الفصل الرابع عشر.

4.4K 146 18
                                    

الفصل الرابع عشر.

كيفَ تَكونُ النجَاة  ! ما طوقُهَا !! ما طريقُها ! ما طبيعتهُ وما مَداه ؟ كلها أسئلة تَضربِ رأسي وتشجُ أفكارهُ بمطرقَة الحياة ، ما كُل هذا الحزن الذي باتَ يسكنُنا يا الله ! إلى أينَ نتجه .. ماهو هذا الاتجاه الذي يجعل أرواحنا منهكة إلى هذا الحد ، أي خطرٌ وأي بشر جعلوا هذا الطريقَ علينا صعباً ضيقاً من جانباه ، مِن أحرق أشجار غدنا من زرع الشوك في طريقنا بيداه ، من أطفئ النور في أعيننا المدماة ، من يا الله . . فعل بنا كل هذا ؟ ولماذا ؟ الاف الخيبات ملئت ما تبقى من أحلامنا  فجاجةُ الحاضر أنسَتنا أفراح الأمس وتركتنا ننتظر غدنا بجسدٍ مهتز وصبرٍ أدماهُ الحزن وأعماه ، كيف !! كيفَ يا الله ؟ كيفَ تكونُ النجاة

صعدت فرح بعد أن تركت عمر وصلت أمام منزل عمر لتلمح يوسف يجلس بداخل لتقول باستغرب:
-يوسف أنت بتعمل إيه هنا
اتنتفض جسده عواطف بعصبية شديدة :
- فرح انتي اللي جابك هنا
ابتسمت فرح قائله بسعادة :
- ماما عواطف
ابتسم يوسف وقال :
- ماما
اتسعت عيناها بذهول وقالت بغضب :
- ماما هو ده يبقى ابنك
قالت بنبرةٍ هادئة وهي تقترب للداخل :
- ازيك يا ماما عواطف عامله ايه وحشتيني قوي

و قبل أن تدلف فرح إلى الداخل ،رفعت أصابعها بحذر :
- خليك مكانك و اوعى تقربي مني
فرح بحزن :
- ماما عواطف انا
خرجت زهره علي أصواتهم و دهشت من وجود فرح أمامها ، تمتمت عواطف وهو تنظر إليها بحدة:
-بلا ماما بلا زفت انا مش امك ،انا ما يشرفنيش أبقي أم واحده زيك انانيه و ما بتفكرش غير في نفسها انتي اللي رجعت من ثاني، ده انا أما صدقت انك مشيتي و إبني ابتدى حياته ترجع زي الأول راجعي تدمري حياته ثاني صح

أردفت زهره برجاء :
- ماما ميصحش كده
هدرت عواطف بصوتٍ صـارم:
- بــس انتي يا زهره إنتي كنتي صغيره متعرفيش و شوفتي الخبث والمكر بتاعها ده إحنا فضلنا سنين مخدوعين فيها
هزت رأسـها برفض وقالت :
- لا لا لا خالص أنا
قائله بلهجـه حدة و انفعال :
- هششش مش عايزه اسمع منك حاجه اطلعي بره و خدي إبنك كمان وبعدين ما انتي اهو ماضيعتيش فرصه و اتجوزتي و خلفتي كمان راجعة ليه بقي مستخسرة عمر هو كمان يعمل عيله اللي معرفش يعملها معاكي خدي ابنك واطلعي بره

نظرت لها ثم همست لها بصوتٍ خفيض وهي تقول بألم:
- انا عمري ما فكرت ادمر حياه حد أنتم غاليين عليا اوي  
حاولت زهره التدخل اشفقت علي فرح قبل أن تجيــب كانت سمعت صوتٍ والدتها الغاضب.و أقترب منها يوسف خارج المنزل يقف بجانبها ليعانق ارجل والدته بحزن.

ابتسمت بإستهجان ثم هتفت بحده :
- امال انت عملتي ايه اطلعي بره و لو فكرتي تقربي مـن إبني تاني، قول على نفسك يا رحمن يا رحيــم. أنا سكت مره زمان ومش هيسكت تاني
أغلقت الباب بقوه في وجهها أغمضت فرح عينيها المدمعه بتعب و أبتلعت اهاتنها و نظرت إلى يوسف و حاولت الابتسامه.
***

نيران عشق لا تهدأ (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن