/ الديا الصَّغيرَة /

353 49 68
                                    

بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي ..

.

.

بعدَ مرورِ تسعَة أشهُر 

كانت ايلاريا تجلسُ على الكرسي بجانب المدفأة تقرأ إحدى كتب الأعشاب التي أحضرتها من المنزل بينما الديا تجلسُ على الأريكة المقابلة و هي تحيكُ ثوباً من الصوف لطفلتها القادمة ، أغلقت ايلاريا الكتاب و وضعته على الطاولة أمامها ثم نظرت نحو الديا التي تحيكُ الثوبَ بسعادة لتسألها

: " أريدُ أن أفهم لماذا تحيكينَ ثوباً زهري اللون ؟ "

: " من أجل طفلتي "

أجابتها الديا ببساطة لتسألها ايلاريا باستنكار : " و ما أدراكِ بأنها فتاة قد يكون فتى "

: " و إن يكن سألبسه إياه "

: " ستلبسين صبياً ثوب فتياتٍ زهري ؟ "

: " أجل و ما المشكلة في ذلك ؟ لطالما كنتُ أحلم بأن أنجبَ فتاة لأحيكَ لها ثوباً و البسها إياه "

: " أنتِ حالة ميؤوسٌ منها "

همست لها قبل أن تنهض و تقف أمام النافذة تراقب هطول الثلج في الخارج بملامح جامدة . كان قد دخلَ فصل الشتاء قبل أسبوع و جميع السكان اعتكفوا في بيوتهم حتى هنا في القصر الجميع لازم غرفهم و لا أحد يخرج سوى الخدم لأداء أعمالهم و الإمبراطور مع مرافقيه من أجل الأعمال ، حتى الإمبراطورة الأم لَم تتقابل معها منذُ دخول الشتاء و كتالين زارتهم منذُ يومين و من بعدها اعتكفت في غرفتها هي الأخرى فحسبَ ما سمعت قام زوجها بتوبيخها لخروجها في هذا الجو البارد و هي تحمل طفلهما بين أحشائها مما تحتم على الديا و ايلاريا البقاء بمفردهما في الغرفة بالإضافة لطفل الديا الذي لَم يولد بعد .. أو طفلتها كما تدعي .

خلال هذهِ الأشهر التي قضتها ايلاريا في القصر تغير الكثير و أولها علاقتها بادونيس في كل يوم تقضيهِ معهُ في هذا القصر تشعرُ بالتهديد بأن كل هذا خاطئ و لكنها لَم تعطي بالاً لأحاسيسها فهي أتت لهدف واحد و لن تغادر قبل تحقيقه . أما الديا فبعد مكوثهما في القصر باسبوعين اكتشفت أمر حملها ، في البداية ظنت بأنَّها ستنفرُ من الطفل و لكنها خالفت توقعاتها عندما سُرت بوجوده و لَم ترغب بالتخلص منه كما اقترحت عليها . أما كتالين التي كونت صداقةً قوية معهم فلقد اكتشفت حملها بعدَ شهرين من وجودهما هنا و حسب ما فهمت بأنها كانت تواجهُ مشاكلاً مع زوجة نوفاك الأولى و بعد أخر مشكلة قام ادونيس بطردِها من الإمبراطورية لتطاولها بالكلام مع أخته و لكن الأخرى جن جنونها لتحاول قتلها مما جعلَ ادونيس هذه المرة يأمر بنفيها للمدينة الأخرى و جعل حولها حراسة مشددة تمنعها من العودة و لولا أنها رفيقتهُ منذُ الطفولة لأمر بإعدامها . أما فايدروس زوج الإمبراطورة الأم و على الرغم من عدم ثقتها به و هي واثقة من أنهُ يخفي أمراً ما إلى أنها اكتشفت و بعد مدةٍ قصيرة بأنهُ خائن و يعمل ضد الإمبراطور مما جعلها تتعاون معهُ لتقضي على ادونيس و بذلك تكون قد ثأرت لوالدها و نانا و الديا و لطفولتها .

 خطيئة ايلاريا ( الوجه الأخر للعنفوان ) ✔️Where stories live. Discover now