البارت الحادي عشر

ابدأ من البداية
                                    

استدار مايكل ناحية العربة الأخرى و نظر لها فوجدها مزعورة ، يبدو أنها خائفة من العربة !!!
،  شعرت بأن هناك من يراقبها ،  فرفعت نظرها ثم ما أن رأته هو  ادارت وجهها للجانب الآخر ، ركب الجميع و انطلقت العربتان إلى الميناء .

...

Hallona Pov

ترى أين هم ذاهبون ؟ ، انا لا افهم شئ ..
أنا أخشى كل شئ ، أخشى المجهول ، أخشى تلك اللغة الغير مفهومة التى يتحدثون بها ، أخشى كل الأشياء الغريبة التى أراها ، ما هذا الشئ الذى أجلس فيه و يتحرك بسرعة شديدة ، هل هذا سحر ام ماذا ؟!
-- يا اللهى متى سأنتهى من هذا الوضع

: لن تنتهى هالونا ، سيستمر هذا الوضع للأبد

-- لا ، سوف يأتي اليوم الذى اتخلص فيه من هذا الوضع ، و أعود لقبيلتى

: لن تعودى هالونا ، لن تريهم مرة أخرى

-- بلا سأعود

: إذا عدت ، لن تجديهم ، سيكونون كلهم ميتين

-- لا مستحيل

: إذا سأظل هكذا ، مسلوبة الحرية و الإرادة

-- سبيلك الوحيد للحرية هو الانتقام

الانتقام ...

ظلت هالونا فى صراع مع نفسها طوال الطريق ، كانت تتمسك بسور العربة جيدا تخشى أن تقع ، فهى تخشى هذا الشئ الذى تجلس فيه و يسير بسرعة جنونية !!!

أما فى العربة الأخرى ،،،،

فكانوا يتحدثون عنها **

السيد ريتشارد : من أين أتيت بتلك الفتاة يا مايكل ؟

مايكل بلؤم متذكرا ما فعله بهارى :
لقد وجدتها عند هارى دان ، حين أتممت صفقتى معه و جدت لديه أسرى من قبيلتها و هى بينهم فجلبتها حتى أهديها لزوجتى العزيزة .

نظرت له هيلين مبتسمة ثم أمسكت يده ،
امسك مايكل يدها و قربها من فمه ليقبلها ثم بابتسامة صفراء  ابعد يدها  و و ضعها إلى جانبها .

السيد ريتشارد : و لكن تبدو عليها الكآبة !!

السيدة آن : لا ريتشارد ، يبدو عليها الحزن

هيلين : بل يبدو عليها القبح و البلاهة

مايكل ناظرا لهيلين : غبية !!

هيلين : عذرا

تحمحم مايكل ثم قال : اقصد الفتاة غبية ، فهى لا تفهم الأوامر و لكن مع الوقت ستعتاد الأمر و تفهم

السيدة آن : و كيف ستفهم الأوامر و هى لم تسمع لغتنا فى حياتها قط !!!

هيلين : اوه أنها مشكلة حقا ، و انا بالتأكيد لن أضيع وقتى الثمين فى تعليم تلك الغبية شئ ، فكرت هيلين قليلا ثم قالت : و لكن ماذا لو تعاملت معها كالكلاب ، فالكلاب لا تفهم لغتنا و لكنها تخضع للأوامر ، اذا سوف اتعامل معها على هذا النحو .. قالت هذا و هى تبتسم بفخر على فكرتها العظيمة تلك ..

السيدة آن : انا حقا لا أصدق ما اسمع !

حاول السيد ريتشارد تغيير الموضوع ، فقال : لم تقل لى مايكل كيف حال السيد آرثر و زوجته چين !

تذكر مايكل ما حدث بالفندق مع چين و قال :
اها ، أنهما بخير ، لم التقى معهم سوى مرة واحدة فقط عندما اتينا

هيلين بصوت منخفض  و هى تنظر لمايكل : ماذا !! هل ذهبت هناك وحدك و جلست مع تلك الشمطاء چين .

