Let go

3.1K 160 15
                                    

صُعق عندما حدث ما كان يخشاه،حيث جسدها طريح بالهواء،بشرتها باتت شاحبة وكأن الدماء تنسحب من جسدها،وهو يستطيع رؤية خيوط السموم تسري بجميع أنحاء جسدها...ببساطة أُلقيت عليها لعنة.
نبست سيلينا بأسف:
-أعتذر،لقد وصلت متأخرةً.
لم يجب وتقدم نحو بيلا،ليحيط وجهها بين كفيه متمتمًا بنبرة مهزوزة:
-أنا السبب بكل هذا،سامحيني بشريتي....
أضاف:
-لكنني سأصلح هذا،لقد وعدتك بحمايتك،وأنا لا أُخلف بوعدي أبداً.
-تأثرت.
التفتا إلى مصدر الصوت،لتتغير ملامح وجهه لأخرى متجهمة فور أن تلاقت عيناه مع عيني زاسور.
-يا للعجب،لقد تمكنت من القضاء على الحارس!...
صفق له زاسور وهو يبتسم ابتسامته الشيطانية:
-أُحييك.
نظر إلى سيلينا التي تنظر له ببرود،ليردف بإندهاش مصطنع:
-اوه،أنتِ هنا،يا لها من مفاجأة تعيسة.
ابتسمت بسخرية:
-لأنها بعالمك فقط.
اقترب زاسور من كوك إلى أن وقف أمامه وأردف بسخرية:
-ماذا،هل جئت لإنقاذ أميرتك النائمة!...
بسط زاسور كلتا يديه قائلاً:
-ها هي أمامك،إن استطعت إنقاذها فلتفعل.
...
اخترق جسد زاسور الحائط بلمح البصر،ليمسكه كوك من رقبته وعينيه الصقراوتين تكاد تخترقه.
نبس  بحدة:
-ماذا فعلت بها أيها اللعين!
أردف زاسور ببعضٍ من الإرتباك:
-ابتعد أولاً وسأخبرك.
لكمه كوك بقوة أسقطته أرضاً،ليبتسم بإستفزاز قائلاً:
-إن قتلتني فلن تستطيع إنقاذ بشريتك.
نظر له كوك مطولاً قبل أن يفلته بقوة،ليستقيم زاسور بصعوبة قائلاً:
-لكن سبق وأخبرتك،هناك مقابل.
قهقه كوك بسخرية وسرعان ما تلاشت ابتسامته متمتمًا بحدة:
-لقد قضيت على عشيرتك اللعينة زاسور،وبوسعي القضاء عليك أنت أيضاً.
-ومن دوني ستودع بشريتك للأبد.
عصر كوك على قبضة يده وهو يحاول تمالك نفسه.
-إذاً،قوتي مقابل حياتها؟!
نبس زاسور بإنتصار:
-تماماً.
-وما الذي يضمن لي أنك ستنقذها إن منحتك قوتي؟
تساءل كوك في ريب،ليخرج زاسور عصا متمتمًا:
-ها هي...،بوسعك كسرها واستعادة قوتك إن خالفت الأمر،بالرغم من أن ليس لي أية مصلحة بالاحتفاظ بأي جنس من فصيلة البشر.
صمت كوك وهو ينظر لها مطولاً،لتردف سيلينا:
-كوك،لا تفعل،هكذا ستنهار عشيرتك.
نظر لها ونبس بهدوء:
-لقد وعدتها بحمايتها.
نفت برأسها في إنكار وهي تنظر له بحزن،ليقاطعهما زاسور قائلاً في ضجر:
-أنا أنتظر.
تنهد كوك وهو يحاول كبح غضبه وعدم قتله.
-أنا جاهز.
........
كاد أن يسقط أرضاً بعدما ارتخت قدماه بضعف لكن سيلينا أمسكت به وهي تنظر لزاسور بغضب عارم.
ضحك زاسور بسخرية:
-يا للهول،كم هذا ممتع أن أراك بهذه الحالة المزرية.
نبس بنبرة مهزوزة وهو ينظر له بحدة:
-فلتعالجها،الآن.
-بكل سرور.
اقترب منها ونظراته لجسدها تكاد تخترقها.
صرخ كوك بغضب:
-أسرع.
-على مهلك يا صاح.
نبس وهو يخرج المصل ثم وضعه بجسدها.
...
ارتخى جسدها الهزيل على الفراش،ليجلس بجوارها وهو يمسك بيدها ويتأملها بحزن،مُدركاً أن وجوده معها يُشكل خطراً على حياتها.
نظرت له سيلينا وهي تستطيع رؤية الحب يكمن في عينيه.
-فلتنساها....
نظر لها،لتُكمل بهدوء:
-لهذا حُرِّم على الملائكة النزول إلى الأرض؛حتى لا تتعلق ببشري.
أعاد النظر لبيلا،ليتساءل بهدوء:
-ما الذي جعلكِ تخاطرين وتنزلين الأرض إذاً؟
-هممم،كنت تحتاج إلى المساعدة.
ابتسم بسخرية:
-وأين كنتِ عندما اختطفوها؟
-يااا،أخبرتك أنني تأخرت!
تنهد ثم أردف:
-لا يهم الآن،ما يهم أنها بخير.
-حسناً،أعتقد أن علي الذهاب الآن.
-وهل سيُسمح لكِ العودة؟!
اومأت ثم نبست بإبتسامة:
-وسيُسمح لك أنت أيضاً.....
عقد حاجبيه بتعجب،لتكمل:
-لقد تم العفو عنك،ويمكنك العودة بأي وقت أردت.
همهم بهدوء،لتردف وهي تمد يدها لمصافحته:
-حسناً،سأذهب الآن،أراك لاحقاً.
صافحها قائلاً بإمتنان:
-شكراً لكِ سيلينا.
ابتسمت بلطف:
-على الرحب.
....
>After 1 hour<
فتحت عينيها بتثاقل وهي تشعر بثقل برأسها،لترمش عدة مرات حتى وضحت لها الرؤية.
استقامت ثم جالت عينيها في المكان وهي تمسك رأسها بألم متمتمةً:
-تباً..ماذا يحدث لي؟!،وأين.....
أكملت بتشوش:
-أين كوك؟!
أبعدت الغطاء عنها ثم ترجلت من الفراش،لتشعر بإرتخاء قدميها وعدم قدرتها على الوقوف.
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تنظر حولها بحثاً عنه.
-كوك!!
هتفت بإسمه،لكن لم تستجب رداً.
نظرت إلى الساعة قبل أن تشهق بذعر:
-تباً،لقد تأخرت عن العمل لساعة كاملة!!
تذمرت بغضب:
-وكيف سأذهب وأنا بهذه الحالة،تباً!!!
......
خرجت من منزلها بعدما وضعت طعاماً للقطة،وأخذت تجري إلى المقهى بأسرع ما يمكن وهي توشك على التعثر بين الفينة والأخرى.
...
اصطدمت بجسد صلب كالصخرة وكادت أن تسقط لولا إمساكه بها سريعاً.
نبس بقلق:
-معذرةً،هل أنتِ بخير؟!
ابتعدت سريعاً قائلة في عجلة من أمرها:
-أجل،شكراً لك.
انحنت له ثم هرعت إلى عملها بينما هو يراقبها بأعين مبتسمة.
....
دلفت إلى المقهى وهي تلهث،لتزدرد ريقها بصعوبة ثم أسرعت إلى عملها،لكنها لعنت حظها عندما أخبرتها شوهوا أن المدير ينتظرها بالمكتب.
....
-تفضل.
نبس بعدما طرقت الباب،لتدفع دفة الباب بخفة قائلةً:
-ا....أخبرتني شوهوا أنك تريدني سيدي.
-أجل...آنسة بيلا.
علمت أن يومها لن يمر بسلام من نبرته الحادة،لتتقدم إلى أن وقفت أمام مكتبه.
حاولت التبرير قائلةً:
-أعلم كل ما ستقوله سيدي لكن اقسم أنه ليس بإرادتي...
قاطعها قائلاً:
-لقد سبق وحذرتك،أليس كذلك!
-أجل لكن....
صمتت لوهلة ثم أكملت وهي تحاول التذكر:
-لقد كنت عائدة من المدرسة وبطريقي إلى هنا،لكن..لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك.
نبس ساخراً:
-ماذا،هل سقطتِ على رأسك ولا تستطيعن التذكر!
نفت بهدوء:
-كلا سيدي،لكن...لا أدري ماذا حدث حقاً.
-همم،وهل يفترض بي تصديقك؟!
ترجته قائلةً:
-حسناً،أعطني فرصة واحدة فقط،وإن خيبت ظنك يمكنك فعل ما تشاء،لكن فرصة واحدة فقط....أرجوك!
-لقد سبق وفعلت بالفعل،ولم يعد هناك المزيد.
نفت بترجي:
-كلا أرجوك،أنا بحاجة لهذا العمل حقاً...فقط،فرصة واحدة!
صمت لبرهة وهو ينظر لها في ريب،ليتنهد قائلاً:
-فرصة أخيرة.
نبست بسعادة غامرة:
-شكراً لك حقاً،لن أنسَ لك هذا طيلة حياتي.
انحنت له:
-معذرةً.
سمح لها بالذهاب،لتذهب وهي تشعر وكأن ثقل صخرة انزاح من على قلبها.
.....
>8 PM<
ذهبت إلى نهر الهان لاستنشاق بعض الهواء المنعش بعدما انهكها التعب من العمل.
أغلقت عينيها وهي تحاول تذكر ما حدث بعد عودتها من المدرسة،إلى أن راودها ألم حاد يعصف برأسها.
...
بيلا!!....ماذا فعلت بها أيها اللعين؟!....اهربي بيلا!!!
أنا آسف بشريتي،كل هذا خطأي.
..
-كوك.
همست وقد بدأت تتذكر ما حدث،وكيف حاولت الهروب من الشياطين وكيف حاول هو حمايتها،بدأت تتذكر مظهره وهو يتألم ويعجز عن الدفاع عنها.
تسارعت أنفاسها وقد امتلأت عينيها بالدموع بعدما أدركت أنه ذهب.
هتفت:
-كوك!!
كررت عندما لم تستجب منه رداً:
-كوك!!،عُد أرجوك!...أنت لم تودعني بعد.
خُيم الوجوم عليها وهي تنتظر منه أي إشارة،لتترجاه بصوت يقطع نياط القلب:
-كوك!!،أرجوك عُد!....
أجهشت بالبكاء عندما لم يجب أيضاً،لترتخي قدميها وتجلس أرضاً وهي تنظر للسماء بأعين يملؤها الحزن والإنكسار.
غطت وجهها بيديها متمتمةً بتهدج:
-لقد كنت صديقي الوحيد.
..
شعرت بدفئ مباغت اقتحم جسدها عندما عانقها أحدهم.
أزالت يديها،لتبكي بنشيج مسموع وهي تبادله العناق متمتمةً:
-خشيت أن تتركني.
نبس بحزن وهو يربت عليها بحنان:
-لم أتحمل رؤيتك بهذه الحالة،فجئت لتوديعك.
ابتعدت وهي تعقد حاجبيها في إنكار:
-ماذا!،بالتأكيد تمزح.
نفى برأسه في أسف،لتبتعد عنه متمتمةً بنبرة مهزوزة:
-لقد وعدتني أنك ستبقى معي،ولن تتركني أبداً.
حاول الاقتراب منها لكنها صرخت بوجهه:
-ابتعد عني!،أنت كاذب!...
نفى برأسه قائلاً:
-أنا لم أكذب عليكِ قط،لكن وجودي يُشكل خطراً على حياتك!
صرخت بألم:
-أية حياة!!،أنا أعيش جسداً بلا روح!...
أخذت شهقاتها تتعالى وهي تردف:
-لقد ذهبت أمي..وهجرني أبي،قضيت أسوأ أيام حياتي بمفردي!،لا أملك من أذهب إليه عندما أشعر بالضعف،إلى أن جئت أنت،وأعطيتني بصيص أمل أن حياتي ستتحسن،أصبحت أتحدث معك غير مبالية إن كان أحدهم يراني مجرد مجنونة أتحدث مع شخص غير مرئي!
أضافت بغصة:
-فكيف تتركني بظلمتي مجدداً!...،بتُّ أكره الوحدة؛لأنها تقتلني ببطئ.
ضمها إليه وهي تبكي بحرقة متمتمةً:
-لا تذهب،أرجوك.
همس بنبرة تشوبها المرارة:
-أنا آسف.
اتخذت لؤلؤاته طريقها إلى وجنتيه لأول مرة في حياته،فهو لم يتوقع أن...يُحب بشرية.
...
ظل يعانقها وهو يمسد على شعرها بحنان،ليفصل العناق ثم نظر بعينيها،لتنفرج شفتيه بكلمتين كفيلتين بتدميرها:
-علي الذهاب.
نبست بتهدج وعينيها محتقنتين من البكاء:
-لا تفعل،أرجوك.
-أنا آسف بشريتي،لكن...أظن أنه حان موعد ذهابي،الأمر ليس بيدي.
نفت برأسها وهي تنظر له بترجي وعينيها يكسوها الحزن،ليمسد على وجنتها برفق وهو يردف بلطف:
-أعدك أنني سأعود لرؤيتك مجدداً،لكن ليس الآن.
نبست بغصة:
-إذاً متى؟!
نبس بحب:
-لا أعلم،لكن كل ما أعلمه...أنكِ ستكونين أمام ناظري دائماً،وستكونين تحت حمايتي حتى وإن لم تريني.
انهمرت دموعها بغزارة وهي تراقب جسده وهو يتلاشى تدريجياً.
أمسكت يده صارخةً بترجي:
-واللعنة لا تذهب!!
ابتسم بحب قائلاً:
-إلى اللقاء بشريتي.
نفت وهي تحاول التشبث به،لكنه بالفعل تلاشى ولم يعد منه شيئاً.
..
خُيم الوجوم عليها وهي بحالة إنكار تام لما حدث،فليس بوسعها تصديق أنه ذهب.
جالت عينيها بحثاً عنه لكنه ذهب بالفعل،لتضرب الأرض بقبضتها وهي تبكي بحرقة متمتمةً بصوت يقطع نياط القلب:
-كلا كلا،لا تذهب...لا تذهب واللعنة!
..
خارت قواها وهي تضرب الأرض بضعف،لتنظر إلى السماء وقد بدى كل شئ ضبابياً حولها،لتغلق عينيها مغشي عليها،وكان أخر شئ أدركته هو صوت وقع خطوات على الأرض بطريقها إليها........
يتبع.........

《My Secret Angel》Where stories live. Discover now