/ عُمْر جَدِيد /

1K 96 55
                                    

الصَّداقَة لَيسَت مُجَردَ طُقوس نَقوم بِها بَل هيَ عَهد أَبَدي يُخَلد في الأعماق ..
.
.

دخلت كل من ايلاريا والديا للمنزل بعد سفر دام أيام ، نظرت ايلاريا  الى منزل والدها بحزن لقد أعادت ترميمه قبل سنة و لكن مع ذلك لم تستطع إعادته كما كان .. لم تستطع إعادة والديها ولا نانا كل ما تمكنت من إعادته هو الذكريات ، وضع الرجل الحقائب أمام الباب لتعطيه الديا نقوده و يغادر بعدها  لتبقى ايلاريا و الديا محاصرتان من قبل الماضي

: " هيا فلنذهب لغرفنا لنرتاح قليلا ونلتقي في المساء على العشاء "

: " ايلا أنا سأخذ غرفة امي "

نظرت لها ايلاريا بخوف فلقد عانت كثيراِ مع الديا في السنوات الماضية بسبب فقدانها لوالدتها في سن صغير كما  أن الديا لطالما كانت أكثر حساسية وتأثراً منها ولا ترغب بإعادة ما حدث سابقاً معها ... ففي إحدى المرات كادت أن تموت بنوبة قلبية من كثرة البكاء ، وقد استشعرت الديا الرفض في نظراتها لتتكلم بسرعة

: " أرجوك لقد مرت اثنتا عشرة سنة بالفعل لاتقلقي لن يحدث  شيء " اومأت لها ايلاريا على مضض لتصعد كل منهما لغرفتها لترتاحا قبل موعد العشاء .

.

.

: " أخي " صرخت بها كتالين و هي تقتحم الغرفة

: " ماللعنة .. لما كل هذا الصراخ "

تكلم ادونيس بغضب وهو يرفع عينيه عن الأوراق التي تقبع بين يديه ، وقفت أمامه و الدموع تملئ عينيها و وجهها  صبغ باللون الأحمر ، نظر لها ادونيس بخوف ليحتضن وجهها بسرعة

: " صغيرتي ما الأمر ؟ مالذي أبكاك ؟ أعطيني أسم اللعين الذي أحزن طفلتي لأجعلهُ يدفع الثمن غالياً "

: " أخي أنا أرجوك أنظر لم أطلب منك شيئاً طوال حياتي و هذه أول مرة أطلبُ منكَ شيئاً في حياتي .. أرجوك أريد أن أنفصل عن نوفاك و أغادر هذهِ المملكة "

سحبها لتجلس على الأريكة ليجلس بجانبها متسائلاً :" لما مالذي فعله هل أحزنك أخبريني وسأقوم بفصل رأسه عن جسده "

هزت رأسها نافيةً الأمر : " اذاً طفلتي مالأمر ؟ "

علت شهقاتها و أخترقت سكون المكان : " انظر .. شكلي لوحده كفيل بجعلي أنفصل عنه و مغادرة المكان "

: " وما به شكلك جميلتي ؟! "

: " لا تقل لي جميلتي .. أنا لست جميلتك .. أنا لست جميلةً اصلاً .. أنظر .. أين الجمال و أنا مشوهة ها أخبرني .. الجميع يتكلم عني دائماً .. دائماً ما كانوا يتكلمون عن شكلي كنت أعلم ولكن بعد زواجي من نوفاك زاد الكلام و وصل الأمر .. وصل الأمر الى مقارنتي بميران .. لقد أغلقت أذني و قلبي عن كلامهم و لكن الأمر لم يعد يطاق ، لقد استنزفت كامل قواي "

 خطيئة ايلاريا ( الوجه الأخر للعنفوان ) ✔️Where stories live. Discover now