نظر لها مايكل نظرة قاتلة ، فابتلعت ريقها ثم قالت بصوت عال : لما لم تأخذنى معك ، كنت أود زيارة السيدة چين بشدة

رد عليها مايكل من بين أسنانه : المررة القادمة

....

بعد مرور فترة من الزمن ، وصلوا للميناء و نزلوا من العربة ،  أمروا العمال بالميناء بأخذ الأمتعة و وضعها بالسفينة ،
ثم اتجهت هيلين للعربة التى بها الفتاة و قالت بصوت عال :
هيا انزلى

لم تتحرك الفتاة من مكانها فقد كانت خائفة ، ظلت هيلين تصرخ بها حتى لفتت انتباه الجميع ،
نظرت السيدة آن للفتاة بحزن و شفقة ، أما مايكل فتوجه للعربة التى بها الفتاة ، و قال لهيلين بصوت منخفض يملؤه الغيظ :
ألا يكفيكى ما قلتيه بالعربة ، تريدين أن تفتعلى المشاكل الأن ، اذهبى هيلين أنا سأجعلها تنزل .

خافت هيلين من نظرات مايكل ، يبدو أنها ارتكبت حماقتين فى وقت قصير ، فهى تعلم جيدا أن مايكل يهتم بمظهره و مظهر زوجته ، فهو يهيئ نفسه لكى يتسلل إلى الطبقة الارستقراطية و عليه هو و هيلين أن يلتزما بقواعد الاتيكيت و الرقى ، هذا ما اعتقدته هيلين !!!

ذهبت هيلين من أمامه و اتجهت وراء السيد ريتشارد و زوجته اللذان بدورهما اتجهها للسفينة !!

اما مايكل نظر للفتاة ، فوجدها تراجعت للخلف و هى خائفة و لا تريد للنزول ،
نظر لها مطولا ثم
تحدث معها بصوت منخفض : ع الرغم من أنك بصقتى بوجهى و لكن سوف أسامحك !!
لو احد غيرك فعل هذا لقتلته على الفور ، انا افهم انك لا تفهمى شئ مما اقول و هذا أكثر ما يسعدنى !!!
و لكنى متأكد انك زكية و فطنة و ......
ثم  تنهد و قال : و جميلة ....  ، ليس كما تقول تلك الغبية هيلين .

أراد مايكل أن يطمأنها حتى تنزل من العربة ، فمد يده لها و أومأ برأسه يشجعها على النزول ،
ترددت الفتاة اول الأمر و لكنها لم تجد مفر من النزول فوقفت و تشبثت جيدا بسور العربة ثم اقتربت من حافة السيارة حيث كان مايكل يقف ،
ظلت حائرة لا تدرى كيف تنزل ، فأمسكت بحديد العربة جيدا ، و همت بالنزول و لكنها تعثرت فجأة و كادت تقع و لكنها وجدت مايكل يحملها و يمنعها من السقوط ، فى تلك اللحظة التقت عيناه بعينيها
شعر و أن الزمن توقف فجأة ، نظر لها مطولا و لكنها اشاحت وجها بعيدا عنه و حركت يديها راغبة فى الابتعاد عنه ، فانزلها مايكل ثم قال : هيا تعالى معى و سار
لم تتحرك الفتاة و شعر بذلك فاستدار لها ثم أشار لها بمعنى اتبعينى ،،،

تنهدت الفتاة ثم سارت خلفه ، لم تكن تدرى اين هم و لكنها لمحت البحر و رأت اجسام كبيرة يخرج منها أبخرة تشبه أبخرة البركان تبدو تقريبا مثل القوارب البسطية المصنوعة من الخشب التى تستخدمها القبيلة ، و لكنها اكبر بكثير !!!

أين هم ذاهبون ؟!
..

الخوف كل الخوف أن يركبوا ذلك الشئ الكبير و يرحلون بعيدا !!! 

...

يتبع


إبادة عاطفية  .. Passionate Genocideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن