2

550 20 6
                                    

نعود للملكة السلطان سليمان

   انتهى اليوم كسائر الأيام ،أيام تكرر بعدها،لا جديد في حياته سوى حرب تنسيك الأخرى ومشاكل الشعب التي لا تحد وكأنه خلق سلطانا فقط للجهاد والقتال.
يحتاج شيئ ،شيئا نادرا لا يعلم لحد الآن هو سلطان لا يحتاج مساند .  ها قد تمر على توليه الحكم  عشر سنوات كأنها لم تكن اطلاقا يتذكر جيدا يوم استولى على العرش بعد المرحوم أبيه سليم الثاني وهو ابن السادس والعشرون فتح مناطق عجز سالفين سلالته وآجداده على فتحها لكن فعل ونص القوانين ليسمى السلطان سليمان القانوني

ابتسم وهو يدقق أكثر في الخاتم دا الجوهرة الزمردية الذي بين يديه يتحسس جوانبه الخشنة
هاته ليلة الراحة لا جارية تعتب باب جناحه لطالما كان هكذا يجلس في مكتبه ويمسي يزاول هوايته بالأحجار الكريمة يستمع لصوت الكمان الذي يعزفه خادمه الأمين وشبه صديقه.

كلما صنع خاتم أو عقدا لؤلؤيا ساحرا للأنظار لم تتبادر لدهنه أي واحده من القصر لا أم ابنه السلطانة ناهد ولا أمه .لا أحد يشعر أنه يستحق هذا اللؤلؤ المنضود وكأن الأشياء اجتمعت على ان تنتظرها ولا تفقد حلاولتها الا بحضورها

سمع دقا بسيطا على بابه الذهبي الذي يكتسح أربع أمتار هو يعرف صاحب هذا الصوت مادام العزف انقطع اذن الطارق ابراهيم ضرب بيده بخفه على مكتبه من الخشب الرفيع المغلف بجلد النعام والهدهد دلالة على دخوله

دخل لينحني ولا أحد يعفى من ذلك كل ينحني احتراما وخضوعا وتستمر حكاية تزويد غروره الى موعد مجيئها .

   ترك السلطان ما بيده ووقف يرتدي عبائة نوم ملوكية متخلصا من تاج السلطنة الذي يتقل كاهله يوما عن آخر لكن أين المفر لكل شيئ ضريبة وهو يدفع ذلك الآن ولى وجهه الي الشرفة الموجوده بجناحه تطل على حديقة القصر الشاسعة المحاطة بالجنود و الخدم نقل بصره للسماء يشهد انزلاق نجمة وفي نفس الوقت كانت تشهد معه نفس المنظر .

تحدت من خلفه حارسه الأمين
ابراهيم :مولاي احقا سنستقبل الغجريون من لا دين لهم في قصرنا؟

علم السلطان سليمان ما يقصده يخاف أن ينتشر الفساد في القصر وتنتشر الفتنة ويعلم أن الغجر متسكعون ومنحلون .غالبيتهم لا يملكوا دينا وان ملكوه فليس الاسلام

استدار له السلطان سليمان بهدوء وقال بصوت وخيم شهم
    الاسلام مأوى للجميع لن يجدوا مثله يستقبلهم ولعله رحمة الله بهم أنه بعثهم لنا ولن أبرح حتى أوحد دينهم لما يرضي الله واني لسأفعل والله ولي توفيق

كالعادة يبهره بأفكاره ومبادئه العظيمة يستحق أن يكون سلطان
ابتسم ابراهيم بهدوء وانحنى ينصرف لحال سبيله ليعود السلطان الى مجوهراته يصنع هاده ويصقل الأخرى وكثيرا ما تخيل من سيناسبها وفي كل مرة كان يسقط طريحا لصاحبة الأعين السوداء والشعر الأسود القاتم دا الأطراف البنية ويضعه جانبا يعيد رأسه للخلف يطابق ما تخيله لما يدركه من النساء ولا واحدة رأى بها روائعه النادرة 

مرت اليومين ولاشيئ تغير  سوى أنهم اصبحوا يعاملون كعبيد لدى  الصليبيين يحملون الأتقال عليهم ويستعبدوهم ويستحيوا الكفار نساءهم الجميلات وهذا ما يميز الغجر الا هي كانت
تعطيهم طابع البشاعة بلباسها وابتعادها جل الوقت وكذا كانت تضع الطين الأحمر على مناطق مختلفة لتحي لهم أنها مريضة جلد ويمكن أن تعديهم و لم يكن لهم الا الابتعاد عنها

  وهاهو ضارب الطبول يضرب بشدة يعلن عن قدوم أعداء الصليببين وجيش الحق للسلطان عثمان ويتبت كالعادة أنه رجل لا يخلف وعده مهما اقتضى الأمر

  اشتدت الحرب وكالعادة الغلبة كانت لجنود العثمانيين حارب الغجريون أيضا كان الفئة التي أرسلها تقدر بتلاثون محارب
  وسط دمار الصليبيين وقتل نصف عدد الغجريون ليظل خمسه وذلك لسوء دفاعهم عن نفسهم

كانت خطة مدروسة محاوطة القبيلة من جميع الأنحاء وتقسيم الجيش لنصفين ارسال الأول ليراوغهم لمده طويلة حتى يظنوا أنهم فقط الموجودين ليخرج جميع احتياطات الصليبيين وتنشب معركة قوية وسط القبيلة وحينذاك يحاوطهم النصف الآخر وحسب قانون الحروب أنذاك ان الذي يحيط العدو هو الفائز

  انتهى الصليبين في هاته القبيلة أما عددهم الحقيقي فهو لا يحصى حملوا أسرى الحروب من المسلمين على الدابة وكذا الغجريون مات خمس أشخاص من العثمانيون ليتبقى خمسة وعشرون منهم المجروحين ومنهم من ظل سالما معافا والله حفظه

    في مسيرة دامت ساعات كثيرة تصل قافلة الجمال والبغال الى قلعة العثمانيون ليحملوا الأسرى الى ملحق القصر ينتظروا قرار السلطان

وضعوا في خيمة كبيرة جدا مقسومة لنصفين ذكورا واناثا استفادوا من كرم السلطان الذي أرسل لهم كل ما تشتهي النفس وتطيبه وقد قيل عنه أنه كريم الخلق حسن الضيافة

. كانوا يجلسوا بعيدا عنها يخافوا وباء جسدها وما كان ذلك الا حماية لها تقلب فحمتيها بينهم والوشاح يغطي جسدها ووجهها كأنها خيمة ولا أحد يعلم أن وراء هذا التوب الرت الرديئ امرإة فاتنة ستنشب الحروب لأجلها


   

حل الصباح على مملكة الدولة العثمانيه وقد ارتاحوا نسبيا

وهاهي تستيقظ ببطئ وتحك عينيها البنية الغامقة لتضع يدها بسرعة على صدرها تتأكد من الوشاح هل لا  زال يغطي جسدها العاري الذي لا يستره سوى توب قصير يحاط بالجسد من الصدر الى ما قبل الفخضين وقد حل محلهم الآن الملابس الداخلية

أرجعت شعرها الأسود دا الأطراف البنية للوراء بسرعة وبدأت تقلب نظرها بينهم كالبومة وكان الكل بعيد عنها انهم خائفون من حالتها المزرية مثلهم  لا لأنها كانت تملك بقع حمراء تغزو غالبية جسدها البعض ظنه مرض الجذام والبعض قال انه مرض الحصبة والكثير ابتعد لأنه يشبه حبوب الجدري المائي

ابتسمت بسخرية لما يحدث هذا اليس من المفترض أن تموت أقصى أحلامها في هاته اللحظة أن تودع هذا العالم كم ترغب بالنهاية قطع متمنياتها الصعبة ومتى كان الرغبة في الموت صعبة أو بالأصح هل الموت يتمنى ؟

 




  

مالكة الملكWhere stories live. Discover now