دخل عثمان بخطوات قويه ليقف امام ليلي التي أنهكها الاعياء ليقول بلهجه أمره وهو يتطلع لحالتها المزريه : قومي
قامت ليلي ببطء تنظر اليه ليقول : اخر فرصه هديهالك..... انتي اللي كنتي معاه
: والله... قاطعها بغضب ; متحلفيش وقولي كل اللي تعرفيه
قالت ليلي بتعب وانهاك ; معرفش، حاجة
: كدابه انتي قولتي ان الحادثه غصب عنه وان العربيه ظهرت قدامه فجأه.... امسك ذراعها بعنف : ازاي متعرفيش حاجة بقي
: يوسف اللي حكالي
; حكالك ولا كنتي معاه
; قولتلك مكنتش معاه
: كدابه الشهود كلهم اكدوا ان كان في واحدة معاه وانتي خطيبته شيء طبيعي تكوني معاه
نظر اليها وتابع بخبث : والا لو يعرف واحدة غيرك
هزت راسها : معرفش
اغتاظ منها ليدفعها للخلف بقوة مزمجرا : يعني ايه متعرفيش.... انطقي كل حاجة احسنلك
: انا قولت لك اللي اعرفه
: ولما هو كدة هربيته ليه
: كنت هتقتله
: يستاهل القتل... زي ماقتل اختي
: مقتلهاش كانت حادثه
: انتي مش، قولتي مكنتيش معاه.. اية اللي مخليكي متأكده انها حادثه
تلفت اعصابها من استجوابه لها والضغط عليها بتلك الطريقه لتقول بانهاك ;هيقتلها ليه...؟
: عشان هو واحد و.....سكران ....
دفعت حياتها ثمن لاستهتاره
قطبت جبينها مردده بعدم تصديق ; انت بتقول ايه.....؟
نظر اليه بغضب شديد قائلا : اللي سمعتيه
واللي جايز تكوني عارفاه لما كنتي معاه في العربيه
: قولتك مكنش، معاه
نظر لها بخبث وتابع : حاليا هعمل نفسي مصدقك.... بس لو عرفت في يوم من الايام انك كذبتي مش هرحمك
نظرت له بلهفه : يعني هتسيبني امشي من هنا
ضحك بشيطانيه ساخرا : اسيبك.... ده علي اي اساس
: انت مش قولت انك.... قاطعها وهو يمسك بذراعيها ويتطلع لعيونها بنظرات عيناه المخيفه قائلا : قولت هعمل نفسي مصدقك.... ازدادت نظراته قتامه وهو يترقب تأثير ماسيقوله عليها وهو يتابع : سامح السواق شاف البنت اللي كانت مع ابن عمك..... كلها يوم ولا اتنين ويفوق واعرف اذا كنتي بتكذبي ولا لا
لم تتغير ملامحها ليستغرب عدم خوفها من معرفه ان سامح مازال علي قيد الحياة وهذا بالفعل مااخفاه عن الجميع فسامح مازال حي ولكنه بغيبوبه واخبرها كذب انه سيفيق بعد يومان....
: مش بكذب والله مابكذب.... انا ماليش ذنب
نظر لها باستخفاف قبل ان يقول ببرود :
هقولك اللي قلته لعمك..... اه بالمناسبه كان هنا بيدور عليكى من شويه
اقترب منها واستشرست ملامحه وهو يتابع بحقد : ندي اختي مكانش ليها ذنب برضه
اغروقت عيناها بالدموع لتقول برجاء : بابا مالوش حد غيري
اجاب بقسوة ; وآدم مكانش له حد غير امه وابوه
دفعها للخلف وتابع بقسوة : انتي هتفضلي هنا لغاية مالكلب ده يظهر...... اخد حق اختي واسيبك بعدها لو اتأكدت أن فعلا مالكيش ذنب
بكت بقوة وهي تقول : حرام عليك..... ابويا هيموت لو عرف اللي حصلي
اولاها ظهره وغادر قائلا بعدم اكتراث : يموت
............
.....

خرجت تلك المرأه الخمسينيه والتي تكون زوجه اب مدحت من غرفه زوجها طارق صفوان لتقول ابنتها : اية ياماما بابا حالته ايه..؟
لوت فاتن شفتيها : اهو لسة زي ماهو مش عاوز ولا يامل ولايشرب
قالت بتأثر : عنده حق ياماما... موت مدحت كان صدمه لينا كلنا
:اه بس مش يموت مفيه وراه يعني..ماهو انتي واخوكي لسة عايشين ولا هو ابن سميرة عجبه
: ايوة ياماما بس ده برضه... قاطعتها فاتن بحده : بلا بس بلا زفت يامي اخرسي بقي انا مش طايقه نفسي
فتحت مي فمها لتتحدث ليدخل ابنها خالد وهو ينفث النيران ; في ايه مالك .؟
هتف ذلك الشاب بغضب : هيكون في ايه غير الزفت اللي اسمه الباشا
عقدت فاتن حاجبيها بأستفهام ;وماله عثمان..؟
هتف باستياء : في انه عاوز ياكل حقنا في ورث اخويا
: ورث ايه يازفت هببت ايه..؟ انطق قول عملت ايه
: هكون عملت ايه... رحت اتكلم معاه في نصيبنا وحقنا قالي مالكش حاجة عندي.....
جزت علي أسنانها ; وانت اية اللي خلاك تعمل كدة اصلا
: امال اعمل ايه..... مش المستشفي دي بتاعه اخويا الله يرحمه وليا حق فيها...
قالت فاتن بغل : المستشفي اتعملت بفلوس الباشا
اومأ لها ; واحنا نطلع من المولد بلاحمص... نظر الي امه وتابع بحنق : ولا الدكتور يعيش متنعم بثروة الباشا ومنطولش احنا منها حاجة حتي لما يموت
قالت امه بغضب ; انت غبي.. اغبي واحد شفته.. بقي عيني عينك رايح تقوله ورث
;امال اعمل ايه..؟
: متعملش حاجة.... تتفضل تختفي من قدامي وتسبيني اتصرف..... فاهم
زفر خالد بضيق وانصرف لتتبرطم فاتن ببعض الكلام فتقول مي : خالد عنده حق ياماما مش كفاية مدحت مكتبش لينا اي حاجة في ثروته عاوزانا نسكت
: لا ياغبيه مش هنسكت... هناخد حقنا بس مش بغباء اخوكي
: امال ازاي..؟
نظرت لها امها بحنق : تتنيلي تجهزي وتجي معايا نطمن على ابن اخوكي الاول وتعملي اللي اقولك عليه
نظرت الي امها التي تابعت بخبث ; وانا بقي هخلي الثروة دي كلها بتاعتنا
............
.... نظر حسان الي عثمان قائلا ; يعني هنخلي البنت دي هنا ياباشا
اومأ له باقتضاب ليقول : بس جايز عندها حق ومش هي اللي كانت معاه
: مش مشكلتك..... كل اللي تنفذه انك تجيب الواد ده من تحت طقاطيق الارض فاهم ياحسان
: اوامرك ياباشا
دخل عمار بدون مقدمات قائلا : انت فعلا خاطف البنت دي ياعثمان
هتف عثمان بحدة : قلتلك قبل كدة متتدخلش
هتف عمار بعنفوان : لا أتدخل.... لو زي مافهمت ليها يد في حادثه ندي تسلمها البوليس وهما يتصرفوا معاها
قام عثمان من مكانه بغضب قائلا بصرامه ; قلتلك متتدخلش
نطر له أخيه بغضب : وآدم كمان متدخلش
التفت له عثمان بحده : ماله ادم..... ؟
قال عمار وهو يكور قبضته : بيسأل عن امه وابوه..... هنفضل مخبين عليه لغايه امتي.... ؟
قال عثمان بضيق : علي طول...... ازدادت نظراته قسوة وتابع : ولا عاوز تروح تقوله امك وابوك ماتوا
ترك الغرفه وخرج صافقا الباب بعنف ليقول حسان ; معلش ياعمار بيه.... الباشا مضغوط وموت ندي هانم مأثر عليه
زفر عمار قائلا : والبنت ذنبها ايه
هز حسان كتفه وخرج دون قول شئ
..............
.....
............

ظلت ليلي مكانها رافعه عيناها تجاه تلك النافذه الصغيره تنظر الي السماء كأميرة مسجونه تتساءل ماذا سيأتي بعد هذا الظلام..... لتتفاجيء بملاكها الصغير
يتسلل اليها مجددا وقد هرب تلك الليله لها أيضا
ابتسم لها برقه وقد اخذ تفاحه من عشاءه الذي رفض تناوله قائلا : كلي معايا
ضمته لها وانسابت دموعها فهو ليس بطفل بل ملاك....
.......

قراءه ممتعه... بقلم رونا فؤاد

القاسي Where stories live. Discover now