|15|. ثـأرٌ قديم.

701 34 3
                                    

قضى موسى ليلته صُراخًا وهو يحطم كل شيء حوله، وأي شيء يراه، مهما حاول عمه أن يُهدءه ومهما حاولت زوجته تهدئته فلا استجابة ..

لا ينفك يتذكر نظرات يامن له خصيصًا والتي أنبأته كم أنه خِصمٌ لن يتخلص منه بتلك السهولة إطلاقًا، وبحلول الرابعة فجرًا كان قد فقد قواه تمامًا ورمى بجسده على أريكة غُرفته وغط في سُبات تخللته انتفاضات وارتجافات وكوابيس مُزعجة ومُؤرقة ..

انصرفت چنى نحو غُرفتها في هذا المنزل هائمة على وجهها، ودون شعور وجدت دمعاتها الحارقة تكوي وجنتيها ألمًا ..

كان واضحًا جدًا كيف أن يامن أضحى يحب يُمنى كما لم يفعل من قبل، يامن .. زير النساء، استقر على فتاة واستقرت حياته معها وها هو سيؤسس حياةً جديدة، وماذا عنها هي؟

هي التي كانت تذوب به عشقًا، تفعل كل شيء وأي شيء لأجله هو فقط، أن تناله ..

لكنه لا يزال عصيًا عليها، بل كأنه أضحى نائيًا عنها ولن يعود، إن لمحت ظِلَّه في مكان ستعيش عليه، لكنها تعلم في نفسها أن هذا لن يحدث ..

ومثل زوجها الآخر لم تعي بنفسها سوى وهي تتوسط أرضية غُرفتها الخشبية الباردة تنام عليها دون وعي ..

حين استيقظت في صباح اليوم التالي بعد ليلة صعبة، شعرت بكل جسدها يئن ألمًا، حاولت رفع رأسها عن الأرض لكن جسدها خانها وداهمها دوار شنيع عصف بكل جسدها ليرديها مكانها ثانيةً ..

جسدها كله يرتعش وتشعر بسخونة شديدة تجتاحها، ودون أدنى تفكير أمسكت هاتفها المُلقى جانبها لتحادث موسى، لكن صوتها لم يخرج من حنجرتها، ما بالُها اليوم؟

شعر موسى بخطبٍ ما لديها، لينهض بعد نومته المؤلمة يهرع لغرفتها التي تقبع في الطابق السفلي، فتح بابها ببطء ليراها مُمددة على الأرض بضعف، فجرى نحوها ليحملها بين ذراعيه المفتولين برفق يضعها على السرير، وجسدها كله يرتجف دون إرادتها ..

"مالك؟" سأل بقلق وهو يسحب غطاء سريرها ليدثرها داخله، لتشير له هي بالاقتراب حتى يسمعها ..

دنى موسى من فمها وهو يضع ذراعيه حول جسدها، لتقول بصوت مبحوح بالكاد يسمعه:

"جسمي بيوجعني أوي، ودايخة وزوري بيوجعني، حاسة إني عندي سخونية كمان"

وضع موسى كفه على رأسها لكنه لم يشعر بأي شيء، لتمسك كفه تضعه بين شفتيها فانطلق هواءٌ ساخنٌ يضرب كفه بضراوة ..

"سخونيتك داخلية، استني هجيب لك كمادات وهسأل تحت على علاج ليكِ"

قال وهو ينهض من جانبها لينزل الدرج، سأل زوجة عمه لتصف له بعض الأعشاب والأمصال التي يمكنها صناعتها يدويًا من الأعشاب والنباتات، وصنعت لها طعامًا يناسب حالتها كذلك ..

«مـلاذي.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن