Chapter 31

23.9K 2.4K 1K
                                    


"لما واللعنة أنتم هنا؟" كان هذا اول ما خرج من فمي، ليعمّ صمت أشد من قبل المكان.

كانت أمي تجلس بتعابير غير مسرورة لوجودهم ولم تكلف نفسها عناء إخفاء ذلك. ومقابل لها جلس رجلٌ كبير في السن وطويل القامة ذو شعرٍ أشيب وعينين بندقيتين ملامح وجهه تشبه والدي للغاية الا انها على عكسه باردة للغاية، يمسك بيديه عصى برأس نمر عينيه جوهرة بلون بنفسجيّ. يرتدي بذلة سوداء فوقها سترة فاخرة رمادية تصل لأعلى ركبته بقليل.

وبجانبه جلس رجلٌ يملك شعراً أصهب تخلله بعض الخصل الرمادية وعلى عكس الشخص بجانبه بدى تعبير وجهه ذابلاً وكأن الحياة أرهقته وكسرت كاهله قبل أوانه حتى، وانطفاء عينيه الخضراوين أكبر دليل على ذلك.

وامرأة تجلس على مقعدٍ منفرد، ترتدي فستان طويل ذو أكمام طويلة بلون أخضر ربيعيّ تماشى جيداً مع لون عينيها الشبيهتان بالرجل الحزين ذاك، وشعرها الأصهب تربطه بشكل جميل أعلى رأسها.

وثلاثتهم حدقوا بي لوهلة بصمت للطريقة الوقحة التي استقبلتهم بها. حسناً، اعذروني ان لم استقبلكم بالأحضان مشاعري تأتي متأخرة.

وان كنتم فضوليين لمن يكونون، فهذا الرجل العجوز الفخور هو جدي يدعى على ما اذكر زاكار أو زكار او شيء من هذا القبيل. الآخر بجانبه يكون ابنه جونا أكتوبر، وهو أخ والدي غير الشقيق كتلك المرأة ديفا أكتوبر.

وليست أمي وحدها التي تكرههم، فهم السبب الرئيسيّ لانفصال والداي. لطالما أراد هذا العجوز ان يكون الآمر الناهي والجميع يجب ان يمتثل لأوامره، وأذكر ان سبب شجار امي وابي في ذلك الحين هو طلب غير معقول منه والأكثر ازعاجاً بأن لا احد منهم حاول مساندة ابي فحتى رغم انني لا اهتم لوالدي الان الا انني اشعر بالشفقة لعيشه بين عائلة مجانين مثلهم.

ابتعد ابي عنهم ما ان انفصل عن والدتي وغادر دون ان يقول لأي احد أي شيء، لا هم.. ولا نحن. لهذا الثيا غاضبة منه بشدة، كانت صحتها سيئة في ذلك الوقت وحتى ذلك لم يوقفه عن الرحيل.. يال السخرية هم عائلة في النهاية.

"اوه هل هذه هي ذاتها الجبانة الصغيرة؟!" قاطع الصمت الذي حلّ صوت ديفا الخالي من أي مشاعر، لطالما شعرت بصعوبة لمعرفة ان كانت تسخر أم انها فقط تقول ذلك.

قلبت عيني بوقاحة دون ان ألقي لعنة لكونها أكبر سناً مني لأرد دون تكلف، "وهل ابدو في السابعة؟" حسناً، لنكون واضحين ما قالته كان به صحيح، فحينما كنت صغيرة وكنت التقي بهم كنت أشعر بالخوف، كانوا غريبين وقاسين بالنسبة لطفل، ينظرون لي وكأني قتلت أحدهم.

على أي حال انا لم اعد طفلة. صمتت ديفا تنظر لي ولم تجب، كانت فقط تحدق بي بطريقة غريبة يصعب تحليلها. بقي جونا صامتاً ايضاً ينظر لي تماماً كما تفعل ديفا. لكن ثالثهم لم يبقَ صامتاً، بل علق بنبرة صوته الثابتة، "بل وقحة، هل هذا ما ربيت ابنتك عليه؟"

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن