب وناديت لماما ليه؟ يعني ماقولتليش انا ليه؟
احمد(بذهول): انت؟!
مراد(بنبرة خفيفة): اه انا .. على فكرة انا قوي واقدر اضرب الوحش اكتر من ماما
احمد(بفرحة طفولية): بجد؟!
مراد(وهو يربت بحنان على وجهه): بجد يا حبيبي .. اوعى تخاف ابداً طول ما انا جنبك مفيش حاجة تقدر تقرب منك
احمد(بعيون لامعة بالفرحة): ...
مراد(وهو يحضن وجهه بين يديه): انت احمد الحديدي يعني مش وحش عبيط هو اللي يخوفك
ضحك احمد واحتضن مراد ليهمس له مراد بحنان
مراد(بتأنيب لنفسه): لسه زعلان؟
احمد(وهو يهز رأسه بلا): ...
مراد(بابتسامة): طب قوم نختارلك لبس
احمد(بابتسامة): انا هختار .. انا راجل
مراد(بحب وحنان): لأ انت ابني حبيبي وانا عايز اختارلك لبسك على ذوقي
احمد(بفرحة ترتسم على وجهه وتلمع بعينيه): ...
مراد(بغمزة): يلا؟
احمد(بغمزة مماثلة): يلا
تحرك مراد واحمد للدولاب ليبدأوا اختيار الملابس وسط ضحكات احمد التي عادت تجلجل من جديد .. منذ ذلك اليوم لم يتوان مراد عن اثبات حبه لأحمد وميان .. كان يلاعبهم ويحكي لهم الحكايات قبل النوم ويهمس لهم قبل ان تغمض اعينهم بحبه لهم
*عودة*
فاق مراد من شروده حين استمع بالخارج لصوت اميرته الصغيرة التي ستصبح قريباً أماً
////////////////////
بالخارج:-
تحتضن حنين ميان بحب وتربت على وجهها بحنان
حنين(بحب وهي تحتضنها بحنان): وحشتيني يا قلب ماما
ميان(وهي تقبلها بحب): وانتي اكتر يا ماما والله
احمد(وهو يحتضن ميان بحب ومشاكسة): كعبورة الاكولة
ميان(بعبوس طفولي مشابه لحنين): بصي يا ماما
احمد(بضحك): بهزر معاك يا كعبور
ميان(وهي تدبدب بقدميها بتذمر طفولي): يووووه
حنين(وهي تحتضنها بحب وتضحك): بس يا احمد ماترزلش على اختك
احمد(وهو يقرص ميان بخفة في خدها): انا بحب ارزل عليها علشان وشها الجميل دا يحمر ويبقى قمر كدا
ميان(بحب وهي تنظر له): حبيبي يابو حميد
مراد(وهو يخرج من المكتب): مين دا اللي حبيبك يا خاينة؟!
ميان(وهي تحتضنه بحب): انت طبعاً يا بابي
مراد(وهو يحتضنها بحنان): وحشتيني يا قلب ابوكي .. عاملة ايه يا قلبي؟
ميان(بابتسامة بسيطة): الحمد لله اهو شوية كدا وشوية كدا
مراد(وهو يرفع حاجبه ويهتف بمشاكسة ومزاح): ليه يا حبيبتي؟ الواد ابن نور مضايقك؟ انا قولت من الاول الواد دا مش نافع
ضحك الجميع لتكلم احمد من وسط ضحكاته
احمد(بضحك): انت لسة مش طايقه يا بابا
مراد(مُدعياً العبوس): دا غيل غلس وزنان
حنين(بضحك): وهو انت يعني رحمته دا انت ذليته 3 سنين على ما وافقت على الخطوبة وسنة عقبال ما وافقت على الجواز
مراد(بغيظ وهو يًضيق نظراته): والجزمة عدى من كل الاختبارات
فارس(بابتسامة بلهاء وهو يدخل للمنزل): بتنده يا حبي
مراد(مدعياً الغيظ): ياسااااتر رزل زي ابوه
فارس(بابتسامة): ليه المعاملة دي يا صاعقة بس دا بدل ما تقولي مبروك
حنين(بحنان): على ايه يا حبيبي؟
مراد(بغيرة وهو ينظر لها): على ايه يا ايه؟!
حنين(وهي ترفع يدها باعتذار): يا فارس .. على ايه يا فارس
فارس(بفخر وهو يعدل ياقته): اترقيت وبقيت اصغر نقيب عدى على المخابرات
مراد(وهو يحتضنه بحنان): مبروك يا حبيبي
فارس(وهو يحتضنه بحنان): الله يبارك فيك
احمد(بضحك وهو يدفع فارس بخفة): على الله تعقل بقا وتحل عني شوية
فارس(بضحك وهو يتعمد الالتصاق به): ابداً وراك وراك لآخر نفس وبعدين عيب عليك دا انا البرق وانت الرعد يعني مع بعض دايماً
احمد(بنبرة خفيفة ودلع): مفيش حاجة تفرقنا عن بعض ابداً
فارس(بصوت نسائي مثل نور وهو يرتمي على احمد): يا عمري هيهيهي
مراد(مُدعياً الاشمئزاز وهو يدفعهم بغيظ): كتكوا القرف فعلاً تربيه نور .. غوروا كدا
فارس(وهو يتعلق في ذراع احمد): تعالى يا بيبي بعيد عن الناس الغيورين دول نتكلم كلمتين في الاستوخوبوس
مراد(وهو يعقد حاجبيه): في الايه يا خويا؟
احمد(بغمزة): في السكرته يعني يا صاعقة
مراد(وهو يرفع يده بدرامية): يا رب هو اختبار انا عارف ومش عايز يخلص
فارس(بغمزة وهو يمسك ذراع مراد): ما تيجي معانا يا صاعقة
حنين(باندفاع وهي تقف امام مراد وتدفع يد فارس): يجي فين يا عينيا .. نزل ايدك يلا
احمد(بضحك): ماتخافيش يا حنون دا بس تلاقي فارس عايز استشارة مخابراتية من صاعقة المخابرات
فارس(بغمزة لأحمد): احبك وانت قاريني
مراد(بنبرة خفيفة وهو يحتضن حنين بذراعه): كان على عيني يا حبه عيني بس انت عارف انا في الاجازة مش بشتغل
فارس(بجدية): عالسريع والله يا عمي
مراد(وهو يكاد يتحرك): انسى يلا وحل عن نفوخي
انتبه مراد على ميان الصامتة وتنظر لفارس .. استطاع مراد بذكاءه فهم ما يحدث لينادي على فارس واحمد اللذان كادا بالتحرك لمناقشة احد الملفات المهمة
مراد(بنداء): فارس
فارس(وهو ينظر له): ايوة يا عمي
مراد(بنبرة ذات مغزى): مش كفاية ان الواحد يكون ناجح في شغله .. الاهم يكون ناجح في بيته .. اوعى تخلي حاجة فيهم تيجي عالتانية
ابتسم فارس بهدوء وقد وصلته رسالة الصاعقة لتبتسم حنين وهي ترى زوجها يُدير شئون العائلة بحكمة وذكاء ليسوا بجداد عليه ولكنهم يزيدوا مكانته وحبه بقلبها المتيم بعشقه
///////////////////////////
تمر الساعات ويبدأ المنزل في الامتلاء بأفراد العائلة الكبيرة .. يجلس الرجال بالمكتب يتحدثون في الكثير من المواضيع بينما تجلس النساء بالصالون وحولهم احفادهم الذين يملؤون المنزل بالضحك والفرح
//////////////////////////
امام بوابة الاكاديمية البحرية للبنات بالاسكندرية يقف شاب بهدوء وشموخ وهو يضع نظارة الشمس على عينيه الساحرة خافياً بها جمال عينيه واهدابه التي تظللها .. يستند على سيارته بملل وهو يلعب بهاتفه منتظراً خروج مجنونته من الداخل غير عابئ بنظرات الاعجاب التي تسكن اعين البنات من حوله وهم يتطلعوا ناحيته, وكيف لا وهو القبطان سيف الحديدي .. تخرج من الداخل تلك المجنونة وتندفع ناحيته بغيظ وغيرة وكيف لا تغير عليه وقد عشقته منذ ان فتحت عينيها ذات الغابات الزيتونية ورأته امامها فهمس قلبها انه ملكها .. مِلك سلمى الرفاعي
سلمى(بغيرة وهي تضربه بخفة في صدره): انت ايه اللي نزلك من العربية؟!
سيف(وهو يعتدل بوقفته): وهو انا لازم كل مرة افضل محبوس جواها لحد ما حضرتك تخرجي؟!
سلمى: ايوة
سيف: يا سلام! انتي مجنونة يا بنتي؟!
سلمى(بغيظ وغيرة): اه مجنونة وممكن اطلع جناني عليك دلوقتي
سيف(بغيظ): انا عارف من الاول انها خطوبة سودا
سلمى(بغيظ مُماثل): وايه اللي جابرك اتفضل الباب يفوت جمل
سيف(وهو يرفع حاجبه): بقا كدا؟! طيب اول ما نروح هقول لعمي اني غيرت رأيي واقلع الدبلة
سلمى(بتوعد وتحذير): طب ابقى اعملها كدا واخلع الدبلة وانا اخلي الدكتور ميعرفش يخيط فيك غرزة
سيف: الله! مش انتي يا بنتي اللي بتقولي بلاها
سلمى(مُدعية البراءة): فين دا انا ماقولتش حاجة
سيف(وهو يضرب كفيه ببعضهما): يا مثبت العقل والدين
سلمى(وهي تربع يديها امام صدرها): انت ايه اللي جابك اصلاً؟
سيف(بغيرة): اومال عايزاني اسيبك تركبي مع حد غريب ولا ايه؟
سلمى(بابتسامة وهي تقرصه في خده): انتي بتغيري عليا يا بيضة
سيف(بحدة خفيفة): بت اتلمي احنا في الشارع
سلمى(وهي تقرصه مرة اخرى وتبتسم): والله بتغيري وحبك بان يا حلوة
سيف(بابتسامة وهو يقترب منها قليلاً): طب مانتي عارفة من زمان اني متنيل على عيني بحبك
سلمى(وهي تمسك قلبها بدرامية ومزاح): آآآه قلبي الصغير لا يتحمل
سيف(بضحك): والله العظيم مجنونة
سلمى(بغمزة): مجنونة بيك يا قبطان قلبي
سيف(بابتسامة خبيثة وهو ينظر لها): الله! ما احنا بنعرف نقول كلام حلو اهو
سلمى(بمزاح): فيه شوية عواطف كدا شايلاهم للحبايب
سيف(بغيرة وهو يمسك ذراعها ويجذبها إليه): حبايب مين يا عينيا الكلام دا مايتقالش لحد غيري انتي سامعة؟
سلمى(بغزل ومزاح وهي تبتسم): احبك وانت عنيف يا سوفي
سيف(بعبوس وهو يترك يدها): قولتلك 100 مرة بلاش سوفي دي بتحسسني اني واحدة صاحبتك
سلمى(وهي تنظر له نظرة ذات مغزى): وهو انا لو عندي صاحبة قمر كدا هسيبها, دا انا ههريها بوس
سيف(بغمزة وهو يقترب منها بمكر): طب ما انا قدامك اهو اهريني انا
سلمى(وهي تبتعد قليلاً وتضربه بقبضتها في كتفه): والله انت قليل الادب وماشوفت 3 دقايق تربية
سيف(بفخر): ودي حاجة جديدة عليكي ما انتي عارفة اني من زمان عندي استعداد للانحراف بس محتاج اللي يوجهني
سلمى(بفخر مُماثل): لا دي سيبهالي هعلمك اصول الانحراف بعد الفرح
سيف(بمزاح): ايوة بقا يا ودييييييع
سلمى(بابتسامة): طب بجد بقا .. كله وصل؟
سيف(بابتسامة هادئة): ايوة .. كلهم في البيت ومستنينا
سلمى(بابتسامة ساحرة): طب يلا بينا
سيف(بغمزة وهو يقترب بوجهه): طب مفيش بوسة تصبيرة لحد الفرح
سلمى(بدلع): تؤ
سيف(وهو يعتدل بوقفته): ماشي يا سلمى
سلمى(بابتسامة محبة): ماشي يا قلب سلمى
ركب سيف وكادت سلمى بالركوب لتُلاحظ نظرات احدى البنات لسيف الذي زادت طلته سحراً حين ركب سيارته ومرر اصابعه بشعره الناعم ذو اللون البني المائل للكستنائي لتنظر سلمى لها بنظرات حارقة وهي تهتف بها
سلمى(بحدة وغيرة): ألفهولك في سلوفانة يا حلوة؟
الفتاة(بذهول): نعم؟!!
سلمي(بحدة ونظرات نارية): نعم الله عليكي يا عمري ..(ثم رفعت كفها المُزين بالدبلة).. محجوز يا ضنايا يلا من هنا
تحركت الفتاة برعب من امامها لتلف سلمى وتركب بجانب سيف الذي لم يستطع كتم ضحكاته على غيرة مجنونته الصغيرة ليرفع كفها لفمه طابعاً قبلة رقيقة عليه
سيف(بعشق): بحبك يا مجنونة
سلمى(بمزاح): إلهي تنستر
دفع سيف بيدها مُدعياً الغيظ والعبوس لتضحك سلمى وتنظر له بحب
سلمى(بعشق): وانا بحبك يا قلب المجنونة
غمز سيف بعينيه لها لتلف يدها على ذراعه وترتاح برأسها على كتفه .. ادار سيف سيارته ليتحركوا ناحية المنزل ليتجمعوا مع عائلتهم الكبيرة المحبة
///////////////////////
تجلس حنين مع البنات ولما ومرام لتلاحظ كون حياة لا تتجاوب معهن بالكلام او بالضحك
حنين(بحنان): مالك يا حياة؟ انتي كويسة يا حبيبتي؟
حياة(بانتباه وابتسامة مهزوزة): ها .. ايوة كويسة
مرام(بحنان): مالك يا قلبي؟ انتي تعبانة؟
حياة(بابتسامة وهي تربت على يد مرام): لا يا ماما انا تمام والله بس كنت سرحانة شوية
تبادلت مرام وحنين نظرة ذات مغزى لتقف حنين وتنظر ناحية حياة
حنين(بهدوء): حياة, تعالي معايا
تحركت حياة وراء حنين ليدخلوا شرفة المنزل المًطلة على بحر اسكندرية الساحر بأمواجه الآسرة .. جلست حنين على الكرسي وجلست حياة امامها لتنظر لها حنين بحنان وتتكلم
حنين(بابتسامة هادئة): ايه اللي شاغل عقلك؟ مين مزعل حياتي؟
ابتسمت حياة على كلمة "حياتي" فلقد اعتادت حنين ان تناديها بذلك اللقب منذ ان كانت طفلة صغيرة .. لطالما كانت علاقة حنين وحياة مُقربة وكانت تعتبرها امها الثانية .. نظرت حياة ناحيتها لتهمس
حياة(وهي تفرك اصابعها): مفيش حاجة انا...
حنين(وهي تنظر لها): حياة .. فيه ايه؟ احمد مزعلك؟
حياة: معلش يا طنط انا مش عايزة احكي
حنين(وهي ترفع حاجبيها): طنط؟! ماشي يا حياة .. قومي
حياة(وهي تمسك يد حنين بحب حين احست انها احزنتها): متزعليش مني يا حنون والله مش قصدي بس..
حنين(بعبوس): خلاص يا حياة .. طالما الحكاية وصلت لطنط يبقى خلاص
حياة(بابتسامة): قلبك ابيض بقا يا حنون متزعليش .. طب وحياة مراد الكبير والصغير عندك ماتزعلي
حنين(بضحكة خفيفة): بتحلفيني بالغاليين يا بنت اكرم
حياة(بمزاح): هو انتي لما تبقي راضية عني تقوليلي بنت مرام ولما تضايقي تقوليلي بنت اكرم؟!
حنين(بمزاح): ايوة امك طيبة وهبلة بس ابوكي مجنون وعنيد
حياة(بنظرة طفولية): طب سماح بقا
حنين(بهدوء وهي تنظر لها): طب قوليلي احمد مزعلك في ايه؟
حياة: ...
حنين(بحنان): لو مش عايزة تحكي لحماتك ام جوزك تمام بس غصب عنك هتحكي لحنين مامتك التانية.. اتكلمي يلا
حياة(بعبوس): راسه ناشفة وعنيد
حنين(وهي تهز رأسها بابتسامة): وهي دي حاجة جديدة
حياة(وهي تربع يديها): لأ بس الموضوع زاد عن حده
حنين(بتأهب): زاد ازاي؟! مد ايده عليكي؟!!!
حياة(بلهفة): لأ طبعاً .. احمد عمره ما رفع ايده عليا ولا حتى جرحني بكلمة
حنين(وقد اطمئنت قليلاً): اومال فيه ايه؟
حياة(بعبوس): مش راضي يخليني ارجع الشغل
حنين: ليه؟
حياة(وهي تلوي فمها): بيقولي بيتي وابني وجوزي اولى بيا
حنين(وهي تعقد حاجبيها): نعم؟! ايه الكلام دا؟
حياة: والله ماعرف .. انا كنت فاكرة ان بنزول مراد الحضانة هقدر ارجع شغلي طلع احمد مش موافق على الرجوع لا دلوقتي ولا بعدين
حنين(بهدوء): وانتي عايزة ترجعي الشغل صح؟
حياة: ايوة .. انا بحب شغلي والحكاية مش حكاية فلوس ومرتب .. حضرتك عارفة ان الفلوس مش مشكلة واحمد بصراحة مش مخلي البيت ناقصه اي حاجة بس انا عايزة اشتغل .. انا كنت ناجحة في شغلي ليه رافض اني ارجعله؟!
حنين(بهدوء): طب سيبيني وانا هتكلم معاه
حياة(بلهفة): لا والنبي يا حنون .. انتي عارفة انه بيزعل لما بحكي لحد حاجة عن بيتنا
حنين(بغيظ وهي ترفع يدها بتهويش): ماتخلينيش اديكي بالقلم على وشك .. حد مين؟! انا امه وامك انتي كمان ولا انتوا هتكبروا علينا
حياة(وهي تتدارك كلامها): لا يا حنون مش قصدي..
حنين(مُقاطعة): خلاص .. انا هتصرف .. يلا قومي شوفي ابنك ..(ثم اكملت بابتسامة).. واعملي طبق السلطة بتاعك علشان وحشني
حياة(بابتسامة وهي تقف): من عينيا يا حنونتي
طبعت حياة قبلة خفيفة على رأس حنين قبل ان تنصرف من امامها لتنظر حنين في اثرها وهي تبتسم على تلك الفتاة الطيبة والجميلة والمجنونة مثلها قليلاً
///////////////////////
يقف مروان على باب غرفة الصالون وهو يُشير لزوجته مريم ان تأتي بينما تدعي الاخيرة عدم الفهم .. يزفر مروان بغيظ لترتسم ابتسامة خبيثة على وجهه ويتحرك لتنفيذها .. مرت دقائق ودخلت غرام (ابنة مروان ومريم) غرفة الصالون واتجهت ناحية والدتها ببراءة
غرام: مامي
مريم(وهي تقبلها بحب): يلاهوي عالبؤ الصغنن دا اللي هاكله
غرام(بتلعثم طفولي): ددو عازك (جدو عايزك)
مريم: بابا! .. طيب تعالي
امسكت مريم بيد غرام وتحركوا سوياً ناحية الغرف لتنظر مريم لها باستغراب
مريم: انتي جايباني هنا ليه؟
غرام(وهي تتحرك بها): هو قلي جيب هنا (هو قالي اجيبك هنا)
مريم: هو مين؟
غرام: بابي
مريم(بدهشة): بابي؟!!
في اقل من ثانية كان باب إحدى الغرف ينفتح ويُمسك مروان بزوجته وهو يبتسم بخبث
مريم(بخضة): ايه دا؟!! انت؟!!
مروان(ببسمة خبيثة وهو يحتضنها بيديه): ايوا انا يا بشمهندسة .. مش لوحدك اللي بتعرفي تخططي الخطط وتفنني التفانين
مريم(بخجل شديد): ...
مروان(وهو ينظر لغرام): 10/10 يا روما .. يلا بقا من هنا
غرام(بعبوس طفولي): فين تاتا؟ (فين الشيكولاته)
مروان(بابتسامة): الشيكولاتة حطيتها في شنطتك يلا بقا اخلعي
ضحكت غرام واسرعت بخطوات طفولية ناحية حقيبتها بعد ان اتمت مهمتها على اكمل وجه وحان وقت ان تأخذ مكافأتها .. تنظر مريم لمروان بغيظ تُداري به خجلها الشديد الذي ورثته عن والدتها
مريم(بغيظ): انت خليت البنت تكدب؟!!
مروان(وهو يرفع حاجبه بمزاح): مانتي اللي مرضيتيش تيجي بما يُرضي الله ف جيبتك بما لا يُرضي الله
مريم(بارتباك وخجل): آآآ واديني جيت اهو عايز ايه؟
مروان(بنبرة خبيثة): كل خير يا بشمهندسة .. اصل فيه كمية مواضيع مختلفة محتاجين نتناقش فيها
مريم(وهي تدفعه بخفة في صدره): اوعى يا مروان عيب كدا العيلة كلها تحت
مروان(بعناد وهو يزيد من محاوطة خصرها): والله لو جبتولي مين مانتي خارجة من هنا إلا لما نتناقش في المواضيع .. دقت ساعة العمل
مريم(بضحك وهي تتراجع بخطواتها): اعقل يا دوك
مروان(وهو يتقدم منها ومازال محاوطها): دقت ساعة الزعف
مريم(وهي تحاول دفعه بخفة في صدره): اعقل يا مروان
مروان(بعناد): دقت ساعة الانتصار
مريم(بضحك): يا مجنون اعقل
مروان(وهو يحملها): حلال الله اكبر
/////////////////////////////////////////////////////////////////
الجزء الثاني هينزل حالاً 💜⁦❤️⁩

أنت عشقي 🖤🔥Where stories live. Discover now