انهيت روتيني الصباحي المعتاد لأحمل حقيبتي وأحشر هاتفي بجيب بنطالي وانزل للأسفل ناحية المطبخ.

"هل انهيت صراخكِ الصباحي المعتاد؟" علقت الثيا بسخرية ما إن دخلت المطبخ.

ابتسمت بثقة قائلة بعجرفة معتادة، "من لا يملكون اذناً موسيقية لن يقدروا الحناجر الذهبية، لابد ان حياتك صعبة للغاية." انهيت كلامي بوضع يدي اليمنى ناحية قلبي بتأثر مصطنع.

بالمناسبة، الثيا هي شقيقتي الصغرى، اكبرها بسنة واحدة وبضعة اشهر. تمتلك شعراً بلون البنّ كوالدتي تماماً بعكسي انا التي ورثت الشعر الاصهب من والدي، وكلتانا ورثنا لون عينينا العسليّ من والدتنا.

انزلت الثيا خبز التوست لترفع رأسها ناحيتي معلقة بعدم تصديق، "فليعطيني الاله ربع ثقتك فحسب،" حركت رأسها ببطء متمتمه، " بحق الله هل يتدرب دانيال على تحمل الاصوات المزعجة؟"

دانيال هو الشخص الذي يصر على ان يصاب بالطرش لسبب لا اعلمه، نعم يا سادة. هو الشخص الذي اراسله.

ورغم ان صلة قرابة تجمع بيننا الا انه اقرب ليكون صديقي من ان يكون ابن خالتي والسبب بسيط للغاية، نحن لم نرَ بعضنا منذ مدة طويلة للغاية.. اعتقد سبع او ربما ثمان سنوات.. شيء كهذا لم اعد.

وعلى عكس ما توقعته نحن نستمر بتبادل الرسائل بشكل يوميّ. ظننت بأن حديثنا سينفد يوماً ما ولن نجد ما نتحدث به معاً لأننا لا نلتقي على ارض الواقع، والبشر سريعي النسيان والتغيير.

يعيش مع عائلته في الخارج، بدولة مختلفة كلياً لحظة.. تصحيح، نحن من نعيش بالخارج لا هم. اعتدنا في الماضي العيش هناك قبل ان ننتقل بسبب انفصال والداي.

وبما ان كل أقرباء ابي هناك يعيشون ايضاً لم تستطع امي تحملهم لذا.. ها نحن ذا.

لكننا في كل عطلة صيفية نذهب لهناك، لنرى خالتي بالطبع وليس لرؤيتهم فأمي لا تطيقهم البتة.. امي والثيا من يذهبون اما انا فأتطوع لأبقى واحرس المنزل..

يا لي من شخص رائع، اضحي بالذهاب لهناك من اجل الجميع.

ابتسمت مجدداً بثقة، "لا تشعري بالغيرة، سأراسلك ان كنت تشعرين بالغيرة." باشرت بتناول فطوري بينما هي أخرجت نفساً من بين شفتيها بغضب.

"لما سأشعر بالغيرة؟ انتما تتراسلان وحسب بينما انا اذهب لهناك واراه بشكل حيّ امامي.. انتِ لا تمتلكين هذه الميزة انت من يجدر به ان يشعر بالغيرة فانتِ من يفتقد الكثير." ابتسمت بانتصار لأقهقه.

رفعت رأسي قائلة بأكبر ابتسامة صنعتها بحياتي، "شكراً لك، لكن لا.. تستطيعين الاحتفاظ بهذه الميزة لنفسك."

اخر ما اريده الذهاب الى هناك مجدداً، انا بخير مع البقاء هنا.

"ليليث اتركي شقيقتك تكمل طعامها." تحدثت امي بينما تسحب الكرسي المجاور لالثيا وتجلس عليه واضعة الكعك الطازج على الطاولة.

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن