ما زلت اتذكر ملامح صدمته حينما دخل غرفتي
حينما وجد كلمة مملة بالدماء تزين أرض الغرفة
ابتسمت له
ليأتي لي محاولا إمساكي
فأنا بالفعل مليئة بالدماء ومرمية أيضاً
مللت
نعم مللت من كل شيء
من كل كلمة تنطقونها لي
ومن كل نصيحة تقدمونها لي
انا لست المرأة القوية لكي اقوم بما تقولونه
انا لدي قدرات لا أستطيع القيام بكل شيء
لدي حدود
اما انتم
فليس لكم حدود بأي شيء
حينما وجدتم بأنني اتجاهل كل كلمة تزعجني بدأتم بتجاهل بالكامل
تجاهل ان كنت موجودة ام لا
تجاهل كلماتي
تجاهل كل ما اقوم به
انا احبكم واحتاجك ولكنكم عاقبتموني لحبي لكم
لِمَ تلازمون قول ما يزعجني بالرغم من ارهاقي منه؟
والدليل؟
الدليل هو انني حينما اسمع ما يزعجني أبدأ بضرب نفسي بقوة شديدة
بكسر اي شيء أمامي
اكتم انفاسي
عقابا لي
لأنكم لا تفهمونني
امنع نفسي من البكاء في الليل
عسا ان ابكي عند الله في اليوم التالي
ولكنني اجد انني ما زلت في منزلي
هذا مؤلم حينما استيقظ واجد إهمالكم مجدداً
ومنكم أصبح لدي تصحر في كل مشاعر تراودني
وحينما تعلمون توبخونني
لماذا لا توبخون أنفسكم؟
انكم انتم السبب
أصبحت اخاف من ان اتحدث معكم
أصبحت اشعر بأنني أملك سراً خطيرا واخاف ان تكشفوه فابتعد عنكم لكي لا أقول لكم شيئاً عن الخطأ او عن الصواب
أريد العيش
ولكنكم تجعلونني اشعر بالعكس
ولكنني لا اريد الانتحار حقا
ادعي الله بالموت ولكنه لا يستجيب
ماذا على أن أفعل في وسط صراخ روحي الذي يتم تجاهله وهو يصرخ متألما
هذا ما قلته له حينما رأيته
ولكن بالفعل لا أعلم ما الذي حدث لي
لأرمي برأسي على كتفه والتصق جسدي بجسده الضخم
لقد فقدت الوعي
استيقظت ووجدت نفسي بجانبه
هو نائم بجانبي
نهضت من مكاني وذهبت لكي استحم
انا لست بخير
وأشعر بأن حرارتي مرتفعة
ولكن لا بأس
نظرت للمرآة فوجدت نفسي نقية من الدماء كما نظرت لأرض الغرفة و جدتها نظيفة ايضا
ملابس متغيرة وشعري مرتب
كيف فعلها؟
جلست بجانبه وبدأت بمناداته
نامجون
نامجون
ولكنه لا يستجيب
ثم قاطعني صوت رنين هاتفي
وجدت رسالتين
انتي، لقد خيبتي أملي، ولا انتظر منك النجاح في حياتك، لقد برهنتي للجميع وانا اولهم بأنك فاشلة
